لأنشغالي الشديد لم أتمكن من دخول الشبكه العنكبوتيه في الآونه الأخيره للرد على مدآخله الأخ Logikal...

مبحث الهويه و الأنتماء من الموضوعات المركبه التي تقتضي الأطاله و الأستفاضه في الحوار... أذكر أن العزيز Gramci قد أنفرد بموضوع عن الهويه و الأنتماء و للأسف لم يحضى بالتفاعل المطلوب و الأشباع المفصل...

لضيق الوقت عندي...سأركز على مقومات الهويه و أنا هنا أعبر عن وجهه نظر خاصه و لأنفي التباين في تحديدها على حسب أنماط التفكير وتعدد الروئ...

من منظوري الخاص..اللغه و الدين و القوميه يشكلوا أظلاع الهويه.. فاللغه ليست مجرد ألفاظ بل هي نمط للتفكير و آليه للتواصل و رمز للأنتماء الثقافي...فأنت تفكر و تحلم و تتواصل بلغتك الأم و من هنا تكمن محوريتها في تشكيل الهويه و أعتبراها مكون رئيسي منها....

هذا لا يعني أطلاقآ بأهميه الأنفتاح و التلاقح الثقافي...فكوني عربي الهويه لا يعني عدم تأثري بهيجل و فولتير و كانط و هيدغر, منتسيكو ..و.. و...ولا يعني عدم أنفتاحي على قيم الحداثه و التنوير...

الهويه ياعزيزي هي كينونه الأنسان المستمده من لغته و ثقافته و تاريخيه.. و ليست فعل يفتخر به بل ذات يعتز بها..


كونك تحمل الجنسيه الأمريكيه لا يعني أن تذوب في هويتها ذات الصبغه الأنجلوسكسونيه..أنت ذكرت التعدد الأثني الموجود هناك ..هل سبب هذا في أن يتخلى الصيني او الهيسبانك عن الهويه الثقافيه..بالطبع لا فالخصوصيه الثقافيه للأقليات مازالت يحافظ عليها حتى مع تبني قيم اجتماعيه محدثه من البيئه الا مريكيه...

اقتباس:  Arab Horizon   كتب/كتبت  
من منظوري الخاص..اللغه و الدين و القوميه يشكلوا أظلاع  الهويه.. فاللغه ليست مجرد ألفاظ بل هي نمط للتفكير و آليه للتواصل و رمز للأنتماء الثقافي...فأنت تفكر و تحلم و تتواصل بلغتك الأم و من هنا تكمن محوريتها في تشكيل الهويه و   أعتبراها مكون رئيسي منها....

طيب الان على الاقل أعطيتنا وجهة نظر مدعمة بأفكار معينة بدل أسلوب الهجوم و الهجوم المعاكس الذي يتبعه الكثيرون في المنتديات.

أنت تقول أن اللغة و الدين و القومية يشكلون أضلاع الهوية. أنا برأيي الخاص فإن اللغة و الدين و القومية يشكلون مؤثرات مبادئ هذا الدين الاخلاقية ستبقى جزءا من عقليتي، و لكن أنا الان كالكثيرين غيري تركت الدين المسيحي و لم يعد له أي تأثير حالي على هويتي من ناحية النمطية او السياسة او تعاملي في المجتمع او العائلة او الزواج و اخيرا و ليس اخرا الاراء الفلسفية في الحياة. اذن فكيف يمكن ان نقول ان الدين المسيحي الذي نشأت عليه هو مقوم من مقومات هويتي؟ الأصح أنه من المؤثرات و ليس المقومات. أنا كما يعرف البعض مضاد للدين المسيحي في أغلب الامور، و لا يمكن لأحد عاقل أن يعتبر المسيحية جزءا من هويتي.

أما مسألة اللغة فهي أيضا مؤثر و ليس مقوم، و لو أنه مؤثر عميق يصل الى حد اللاوعي و من المستحيل نسيانه او الغاؤه. كنت قد رويت لتيموثي في ايميل خاص قصة مضحكة كيف أنه في صباح احد الايام، ايقظني صوت زوجتي و هي تسألني كم الساعة. فأجبتها، و لكنها سألتني مرة أخرى. فأجبتها، فسألتني مرة ثالثة و أجبتها. فقالت لي بصوت مرتفع، "قلها بالانجليزية!!" (زوجتي لا تعرف العربية) و حينها فقط صُدمت بحقيقة أنني كنت أجيبها بالعربية ظانا أنني اقولها بالانجليزية. كنت حينها نصف نائم، او بين الوعي و اللاوعي. و كان احساسا غريبا اذ ان صوتي كان يقول الكلمات بالعربية (كما سمعتها هي) و لكن في ذاكرتي اي في عقلي كنت اسمع نفسي اتكلم بالانجليزية. و لكن في الوقت نفسه، كثيرا ما أحلم بالانجليزية. و غالبا افكر بالانجليزية.

في مسألة اللغة اذن، أنا أعتقد أن اللغة مؤثر أيضا و ليست مقوم او ضلع، حيث تشكل الانجليزية أيضا جزءا كبيرا من هويتي لأنها لغة القراءة التي استعملتها لقراءة كل الكتب التعليمية و الفلسفية و الدينية، و هي اللغة التي اتواصل بها في عملي و مع زوجتي و اصدقائي. و العربية جزء آخر كما قلت.

أما مسألة القومية، فمرة أخرى، لون جلدي و الجنس البشري الذي انتمي اليه لا بد أنه يؤثر على الكثير من الامور، كما ذكر كرداس مثالا بأن بعض الغربيين سوف يميزون ضدي بلا شك، و هذا مؤثر كبير و لكنه ليس مقوم.

اقتباس:كونك تحمل الجنسيه الأمريكيه لا يعني أن تذوب في هويتها ذات الصبغه الأنجلوسكسونيه..أنت ذكرت التعدد الأثني الموجود هناك ..هل سبب هذا في أن يتخلى الصيني او الهيسبانك عن الهويه الثقافيه..بالطبع لا فالخصوصيه الثقافيه للأقليات مازالت يحافظ عليها حتى مع تبني قيم اجتماعيه محدثه من البيئه الا مريكيه...

عزيزي الأفق العربي:
تحياتي لك،

قرأت سيرة جوزيف كونراد و هو بولوني رائع صار بفضل إصراره و نباهته إلى إنكليزي سكسوني و احترم الثقافة الانكليزية و كانت انكلترا موطنه الذي يقدره بشدة و لذلك امتزج مع كبار الأدباء و المفكرين في انكلترا في ذلك الوقت. نعم التذويب ليس محبذ و لكن الشاطر هو من يعرف أن يندمج إندماج مع الثقافة المضيفة و يتعلم كيف "يوّطن نفسه". كثيرا ما تلقيت هذه النصيحة و من أصدقاء مصريين "أولاد بلد": "لازم توطن نفسك". نعم لا نفقد تراثنا العربي و لكننا بصراحة لسنا عرب. نحن لنا ثقافة و طريقة تفكير خاصة بنا حتى وإنْ اشتركت مع المعين الإنساني الدولي. أما و الأمر يصطدم بالنعرة العربية التي صدعت رؤوسنا، فبصراحة لا أجد العروبة شيء جذاب. أنا مصري صاحب ثقافة عربية...جايز أنا عربي بدليل أني أكلت ملوخية سورية في الغداء و لكن الأكلة ستمضي و تنزل و الزمن يمضي و العروبة معهما تمضي و تنزل مصيرها مثل مصير الملوخية.. و أنا نسيج من ثقافات متعددة و ليست عربية حصرا. لذلك، عندما أقول، أنا إبراهيم و كفى، هذا معناه أني أحب أن أكون أنا و بس يعني I would like to be "me" and that is all.

التقوقع في البلاد المضيفة تصرف غبي و يزرع عداوات و حزازيات لا داعي لها و يكفي أن تعرف نظرة أغلب الناس للمكسيكيين بسبب هذا، و طبعا نرفض التعميم الضار.

العزيز Logikal,

قراءت مداخلتك للتو و سأرد بعجاله....

لقد قمت بتصنيف المقومات التي ذكرتها على أنها مؤثرات...لاتهمني الألفاظ بقدر ما تعني من دلاله...ان كان ما ذكرت مؤثرات في تشكيل الهويه...فما ياترى المقومات خارج الأطار الذي ذكرته في مداخلتي..

العزيز ابراهيم,

سعيد بتفاعلك....

لقد ذكرت "نعم التذويب ليس محبذ و لكن الشاطر هو من يعرف أن يندمج إندماج مع الثقافة المضيفة و يتعلم كيف "يوّطن نفسه". كثيرا ما تلقيت هذه النصيحة و من أصدقاء مصريين "أولاد بلد": "لازم توطن نفسك". "

الأندماج الأجتماعي لا يعني أن تذوب في هويه الآخر بل التفاعل مع البيئه من خلال نشاط و أنفتاح أجتماعي...

أعتزازي بهويتي لا يعني التعصب أطلاقأ لها..ولكنها ذاتي النابعه من الجغرافيا و التاريخ و الثقافه...

اقتباس:  Arab Horizon   كتب/كتبت  
العزيز Logikal,

قراءت مداخلتك للتو و سأرد بعجاله....

لقد قمت بتصنيف المقومات التي ذكرتها على أنها مؤثرات...لاتهمني الألفاظ بقدر ما تعني من دلاله...ان كان ما ذكرت مؤثرات في تشكيل الهويه...فما ياترى المقومات خارج الأطار الذي ذكرته في مداخلتي..

باعتقادي المقومات للهوية شيء ديناميكي و ليس جامد. يعني لا نقدر مثلا ان نقول ان مقومات الهوية هي اللغة و الدين و القومية، و بالتالي نقول ان فلان يتكلم اللغة "أ" و يعتنق الدين "ب" و قوميته "ج"، أما علنتان فهو يتكلم اللغة "س" و يعتنق الدين "ص" و قوميته "ع"، و هكذا عرفنا هوية الشخصين.

باعتقادي أن هناك مقومات متعددة حسب الافراد. يعني هناك الكثير من الناس لا يكترثون اطلاقا بالدين. يعني مولودون لعائلات مسيحية مثلا، و لكنهم لا يمارسونها و لا يعرفون عن المسيحية شيئا. و هؤلاء لا يمكن اعتبار أي دين أيا كان كمقوم من مقومات هويتهم. و في نفس الوقت، هناك بعض الاشخاص الذين يهتمون بالدين اهتماما كبيرا و يمارسونه و يُخضعون أفكارهم و حياتهم له، و بالتالي فالدين يكون في حالتهم مقوم هام و كبير في هويتهم لا يمكن تجاهله.

في اميركا، أعرف الكثير من الامريكيين الذين ينتمون لقوميات اوروبية معينة، فمنهم من هو من أصل انجليزي، و آخر فرنسي، و آخر بولندي، الخ. و لكنهم كذلك اسما فقط. فهم لا يعرفون ولا حتى كلمة واحدة من لغة قوميتهم الاصلية و لا يعيشون حسب عادات قوميتهم و لم يزوروا هذه البلاد و لا مرة في حياتهم. فكيف يمكن ان نقول أن قوميتهم هي مقوّم او ضلع من أضلاع هويتهم؟ و طبعا في المقابل هناك الكثير من الامريكيين الذين تشكل قوميتهم مقوما كبيرا من هويتهم، فتراهم زاروا بلدهم الاصلية و تعلموا الكثير من لغتهم و يحبون ان يأكلوا الاكلات الاثنية و يشاركون في فولكلورهم و يتبعون قضاياهم السياسية، و أكبر مثال على ذلك اليهود الامريكيين. و بالتالي فهؤلاء الناس تشكل القومية جزءا هائلا من هويتهم لا يمكن تجاهله.

هناك أشخاص يشكل العلم الذي يدرسونه جزءا هائلا من هويتهم، و اخرون يدخل الفن (كالتمثيل او الموسيقى) في تشكيل هويتهم، و اخرون السياسة او المهنة او العائلة، و هناك اشخاص يدخل صراعهم او رسالتهم في الحياة في تشكل اضخم مقوم من مقومات هويتهم، كالصراع ضد مرض السرطان مثلا، او محاربة الفقر، او التعليم. و الرياضة! هل يمكنك أن تتعرف الى هوية رجل مثل مارادونا بدون معاينة دور كرة القدم فيها؟ قارن هذا بشخص مثلي مثلا، لا تلعب كرة القدم دورا اكثر من كوني مشاهد عادي لها.

لهذا السبب قلت أنه لا يمكن حصر الهوية في الثلاث نقاط التي ذكرتها أنت في مداخلتك. و لا يحق لنا تأطير هوية الاخرين في هذه النقاط الثلاث و لا غيرها ان لم تنطبق عليهم.

مع التحية،

عندما أشرت الى المقومات, ذكرتها في إطارها العام أي المكونات المشكله لها في الغالبيه....

(باعتقادي أن هناك مقومات متعددة حسب الافراد. يعني هناك الكثير من الناس لا يكترثون اطلاقا بالدين. يعني مولودون لعائلات مسيحية مثلا، و لكنهم لا يمارسونها و لا يعرفون عن المسيحية شيئا)

مع أني لا أوافقك في " الكثير من الناس "...لان واقع الحال يقول غير ذلك..الا أن حتى الاديني يتأثر بالمنظومه القيميه الأخلاقيه المستمده من الدين و لكن بطبيعه نسبيه...

(في اميركا، أعرف الكثير من الامريكيين الذين ينتمون لقوميات اوروبية معينة، فمنهم من هو من أصل انجليزي، و آخر فرنسي، و آخر بولندي، الخ. و لكنهم كذلك اسما فقط.)

أنا أعيش هناك ولي الكثير من الأصدقاء ذو الأصول الأوربيه و الذين تجمعهم قواسم ثقافيه مشتركه مع البيئه الأوربيه الأم..و مع ذلك لا أنفي التحول عنهم ا في شكل الهويه عبر عقود طويله من الهجره...

(هناك أشخاص يشكل العلم الذي يدرسونه جزءا هائلا من هويتهم، و اخرون يدخل الفن (كالتمثيل او الموسيقى) في تشكيل هويتهم، )

العلم لا يشكل الهويه بل هو في أعتقادي عنصر هام لتطوير آليه التفكير و طبيعه التفاعل مع المشاكل الحياتيه..و ينطبق هذا على الفن و طبيعه تأثيره على الأحاسيس و المشاعر...