{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي


رغم تشابه وظائف الحجاب، إلا أن، أشكاله ليست واحدة، فهناك الحجاب الديني، والحجاب الاجتماعي. للأول دور وظيفي محدد بنصوص دينية وإن دارت حوله الخلافات والاجتهادات، والثاني شكلي يتنوع بتنوع المجتمعات ويختلف باختلافها.. وبين هذا وذاك، برز في العقدين الأخيرين ظاهرة ما يسمى بالحجاب السياسي، الذي يرافق بروز وظهور الحركات الإسلامية وانتشارها في الكثير من البلدان بقوة، وتحديداً بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران واستلام حركة طالبان الحكم في أفغانستان وظهور حزب الله في لبنان وانتعاش الحركات الإسلامية في كل من مصر والجزائر...الخ.
وعلى الرغم من تباين شكل الحجاب، حسب البلد أو المنطقة أو المذهب، إلا أن الوظيفة والى حد كبير هي واحدة، دينية أو اجتماعية أو سياسية... كما أن تطور الحياة المادية وثورة الاتصالات الهائلة بكل آثارها الاجتماعية العميقة، كل ذلك أدى الى التطور في موضوعة التعاطي مع الحجاب، فأصبح له أشكالاً عديدة ومتنوعة، لدرجة يمكن معها القول بأن وظيفة وشكل الحجاب اليوم هي غيرها في الماضي.
وفي سوريا اليوم يرى البعض في الحجاب وسيلة من وسائل الرد على التحلل القيمي والانحلال الأخلاقي الذي يجتاح المجتمع وخاصة، فئة الشباب، في حين يرى البعض الآخر، أن ارتداء الحجاب ليس أكثر من سلوك نفعي يتيح فرصاً أفضل وأسرع للزواج، وبين هذا وذاك، هناك من يرى في العامل الاقتصادي سبباً رئيساً في ارتداء الحجاب، باعتبار أن الغالبية العظمى من السكان، فقراء وغير قادرين على تحمل أعباء تكاليف الموضة المزدهرة والمتغيرة باستمرار.
وفي السنوات الأخيرة، شكل ارتداء الحجاب من قبل بنات الأسر المسلمة المنفتحة، ظاهرة في دمشق، وهي ظاهرة لايزال المجتمع الدمشقي يتعامل معها بتحفظ نظراً لقدسية الحجاب، والذي يخشى الكثيرون عليه من الأهواء الطارئة الناجمة عن ردود الأفعال الاجتماعية0
حول وظيفة الحجاب ودوره والموقف منه، كان لإيلاف هذه الجولة الاستطلاعية في دمشق:
*دلال الأبطح-أدب عربي من جامعة دمشق، تقول رداً على أسئلة إيلاف:
أنا من أسرة متوسطة الحال، مسلمة ولكن غير متعصبة، أحترم الحجاب ولا أتقيد به، فقبل زواجي لم أكن أرتدي الحجاب وفي مظهري الخارجي لم أكن مقيدة باللباس الشرعي وقد كان مظهري الخارجي يجذب الأنظار وكثيراً ما كنت أسمع وأنا في طريقي الى الجامعة كلمات إعجاب و"تلطيش" وفي كثير منها كنت أسمع كلمات نابية ومزعجة تخدش الحياء العام.
بعد زواجي، ووضع طفلي الأول، اقتنعت بارتداء الحجاب خاصة وان زوجي لم يكن قادر على تحمل نظرات وتلطيشات الرجال لي في الشارع، وبالفعل، بعد ارتدائي للحجاب صرت أشعر بالأمان أكثر، كما أنني تخلصت من المظاهر الاستهلاكية الضاغطة على الفتاة غير المحجبة، ففي الماضي كنت أفكر، بلبس آخر صرعات الموضى والسهر مع الأصدقاء في الأماكن العامة.. لقد كان سلوكي في الماضي نوع من التمرد المرهق وبلا معنى، فالمتعة التي كنت أحصل عليها ليست أكثر من ومضة سريعة الزوال ولم يكن أن تؤمن عن هذا الطريق توازنك الداخلي واستقرارك الاجتماعي.
*هيفاء محمد-طالبة جامعية/ ارتديت الحجاب بتأثير من زميلاتي في الجامعة وأنا اليوم أكثر ثقة بنفسي وأكثر قدرة على التعبير عن آرائي وأفكاري، والحجاب يجعل الرجال ينظرون إليك باحترام فلطافة المحجبة لا ينظر إليها كدعوة أنثوية بل لباقة يفرضها موقف معين.
وتتابع هيفاء: بعض زملائي في الجامعة ينظرون إلي وكأني مخلوق قادم من العصر الحجري، يبتعدون عني رغم محاولاتي مشاركتهم جلساتهم ونشاطاتهم على الرغم من أنهم كانوا يفاجأون بآرائي وحرية حركتي.. فأنا أتصرف بحرية وعفوية، ولا يجوز اعتبار الحجاب عامل معيق للحركة والمشاركة والعمل.
*نيروز شعبان-كلية الحقوق، غير محجبة: أنا أعاني أحياناً من نظرات بعض زميلاتي المحجبات.. هذا مرفوض فأنا حرة ولا أقبل أن يصادر حقي في ارتداء ما يعجبني من الملابس ومهما بدت متطرفة.. كما أني أرفض الحجاب باعتباره ظاهرة تخلف.. إن نظرات المحجبات لي تزعجني فهم دائمي الغمز عليك وعلى طريقة لبسك.. إن لدى هؤلاء عقد كثيرة مستحكمة ومن الصعب التعامل معهم.. وتتابع ذات مرة، اضطررت أن أستعير كراس محاضرات من إحداهن، فوجئت أنها أرادت هدايتي وجلبي الى طريق الاصلاح عن طريق الذهاب معها لحضور الدروس الدينية... إنهم يتكلمون معك وكأنهم وحدهم فقط يمتلكون الحق والحقيقة.. أنا أكثر تديناً من هؤلاء فالدين سلوك ومعاملة وليس مجرد مظاهر.
*حسن خالد-خريج جامعي ومن أسرة متدينة، يقول: ارتداء الحجاب لا يرتبط بالقدر الذي يرتبط في التعبير عن الهوية المحافظة للمرأة المتشبثة بالتقاليد والحريصة على العرف والتقليد المألوف اجتماعياً.. ويتابع قائلاً: أنا أحترم الحجاب وأرفض التعامل معه من منظور الاحتجاب والامتناع عن الدخول والمشاركة في الحياة العامة.. وأعتقد أن المحجبة يمكن لها أن تفكر بحرية وأن تتصرف بسلوك منفتح وتحرري بالمعنى الحقيقي لا الظاهري للكلمة رغم أنها ترتدي الزي الإسلامي.
البعض الآخر يعتقد أن لدى المحجبة، قدر كبير من الحرج في التعامل والمشاركة في الحياة العامة.. لأن المشكلة تكمن في أن هناك نوعان من الحجاب، أحدهما فرضه الدين وآخر فرضه المجتمع، والغالب في المجتمعات الشرقية هو النوع الثاني أي الذي فرضه المجتمع الأمر الذي يجعل من الخوف حالة مسيطرة وتتملك المحجبة في كل تصرف ومهما بدا عفوياً وطبيعياً أن يكون منافياً للحجاب بمعناه الاجتماعي لا الديني

ايلاف 8/5/2005
05-08-2005, 08:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
استشهادي المستقبل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,317
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #2
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
طقوا موتوا يا اعداء الحجاب


يمكن ان تفرحوا في حالة واحدة فقط

عندما تمشون في الشوارع ولا تشاهدون محجبة واحدة وما عدا ذلك

عليكم ان تكتموااو تبوحوا بغيظكم لا فرق
05-09-2005, 09:59 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زياد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,424
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
[صورة: comic.php?id=382]
05-09-2005, 02:27 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
سورية... الحجاب يصعد .. بقلم : شعبان عبود

مثلها مثل العديد من الدول العربية، تجتاح سورية منذ سنوات قليلة وعلى نطاق واسع عودة لمظاهر التدين، ولا تقتصر هذه المظاهر على طائفة اسلامية دون غيرها، بل تشترك الأقليات الدينية في التعبير عن هذه المظاهر, صحيح ان سورية ورغم وجود حزب «علماني» يحكمها منذ أربعة عقود، تعتبر بلدا اسلاميا وتنتمي بشكل طبيعي لمحيطها المشرقي، الا انها وعبر تاريخها قلما عرفت مظاهر التشدد والتطرف، ما عدا حقبة نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، حين شهدت صراعا مسلحا بين جماعة الاخوان المسلمين والسلطة، لكن تلك الأحداث لم تعكس في ذلك الوقت خلافا دينيا بين الجماعة الأصولية المتشددة والنظام العلماني المنفتح، بقدر ما عكست صراعا سياسيا اتخذ شكلا مسلحا وقفت وراءه رغبة الجماعة في الوصول الى السلطة بأي طريقة.
غير انه ومنذ انهيار النموذج السوفياتي أوائل تسعينات القرن الماضي، وقبله صعود الثورة الاسلامية في ايران، مقترنا بترهل البعث السوري في السلطة وتضخم ظاهرة الفساد التي ترافقت بدورها مع انحلال في النظام القيمي والأخلاقي عند مفاصل وكوادر مهمة في المؤسسات الحكومية، كل ذلك أدى الى تنام منقطع النظير لمظاهر التدين والانغلاق عند السوريين الذي تم التعبير عنه بالاهتمام من جديد بالحجاب وانتشاره على نطاق واسع.
واذا كانت دمشق وحلب وحماة قد مثلت ولعقود طويلة مركز ثقل الاسلام التقليدي المحافظ ومدت الكثير من الأحزاب الدينية بغالبية كوادرها وقواعدها النشطة والفاعلة، فإنه ولأول مرة في سورية صار من الممكن رؤية نماذج لرجال ونساء في الأرياف والمدن السورية البعيدة والنائية (دير الزور، درعا، الرقة، الحسكة، ادلب) متدينون بشكل غريب عن المظاهر المتعارف عليها، لقد صار طبيعيا ان تصادف في تلك المحافظات رجالا مكحلي العينين وحليقي الشوارب وشعر الرأس ومطلقي اللحى ويرتدون أثوابا متواضعة قصيرة تمتد لأسفل الركبة بقليل, وليس بالضرورة ان تعكس هذه المظاهر تسييسا للدين بقدر ما تعكس رفضا للواقع القائم وانغلاقا على المجتمع رغم عدم وجود بعض المطالبين بطبع السياسة بطابع الدين.
لا يبدو ان حزب البعث الحاكم ومن حوله بقية الأحزاب القومية والناصرية والماركسية المنضوية في الجبهة الوطنية التقدمية معادون كثيرا لما يجري في المجتمع، بل على العكس تماما، فكل المظاهر تقول ان السلطات تحاول استغلال هذه الصحوة لحشد تأييد حولها في «مواجهة التهديدات الأميركية والاسرائىلية»، ولا أدل على ذلك من محاولة الانصات من النافذة لذلك الكم الكبير من الخطب المبعثرة في الأثير التي يتلوها أئمة الجوامع على الجمهور الغفير، الذي صار يتردد على الجوامع ويجهد للحصول على مجرد مكان بين أقرانه المؤمنين, كلها خطابات تتوعد لأميركا واسرائىل وتدعو لنصرة المجاهدين في كل مكان مثلما مطلوب منها ان تدعو لرئيس الجمهورية بأن «يحفظ الله خطاه ويسددها لما هو خير المسلمين» ولا يقتصر التردد على الجوامع على الرجال فقط، فالكثير من الأسر السورية صارت ترسل بناتها ونساءها لحضور الدروس الدينية حتى صار من الممكن رؤية الأم تتقدم بناتها وكناتها مسرعة لحضور درس الشيخ «فلان» يوم كذا الساعة كدا.
هكذا ولوقت طويل وبعد ان كانت المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية العامة، تعج بالمئات من الطالبات والطلاب بشكل مختلط، بعيدا عن مظاهر الفصل بين الجنسين، صار من الممكن اليوم رؤية تلميذات صغيرات في الصفوف الابتدائية والاعدادية يرتدين الحجاب بطريقة محتشمة جدا، حجاب موضوع بعناية لا يسمح بهروب شعرة واحدة من رأس الطفلة، حجاب يعكس ما تريده الأسرة السورية القلقة أكثر مما يناسب وجه طفلة صغيرة.
ومنذ أيام أخبرتني مديرة المدرسة الابتدائية التي يتعلم فيها ابني، ان رجلا أتاها يطلب منها متوسلا فصل طفلته ذات الأعوام السبعة عن زملائها من الاطفال في المقعد الدراسي، لقد ترجاها ذلك الرجل ان تضع بجانب ابنته اطفالا اناثا وليس ذكورا,,, هذه الطفلة تضع الحجاب امتثالا لرغبة والدها!
وتعبر هذه الظاهرة عن نفسها دون ضجيج مع السلطات، مثلما هي السلطات تغض الطرف عنها متحاشية اتخاذ قرارات واضحة بهذا الشأن رغم «علمانية» حزب البعث الذي يبدو انه يدرك ما يتمتع به الاسلام من جاذبية، وخاصة بين الطبقات المتوسطة والفقيرة، لكن ألا تعلم السلطات ان أكثر من 80 في المئة من السوريين ينتمون لتلك الشرائح الاجتماعية؟ كذلك فإن لغياب الحياة السياسية وتغييب الأحزاب السورية متضافرا مع صعود ظاهرة الفساد في أجهزة الدولة ومؤسساتها الذي ترافق مع انهيار متدرج في نظام القيم والأخلاق، قد ساهم بدوره في انتعاش التدين، وقد ساهم أخيرا السقوط السريع لنظام البعث في العراق الشبيه، من حيث بنية الهياكل القائمة وآليات العمل، مما هو قائم في سورية، في تعزيز مظاهر التدين الذي انعكس بدوره بزيادة كبيرة في ارتياد الجوامع وزيادة عدد المحجبات.
صحيح ان السلطات استطاعت تجيير هذه المظاهر وحشدها لمواجهة حملة الضغوط الأميركية، الا ان نتائج هذه السياسة يبدو انها لن تتوقف عند نهاية الحملة بقدر ما ستسمح للمتدينين في المستقبل بالتعبير أكثر عن أنفسهم وفلسفتهم ورؤيتهم للحياة كلما سنحت لهم الفرصة.
وتنتشر مظاهر التدين كثيرا بين الشباب وخاصة منهم الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية غير مستقرة ويقضون جل أوقاتهم في البحث عن فرصة عمل, وكما هو معروف فإن البطالة تتركز بين الشباب، وتبلغ نسبة البطالة في الفئة العمرية 15-24 عاماً حوالي 70 في المئة، وتتركز عند الأميين وخريجي المدارس الابتدائية والاعدادية، وهم غالبا أشباه أميين، اذ تبلغ نسبة هاتين الفئتين 82,4 في المئة من حجم العاطلين عن العمل, الأمر الذي يعني على المدى الطويل استقطاب الدين المزيد من الشباب اليائسين المستعدين أكثر من أي وقت مضى للهروب خلفا واللجوء الى «الله».



الرأي العام


07-09-2005, 01:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Gudjohensen غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 344
الانضمام: Jul 2005
مشاركة: #5
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
مقالتين جيدتين..... شكراً للزميلين بسام الخوري و arfan

أحب أن أسمع رأيكما في مستقبل ظاهرة الصحوة الدينية في العقدين الأخيرين في سوريا....

مع الشكر الجزيل :97:
07-11-2005, 10:34 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #6
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
أحب أن أسمع رأيكما في مستقبل ظاهرة الصحوة الدينية في العقدين الأخيرين في سوريا....

مع الشكر الجزيل


تتنامى الإسلامية في سورية، سواء على المستوى الشعبي في المجتمع الدمشقي أو في مناطق شمال سورية. لقد بهت لون شعار "سنسحق الأخوان المسلمين، عملاء الإمبريالية والصهيونية" المكتوب على أحد الجدران في معرة النعمان، التي كانت معقلاً للإخوان المسلمين خلال فترة المواجهة بين الجماعة والسلطات السورية في أوائل الثمانينات. وحل محله اليوم شعارات جديدة تحمل طابعاً إسلامياً، كما أن عدد المساجد على جانبي الطرق الرئيسية التي تربط المدن السورية بالقرى لا تزداد عدداً فحسب بل حجماً وبهاء أيضاً.

وإذا دخلنا أعماق القرى، نجد أمثلة فردية تبين حقيقة ما حدث. ففي عرم الجوز، وهي قرية في منطقة كانت أيضاً معقلاً للإخوان المسلمين، كان محمد يتفاخر بكونه شيوعياً، وحتى ملحداً. وكان يتحدى التقاليد الاجتماعية المحلية، على غرار الشباب المتمردين الآخرين في سورية الذين كانوا يبحثون عن معتقدات وقيم جديدة يبنون عليها مستقبلاً. ولم يكن وحده في هذا الأمر، بل كان واحداً من آخرين ممن يحبون إثارة الأكبر منهم سناً. فخلال رمضان كانوا يعلنون إفطارهم بالتدخين علناً في وضح النهار. وأما اليوم، بعد عشرين سنة، فقد بات محمد محافظاً يؤمن بمراعاة القيم التقليدية ويقول: "إن الإسلام هو البديل". فمحل الرغبة بضرب المعتقدات التقليدية عرض الحائط، بتنا نرى عودة إلى الحماس الديني. وبات المتمرد القديم الآن يقضي جل وقته في المسجد الجديد القائم في وسط عرم الجوز. وأحفاده الأربعة قلما يغادرون المسجد ويصومون رمضان، رغم حداثة سنهم. وترتدي حفيدتاه الحجاب وهما لم تبلغا العاشرة بعد. إن التحول الذي طرأ على محمد يوضح السبب الكامن وراء ابتعاد سورية عن الدولة والمجتمع العلمانيين.

كيف حدث ذلك ولماذا؟ لقد تضافرت عوامل خارجية وداخلية عديدة لدفع سورية بهذا الاتجاه. فبعد أن سحقت السلطة السورية الإخوان المسلمين، سعت إلى تشجيع شكلاً معتدلاً من الإسلام ضد المتطرفين. فقد شجعت على بناء حوالي 80 ألف مسجد جديد. كما أقامت معهد الأسد لتحفيظ القرآن في مختلف المدن والمحافظات، وأكثر من 22 معهد تعليم عال لتعليم الإسلام. ولا يحضر هذه المعاهد طلاب الجامعات السورية فقط بل يحضرها أيضاً طلاب من 60 بلداً عربياً وأجنبياً. كما شجعت الحكومة على إنشاء مدارس شرعية. ففي محافظة الجزيرة، شمال شرق سورية، أنشأت المدرسة الخزنوية؛ وفي حلب أنشأت مدرستي الشيخ أحمد حسن والشيخ أبو القعقاع؛ وفي دمشق مجمع أبو النور وحلقتي دراسة الشيخ محمد سعيد رمضان حسون والشيخ محمد حبش. كما أنشأت الحكومة في دمشق مجمع الشيخة منيرة القيسي، تيمناً باسم السيدة الدمشقية الشهيرة، حيث تدرس فيه حوالي 25 ألف فتاة.

ومن عادة المعاهد الدينية هذه البالغ عددها 584 أن تقدم الرعاية الصحية والمعونة الغذائية للناس، وقد قدم 280 منها خدمات يومية شاملة لحوالي مليون إنسان ـ ولحوالي مليونين خلال شهر رمضان المبارك. كما تقدم التعاليم الدينية للعامة إما من خلال الدروس اليومية أو من خلال خطبة الجمعة. ولكي يدلل النظام على إسلامه، فقد شدد الخناق على الجماعات اليسارية، لكي يُظهر حزب البعث بوصفه التنظيم اليساري الوحيد. هناك منبران فقط في المدن والقرى السورية: المساجد والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام الحكومية. ولذلك كان أمام الناس خيار بسيط: الإسلام أو الايديولوجيا الرسمية. ويتحول الشباب بكثرة إلى المدارس الدينية والمساجد، سواء كردة فعل ضد السياسات الرسمية أو كوسيلة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

لقد هبط معدل النمو السكاني السنوي في سورية من حوالي 3.4% منذ عقد مضى إلى حوالي 2.4 اليوم. ولكن الأطفال الذين ولدوا في فترة الازدهار السكاني قبل عقدين من الزمن هم شباب اليوم. فهناك 220 ألف شخص يدخلون سوق العمل سنوياً، والحكومة عاجزة عن تأمين فرص عمل لهم. ووفق الإحصاءات الرسمية هناك مليون عاطل عن العمل في سورية، منهم 500 ألف مسجلون لدى مكاتب البطالة الحكومية. ويكمن الخطر في حقيقة أن 80% منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة. فماذا سيفعل هؤلاء الشباب عندما تنحصر آفاقهم السياسية بمذهب سياسي واحد؟ سوف يتحولون إلى الدين الذي يقدم لهم، على الأقل، حياة آخرة ينتظرونها جميعاً.

كما أن هناك عوامل إقليمية خارجية ودولية ساهمت في تنامي الإسلامية في سورية. ففي العقود الثلاثة الماضية تضافرت أحداث مهمة على تعزيز الدوغما الإسلامية في سورية. فقد تزامن الصراع ضد الأخوان المسلمين في سورية مع الثورة الإسلامية في إيران في نهاية السبعينات، ومن ثم تحالف الحكومة السورية مع طهران ضد النظام العراقي الذي تتقاسم معه، نظرياً، المذهب البعثي القومي العلماني نفسه. فيما بعد، في نهاية الثمانينات، انهار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية الداعمان للنظام السوري. وهذا لم يضعف الحلفاء الاستراتيجيين لسوريا فقط، بل ساعد على زعزعة مصداقية الاشتراكية وإنجازاتها.

وقد تزامنت نهاية الشيوعية وفشل الأنظمة الاشتراكية في تقديم حلول للأمراض الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتها، وفشل الأحزاب الحاكمة القوية في تحقيق إنجازات داخلية أو خارجية، مع النجاحات المتزايدة للأحزاب الإسلامية. فالجمهور السوري وخصوصاً الشباب عاينوا عن كثب إنجازات الجهاد الإسلامي وحماس أثناء الانتفاضات الفلسطينية. ولم يساهم هذا في تقوية الإسلام في المجتمع السوري فقط بل بقبول العمليات الانتحارية كوسيلة جهادية مشروعة. كما ساهم الدور الذي لعبه حزب الله في طرد إسرائيل من الجنوب اللبناني أيضاً في تعزيز الاعتقاد بأن "الإسلام هو الحل".

كانت هجمات 11 أيلول 2001 إرهاباً بكل معنى الكلمة، ولكن هل هذا هو رأي المواطنين السوريين العاديين؟ من المشكوك فيه أن تكون هذه هي قناعة المواطنين هنا، فقد رأى الشباب في هذه الهجمات، مرة أخرى، برهاناً على أن تنظيماً صغيراً بوسائل محدودة تمكن من مواجهة قوة عظمى بفضل الإسلام. فهم يرون أن هذا على النقيض مما تفعله الأنظمة العربية التي كرست نسباً كبيرة من موازناتها للدفاع وفشلت في تحقيق أي نصر على أمريكا أو إسرائيل. وكان من شأن الأحداث في العراق أن أكدت على هذه المواقف. إذ يرى الكثيرون أن صدام حسين، قبل إسقاطه، تبنى الإسلام كشعار بديل. ومؤخراً تحالف بعثيون سابقون مع جماعات إسلامية متطرفة لمحاربة أمريكا. ولعل المدهش في الأمر هو الانتشار الإسلامي الواسع في العراق، بالرغم من أن النظام البعثي السابق اعتقد أنه نجح في فرض نظام علماني إلى حد كبير على البلد. لقد تم في العرق تحرير مارد التطرف الإسلامي من قمقمه. والسؤال الآن: هل سينجح النظام السوري في إبقاء مارده الإسلامي في القمقم إلى الأبد؟


إبراهيم حميدي صحفي مقيم في دمشق وخبير في الشؤون السورية. كتب هذه المقالة لصحيفة الديلي ستار.





07-12-2005, 10:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Logikal غير متصل
لاقومي لاديني
*****

المشاركات: 3,127
الانضمام: Oct 2003
مشاركة: #7
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي

المحجبة التي تريد اظهار مفاتنها لن يمنعها الحجاب عن ذلك، و غير المحجبة التي تريد أن تحتشم، لا تحتاج الى الحجاب لفعل ذلك. رأيت محجبات كن يغطين شعرهن، و لكن وجوههن مزينة بالماكياج و يرتدين سروايل جذابة، بينما رأيت نساءا غير محجبات و لا يغطين شعرهن، و لكن ملابسهن محتشمة و بسيطة.
07-12-2005, 10:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المغربي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 906
الانضمام: May 2003
مشاركة: #8
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
لوجيكال: الحجاب حجابين، يمكن ارتداءه لأجل الحشمة وحسن الخلق، ويمكن أيضا استعماله كأكسيسوار جنسي مثل اللاتيكس أو السترة الطويلة التي تستر كل شيء ماعدى المكان الذي يفترض أن تستره يكون فيه ثقب.
07-12-2005, 11:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Free Man غير متصل
stabile in the instability
*****

المشاركات: 4,483
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #9
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
أطرف مقولة سمعتها من شيخ مصري على قناة أقرأ :

( حجاب اليومين دول لزمو حجاب ) :lol:
07-13-2005, 01:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إلى كل لا ديني و ملحد وعقلاني و وجودي ... الجوكر 23 4,266 05-26-2011, 05:42 PM
آخر رد: الجوكر
  عندما قام المسيح عندنا ( موضوع غير ديني ) Free Man 13 3,782 12-23-2010, 03:22 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  أسئلة للشباب اللا ديني إبراهيم 29 5,584 03-23-2009, 09:11 PM
آخر رد: إبراهيم
  الغباء والتحجر الديني ...الذي تربينا عليه ....موضوع اجتماعي يا ادارة النادي رجااااااااااء وليس موضوع ديني الرجاء ابقائه استشهادي المستقبل 15 3,746 01-30-2008, 04:00 AM
آخر رد: إبراهيم
  زواج الأمير تشارلز من كاميلا باركر بولز، ...دليل تطور حضاري أم انحطاط خلقي واجتماعي بسام الخوري 17 4,896 04-19-2005, 07:07 AM
آخر رد: shahrazad

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS