زملاؤه لـ"الحياة": كان ناقداً لاذعاً للتجاوزات... أسرة الصحافي الليبي المقتول تناشد "مؤسسة القذافي" التدخل
طرابلس - محمد عبعوب الحياة 2005/06/6

أثار الكشف عن مقتل الصحافي الليبي ضيف الغزال الشهيبي الذي وجدت جثته قبل أربعة أيام على شاطئ مدينة بنغازي (حوالي ألف كيلومتر شرق طرابلس) بعد أكثر من أسبوعين من «اختفائه»، ردود فعل متفاوتة. ففيما ناشدت أسرة الشهيبي «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية»، «التدخل لكشف ملابسات اختفاء إبنها ومقتله»، اتهمت مؤسسة «الرقيب لحقوق الانسان» الليبية التي تتخذ من لندن مقراً لها، «متشددين» في اللجان الثورية باغتياله «بعد خلاف معه». لكن رابطة الصحافيين الليبيين نعت في بيان الشهيبي الذي كان «أحد أنشط كتاب صحيفة الزحف الأخضر (رسمية)»، داعية الأجهزة المختصة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية للوصول إلى الجناة.

وكشف زملاء الصحافي القتيل لـ»الحياة» في طرابلس أن ضيف كان من الكتاب
ضيف الغزال الشهيبي.
الناشطين في «الزحف الأخضر» التي كان كُلِف إدارة مكتبها في بنغازي قبل أن يقرر التوقف عن الكتابة. وقال أحد هؤلاء الصحافيين أن الشهيبي كان من الكتاب «المتشددين والمؤمنين بتطرف في فكر الكتاب الأخضر»، ما أدى إلى اصطدامه أكثر من مرة بعدد من زملائه. كما كان ناقداً لاذعاً «للتجاوزات في إدارات الدولة الليبية». ولم تدل السلطات الأمنية الليبية بأي بيانات أو معلومات عن مقتل الشهيبي، لكنها أكدت أن الصحافي الضحية لم يحتجز لدى أي من فروعها. وتحتجز السلطات مشبوهين اثنين في هذه القضية كان القتيل شوهد قبيل اختفائه برفقتهما في بيت أحدهما.

الى ذلك، دعت أسرة الشهيبي في رسالة الى «مؤسسة القذافي»، وقعها شقيقا القتيل خميس وعبدالعزيز الغزال الشهيبي ليل أول من أمس، وحصلت «الحياة» على نسخة منها، الى إجراء «تحقيق شامل في القضية للوصول الى حيثيات ودوافع هذا العمل غير المسبوق». وأعربت عن ثقتها في المؤسسة لأنها «مؤهلة من دون غيرها للدفاع عن الحريات، ورعاية حقوق الأفراد في البلاد».

وكانت (أ ف ب) مؤسسة «الرقيب لحقوق الانسان» الليبية التي تتخذ من لندن مقراً لها، وجهت قبل يومين نداء الى السلطات الليبية تناشدها كشف مصير الشهيبي، معربة عن خشيتها من أن يكون صُفي جسدياً على يد «متشددين في اللجان الثورية كان على خلاف معهم».

وأفادت المؤسسة في بيان أن «مجهولين خطفوا الشهيبي منتصف ليل 21 أيار (مايو) الماضي في بنغازي واقتادوه بقوة السلاح الى مكان مجهول». وحملت «الدولة الليبية مسؤولية اختفاء هذا الصحافي وما يمكن أن يتعرض له من تصفية جسدية»، مشيرة الى أن الغزال (32 عاماً) عضو في رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، وعمل منذ عشر سنوات مع اللجان الثورية، كما عمل أربع سنوات في جريدة «الزحف الأخضر» قبل أن يعلن مقاطعة الكتابة في الصحف الليبية.