{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لا مدنيين في ثقافتـ"ـنا" العربية !
طرفة بن العبد غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 385
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
لا مدنيين في ثقافتـ"ـنا" العربية !
يحظى مدنيو أوروبا – ناهيك طبعا عن مدنيي الولايات المتحدة الاميركية – باعتراف "أخلاقي" و"سياسي" من المؤيدين غير الدينيين لجماعات "المقاومة العراقية المسلحة". فهؤلاء المؤيدون، وأعني هنا أوساط مثقفين عرب من ذوي الخطاب العلماني... هؤلاء يدينون العمليات ضد المدنيين في الغرب... وآخرها في لندن. لكن ادانتهم هذه لا تبدو انها تنبع من "بنية" ثقافتهم السياسية بقدر ما تبدو نتيجة ميزان قوى سياسي يفرض عليهم هذا النوع من "التكتيك الادانوي"... في حين لا يحظى مدنيو العراق بهذا الاهتمام لديهم، حتى لو قاموا بوضع مسافة كلامية بينهم وبين مجموعة الاخ "أبو مصعب الزرقاوي" الذي أعلن على طريقته انه "لا عَوام" بين "أرفاض العراق" او من يقف معهم حتى الموصل العربية السنية وأربيل الكردية.

أمس قتلت المقاومة العراقية 32 طفلا وفتى. هم ليسوا جميعا الضحايا الحصريين ليوم واحد من أيام "المقاومة". ولكنهم كمّاً وعمراً، ضحايا غير مألوفة. لهذا مر الخبر في بعض الصحف العربية ومنها اللبنانية في مكان على الصفحة الاولى لكن في صحف أخرى مرّ من دون أية اشارة على الصفحة الاولى.

لنتخيل... مجرد التخيل ان مجزرة الاطفال هذه او أي مجزرة أخرى وقعت بين المدنيين الاسرائيليين، او حتى بين المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين... ماذا كان سيحدث بين الاوساط الثقافية العربية وأية ادانات كانت ستصدر وفي الحد الادنى أي نقاش كان سيثيره دم المدنيين الاسرائيليين فيما يبدو... مرة أخرى الدم العراقي... ماء... مجرد ماء.

لن أناقش الاخ أبا مصعب... فهو منسجم مع ثقافته... المشكلة هي مع "العلمانيين" الذين لا يحترمون دم المدنيين العراقيين في الصراع المندلع. فهل نحن فعلا في ظل منطق "دار الحرب"... امام وضع لا مكان فيه لـ"المدنيين" في ثقافتنا السياسية، أعني المدنيين "أبناء جلدتنا" العرب والمسلمين بحيث يحل (من حلال) أي دم فيهم باسم مقاتلة الموقع السياسي المضاد؟

لم يجرؤ أصحاب الخطاب "العلماني القومي" على عدم إدانة مجازر لندن، بل حتى على الصمت حيالها، فيما يستمر – في احسن الحالات – خبث الصمت حيال ما يحدث في العراق.

وامام ما نعرف عن انفسنا، من حجم "تمركز" الفكر الاستبدادي في مجتمعاتنا، وفي فئات واسعة من نخبنا السياسية – الثقافية، ربما كان علينا ان نتوقع الاسوأ... فبدل انتظار ان تصدر بعض بيانات الادانة لهذه المجزرة، او ان ينفتح نقاش جاد حول اساليب عمل المقاومة العراقية وآفاقها السياسية واي مشروع (او لا مشروع) تحمله في مواجهة المشروع التغييري الاميركي في المنطقة... الارجح اننا سنشهد "صعودا" في النمط الراهن المسيطر على "فكر المقاومة العراقية" بحيث تبدأ بالخروج الى العلن اصوات "علمانية" تمتدح فعالية "المقاومة" – وضمنا قتل المدنيين كجزء من هذه الفعالية التي حوّلت العراق الى جحيم – ومن يدري ربما اخذت لاحقا بتبرير الحرب الطائفية.

ولعل ما يدفع اكثر الى توقع تلاشي اي احتمال "نقد ذاتي" لهذا الجانب "المذبحي" من عمل الجماعات المسلحة العراقية، الجانب الذي اصبح طاغيا، ان الموجة الحالية المتصاعدة في الولايات المتحدة الاميركية التي بدأ يقودها معلقون وخبراء اميركيون في مجال نقد القرار الاميركي في شن الحرب في العراق... هذه الموجة قد تفهم في اجواء مؤيدي المذابح ضد المدنيين على انها اشارة ضعف جاد من جبهة العدو الاميركي. مما يعني في نظر هؤلاء المزيد من التمسك بالوسائل القائمة من التفجير العشوائي في شوارع بغداد والمدن العراقية.

والموجة الحالية المهمة جدا من النقد الاميركي للتجربة الاميركية في العراق تستمدالعنصر الابرز من اهميتها من كونها اخذت تضم خبراء وكوادر سبق لهم ان عملوا داخل فريق ادارة الوضع العراقي في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين، منهم مثلا لاري دياموند الباحث الحالي في "مؤسسة هوفر" في جامعة ستانفورد والذي كانت مستشارة الامن القومي السابقة (ووزير الخارجية الحالي) قد استدعته للعمل مؤقتا ضمن الفريق الاميركي عام 2004 في بغداد [كوندوليزا رايس تخرجت من جامعة ستانفورد وادارتها لاحقا لفترة] كذلك دايفيد لي. فيليبس الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الذي خدم ايضا كمستشار لوزارة الخارجية بعد سقوط بغداد... هذان الخبيران اصدر كل منهما كتابا حول تجربته، كما يروي في مقال له يراجع فيه الكتابين الباحث روويل مارك غيريشت في ملحق مراجعة الكتب في صحيفة "النيويورك تايمز". اسما الكتابين، اللذين استند حتى الآن في معلوماتي عنهما الى مقال غيريشت وحده هما بحد ذاتهما اسمان معبران جدا. الاول لدياموند هو: "الانتصار المبدَّد" والثاني لفيليبس هو: "نخسر العراق". غيريشت نفسه اصدر مؤخراً كتاباً اثار نقاشاً تحت عنوان "المقاومة الاسلامية" دعا فيه الى معالجة صعود "الاسلاميين" بعدم معارضة توليهم السلطة! اذا جاز لي ان اختصر سبعين صفحة ونيف على الانترنت هي مجموع الكتاب الصادر حديثاً.

... عود على بدء:

يبدو هذا النمط من السلوك (اللامبالي شكلا والمتورط اخلاقياً فعلاً) حيال موضوع المدنيين العراقيين وكأنه عودة من بعض "العلمانيين" (اذا حصرنا النقاش بهذه الفئة وتناسينا صمت العديد من المؤسسات الدينية) الى نقطة... اقرب الى الصفر في ثقافتنا السياسية... حين تعنى الحرب مع الخارج، انه لا مدنيين عندنا... وهذا يعني – رغم مجاملة الغرب الاضطرارية في نظر اللامبالين... لا مدنيين "عندهم"! اي في شوارع باريس ولندن ونيويورك.

... ما الفارق عندها عن وجهة نظر اسامة بن لادن و"ابو مصعب الزرقاوي"؟

جهاد الزين
صحيفة النهار
07-20-2005, 06:04 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 2,962 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  ماهو مضمون مفهوم " الحضارة"؟ طريف سردست 15 8,469 06-30-2009, 03:51 AM
آخر رد: tornado
  ومازالت مصر بالمقدمة : أوباما يختار "عالماً مصرياً بارزاً" ضمن مجلسه الاستشاري ابن نجد 63 15,414 05-13-2009, 08:21 PM
آخر رد: السلام الروحي
  اهتمام أمريكي بتعيين "أوباما السعودي" إماماً للحرم المكي ابن نجد 13 4,505 05-05-2009, 05:54 PM
آخر رد: السلام الروحي
  الهبة "المهببة" Awarfie 9 2,750 05-04-2009, 12:13 PM
آخر رد: أبو خليل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS