لو تفحصنا المنطقية التى يسرح بها عقل الفرد في مجتمعنا نجده يتحرك بآلية ومبدا الثنائيات المتنازعه

وهذا يعني ان هنالك ما هو " الشئ وضده "

فمثلا في العقل الديني نجده يقسم الاشياء الى فريقين

هناك مؤمنون وكافرون، جنة ونار، دنيا وآخرة، خير وشر، هداية وضلال، صلاح وفساد، حياة وموت، عدل وظلم، انس وجان، أرض وسماء، نعيم وجحيم، صدق وكذب، روح وجسد، توحيد وشرك، ايمان وانكار، ذنب ومغفرة، حسنة وسيئة، ماء ونار، أمان وخوف، ذكر وأنثى، امرأة ورجل، حق وباطل، نور وظلام، أبيض وأسود.. الى آخر هذه الثنائيات.

كذلك لو شرحنا العقل القومي نجده

أما خطاب التيار القومي وأدبياته فانها ترتكز هي الأخرى على وجود ثنائيات ثابتة متنازعة يعتبر فهمها مدخلا رئيسا للتعامل مع الواقع.

من هذه الثنائيات : تقدمي ورجعي، وحدوي وانفصالي، قومي وقطري، عروبي واقليمي، استعمار وتحرر، وطنية وخيانة، استقلال وتبعية، بورجوازي وكادح.. الى آهر هذه الثنائيات.


ننتقل الان الى تشريح العقل الليبرالي العربي
الغريب أن التيار الليبرالي نفسه لم ينج من الوقوع في فخ الثنائيات المتنازعة التي تقوم عليها عملية تفسير الواقع وفهم العالم.

من هذه الثنائيات : ديمقراطية وديكتاتورية، حرية واستبداد، عالم حر وعالم مستعبد، ، انفتاح وانغلاق، محور الشر ومحور الخير، حرب على الارهاب ودعم للارهاب، عالم جديد وعالم قديم.. الى آهر هذه الثنائيات التي تتم صياغتها وفق مقتضيات العقلية الشعاراتية، مع أن التيار الليبرالي العربي يصر على أن القضاء على العقلية الشعارتية، هو أحد أهم أهدافه

بالتأكيد فانني لا أضع جميع الليبراليين العرب في سلة واحد...
لكني أرى أن الاتجاه السائد في الليبرالية العربية الآن يتجه نحو التعامل مع الواقع وفق عقلية التصنيف التي ترد كل الظواهر العالمية والمعطيات الواقعية الى الثنائيات الثابتة المتنازعة.

وبالعودة مرة أخرى الى عقلية الثنائيات الثابتة المتنازعة، نرى أن ظاهرة الانفعالية العقلية هي احدى افرازات هذه العقلية وربما هي احدى أدواتها أيضا. فطالما أن مبدأ الصراع هو الذي يحرك العالم، وطالما أن الواقع يتشكل من الثنائيات المتنازعة في الأساس، فان العقل البلشري لن يستطيع الخروج من كهف العقلية التعبوية التي تقوم على الانفعال الشعوري أكثر مما تقوم على الفكر المجرد.

نعود الان ونقلب واقع المجتمع في بلادنا ونحاول ان نبحث عن هذه الظاهرة فيه ، نجدها بكل سفور قائمة على قدم وساق وقد تكون خارجه في بعض الحالات عن كونها احد التيارات السابقه او قد تزيد عنه
ايضا من خلال تصنيف طائفي وعشائري او حتى مصلحي وله ثنائيات كما كان للثلاث التى صنفت في اول الكلام .

قد يقول قائل ...لا بد ان هناك ارضية مشتركة وقاعد نضع عليها اسس للتعايش وانا اقول قد يكون هناك شئ مشترك يجعل التعايش ممكنا او قد لا يوجد ولكن حتى الان لم يتم الوصول الى هذا المشترك

لذا ........ انا ادعو لتقسيم الكعكعه وكل فريق ينام على الجنب الذي يريحه ويا دار ما دخلك شر

وخليها فدراليه تخص كل فرد او جماعة مبنية على اقامة شراكة بعقد يرتضية كل فرد فيها .

وهع هع هع

:D