الاحزاب الشيعية تحظر الخمر وتفرض الحجاب علي سكان البصرة
2005/06/13


لندن ـ القدس العربي :
منذ انهيار النظام العراقي السابق اصبحت مدينة البصرة، جنوب العراق المعروفة بتقاليدها الليبرالية المتحررة كونها تقع علي الخليج العربي، تحت سيطرة الاحزاب الشيعية، خاصة حزبي الدعوة التابع لرئيس الحكومة الانتقالية ابراهيم الجعفري، والمجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبدالعزيز الحكيم.
ويقوم الحزبان بفرض عدد من المظاهر الدينية علي سكان المدينة، فيما اعترف مدير الشرطة الاسبوع الماضي بوجود اختراق للميليشيات التابعة للحزبين قوات الامن التابعة له، بل قال المسؤول الامني ان بعض الضباط متورطون في عمليات تصفية.
وتقوم الاحزاب بفرض الشعائر الدينية علي المواطنين، فقد منعت محلات الخمور التي يديرها في الغالب مواطنون مسيحيون، وحاربت الاشرطة الغنائية المثيرة، كما قامت الشرطة الدينية التابعة لها بملاحقة طلاب الجامعات وطالباتها ومنعتهم من التنزه في رحلة بسبب الاختلاط. وتقوم الاحزاب بفرض الحجاب علي النساء. ويصف مراسل بريطاني الوضع في مدينة البصرة بتحول المدينة الي قطعة خاصة اسمها شيعة ستان ، حيث تسيطر الاحزاب المؤيدة لايران علي ادارة المدينة التي تتبع سلطة الاحتلال البريطاني. وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان قال ناشط اسلامي ان الموسيقي المثيرة ممنوعة قائلا نعم لموتسارت لا لمايكل جاكسون . ويقول التقرير ان السلطات البريطانية التي تقوم قواتها بدوريات في المنطقة تخلت عن الكثير من صلاحيتها مقابل اعطائها للجماعات الشيعية وحفاظا علي الهدوء. ويقول مسؤول غربي بارز لا اعتقد ان الوضع سيؤول الي وضع يشبه وضع ايران او دبي ولكن منزلة بين المنزلتين . ويتساءل عدد من الليبراليين عن حالة التعددية والتسامح التي تأثرت بفعل صعود الاحزاب الدينية الساعية لفرض سلطتها علي المدينة.
وتخشي النساء في المدينة من قيادة السيارات حيث تعلق احداهن انه لا توجد ديمقراطية ومن يدعي وجودها ووجود وحرية فهو يكذب. وتري الفتاة انه لا خيار امامها الا ارتداء الحجاب والا فقد تعاقب من قبل الشرطة، والكثير من النساء يرتدين الحجاب طوعا الا انه منذ انهيار النظام فالنساء يجدن صعوبة بل مخاطرة لوضع المكياج او لبس الكعب العالي. وكان عدد من الطلاب قد جرحوا عندما قام ناشطون اسلاميون تابعون لجيش المهدي بالهجوم علي رحلة جامعية لهم.
وبعد مظاهرة قرر جيش المهدي سحب شرطته الدينية او شرطة الاخلاق من حرم الجامعة وارسل باقة ورد لعميد كلية الهندسة الذي يقول ان الشرطة الدينية لا تزال موجودة في الكلية. ويقول طلاب انهم يخافون الان من وضع الموسيقي والاستماع لها في الحفلات ويخافون من الحديث مع البنات خوفا من الشرطة الاخلاقية. ويشير طلاب الي ان السلطات تخاف من الميليشيات بنفس الطريقة التي يحسب فيها الطلاب حسابا لها. وينتظر عدد من الليبراليين الانتخابات القادمة نهاية العام الحالي، حيث يرون ان هذه الاحزاب فشلت في تقديم اي حلول ناجعة للاقتصاد وتحسين اوضاع المواطنين وبالتالي فان حظوظها من النجاح ستكون قليلة.
ويري مراقبون ان تدفق المشاعر الدينية كان طبيعيا بنهاية عهد صدام الا ان هذا الحماس بدأ يتراجع حيث مل الناس من الاغاني الدينية وعادوا للاغاني العادية.
وتقوم السلطات البريطانية بدعم انشاء محطة اذاعة وتلفزيون محلية المربد ، حيث ستبدأ العمل في وقت لاحق من الصيف الحالي. ونقلت الصحيفة عن مديرها قوله ان المحطة ستقدم اغاني البوب ولكن بعد منتصف الليل، فيما سيتم تخصيص ساعة واحدة للبرامج الدينية، مشيرا ان المحطة لن تكون محطة طالبان .