لندن: معد فياض
اثار غناء المطرب العراقي سعدون جابر لقصيدة «مو حزن» للشاعر العراقي مظفر النواب اشكالا بين الشاعر والمطرب الذي ضم الاغنية في البومه الغنائي الاخير (الرمال ـ مو حزن) بسبب ما قاله النواب من ان الحان الاغنية لم تعجبه وانه تم وضع صورته وتوقيعه على كلمات القصيدة فوق غلاف الكاسيت والملصق الترويجي للكاسيت الذي وزع في الاسواق اخيرا.
حيث قال النواب: «فوجئت بوجود صورتي وكلمات قصيدتي «مو حزن» مطبوعة بخط اليد مع توقيعي على الغلاف الثاني وفوق الملصقات الترويجية لكاسيت صدر اخيرا للمطرب العراقي سعدون جابر يحمل صورته (المطرب) على الغلاف الاول ووضع اسم قصيدتي «مو حزن» كعنوان ثان لاغاني الكاسيت «الرمال ـ مو حزن».
واضاف النواب انه تعرف على المطرب جابر قبل عامين عندما حضر الى دمشق لاحياء حفلة غنائية وطلب منه وقتذاك غناء قصيدته «مو حزن» واجابه انه لا مانع لديه ولكن بشرط ان يسمع اللحن قبل التسجيل، مؤكدا ان سعدون جابر فاجأه قبل ثلاثة اسابيع باتصال هاتفي من عمان وهو يقول له استمع لاغنية «مو حزن» وكانت بالطبع ملحنة ومسجلة على شريط كاسيت، ولم تعجبه الحان واداء الاغنية، مشيرا الى انه اعجبته فقط المقدمة الموسيقية، وكان من المفروض ان يسمعها قبل اطلاقها للتوزيع. من جانبه قال المطرب جابر انه يعتز بموافقة الشاعر النواب على غنائه قصيدته «مو حزن» مؤكدا ان النواب كان استمع للاغنية خلال اتصال هاتفي من عمان معه في دمشق وقبل اطلاقها للتوزيع «وقد ابدى اعجابه بالاغنية وبعث لي بموافقته الخطية على اطلاق الاغنية وانا احتفظ بتلك الموافقة وان الاغنية قد حققت نجاحا بين اوساط المستمعين منذ اطلاق الكاسيت للتوزيع».
وقال الشاعر مظفر النواب «لقد تألمت كثيرا عندما عرفت ان المطرب سعدون جابر استخدم صورتي وكتب النص الذي غناه وليس نص القصيدة كاملا بخط يد يبدو وكأنه خط يدي ووضع توقيعي على النص لتبدو وكأنني كتبت هذا النص ووقعته واستعمل ذلك كغلاف ثان لشريطه، بل الاغرب من هذا وضع كل هذا في ملصقات للترويج لشريطه وهذه الملصقات معلقة على واجهات محلات بيع الاشرطة في العاصمة الاردنية عمان كل هذا من غير ان يأخذ رأيي حتى يخبرني بذلك».
بينما قال المطرب سعدون جابر حول موضوع صورة الشاعر وكلمات قصيدة «مو حزن» وتوقيعه والملصق الترويجي ان لا علاقة له اطلاقا بهذا الموضوع وان صاحب الشركة المنتجة للكاسيت (اردني) من محبي قصائد النواب وهو كثير الاعتزاز به لهذا اختار صورة وكلمات القصيدة من احدى الكتب الصادرة عن النواب ووضعها اعتزازا بالشاعر من غير ان يقصد استغلالها تجاريا، وقد حاول الاتصال بالشاعر مرات عدة للحصول على موافقته لكنه لم يوفق اذ جرى اخباره ان النواب غير موجود في دمشق ولم يتم تزويده برقم هاتفه، وان محبة المنتج للنواب هي التي دفعته لهذا التصرف، وانه شخصيا لا يملك صورة للنواب، مضيفا «انا كثير الاعتزاز بوضع صورتي مع صورة الشاعر النواب في عمل واحد».
وقال النواب ان «المفاجأة الاخرى هي ان المطرب قام بتغيير بعض مفردات القصيدة من غير ان يأخذ رأيي وتصرف بحرية في كلمات الاغنية، فمثلا تم تغيير مفردات «مثل ما تنكطع» تحولت الى «مثل ما تنقطع» و«جوه المطر» صارت «تحت المطر» و«شدة ياسمين» الى «شتلة ياسمين» وهكذا، كما حذف المقطع الاخير من القصيدة»، مؤكدا ان القصيدة هي جسد واحد غير قابل للحذف والتجزئة والمطرب لا يعرف اية معاناة يعيشها الشاعر للبحث عن المفردة المناسبة والمعبرة عن هذه الصورة او تلك ثم يأتي المطرب ويغير في المفردات ويحذف كيفما يشاء.
وفي هذا الصدد قال المطرب سعدون جابر:« اعترف بان حفظي للقصيدة جاء هكذا والمفردات التي تم تغييرها لم تؤثر في معنى او موسيقى القصيدة وانما حرصت لتقريب القصيدة من ادراك المستمع العربي غير العراقي والذي من الصعوبة عليه ان يفهم بعض المفردات العراقية البحتة، من دون ان اعني تغيير معنى القصيدة، التي بقيت محافظة على معناها. واعتقد ان هذه التحويرات البسيطة جاءت في صالح سياق الاغنية والقصيدة وهناك الكثير من المطربين العرب يغيرون هذه المفردة او تلك عندما تتحول القصيدة للغناء. واعود واقول ان شاعرنا النواب كان قد استمع للاغنية ووافق عليها واعجبته وانا لم اقصد على الاطلاق التصرف بالقصيدة بما يغضبه.
ويشير النواب قائلا «حتى ان كانت هناك علاقة صداقة عميقة بين الشاعر والمطرب فيجب ان لا تستغل بهذه الطريقة، اذ يجب ان يأخذ رأيه»، مؤكدا ان في العراق هناك بعض المطربين غنوا قصائده وهم وحدهم يتحملون تبعات غناء هذه القصيدة او تلك بسبب الظروف السائدة هناك ولقد لعب المطربون العراقيون من جيل السبعينات (سعدون جابر احد رواد هذا الجيل) دورا لا ينسى في تجديد الاغنية العراقية.
واختتم الشاعر النواب حديثه قائلا «هناك حقوق في الاقل معنوية ولا اقول مادية. انا اتحدث عن الالتزام في موضوع الاتفاق حول القصيدة وضرورة اخذ رأي الشاعر سواء في تغيير المفردات او رأيه في اللحن ولا اقول سوى ان المطرب سعدون جابر تصرف مع قصيدتي «مو حزن» باسلوب خاطئ واتمنى ان لا يتكرر هذا».
من جهة اخرى سألنا المطرب سعدون جابر عن المشكلة التي اثارتها عائلة الشاعر بدر شاكر السياب بسبب قيام المطرب بانتاج مسلسل تلفزيوني عن حياة السياب مما ادى الى توقف العمل في المسلسل فقال: «القضية ماتزال تنتظر حسم المحكمة التي قررت ايقاف العمل في المسلسل بناء على طلب من ابنة السياب آلاء والتي تطالب بمبلغ مائة الف دولار كثمن لغناء عشر قصائد للسياب في المسلسل».
واشار جابر الى انه كان قد حصل على موافقة زوجة السياب، السيدة اقبال قبل البدء بتصوير المسلسل الذي كتبه سامي محمد واخرجه فارس طعمة ووافقت عليه وزارة الثقافة والاعلام العراقية وقد رحبت زوجة السياب بالفكرة وقالت بالحرف الواحد «بارك الله فيكم لانكم تعيدون ذكر السياب الذي تم نسيانه للاسف وليست لي اية شروط»، وهكذا بدأنا العمل لنفاجأ بقرار محكمة بداءة البصرة بايقاف التصوير بناء على قضية رفعتها ابنة السياب.
http://www.iraqiharp.com/Iraqi_music/Music...article_037.htm