{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
استعادة القدرة على الحلم بعد خيبات القرن العشرين
فرج غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 104
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
استعادة القدرة على الحلم بعد خيبات القرن العشرين
[SIZE=4]
استعادة القدرة على الحلم بعد خيبات القرن العشرين
[FONT=Arial Black]قد يكون من السهل أن تقوم ثورة على أثر تعبئة الجماهير بشعارات جذابة وقد يكون من السهل أيضاً هدم القديم، ولكن من الأصعب بكثير بناء الجديد. لنا من تجارب القرن العشرين خير دليل على ما قد تؤدي إليه الثورة القائمة على الشعارات الجميلة الجذابة والأهداف النبيلة عندما يصل الثوريون إلى السلطة، وإن كانوا مسلحين بأحدث النظريات الثورية في الاقتصاد والاقتصاد السياسي، ولكن بدون برنامج عملي يتناسب مع واقع البلد المعني بالثورة وفي وضع عالمي معين!

فما هو النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تقترحه هذه الثورة؟ وهل يستند هذا البرنامج الثوري إلى الدروس المستفادة من التجارب "الثورية" السابقة في العالم العربي كما لدى الشعوب الأخرى مثل الثورة الروسية والثورة الفرنسية وغيرها؟
وما هي الوسيلة أو الطريقة التي تعتمدها هذه الثورة للوصول إلى أهدافها النبيلة؟ وماذا عن العلاقة بين الغاية والوسيلة؟ ستكون لنا عودة بشيء من التفصيل إلى مسألة العلاقة بين الغاية والوسيلة لاحقا وعلى ضوء دراسة التجربة الملموسة لكل من الثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورات الإسلامية قديما وحديثا بما في ذلك ثورات أو حركات التحرر الوطني المعاصرة وخاصة في العالم العربي.
ولكن الآن وباختصار ماذا يمكن أن نقول عن العلاقة الجدلية التي تربط ما بين الغاية والوسيلة؟ يمكننا القول إن شعار "الغاية تبرر الوسيلة" كان وما زال شعاراً خاطئاً. فالوسيلة المعتمدة لا تؤدي إلاّ إلى تكريس ذاتها وإذا كانت هي والغاية من طبيعة واحدة فكان خيرا، إذ في هذه الحالة تكرس الوسيلة نفسها وهي في آن معاً ترسخ الغاية أيضاً. أما إذا كانت الوسيلة المتبعة مغايرة للغاية والأهداف المعلنة، أو على النقيض منها كلياً، ففي هذه الحالة لا تكرس الوسيلة إلا نفسها وتكرس القطيعة التامة بينها وبين الغاية المعلنة وبالتالي تكرس انفصام الشخصية على كل المستويات وعلى طول الخط حتى الانتحار أو الانفجار أو الانهيار. أوضح دليل على ذلك ما حصل في التجربة السوفياتية! فالحزب البلشفي منذ تأسيسه (سنة 1903) اعتمد وسائل أساسية مناقضة للأهداف المعلنة بذريعة أن الغاية تبرر الوسيلة، نقطة الخلاف الرئيسية بين لينين وبليخانوف، زعيم المناشفة. ثم توسعت الشقة بين الغاية والوسيلة في ليلة 24 إلى 25 أوكتوبر1917 بداية الانتفاضة المسلحة ضد الحكومة المؤقتة رغم توجهها الديموقراطي. وفي فبراير سنة 1918 على أثر الانتخابات التشريعية إلى مجلس "الدوما" (البرلمان الروسي) لم يحصل البلاشفة على الأغلبية اللازمة للتحكم بالبرلمان، خلال الجلسة الأولى للدوما نظم البلاشفة خطتهم في تفرقة النواب وطردهم وإلغاء البرلمان كمؤسسة "برجوازية" لإشعار آخر. وبصورة أخص في المؤتمر العاشر للحزب الحاكم (سنة 1921) بمبادرة لينين نفسه وهو ما زال بكامل قواه العقلية والجسدية، بعد نهاية الحرب الأهلية وانتصار البلاشفة على خصومهم الداخليين المدعومين بقوات أجنبية، أقر المؤتمر العاشر منع أي شكل من أشكال الديموقراطية داخل الحزب. وبذلك انتهى مبدأ المركزية الديموقراطية المعلن إلى "دكتاتورية مركزية" غير معلنة. ومن بعده ستالين اتخذ من "الرعب" بمختلف أساليبه أداته الرئيسية للحكم...
إذا لم تكن الغاية حاضرة في الوسيلة منذ الخطوة الأولى فلن تؤدي هذه الوسيلة إلى هذه الغاية. غيمة من دخان لا تعطي مطرا مهما كانت الظروف الجوية، بينما غيمة من بخار الماء تهطل مطرا إذا ما توفرت لها الشروط الجوية المناسبة. إذا كان لا بد من صياغة شعار بهذا الخصوص فيمكننا القول "الغاية تكمن في الوسيلة".
ولعل هذه هي الخطيئة المميتة التي أودت بحركات التحرر الوطني إلى طريق مسدود. ربما لأنها اختارت أو كانت مضطرة لاختيار النموذج الستاليني.
إن لم يكن المشروع الثوري أرقى وأكثر إنسانية من كل النماذج الموجودة حاليا أو التي وجدت في الماضي فلا داعي للحديث عنه البتة. عندما نقول أكثر إنسانية فهذا بالنسبة للإنسان المعني مباشرة بهذا المشروع، كما بالنسبة لأي إنسان آخر، لا في المجرد، بل من حيث كونه كائنا فردا ملموسا مثل زيد وعمرو...
ثم إنّ الفعل الثوري قد يبدأ كردة فعل، أي كانفعال، تجاه وضع معين جائر فيه إجحاف وظلم لفئة معينة. إنه لمن الحق الطبيعي للفئة المظلومة أو التي تعتبر نفسها كذلك، أن تنفعل وتثور وتطالب برفع الإجحاف والظلم عنها. ولكن طالما أن الفعل محصور ضمن نطاق ردة الفعل أو ردود الفعل فهو يبقى مقيدا بشروط مفروضة عليه من الفعل الذي يرد عليه، يبقى إذن دون الفعل الحر. وطالما أن الفعل الثوري قائم على الانفعال وردة الفعل فهو ليس بفعل ثوري بكل معنى الكلمة، أي ليس بفعل حر وبالتالي يكون عاجزا عن خلق الجديد. إنما يكتمل معنى الفعل الثوري بتحرره من كونه مجرد انفعال وردة فعل وانتقاله إلى مستوى الفعل الحر القادر على بناء الجديد. عندئذ يأتي البنيان الجديد متجاوزا ردة الفعل والفعل الذي ترده، إلى حالة مبتكرة، جديدة وفذّة.
بكلام آخر إن المشروع الثوري الذي يطرح نفسه الآن كردة فعل على غزو أو احتلال يتمتع بكل مشروعية وشرعية ولكنه سيظل عاجزا عن بناء الوضع الجديد البديل للوضع السابق، إذا ما لم يضطلع منذ الآن بمسؤولية تقديم الحل الأمثل، المدعوم بقوة المثال، الحل الممكن للوضع السابق أو الأسبق الذي كان أصل البلاء، أي السبب في الوصول إلى الوضع الراهن.
ولكن من أين نأتي بالحل الأمثل؟ الحل الأمثل لا يكون إلاّ بهضم واستيعاب خير ما أنتجته البشرية في هذا المضمار من تجارب الشعوب، السلبي منها والإيجابي، بدءاً من "أول ديموقراطية" في التاريخ، في عهد جلجامش مرورا بآثينا الإغريقية وروما الجمهورية وتجربة الشورى في الدولة العربية الإسلامية والمدن "الحرة" في أوروبا القرون الوسطى إلى أول ديموقراطية حديثة (إنجلترا، القرن السابع عشر ) وحرب الاستقلال، (إعلان الاستقلال في 4 يوليو/تموز سنة 1776 م) في المستعمرات الإنجليزية التي أعطت الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الفرنسية (1789) والثورة الروسية (1917) وأخيرا ثورات التحرر الوطني من الاستعمار التقليدي مع التركيز على تجارب البلدان العربية وبصورة خاصة مصر والجزائر والعراق وتونس وسوريا والسعودية ... وبلدان إسلامية غير عربية مثل تركيا وإيران.
أما عن العلاقة مع الغرب فهي بحاجة إلى توضيح وتدقيق. الغرب ليس كتلة واحدة. ولو أخذنا بلدا غربيا معينا لوجدنا فيه قوى وتيارات حليفة لقضايانا العادلة فلا يجوز أن نخسرها. ولنا من تجارب شعوب الغرب دروس لا يجوز إهمالها.
الإنسان بحاجة والبشرية بحاجة لتجديد الحلم من وقت لآخر، وخاصة بعد فترة فتور. تعال نحلم، فالحلم جميل ويساعد على تحمل الواقع وربما على تفسيره وتغييره. ولم لا؟[/SIZ[/color]
07-03-2005, 12:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غنائم في القرن الواحد و العشرين!! الزول سالم 4 1,310 09-24-2011, 08:42 PM
آخر رد: الحكيم الرائى
  يا عرب ... بوش وصل الى الحكم لتحقيق هذا الحلم الثاني نسمه عطرة 5 1,060 11-29-2007, 11:35 PM
آخر رد: -ليلى-
  الحلم بحكومة موازية في لبنان : Awarfie 27 4,405 05-18-2007, 12:03 PM
آخر رد: أبو خليل
  مبروك عليكم غزوة بدر القرن الواحد والعشرون ...ولسه ... نسمه عطرة 5 1,330 04-12-2007, 01:58 AM
آخر رد: نسمه عطرة
  حواء القرن العشرين !! أبومحمدالشامي00 7 1,452 04-03-2007, 12:44 PM
آخر رد: أبومحمدالشامي00

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS