قضايا مصرية..

حزب الغد واسرائيل




موفق محادين

من القضايا المصرية التي شغلت الرأي العام المصري مؤخرا قضية نائب رئيس حزب الغد »هشام قاسم« الذي تناولته الصحافة المعارضة بشكل خاص بعد لقاءاته مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين بينهم مائير شتريت وزير المواصلات في حكومة العدو وعضو حزب الليكود الحاكم..

وتأتي اهمية هذه اللقاءات من كونها تؤشر على حقيقة ما يسمى بالقوى الليبرالية العربية عموماً والمصرية خصوصاً..

فلم تنبت هذه القوى بصورة طبيعية ولم تعبر عن مصالح واتجاهات برجوازية مدنية حقيقية بقدر ما عبرت عن ترتيبات مبرمجة برعاية السفارتين الامريكية والاسرائىلية.

وبالعودة لقضية هشام قاسم التي تذكرنا بحكاية مثال الالوسي »جماعة الجلبي« وفريد الغادري السوري وكثيرين مثلهم في كل البلدان العربية.. فهشام قاسم عضو في امانة مركز ابن خلدون »ابن صهيون حسب التعبير الشعبي المصري« الذي يترأسه سعد الدين ابراهيم وسبق له ان شارك مع رئيس الحزب ايمن نور في ندوات نظمها المركز بمشاركة اعضاء في السفارتين الامريكية والاسرائيلية في القاهرة..

وقد اشاد به توماس فريدمان اكثر من مرة في معرض تعليقه على الصحيفة التي اصدرها قاسم في قبرص باسم »كايرو تايمز« وعلى الصحيفة الاخرى التي شارك فيها منذ صدور اعدادها الاولى وهي صحيفة »المصري اليوم«.

القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت حقيقة حزب الغد هي مشاركة الحزب في الاحتفال الذي اقامه معهد واشنطن برئاسة الصهيوني المعروف روبرت ساتلوف وضم عدداً من المدعوين العرب, الرسميين وغير الرسميين وبينهم هشام قاسم مندوبا عن حزب الغد والذي شارك في مؤتمر صحفي مع وزير المواصلات الاسرائيلي مائير شتريت..

هذه المشاركة وغيرها دعت العديد من اعضاء حزب الغد لمراجعة مواقفهم كما حدث مع ملاك صموئيل وعدد آخر من السياسيين الاقباط الذين يشكلون القوام الرئيسي لحزب الغد.. ولعل هذه الاستقالات ضغطت ايضاً على الدكتورة منى مكرم عبيد التي استقالت هي الاخرى بسبب ما وصفته بالشللية والانفراد في القرارات..

وهذا مؤشر اخر على تهاوي المزاعم الليبرالية التي يتم تسويق هذه الاحزاب باسمها.. فبين التطبيع والديكتاتوريات الداخلية الصغيرة تتشكل جماعات الضغط الامريكية بوصفها جماعات مأجورة اولاً واخيراً..

نحن والغرب





حين اتهم ظلما جورج جالوي بالحصول علي ما سمي بكوبونات النفط ، قامت الدنيا وقعدت ، وشكلت له المحاكمات في بلاده وفي أمريكا ، والتي لم تنل من الرجل الصلب وخرج منها اكثر صلابه في معارضته للظلم ، موضحا انه كان عليه ان يدفع ضريبة معارضته لسياسة حكومته العدوانية تجاه العراق وشعبه ، رغم ما تفخر به بريطانيا من ديموقراطية !

ورغم احتلال الدبابات الأمريكية لعاصمة عربية ، يقف السفير الأمريكي في القاهرة ليلقي بمليون دولار لدعم ما يسمى برموز المعارضة الليبراليه الجديدة ، فيسارعوا تحت اقدامه شاكرين مهللين ، دون خجل او حياء

ان الاموال التي تضخ من قبل الادارة الامريكية والمبالغ التي ترصدها منذ الان لدعم مرشحيها سواء بمبلغ 100 مليون دولار لانتخابات مجلس الشعب او 20 مليون لانتخابات الرئاسة ، هو تدخل في شئوننا الداخلية ومحاولة لفرض الخيار الامريكي علي شعوبنا ، وهي جريمة بالمقاييس الامريكية نفسها ، فيما لو فعلها السفير المصري _ مثلا _ علي الاراضي الامريكية!

هل يحدث ذلك لاننا متخلفون وهم السادة المتحضرون وعلينا ان نتبع نصائحهم !
أم أن أولئك بالفعل هم خونه ومرتزقة بين ظهورنا من عينة احمد الجلبي الذي دخل بغداد فوق دبابة الغزاة ، امثال سعد الدين ابراهيم وايمن نور وباقي التسعة المبشرين بالجنة الامريكية علي ايدي ( كوندي) الشر شر !

بالفعل يوجد الخونة للأسف

في كل مكان وزمان

قديما دخل التتار بغداد دليلهم العلقمي
وبالامس كان دليلهم الجلبي

ولهذا يجب الحذر وعدم التسامح مع اولئك المرتزقة ، حتى لا نفاجئ بالف جلبي بيننا ، يمتطون ظهر كفاية بديلا عن الدبابة الامريكية !