حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح
Mr.Glory غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 484
الانضمام: Jul 2005
مشاركة: #1
المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح
المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح

لاشك أن معظم مفردات الحداثة والتحديث التي تسربت الى حقل الثقافة الوطنية العربية) الداخل) انما هي نتاج الاصطدام بـ (الخارج) ، الآخر ، أي الغرب ، بل إن مصطلح الثقافة الوطنية ليس له أي رصيد تداولي في فضاء الثقافة العربية إلا منذ تلك اللحظة التي تم فيها التقاطع التاريخي بين المحلي : الوطني / القومي / والعالمي : الخارج / الغرب / الاستعمار / الانتداب ... الخ .
فبدأ هذا الاحتكاك في صيغة اقرار بتفوق الآخر ، ومن ثم الخلود إلى المبدأ الخلدوني حول محاكاة المهزوم للمنتصر ، فاختارت النخبة العربية أن تحاكي المنتصر باستعارة منظومته الليبرالية تحت تسمية " الاصلاح " فكان ثمة تياران اصلاحيان ليبرالية علمانية حداثية ، وليبرالية اسلامية اصلاحية ، ولعل النموذج المصري هو الأكثر تمثيلا لهذه الترسيمة التاريخية عن هذه العملية التفاعلية الحضارية، وإذا شئنا التقريب الملموس فربما صح الحديث عن هذين الخطين في نموذجي ( أحمد لطفي السيد كممثل للاصلاح الليبرالي الكوني الغربي ، ومحمد عبده كممثل للاصلاح الليبرالي الاسلامي) وبينهما الخط الوطني الشعبي الذي يقتات على مزيج مركب تبسيطي لما يرشح عن التيارين ، ويتمثل هذا الخط بـ (مصطفى كامل) عبرالحزب الوطني ، الذي رغم شعبويته الوطنية الحماسية ، فإن المؤرخين لتاريخ الحركة الوطنية المصرية يشيرون إلى أن الانكليز هم من كتبوا برنامج الحزب الوطني !
هذه الترسيمة التي تكثفها التجربة المصرية بما هي تكثيف للتجربة العربية ، سيبدأ خط انكسارها –بغض النظر إن كان هبوطا أم صعودا- مع الثورة المصرية 1952، حيث سينتصر الخط (الكاملي: الوطني والشعبوي) ، الأمر الذي كان من شأنه أن يعزز هذا الخط بوصفه بديلا عن التيارين الليبراليين ، أي بمثابته قطعا مع الفضاء الليبرالي الديموقراطي بما هو (فضاء مفتوح على الآخر) في الداخل : (برلمان- أحزاب – نقابات- صحافة) ، و مفتوح على الخارج في تقبل النموذج الغربي بوصفه نموذجا حداثيا كونيا ، حيث الانكسار سيكون باتجاه فضاء مغلق منكفئ على الذات يرفض الآخر داخليا من خلال إلغاء الحياة السياسية: الأحزاب، الصحافة، البرلمان ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى: رفض الآخر خارجيا، قوميا، حيث الآخر سيغدو –وفق هذا المنظور- معاديا ومعوقا للأنا القومية والوطنية ، ومن ثم رفص الآخر إسلاميا : حيث الآخر سيغدو دار حرب في مواجهة دار الإسلام، وسيرفض الآخريساريا : عندما سيغدو امبرياليا ، تتلخص غايته ووجوده في الاستعمار والنهب وسرقة الشعوب !
هذا الفضاء المغلق سيدشنه في المجال القومي العربي (الناصرية والبعث) ، وأتت هزيمة حزيران 1967 لتشكل هزيمة نكراء لهذا التيار (الكاملي) الشعبوي الذي أبى إلا وأن يحل هذه المشكلة الكارثية ( لغويا / بيانيا) فيسميها "نكسة" ، بتأييد من الحليف السوفياتي الذي سيغدو من حينها (مثالا) معياريا، فقد قدمت (الستالينية) بنموذجها الاتوقراطي نموذجا باهرا للأتوقراطية القومية ( الناصرية والبعثية ) العسكرية الريفية الناهضة، فراحت تبني على مثالها ، لكن دون مكتسب الشق الحداثي العلماني السوفياتي على الأقل ، وذلك لأن الهزيمة التي لحقت بالشعبوية القوموية (البيانية) وبداهاتها الثورية، فتحت أبواب السماء لسلطان الايديولوجيا السلفية التي كانت قد قطعت مع موروث الإمام محمد عبده ، لتتشبع بفكرة الحاكمية التي تكفر الآخر الوطني (داخليا) وترفع راية الجهار ضد الآخر (دار الحرب) (خارجيا/عالميا) ، وذلك مع سيد قطب الذي سيعود من أمريكا غاضبا جدا من فجورها وفسوقها ، فكان استقبال الناصرية له في السجن كافيا لتحريضه وتحفيزه على رفع راية الجهاد في وجه العالم كله كي لا تكون هناك فتنة ، وليكون الدين كله لله ولو كره الكافرون ! .
الناصرية انصاعت لاستحقاقات التاريخ بعد هزيمة حزيران ، ففتحت الطريق أمام قوى أخرى بغض النظر عن تقييمنا لها في حينها ، وذلك بالاختفاء الفيزيولوجي لشخص عبد الناصر و(كاريزماه) ، بينما البعثيون لم ينصاعوا منذ تلك اللحظة حتى اليوم في سوريا والعراق ، ولهذا يبدو أن مخاض الولادة المصرية للديموقراطية بعد أربعين سنة –اليوم- لن يكون قيصريا كما كان عليه في عراق البعث ، ولن يكون عسيرا كما هو عليه حال البعث في سوريا.
إن البعثيين لم ينصاعوا لحكم التاريخ بالهزيمة منذ تلك اللحظة حتى اليوم في سوريا والعراق، ولذا فإن الشعبين العراقي والسوري يدفعون اليوم استحقاقات هذا التاريخ وإتاواته ، وعلى هذا عندما أزفت –في العراق- الآزفة لم يجد البعث لها من صارفة ، فكانت كالقيامة .
فرغم الاستحقاقات المدمرة لدى الجار العراقي ، فإن الشقيق السوري لم يستفد حتى الآن ، أي حتى اللحظة التي يعقد فيها مؤتمره العاشر هذا الذي يفترض أنه مؤتمر انقاذ النظام على الأقل قبل أن يكون انقاذا للبلاد ، لأنه فيما يبدو أن عملية التماهي بين النظام والمجتمع- بعد تدمير الدولة كبنية مؤسساتية دستورية وقانونية بوصفها وسيطا بينهما - دفعت إلى حد توحيد المصيرين : مصير النظام والمجتمع ، حيث يطرح النظام على الخارج والداخل أن في انقاذه انقاذا للبلاد وأن في هلاكه هلاكها ، أو على الاقل ليس ثمة خيار سوى عيش تجربة المأساة العراقية التي لا تسر عدوا ولا صديقا ، انطلاقا من استشعار باليأس ، بلغت ذروة فلسفته –لدى أهل النظام- في الحكمة الشمشونية "علي وعلى أعدائي" .
ولهذا سيخلص الصحفي البريطاني الصديق للنظام السوري (باتريك سيل) بعد المؤتمر بانه : " يظهر الانطباع العام جوا من السطو وغياب القانون ، مع أجهزة مخابرات تعمل على سجيتها، لا يستطيع الرئيس أو يتمكن من ضبطها".
لماذا آلت الامور إلى هذه الدرجة من الاستعصاء التاريخي؟
سيقول لنا التاريخ : إن حزب البعث الذي استفاد من المرحلة الليبرالية حزبيا من حيث اثبات الوجود في الخمسينات ، وانقلب عليها عسكريا إذ استوى على عرش السلطة انقلابيا في الستينات منذ 1963 ، فإن هزيمة حزيران التي يفترض أن تخرجه من السلطة لو ظلت الشرعية الدستورية الليبرالية القائمة ما قبل الوحدة مستمرة وهذا لم يحدث ، إذ قد ظل قابضا على السلطة وإن بدأت منذ تلك الفترة (السبعينات ) حقبة تهميشه لصالح شمولية فردية حلت محل الشمولية الحزبية المكرسة بـ "الشرعية الثورية" " والمستظلة بالشرعية الستالينية هذا من حهة ، ومن جهة أخرى ستبقى حالة الطواريء المعلنة منذ 1963 هي السمة المميزة لتاريخ البعث بوصفه تاريخا خارجا على القانون ، وذلك لأنة في ظل حالة الطواريء تتوقف القوانية العاملة تحت سقف الدستور ، وعلى هذا فإن حالة الطوارئ هذه منذ أربعين سنة ، لا يمكن قراءتها قراءة دلالية صحيحة إلا بدلالة القول : إن حكم حزب البعث ظل طارئا على حياة البلاد خلال العقود الأربعة، إذ بدأ سلطة شمولية توتاليتارية عسكرية ريفت السلطة ولاحقا المجتمع السايسي بل والمدني خلال حقبة الستينات، ثم بدأت التوتاليتارية الفردية التي استخدمت الحزب استخداما وظيفيا في خدمة السلطة ، بعد أن انتقل هذا الحزب من سلطة مجتمعية (الخمسينيات) إلى سلطة عسكرية في الستينات، ثم إلى سلطة تفرض نفسها على المجتمع من خلال دستور موضوع تحت خدمة الفرد ، حيث ستستذل (ثوريا) الدستور لتجعله مطية لمطامحها بالإستحواذ على الدولة والمجتمع من خلال المادة الثامنة التي أعطى الحزب نفسه فيها حق قيادة الدولة والمجتمع ، وصولا للثمانينات الذي ستنتهي فيه سلطة الحزب لصالح سلطة المخابرات ، لكن الممسوكة بقبضة الفرد الحديدية، القادرة على ممارسة دور المايسترو الأب الكهنوتي في كنيسة قروسطية الذي يخضع كل جوقات فرق موسيقى الرعب الحزبي والأمني والعسكري لعصاه السحرية القادرة على ابتلاع كل الحيّات الحزبية والأمنية والعسكرية، لكن بغياب المايسترو وعصاه السحرية، ستنطلق كل (الحيايا) ، بيد ان حية المخابرات ظهرت أنها الأبقى ، فغدت هي الوحيدة التي تسعى وتطغى ... !
ولهذا سنجد أن المؤتمر العاشر لم يشكل أفق انتظار لأحد ، ولهذا فعندما خرج بنتائجه الهزيلة (التراجيكوميدية) لم يصدم أفق انتظار أحد – سوى الذين لم يصعدوا إلى السماء- وفق تعبير الأسلوبيين (امبرتو ايكو) عندما يتحدثون عن شروط انتاجية النص، التي تكمن في قدرته على تحقيق الانزياح عن المألوف، وعلى هذا فإن (تراجيكوميديا) المؤتمر لم تضحط ولم تبك أحدا لأنها لم تحقق أي انزياح عن أي مألوف ، حتى لأولئك الذين أعدوا النص وخشبة المسرح والإخراج ، وذلك لأن كل شيء كان معدا ومعروفا ومألوفا مسبقا، إذ لم يجترح حتى (مآثر ميلودرامية) كأن يقدم فصلا عن الفساد يفرغ فيه –المؤتمرون- شحنات الامة من شدة الغمة ، فيقوم (الرفاق) مثلا باختيار شيطان من شياطين الفساد لرجمه ، رغم أن المؤتمر كان عامرا بحضور جهابذة من المافيات الحزبية والطغم اللصقراطية، وقراصنة المال وأساطينه ، لكن المؤتمر ظل رصينا وجديا جدا في انتاج هزلياته الممجوجة ! .
الفصل الاستعراضي الطريف الوحيد: كان خروج من سموا بالحرس القديم ، وذلك لإيهام (الخارج) بأن ثمة ما يتغير في سوريا ، وذلك لأن المجتمع (الداخل) يعرف أن هذا الحرس لا يحرس نظاما ولادولة ولا بلادا ، بل يحرس ممتلكاته الريعية ومنهوباته الخاصة ، كل حسب مكانته وميزان قواه المافيوية ، ولهذ بات من المسموح الهجوم والسخرية من اكثرهم (دروشة) أي (مبروكي القيادة القطرية) الوحيدين في حزب البعث من يصدقون أنفسهم لكثرة ما يرددون شعارات الحزب ومقولاته كالأمين العام المساعد الذي سمح حزبيا وشعبيا بالسخرية من توبته عندما قام بفريضة الحج مع أولاده ، أومن الأمين القطري المساعد الذي سمح للرفاق بأن ينددوا بفساده قبل المؤتمر ، فكشفوا سرقاته من ميزانية القيادة القطرية ثمن (ملابسه الداخلية) ، كما وقد سمح للرفاق أن ينتقدوا (نقه) في الحرص على منصب ، فأعطي دورا قياديا في (الجبه الوطنية التقدمية) باعتبار أن مواهبه القيادية لا تتجاوز هذا المنصب حسب تعليق (الرفاق) ، طبعا لن نتوقف عند دلالة نظرة (الحزبيين) للجبهة الوطنية التقدمية بوصفها أوطأ موقعا لممارسة المواهب المحدودة !
لنتصور أن هذا الرجل (المسكين) الذي يحاسبونه على ألبسته الداخلية والذي كانه الأمين القطري للحزب ، أنه هو الممثل للحرس القديم ، وأن هذا هو موقعه في الفساد ، فإنه –والأمر كذلك على الأغلب- لا يملك من فعاليات عرقلة مشروع الاصلاح ، أكثر من عرقلة (إصلاح) أعطال التمديدات المائية والكهربائية في مبنى القيادة القطرية.
فالرجل ظل ثلاثين سنة يخطب في الاحتفالات والمناسبات الكبرى، وهو يخلط بين (مفردتي: الملكية "بالفتح" والملكية "بالضم") دون أن يتمكن من إصلاح هذا الخلط حتى آخر مرة سمعناه يخطب ، رغم تشدد الأمبن العام الراحل في الحفاظ على سلامة القواعد النحوية في قراءة اللغة العربية !
ونحن ممثلو أغلبية الضمير الاجتماعي المقهورعندما لم نكن آبهين لهذا المؤتمر، فقد فسرنا أسباب انصرافنا عن الاهتمام به من خلال ماسبق ، أي ما يمكن اختصاره في صيغة : إن هذا الحزب لا يحكم ، بل يتم التحكم به كأداة وظيفية ايديولوجية إعلامية ، ولهذا كنا نرصد نوايا النظام ودرجة مصداقيته من خلال جديته –بدون جدية منا- في معالجة الانتهاك الدستوري الفظ المتعلق بالبند الثامن الذي يعطي الحزب حق قيادة الدولة والمجتمع، والذي استخدم كغطاء دستوري حقوقي لاستيلاء أهل النظام على الدولة والمجتمع فعلا ، معتبرين –ولو لمجرد لمجرد الرهان - ان معيار استشعار الماسكين برقاب الدولة والمجتمع بالخطر الذي يتهدد الدولة والمجتمع، هو تحرير الاثنين من هذا (الاغتصاب القانوني) لأمة والدولة المتمثل بالبند الثامن .
وفي واقع الأمر إن الاستقراء الذي نقوم به ، والذي جوهره أن الحزب ومؤتمره لا يمثل قوة فعلية وفاعلة في الحياة السياسية لسوريا، والسبب في ذلك ببساطة أنه –وكما نكرر- ليس ثمة حياة سياسية في سوريا، هناك سلطة مطلقة عارية من أية غطاء للمشروعية، سوى الإيهام بالمشروعية العقائدية والايديولوجية التي يوظف حزب البعث في خدمة طغيانها المنسرح، كما كنا قد أوردنا انطباع باتريك سيل صديق النظام .
إن مسالة الهيمنة الأمنية على كل مفاصل السلطة والانتشار السرطاني للاستبداد والفساد في هواء الحياة الاجتماعية، حيث أصبحت ادق دقائق الذرة تتكون من نيترون الفساد وبروتون الاستبداد، تحت مظلة ايديولوجية بعثية لشرعنة الإثنين معا ، نقول : إنه في هذه المناخات لم يكن لأحد أن يتوهم أن النظام يسعى لتحسين سمعته أمام شعبه، بل الشعب هو الذي عليه أن يحسن سمعته أمام حكامه وذلك في أن يبرهن على حسن هذه السمعة عبر الطاعة والإذعان لسلطته في كل يوم ، فالنظام لا يسعى إلى تحسين صورته سوى تجاه الغرب ، وليس التأكيد المستمر على أن قرارات المؤتمر لا توجهها ضغوط الخارج سوى تكرار (توتولوجي) يعكس حالة عصاب التثبيت النفسي للقلق تجاه الخارج ، وهذا المعنى لا نستخلصه بحكم تجربتنا واستقراءاتنا وحدوسنا، بل هي وقائع ملموسة عبر عنها كل المهتمين بالشان السوري في الإعلام الغربي ، فقد لاحظت لوفيغارو أن :
( نظام دمشق يحضر "إصلاحات خجولة.." ستجري دمشق انفتاحا سياسيا تحت سيطرة شديدة، يهدف إلى تلبية المطالب الغربية مع وصد الباب أما قوى المعارضة المنظمة، ولكن يشك معظم المراقبين السوريين وبشكل كبير ان يكون المؤتمر القوة أو القدرة أن يواجه المصدر الحقيقي للمآسي الوطينة: استئثار اجهزة الأمن بالسياسة والاقتصاد، وبالشراكة الصلبة حول عائلة الرئيس ) ، وهذه الموضوعة ، موضوعة السطوة الأمنية واستئثارها ، ليست بحاجة إلى التأويل والتأول ، بل إن المؤتمر لم يكن يهدف إلا لإرسال رسالة للخارج بأن ثمة تغيير من خلال تغيير الأشخاص ، لكن بغض النظر عن أن الخارج لم تخدعه هذه المراوغة فعبر فورا عن موقفه في أن "لاعبرة بتغيير الأشخاص" ، فإن الداخل لم يكن معنيا بأية رسالة سوى "رصد الباب أمام قوى المعارضة " كما لاحظت الفيغارو، وذلك ليس بتعزيز النفوذ الأمني في القيادة القطرية من خلال رفدها بشخصيات أمنية ، بل عبر المجيء بمحافظ مدينة حلب كمكافأة له على الدور الأمني الذي لعبه فيما سمي بقضية (الأظناء الـ14 ) ، الذين حوكموا أمام المحكمة العسكرية على نية شروعهم بحضور محاضرة عن حالة الطواريء والقوانين العرفية في سوريا .
هذه (الأمننة) للقيادة القطرية التي عبرت عنها الفيغارو وباتريك سل ، ليست هي المظهر الوحيد لحالة (الأمننة الشاملة ) للبلد ، بل والتغييرات في الأجهزة الأمنية التي واكبتها لـ"وصد الأبواب أمام المعارضة" ، إذ يترتب على هذه المتغيرات الأمنية أن يغير تردد التوليف الشخصي لنشطاء المعارضة في العلاقة مع الأجهزة الأمنية ، فتغير الجهاز يعني تغير العلاقة مع موضوعاته .
إذ على نشطاء المعارضة –والأمر كذلك- أن يقوموا بعملية "فرمتة " لأجهزة حواسيب نظام علاقة فروع الأمن بملاحقة أنشطتهم وفق ترددات القادة الجدد وميولهم وأمزجتهم ، فعلى الناشط المتابع من قبل أمن الدولة أن يتكيف مع نظام تردد الأمن العسكري الذي يبدو أنه بات صاحب القدح المعلى وعلو الكعب اليوم في اعادة الاعتبار لثقافة الخوف في المجتمع الذي يبدو في منظورهم العسكري (فلتان) يجب اعادة ربطه ، ليتكيف هذا الناشط مع أشكال التخويف التي تناسب مقام سمعة الأمن العسكري الذي يتمتع ويفتتن (ساديا) بسمعة بث الذعر في كل ما حوله وحولك ، ليس في وسط أصدقائك الذين اعتادوا على ذلك ، بل وفي أوساط أصدقاء أبنائك وأبناء أقاربك وأبناء عمومتك وكل ما وصلته بك الأرحام ، بل وكل من قال لك (مرحبا) على الهاتف ، عبر ملاحقة كل من يتصل بك هاتفيا بمن فيهم سيئوا الحظ الذين يطلبون رقمك خطأ ، ونريد بهذه المناسبة أن نهدي ونزف مؤتمر حزب البعث هذا الخبر : وهو أن نطمئنهم أن فحولة مخابراتهم لازالت في عز فتوتها ، إذ بلغنا أن شابا كرديا –بشهادة أهله- قد تم اغتصابه في سجن صدنايا وهو اليوم حطام انسان ، فلتمضوا إلى عرين المجد مكللين بالغار !؟
لكن المشكلة الكبرى أن النظام الذي يستشعرهذا القلق من الخارج ، فإنه يلجأ إلى آلية التعويض عن العجز بالتعاظم ، فتارة يتحدث المؤتمر عن "مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة" ويتحدثون عن ذلك –بعنجهية وغطرسة- أنهم يمدون للولايات المتحدة يدهم ، هذه الغطرسة البيانية البلاغية المنتفخة الصدر والأوداج تنتج خطابا مضادا يتوهم التكافؤ من خلال الايماء بأنهم يعطون فرصة للولايات المتحدة في الحوار لتعدل سلوكها وسياساتها، بل لا نعرف من هو مخترع فكرة أن سوريا ليست "جمعية خيرية" لتقدم "صدقات سياسية" للولايات المتحدة! هل هو تعبير من صناعة (السيميولوغ/ السينمالوج) أم من ابداع وزارة الخارجية ( وزارة غروميكو قدما ) ، فلابد لرايس ورامسفيلد وقبلهم باول أن يفهموا أن سوريا ليس لديها ما تتصدق به وتتبرع للولايات المتحدة مجانا ، بل لابد للولايات المتحدة إذا لم تغير نظامها ، أن تغير سياساتها، بانتظار تغيير رؤسائها –الذين تغير أكثر من ستة رؤساء أمريكيين خلال حكم البعث في سوريا والعراق ) ، بل وفي عمر رئيس بعثي واحد من رؤساء سوريا أو العراق ...
هذه الأوهام التي تغذيها الفخفخة البلاغية لأدلوجة البيان الديكي ، هي التي كانت وراء امتلاء الصدر بالهواء لوصف القرار 1559 بأنه قرار تافه ، وهي التي تفسر الحكمة الصينية التي تتحدث عن أن الهواء الذي يملأ الصدر زهوا أو صلفا وتجبرا، لا يلبث أن ينتقل إلى المعدة والامعاء ، ومعروف كيف تتخلص المعدة والامعاء من الهواء الذي يتحول إلى غازات (النفخة) وماهي مآلاتها وما هي أسماء الأصوات والنغمات التي تصدرها عندما يأزف أوان صدورها ، فهي معروفة لدى كل الامم والشعوب ، وليس فقط لدى صدام حسين وجيش القدس المؤلف من الـ(7ملايين) ، وليس فقط لمن يصفون قرارات الأمم المتحدة بأنها تافهة ، ومن ثم يرفضون-بيانيا وبلاغيا وخطابيا- أن يتعاملوا مع الولايات المتحدة كمتسولة سياسيا من النظام السوري المنافس لها على قيادة العالم والذي يأبى أن يتعامل كجمعية خيرية معها ، ليمنحها الهبات السياسية مجانا كما يفعل عادة مع شعبه المسكين في منح هبات زيادة الرواتب والأجور !

عبد الرزاق عيد


07-16-2005, 09:42 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  اختطاف المؤتمر القومي العربي من اعضاءه الشرفاء.. وتسخيره للتستر على جرائم حكام طهران زحل بن شمسين 0 459 06-21-2013, 06:39 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb قيادة حزب البعث العربي الأشتراكي في القطر السوري - بيــان حــول احــداث القصيــر زحل بن شمسين 0 311 06-11-2013, 06:35 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  انتهاء اعمال المؤتمر الاسلامي ؟؟؟؟؟؟؟ نوئيل عيسى 0 281 02-08-2013, 08:13 PM
آخر رد: نوئيل عيسى
  حزب "البعث" غير المأسوف عليه .... العلماني 1 574 02-26-2012, 04:07 AM
آخر رد: vodka
  عاشوراء..سلطة الاصلاح السيد مهدي الحسيني 1 612 12-03-2011, 10:51 AM
آخر رد: Free Bird

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS