مقال: د. محمود عوض
كاتب عربي من فلسطين عن موقع عرب تايمز
سويلم الأردني
أفرزت حكومة عدنان بدران عبر تشكيلها في عمان مؤخرا روائح كريهة تتقزز لها النفوس ذلك أن مجموعة من أحفاد ( الحثاله ) كما وصفهم أهود براك للملك عبد الله الثاني حين قال له مباشرة وفي وجهه ( لست سوى ملك على حثاله من البدو ) .
لم يكن بإمكان هذا المملوك أن ينطق ببنت شفه فقد إبتلع الشتيمه وطأطأ رأسه ذلك أنه كان مدركا إذا مضى في سجاله مع أهود براك بأنه سيقول له بأنه أي الملك نفسه ليس سوى حثاله أو زباله تسربت من الحجاز ليلقى بها فوق أراضي شرق الأردن .
الحديث عن هذه الحثالات يطول ويحتاج لفصول غير أن ما لفت النظر مؤخرا بعد تشكيل حكومة مضران أن نفرا من هؤلاء خرج صارخا هائجا بأنهم حرموا من مقاعد الوزاره وأنهم كشعب أردني ينهبون في وضح النهار وأن مقدرات وثروات بلدهم ( شرق الأردن ) أضحت مشاعا لكل ناهب وسارق .
هذا الإفراز للروائح العفنه والنتنة يتوجب التوقف عندها للتساؤل وهو كيف ومتى شكل هؤلاء الحثاله من البدو شعبا وهل يتمتعون في الأصل بمقومات تشكيل ( شعب ) .
وثانيا : عن أية مقومات وثروات يتحدثون أنها أضحت مشاعا لكل ناهب وسارق .. هل هذه المقومات تنحصر في غاز ونفط وفواكه وثمار أم أنها الأرض المجدبه والهامش الصحراوي الذي إضطر معه الملك حسين ليعترف علنا في رسالة معروفه قال فيها ( لقد قضيت أربعين عاما أتسول لكم ) وهكذا إستحق عن جداره لقب ملك الشحاتين .
يخرج احمد عويدي العبادي في رسالة مفتوحه لعبد الله الثاني ليقول ويعيد ويزيد عبارة ( نحن ونحن ونحن الأردنيون وأصحاب البلد )
فمن أنتم سوى فلول مطاريد بدو هاموا في هامش الصحراء الفلسطينيه المسماه ( شرق الأردن ) في حالة من الفقر المدقع والجهل المطبق ما زالت بعض مشاهده ماثلة للعيان في وادي موسى وغير وادي موسى وقد بقيتم كذلك حتى ( إلتم المتعوس على خايب الرجا ) فجاءكم عبد الله بن الحسين بن علي حافيا متراكضا فوق عدد من الأبعره وبصحبة نفر من المنبوذين ليشكل بكم ومعكم ( الرعيل الأول ) لقبيلة ( ابو رغال ) – ابو رغال هو الخائن الذي أرشد إبرهه الحبشه الطريق لهدم الكعبه ) .
ابو رغال الهاشمي كان موكلا بمهمة الإرشاد لهدم الأقصى وهكذا وجد هؤلاء الحثاله ( مهنة يعتاشون منها ) فاستلوا سيوفهم لذبح فلسطين حتى يقيموا المناسف وليظلوا في هرج ومرج باحثين عن أجزاء أخرى من اللحم العربي ليضعوه فوق النار ليشبعوا بطونهم الخاويه ويدثروا جسومهم العاريه .
حدثني يعقوب عويص وكان سفيرا للأردن في رومانيا بأنهم من فرحتهم حين أسس تشرشل أمارة شرق الأردن قضوا الليالي الطوال وهم يتدربون على طريقة الإنحناء في بروتوكول تقديم أوراق الإعتماد كسفراء وقناصل .
في كتاب إسمه ( ضرب المكانس ) لمؤلفه والد الدكتور جواد العناني وصف دقيق للجهل والتشرذم التي كان عليها هؤلاء الحثاله قبل أن يغرقوا في المردود الإقتصادي لخيانة القدس وفلسطين والأمة العربيه .
وها هم اليوم بعد أن إنفض السامر يلطمون الخدود ويشقون الجيوب عويلا وبكاءا على مقاعد وزاريه متناسيين مقاعدهم حول المهباش يفطرون مرارة القهوه متحلقين حول ألحان الزطي جميل العاص باني التراث الغنائي الأردني بمشاركة زطيه أخرى من أبناء قومه هي سميره توفيق ( ودق المهباش يا سويلم ) .
ما يعجبني حقا في تراث الحثاله هو ذكاؤهم في الإرتزاق فهؤلاء النفر من أمثال احمد العويدي وفهد الفانك مدركون جيدا بأن المسموح لهم حتى يتربعوا حول المنسف أن يتجاوزوا قفطان المجالي وعباءة المعايطه وسبرطاس العدوان ومقام بدران وقبة آل الرفاعي إنما هنالك خط أحمر لا تيجاوزونه هو ساحة الملك .
إقرأووا حملة العويدي ورسالته فهو يحرص كل الحرص على الولاء والطاعه لولي نعمته جلالة الملك مع يقينه وإدراكه أن الملك هو الأثافي كلها وليس ثالثة الأثافي فحسب .
.. في الرصد التاريخي لهزائم العرب سيتبين لكل من لم يتبين بعد أن حثالة البدو هؤلاء شكلوا خنجرا أدمى قلب وخاصرة وظهر العرب وأن دافعهم الوحيد لأداء دور ابو رغال كان ( المنسف ) لأن سويلم العبادي حين سألوه على أبواب القدس ( كيفك يا سويلم ) أجاب ( سويلم بألف خير راكب ماشي نايم صاحي .. ماكل )
هؤلاء جدهم الأعلى أقام له إلها وربا من التمر فلما جاع أكل ربه وهتف ( أرب يبول الثعلبان برأسه) ولكن رب العويدي هذه الأيام تبول أمريكا برأسه فهل من جوعه وعريه سيأكل سويلم العبادي في نهاية المطاف الإله الهاشمي .
http://www.arabtimes.com/writer3/mohamadawad.htm