بَادله وفاءً بوفاء...فرُد عليه بغباء
[CENTER]" يا شعب لبنان القرار لك "..
هكذا صرخ الرئيس ميشال عون منذ اكثر من 15 عاما ,, ولا تزال صرخته تدوي قلوب الاحرار وضمائرهم ..
منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية اصر على مواجهة الاستزلام والارتهان وتخليص الشعب من عقدة الخوف والضغوطات والاذلال,وكان دائما يقول "ادعوا الشعب وشجعوه ت يعبر عن رأيه , معي او ضدي ما في فرق , لان مش ممكن نحرر وطن ونعمره بشعب خويف وذليل "...واضعا بذلك اللبنات الاولى لمسيرة التحرر والتوحيد والتحرير...
لم ينس الشعب اللبناني ,رغم سنوات المنفى , صرخة الجنرال الذي اراد تحريرهم من الذهنية الرهينة , ومن التبعية الاقطاعية والدوران في الافلاك الفئوية والمذهبية ..
لم تستطع سنون المنفى ان تطفىء ذاكرة الشعب اللبناني وتنسيهم كلمات ذلك الرجل الذي بقي حاضرا بينهم ,رغم منفاه ,مجسدا صوت الحرية وضمير الاحرار ...
لم تمح الايام صورة الجنرال ميشال عون الرجل الوطني الذي قل نظيره في لبنان...فشغله الشاغل وهمه الاوحد وطنه المرتهن وشعبه المقهور .
لقد وعى الشعب اللبناني وفاء العماد له ولقضيته ولقناعاته الثابتة والواضحة ,,منطقه ما زال هو هو وحديثه هو ذاته ..
وما كان لهذا الوفاء الذي أوفى به لوطنه الاّ ان يُبادل بوفاء مثله ليتجسد يوم الانتخابات في جبل لبنان حيث قرر الشعب ,وقال كلمته لصالح التيار الوطني الحر الذي حقق فوزا كاسحا ....
في هذا اليوم ,قال الشعب باكثريته الساحقة , وفق الامكانيات التي ُمنحت له في ظل قانون الانتخاب الجائر الذي اعتُمد كمحاولة لتهميش معظم فئاته ,(نعم) كبيرة للحرية والإرادة الوطنية والكرامة الإنسانية التي يعشقها الإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو القومي أو المذهبي ..
ورسم (لا )كبيرة عرقلت مسيرة المحدلة التي ارادت فرض ارادتها عليه ,وتسييره وتسخيره لسياستها عملا بمبدا الفكر الواحد ..
فهنيئا للشعب الوفي ,لنواة الاصلاح والتغيير , لخميرة بناء لبنان الجديد ..الذي وجه صفعة قوية "لحيتان المال " و لأولئك المتطرفين الفعليين الذين ارادوا شراء الضمائر لتحقيق المصالح الآنية على حساب الوطن وشعبه..
هنيئا لهذا الشعب الذي اثبت انه لا تزال هناك بقعة في هذا الوطن حرة مخيرة لا مسيرة ..
وكلنا امل ان يحذو اهل الشمال حذو اهل الجبل في اختيار من من دافع عن حقوقهم يوم كانوا مقهورين ,من ساهم في تحرير الارض يوم كانوا في ظل الاحتلال قابعين .
والتصويت لمن يجعلهم قادة لا منقادين , مخيرين غير مسيرين , احرارا لا مستعبدين .
ليختاروا من يحمل همهم لا من يزيد همومهم ,,من يشتري مستقبلهم ببرنامج بناء لا من يشتري اصواتهم للوصول الى الكرسي دون عناء .
اما فيما يتعلق بالحملة التي تعرض لها العماد عون ,من قبل البعض ,على اثر فوزه الساحق ..فانها تذكرنا بمقولة للمفكر الاسباني غراسيان :"الاحمق ليس من يرتكب حماقة ,بل الذي لا يعرف ان يخفيها .."
حماقة من يعتبر الجنرال :" الدمية التي اتت بها سوريا من 14 عاما من المنفى من اجل مضايقة المعارضة اللبنانية " كما صرح وليد جنبلاط معتبرا " إن المتطرفين المسيحيين هزموا المعتدلين " ...
نعم حماقة مثل هذه التصاريح التي لا تعكس سوى السخط والكراهية وانعدام الرؤية الديمقراطية ,ولعل ما قاله كورنيي : "لا يغفر الحاسد قط استحقاقا او كفاءة " يعبر اصدق تعبير عن حالة زعيم المختارة...
نسأل جنبلاط بيك , في احضان من كان طوال 15 عاما , يوم رفع العماد عون راية الحرية والسيادة والاستقلال ..؟؟؟
الم يكن مرتميا في حضن السوري ؟ ..فطوال عقد ونصف كان ممثلاً بأربعة وزراء في الحكومة .. الا ُيعتبر رمزا من رموز السوريين ؟
ما ان السيد جنبلاط وما لف لفه من حلفاء , لا يتركون مناسبة الا صبوا جام غضبهم على العماد عون و
قدّموا فيها مدحهم ب14 اذار ..محاولين اقناع انفسهم والراي العام ان مخطط الجنرال نسف الوحدة التي تجلت في هذا اليوم التاريخي ..الذي لم يكن المحطة الوحيدة في التاريخ اللبناني ....
فليعودوا بالذاكرة الى قصر الشعب يوم تعانق الهلال والصليب تحت راية العلم اللبناني وعلى وقع عبارة "يا شعب لبنان العظيم"..
"الانسان الذي لا يخاف الحقيقة لا تهدده الاكاذيب " (جفرسون ),ولطالما عشق الجنرال الحقيقة وجاهر بها ودافع عنها ..لينطبق عليه ما قاله الامام الشافعي " ايها الحق ,لم تترك لي صديقا "...
اكذبوا .. اكذبوا ...فكذبكم الموجه بعيارات تقليدية لن تستطيع قصف وتحطيم الضمائر الحرة ولن تثن الشرفاء عن متابعة المسيرة وانتخاب من يستحق ان يكون ممثلهم وصوتهم "صوت الله على الارض"..
[CENTER]**************************[/CENTER]
|