عمان ـ رويترز: أعلن البنك العربي احد أكبر المؤسسات المالية العربية امس الثلاثاء عن وفاة عبد المجيد شومان رئيس مجلس ادارة البنك الذي ساهم بدعم الاقتصاد الاردني ومنع انهيار الدينار علي مدي عقود وكان له دور رائد في استقطاب أموال الفلسطينيين في الخارج.
وتوفي شومان عن عمر يناهز 94 عاما. وامر العاهل الاردني الملك عبد الله بدفن شومان الفلسطيني الاصل الذي ولد في مدينة القدس عام 1912 في المدافن الملكية في القصر الملكي تقديرا لمساهماته في دعم الاقتصاد الاردني.
وكان شومان لعب دورا حاسما في منع وقوع عدد من الازمات الاقتصادية وتدخل لدعم العملة الاردنية ابان الازمة المالية في عام 1989 وفي الفترة الانتقالية التي صاحبت وفاة العاهل الاردني السابق الملك حسين في 1999. ويعتبر كثير من رجال الاعمال الاردنيين أن انجاز شومان الذي يمثل أهم رموز رأس المال الفلسطيني المستوطن في الاردن ذي النفوذ الواسع كان في بناء وتوسعة البنك العربي وقدرته علي كسب ثقة المودعين الفلسطينيين بعد قيام اسرائيل وتطويره ليصبح أكبر وأهم البنوك العربية بموجودات تتجاوز 35 مليار دولار.
والبنك يسهم في تمويل انشطة مالية، واسس شركات في الاراضي الفلسطينية حيث يستحوذ علي حصة الاسد من 44 مليارا من ودائع البنوك الفلسطينية. ويقول مصرفيون عرب ان دور البنك في دعم صمود الفلسطينيين اقتصاديا كان وراء دعاوي أقامها أمريكيون ولوبي اسرائيلي اتهموا فيها البنك بدعم ضحايا عائلات العمليات الانتحارية الفلسطنية. وأسست عائلة شومان البنك عام 1930 في القدس وتملك الان عائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قرابة 15 في المئة من رأسماله الي جانب مستثمرين عرب .

(f)(f)(f)

عبد الباري عطوان
سيظل الشعب الفلسطيني يتذكر عبد المجيد شومان بانه الرجل الذي حفظ امواله، مثلما حفظ كرامته، وكان دائما سباقا في عمل الخير ودعم القضايا الوطنية بطريقة علمية وعملية وليس بالالفاظ والكلمات والشعارات.
وستظل الامة العربية تتذكر الرجل علي انه اكبر نصير لوحدتها، ومن اكثر شخصياتها عملا من اجل العروبة واعلاء كلمتها.
فالرجل البسيط المتواضع الذي لم ينس جذوره القروية، ولم يتخل عن لكنتها المحببة، آمن بالعمل المؤسسي، وتقدم علي الكثيرين، بما في ذلك الاوروبيون انفسهم، عندما اعتمد الاقتصاد عمادا للوحدة بين الشعوب العربية، وجسرا اساسيا للوصول الي هدف الوحدة والتقريب بين الشعوب.
البنك العربي الذي اسسه والده عبد الحميد شومان، ورعاه من بعده، كان من اكبر المؤسسات المالية العربية. وغطت فروعها مختلف العواصم العربية والعالمية، وفتحت ابوابها لآلاف من الشباب العرب، دون اي تمييز في الجنسيات او الاصول.
اتصلت به ذات مرة اثناء احدي زياراتي للعاصمة الاردنية، عمان، فدعاني لزيارته في المقر الرئيسي للبنك العربي في الشميساني، وحدد موعدا في السابعة صباحا. يومها حاولت ان اغير الموعد، واجعله اكثر انسانية اي في التاسعة او العاشرة مثلا، ولكنني تراجعت خجلا عندما علمت انه يبدأ يومه العملي قبل السابعة صباحا، وهو ابن الثمانين.
كان نشيطا كالنحلة، تنقل بي في مختلف طوابق المقر، وشرح لي وظيفة كل قسم، وحرص ان يقدم لي معظم المدراء الكبار، وفوجئت بانه يعرف معظمهم واحدا واحدا.
حدثني عن بيت حنينا مسقط رأسه، والمركز الثقافي الذي انشأه فيها، مثلما حدثني عن رحلته طلبا للعلم في امريكا وهو غض غرير في الثالثة عشرة من العمر، وكيف استطاع، وهو اليتيم (لجهة الأم)، ان يتدبر امره في الغربة، ويعود الي القدس متسلحا بالشهادة العلمية والرغبة في حمل مسؤولية البنك بكل رجولة وايمان.
وقف عبد المجيد شومان بشجاعة ضد الفساد في السلطة الفلسطينية، وتصادم دون خوف او رهبة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وكان دائما ينحاز الي صف الشعب الفلسطيني، ويحرص علي الحفاظ علي امواله.
نجاحه الباهر، ووطنيته المتأصلة، وايمانه العميق بامته، كلها امور عرضته لحروب كثيرة، ومؤامرات متشعبة، بعضها داخلي، ومعظمها خارجي. واخطر هذه المؤامرات تلك التي تحيكها الصهيونية العالمية، والمتمثلة في القضية المرفوعة ضد البنك العربي في نيويورك بتهمة تمويل الارهاب في فلسطين المحتلة.
عبد المجيد شومان لم يمول الارهاب، وانما مارس حقا طبيعيا في دعم قضيته الوطنية من خلال بناء صرح اقتصادي ناجح يحتل مرتبة متقدمة بين البنوك العالمية. وهذا النجاح الذي يعتبر حكرا علي غير العرب هو السبب الذي عرضه لكل هذه الضغوط التي تصل الي درجة الارهاب.
رحم الله عبد المجيد شومان، او ابو العبد مثلما كان يحب ان يخاطب من قبل اصدقائه ومحبيه. رحم الله هذا العصامي الابرز الذي اقام هذه الامبراطورية المالية الضخمة بالذكاء الفطري والارادة الحديدية. ونحن علي ثقة ان هذه الامبراطورية ستستمر بالزخم نفسه لانه تركها بـــين ايد امينة.

allah yerhamoo

(f)(f)(f)

لقد كان من مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية وكان لعدة دورات عضوا فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسا للصندوق القومى الفلسطينى وكانت اول التبرعات التى اتت لفتح وعندما كانت مطاردة منه وملا الارض الفلسطينية بالاستثمارت والهبات والتبرعات التى لم يكن يذكر انه صاحبها ولم يكن يعرف الناس انه مصدرها.... وعلاوة على ذلك فهو من دعم صحيفة عبد البارى عطوان القدس العربى ... والذى لربما كان يضحك طوال الوقت عندما كانوا يقولوا ان القدس العربى مدعومة من صدام حسين

رحمه الله