لكما..
حين تعب الكاهل بحملكما، سأحاول أن أعبث قليلا كي أحزن كثيرًا.. وأنتما؛ لكما أن تمنحا الصدر نفسًا أعمق.. أطول.. شيئًا في حجم التنهيدة ريثما أزرع حقل اليوم بذكرى الأمس وحلم الآت.
*****
- توقفْ عن مداعبة نهدي!
- ومنْ قال إني أداعب نهدك؟!.. أنا أدغدغ أمنياتك فقط!
*****
تلك الفرس ستركض بين حقلين من حنطة وشعير على شاطئ الرمل الكرمليّ وسيراها الصيادون، وفي الصحف تساءلوا: من أغرق المركب؟ لم يعلموا حُرمة الصيد في ليل تمّ بدره قلقًا وأطلَّ على الموج كحلم في منام طفل.
*****
- شَعري يلتفُ حول ذراعَك.
- تلك سنابلي في كرمة نبيذك. ولكن... أي الكرزتين أشهى؟
*****
سلطان الضجر سيحكم العاشق، وستمر جيوش الملل على وجه الأميرة وتستبدل حبيبها الفقير بعشيق فارس يحرس بلاط أبيها في النهار، ويسلب شهقتها في الليل، والعاشق يحمل قيثارته ويغني تحت نافذتها... لهما.
*****
- أنت تُمعن في إيلامي!
- بل أمعن في شهوتِك!
*****
لأنه من شمال الوجع سيسكن قلب الحزن: مدينة اسمها رام الله، بندقيته دمشق ورصاصته بيت لحم، ولكي تزداد المأساة هي لا تعرف الريف كما تعرف الترابَ أناملُه وتعرف رائحة القش حواسُه المائة التي تفتحت بعد حبها، والوطن في عينها يُشبه ماءً يحمل زورقًا وحقائب من دون مسافر.
*****
- هل ستهجرني؟
- لن أهجرك، ولكني سأغترب عنك فقط، هناك: ستصبحين أنت والوطن أجمل!