{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #11
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الأحد 22/أيار/2005 العدد 8796


المصدر السياسي
قسم العناوين الأحد 22/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- حالة تأهب في الحدود الشمالية.
- اليوم: خمس سنوات على الانسحاب من لبنان
- الجيش الاسرائيلي يطلق النار على مشبوع، وحزب الله يطلق القنابل.
- ظاهرة: مئات من العرب الاسرائيليين يغيرون اسماءهم الى اسماء عبرية.
- شيني ميمون في كييف: المكان الرابع.
- حنه ليسلو في كان: المكان الاول.
- اُمسك به متلبسا ببنطال ساحل.
- التصعيد: نار في كفار دروم../ الوعد - "الهدوء سيعود".
- من لبنان 2000 الى غزة 2005.
معاريف:
- مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي يطالبون بتأجيل فك الارتباط بنصف سنة../ "اخلاء غزة في 15 آب
سيء جدا لاسرائيل".
- الجيش الاسرائيلي يستعد لاستئناف الحملات في القطاع.
- ملكة كان.
- الطاغية عار.
- في المكان الرابع المحترم.
- ليس هكذا يفك الارتباط.
- خطة البناء في نيتسان بلا غطاء قانوني.
- فيلنائي وبيرتس يتهمان براك.
هآرتس:
- خلاف في الولايات المتحدة حول منح ضمانات سياسية لابو مازن في اللقاء مع بوش.
في الجيش الاسرائيلي بدأوا يفهمون ان لا جدوى من التعويل على فك ارتباط منسق.
- السلطة وحماس تتفقان على وقف النار على غوش قطيف.
- الاصلاح الضريبي - قليل من الاقتصاد وكثير من السياسة.
- الجيش الاسرائيلي يجمد خطط جمع السلاح من المستوطنين في القطاع.
- السلطة تتفق مع الفصائل الفلسطينية على وقف اطلاق النار من القطاع.
- أبو مازن لا يريد أن يتحدث مع بوش عن الراجمات.* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأحد 22/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - فك الارتباط - معاريف - من عمير ربابورت:
مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي يطالبون بتأجيل فك الارتباط بنصف سنة../ "اخلاء غزة في 15 آب سيء جدا لاسرائيل"../
رغم تأجيل الموعد المخطط له لتطبيق خطة فك الارتباط بعدة اسابيع مؤخرا لقربه من التاسع من آب العبري، إلا ان هناك في جهاز الأمن من هم غير مكتفين بذلك: ففي الآونة الأخيرة تشتد الاصوات الصادرة عن ضباط كبار ممن يدعون "بأننا ملزمون بتأجيل فك الارتباط بأربعة حتى ستة اشهر اخرى".
اقتراح تأجيل الخروج الاسرائيلي من قطاع غزة ومن منطقة شمالي السامرة يُطرح حاليا فقط في المحافل الأمنية المغلقة، على لسان جهات رفيعة المستوى. وحسب زعم هذه الجهات، فان التوقيت الحالي المخطط لفك الارتباط - 15 آب - هو "سيء جدا لاسرائيل". ومع ذلك فان هذه المحافل العليا تخشى في هذه المرحلة من الاعراب عن هذا الموقف علنا والذي لم يُنقل حتى الآن بشكل رسمي ليكون قيد حسم القيادة السياسية. وذلك أساسا انطلاقا من التقدير بأن الولايات المتحدة لن تسمح على أي حال لاسرائيل بأي تأجيل آخر لموعد تطبيق الخطة.
أحد الاسباب التي تطرح في جهاز الأمن لغرض تأجيل فك الارتباط هو حقيقة ان الجهات المدنية التي يفترض بها ان تعرض لحلول السكن والتشغيل البديلة للمستوطنين المُخلين، لا تزال بعيدة عن ان تكون جاهزة. وتأجيل فك الارتباط سيسمح، برأي هذه المحافل، بفترة زمنية اخرى لغرض استيعاب المستوطنين في قرى ومدن جديدة، وهكذا ايضا فان هذا كفيل بتقليص مقاومتهم للقوات التي ستصل لاخلائهم بالفعل.
موفاز: على الارض توجد سلطتان
ومع ذلك، فان السبب الأساس الذي يدفع المزيد فالمزيد من المحافل الأمنية العليا الى تبني فكرة فك الارتباط، يرتبط بالذات بالواقع السائد مؤخرا في السلطة الفلسطينية، فمثلا، جرى الادعاء في آخر تقدير للوضع في جهاز الأمن بأن الزمن القصير المتبقي حتى فك الارتباط "يخدم الفلسطينيين" فيما ان اسرائيل من جانبها تدخل في "شرك". وشرحت محافل أمنية رفيعة المستوى بأن الشرك ينبع من ان حماس تستغل التهدئة كي تستعد لهجمة ارهابية كبيرة اخرى، دون ان تكون السلطة قادرة بعد على اتخاذ اعمال ذات مغزى ضدها، ومن المشكوك فيه ان تفعل ذلك في الوقت القصير المتبقي حتى 15 آب: "نشطاء حماس يقررون قواعد اللعب التي ستتيح لهم العمل على الارض كمنظمة مسلحة بالتوازي مع السلطة الفلسطينية ومهاجمة مواطنين اسرائيليين في كل مرة تجد ذلك مناسبا، تماما مثل حزب الله في لبنان. وفي المقابل، فان المنظمة تراكم القوة في الساحة السياسية الداخلية ايضا مثلما وجد الامر تعبيره في نجاحها في الانتخابات المحلية وما يمكن ان يحققه لها النصر في الانتخابات البرلمانية في شهر تموز القريب القادم ايضا. ولكن رغم ذلك، فان كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية يتمكنون من اقناع الولايات المتحدة والمحافل السياسية الاوروبية بأنهم يعملون بالضبط حسب خريطة الطريق بحيث انهم ظاهرا وحدوا اجهزتهم الأمنية. والنتيجة المحتمة ستكون هي انه في غضون وقت قصير بعد فك الارتباط ستكون اسرائيل مطالبة بتنازلات اضافية في واقع لا يحتمل من ناحيتها"، كما شرح أحد هذه المحافل.
وفي هذا السياق علمت "معاريف" ان حتى وزير الدفاع شاؤول موفاز ادعى في تقديرات الوضع الأخيرة التي تمت في جهاز الأمن، انه على الارض تعمل في مناطق السلطة الفلسطينية اليوم عمليا "سلطتان". وشرح الوزير بأن السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن هي فقط "السلطة السائدة رسميا"، أما عمليا فان من يسيطر على الارض هي منظمة حماس التي تشكل مثابة "سلطة ارهابية عملية". وحسب موفاز، فان السلطة الرسمية لا تتجرأ على مواجهة المنظمة، حتى عندما تطلق هذه صواريخ القسام والقاذفات.
اذا ما الذي تقترحه هذه المحافل الأمنية؟ حسب اقوالها، يجب تأجيل تنفيذ فك الارتباط بعدة أشهر واشتراط استكماله في ان تنزع السلطة الفلسطينية سلاح منظمات الارهاب. أو كبديل، اذا ما قررت القيادة السياسية عدم تأجيل تنفيذ الخطة، فانهم في جهاز الأمن يقترحون عدة بدائل اخرى. واحد منها هو القيام قبل وقت قصير من فك الارتباط بعملية عسكرية كبيرة جدا في منطقة القطاع على نمط "السور الواقي"، لتنظيف المنطقة من المخربين والضمان في ألا تجري عملية الاخلاء تحت النار على الأقل. اقتراح آخر طرح في جهاز الأمن يتعلق أساسا بمنطقة شمالي السامرة التي على أي حال ستبقى تحت السيطرة الأمنية الاسرائيلية بعد فك الارتباط. وحسب هذا الاقتراح فان جنود الجيش الاسرائيلي سيحلون لفترة نحو نصف سنة محل السكان في منازل المستوطنات، وتُسلم هذه الى قوات الأمن الفلسطينية في سياق العام 2006 فقط وشريطة ان يفوا بالمطالب الأمنية الاسرائيلية.
وبالمناسبة، فانه بالتوازي مع الاصوات الداعلية الى تأجيل فك الارتباط في جهاز الأمن، يوجد هناك ايضا من يحتفظون برأي معاكس. وبزعم هؤلاء، فانه "من الأفضل إنهاء فك الارتباط بأسرع قدر ممكن، قبل ان يقع تصعيد آخر في الوضع الأمني".

المسيرة السياسية/ الولايات المتحدة - هآرتس - من الوف بن وارنون ريغيولر:
خلاف في الولايات المتحدة حول اعطاء ضمانات سياسية لابو مازن في اللقاء مع بوش../
في الادارة الامريكية ثار خلاف حول طبيعة البادرة السياسية الطيبة التي سيحصل عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في لقائه يوم الخميس من هذا الاسبوع بالرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض. هذا ما تفيد به تقارير وصلت من واشنطن الى القيادة السياسية في القدس في نهاية الاسبوع.
الفلسطينيون معنيون بتصريح أمريكي يقدم لهم تعويضا معينا عن الضمانات السياسية التي منحها بوش لرئيس الوزراء اريئيل شارون، مقابل خطة فك الارتباط. وحسب مصدر سياسي في القدس، فان الحديث لا يدور عن رسالة من بوش الى أبو مازن مثلما تلقى شارون بل عن ضمانات سياسية تتجاوز الوعود الامريكية القائمة للفلسطينيين وتضمن مصالح الفلسطينيين في سياق المفاوضات: "السؤال هو كم بعيدا سيسير الرئيس"، قال المصدر.
بعض مسؤولي الادارة الذين ينشغلون في شؤون الشرق الاوسط اقترحوا السير نحو ابو مازن، اساسا من أجل تعزيز موقفه عشية الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، والتي ستقف فيها حركته، فتح، في اختبار القوة الحاسم حيال حماس. موظفون آخرون يعارضون ذلك وبرايهم لا مجال لتصريح رئاسي يخرج عما وعد الامريكيون به السلطة حتى الان.
وكان الهدوء الامني عاد الى قطاع غزة أمس بعد أن توصلت السلطة الى اتفاقات مع حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة اخرى على وقف نار الراجمات وصواريخ القسام نحو غوش قطيف. وتبلورت هذه الاتفاقات بين وزير الداخلية الفلسطيني الجنرال نصر يوسف ومندوبي حماس الذين نشروا بيانا يفضي بأن الموافقة على وقف النار "لا تعني تنازلا عن حق الدفاع عن النفس امام الاعتداءات الاسرائيلية". وقال ابو مازن ان الوضع في القطاع يوجد "تحت السيطرة وفي الطريق الى هدوء عام".
هذا ويسافر مستشار شارون، دوف فايسغلاس الى واشنطن قبل ابو مازن ويلتقي بعد غد وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس، ومستشار الامن القومي ستيف هيدلي. والرسالة الاسرائيلية ستكون أنه طالما لا يكافح ابو مازن ضد الارهاب، فلا مجال لبادرات طيبة سياسية اخرى تجاهه. كما سيقول الوفد الاسرائيلي ان تصريحا امريكيا عن طبيعة المفاوضات والتسوية المستقبلية، يقترب من الموقف الفلسطيني، سيثقل على شارون في الساحة السياسية الداخلية قبل فك الارتباط.
وقبل زيارة ابو مازن الى الولايات المتحدة قامت اسرائيل بجهد يظهر أنها تعمل على تعزيز قوة الزعيم الفلسطيني. ففي نهاية الاسبوع الماضي صادق شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز على سلسلة تسهيلات و "خطوات بناء ثقة" تفي فيها اسرائيل بالوعود التي لم تنفذ من قمة شرم الشيخ في شباط، مثل الافراج عن السجناء واعادة المطرودين والمطلوبين. المنسق الامريكي، الجنرال وليم وورد ضغط مؤخرا على محادثيه الاسرائيليين للايفاء بما وعدوا به الفلسطينيين.
خطوة اخرى لاظهار التقدم السياسي ستكون اللقاء بين شارون وأبو مازن، والمخطط لها في الاسبوع الاول من حزيران، بعد أن يعود الرجلان من زيارتهما الى الولايات المتحدة. مكان اللقاء موضع خلاف بين الطرفين. فقد التقى الرجلان مؤخرا في قمة شرم الشيخ ومنذئذ وعدا عدة مرات بان يلتقيا "قريبا". وكان فايسغلاس التقى يوم الخميس الماضي الوزير الفلسطيني صائب عريقات وبحث معه في لقاء شارون - ابو مازن. واتفق الرجلان على أنه اذا ما استوفيت شروط مسبقة معينة، فان اللقاء سيتاح في بداية حزيران. اما ابو مازن فقال امس انه سيلتقي شارون في 7 حزيران في القاهرة الا انهم في اسرائيل يرفضون ذلك ويعارضون اللقاء في مصر، "لدينا بيت"، قال امس مصدر سياسي كبير في القدس.
النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس التقى أمس رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) في المؤتمر الاقتصادي في الاردن. وطرح ابو علاء سلسلة شكاوى: على استمرار بناء جدار الفصل، على خرق الاتفاقات بين شارون وابو مازن، على "انعدام مستقبل وافق سياسي" وعلى التخوف من أن تكون "غزة أولا" هي نهاية المسيرة أيضا. وطلب أن يكون فك الارتباط جزء من "خريطة الطريق". وحذر مسؤولون فلسطينيون كبار من أن خطوات اسرائيل ستؤدي الى صعود حماس.وطلب بيرس من ابو علاء ان تعمل السلطة ضد الارهاب، ان تجمع السلاح غير الشرعي وان توقف نار الراجمات في قطاع غزة. وحذر بيرس من أن "استمرار الارهاب من شأنه أن يخرب على احتمال أن يتحول الخروج من غزة الى رافعة تحرك مسيرة سلام واسعة". وبحث الرجلان في التنسيق المدني - الاقتصادي لفك الارتباط، في تشغيل المعابر والمناطق السياحية، وفي تنظيم المناطق التجارية المشتركة مع اوروبا.
الوضع الأمني - هآرتس - من عاموس هرئيل:
في الجيش الاسرائيلي بدأوا يفهمون ان لا جدوى من التعويل على فك ارتباط منسق../
جولة التصعيد الحالية في قطاع غزة انتهت على ما يبدو - هذا هو الاستنتاج الذي يستخلص من السبت الهادىء الذي مر على قطاع غزة في أعقاب زيارة وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف، والمحادثات التي اجراها مع مندوبي الفصائل المحلية. ولكن احداث الايام الاخيرة تطرح لدى الجيش الاسرائيلي تساؤلات في شأن المنفعة الكامنة في محاولات تنسيق فك الارتباط مع قوات الامن الفلسطينية. فاذا كان لا يمكن الضمان بأن تنتشر أجهزة السلطة في القطاعات القريبة من محاور الاخلاء، فان من شأن الامر أن يؤدي الى دخول قوات عسكرية كبيرة الى مناطق السلطة، في وقت قريب من الانسحاب، بهدف ضمان أمن المستوطنين وقوات الاخلاء.
ثلاثة أيام من العنف سبقت الهدوء ترتبط ارتباطا وثيقا بما يجري في الساحة السياسية الفلسطينية. هجمات حماس على مواقع الجيش الاسرائيلي يوم الثلاثاء ليلا جاءت فور قرار المحكمة الفلسطينية رفض نتائج الانتخابات في ثلاث مناطق انتخابية في رفح. ومع أن النتائج لا تعرض للخطر هيمنة حماس في المدينة (حيث حظيت بانتصار في 12 منطقة انتخابية مقابل 3 لفتح) كانت النار اشارة الى السلطة بأن المنظمة الاسلامية لن تسلم بمحاولات تغيير نتائج الانتخابات بأثر رجعي. واستمر التصعيد يوم الاربعاء، بعد ضرب سلاح الجو لخلية راجمات تابعة لحماس عندما كانت هذه تعد لقصف نافيه ديكاليم.
وبدا الأمر يوم الخميس ان الهدوء يعود ، حتى قرار قضائي آخر في غزة - هذه المرة برفض نتائج الانتخابات في بلدة بيت لاهيا في شمالي القطاع. في هذه الحالة، حيث النتائج متلاصقة أكثر بكثير (النصر بالكاد، 7 مقابل 6 لحماس) فان المنظمة لم تختر حتى ترك دوافعها غامضة. فقد اعلن محمود الزهار المسؤول الكبير في حماس ان منظمته لا تعترف بالقرار وان الامر سيؤثر ايضا على ما يجري في شؤون اخرى. وبالفعل، في غضون عدة ساعات اطلق صاروخ قسام على سديروت.
ووصلت الاحداث ذروتها صباح يوم الجمعة عندما قررت حماس اطلاق "عملية رف": محاولة عملية مركبة، اعدت قبل زمن طويل واخرجت لحيز التنفيذ في ظل استغلال التصعيد. غير أن الهجوم المتداخل على كفار دروم فشل وكلف حماس قتيل ثالث في غضون أقل من يومين. ومر الزخم. زيارة يوسف الى القطاع وفرت الذريعة للنزول عن الشجرة والعودة الى التهدئة. في نهاية المطاف بقيت التهدئة حاليا مصلحة استراتيجية بالنسبة لحماس وذلك لانها تضمن ظاهرا ان تتمسك اسرائيل بخطة فك الارتباط وتواصل الطريق المؤدي الى انجازين كبيرين للمنظمة: انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع والنجاح (المتوقع) لحماس في الانتخابات للسلطة. وحافظت اسرائيل بالاجمال على خط مكبوح الجماح على مدى التصعيد. ولكن في المدى الفوري تقود الاحداث الجيش الاسرائيلي الى الاستنتاج بان عليه أن يؤكد جاهزية قواته استعدادا لانفجارات اخرى. وفي المدى المتوسط، يثور الشك الكبير بشأن احتمال ان تكون السلطة شريكا حقيقيا في فك الارتباط. فاذا كانت النار تتوقف فقط عندما تريد حماس ذلك وكل أجهزة الامن الفلسطينية (باستثناء، بقدر ما، الامن الوقائي) تعرض في عجزها، فما الجدوى من تعويل توقعات على انتشارها في الوقت الحقيقي؟ واذا ما استمرت الهجمات في الاسابيع القادمة، فسيتعزز الميل لدى قيادة المنطقة الجنوبية للتوصية بفك ارتباط دون أي تنسيق، يفترض من جانبها نشر الجيش الاسرائيلي في الاحياء الفلسطينية الملاصقة للمستوطنات ومحاور الاخلاء. اما على المدى البعيد، فستطرح امام اسرائيل مسألة كيفية التصرف حيال حماس، التي تتبنى لنفسها مكانة صاحب البيت الحقيقي في القطاع.
(معاريف)
الجيش الاسرائيلي يستعد لاستئناف الحملات في القطاع../
قوات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة أجرت في الاونة الاخيرة تدريبات واستعدادات لاستئناف الاجتياحات المدرعة وحملات العمق داخل مدن القطاع، وهذه ستستأنف اذا لم تسيطر السلطة الفلسطينية بشكل فوري على المخربين الذين يهاجمون منذ بضعة ايام اهداف اسرائيلية. هكذا حذر أمس مصدر عسكري في قيادة المنطقة الجنوبية.وسجل أول أمس تصعيد آخر في القطاع بعد ان حاولت حماس تنفيذ عملية مشتركة في كفار دروم. وروى ضابط كبير في قطاع غزة بان المخربين خططوا حملة قتل كبيرة في المستوطنة، وفقط يقظة القوات منعت كارثة كبرى. وبدأ الحدث يوم الجمعة عند الفجر، بعد أن لاحظت قوات من الجيش الاسرائيلي في كفار دروم ثلاثة مخربين يختبئون في المدرسة المهجورة لوكالة الغوث، على مسافة 150 مترا فقط من المستوطنة. وفتح الجنود النار على المخربين، وفي أثناء تبادل اطلاق النار الذي استمر لساعات قتل أحدهم. رفيقاه، أحدهما جريح، فرا الى منطقة دير البلح. وعثر على جثة المخرب بندقية كلاشينكوف، قاذف آر.بي.جي وخزانات ذخيرة.
وبعد محاولة العملية قرر السكان الغاضبون في كفار دروم محاولة احتلال المبنى الذي تمترس فيه المخربون، وفقط بعد جدال ومواجهات مع الجيش الاسرائيلي، اقتنعوا وتخلوا عن نواياهم.
وحسب ضابط كبير في قطاع غزة، فان محاولة العملية تشكل ذروة جديدة في التصعيد نظمتها منظمات الارهاب في القطاع. واضاف الضابط بان قوات الجيش الاسرائيلي أعدت جملة من الخطط الاحتياط لحملات في أعماق المنطقة الفلسطينية، واشارت محافل عسكرية اخرى الى ان هذه الاستعدادات وصلت أيضا الى مستوى القيادات الدنيا بحيث أن استئناف الحملات يمكنه ان يتم في غضون ساعات من قرار القيادة السياسية. وحذروا أمس في فرقة غزة من أنه "اذا ما استمروا في اتجاه الايام الاخيرة، فواضح لنا ان هذه المرة الصدام سيكون اشد بكثير مما كان في الماضي". ورسائل حول الحاجة الى تصعيد الكفاح ضد الارهاب نقلت امس ايضا من النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس الى رئيس الوزراء الفلسطيني ابو علاء. والى ذلك التقى مؤخرا وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف، بقادة المنظمات في القطاع في محاولة للتوصل الى اتفاق لوقف النار مع اسرائيل وبعد مداولات مضنية أعلن الوزير بانه اتفق مع كل المنظمات على وقف نار الراجمات والصواريخ. ومع ذلك، فان المنظمات المختلفة نفت بشدة ذلك وأعلنت بانه طالما واصلت اسرائيل الاعتداء على الفلسطينيين فستتواصل النار على اهداف اسرائيلية.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأحد 22/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 22/5/2005
اتركوا بيرتس يخوض المنافسة
بقلم: أسرة التحرير

في أواخر حزيران يفترض ان ينتخب الاعضاء المنتسبون لحزب العمل قائدا لهم. السياسيون بدورهم لن يفوتوا فرصة حتى ذلك الحين لاثارة مقت الجمهور للعملية الديمقراطية وكرهه لها. محاولة منع عمير بيرتس من خوض المنافسة على رئاسة حزب العمل - رغم انهم احتفلوا بعودته اليه على رؤوس الأشهاد، وبالرغم من ان عودته كانت من اجل المنافسة على الزعامة - تشير الى ان الصفقات والدسائس ليست موجودة في مركز الليكود وحده وانما في كل الجهاز السياسي القائم، وانها ستؤدي في نهاية المطاف الى فقدان ثقة هذا الجمهور بالانتخابات والحكم الذي ستتمخض عنه.
من المعروف حتى الآن ان هناك خمسة مرشحين لرئاسة حزب العمل. شمعون بيرس وعد بالخروج من المنافسة، إلا انه ندم وتراجع. من الواضح رغم حقه الكامل بالمنافسة أن تنكره لوعده السابق ليس ميزة يمكن للمرء ان يتفاخر بها. متان فلنائي واهود براك وعمير بيرتس وبنيامين بن اليعيزر يعملون منذ أشهر طويلة لزيادة فرصهم في الفوز، ولكنهم لم يعملوا على إظهار الفوارق الفكرية فيما بينهم، ولا حتى الفرق بينهم وبين الليكود من الجهة الاخرى. المسائل المركزية المطروحة على جدول الاعمال: ماذا سيحدث بعد فك الارتباط، أو ما هي الحدود الشرقية المرغوبة لدولة اسرائيل، ومثلها ايضا مسألة: الاختلاف بين برنامجهم الاقتصادي وبين برنامج نتنياهو. في المجال الاقتصادي يكتفون باطلاق عبارات عمومية حول الاشفاق على الفقراء وتقليل الفجوة، ولكنهم لا يطرحون خطة اقتصادية بديلة.
كل واحد من مرشحي حزب العمل الخمسة ملزم بالحصول على فرصة عادلة ونزيهة للمنافسة. هذه المسألة صحيحة بالأساس بالنسبة لعمير بيرتس الذي لا يحق لأحد ان يشكك في حقه في الترشح. موعد دخول المزج بين حزب العمل وكتلة عمير بيرتس "عام أحاد" بدأ في كانون الثاني 2005. الاتفاق حصل على مصادقة كل مؤسسات الحزب وهو يحدد حق كل واحد من كتلة "عام أحاد" بالترشح والانتخاب. اتفاق التوحيد الذي حصل على مصادقة المحكمة وفي لجنة المالية في الكنيست وكذلك في قمة الحزب، حتى لو لم يكن هناك تصويت على هذا البند أو ذاك، يحظر التشبث بقضايا بيروقراطية هامشية وقابلة للحل من اجل منع عمير بيرتس من المنافسة. انضمامه لقائمة المرشحين كانت على ما نعتقد الامر المثير الوحيد الذي حدث لهذا الحزب خلال السنوات الأخيرة.
عمير بيرتس يضفي على المنافسات ذلك المزج المتميز بين اليسار السياسي واليسار الاجتماعي. بيرتس أكد أكثر من باقي المرشحين خلال سنوات طويلة تلك الصلة بين خازوق اموال المستوطنات وبين ضائقة الفقراء في البلاد. وقام بتأكيد رؤية متساوية النظرة وقطع مسار التقدم من رئاسة بلدية سدروت عبر الهستدروت وصولا الى الكنيست بدلا من هيئة الاركان للوصول الى وزارات الحكومة. في الوقت الذي تشكل فيه النقابات المهنية في اوروبا طاقة داعمة احتياطية للاحزاب الاشتراكية الديمقراطية، تحول حزب العمل في اسرائيل الى كلمة مرادفة لتل ابيب والكيبوتسات. ترشيح بيرتس لنفسه يمكن ان يفتح بوابة أمام جمهور جديد والى جدول اعمال أكثر ميلا للمواطن، ويحدونا الأمل بأن لا يتهرب من طرح برنامجه السياسي ايضا. حتى اذا كان هناك اعضاء من حزب العمل يفضلون مرشحا آخر، إلا انه من المحظور على على هذا الحزب ان يعرقل مساعي عمير بيرتس لخوض المنافسة متنازلا بذلك عن جدول الاعمال المغاير الذي يمثله.
------------------------------------------------------












المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأحد 22/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 22/5/2005
لسنا وحيدين
بقلم: عوفر شيلح
محلل رئيس في الصحيفة

لا يمكن فصل أحداث اطلاق النار في الاسبوع الاخير، من قطاع غزة وحتى الحدود الشمالية، عن استعداد كل الاطراف للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وكما درج في مطارحنا، فان كل واحد سيجد فيه ما طلبه منذ البداية: معارضو الانسحاب سيقولون ان العرب استنتجوا منه أن اسرائيل ضعيفة، وان هذا هو الوقت لمطاردتها؛ اما المؤيدون فسيقولون ان الانغلاق داخل خطوط دفاعية أكثر هو العمل السليم، الذي سيمنع أحداث من النوع الذي سخن أجواء القطاع هذا الاسبوع.
شيء واحد صحيح، هنا أو هناك: الطبيعة احادية الجانب للانسحاب، والتي تباهى بها جدا اريئيل شارون عندما جاء ليسوق الخطوة على الجمهور، هي ريح اسناد لكل من يرغب في أن يستخلص منه الارباح. حماس، التي تعتبر في نظر الجمهور الفلسطيني كمن طرد اليهود من قطاع غزة بالدم والنار، تسعى الى تعزيز هذا الانطباع في الاسابيع التي تسبق الاخلاء. اما حزب الله فيأخذ بالحسبان حقيقة أن الانسحاب يخلق خلافا داخليا في اسرائيل ويفترض أن هذا سيجعل من الصعب على الجيش الاسرائيلي الرد بكل القوة وتسخين جبهة اخرى.
هذا الاسبوع تكتمل خمس سنوات على الانسحاب من لبنان. وحتى من عارض هذه الخطوة في حينه يعترف اليوم بأن السنوات الخمس الماضية منذئذ كانت سنوات هدوء وازدهار في الشمال. ليس كثيرون منا يتذكرون بأن الانسحاب كان مقررا ان تم في شهر تموز. ولما لم يتحقق الاتفاق مع سوريا، ولما خلق البيان بأن اسرائيل توشك على الانسحاب بدون اتفاق زخما داخليا في منطقة الحزام الامني، فقد انهار جيش لبنان الجنوبي قبل شهرين من الموعد المقرر. وتحولت الخطوة الى انسحاب سريع، بل وربما القول انسحاب مفزوع، للجيش الاسرائيلي. وعن تأثيره، واكثر من ذلك عن السبيل الذي نفذ فيه، يتجادلون في القيادة السياسية حتى اليوم.
احادية الجانب هي امنية اسرائيلية صرفة. فهي تنبع من الايمان، الذي يشارك فيه الكثيرون في القيادة وفي الجمهور، بأنه في واقع الامر لا يوجد جانب آخر. العرب، سواء كان هؤلاء هم الفلسطينيون ام المنظمة اللبنانية، ليسوا عقلانيين ومصداقين. وكل اعتماد عليهم هو خطأ يؤدي الى كارثة. وعليه فان علينا أن نفعل، دون اتفاق، ما هو صحيح بالنسبة لنا وأن نفرض على كل المنطقة واقعا جديدا. احيانا يؤدي هذا التفكير الى خطوات جريئة وسليمة، واحيانا يصر الطرف الاخر على اظهار عقلانيته ويذكرنا بأنه رغم كل شيء نحن لسنا وحيدين.

مشبوهون فوريون
جنود الجيش الاسرائيلي الذين لم يعودوا، من رون اراد الذي سقط اسيرا ومنذ سنين لا دليل جديد على مصيره، وحتى مفقودي معركة السلطان يعقوب وقضايا اخرى، هم موضوع أليم في الوعي الاسرائيلي. تصريح رئيس شعبة الطاقة البشرية السابق جيل ريجف في "يديعوت احرونوت" في نهاية الاسبوع والذي جاء فيه انه يعتقد أن الجميع، بمن فيهم اراد، ليسوا على قيد الحياة، ليس الحقيقة المطلقة. فمن جهة اخرى هذا هو الاستنتاج المدروس والمصوغ بحذر لضابط انساني ومسؤول، عليم ومطلع، عالج الموضوع بحساسية وبتفهم عندما كان رئيس شعبة الطاقة البشرية. ولسوء الحظ، فانه يمس بالعصب الحساس لانعدام الثقة بالمنظومة السلطوية.
ريجف مشبوه مسبقا، بالذات لانه كرجل المنظومة عالج الموضوع. ففي العقود الاخيرة طور قسم كبير من الجمهور اشتباه تلقائي لكل تصريح أو عمل رسمي: كل شيء مصالح، كل شيء تغطية وطمس. محظور شراء أي قول من صاحب منصب رسمي، بما في ذلك "انا لا اعرف" او "هذا ما نحن قادرون عليه".
وتساهم في هذا الشك وسائل الاعلام ايضا والتي تعرض كل عمل سياسي او سلطوي كفاسد ومصاب بالخلل وحتى خريجي المنظومة نفسها: ضباط كبار، بينهم قادة سلاح الجو السابقين، هم بين اعضاء الجمعية التي طرحت جائزة 10 مليون دولار لقاء معلومة عن اراد، خلافا لرأي المنظومة المهنية التي تعالج الامر. من الصعب أن نعرف متى يكون المتحدون محقين ومتى لا؛ المؤكد هو أن انعدام الثقة البنيوي هذا يجعل صعبا على كل صاحب منصب العمل ويعمق أكثر فأكثر الاحساس بالمرارة السائد لدى الكثير من المواطنين في اسرائيل.
-----------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 22/5/2005
من هو المسلم الجيد؟
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: السياسة الامريكية الخارجية مصابة بالبلبلة ولا تستطيع وضع فواصل واضحة للديمقراطية التي تنادي بها والتي تتغير وفق مصالح واشنطن عادة - المصدر).

كيف يمكن عدم الوقوع في البلبلة. حتى ما قبل ثلاثة اشهر كان من الواضح للجميع ان السنة هم أعداء الولايات المتحدة والحكومة العراقية الجديدة. وقبل شهر عرف الجميع ان الولايات المتحدة تقاطع حزب الله وان حماس هي عدو الأمة الفلسطينية في نظر واشنطن. وهناك مسألة هامشية اخرى: عرفنا ان انهيار الاتحاد السوفييتي قد تمخض عن ظهور سلسلة من الدول الجديدة، وأن أكبر النجاحات قد تحقق في "الجمهوريات الاسلامية". الحرية والديمقراطية في الدول الاسلامية كانت حلما يثير القشعريرة في أبدان الامريكيين.
وفجأة، يظهر العكس. كونداليسا رايس "أوصت" الحكومة العراقية في الاسبوع الماضي بإشراك السنة في الحكومة، ذلك لان "العمليات الارهابية لا يمكن ان تُدحر بالوسائل العسكرية وحدها"، ولذلك يتوجب - حسب قولها - على الحكومة العراقية ان "تتصرف بصورة شمولية" وان تضم السنة وان تكون "يقظة وجاهزة لالتقاط كل اشارة للمصالحة من جانب المتمردين". هل تعني ان هناك حاجة لضم نشطاء الارهاب للديمقراطية العراقية الجديدة؟ في الوقت الذي تتحرق فيه امريكا تشوقا لفك ارتباطها بالعراق تصبح الفصائل الارهابية حتى "المثلثات السنية" وأبناء "القبائل المتمردة" من الماضي القريب صالحة للديمقراطية.
واشنطن أصيبت بالخرس ايضا بالنسبة لحزب الله. في يوم الاحد القادم ستبدأ المرحلة الاولى من الانتخابات في لبنان، والتي توجد للمعارضة فيها فرصة جيدة للنجاح. شراكة حزب الله ضرورية حتى يكون للنتائج دعم. حزب الله قادر على شل عمل كل حكومة مستقبلية بفضل قدرته على تسخين القطاع الجنوبي اللبناني وإثارة الضجيج في ساحات الدولة. لا مناص أمام واشنطن إلا ان تعترف بما كان معترفا به منذ زمن: حزب الله هو جزء من السياسة اللبنانية. بهذه الطريقة حظي السنة في العراق بعملية إنعاش وتجدد، أما حزب الله فقد حصل على غض البصر الامريكي.
فمن هو المسلم السيء اذا؟ ربما "الاخوان المسلمون"؟ الانتخابات في لبنان ستجري بعد ايام من اجراء الاستفتاء الشعبي في مصر حول تعديل الدستور الذي سيسمح بالمنافسة على الرئاسة (ضمن قيود معينة). الحملة الديمقراطية في مصر بطيئة، إلا انها ستتطلب مع ذلك إشراك الاخوان المسلمين. وفجأة يبدأ الامريكيون ايضا في "التحادث" معهم. اذا كنا سنبني الديمقراطية فلتكن ديمقراطية بالكامل، أوليس كذلك؟ ولكن في الوقت الذي تتحادث فيه الولايات المتحدة مع الاخوان المسلمين حول الديمقراطية يتم اعتقال المئات منهم في مصر بسبب مشاركتهم في المظاهرات. الولايات المتحدة لم تحتج حتى الآن، ذلك لان مصر تسير باتجاه الديمقراطية، أليس كذلك؟.
ولكن، يبدو ان البلبلة متروكة بالأساس لاسلام آخر. يتبين ان الديمقراطية الامريكية الموضوعة في رزم بصورة جيدة من اجل التصدير، والتي بُنيت وفق وصفة نتان شيرانسكي - هذه الديمقراطية ذات مقاسات عديدة بما يتوافق مع طبيعة الزبون. طوال خمسة عشر عاما كان اسلام كريموف رئيس اوزباكستان المسلمة عزيزا على واشنطن وسطع نجمه على وجه الخصوص في عام 2001 عندما سمح لواشنطن باستخدام اراضيه في حربها ضد طالبان. لم يكن ذلك بالمجان، لا سمح الله. هذا الزعيم اللطيف العزيز أخذ في المقابل 500 مليون دولار في الوقت الذي يصب فيه محققوه الماء المغلي في أقبية التعذيب على المعتقلين الاوزبكيين. واشنطن عرفت بذلك، ولكن كريموف هو شخص عزيز ورمز للانعتاق عن روسيا السوفييتية ونموذج "للحرية".
واشنطن تعرف جيدا ايضا عدد الاشخاص الذين قُتلوا في الاسبوع الماضي في اوزباكستان، ولكن بعض مئات القتلى الاضافيين الذين يصفهم كريموف أصلا بـ "الارهابيين الاسلاميين" ليسوا سببا كافيا على ما يبدو لقطع العلاقات مع كريموف الذي يملك ترخيصا لمواصلة العملية الامريكية في اوزباكستان. وربما حان الوقت لاعادة تعريف الديمقراطية طالما ان السنة لم يعودوا أشرارا والشيعة ليسوا انتحاريين (كما كانوا)، وحينئذ سنوفر على أنفسنا كل هذه البلبلة.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 22/5/2005
جلالة بائعي الجليد
بقلم: جدعون ليفي
مراسل مختص في حقوق الانسان
(المضمون: الفضائح الدبلوماسية الاسرائيلية الأخيرة تؤكد عدم ضرورة مهنة الدبلوماسي في ظل العولمة وتكنولوجيا الاتصالات - المصدر).
هل تذكرون باعة الجليد الذين كانوا يمرون في شوارعنا؟ حصان وعربة وجرس وملقط وثلاث قطع كبيرة من الجليد. هؤلاء الباعة كانوا يُضفون رونقا كبيرا ويبعثون الارتياح في الشوارع، ولكن ظهور الثلاجة الكهربائية أدى الى اختفائهم من السوق. هذا هو درب العالم: هناك مهن وحرف تختفي من حياتنا بسبب تغيرات تكنولوجية وثقافية وغيرها. الآن حان وقت مهنة اخرى لتختفي عن الأنظار: الدبلوماسي. لم تعد هناك علاقة كبيرة بين الغلاف المضخم لهذا المنصب وبين جوهره الحقيقي. من دون ان نمس، لا سمح الله، باحترام هؤلاء الاشخاص، أقول ان الوقت قد حان لتفكيك جوقة السفراء واعادتهم الى الوطن. ففي العهد التكنولوجي الحالي تقل الحاجة اليهم رويدا رويدا.
هل تحدثنا عن احترامهم؟ لم تعد هناك مناصب ووظائف كثيرة تلعب فيها الكرامة والاحترام دورا مركزيا مثلما هو الحال مع الدبلوماسيين. هل يوجد في الحكومة منصب آخر يطلق عليه "جلالة" و"فخامة" وما الى ذلك؟ وهل يوجد موظفون في الدولة يستمتعون بمثل هذه السطوة والجاه مثل الدبلوماسيين؟ لماذا يتوجب ان تكون مهنة الدبلوماسي مرتبطة دائما بالبذخ والسيارة الفارهة والشقة الفاخرة حتى في الدول الفقيرة؟ ولكن الوقت لم يتجاوز فقط هذه المظاهر الملكوتية السخيفة وانما يظهر ان المنصب نفسه قد فقد رونقه. القضايا المحرجة التي كان في مركزها عدد من ممثلي اسرائيل في العالم في الآونة الأخيرة، ركزت الأنظار على مستواهم الاخلاقي. ولكن النقاش حول سلك الخارجية يجب ان يتعمق الى ما هو أكثر من مجرد التحدث عن سلوك زوجة السفير في واشنطن وتجارة ابن القنصل في ميامي والسفير في بودابست أو القنصل في لاهاي. ظهور بعض الاشكال الغريبة الشاذة في السلك الدبلوماسي الاسرائيلي ينبع من جهة من حقيقة ان منصب الدبلوماسي ومهماته قد أصبحت مبهمة في السنوات الأخيرة، تاركة الساحة لانشغالات غريبة وعجيبة، ونابعة ايضا من طريقة حياة الدبلوماسيين الاستعراضية من جهة اخرى.
السؤال الحقيقي هو اذا ما هي وظيفة القنصل في لاهاي عموما، والسفير في بودابست، وما هي الحاجة اليهما؟ المشكلة لا تكمن فقط في ثلة من الدبلوماسيين الذين فاحت رائحتهم الفاسدة، وانما تتعلق بمئات الممثلين الدبلوماسيين المستقيمين الموهوبين الذين يفقدون جدواهم رويدا رويدا. "المنزل يشتعل والادارة صامتة"، كتب ممثلو موظفي وزارة الخارجية في معرض تعليقهم على القضايا الأخيرة، ولكن بيتهم يشتعل بالأساس لأن ضرورتهم آخذة في التناقص.
حوالي 3000 شخص يعملون في السلك الدبلوماسي الاسرائيلي. في 95 ممثلية اسرائيلية في العالم يوجد 326 مبعوث من البلاد و2000 من المحليين من اسرائيليين وأجانب. أما باقي العاملين في وزارة الخارجية فموجودين في القدس. دافيد بن غوريون نعتهم بـ "الكوكتيل الغريب العجيب"، ولكن الاستخفاف بهم آنذاك كان أقل تبريرا منه اليوم: منصبهم كان ضروريا أكثر في حينه من قبل ان تظهر وسائل الاتصال المتطورة العصرية.
بعض السفراء لا يتفقون مع سياسة الحكومة التي يخدمونها، ومع ذلك، فهم يواصلون عملهم الامر الذي يوقعهم في الكذب على أنفسهم ويؤثر بالتالي على طريقة أدائهم لدورهم. البعض الآخر عاطل عن العمل رغما عنه مثل السفير في الكاميرون الذي لم تكن لديه شبكة انترنت هناك حتى الآونة الأخيرة. وما هو مدى تأثير السفير في ستوكهولم على الطريقة التي ينظر بها السويديون لاسرائيل - في الوقت الذي تُكثر فيه الصحف المحلية من وصف ما يحدث هنا. صورة واحدة لاطفال ينبشون في أنقاض منزلهم المدمر تؤثر على الرأي العام العالمي أكثر من كل جهود ومساعي السفراء الدعائية. ولماذا يقوم التلفزيون الياباني بتصوير السفير الاسرائيلي في الوقت الذي توجد فيه للصحافة اليابانية طواقم كثيرة من الاعلاميين في البلاد؟ ولماذا يصغي أحد ما لما يقوله هذا السفير من اجل الدعاية والترويج؟.
أيضا من الناحية السياسية لا يوجد للسفراء عمل كثير: عندما تكون زيارات السياسيين كثيرة جدا والاتصال بينهم قوي وسهل يصبح دور السفير هامشيا وخصوصا في الدول الهامة. بقي المجال الاقتصادي: عدد متزايد من الدبلوماسيين في العالم، وليس في اسرائيل فقط، ينظرون لدورهم على انه يتركز في الجانب الاقتصادي وخدمة مصالح بلادهم وشركاتها في هذا المجال. هذا مجال مثير للاشكال. في عصر الشركات العالمية لا تكون هوية الشركة القومية واضحة دائما، وليس واضحا ايضا لماذا يتوجب ان تدفع الدولة بمصالح شركات خاصة. في كل الاحوال يوجد ملحقون اقتصاديون لهذا الغرض.
جزء ليس كبيرا من السفراء يقضون أوقاتهم بالأساس في قراءة الصحف المحلية، والزيارات في المناسبات عديمة القيمة. علاقتهم مع الجمهور في البلاد محدودة جدا، والأكثر من ذلك خطورة هو ان صلتهم بما يوجد في البلاد آخذة في الوهن يوما بعد يوم. متى رأوا "جلالة وعظمة" الجدار الفاصل؟ ومتى زاروا نادي رقص اسرائيلي؟ اسرائيل ليست بحاجة الى 95 سفارة في أرجاء العالم. صورتها تشتق بالأساس من أفعالها، والشركات الاسرائيلية تستطيع ان تحرص على مصالحها الاقتصادية بنفسها، أما العلاقات الثنائية مع هلسنكي فيمكن تطويرها عبر الهاتف.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 22/5/2005

ليس هكذا يفك الارتباط

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: الاملاءات الامريكية من شأنها أن تصبح أكثر فأكثر فظاظة بعد فك الارتباط نفسه - المصدر).

اذا كان اقتراح تأجيل فك الارتباط لفترة من الزمن يبدو شاذا فان هذا فقط لاننا اعتدنا على ان يرقص جهاز الأمن على كل نغمة تصدر عن رئيس الوزراء.
ليس لوزير الدفاع شاؤول موفاز أي خلاف مع رئيس الوزراء، كما أنه من الصعب ان نسمع من محافل الامن المختلفة ولو نبرة نقد، من أن أعرب رئيس الاركان يعلون في حينه عن عدم ارتياحه من الطبخات التي يعدها دوف فايسغلاس فتلقى الخازوق كرد على ذلك. هذا الصمت صاخب لان النقد المهني مطلوب بالذات الان حين يكون النقاش في الساحة السياسية حول فك الارتباط أبعد من أن يكون موضوعيا ووسائل الاعلام تعنى مرات عديدة بالصغائر. وفي ظل غياب نقاش موضوعي فهاكم بضع نقاط ترتبط بالخطوة التاريخية وتعرض هنا كمادة للتفكير:
1. يجب البدء بالتحقيق في قصور الاستعدادات منذ الان. لموعد بداية فك الارتباط لم يتبقَ سوى ثلاثة اشهر تقريبا، ولكن خسارة على الوقت. يمكن ان تتشكل لجنة التحقيق منذ الان كي تستوضح كيف حصل أنه رغم أن الاحاديث عن فك الارتباط كانت تجري منذ سنتين تقريبا الا انه قبل وقت قصير من التنفيذ لا يزال ليس واضحا الى اين سينتقل المستوطنون المخلون؟ ومما سيرتزقون؟ وفي اي مدارس سيتعلم ابناؤهم؟
صحيح أن للمستوطنين دور في الذنب في أنهم رفضوا التعاون مع ادارة فك الارتباط برئاسة يونتان بسي، الا ان السبب الرئيس للقصور هو انعدام التناسب الكبير بين استعداد محافل الامن المختلفة وجهاز القضاء لفك الارتباط وبين الاستعداد المدني. المعطيات تتحدث عن نفسها: في الوقت الذي يعد فيه في الجيش الاسرائيلي، وفي الشرطة وفي المخابرات بل وفي النيابة العامة خطط فك الارتباط المئات بل وربما الالاف من الاشخاص، فان في ادارة بسي المسؤولة عن تنسيق المواضيع المدنية، بالكاد يوجد 10 حتى 12 مخطط. مثال واحد من عدة مثيرة للخجل: الادارة نظمت امسية ارشاد للمستوطنين المعنيين بالاخلاء الطوعي ولكنها لم تتمكن من تجنيد حتى ولو 10 الاف شيكل لتمويل الضيافة والقاعة.
2. ليس لاسرائيل خطط لليوم التالي لفك الارتباط.
في واقع الامر يحتمل أن تكون هناك خطط، ولكن لا يعرف بها اي محفل في جهاز الأمن. وفي ظل غياب المعلومات يستعدون في جهاز الامن لسيناريو استئناف الارهاب بعد فك الارتباط والتوقع من شأنه ان يحقق ذاته. سيناريو لا يقل سوء هو ان اسرائيل ستكون تحت ضغط امريكي واوروبي كبير لتنفيذ انسحاب آخر في يهودا والسامرة بعد فك الارتباط.
3. وليم وورد. تذكروا الاسم.
في الجمهور الغفير، بصعوبة يعرفون بوجوده في اوساطنا، ولكن بالنسبة لاسرائيل بات هو محدثا لكثير من وجع الرأس: يسمونه وليم وورد، هو جنرال امريكي متقاعد، ووصل الى البلاد ظاهرا كي ينسق عن الادارة الاصلاحات اللازمة في قوات الامن الفلسطينية. اما عمليا، فهو ممثل شخصي لوزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس.
وورد يميل الى التملص من الاضواء منذ وصوله الى اسرائيل بل ولا يرغب في اجراء المقابلات الصحفية معه. وقوته تكمن بالعلاقة العكسية لمدى الانكشاف. التوصيات التي ينقلها الى جهاز الامن بشأن خطوات بناء الثقة تجاه الفلسطينيين هي تكاد تكون مثابة املاء، وقد بدأ يفرض نفسه على موضوع فك الارتباط ويعنى ايضا بتفاصيل تفاصيل الانسحاب. الاملاءات الامريكية من شأنها أن تصبح أكثر فأكثر فظاظة بعد فك الارتباط نفسه.
------------------------------------------------------










يديعوت - مقال - 22/5/2005

لهذا الاقتراح لا يوجد اي غطاء

بقلم: ايتان هابر
مدير مكتب رابين سابقا

(المضمون: أيرى اي كان احتمالا ان يقف اريئيل شارون مثلا ويتأزر بالشجاعة أمام جمهور الناخبين ليقول لهم ان كل مستوطنة بقيت شرق الجدار سيتعين عليها الاخلاء؟ - المصدر).

سحب الغبار في ختام فك الارتباط في سماء نافيه ديكاليم وايلي سيناي لن تكون تبددت بعد فاذا بكل الاحزاب تسعى الى نيل حصتها: اجراء انتخابات عامة لكنيست جديدة. وتكون لا تزال المشاهد الصعبة في ايلول - تشرين الاول تثير الصدمة، فاذا بمؤيدي ومتمردي الليكود يطرحون، في اذار - نيسان 2006، مطلب التوجه الى صناديق الاقتراح قبل أكثر من نصف سنة من الموعد الذي يقرره القانون.
حسنا، وماذا بعد؟ هاكم اقتراح (لا) يمكن رفضه: ربما لاول مرة في تاريخ اسرائيل ستقف الاحزاب (الكبيرة بالتأكيد، وغيرها ايضا) عارية أمام 4 مليون صاحب حق اقتراع في اسرائيل لتعرض برامجها وافكارها لتسوية نهائية تامة مع الفلسطينيين وترسيم الحدود الدائمة لدولة اليهود. نعم، بما فيها القدس.
سيكون هذا موقفا صعبا بالنسبة للحزبين الكبيرين اساسا: ففي السنوات الاخيرة حللنا حتى التفاصيل كل الايديولوجيات والافكار المنشودة التي باسمها دعت الاحزاب الجماهير للسباق نحو الصناديق. فكرة "ارض اسرائيل الكاملة" بقيت فقط في انشودة "ضفتان للاردن" و "السلام الان مقابل تنازلات كبرى" بقيت فقط كصدى هزيل لاخر كلمات "انشودة السلام".
في الانتخابات القادمة ستنتهي الحفلة التنكرية: سيكون مرة اخرى من غير الممكن الحديث المجرد عن "تنازلات اليمة" والعودة بوجه ساذج الى الناخب بعد الانتخابات للقول له: لقد سبق لي في الحملة الانتخابات ان قلت لكم وكررت القول "تنازلات اليمة". في الانتخابات التالية محظور ان تكون هناك كلمات سر. شيفرة للناخبين الذين على أي حال يصوتون حسب العطف والشفقة، اكثر مما يصوتون في سبيل الايديولوجيات.
بعد فك الارتباط سيكون واضحا جدا لكل ناخب في اسرائيل ما يقصده الشاعر بقوله: "تنازلات اليمة".
من السهل جدا الاقتراح، بل وكتابة نصيحة كهذه. اما آمال تحققها فهي هزيلة: أيرى اي كان احتمالا ان يقف اريئيل شارون مثلا ويتأزر بالشجاعة أمام جمهور الناخبين ليقول لهم ان كل مستوطنة بقيت شرق الجدار سيتعين عليها الاخلاء؟ وكيف سيقف هو على شرفة ميدان صهيون في القدس ليعلن للجماهير المحتشدة بأنه تعلم من تجربته بان لا مفر وأنه يجب على ما يبدو تقسيم القدس؟ وماذا عن ارئيل؟ وكدوميم؟ وعشرات عديدة من المستوطنات، تلك التي بناها شارون بلسانه المقرر كي يمنع، على حد تعبيره، تقسيم أرض اسرائيل؟
وبالمقابل كيف سيأتي خصمه في ذاك الحزب، عوزي لنداو، لناخبي الليكود، ليقترح عليهم "عدم التحرك عن اي سنتيمتر حتى …" عندما يعرف - ولا يقول - بان معنى اقتراح كهذا هو ارهاب دموي (يمكن الصمود في وجهه)، ولكن ايضا مقاطعة متزايدة على دولة اسرائيل من جانب الاسرة الدولية التي أجرت منذ الان تجربة للادوات في جنوب افريقيا والقت بهذه الدولة الغنية الى الارض؟
سيكون من الصعب، وان لم يكن بذات القدر على حزب العمل ان يأتي ليقترح حدودا جديدة (تقريبا) على "الخط الاخضر" وذلك لانه بالتأكيد توجد امكانية لاستمرار اعمال الارهاب، وعندها فان الاحاديث عن "طائرة لا يمكنها أن تقلع من بن غوريون" ستصبح واقعية أمام صاروخ ارض - جو. وفضلا عن ذلك، فان السير نحو الفلسطينيين - تعلمنا من تجربتنا في السابق - لا يجعلهم اصدقاء لاسرائيل ومحبي صهيون. محق اليمين: طبعهم زاد.
حسنا، وماذا بعد؟
الواقع في السنوات الاخيرة علمنا درسا أفضل من كل المعلمين السياسيين. بعد انتفاضتين، واكثر من الف قتيل اسرائيلي، ومحاولات ناجحة وفاشلة للحوار، فاننا نحن الاسرائيليين نقف امام المرآة الوحشية التي تكشف امامنا تجاعيد قيود القوة. للمواطنين، لكثير من الناخبين، واضح انه تقترب لحظة الحقيقة لاتخاذ القرار، لحظة فظيعة كبتناها على مدى 38 سنة. الاحزاب لن تقبل بالاقتراح المطروح هنا مجانا في عرض خطط سياسية لحل النزاع الدموي. الوحيدون الذين سيكسبون على ما يبدو من الانتخابات القادمة هم المستشارون الذين سيبحثون في ماكنة الكلمات عن التذاكي، والكلمات الغامضة، واللغة التي تسقط على اللغة. المستشارون على انواعهم سيربحون الكثير من المال. اما نحن جميعا فسندفع الثمن.
------------------------------------------------------


يديعوت - مقال - 22/5/2005

السيد عباس يسافر الى واشنطن

بقلم: زلمان شوفال
سفير اسرائيل الاسبق في أمريكا

(المضمون: الاهمية الاساس للزيارة المخطط لها في واشنطن هي أن مضيفيه الامريكيين يوشكون على ان يوضحوا له بانه مع كل العطف المقدم له، فان واشنطن تتوقع منه أن يفي بتعهداته بكاملها. ذلك ان للعطف الامريكي ثمنا - المصدر).

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) يوشك على زيارة واشنطن هذا الاسبوع. صحيح أن هذه لن تكون في كروفورد تكساس، ولكن مع ذلك كضيف مرغوب فيه ومبجل في البيت الاب
05-22-2005, 04:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #12
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية






الأثنين 23/أيار/2005 العدد 8797


المصدر السياسي
قسم العناوين الأثنين 23/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- شارون: فك الارتباط سيضمن أغلبية يهودية.
- في القاعة في نيويورك صفقوا لرئيس الوزراء، أما في الخارج فتظاهروا ضده.
- بطاقة من البيت الابيض في حجارة المبكى.
- توصية لرئيس الوزراء: اجراءات ضد جنرال تلقى امتيازات شاذة.
- شارون: لن يكون تأجيل في تنفيذ فك الارتباط.
- المتظاهرون انتظروا شارون في نيويورك ايضا.
- انا فؤاد، أهلا وسهلا.
- فيلنائي وبيرتس: براك لا يقول الحقيقة../ براك: هم بكاءون.
- التماس الى المحكمة العليا: البناء في نيتساريم سيهدم الطبيعة.
معاريف:
- شارون: لن نؤجل فك الارتباط../ يعلون: الجيش الاسرائيلي سيكون جاهزا في آب.
- استقبال برتقالي.
- صمت في هيئة الاركان.
- هتافات تنديد تقطع خطاب رئيس الوزراء في نيويورك.
- شارون: لدينا سفير ممتاز.
- الاشتباه: الوية في الجيش الاسرائيلي يحصلون على الاموال بغير وجه قانوني.
- الحاخام الرئيس ميتسغار: لن اجمد نفسي.
- النواب يطالبون بحل الحاخامية الرئيسة.
هآرتس:
- اتفاق سري مع المالية: مئات ملايين الشواكل تنقل الى وزارة التعليم.
- الزعماء اليهود في نيويورك يعززون رئيس الوزراء: يؤيدون فك الارتباط.
- الشرطة: توجد أدلة لتقديم الحاخام ميتسغار الى المحاكمة.
- رئيس الوزراء ورؤساء مؤتمر الرؤساء "عانقوا" السفير في واشنطن.
- زيارة لورا بوش الى الحرم توقفت بسبب هتافات التنديد.
- "اليهود لا يطردون اليهود" هتف متظاهرون لشارون فابعدوا من القاعة.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأثنين 23/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - فك الارتباط - معاريف - من اليئيل شاحر وآخرين:
شارون: لن نؤجل فك الارتباط../ يعلون: الجيش الاسرائيلي سيكون جاهزا في آب../
"فك الارتباط لن يؤجل". هكذا أوضح أمس رئيس الوزراء اريئيل شارون في اثناء حديث مع المراسلين في طائرته في الطريق من تل ابيب الى نيويورك حيث شارك في مؤتمر المنظمات اليهودية.
قبل ساعة من الهبوط خرج شارون الى القسم الخلفي من الطائرة حيث كان يجلس الصحافيون وتوجه اليهم متسائلا: "قرأتم "معاريف" هذا الصباح. أولستم في آخر صورة الانباء؟" فأجابه الصحافيون "لا. ماذا في "معاريف"". فقال شارون ان ""معاريف" تقتبس عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية يدعو الى تأجيل فك الارتباط. وبودي أن اوضح: فك الارتباط سيتم بالضبط في الموعد المقرر ووفقا للخطة والجدول الزمني المقرر، 16 أو 17 آب". واضاف شارون يقول ان التأجيل الوحيد في تنفيذ الخطة تم في أعقاب طلب الحاخام الرئيس شلومو عمار كي لا يتم الاخلاء في الايام ما بين الحدادين.
ومن جهة اخرى، ادعى أمس مصدر امني كبير، تطرق الى النبأ المنشور بأن "فك الارتباط تأجل مرة واحدة. يمكن تأجيله مرة اخرى في ظروف اخرى ايضا اذا كانت هناك حاجة". ولكن هذا القول كان استثنائيا مقابل النفي الرسمي من الجيش الاسرائيلي لفكرة تأجيل فك الارتباط. فقد سارع الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي الى التشديد بأن "لا يدور الحديث في أي حال عن موقف الجيش"، وذلك رغم أنه في النبأ الصادر امس على اي حال كان واضحا بأن الحديث يدور عن رأي لمسؤولين كبار وليس عن موقف رسمي.
من الصعب الانتقاد
كما أن رئيس الاركان موشيه يعلون ادعى في اثناء زيارة وداعية لقيادة الجبهة الداخلية بأن "للاقاويل عن الحاجة الى فك الارتباط لا اساس من الصحة. الجيش الاسرائيلي سيكون مستعدا جيدا". وبالمقابل اعترفت محافل اخرى بأنه "من الصعب جدا انتقاد خطة فك الارتباط لان رئيس الوزراء متماثل معها جدا وكذا وزير الدفاع شريك فيها بشكل مطلق".
أما من أعرب عن عجبه من الاصوات الرسمية في الجيش الاسرائيلي فكان المستوطنون. آفي
فرحان، من رجال قطاع غزة قال ان "كل من تحدث في الاسابيع الاخيرة مع ضباط كبار وفي المستويات المتوسطة للجيش الاسرائيلي يعرف أن الجميع موحد في الرأي بوجوب تأجيل فك الارتباط بنصف سنة على الاقل". وحسب اقواله فانه ورفاقه "واثقون تماما بأن العنوان الرئيس في "معاريف" أمس يعكس الواقع: ضباط الجيش الاسرائيلي معنيون بتأجيل فك الارتباط".
معاريف - من اليئيل شاحر:
استقبال برتقالي../
ليس لهذا الاستقبال توقع أمس رئيس وزراء اسرائيل في نيويورك. فخطابه أمام رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قوطع عدة مرات بعد أن نهض أناس كانوا ضمن الجمهور في أثناء الخطاب، وكشفوا عن قمصان برتقالية لمعارضي فك الارتباط وأطلقوا هتافات التنديد نحوه.
وكان اريئيل شارون وصل أمس الى باروخ كولدج في قلب منهاتن للمشاركة في مؤتمر المنظمات اليهودية في أمريكا. ومع دخوله ترافقه حاشيته التي ضمت السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون، وقف 600 الحاضرين وهتفوا له لدقائق طويلة. وبين الحين والآخر سمعت هتافات تأييد.
أما خطاب شارون فكان أقل احتفالية. وبين كل عدة دقائق، عندما كانت تلمس الاقوال فك الارتباط كان شخص ما يقوم في زاوية اخرى من القاعة، ينزع سترته ليكشف عن قميص برتقالي، يتماثل فيه مع معارضي خطة شارون. "اخجل"، "فك الارتباط كارثة"، "اليهودي لا يطرد اليهودي"، كانت تنطلق في كل حين. وبالاجمال سجل ستة مزعجين، عمد رجال الامن الكثيرون الذين حرسوا الحدث الى اخراجه من القاعة.
أحد الحضور نهض وهتف نحو أحد المعارضين بعبارة دنيئة. فتوجه الى الشاب رئيس الوزراء بقوله "شكرا لك". وهتف الجمهور لشارون على رد فعله الساخر وواصل شارون خطابه بعد اخراج المزعجين بالقوة من القاعة. وبعد الخطاب صعد الى المنصة رئيس لجنة الرؤساء جيمس تيش وقال: "اطلب منك الاذن على اسلوك البائس لهؤلاء الاشخاص، الاقلية الصاخبة لا تعكس تأييد الاغلبية". وخارج القاعة جرت مظاهرة صاخبة شارك فيها عدة عشرات من المتظاهرين، بينهم يهود اصوليون، بعضهم من مؤيدي جماعة ساتمر الدينية.
وفي اثناء الخطاب قال شارون للحضور: "نحن نحتاجكم في اسرائيل اليوم اكثر من اي وقت مضى". وتحدث رئيس الوزراء عن الاندماج وعن حقيقة أن العديد من اليهود في الولايات المتحدة يتزوجون من النصارى الامر الذي يؤدي الى انخفاض عدد اليهود في الولايات المتحدة. واجمل شارون كلمته لينال تصفيق عاصف حين قال: "انتم تعرفون انه سيكون لكم دوما بيت في اسرائيل ولا ريب عندي أن اسرائيل ستبقى دوما في قلوبكم".
معاريف - من عمير ربابورت:
صمت في هيئة الاركان../
النشر في "معاريف" أمس لاقتراح ضباط كبار في جهاز الأمن بتأجيل فك الارتباط بـ 4 حتى 6 أشهر اثار هجوما مضادا كما كان متوقعا. وبدل تناول جوهر الامور، سارع الجيش الى الادعاء - بأن لا سمح الله لا يوجد في الجيش الاسرائيلي تفكير كافر كهذا. ولكن رد الفعل النافي فقط يجسد بقوة أكبر حقيقة عدم وجود نقاش موضوعي في الجوانب المتعلقة بفك الارتباط، وان الجيش بجموعه يجبن.
ومن حيث الجوهر، يحتمل جدا أن يكون فك الارتباط هو بالفعل الخيار الافضل الذي يقف أمام اسرائيل اليوم، ولكن واضح أن الخطة ليست كاملة. واذا كان هكذا هو الحال، فكيف يعقل أنه لا يطرح على علم الجمهور بشكل عام انتقاد من جانب جهاز الأمن؟ هل يرتبط هذا بالاحساس الذي يوجد في جهاز الأمن في أن من لا يصطف تماما حسب الخطة سيدفع ثمنا شخصيا باهظا لقاء ذلك، ذلك أن مقربي رئيس الوزراء ضالعون جدا في التعيينات؟
لغرض المقارنة، في خطوات مصيرية في الماضي، كان دوما لكبار رجالات جهاز الامن ما يقولونه وقد وجدوا السبيل لنقل ارائهم الى الجمهور. ولمرات عديدة اخطأوا، ولحسن الحظ عملت القيادة السياسية خلافا لمشورتهم، ولكنهم على الاقل لم يجبنوا. هكذا كان مثلا في الانتقاد للانسحاب من لبنان قبل خمس سنوات بالضبط او في التحذير التاريخي لرئيس الاركان موشيه غور قبل اتفاق السلام مع مصر، وبالطبع انطلق انتقاد ايضا قبل التوقيع على اتفاق اوسلو.
ولما كانت اقوال المحافل الكبيرة حظيت أمس بهجوم مضاد بدل الانصات الكافي، يجدر بنا ان نتذكر هنا نقاطها الاساسية: الضباط عللوا تخوفهم من الاخلاء في 15 آب في أن المحافل المدنية لا تزال غير مستعدة لفك الارتباط في هذا التوقيت؛ في حقيقة أن اسرائيل توشك على تسليم مناطق الى السلطة الفلسطينية رغم أن هذه من جانبها لا تزال لا تعمل ضد حماس التي توجد في ميل مقلق جدا من تعزز القوى؛ وفي أن الولايات المتحدة من المتوقع أن تمارس ضغطا شديدا على اسرائيل لتقديم مزيد من التنازلات بعد فك الارتباط، كونها تميل اليوم الى قبول ادعاءات الفلسطينيين. المسؤولون الامنيون الكبار الذي تم اقتباسهم اقترحوا اشتراط استكمال فك الارتباط في أن تكون هناك خطوات عملية للسلطة الفلسطينية ضد الارهاب، ولكنهم اوضحوا بان التأجيل، عمليا، ليس واقعيا ايضا برأيهم بسبب المعارضة التامة للولايات المتحدة. عند فحص هذه الامور بتمعن، يطرح السؤال لماذا كان الهجوم المضاد؟ هل موعد 15 آب مقدس؟ هل ليس شرعيا طرح علامات استفهام في الجوانب المختلفة المتعلق بفك الارتباط؟ يبدو ان الاجوبة على هذه الاسئلة هي سلبية. وعليه، فان انعدام الانفتاح الفكري يقلق بقدر لا يقل عن المخاطر التي هي على اي حال بنيوية في خطوة فك الارتباط المصيرية.
معاريف - من بليكس بريش:
الجيش الاسرائيلي: يوجد حل لمشكلة الانفاق../
منذ زمن بعيد عمل جهاز الامن على ايجاد حل تكنولوجي يتيح العثور على الانفاق التي تحفر في الأرض الرملية لقطاع غزة. بعد سنوات من التطوير والتجارب التي لا تحصى للحصول على وسائل ناجعة، دشن مؤخرا سلاح الهندسة وسيلة عملية اولى للعثور على الانفاق.
الانفاق هي احدى المشاكل الاساس التي تصدى لها الجيش الاسرائيلي في أثناء المواجهة مع الفلسطينيين في القطاع. وبالاجمال يستخدم الفلسطينيون الانفاق لتهريب وسائل القتال، ولكن في الماضي اضطر الجيش الاسرائيلي الى التصدي ايضا لتهديد أنفاق متفجرة انفجرت تحت المواقع العسكرية. وفي الجيش الاسرائيلي يخشون في أن تواصل الانفاق لتشكل تهديدا بعد فك الارتباط ايضا، وتستخدم من منظمات الارهاب لتهريب مخربين الى داخل الخط الاخضر.
الوسيلة الجديدة التي لم يمنح لها اسم بعد تستند الى أجهزة تربط بها جساسات مدفونة تحت الارض وقادرة على تشخيص حفر لنفق في المنطقة. وبعد التشخيص يتم ارسال فريق الانفاق من سلاح الهندسة الى الموقع فيستخدم وسائل متحركة حديثة اشتراها الجيش الاسرائيلي مؤخرا وتسمح لمكافحي الانفاق بالحصول على مؤشرات اخرى على وجود نفق في المنطقة.
ويذكر أن الوسائل الجديدة طورت واشتريت بكلفة اجمالية لبضعة ملايين الشواكل من شركات اسرائيلية عنيت بالامر في السنوات الاخيرة. واضافة الى ذلك يواصل سلاح الهندسة وادارة تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية في وزارة الدفاع (مبات) في محاولات العثور على وسائل اخرى.
وأكد ضابط كبير في سلاح الهندسة بانه بالفعل عثر على حل تنفيذي أول لمشكلة الانفاق. واشار الى ان النتائج التي تحققها هذه الوسيلة جيدة جدا، واضاف بانه تمكن مؤخرا مكافحو الانفاق من تشخيص بضعة انفاق للتهريب في محور فيلادلفيا، قام الجيش الاسرائيلي بتفجيرها.

هآرتس - من الوف بن:
رئيس الوزراء: في عهد اوسلو سمحوا لعودة فلسطينية من البوابة الخلفية../
نيويورك. رئيس الوزراء اريئيل شارون علل أمس بحزم قرار الاسبوع الماضي التشديد في سياسة الهجرة لاسرائيل والاثقال على حق المواطنة لفلسطينيين تزوجوا من عرب اسرائيليين. وحسب اقواله، فان الفلسطينيين دخلوا الى اسرائيل في عهد اتفاقات اوسلو و "حكومات سابقة أخفت موضوع عودة الفلسطينيين من خلال لم شمل العائلات".
"لليهود توجد دولة واحدة صغيرة، اسرائيل، ويجب عمل كل شيء كي تكون هذه الدولة في المستقبل ايضا دولة يهودية"، قال شارون للمراسلين في طائرته، "لا يوجد هنا ميل للمس بأحد ما، ولكن يوجد ميل صحيح وهام، في أن تكون اسرائيل دولة يهودية، مع أغلبية يهودية كثيفة. هذا ما يجب عمله. وهذا ما نعمله بالضبط. في كل مكان يعتبر هذا أمر طبيعي". وتحدث شارون بانفعال شديد ورفع صوته. وانتقد بشدة حكومات سابقة سمحت لالاف الفلسطينيين بنيل حق المواطنة في اسرائيل ولا سيما في السنوات بعد التوقيع على اتفاق اوسلو، والتي كان فيها رئيسا الوزراء اسحق رابين وشمعون بيرس.
"وقد دخلوا بسبب الاتفاقات مع حكومات سابقة، أخفت موضوع عودة الفلسطينيين من خلال لم شمل العائلات" قال رئيس الوزراء، "والعدد عال جدا، نحو 150 الف. وكان هذا غطاء لموضوع اتاحة العودة للفلسطينيين. وافقوا لـ 25 الف، ولكن ادخلوهم من البوابة الخلفية. هذا هو أحد الامور الاخطر التي وقعت في اعقاب اتفاقات اوسلو".
زيارة السيدة بوش الى القدس - يديعوت - روني شكيد وآخرين:
بوش نالت التحقير../
لورا بوش وصلت الى الشرق الاوسط لحث حقوق النساء وليس للانشغال في السياسة. ولكن عندما حجت أمس الى الحرم، كان بوسع السيدة الاولى لامريكا أن تشعر بشيء من شدة الكراهية التي يكنها العالم العربي تجاه زوجها، جورج بوش.
عشرات من أعضاء حزب التحرير المتطرف انتظروا عقيلة الرئيس الامريكي حين وصولها الى الحرم. والنبأ الكاذب الذي نشر في الاسبوع الماضي في "نيوز ويك" عن أن محققين امريكيين في سجن غوانتينامو وضعوا القرآن في المرحاض، اثارت أيضا حفيظة المصلين الفلسطينيين - تماما مثلما اثارت حفيظة كل العالم الاسلامي. "انتِ غير مرغوب فيكِ في المكان الاسلامي المقدس"، هتفوا نحوها وشرعوا في نداءات متواترة: "قرآن، قرآن".
عشرات الحراس الامريكيين والشرطة الاسرائيليين استنفروا. وفصلوا باجسادهم بين المتظاهرين وحاشية بوش. اما مفتي القدس فاقترح على بوش منذ البداية عدم زيارة الحرم بسبب المشاعر الشديدة التي ستثيرها زيارتها في اوساط المصلين. اما بوش فزارت اخيرا مسجد قبة الصخرة فقط وليس المسجد الاقصى الذي يعتبر اكثر قداسة. وفي أريحا أيضا انتظر السيدة الاولى استقبال بارد. بدل الجماهير الهاتفة انتظر بوش رئيس البلدية ووفد نسائي رافقها في جولة في قصر هشام العتيق.
وبالمقابل، فان المضيفين الاسرائيليين اعدوا لبوش استقبالا اكثر حرارة بكثير. فالسيدة الاولى وصلت مطار بن غوريون من الاردن مباشرة ومن هناك اخذت الى مقر الرئيس في القدس. جيلا قصاب وجودي شالوم - نير - موزس، عقيلتا رئيس الدولة ووزير الخارجية، تحادثتا معها عن تواتر حالات الاصابة بالنوبة القلبية بين النساء وعن الاهمية الكبرى لتشجيع القراءة في اوساط الاطفال. وقدم لها في الوليمة ساندويشات سلمون مدورة، فاكهة، شاي فارسي وكعكة تفاح.
ويضيف مراسلنا ايتمار آيخنر بان عقيلة وزير الخارجية طلبت من بوش ان تؤثر على زوجة رئيس الوزراء الفلسطيني ابو علاء، لشطب التحريض من الكتب التعليمية الفلسطينية. ووعدت بوش بان تفعل كل ما في وسعها. وقبل أن يتودعنَ اقترحت جودي على لورا مشاهدة برنامجها التلفزيوني الذي بث أمس. فاجابت الضيفة بأدب سيسرني ذلك.
ومن مقر الرئيس واصلت قصاب وبوش نحو حائط المبكى، حيث انتظرها رابي الحائط شموئيل ربينوبيتش وعقيلته ياعيل. ولكن ايضا عشرات المتظاهرين من اجل بولارد. وتأثرت الضيفة جدا من اللقاء مع ناج من الكارثة يعمل في نفق المبكى وطلبت ان تلتقط لها صورة معه. وقالت: "الزيارة هنا لا تستهدف رؤية مكان تاريخي فقط بل وللاعراب عن التقدير لروح الشعب اليهودي". وعندها، برأس مغطى بقماشة سوداء، اقتربت من حجارة المبكى ووضعت بينها بطاقة تتضمن صلاة شخصية.
سوريا - يديعوت:
عقيلة الاسد: أنا أتجول بالجينز../
أسماء الاسد، ابنة 29 عاما، عقيلة الرئيس السوري كشفت أمس النقاب عن بعض ما يجري في القصر الرئاسي في دمشق. ففي مقابلة مع شبكة "سكاي" البريطانية كشفت الاسد عن انها لم تعتد التشريفات الخاصة. وحسب اقوالها فانها تفشل التجوال في شوارع دمشق وهي تلبس الجينز، وتقود السيارة بنفسها ولا تستعين بسائق وتدير حياة عائلية عادية قدر الامكان.
وفي سياق نهاية الاسبوع استضافت اسماء الاسد في دمشق المؤتمر السنوي لمنظمة "منتدى النساء" العاملات عقد لاول مرة خارج قاعدته في لندن. وشارك في المؤتمر أكثر من 2.000 امرأة من 40 دولة بينهن ممثلات من الولايات المتحدة.
والأسد التي تربت في بريطانيا، اجري اللقاء معها بالانجليزية الفصحى لقناة الانباء البريطانية. وركزت على حقوق النساء وليس على مستقبل السلام في الشرق الاوسط قائلة: "زوجي هو رجل يحرص على الغير ويرغب في دفع سوريا الى الامام". وحسب اقوالها فقد طرأ تحسن في مكانة المرأة في سوريا "يمكن أن نرى ذلك في الشوارع، عندما ندخل المطاعم او نتحدث مع الناس. يوجد تقدم".
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأثنين 23/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 23/5/2005
مؤيد لرئاسة الشتات
بقلم: أُسرة التحرير

استقالة سلاي مريدور من منصب رئيس الوكالة اليهودية، في موعد قريب جدا من استقالة الوزير نتان شيرانسكي من الحكومة، خلق الانطباع بان شيرانسكي يوشك على أن ينتخب رئيسا للوكالة اليهودية - وهو المنصب الذي يبدو أنه يتوق اليه منذ زمن بعيد. تعيين "متمرد" في منصب فيه صدى دولي، سيطر على ميزانية كبيرة وموقع اعلامي ينبع من كونه مثابة ناطق اعلى بلسان الشعب اليهودي في الشتات، هو تعيين سيضر مصالح دولة اسرائيل ويخرب على قدرة رئيس الوزراء في تطبيق خطة فك الارتباط. في الفترة العاصفة المرتقبة لمواطني اسرائيل فان على رئيس الوزراء أن يمنع فتح جبهات جديدة وهو يوجد في الولايات المتحدة هذه الايام بالذات من أجل تجنيد التأييد اليهودي الاقصى لسياسته. اما شيرانسكي فيمكن أن يستخدم منصبه في الوكالة كرافعة لتجنيد المعارضة اليهودية الدولية لفك الارتباط.
في اوساط مؤيدي شيرانسكي في العالم اليهودي يبرز ذوو جدول اعمال يميني متطرف، غير مستعدين لاحتمال اي حل وسط مع العالم العربي ومع الفلسطينيين في محاولة للتوصل الى اتفاقات سلمية. منطلق شيرانسكي هو انه طالما لا توجد ديمقراطية حقيقية في كل الدول العربية فلا معنى للتوقيع مع اي منها على اتفاقات سلام بل انه لا يؤمن بحصانة اتفاقات السلام التي سبق ان وقعت وتطبق منذ سنين. وشيرانسكي ينال الشعبية في امريكا بفضل كفاحه ضد الحكم الشيوعي، وماضيه المغطى اعلاميا والمثير للانفعال من الشرق الى الغرب في العام 1986، ولان جورج بوش تأثر بكتابه عن اهمية التحول الديمقراطي. شيرانسكي، الذي كان نشيط حقوق انسان جدير بالاعجاب في روسيا السوفياتية ومن اجل ذلك مكث في السجن تسع سنوات، اختار مع هجرته الى البلاد الارتباط بالجناح الأقل تسامحا في السياسة الاسرائيلية. وان يطور الاحساس بان العالم ضدنا واستخدام اللاسامية لتبرير سياسة متصلبة وعديمة المساومة حيال العرب. منذ هاجر الى اسرائيل لم يسمع صوته في الكفاح من أجل حقوق الانسان والمواطن، وبات مؤيدا متحمسا للاستيطان.
ولما كان المنصب التمثيلي الاعلى لرئيس الكنيست يقع منذ الان في يد "متمرد"، روبين ريفلين، فلا داعي لان تعطي الحكومة منصبا رفيعا آخر لمن يعارض سياستها. ينبغي الامل في أن يسعى اريئيل شارون بجد لايجاد مرشح آخر ويقنع الجهة الناخبة من يهود العالم به في اجتماعهم في حزيران.
النقاش على دور الوكالة اليهودية يجب أن يدور في أقرب وقت ممكن، وبشكل منفصل. فهل عليها أن تتمسك بالسياسة التي كان ينتهجها مريدور، وان تجلب الى البلاد اكبر قدر ممكن من الناس دون الفحص الدقيق ليهوديتهم، أم أن فكرة جلب قبائل من جنوب امريكا ممن يدعون بالارتباط باليهودية، وبالاساس عشرات الاف الفلاشا، الذين ربما يتبين انهم مئات الالاف، هو فوق القدرة المحدودة للدولة؟
السؤال ما هو الدور الحديث للوكالة يجب أن يطرح ولكن طالما كانت الوكالة تشكل مركز قوة في العالم اليهودي فلا يجب أن توضع في يد من يمكنه أن يستخدمها لحث جدول أعمال يتناقض وجدول أعمال الحكومة المنتخبة في اسرائيل.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأثنين 23/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 23/5/2005
ربما تهاجرون الى هناك
بقلم: ياعيل غبيرتس
لدولة اسرائيل ميل مثير للنحس وسوء الطالع، وهو تصدير تفاهاتها للعالم. لولا هذا التقليد المعروف وغير المثير للاعتزاز، لكنا سنُدخل أيادينا مباشرة لنفض آذاننا ونحن نسمع التقرير الاخباري الذي يتحدث عن ان الشخصية الأبرز التي سيقابلها شارون في امريكا هي السفير داني أيلون. رئيس الوزراء لم يتوجه للالتقاء ببوش وانما بممثليه من منتخب أحلام الادارة الامريكية حتى يدفع بخطة فك الارتباط الى الأمام. وهذه مسألة كان بامكان دوف فايسغلاس ان يقوم بها عندما يصل الى هناك غدا. شارون لم يتوجه الى واشنطن للبحث في مصائرنا وانما في مصير سفيره القضايا المثيرة التي تتفاعل بين أيلون ووزير الخارجية منذ مدة.
صحيح أن رئيس الوزراء أراد ان يلقي خطابا مباشرا في هذه المرة أمام مؤتمر "ايباك" (اللوبي اليهودي) وانه صرح أمام المشككين ايضا بأن فك الارتباط لن يتأجل. ولكن كل هذه الامور أصبحت آثارا وظواهر مرافقة جانبية للحدث الأبرز، وهو لقاءه مع داني أيلون. وكل تصريح هام يصدر عنه هناك يُبتلع ويُطوى في دوامة ما يتسرب عن قضية أيلون - شالوم.
الطريقة التي ضبطا فيها في المجهر العام الجماهيري وهذه الزيارة ذكرتنا بصورة صدام وهو بملابسه الداخلية. في اللحظة الاولى يبدو ذلك مفاجئا ومن ثم مسليا ولاحقا يتأكد انه غير سليم وغير صحيح. شارون لم يرغب بذلك بالتأكيد، وقد كان سيوفر علينا هذا الارباك لو ضرب بيده على الطاولة بدلا من مداعبة نفسه بها. ولكن شارون هو شارون، واسرائيل هي اسرائيل، وبدلا من ان نعبر لامريكا عن الزعامة والرسائل السياسية السليمة نقوم بتصدير الملابس الداخلية اليها.

عندما يُحسب الحَسَنُ قلة
تقوم الوكالة اليهودية على الصلة بين اسرائيل والشتات. الحديث عن جهة كبيرة ذات ميزانية ضخمة (350 مليون دولار)، تُمول خططا وتطوير مبادرات كثيرة في البلاد وفي العالم.
إن استقالة سالي مريدور منصب رئيس الوكالة وضعت أمام شارون معضلة صعبة. فمن جهة، يحتاج الى دعم الوكالة ومُسهميها في خطة الانفصال. ومن جهة اخرى، لا يوجد في معرض المرشحين الذي يضعه الليكود ولو مؤيد واحد للخطة. بإزاء الشر في أكثره، وفي نقيض النقيض ذلك الذي يجري عندنا يضطر شارون الى ان يختار الحسن: أن يأتي بمرشح مستحق من الحواشي النقية الى المركز.
زئيف بايلسكي، رئيس البلدية الناجح لرعنانا وعضو شرف في رابطة مُخلصي الوكالة، هو هامشي سياسي في الحق، تعيينه لن يُحسن من وضع شارون في مركز الليكود، لكن انتخابه قد يُحسن جدا إحساس الجمهور الذي ضاق ذرعا بالتعيينات الفاسدة. أو بكلمات اخرى، من السهل أكثر العيش مع الحقيقة المحرجة ان عوزي كوهين سيحتل مكانة بايلسكي في رعنانا، أكثر من امكانية أن كان سيملأ مكان مريدور تعيين سياسي مشابه، مجد مواهبه يتجسد في مركز الليكود. يُفضل ان تكون المشكلة في رئاسة بلدية رعنانا لا في قمة العلاقة بين اسرائيل ويهود العالم.
غير ان طريقة التعيين الحسنة لبايلسكي ما زالت غير ممهدة. من اجل تولي رئاسة الوكالة عليه قبل ان يُنتخب لادارة الهستدروت الصهيونية العالمية، ولذلك عليه ان يمر في حاجز الليكود العالمي، الذي يسيطر عليه معارضو شارون. في الواقع الذي يوجد شارون فيه في حزبه يُعد انتخاب بايلسكي خيارا لا مناص منه، لكن لما كان الحسن الطاهر نادرا الى حد بعيد، فانه يجب الصلاة من اجل ان يكون هذا التعيين المناسب غير مختطف من أيدي رئيس الحكومة.
------------------------------------------------------











هآرتس - مقال - 23/5/2005

من الذي يخشى الاستقلال؟
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: اسرائيل هي التي تخشى إعطاء القطاع استقلاله التام وليس الطرف الفلسطيني ذلك لان شارون يريد الانسحاب وإبقاء المفاتيح معه في ذات الوقت - المصدر).

استئناف اطلاق قذائف الراجمات والقسام على المستوطنات الاسرائيلية أثار "التساؤلات لدى الجيش الاسرائيلي" - كما أفادت التقارير أمس - حول جدوى محاولات تنسيق فك الارتباط مع قوات الأمن الفلسطينية. المحامي دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الذي توجه الى واشنطن عشية لقاء بوش مع محمود عباس سيستغل هذه الأحداث بالتأكيد حتى "يثير التساؤلات" حول قدرة رئيس السلطة، وربما رغبته في حماية مواطني اسرائيل. بوش سيوبخ الفلسطينيين، وأبو مازن بدوره سيعد بتسريع الاصلاحات في اجهزة الأمن الفلسطينين، وحماس سترد باطلاق النيران، واسرائيل تشتكي للامريكيين من أن أبو مازن لا يزحزح يديه لترتيب الاوضاع في القطاع وهلم جرا… .
يتوجب الافتراض ان "التساؤلات" بصدد قدرة / رغبة السلطة في لعب دور العازل بين اسرائيل وحماس ستصبح أكثر إلحاحا اذا تواصل اطلاق القذائف بعد فك الارتباط. خطة فك الارتباط تقول انه "لن يكون هناك أساس للادعاء بأن قطاع غزة منطقة محتلة" بعد استكمال الانسحاب منه.
أي ان الصاروخ الذي سيتم اطلاقه من القطع نحو سدروت غداة فك الارتباط لن يتمتع بمكانة الصاروخ الذي أطلق من منطقة محتلة وانما سيعتبر هجمة عدوانية من دولة على جارتها التي يحق لها في هذه الحالة ان تلجأ للوسائل العسكرية حتى تدافع عن مواطنيها. كما جاء في الخطة ان "عملية فك الارتباط ستزيل الادعاءات الموجهة لاسرائيل وكأنها مسؤولة عما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة - أي ان اسرائيل تستطيع اذا ما تضور سكان القطاع جوعا ان توجههم الى مصر أو فنلندا. أليس صحيحا؟ بالتأكيد لا.
خطة فك الارتباط ذاتها تسحب البساط من تحت أقدام الادعاء الاسرائيلي بأن فك الارتباط عن قطاع غزة سيعني نهاية الاحتلال في المنطقة. كُتب هناك ان "اسرائيل ستنتشر في منطقة محور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع ومصر" وأن "اسرائيل وحدها ستكون مستعدة لدراسة اقامة ميناء ومطار في القطاع اذا ما تبلورت الظروف للانسحاب من المنطقة". لا حاجة لذكر من الذي سيحدد سيطرة الفلسطينيين على أبواب غزة مع العالم الخارجي اذا "نشأت هذه الظروف" التي يتحدثون عنها. من الصعب التفكير بعلامة فارقة للاحتلال أكثر من سيطرة دولة اجنبية على المعابر الحدودية لجارتها برا وبحرا وجوا.
اذا كان عكس الاحتلال يعني السيادة والانعتاق، فان الكيان الفلسطيني المستقل الذي سينشأ في القطاع سيكون من حقه ان يدعو كل لاجيء داخله ان يطبق حقه في العودة. الأسرة الدولية ايضا لن تعترف بـ "نهاية الاحتلال" في منطقة تقرر فيها دولة غريبة من الذي يدخل الى تلك المناطق ومن لا يدخل. ولكن للاستقلال ثمنه، والفلسطينيون لا يسارعون الى دفع هذا الثمن. اريئيل شارون صرح ان من لا يريد الجنود الاسرائيليين في فيلادلفيا ويريد تشغيل مطار الدهنية، عليه ان يتنازل عن المكوس الاسرائيلي، أي اتفاقية التغطية الجمركية المشتركة بين اسرائيل والمناطق. الفلسطينيون يخشون من ان فرض نظام جمركي مغاير في غزة سيضر باقتصادهم المتهاوي، والأشد من ذلك - الفصل بين جزئي فلسطين سيساعد شارون في تطبيق مساعيه لتكريس الاحتلال الاسرائيلي في الضفة.
من الصعب اتهام الفلسطينيين بالهستيريا وعقدة الشك، فهناك عدد غير قليل من الاسرائيليين يعتقد ان غزة أولا هي غزة أخيرا. ولكن من يرغب في الحصول على الاستقلال بعد كل هذه السنوات لا يستطيع ان يتنازل عنه عندما يصبح موضوعا أمامه بسبب ثمن بخس ومريب. خلال سنوات كثيرة كان قطاع غزة يتدبر أموره من دون "الغلاف" الجمركي الاقتصادي المشترك، أما بالنسبة للخوف من ان يتحول الفصل الاقتصادي الى فصل سياسي - فهذا الامر سيحدث فقط اذا تحول القطاع الى دولة ارهاب.
جيفري اهارونسون، من المؤسسة الامريكية للسلام في الشرق الاوسط، يقوم باعداد دراسة لوزارة الخارجية الكندية حول آثار عملية فك الارتباط. "من دون سيادة في غزة لا توجد احتمالية لاجراء اصلاحات أمنية، ومن دون اصلاحات ستحدث جولة جديدة مؤكدة من العنف. مثل هذه الجولة ستُبعد الفلسطينيين عن الاستقلال، ومن يعرف متى ستُسنح لهم فرصة اخرى جديدة؟".
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 23/5/2005

عشرات الآلاف سيتوجهون الى نتساريم
بقلم: داني روبنشتاين
محلل خبير للشؤون الفلسطينية

(المضمون: الفلسطينيون يميلون الى تدمير منازل المستوطنين خوفا من ان تتحول الى هدف لانتقام الجماهير الفلسطينية وتُظهرهم بمظهر اللصوص المتوحشين - المصدر).

كلما اقترب موعد الانسحاب الاسرائيلي المزمع من غزة تتزايد أصوات الفلسطينيين الداعية لقيام اسرائيل بتدمير منازل المستوطنات. محمود عباس ايضا يؤيد ذلك. لماذا؟ لماذا لا يريد الفلسطينيون استلام منازل المستوطنين كما هي واستخدامها كما يشاؤون؟.
عدد كبير من الاسرائيليين وعلى رأسهم المستوطنون يؤيدون التدمير، هم يخشون مشاهدة الفلسطينيين وهم يرقصون على أسطح منازل غوش قطيف. "المخربون سيرقصون على أسطح منازلنا"، جاء في احدى صحف المستوطنين. رئيس الحكومة، اريئيل شارون، توقع ان يندفع آلاف الفلسطينيين من كافة أرجاء القطاع الى المنازل حال انسحاب اسرائيل، وأن يبدأوا بأعمال السلب والنهب فيها. أقواله أغاظت الكثيرين في السلطة الفلسطينية فطلبوا من اجهزة الأمن الفلسطينية ان تستعد لذلك والاعلان عن المستوطنات كمنطقة عسكرية مغلقة حتى تحول دون نشر مشاهد السلب والنهب.
المحادثات التي أجريناها مع بعض المواطنين في غزة تشير الى ان الكثيرين يعتقدون بالفعل ان الجماهير الحاشدة ستقتحم المنال فور الانسحاب الاسرائيلي كما توقع شارون. هناك بينهم من سيقوم بنفسه بالتوجه للحصول على الأسلاب والغنائم: أنابيب مياه، بلاط، أسلاك كهربائية. ولكن ليس هذا هو أساس القضية. في غزة يتحدثون عن ان عشرات الآلاف سينقضون على المستوطنات حتى يدمروها عن بِكرة أبيها. أي ان الانقضاض على منازل المستوطنين سيجري من أجل الانتقام وليس من اجل السلب والنهب.
نتساريم في جنوبي مدينة غزة يمكن ان تكون نموذجا يُضرب على ما يحدث. هي موجودة في قلب تجمع سكاني عربي مكتظ بجوار مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم البريج والمغازي وحي الشيخ عجلين وحي الزيتون. في قطاع مداره عدة كيلومترات قليلة حول نتساريم يعيش 200 ألف فلسطيني، وأغلبهم من اللاجئين الذين تحولت نتساريم بالنسبة لهم رمزا لـ 37 عاما من الاحتلال الاسرائيلي. الفلسطينيون فقدوا 300 قتيل منذ الانتفاضة الاولى حول نتساريم أو على الطرق المؤدية اليها، ومن بينهم الطفل محمد الدرة الذي أُطلقت عليه النار وهو بين يدي والده في الايام الاولى من المجابهة الدموية الحالية في تشرين الاول 2000.
في غزة يتوقعون ان تتوجه جموع الناس الى نتساريم بعشرات الآلاف بما فيهم الاطفال الذين بلغوا الثالثة من عمرهم، والشيوخ والنساء. هذه الجماهير الحاشدة ستنقض على منازل المستوطنين وتدمرها تدميرا. "قطعان المستوطنين"، كما تسميهم وسائل الاعلام الفلسطينية في مرات كثيرة، يعتبرون في نظر الفلسطينيين تجسيدا للوحشية والشرور التي يمثلها الاحتلال الاسرائيلي. كل الاحباط والمرارة الناجمة عن ضائقة سكان غزة ستوجه نحو المنازل وما سيتبقى في غوش قطيف من متاع للمستوطنين.
السلطة الفلسطينية تدرك ذلك، وتخشى من عدم القدرة على ايقاف هذه الجموع الحاشدة. العالم كله سيشاهد اعمال الدمار ويتحدث عن الفلسطينيين كلصوص عديمي الثقافة والحضارة. لذلك يفضلون ان تقوم دولة اسرائيل بتدمير كل شيء بنفسها.
من هنا يفضل لاسرائيل من الناحية الدعائية ان تُبقي على هذه المنازل التي يكلف تدميرها بحد ذاته مالا طائلا. ولكن المسألة تتجاوز نظرة الرأي العام الى دولة اسرائيل. حقيقة ان الطرفين يتوقعان اندلاع موجات من الكراهية التي ستعبر عن نفسها من خلال الانقضاض على المستوطنات، تثير أفكارا رديئة وسيئة حول العملية برمتها. فهل يبدو ذلك (فك الارتباط) خطوة على طريق التسوية السلمية في مثل هذه الحالة؟.
التحضيرات للانسحاب الاسرائيلي من غزة تترافق مع أجواء من العداء والكراهية والارتياب المتبادل والعنف. جذر الشر يكمن في كون الانسحاب أحادي الجانب. الانسحاب الاسرائيلي من غزة الذي لا يعرف أحد أية استمرارية سياسية ستتمخض عنه، سيظهر لاحقا كخطوة لا تنطوي على أية مضامين تصالحية أو مهدئة، بل على العكس تماما - رمز للعداء والكراهية، ومصير منازل المستوطنين هو المثال على ذلك.
------------------------------------------------------




يديعوت - مقال - 23/5/2005

ماذا نعمل مع منتخبي حماس

بقلم: بوعز غانور

(المضمون: سيطرة حماس على السلطات المحلية تمنحها الشرعية وعلى اسرائيل أن تشترط التعاون معها بوقف الاعمال الارهابية للحركة او كبديل اعلان ممثليها في هذه السلطات قطع كل صلة لهم بالحركة - المصدر).

على خلفية فوز مرشحين من حركة حماس في الانتخابات للسلطات المحلية في المناطق يطرح السؤال ما هي السياسة التي ينبغي لاسرائيل ان تتبناها حيالهم.
هناك من يدعي أن على اسرائيل أن تغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، كونه لا أهمية في المواضيع البلدية لهوية المنتخب التنظيمية. وبالفعل، عندما يدور الحديث عن مواضيع المياه، المجاري، الارصفة، الخدمات للمواطن، فان الايديولوجيا الاصولية - الاسلامية لا تكون ذات صلة. ولكن السيطرة على السلطات المحلية تمنح حماس سيطرة على مصادر مالية وادارية، وتمنح الحركة شرعية - محلية ودولية. وفوق كل شيء، فان الاعتراف الاسرائيلي بسيطرة حماس على السلطات المحلية سيمهد التربة امام دول عديدة، وعلى رأسها دول اوروبية، لشطب الحركة من قائمة منظمات الارهاب. ومن جهة اخرى، فان القرار بعدم الاعتراف بمنتخبي حماس وعدم التعاون معهم من شأنه أن يؤدي الى الحاق ضرر شديد بالمواطنين الفلسطينيين الذين يحتاجون الى خدمات السلطات المحلية، وفي أعقاب ذلك انتقادا دوليا شديدا.
مسألة النشاط السياسي لحماس تتعلق بمسألة أوسع: مدى الشرعية الممنوحة للنشاط السياسي لمنظمات الارهاب. قبل حماس، طرحت هذه المسألة لدى انتخاب نشطاء حزب الله للبرلمان اللبناني وفي زعم محافل اوروبية بأن حزب الله هو حركة شعبية، سياسية وشرعية.
اسرائيل ملزمة بأن ترسم علامة طريق في هذه المسألة. ولهذا الغرض فان بوسعها أن تستعين بقرار 1566 لمجلس الامن في تشرين الاول 2004، الذي ندد بالارهاب دون صلة بدافع او هوية المنفذ. هذا القرار الذي حدد عمليا بأنه لا توجد اي غاية تبرر أو تمنح الشرعية للارهاب - يمكن توسيعها والقول ايضا بأنه لا يمكن لنشاط شرعي من المنظمة أن يبرر النشاط الارهابي لذات المنظمة. بمعنى آخر: حتى لو كانت اجزاء او نشطاء مختلفين من المنظمة يعملون في مجالات الرفاه، الصدقة، الدين، التعليم او النشاط السياسي الشرعي - فليس في ذلك ما يمنح التسويغ لمنظمة تعنى بتنفيذ الارهاب.
على اساس هذا المبدأ فان على اسرائيل أن ترفض ادارة اي علاقة مع مندوبين منتخبين لحماس الى أن يتحقق أحد السيناريوهات التالية: ان تعلن حماس عن وقف النشاط الارهابي، ان تنزع سلاحها وان تنهي عمليا النشاط الارهابي؛ او ان يعلن المنتخب عن فك ارتباطه لحماس وانه منتخب مستقل. وحتى لو لم يكن هذا الاعلان مجرد ضريبة كلامية، فانه سيمنع الشرعية الدولية التي من شأنها أن تعطى الى المنظمة الارهابية بدونه. أما اذا لم يتم هذان السيناريوهان، فان على اسرائيل أن تنسق نشاطها حيال المجالس الدينية فقط عبر لجنة معينة، او من خلال جهة ثالثة، كالصليب الاحمر.
------------------------------------------------------



















معاريف - مقال - 23/5/2005

المعارضون آخذون في الانفصال
بقلم: غادي طؤوف

(المضمون: لم تعد يهودا والسامرة وغزة تشغل الأكثرية اليهودية إن ما يشغلها الآن هو الحفاظ على أكثرية يهودية داخل حدود اسرائيل - المصدر).

الجو العام حول الانفصال حيوان غريب. ففي جانب حماسة، تُسمع الى حد ما جوفاء، وفي الجانب الثاني نوع من التصميم الغامض، عديم الحماسة، يصل الى حد عدم المبالاة.
الجانب ذو الحماسة، وهم المستوطنون، يُنمون احساسا بالقطيعة وبيوم الدين. قسم من كاتبي هذا الجانب يعملون في صراحة بالروح المعنوية: في اقناع المؤمنين بأنهم الأكثرية - على نحو كامن على الأقل - تزداد قوتهم، ونضالهم ينجح. لان كل هذا يعارض استطلاعات الرأي معارضة واضحة، وهي التي تكشف كل اسبوع عن أكثرية مستقرة تؤيد الانفصال (بعد انخفاض ضئيل، كان هناك ارتفاع مرة اخرى في التأييد)، فان عمل الاقناع الذاتي يُحتاج اليه لتأثيم الاعلام، ولأمل ان تنهض الأكثرية مرة اخرى وتتنبه، وان يموت اللص أو الكلب. عندما يكون الحديث عن كتبة الروح المعنوية، فانه تصعب معرفة هل يؤمنون بكل هذا، وربما من هنا ينشأ النغم الجوفاء.
آخرون يشجعون احساسا أخرويا: في نتساريم سيُحسم مستقبل الاستيطان كله (وهو كما يبدو صحيح في ذاته)، ولهذا لا يجوز على أية حال التخلي. هذه الاقوال لا تهدف فقط الى تعزيز الروح، بل ايضا الى تهديد الأكثرية، بأن حربا بين الاخوة آخذة في النشوء هنا. جزء ايضا من رجال الدين يؤمنون ان مهمتهم الآن ان يبدو متطرفين قدر الامكان، ومخيفين قدر الامكان، وأنه اذا ما فشل النضال (كما سيحدث كما يبدو)، فانهم سيوقفون الخيول في اللحظة الأخيرة ويمنعون فورات العنف. لست أخالهم سيكونون قادرين على فعل ذلك. ففتاوى مشجعي الرفض، ورأي التوراة الذي يفترض ان يغلب رأي الأكثرية، كل تلك سيكون من الصعب بلعها مرة اخرى، بين ظهراني الهوامش الخرقاء في الأساس.
يبرز شيء واحد في غيابه في كل جبال الكتابة تلك: فقلة، اذا ما وجدوا أصلا، ما زالوا يتحدثون بلغة الخلاص القديمة. لا يوجد أمن ايماني من وراء الحماسة، بل تحصن تأليبي. لانه من تحت الأرواح المتحمسة، ومن وراء التجند الفعلي، الذي يُنسي للحظة الحيرة، تختفي أزمة اعتقادية. فدخان الاطارات، وأحاديث الروح المعنوية، والأعلام البرتقالية ربما تستطيع ان تغطي عليه لساعة. لكن في اليوم الذي يتلو الانفصال لن يُحتاج الى حلول سكنية فقط، ولا الى تغييرات في طريق المفدال فقط. سيُحتاج ايضا الى جواب اعتقادي. في الوضع الحالي للنضال، وحجم الضياء الدوري يحدد، كما يبدو بحسب درجة غُلو معارضة المسار، ليس واضحا من أين سيأتي جواب كذلك. لان درجة الوهم ستكون مثل درجة الغُلو ايضا.
من جهة ثانية، يقف جمهور كبير يؤيد الانفصال، لكنه واقع في حيرة ايديولوجية تخصه. انه لا يقيم حماسة تقابل الحماسة الاستيطانية، وكلما ازدادت الحماسة الاستيطانية، فانها تبدو لهذا الجمهور أكثر هذيانا. من رمات غان، ومن كفار سابا، ومن بئر السبع وحتى من القدس. الى جانب مؤيدي الانفصال لا توجد آمال كبيرة، ولا إحساس احتفالي، بالرغم من ان ما يحدث حاسم ومصيري. لا يوجد أي شيء من روح آمال اوسلو المبالغ فيها ينبض بين هذا الجمهور. بدلا من ذلك ما يوجد لدى مؤيدي المسيرة هو اشمئزاز صامت، واحيانا عدم مبالاة بعد الفعل.
انهم لا يتصرفون كمن يُفتح أمامهم مستقبل جديد، بل مثل من يبرأون تدريجيا من حمى طويلة، قضت تقريبا على المشروع الصهيوني. انهم يبدون كمن ينهض من كابوس، يفضلون الآن نسيانه، وهو حلم ان يضموا الى الدولة اليهودية 3.5 مليون من الفلسطينيين. الاجماع الاسرائيلي، الذي مال بحدة كبيرة في بدء ايام اوسلو، لم يمل بحدة في هذه المرة. لقد سال، وتسرب من خلال الصدوع في سور الوسط الحصين، وهو يتجمع رويدا رويدا حول فهم أننا اذا ما استمررنا في السيطرة على بقايا فنتازيا ارض اسرائيل الكاملة فسنجد أنفسنا في دولة ثنائية القومية. ليست هذه روحا عالية، بل نوع من الغضب البراغماتي. ولكن يوجد فيه شيء ما مستقر، وهذا هو معنى استقرار استطلاعات الرأي. لان ما يبدو للمستوطنين تعبا للمركز واليسار من الصهيونية هو العكس كما يبدو. هذا تنبه من ضعف رأي طويل، للغريزة الصهيونية الأكثر أساسية: خوف فقدان الأكثرية اليهودية.
------------------------------------------------------






معاريف - مقال - 23/5/2005

أذربيجان، أيهتم أحد ما؟
بقلم: بن كاسبيت
مراسل الصحيفة للشؤون الحزبية

(المضمون: يُحتاج الى اصلاح شامل في وزارة الخارجية الاسرائيلية والى إلغاء تأثير الساسة في التعيينات في الوزارة - المصدر).

ليس لطيفا، في هذه الايام، ان تكون عاملا في وزارة الخارجية. فمئات الاشخاص الذين يخرجون ويدخلون في المبنى الرخامي الضخم، الذي يطل على المحكمة العليا في القدس، يهاجَمون. تحدث مظلمة غير بسيطة لهم. فالنشرات، والاخفاقات، والتعيينات والفضائح، وتزييف جوازات السفر وعدم الترتيبات - كل ذلك يخلق انطباع ان الخدمة الخارجية الاسرائيلية قد أصبحت غابة معقدة، وحشية مليئة بالهوام.
الواقع مخالف تماما. يوجد في وزارة الخارجية أناس شاذون، ومن الجيد انهم يُكشفون الآن. إن حقيقة ان القنصل في لاهاي، نوري يتسحاكي، قد واصل التقدم، بالرغم مما اتضح مع السنين، تثير قلقا ويجب الفحص عنها. ولكن في الآن نفسه من الواجب اقامة الاشياء في التناسب الصحيح. ففي وزارة الخارجية يعمل مئات الدبلوماسيين الفنيين، المخلصين، ذوي القدرة، الذين يحصلون على إنجازات غير سهلة في المعركة على صورة اسرائيل في العالم وعلى انشاء علاقاتها. كل ذلك يصنعونه في ظروف غير سهلة، حيال دعاية ورأي عام معاديين، في كل مكان، دائما، على مدار الساعة.
باريس، ولندن، وبراغ، ونيويورك ومدريد هي اماكن عمل سهلة تثير الحسد. غير انه مقابل كل مكان كهذا توجد ممثليتان في مواقع مُهملة، لا ترف فيها، ومستوى الحياة فيها منخفض وهي خطرة. في افريقيا، وفي آسيا وفي الجمهوريات الاسلامية للاتحاد السوفييتي السابق، وفي امريكا اللاتينية وفي العالم العربي. وهي اماكن لم يكن أحد منا مستعدا للانتقال اليها، مع العائلة، ومع الاولاد، تحت تهديد دائم، من غير حياة اجتماعية، ومن غير ترف، واصدقاء أو ملذات. مبعوثونا، الذين يخدمون هنا، وهناك وفي كل مكان، يحتاجون الآن الى ضربة على الكتف واعداد من جديد لكبريائهم الحرفية.
ولكن هناك جانب ثانٍ ايضا: يجب تغيير النهج. يجب زعزعة نظام وزارة الخارجية وأن يُقلب رأسا على عقب كل نهج التعيينات في الخدمة العامة. إن خلط أفراد الادارة بالدبلوماسيين قد أفلس. مع كل الاجلال لنسيم بن شتريت، القائم بأعمال المدير العام لوزارة الخارجية الذي نشأ من الميدان، فانهم يجب اعادة الدبلوماسية الى الدبلوماسيين الحرفيين، الذين مروا بتأهيل مناسب. ويجب ايضا إلغاء، التعيينات السياسية في خدمة وزارة الخارجية إلغاء تاما فوريا.
إن تمثيل دولة اسرائيل في عواصم العالم أهم من ان نتركه مهملا لمطامع الساسة. في خلال السنوات كان يمكن حشد حيرات كثيرة، وفضائح غير سهلة، ومقابح كبيرة عن أمور صنائع اشخاص أصبحوا دبلوماسيين بين عشية وضحاها، وأُرسلوا لتمثيلنا وراء البحار. يجب وقف كل ذلك الآن وعلى الفور.
على نحو عام، الخدمة العامة يجب ان تمر باصلاح شامل. يبدأ هذا بمن يسيطر عليها، وهو ممثل خدمة الدولة. نائب الوزير للأمن الداخلي، عضو الكنيست يعقوب أدري، أرسل قبل بضعة ايام رسالة عاجلة الى وزير المالية، طلب فيها تحديد ولاية الممثل، الذي يخدم منذ قرابة عقد. يوجد الكثير جدا من أصحاب المناصب الرفيعة في هذه الدولة من عديمي الولاية المحددة. أرسل أدري رسالة مشابهة الى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، فيما يتعلق بتحديد ولاية القائد العام للشرطة ورئيس هيئة الاركان لاربع سنوات.
لا يمكن ان يكون أناس في مناصب كهذه، في مواقع حاسمة كهذه، لا يعرفون كم من الوقت ستمتد ولايتهم. وزير الأمن الداخلي، جدعون عزرا، أمر المستشار القضائي لوزارته ان يبدأ باعداد قانون مناسب. وهكذا سنُمنع من مشاهدة عدم إطالة ولاية رئيس هيئة الاركان. وهكذا سنوفر ضغط القائد العام للشرطة في السنة الثالثة لولايته. وهكذا لن نحتاج الى التصويت بسبب العلاقات بين ممثل خدمة الدولة والوزراء الكبار، والعلاقات بين المسؤولين الكبار والمسؤولات الكبيرات في وزارته مع اولئك الوزراء، والعلاقة بين قراره إرسال فاحصين خاصين للتحقيقات في عواصم العالم، يخضعون لاحتياجات اولئك الوزراء.
------------------------------------------------------







معاريف - مقال - 23/5/2005

جو يدعو الى الهرب
بقلم: شالوم يروشالمي
مراسل الشؤون الحزبية

(المضمون: كثير من ذوي التخصص ومن أفاضل الاسرائيليين يتركون اسرائيل بسبب الفساد الم
05-23-2005, 04:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #13
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الثلاثاء 24/أيار/2005 العدد 8798


المصدر السياسي
قسم العناوين الثلاثاء 24/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- رئيس دائرة البحوث في الاستخبارات: "ابو مازن يتعامل مع المخربين كأبطال.
- شارون لابو مازن: هيا ننسق فك الارتباط../ شارون: لا يمكن الوثوق بالعرب.
- حق العودة.
- بدل الاخلاء: حي فيلات سيقام في موقع استيطاني غير قانوني.
- الطائرة الجديدة لفارت هايمر هي الاغلى في العالم - 45 مليون دولار.
- بريطانيا تفكر باستئناف علاقاتها مع حماس.
- شارون يلتقي مع محقق معه مركزي في قضية التبرعات.
- امتحانات الثانونية "البجروت" في سجن فك الارتباط.
- حجم المكالمات من بيزك الى الخلوي: نحو 1.5 مليار شيكل في السنة.
معاريف:
- لفنات: اقالة 2.500 معلم فقط.
- تورط لفنات.
- اخفاق في المصداقية.
- 2.000 معلم يمكنهم ان يبتسموا.
- انتقاد حاد على شالوم في الكنيست.
- التنسيق مع الفلسطينيين يبدأ.
- فقط 99 عائلة رفعت مطالبات بالتعويض.
هآرتس:
- لفنات: سنقلص عدد المقالين الى 1.300.
- المعلمون: بدون اتفاق اليوم، سنتوجه الى المحكمة.
- شارون في الولايات المتحدة: "لن تكون مفاوضات على القدس، الكتل الاستيطانية ستبقى الى الابد.
- بنك ليئومي مستعد لدفع 35 مليون شيكل لناجي الكارثة.
- المسؤول عن نقاء التنسيب في العمل توجه الى مزوز؛ عضو لجنة: نصف النماذج مرفوضة.
- انتقاد حاد على شالوم في لجنة الخارجة والامن في موضوع ايالون.
- لجنة الانتخابات في السلطة: لن يكون ممكنا اجراء الانتخابات للبرلمان في الموعد المقرر.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 24/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - المسيرة السلمية - هآرتس - من الوف بن:
شارون في الولايات المتحدة: "لن تكون مفاوضات على القدس، الكتل الاستيطانية ستبقى الى الابد../
نيويورك. "لن تكون مفاوضات مع الفلسطينيين على القدس، والكتل الاستيطانية في ارئيل، معاليه ادوميم وغوش عصيون ستبقى قيد السلطة الاسرائيلية الى أبد الآبدين في تواصل اقليمي"؛ هكذا قال امس رئيس الوزراء اريئيل شارون في لقاء مع مستثمرين في مشروع بوندز في اطار زيارته المكرسة للطائفة اليهودية في الولايات المتحدة. واضاف شارون بأن باقي المسائل في النزاع ستتقرر في المفاوضات على التسوية الدائمة.
وقال شارون ان الحكومة برئاسته لن تقدم أي تنازل وحلول وسط في "عاصمة اسرائيل الموحدة، غير المنقسمة، الى أبد الآبدين". وتحدث عن "حكومات سابقة" وافقت على أن "يحمي جنود فلسطينيون، ورجال أجهزة أمن/ارهاب الاسوار. هذه الازمنة باتت خلفنا، وهذا لن يحصل". واضاف شارون بان ليس لاسرائيل اي خطة لـ "خطوات اقليمية" هامة بعد الانسحاب من قطاع غزة وشمالي السامرة. وقال متطرقا الى تطبيق فك الارتباط: "اننا نعتزم الخروج من قطاع غزة تماما".
واليوم سيقول شارون في خطابه امام مؤتمر اللوبي من اجل اسرائيل (ايباك) في واشنطن ان خطة فك الارتباط ستنفذ في كل الاحوال، وفقا للجدول الزمني المقرر. وسيمتدح شارون في خطابه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) على قراره الاستراتيجي التنديد بالارهاب والعنف. ولكن شارون سيقول ان الطريق الذي اختاره ابو مازن - تحقيق اتفاقات مع منظمات الارهاب - هو طريق مغلوط، سيؤدي الى نتيجة معاكسة، ولن يتمكن من المساعدة في التقدم نحو التسوية في المنطقة. وسيقول رئيس الوزراء ان اسرائيل تعمل على تخفيف الازمة في المناطق والايفاء بوعودها في قمة شرم الشيخ. وأمس، اليوم الثاني لزيارته في نيويورك، واصل شارون لقاءاته مع ممثلي المنظمات اليهودية، وشخصيات رفيعة المستوى في بلدية نيويورك، واصدقاء شخصيين.
وأول أمس حل ضيفا على العشاء، في منزل صديقه الطيب، المليونير اليهودي سام دومب - شاركه فيه رئيس البلدية مايكل بلومبرغ، ورئيس البلدية السابق، إد كوتش. وأمس التقى شارون مع قائد شرطة نيويورك، وفي المساء شارك في العشاء لدى صديقه ايرا ران رت الصناعي اليهودي المقرب من اليمين في اسرائيل. ويبدي شارون راحة ومزاجا رائقا في زيارة يحل فيها ضيفا على جمهور عاطف ولا توجد فيها لقاءات سياسية ضاغطة. ففي لقاء أمس مع المستثمرين في البوندز سُئل شارون في موضوع الادعاء المرتقب من الفلسطينيين في أن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة هو انتصار فلسطيني. فروى شارون قائلا: "بعد حرب الايام الستة طرتشنا باقدامنا في قناة السويس. ووجدنا رسائل مصرية، تحت عنوان "سيناء - أرض النصر". إذن ماذا يحصل لو أنهم قالوا؟ الحقائق هي الامر الهام وليس ما يقولون. عندنا ايضا يقولون امورا لا ينبغي قولها، فماذا في ذلك؟ أهذا يضعف اليهود، أم أننا خسرنا في ميدان المعركة؟
أحد المشاركين سأل رئيس الوزراء لماذا تتحدث وسائل الاعلام الدولية عن "مناطق فلسطينية محتلة" في الوقت الذي هي فيه المستوطنات في قطاع غزة قانونية، حسب كتاب الانتداب البريطاني (الذي تحدث عن استيطان يهودي مكثف في كل البلاد). "الناس" لا يذكرون كيف بدأ الاحتلال"، قال رئيس الوزراء. "في حرب الاستقلال، تحالف من سبع دول عربية اجتاح اسرائيل. فقد اعتقدوا أنهم سينتصرون في غضون اسبوعين، ولهذا فقد اوصوا السكان المحليين - الفلسطينيين الذين عاشوا معنا في حينه - بمغادرة منازلهم لبضعة اسابيع وبعدها يعودون بعد أن ينتصروا في الحرب ليستعيدوا ليس فقط املاكهم، بل وسيحصلون على املاك اليهود الذين سيتبقون على قيد الحياة.
"أذكر، وانا الذي شاركت في الحرب، أن اليهود قرروا الدفاع عن أنفسهم وانتصروا. ولكن كانت هناك مناطق بقيت تحت الاحتلال: الاحتلال الاردني في الضفة الغربية والاحتلال المصري في غزة. هذا هو الاحتلال الحقيقي - احتلال دول عربية فيما نحن نقاتل في سبيل حياتنا".
في كل لقاءاته مع النشطاء اليهود كرر شارون ذات الرسائل: فك الارتباط سينفذ، واسرائيل ستحرص على الا يكون اخلاء تحت النار؛ فك الارتباط جيد لاسرائيل؛ يجب بذل كل جهد للتقدم نحو السلام، ولكن فقط بحذر؛ اسرائيل لا يمكنها أن تثق باي جهة اخرى في أن تحرص على امنها.
بعد خطابه في مؤتمر "ايباك" سيلتقي شارون الزعماء المسيحيين الافنجليين، من مؤيدي اسرائيل ويعود ادراجه الى اسرائيل. مستشاره الخاص دوف فايسغلاس سيصل هذا الصباح الى واشنطن وفي المساء سيلتقي مع وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس ومستشار الامن القومي ستيف هيدلي. وستتركز مباحثاته في زيارة ابو مازن الى واشنطن بعد غد. وستعرض اسرائيل النشاطات التي قامت بها لتعزيز ابو مازن وستطلب من الادارة الامتناع عن بادرات طيبة بعيدة الاثر تجاه الفلسطينيين. وسيقول فايسغلاس للامريكيين ان طرح مواقف مؤيدة للمصالح الفلسطينية سيثقل على شارون عشية تنفيذ فك الارتباط.

يديعوت - من ناحوم برنياع وشمعون شيفر:
شارون لابو مازن: هيا ننسق فك الارتباط../ شارون: لا يمكن الوثوق بالعرب../
رئيس الوزراء اريئيل شارون، يدعو اليوم في واشنطن رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن لتنسيق المواقف مع اسرائيل قبل فك الارتباط. ومن المتوقع أن يلتقي ابو مازن الرئيس بوش بعد غد.
في خطاب أمام مؤتمر اللوبي اليهودي في واشنطن سيعرب شارون عن خيبة أمله من أن كل محاولات تنسيق فك الارتباط مع السلطة الفلسطينية لم تفلح. وسيشدد على تصميمه على تنفيذ فك الارتباط حتى بدون تنسيق وسيدعو الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة الى تأييد خطته.
في مسألة حساسة اخرى في موضوع فك الارتباط - السيطرة في محور فيلادلفيا قال شارون أمس في لقاء مغلق في نيويورك انه خلافا لموقف جهاز الامن في اسرائيل فانه يعتقد بأنه يجب الخروج من المحور. وفي لقاء مع نشطاء البوندز شرح شارون بأن خطته تسعى الى أن تفهم الاسرة الدولية بأن ليس لاسرائيل اي مسؤولية عن قطاع غزة. فطالما تسيطر اسرائيل على معبر الحدود من غزة الى مصر فانها لن تتمكن من اعفاء نفسها من المسؤولية.
وقال شارون ان الاتصالات مع مصر ستستمر في ظل التوجه لمنع تهريب السلاح من مصر الى قطاع غزة والى الضفة عبر المحور. وذكر ان الفلسطينيين هرّبوا مؤخرا الى القطاع صواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز "ستريلا". وفي الحديث أعرب شارون عن شكه في صلاحية الاتفاقات مع اي جهة عربية قائلا: "دون المس بمشاعر العالم العربي، يجب القول ان اتفاقاتهم، تصريحاتهم وخطاباتهم لا تساوي الورق الذي كتبت عليه". واضاف: "من الاكثر امانا التوقيع على اتفاقات مع الرئيس بوش منه مع العالم العربي". وفي أثناء مكوثه في واشنطن لا يعتزم شارون عقد اي لقاء مع اي جهة في الادارة او الكونغرس. وهذه الليلة، حسب التوقيت الاسرائيلي، سيسافر رئيس الوزراء في طريقه عائدا الى البلاد.
(يديعوت)
رئيس دائرة البحوث في الاستخبارات: "ابو مازن يتعامل مع المخربين كأبطال../
"ابو مازن يتعامل مع نشطاء الارهاب كأبطال، ولهذا فهو غير معني باجراء اعتقالات، بنزع سلاح منظمات الارهاب، بمعاقبة المخربين وبوقف تهريب الوسائل القتالية". هكذا قال قبل بضعة ايام رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، العميد يوسي كوبرفاسر، في استعراض مغلق للوضع امام ديبلوماسي امريكي كبير.
وقال كوبرفاسر في الاستعراض انه يوجد اليوم في الساحة الفلسطينية سلطتان واحدة الى جانب الاخرى: سلطة فلسطينية وسلطة ارهابية. وحسب أقواله، فان السلطة الفلسطينية لا تظهر استعدادا للتصدي للمشكلة، والخطوات التي يتخذها ابو مازن هي ظاهرية فقط. وعلل قائلا: "ليس للفلسطينيين مشكلة قدرة، يوجد لهم مشكلة ارادة".
والى ذلك يسافر ابو مازن اليوم في زيارة اولى الى البيت الابيض في منصبه كرئيس فلسطيني. وفي اللقاء مع الرئيس الامريكي سيطلب ابو مازن اطلاق تصريح يضمن ان تكون خطة فك الارتباط جزء من خطة خريطة الطريق. وسيقول ابو مازن للرئيس بوش: "اجرينا اصلاحات أمنية تضمنت توحيد الاجهزة، نفذنا سلسلة من التعديلات على القانون والادارة وأجرينا حملة انتخابات ديمقراطية". وبالمقابل سيطلب من الرئيس الامريكي ضمانات أمريكية لوقف الاستيطان، وقف بناء الجدار في الاراضي الفلسطينية واقرار جدول زمني متفق عليه لاستئناف المفاوضات للتسوية الدائمة.
يديعوت - من ناحوم برنياع:
حق العودة../
"علي أن آتي هنا في احيان قريبة"، قال أمس شارون لبعض من معارفه من نيويورك، ممن جاءوا للاحتفال بعودته الى المدينة.
ثلاث سنوات ونصف السنة لم يزر شارون منهاتن - وهي فترة طويلة جدا، طويلة للغاية، كل رئيس وزراء اسرائيل، ولا سيما لشارون الذي في منتصف الثمانينيات عاش في المدينة لاشهر طويلة وسعيدة، بمناسبة المحاكمة التي ادارها ضد مجلة "تايم".
عشية وصوله الى نيويورك نشرت "تايم" تقريرا رئيسا مداهنا لشارون، تضمن صورة جميلة له في الصفحة الاولى للمجلة. من الصعب على المرء ان يتصور ثأرا أجمل من ذلك.
وكنتيجة لجملة الظروف المصادفة وصل شارون الى الولايات المتحدة عشية زيارة ابو مازن الى البيت الابيض، في أول زيارة له بصفته رئيسا. ويفترض بالادارة ان تعانق ابو مازن والسلطة. اما شارون، بطريقته، فيخرب على الاحتفال.
من جهة، يدعو، في خطاب سيلقيه في واشنطن اليوم، ابو مازن الى تنسيق خطوة فك الارتباط مع اسرائيل. ومن جهة اخرى فانه يقول في كل خطاب علني ان كل اتفاق مع اي جهة عربية لا يساوي الورق الذي كتب عليه. ومن جهة ثالثة يمتنع عن لقاءات سياسية من شأنها ان تخلق الانطباع بتنسيق مسبق. ومن جهة رابعة يبعث بمستشاريه دوف فايسغلاس وشالوم ترجمان، ليوضحا هناك بان ابو مازن لم يفعل حتى اليوم اي شيء حقيقي لتقليص الارهاب. ولهذا فانه لا يستحق شيئا.
تنازل شارون عن لقاء مع الرئيس يجعل رحلته استثنائية. درة التاج لكل زيارة لرئيس وزراء الى الولايات المتحدة، منذ ليفي اشكول، كانت لقاء مع صاحب البيت في البيت الابيض. وكل الباقي، اليهود، الكونغرس، وسائل الاعلام - كان اساسا ذريعة لتعبئة الوقت قبل وبعد اللقاء.
وها هو، شارون بالذات، الذي ركز أكثر من سابقيه على تنمية علاقته مع الرئيس الامريكي، يصل الى واشنطن دون لقاء مع الرئيس. وأكثر من ذلك: فانه يقضي وقته مع يهود أغنياء في نيويورك فيما أن زوجة الرئيس، لورا بوش، تقضي وقتها في القدس.
الهدف الرئيس لشارون كان مؤتمر "ايباك" - اللوبي اليهودي. وعندما زار امريكا قبل شهر شاهد قادة اللوبي وفهم بأن مشاركته في مؤتمرهم مهمة جدا لهم. "ايباك" توجد اليوم في ضائقة، بسبب التورط في قضية الدسيس لاري فرنكلين. والمنظمة بحاجة لكل تشجيع ممكن.
في زيارته قبل شهر اهتم شارون بأن يعرف هل تعتزم الادارة مقاطعة المؤتمر. وبعد أن تبين له أن وزيرة الخارجية كونداليسا رايس تعهدت بالقاء كلمة، أعلن بأنه سيشارك. وهو سيستقبل بحماسة: ليس بسبب خطة فك الارتباط، بل بسبب قضية فرنكلين. وعندما سينهي خطابه سيتوجه الى الرواق ليلتقي زعماء مجموعات اصولية نصرانية. وفي عهد الرئيس بوش، ليس هناك من هم أهم منهم. بعضهم يعارضون كل انسحاب اسرائيلي - سواء لاعتبارات دينية نصرانية أم لانهم متأثرون بالنائب بني الون وغيره من اليمينيين. وسيحاول شارون اقناعهم بأن الانسحاب من غزة جيد للنصارى.
الاستيطان - يديعوت:
بدل الاخلاء: حي فيلات سيقام في موقع استيطاني غير قانوني../
يعتزم المستوطنون اقامة حي فيلات في مكان الموقع الاستيطاني غير القانوني متسبيه يئير في جبل الخليل. وحسب الخطة التي اطلعت عليها "يديعوت احرونوت" فانه ستبنى 45 فيلا على سلسلة تلال ماعون المشرفة على صحراء يهودا.
أحد سكان متسبيه يئير قال ان مدير عام المجلس الاقليمي جبل الخليل توجه لبعض السكان وابلغهم بأن بعضهم سيضطر الى نقل الكرفان الذي يسكنون فيه لاخلاء الارض لبناء الفيلات. ومع ان الموقع الاستيطاني القديم اقيم كمزرعة بيئية وتجري زراعة نباتات نادرة. ويسكن في الموقع ست عائلات تؤيد اقامة المواقع وتوسيعها في ظل السيطرة على اراضي يهودا والسامرة، الا ان بعضهم يعارضون اقامة حي الفيلات الذي سيؤدي الى الهدم التام للمنطقة.
"اقمنا هنا مزرعة ونحن نعيش في انسجام مع الطبيعة ومع الجيران الفلسطينيين. ولا يريدون أن يجعلوا من هذا المكان حي فيلات لاغنياء المنطقة"، قال احد سكان الموقع الذي يعارض الخطة. وقال محفل في الحاضرة امس ان كل عائلة ستحصل على قطعة أرض بمساحة 3 دونم لاقامة بيتها الجديد. "عائلات من سوسيا ضمن لنفسها منذ الان قطع اراضي".
درور اتكس من حركة السلام الان قال ان "هذا دليل على أن كل موقع هو في الواقع مستوطنة جديدة. حكومة اسرائيل تواصل الحديث بصوتين. شارون يعين محامية محترمة لمعالجة مسألة المواقع الاستيطانية ولكن البناء والتخطيط فيها مستمرين".
ومع ذلك نفى أمس رئيس مجلس جبل الخليل الامر مدعيا ان "لكل موقع استيطاني وحي في يهودا والسامرة توجد خطة هيكلية ولكن المسافة بين الخطة والبناء نفسه طويلة ولا توجد اي نية لان تبنى في المكان منازل دائمة في الزمن المنظور وبدون مصادقة اللجان المختلفة".
حماس - يديعوت - من ايتمار آيخنر وروني شكيد:
بريطانيا تفكر باستئناف علاقاتها مع حماس../
طلبت اسرائيل من بريطانيا ايضاحات عن التقارير التي افادت بأنها تعتزم استئناف الاتصالات مع حماس في اعقاب تعزيز مواقعها في الانتخابات البلدية في السلطة الفلسطينية والتقدير بأن حماس ستعزز قوتها كثيرا في الانتخابات للبرلمان في الصيف.
وأكدت محافل بريطانية رفيعة المستوى أنه بالفعل هناك في لندن اعادة تفكير في شكل العمل اللازم حيال مندوبي حماس الذين سينتخبون في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية. ومع ذلك ففي حديث مع وزير الخارجية سيلفان شالوم، وعد أمس نظيره البريطاني جاك سترو الا تغير بريطانيا نهجها تجاه حماس. وأوضح مصدر بريطاني رفيع المستوى "لن نتحدث مع من هو ضالع في الارهاب وفي العنف ومع من لا يقبل بوجود دولة اسرائيل".
جدعون مئير، نائب مدير عام وزارة الخارجية لشؤون الاعلام، قال معقبا ان "كل صلة من حكومة اجنبية مع حماس ولا يهم في اي مستوى، ستساعد فقط المنظمة على مواصلة العمليات الارهابية لتدمير دولة اسرائيل". أما الناطق بلسان حماس في غزة، مشير المصري فادعى امس بان مندوبي حماس بالفعل التقوا مؤخرا مسؤولين بريطانيين وامريكيين أيضا. "تلقينا دعوة من الولايات المتحدة وبريطانيا لاجراء حوار. نحن مستعدون. سنجري حوارا مع كل جهة في العالم، باستثناء اسرائيل".
مصادر في حماس قالت ان نتائج الانتخابات البلدية تثبت أن حماس هي خيار الجمهور الفلسطيني وانهم في الولايات المتحدة وبريطانيا يفهمون بان "حوارهم معنا هو مع ممثلي الشعب، وليس مع منظمة ارهابية". ويذكر أن حماس تندرج في قائمة منظمات الارهاب في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الاوروبي.
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 24/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 24/5/2005
ضمانات لابو مازن
بقلم: أُسرة التحرير

لا يمكن للمرء ألا يعجب للمفارقة التي ترافق زيارة رئيس السلطة الفلسطينية في واشنطن والتي تبدأ يوم الخميس: محمود عباس (ابو مازن) ينجح في عقد لقاء له مع الرئيس الامريكي، ولكن ليس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي. ويدل هذا اكثر من أي شيء آخر على انعدام التطبيع في العلاقات بين حكومة اسرائيل والسلطة وبالذات عندما تفتح نافذة الفرص للتعاون، المستندة الى مصالح مشتركة: تعزيز ابو مازن استعدادا للانتخابات البرلمانية المرتقب اجراؤها بعد نحو شهر ونصف الشهر. ولكن هذه هي المفارقة "الصغيرة". اما المفارقة الكبيرة فهي التقرير الذي يفيد بان الولايات المتحدة تنظر في امكانية اعطاء ضمانات سياسية لابو مازن.
واشنطن، منتجة "خريطة الطريق"، تطالب عن حق السلطة الفلسطينية بمكافحة البنى التحتية للارهاب ونزع اسلحة المنظمات الانعزالية. غير أن هذا المطلب، الهام والمناسب بحد ذاته، لا يمكنه ان يبقى منفصلا عن باقي اجزاء خريطة الطريق. هذه الوثيقة تطالب اسرائيل بالكف عن البناء الاستيطاني وحث بناء دولة فلسطينية مستقلة. وقد وافقت اسرائيل على خريطة الطريق. وبين الحين والاخر تلقى تذكيرا بحيوية تطبيقها، ولكن ليس أكثر بكثير من ذلك. الرئيس بوش تبنى سياسة جديدة تقضي بأنه لن يتجاهل بعد اليوم التطورات في المناطق؛ بمعنى، البناء المكثف للمستوطنات، عندما يصل الطرفان الى ادارة مفاوضات على التسوية الدائمة.
أبو مازن يطلب الان من واشنطن الحصول على خريطة طريق لخريطة الطريق. ضمانات بأن تكون المراحل والخطوات التي اتفق عليها الطرفان سواء في خريطة الطريق أم في قمة شرم الشيخ ليس فقط محترمة كبادرة نية طيبة، بل ان تصبح سياسة ملزمة، يكون للولايات المتحدة دور رئيس فيها. احساس ابو مازن هو أن واشنطن تجر الارجل في كل ما يتعلق باسناد الطرف الفلسطيني.
هذا الاحساس يتعاظم في ضوء الانجازات التي بات بوسع ابو مازن أن يعرضها، والمهم بينها هو وقف اطلاق النار بين الفصائل المسلحة وبين اسرائيل والفرصة في تحويل حماس الى جزء من الساحة السياسية للسلطة. هذه الانجازات لا تزال هشة، وهجمات الارهاب المتكررة على مدن وقرى اسرائيل تشهد على ذلك. ولكن اسرائيل، التي بذاتها لم تنجح في صد الهجمات على قرى ومدن في النقب وفي القطاع وبالتالي قررت الانسحاب من القطاع، تسارع الى ان ترى في هذا الاضطراب دليلا على الفشل التام لابو مازن. من هنا ينبع استنتاج جزء من مصممي السياسة في اسرائيل في أن ابو مازن أيضا ليس شريكا مناسبا وعليه فلا معنى لمحاولة تنسيق الانسحاب من غزة معه وان السلطة ليست جديرة لضمانات سياسية من الولايات المتحدة.
هذا استنتاج متسرع وغير جدير. لاسرائيل مصلحة في أن يكون الانسحاب من غزة منسقا مع السلطة الفلسطينية وان أبو مازن يمكنه أن يقود المسيرة السياسية حتى في ظل جملة الضغوط السياسية التي يتعرض لها. وعليه فانه يتعين على اسرائيل ان يكون لها مصلحة في أن يحصل ابو مازن في واشنطن على ضمانات سياسية، يمكنه ان يعرضها كجزء من حملته الانتخابية للبرلمان الفلسطيني.
-----------------------------------------------------










المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 24/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 24/5/2005
ليس هناك أي شيء جاهز
بقلم: سيفر بلوتسكر

مرت سنة ونصف منذ ان كشف رئيس الوزراء النقاب للمرة الاولى عن خطته لفك الارتباط عن غزة واخلاء كل المستوطنات فيها. هذه الفترة هي حسب كافة الآراء كافية لتوفير كل الاجابات على الاسئلة العملية المترتبة على عملية الانسحاب من أموال وترتيبات ومساكن بديلة وما الى ذلك. ولكن حتى يومنا هذا، حيث بقي لموعد فك الارتباط ثلاثة اشهر فقط، لا توجد اجابات مرضية لكل هذه التساؤلات الملحة. المسألة لا تقف عند حد عدم حسم مصير المباني المتروكة، وانما تتعداها لعدم حسم مصير الناس أنفسهم.
ادارة فك الارتباط تبحث تحت ضوء الشموع عن المستوطنين المستعدين للتوقيع على الاخلاء، ولكنها لا تجد إلا عشرات قلائل فقط. الاغلبية الساحقة من المستوطنين ترفض الاخلاء، والسكن المؤقت الذي سيخصص لمن سيتم اخلاءهم غير جاهز بعد. الكرفانات ليست على الطريق والمباني العامة التي ستقدم الخدمات لهم ليست مستعدة للمهمة. موعد فك الارتباط قد تزحزح من مكانه مرة واحدة، وليس من المستبعد ان يتزحزح مرة اخرى لهذا السبب أو ذاك مثل بدء العام الدراسي، هذا بالرغم من تصريحات شارون المدوية بأن فك الارتباط سينفذ في موعده.
صحيح ان الكنيست قد صادقت على قانون التعويض، ولكن ذلك كان مجانيا لان الحكومة تتجاهل القانون الذي بادرت الى سنه، وتقترح على المستوطنين عروضا غير سليمة وغير قانونية. الحكومة تستخدم حصانتها بلا خجل لخرق الانظمة المرعية وتتسبب في أسبقيات خطرة قد تزعزع سلطة القانون في مجال مشرع اليوم للمحسوبيات والجبروت والفساد.
فشل الحكومة المطبق في الحصول على موافقة مستوطني غزة وشمالي السامرة على اتفاقات التعويض ينبع ايضا من رفض رئيس الحكومة اجراء استفتاء بشأن فك الارتباط. الاستفتاء كان سيدفع المعتدلين من المستوطنين لقبول قرار الشعب. ولكن ما يؤثر على تأجيل العملية هو الاعتبار الاقتصادي البارد: لماذا يوافق المستوطنون على مبلغ التعويض المقترح من الحكومة وهم يرون كيف تزداد المبالغ المعروضة يوما بعد يوم كلما اقترب موعد الاخلاء؟.
في ظل وتيرة التنازلات الحالية ستصل تكلفة فك الارتباط الى عشرة مليارات شاقل، هذا المبلغ الذي كان يعتبر خياليا قبل سنة فقط.
ولكن لماذا نشكو من المستوطنين الذين وقع الاخلاء على رأسهم مثل الصاعقة، في الوقت الذي لم تتمكن فيه الحكومة نفسها من حسم مصير المنازل المتروكة ولا تدرك بعد أي نظام جمركي سيطبق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد الانسحاب، ومن الذي سيسيطر على المعابر الحدودية، ولا تعرف ما هو الرد على امكانية وصول حماس الى سدة الحكم في السلطة الفلسطينية بواسطة الانتخابات الديمقراطية.
ليس هناك أي شيء جاهز بعد مرور عام ونصف على قرار فك الارتباط واقتراب الموعد المحدد في المجال المدني. الجيش وحده هو الجاهز كما يجب. ولكن لا مجال للاستغراب ونحن نعيش في دولة تؤجل فيها المشاريع الوطنية سنوات بعد سنوات وتصرف المليارات من دون حسيب أو رقيب، ومن دون ان يكترث أحد.
المزيج القابل للاشتعال من التسويف السياسي والاهمال البيروقراطي والعجز الحكومي والتعصب الايديولوجي من قلة مستعدة للقيام بكل شيء - هذا المزيج قد يحول فك الارتباط الى أضغاث أحلام تنفيذي وقومي.
------------------------------------------------------












هآرتس - مقال - 24/5/2005

يستحق بعضهم بعضا
بقلم: أمير اورن
مراسل الصحيفة لشؤون الجيش
(المضمون: الأجواء الكئيبة في المستوى القيادي العسكري الاسرائيلي تعود لتصرفات وسياسة شارون وموفاز ويعلون، لذلك هم يستحقون بعضهم بعضا - المصدر).

في الاشهر الأخيرة لمناحيم بيغن قبل زواله الجسدي والعقلي، قام أعوانه في ديوان رئيس الوزراء، وعلى رأسهم سكرتير الحكومة الشاب دان مريدور بالتغطية عليه. الآن ينشط مريدور الجيل الجديد: يسرائيل ميمون. يشاركون في اللقاءات برئاسة اريئيل شارون ويتحدثون بأن ميمون الذي يجلس كرجل طاهر تقي، الى يساره مسؤول في السياق عن هزه اذا ما غفا كعادته في بعض الاحيان. ميمون يُمسك بيده قلما أو أي شيء آخر ويضرب به على الطاولة مرة أو مرتين مثل منوم مغناطيسي في ذروة العرض، فسرعان ما يصحو شارون ويعود للمشاركة في النقاش.
السياسيون الذين يتابعون كبيرهم شارون يلاحظون كل تغير يحدث على وضعه الصحي. أحد وزراء الليكود قال لمساعده: لاحظ كيف أصبح شارون نحيفا فجأة ونقل الساعة فورا من اليد اليسرى الى اليد اليمنى - ربما حدث له شيء. لا - صحح الوزير نفسه. يبدو ان ذلك ليس دقيقا لانه أعاد الساعة الى مكانها.
في الاسبوع الماضي ظهر شارون وهو في ذروة غضبه عندما زار رمال الجنوب، حيث كان يصرخ في المسؤولين عن البناء للمستوطنين الذين سيتم اخلاءهم من غزة، بسبب تباطئهم في العمل. "ابدأوا العمل"، قال شارون لهم خمس - سبع مرات وهو يبحث عبثا عن كلمات جديدة أو ينسى انه قال الكلمات السابقة. شارون أراد التأكيد على ضرورة العمل، ولكن الانطباع الذي فهمه كل من شاهد الصور هو ان البناء لم يبدأ بعد. شارون أراد ان يعبر للناس من خلال هذا المشهد عن القوة والبأس، ولكنه ظهر في مظهر العاجز.
هناك رياح سوداوية كئيبة تهب على كل السلسلة القيادية في البلاد: شاؤول موفاز تلقى صفعة مدوية على وجهه من كبار قادة جهاز الدفاع المتقاعدين الذين لا يخضعون لإمرته، والكثيرون منهم - كما قال أحد قادة الموساد السابقين - تغيبوا لاول مرة عن حفل الاستقبال الذي نظمته وزارة الدفاع بمناسبة يوم الاستقلال، احتجاجا على تصرفات موفاز السيئة مع رئيس هيئة الاركان موشيه يعلون. يعلون ايضا يتحمل، حسب رأيهم، جزءا من المسؤولية عن الأجواء العكرة التي تسود في المؤسسة الأمنية، إلا ان موفاز يتحمل جزءا جديدا من المسؤولية.
هذه الحرب الشمولية التي نشبت في هيئة الاركان لم تظهر صدفة - والتي وصلت في هذا الاسبوع الى ذروتها المؤقتة من خلال توصيات المدعي العام العسكري الرئيس في قضية الجنرالات الثلاثة الذين يشتبه بتورطهم في مخالفات مالية - في عهد يعلون ("الكاذب لا يكون ضابطا") وموفاز. العفن تفشى في ساحة دارهم. استخدام الفريق المتقاعد موفاز لوثيقة مضللة صادرة عن قسم القوى البشرية من اجل تقديم موعد تسريحه من الجيش من اجل فتح الباب أمام نفسه لترشيح نفسه للكنيست - ووجه بصمت يعلون ورئيس قسم القوى البشرية في حينه جيل ريغف. هذا العرض الوهمي الذي قام به موفاز كُبح من خارج الجيش من خلال الصحافة والشكوى للجنة الانتخابية للكنيست ومحكمة العدل العليا.
يعلون وموفاز هما حوذيان مجربان، ولا يمكن القول على أي منهما انه عِجل رقيق. في الاسابيع الأخيرة يوجد موقع على شبكة الانترنت (www.goshra.com) لأنصار يعلون، وليسوا جميعهم من كيبوتسه غروفيت، وهم يدعون هناك الى إقالة موفاز - "يتوجب حشد اعضاء مركز الليكود حتى لا يؤيدوا وزير الدفاع بأي شكل من الاشكال وأن يُبعدوه عن منصب الوزير.. عدم إقالة وزير الدفاع ستلحق ضررا بانتخاب شارون في الانتخابات القادمة". هذا شيء جديد: موقع انترنت غير رسمي لرئيس هيئة الاركان الذي ما زال في الخدمة ضد وزير الدفاع الذي يخدم في الحكومة. رئيس هيئة الاركان لم يطلب من أعوانه أن يقوموا بمهاجمة المستوى السياسي المسؤول عنه. الموقع حظي بنجاح جيد حيث حظي بالمرتبة الثانية المحترمة مثل خيط ممتد يتصل بموقع أنصار شموئيل زكاي الذي عرض تواقيع 3753 مؤيدا فقط لزكاي ضد يعلون.
"لو طُلب مني أن أعبر عن رأيي بيعلون"، قال أحد رجال القانون العسكريين القدامى "لكتبت انه الضابط الذي لا يعيش مع ما يحدث في كتيبته". يعلون هو بذلك شريك ملائم لشارون وموفاز. كلهم، واحدا واحدا، أسهم في أجواء الغموض التي تسود في اسرائيل.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 24/5/2005
يجب أن تكون البطريركية مؤيدة للفلسطينيين
بقلم: يوآف شتيرن
(المضمون: الكنيسة اليونانية الارثوذكسية تمر في أزمة عميقة عنوانها بيع الاراضي لليهود، ولكنها ممتدة الجذور حتى القرن التاسع عشر - المصدر).
العواصف التي تهز البطريركية اليونانية - الارثوذكسية في الاسابيع الأخيرة دفعت الى السطح بتوتر قديم العهد: الطائفة الارثوذكسية العربية في غالبيتها تجد صعوبة في تفهم كيف أودعت المسؤولية عن ادارة شؤونهم بيد الأساقفة اليونان الذين يحتفظون بالسيطرة وينقلونها بين بعضهم البعض جيلا بعد جيل من دون ان يتمكن أبناء الطائفة أنفسهم من قول رأيهم في ذلك. الطائفة تأمل ان يتم تطبيق القانون الاردني أخيرا الذي يقرر تعيين ممثلين عربيين في المجمع المقدس (المجلس الذي يشرف على ادارة الكنيسة) بعد الازمة الأخيرة.
عدم وجود ممثلين عرب في المستويات الادارية العليا للكنيسة تمخض عن فجوة بين الكنيسة ورعيتها. بعض الطوائف المحلية في اسرائيل قررت خوض صراع ضد البطريركية حتى تسجل اراضي المؤسسات المسيحية في التجمعات المختلفة على اسم اللجنة المحلية وليس على اسم البطريركية. الصراع الذي خاضته الطائفة في الناصرة نجح، وقد حظيت بالسيطرة على كنيسة البشارة والاراضي المحيطة بها. أما في الاماكن الاخرى فما زالت الصراعات دائرة في ذروتها، وإن كان قد حدث بعض التفاهم في بعضها مثل يافا.
احدى نتائج الازمة التي طُرح خلالها مطلب إقالة البطريرك ايرينيوس قد تكون تعيين اعضاء عرب للمجمع المقدس. الارشمندريت عطا الله حنا، الممثل العربي الأعلى في الكنيسة، هو مرشح بارز لهذا المنصب. حنا يقطن في داخل الكنيسة في حارة النصارى في البلدة القديمة من القدس، ومكتبه المتواضع يقع، ويا للسخرية، في الموقع الذي اندلعت حوله الازمة التي تهدد وحدة الكنيسة - فندق امبريال المجاور لباب الخليل والذي تم تأجيره لمنظمات يهودية يمينية في صفقة غامضة. "اسرائيل رغبت بالحصول من البطريرك من خلال صفقة بيع على ما لم تحصل عليه من ياسر عرفات في كامب ديفيد"، قال عطا الله حنا في الاسبوع الماضي مؤكدا ان من المحظور على الكنيسة ان تفعل ذلك.
حنا الذي يتبع خطا قوميا - فلسطينيا لا هوادة فيه تعرض للتحقيق مرات عديدة في الشرطة وسُحب جواز سفره منه بعد ان زار سوريا ولبنان. اسرائيل تعتبر تصريحاته تعبيرا عن موقف مناهض لاسرائيل، بينما يقول انه يعبر عن مواقف مؤيدة للفلسطينيين وهو يفتخر بذلك. بسبب معارضة عطا الله حنا الشديدة للبطريرك فهو محسوب على أطراف المعارضة في الكنيسة، وهو يتوقع إقالة ايرينيوس رغم ان العملية قد تستغرق وقتا طويلا.
قضية سبب عدم سعي الطائفة العربية الارثوذكسية لتعزيز مكانتها في الكنيسة اليونانية الارثوذكسية تُصيب عصبا حساسا. الاسئلة التي تطرح اليوم كانت قد ترددت في السابق في مطلع القرن التاسع عشر. "الثقافة لم تكن قد وصلت بعد الى المنطقة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولكن الشبان بدأوا يتخرجون من المعاهد في القرن التاسع عشر، وهنا بدأت ترتفع الاصوات المطالبة بالحقوق في الكنيسة".
عطا الله حنا يدرك جيدا حالة الترقب التي سيستقبلون فيها في اليونان تصريحات كبار القادة العرب في الكنيسة، ولذلك يحاول هو تجنب الخوض في ذلك. "أنا لا أعارض أن يكون البطريرك يونانيا شريطة ان يكون مستقيما وصادقا ومؤمنا وان يحافظ على الكنيسة وان يتضامن مع الشعب الفلسطيني".
التضامن مع الفلسطينيين يشمل، حسب رأي حنا، عدم تأجير وبيع الاراضي لاسرائيل أو لمنظمات يهودية تنشط في شرقي القدس. "هذه مدينة محتلة يتوجب الحفاظ عليها، وبامكاننا ان نُحسن وضع عقاراتنا وليس ان نبيعها". الأساقفة اليونان يولون أهمية أقل للجانب السياسي من القضية على ما يبدو.
الانظمة المتبعة في الكنيسة تضمن ان يكون البطريرك يونانيا حيث يكون واحدا من ثلاثة مرشحين يونان. في السابق كان بطريرك القدس يقضي وقتا طويلا في باحة البطريرك كونستيتنوبل، ومنذ بداية القرن الثامن عشر تبدل كل الأساقفة العرب وحل محلهم أساقفة يونان.
اليونانيون وجدوا تفسيرات تاريخية للظاهرة مدعين ان الكثيرين من أبناء الرعية هم يونان انصهروا في المجتمع عبر السنين. هذا الادعاء مردود بطبيعة الحال من قبل الرعية العرب.
الخلاف بين العرب واليونان ظهر في أواخر القرن الثامن عشر، حيث كان الناس يهتمون بالتضامن الديني لدى القادة أكثر من اهتمامهم بعرقهم. ولكن مع حلول القرن التاسع عشر بدأت السياحة الدينية خاصة من روسيا تُدر الأرباح، فأخذت الكنيست تشتري العقارات في الاردن واسرائيل والسلطة (اليوم). في عام 1845 عاد البطريرك الى القدس وتموقع فيها.
الرعية العربية شعرت بالاحباط من استبعادها، وأصبح الكثير من أبنائها قادة قوميين مركزيين في حركة النهضة العربية القومية والشيوعية والعلمانية. الآن توجد أزمة قوية بين الرعية العربية الارثوذكسية وقيادة الكنيسة برئاسة ايرينيوس المتهم بتأجير العقارات لليهود.
------------------------------------------------------


يديعوت - مقال - 24/5/2005
مصادر أمنية تُبلغ
بقلم: تانيا راينهارت
كاتبة يسارية

(المضمون: الاعلام وخاصة الاعلام الخاص بالجيش الاسرائيلي يشوه الحقائق عمداً ولهذا فمن أراد معرفة الصورة الحقيقية فان عليه ان يلجأ الى صحف كـ "الغارديان" أو قناة "الجزيرة" - المصدر).

في الستينيات سادت الفُكاهات عن "صوت الجمهورية العربية المتحدة من القاهرة"، الذي بث بعبرانية ركيكة أنباء كتبها ناطقو السلطة المصرية. لقد عظّم تهافتها الثقة بناطق الجيش الاسرائيلي، في أعيننا. اليوم لسنا نبعد جدا بأنفسنا عن صوت الجمهورية العربية المتحدة، بعبرانية جيشية فصيحة.
في التاسع من أيار سمعنا أن قد ندّت قذيفة من الجيش الاسرائيلي في ارض لبنان. رد حزب الله بصاروخ كاتيوشا ندّ دقيقا نحو المنطقة الصناعية في شلومي، الخالية من البشر عشية يوم الاستقلال. عند انقضاء نفس الاسبوع أعلن الجيش الاسرائيلي عن انه اضطر الى اطلاق النار على رعاة لبنانيين. زعم حزب الله ان اطلاق النار قد وُجه الى بيوت في قرية شوبا ورد باطلاق النار بلا مصابين. رد الجيش الاسرائيلي بالدبابات وبالطائرات وأعلن عن انه دمر أربعة مواقع، مع مصابين لحزب الله. بينت "مصادر أمنية"، ان حزب الله يحاول جر اسرائيل الى مواجهة، بل لقد زودتنا بالتحليل: فحزب الله يحاول تحسين مكانته في الانتخابات القريبة في لبنان. واسرائيل، من جانبها، كما طمأنونا، تحاول جهدها ان لا تنجر نحو تصعيد. طبعت الصحف وأعاد المحللون هذه القصة. بعد اسبوع فقط اتضح في تقرير اليكس فيشمان في "ملحق السبت"، انهم قد قرروا "في اسرائيل بالفعل… الفحص الى أي حد سيكون حزب الله مستعدا ان يوصل اللهب في هذه المرة". لهذا، فان موقعين من المواقع التي دُمرت كانا خارج قطاع مزارع شبعا، التي جرى الاتفاق على انه يجوز للطرفين العمل فيها. لكن "حزب الله لم يبتلع الطُعم"، واكتفى باطلاق نار رمزي. لم يتخل الجيش الاسرائيلي: في نهاية الاسبوع الأخير اضطر مرة اخرى الى اطلاق النار على الرعاة المجاهيل وان يعمل في لبنان، ومرة اخرى أبلغ الاعلام عن صيغة الجيش الاسرائيلي. لم يفكر أحد أكانت اسرائيل هي التي تحاول تسخين الشمال، وربما يكون ذلك قصدا الى تعويق حزب الله في الانتخابات اللبنانية.
في يوم الاربعاء الماضي بدأت هجمات بالقذائف الارضية على غوش قطيف.
"المصادر الأمنية" والاعلام في إثرها أوضحا، ان تلك محاولة من حماس لتحسين مكانتها استعدادا للانتخابات الفلسطينية. لكن الجيش الاسرائيلي من جانبه يحاول جهده الحفاظ على التهدئة. لقد بدى طبيعيا تماما للمحللين ان حماس، مثل حزب الله، تؤمن ان الطريق الى ترسيخ مكانتها المتعززة في الانتخابات القريبة هي في انشاء مواجهة عسكرية مع اسرائيل وان تثير عليها غضب شعبها وغضب الولايات المتحدة والعالم. لم يجهد المحللون في التطرق الى البيان الذي قدمته حماس نفسها. في "الغارديان" البريطانية مثلا، تزعم حماس ان هذا رد على أن اسرائيل تنقض نقضا دائما اتفاقات شرم الشيخ. إن ما هيج الثوران الحالي هو حدث، يرونه اغتيالا من الجيش الاسرائيلي لنشيط في حماس في رفح في فجر يوم الاربعاء، وهو حدث تُنكره اسرائيل وتزعم انه كان "حادثة عمل". حتى لو لم يكن الاعلام قادرا على الحسم بين الصيغ عن حدث معين، فما زالت حقيقة ان تفاهمات شرم الشيخ قد تقرر فيها ان اسرائيل ستوقف اعمالها العسكرية الموجهة الى الفلسطينيين في كل مكان. لم يُحقَق ذلك. والجيش الاسرائيلي مستمر في الاعتقال، وفي الاغتيال، وفي الدخول الى القرى وفي قتل الاولاد ايضا.
المستوى السياسي فوق الجيش - رئيس الحكومة - يهتم من جانبه بأن يكون الشيء الوحيد الذي ننشغل به هو الانفصال. في يوم الثلاثاء الماضي أظهرت أخبار التلفاز شارون يجول في منطقة نتسانيم، يوبخ المسؤولين عن التجهيزات للاخلاء ويستحثهم الى العمل بغير انتظار للمال أو للرخص. في نهاية الاسبوع فقط أُبلغ على نحو عرضي في زاوية ناحوم برنياع وشمعون شيفر، انه "لم يُستدع صحفيون للجولة. وبدلا منهم صاحب الجولة فريق توثيق من مكتب الصحافة الحكومية… لم يكن التوبيخ سوى عرض أمام عدسات التصوير". الانفصال، كما تعلمون، أُجل من تموز الى الخامس عشر من آب. عندما حُدد التاريخ السابق جرى الحديث عن انه يجب إنهاؤه قبل بدء أيلول، حين يجب على أولاد غوش قطيف ان يبدأوا دراستهم. من المعقول ان هناك من بدأوا يفكرون هل سيجري الانفصال. جاء رئيس الحكومة وأصدر من أجلهم فليما دعائيا يعزز اعتقادهم، وقد بدى لهم أجمعين ان التلفاز سيبثه مثل الأخبار.
كما هو الامر مع "صوت الجمهورية العربية المتحدة من القاهرة" - تقول السلطة، ويكتب الاعلام ويبث ويعيد المحللون. إن من كان يُصر مع كل ذلك على معرفة ما يحدث، فانه يجب عليه ان يفحص في كل يوم في "الجزيرة" و"الغارديان" ايضا.
------------------------------------------------------




يديعوت - مقال - 24/5/2005

يجب تنقية الاسطبلات
بقلم: آريه الداد
عضو كنيست في الاتحاد الوطني

(المضمون: تستطيع المعارضة والاحزاب التي تدعي نقاء اليد ان تُسقط الحكومة الآن وإلا فانها تشاركها أوزارها والاستمتاع بثمرات الفساد - المصدر).

في كل عام ينشر مراقب الدولة مجلدا سميكا مليئا بالمظالم، وبالفساد، وبادارة غير سوية ورشوة ظاهرة. ربما لأن المراقب ينبح في كل عام وتسير القافلة فان الجمهور لا يتأثر حقا بالكشف المؤسس للفساد. يعلو اعضاء كنيست منصة الكنيست بكامل هيئتها أو يخطبون في اللجان، ويكشفون عن فساد الادارة ويعيبونه - لكن الجمهور لا يميل الى تصديق الساسة، أو انه يتهمهم بأن أيديهم غير نظيفة ايضا، وان كل قصدهم الى إسقاط الحكومة والى وراثة مواقف القوة، لكي يستطيعوا هم ايضا ان يحصلوا على قطعة من الكعكة العامة. وسواء كان الامر كذلك أو كذلك - فان الخيول تُعين شيوخا، والحمير تُعين مديرين وصورة واحدة - مع مادونا - تساوي ألف كلمة.
لقد أوضحنا ألف مرة ان "عمق الاقتلاع كعمق التحقيق"، وان شارون قد أخذ بخطة الانفصال لان ذلك كان مخرجا من الملفات الجنائية التي كانت له بالمرصاد. ربما يصدقوننا اليوم، ولكن حتى لو صدقوا فهل سيقومون بفعل شيء؟ توجد جمهرة من الاسباب، وأكثر منها من التعليلات لماذا لا يُفعل شيء. هل سيكون أبدال الفاسدين الحاليين أفضل منهم؟ ويوجد انفصال فهل نسينا؟ الفساد معنا منذ وقت طويل - لماذا نُخلخل السفينة الآن بالذات، في حين يبدو أنها تُبحر نحو منطقة أحلامنا، ألا وهي اقتلاع المستوطنات؟.
توجد احزاب في اسرائيل نقشت نقاء الأيدي على راياتها. وتوجد احزاب أقسمت على عدم التسليم أبدا للفساد. وتوجد احزاب عابت خطايا السلطة - الى ان انضمت الى الحكومة. الانفصال هو ورقة تينهم. انهم لن يُسقطوا الحكومة الفاسدة لكي لا يعوقوا ما يسمونه "مسيرة تاريخية".
هل يوجد احتمال ان تقوم وتنظف الاسطبلات؟ اذا ما شعروا فقط ان جمهور ناخبيهم لن يغفر لهم. اذا ما عرف القادة الذين لا يُحصون من حزب العمل ان ناخبيهم سيعاقبونهم اذا ما واصلوا كونهم جزءا من السلطة. سيستطيع مندوبي ميرتس - ياحد مواصلة نقد الحكومة والتصويت معها في اقتراعات حجب الثقة ما لم يقل لهم ناخبوهم: الى هنا. حزب نقاء الأيدي شينوي ايضا لن يستطيع ان يقول لمصوتيه باستقامة انه فعل كل شيء لإسقاط الحكومة الفاسدة وهو يمد شبكة أمن للحكومة في جزء من الاقتراعات. لقد كشفت السلطة الفاسدة عن الطريقة الرومانية القديمة من جديد: "فرق تسد"، وهي تبقى لانه في كل اقتراعات حجب الثقة تكون على يقين بأن جزءا من المعارضة سيؤيدها دائما.
لا يمكن ان يكون بعد تعليل لشخص من اعضاء الكنيست يرفع صوته عاليا ضد الفساد. يمكن في هذا الاسبوع إسقاط الحكومة. واذا لم يفعلوا ذلك فتلك اشارة الى انهم لا يعارضون هذا الفساد حقا. انهم يستمتعون بثماره الجذابة. لم يكن الامر قط سهلا كسهولة رفع اليد ووضع حد للتدهور الاخلاقي والقانوني العام. إن من لا يفعل ذلك اليوم فسيفقد حقه في المطالبة بادارة سوّية وبنقاء القيم الى الأبد.
------------------------------------------------------
















يديعوت - مقال - 24/5/2005

لا اصلاح ولا ثورة
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

(المضمون: القوانين الضريبية الجديدة التي يتبجح بها المسؤولون الكبار في وزارة المالية ليست ثورة حقيقية ولن يكون لها تأثير كبير في النمو الاقتصادي في العامين القريبين - المصدر).

في كانون الثاني 2002 عين وزير المالية آنذاك، سلفان شالوم، لجنة للاصلاح في ضريبة الدخل وعين مدقق الحسابات يئير رابينوفيتش ليرأسها. قدمت اللجنة توصياتها في حزيران، وفي تموز أُمضيت في الكنيست وأصبحت قانون دولة. كان ذلك اصلاحا أهلا لاسمه: كبيرا، وشاملا، وأساسيا. فُرضت الضريبة على الأرباح المالية من الأوراق المالية، والأسهم وسندات الدين على حد سواء. وفُرضت ضريبة ايضا على الايرادات من الفائدة. غُيرت الطريقة التي يجبون بها ضريبة الدخل من نشاط عمالي في الخارج، وأُنقصت نسبة الضريبة الهامشية المرتفعة الى 49 في المائة، ووسعت رتب الضريبة وتمت خطوات حسنت كثيرا من صورة نظام ضريبة الدخل في اسرائيل.
ولكن مثل كل ثورة، لم تكن تلك ايضا كاملة. التمييز الذي تشتمل عليه بين ضريبة الأرباح المالية والفائدة "الحقيقية" (المفروضة على الأرباح مع حسم التضخم) بنسبة 15 في المائة وبين الضريبة "الاسمية" (المفروضة على كل الربح) بنسبة 10 في المائة لم يثبت عندما انخفض التضخم الى الصفر، أو كان حتى سلبيا. اليوم يدفع الجميع 10 في المائة لأن "الاسمية" تساوي "الحقيقية". ضرائب المال المنفردة على الايرادات من مصادر مختلفة فتحت الباب للتهربات، كما حذر منذ البداية نُقاد الاصلاح. هذا واشياء اخرى. التسهيلات في ضريبة الدخل، التي كان يفترض ان تدخل حيز الفعل في نهاية هذه السنة قُدمت، ونتيجة لذلك وللرغبة في الاحسان الى الحاصلين على الأجرة الدنيا جرى المس بالذات بأصحاب الايرادات ما بين 7 آلاف الى 10 آلاف شاقل في الشهر. هذا المس كُشف قبل عدة اشهر ووعدت المالية باصلاحه، لكنه جر رجليه.
في ظرف هذه الازمات نشأت حاجة لتنفيذ "اجراء اصلاحي في مجال الضرائب"، كما يسمي ذلك مسؤولون كبار في المالية - من أقصى التحسينات من النوع الذي يتم في العالم كله مع تقديم لميزانية سنوية. أصبح اجراءا تقويميا ولم يعد خطة اقتصادية جديدة ولا ثورة. غير انه يوجد من تشتعل نار الثورة الاقتصادية في عظامه. وليس القصد الى وزير المالية نتنياهو فقط، بل لأفراد آخرين ممن حوله، وهكذا اندفع نحو الوعي الاعلامي "الاصلاح" الجديد للضرائب، الذي لم يكن ولم يُخلق. لا يوجد حيوان كذلك. توجد لعبة علاقات عامة.
يحسن بنا ان نذكر ما قيل انه سيكون "اصلاحا"، وليس بذاك: ليس فيه "ضريبة دخل سلبية". ليس فيه اعتراف بالفائدة وبحواضن الاولاد كنفقة لضرورات الضريبة. وليس فيه خفض فوري لضريبة الشركات: فهذا سيجري على نحو تدريجي. وليس فيه ايضا خفض قريب لنسب الضريبة الهامشية، فيما عدا تسوية التشويه المذكور أعلاه. وليس فيه واجب الابلاغ العام لضريبة الدخل. وليس فيه تغيير جوهري في بنية نظام الضرائب.
ماذا يوجد فيه؟ عدد من المقاصد الحسنة. حسن القصد الى ان تُختبر من جديد الضرائب على الأرباح المالية، وتوحيدها، وسد الخروق التي تُمكن من لعب تهرب ورفع نسبة الضريبة الى 18
05-24-2005, 02:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #14
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية




الأربعاء 25/أيار/2005 العدد 8799


المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 25/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- مناورة ليمور لفنات.
- مناورة غير تربوية.
- في اثناء الاخلاء: مسموح اطلاق النار على متظاهرين فلسطينيين أيضا.
- حزب السجناء الأمنيين.
- في الطريق الى الاضراب: المعلمون يرفضون اقتراح لفنات.
- نشطاء يمين يتجسسون على مزرعة هشكميم.
- حراسة المزرعة تكلف 8 مليار شيكل في السنة.
- اللوبي اليهودي يتبنى شارون.
- الجرافات صعدت الى نيتسانيم.
معاريف:
- المعلمون: يرفضون اقتراح لفنات.
- اعتقال يمينيين للاشتباه بجمع المعلومات الاستخبارية عن مزرعة هشكميم.
- في يوم هرتسل بالكاد ربع اعضاء الكنيست فقط حضروا مراسيم الذكرى.
- على شفا الانفجار.
- ابو مازن: لا مبرر للتفاؤل.
- شارون: "سنعطي ابو مازن كل ما هو ممكن".
- الشرطة: 9 الاف شخص طلبوا المشاركة في الاخلاء.
هآرتس:
- أبو مازن سيطلب من بوش منع توسيع المستوطنات.
- شارون في ايباك: سنساعد أبو مازن قدر الامكان ولكن ليس على حساب أمننا.
- المعلمون يرفضون اقتراح حل الوسط من وزارة التربية والتعليم: لم نحصل على شيء.
- تقرير: 80 في المائة من المشاركة في خطة فيسكنسون في الولايات المتحدة لم يخرجوا من دائرة الفقر.
- مبارك ضد المعارضة: كم سيصوتون لتغيير طريقة الانتخابات.
- معركة جبهوية بين مبارك والمعارضة.
- سفير سوريا في واشنطن: دمشق أوقفت تعاونها الامني مع الولايات المتحدة.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 25/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية/اسرائيل - هآرتس - من ارنون ريغيولر والوف بن:
أبو مازن سيطلب من بوش منع توسيع المستوطنات../
سافر محمود عباس أبو مازن أمس في زيارة اولى الى الولايات المتحدة منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطيني في كانون الثاني. وأفادت مصادر فلسطينية أمس بأن السلطة لا تتوقع انجازات سياسية هامة في اللقاء بين أبو مازن والرئيس الامريكي جورج بوش والذي سينعقد يوم غد. وحسب هذه المصادر فان الزيارة ستتركز على محاولة الضمانة بأن يكون الانسحاب الاسرائيلي من غزة في اطار خطة فك الارتباط لا يترافق مع توسيع المستوطنات وكذا على مواضيع تتعلق بالمساعدات الاقتصادية للسلطة.
وكان الفلسطينيون يأملون في البداية ان تحقق الزيارة رسالة امريكية علنية بشأن استمرار المسيرة السياسية بعد فك الارتباط، إلا ان السلطة حاولت أمس بالذات تخفيض سقف التوقعات من الزيارة. وبزعم محافل فلسطينية فان السلطة تتوقع من الادارة ان تضغط على اسرائيل لحث تنسيق فك الارتباط - ولا سيما في كل ما يتعلق بشأن نقل السيطرة في المستوطنات الى قوات الأمن الفلسطينية وكذا بالنسبة لضمان الهدوء في القطاع على مدى ايام الاخلاء.
وصرح وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث أمس قائلا: "سنحاول الحصول على ضمانات أمريكية على ألا يكون الانسحاب من غزة ومن شمالي السامرة نهاية الأمر، ولكننا نقدر بان الامريكيين لن يتخذوا أي خطوة هامة قبل انتهاء الانسحاب من غزة". وحسب المصادر الفلسطينية فان الرسالة التي تلقتها السلطة هي أن الادارة لا تعتزم حتى استكمال الانسحاب من غزة طرح مسألة التسوية الدائمة، كما يطالب أبو مازن، وأنها لن تثقل على حكومة اسرائيل بمطالب اضافية في اثناء الاخلاء.
هآرتس - من الوف بن ونتان غوتمان:
شارون في ايباك: سنساعد أبو مازن قدر الامكان ولكن ليس على حساب أمننا../
واشنطن. في خطابه أمام مؤتمر اللوبي المؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة "ايباك" قال أمس رئيس الوزراء اريئيل شارون: "سنبذل قصارى جهدنا بالتعاون مع القيادة الفلسطينية الجديدة، وسنتخذ الخطوات اللازمة لمساعدة الرئيس محمود عباس. نحن مستعدون لمساعدته قدر الامكان، ولكن ليس على حساب أمننا". وأعلن شارون بأنه سيطرح يوم الاحد القريب القادم على الحكومة المصادقة على الافراج عن 400 سجين فلسطيني اضافة الى 500 سجين افرج عنهم بعد قمة شرم الشيخ في شباط هذا العام. وأثنى
شارون على عباس "لقراره الاستراتيجي التنديد بالعنف والارهاب"، ولكنه قال ان "تصريحاته يجب أن تكون مترجمة الى أفعال على الارض، وحتى الان لم تتوقف اعمال الارهاب وتستمر اعمال تهريب وانتاج السلاح". وكرر موقفه في أن التقدم لتطبيق خريطة الطريق لن يتم الا بعد تفكيك منظمات الارهاب محذرا من أن "مصالحة الارهابيين ودمجهم في الساحة السياسية سيعززهم فقط، وهذه الاعمال ستشوش التقدم الحيوي لخريطة الطريق". ودعا القيادة الفلسطينية الى تنسيق فك الارتباط مع السلطة.
ويصل عباس الى واشنطن غدا للقاء الرئيس جورج بوش، وتصريحات شارون جاءت على خلفية الضغط الامريكي لان تساعده اسرائيل. المستشار الخاص لشارون دوف فايسغلاس كان يفترض أن يلتقي هذه الليلة مع وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس وان يطرح عليها مواقف اسرائيل قبل زيارة عباس. واسرائيل معنية بان تمتنع الادارة عن بادرات طيبة سياسية بعيدة المدى، تثير الانتقاد السياسي على شارون في هذه اللحظة الحساسة قبل تنفيذ فك الارتباط.
وسعت الادارة الامريكية الى تنظيم لقاء بين شارون ورايس أمس ولكن "الامر لم يتوفر"، على حد تعبير رئيس الوزراء للمراسلين. فشارون لم يرغب في عقد لقاءات سياسية في زيارة كرسها للطائفة اليهودية. ويبدو أنه سعى الى الامتناع عن التعرض الى الضغوط لمساعدة عباس. والتقى شارون أول امس في نيويورك مع رجل الاعمال ونشيط السلام اليهودي داني ابرامز المقرب من القيادة الفلسطينية. وكان ابرامز بادر لتنظيم لقاء بين عباس والقيادات اليهودية في واشنطن.
وحظي شارون أمس باستقبال حماسي من آلاف المشاركين في مؤتمر "ايباك". ووقفت المنظمة خلف خطة فك الارتباط وهي تسميها في بياناتها بانها "خطوة ترمي الى السلام الاقليمي". وكان شارون في البداية مرتبكا من الانفعال، ولكنه سرعان ما انتعش وأظهر مزاجا رائقا وارتجل زيادات على خطابه المكتوب. "مزرعة بوش في تكساس جميلة جدا"، قال شارون، "استمتعت كثيرا هناك وكفلاح بنفسي، اكتشفت أن لرئيس وزراء دولة صغيرة ابقارا أكثر مما لرئيس الدولة العظمى الاكبر في العالم".
وعندما وصل الى مقطع في الخطاب عن فضائل فك الارتباط، نهضت امرأة من الجمهور وبدأت تهتف: "أنا أسكن في غوش قطيف". وقد أغرقها الجمهور بصفير التحقير وسارع حارسان الى اخراجها من القاعة. وخارج قاعة المؤتمرات، تظاهر بضع عشرات من معارضي فك الارتباط.
وقال شارون: "بفضل فك الارتباط يمكننا أن نضمن الا يكون دخول للاجئين فلسطينيين الى اسرائيل. وفضلا عن ذلك، فان المراكز السكانية الاسرائيلية الكبرى في يهودا والسامرة ستبقى جزء لا يتجزأ من اسرائيل، وستكون مع تواصل اقليمي باسرائيل". وتحدث عن التحديات الكبرى التي طرحها فك الارتباط على اسرائيل وعليه شخصيا: "في حث الخطة دفعت ثمنا سياسيا باهظا. والفترة القريبة القادمة لن تكون سهلة ولكني اؤمن بالمجتمع الاسرائيلي وبقدرته على التغلب عليها بنجاح. انا على قناعة بانه مع تصميم الجمهور في اسرائيل سنخرج من هذه التجربة اقوياء وموحدين".
مندوبان دبلوماسيان من ليبيا في الولايات المتحدة شاركا أمس، لاول مرة، في حدث للوبي المؤيد لاسرائيل "ايباك". وكان الرجلان جزء من مجموعة عشرات الدبلوماسيين الذين وصلوا الى الاستقبال الاحتفالي التقليدي الذي ينظمه اللوبي في مؤتمره السنوي. ويعد الاحتفال استعراضا مركزيا لقوة اللوبي. وأول أمس شارك فيه أكثر من نصف اعضاء مجلس الشيوخ وأكثر من نصف أعضاء مجلس النواب، الى جانب عشرات المرشحين في الانتخابات، مندوبي الادارة واعضاء السلك الدبلوماسي. وبرز بين الحضور اربعة زعماء مجلس النواب، الذين القوا كلمات في المناسبة. وخلافا للسنوات السابقة، فقد افتتح الاحتفال بالنشيد الامريكي فقط. أما في الماضي فقد كان يترافق هذا مع نشيد هتكفا الاسرائيلي. وشهد المشاركون على أن غياب هتكفا أثر فيهم وقيل لهم ان هذه لم تكن سياسة المنظمين.
يديعوت - من روني شكيد:
أبو مازن: "قمنا بدورنا - هيا نتقدم"../
سافر أبو مازن أمس في زيارة تاريخية الى الولايات المتحدة كزعيم السلطة الفلسطينية. ومن المتوقع أن يلتقي غدا الرئيس جورج بوش، وفي اثناء الايام الثلاثة لزيارته سيلتقي أيضا برجال وزارة الخارجية الامريكية، اعضاء كونغرس وممثلي اللوبي العربي في واشنطن.
وتوجه ابو مازن امس الى الاردن وبعد لقائه مع الملك عبدالله واصل نحو الولايات المتحدة. وهو سيحاول ان ينتزع من بوش ومن وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس تصريحا في أن خطة فك الارتباط ستكون جزء من خريطة الطريق. ومن المتوقع أن يعلن بأن السلطة الفلسطينية أوفت بتعهداتها وسيطالب بالمقابل ضمانات أمريكية لوقف الاستيطان، وقف بناء الجدار في الاراضي الفلسطينية، المساعدة الاقتصادية وتحديد جدول زمني متفق عليه لاستئناف المفاوضات على التسوية الدائمة.
وقبل وقت قصير من لقاء ابو مازن مع كونداليسا رايس، سيتحدث معها مستشارا رئيس الوزراء دوف فايسغلاس وشالوم ترجمان في محاولة لعرض ابو مازن كزعيم لا يكافح الارهاب بما فيه الكفاية.
زيارة ابو مازن تأتي في فترة درك أسفل للعلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في كل ما يتعلق بتنسيق فك الارتباط.
والتقى أمس وزير الدفاع شاؤول موفاز مع وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف. وقال موفاز في ختام اللقاء ان يوسف عرض عليه خطة أجهزة الامن الفلسطينية لتنسيق فك الارتباط. وحسب موفاز، فان الخطة كانت سطحية وانه اعادها الى يوسف مطالبا بتغييرها.
وبالمقابل علم من مكتب يوسف انه لم يقدم لموفاز اي خطة أمنية على الاطلاق. وقال مقربو يوسف: "تحدثنا فقط عن المبادىء". وحسب هذه المصادر فان الخطة الامنية رفعت الى المندوب الامريكي وليم وورد والى المندوبين الاوروبيين وفقط بعد أن يتفق حول التنسيق مع اسرائيل سيتم بلورة خطة ملائمة. وقال الفلسطينيون في اللقاء ان موفاز رد الطلب بنقل مزيد من المدن الى السلطة، الافراج عن السجناء، رفع الحواجز والسماح بعودة المطرودين، كما اتفق في تفاهمات شرم الشيخ.
وشدد الفلسطينيون على ان اللقاء الذي عقد بناء على طلب موفاز تم في أجواء متوترة وان وزير الدفاع تأخر عن اللقاء نصف ساعة. وقال الفلسطينيون ان "موفاز ابلغنا بأنه لا يريد أن يسمع شيئا الى أن يسلم المطلوبون أسلحتهم ويوقعوا على نموذج التعهد بعدم الانشغال بالارهاب".
وحسب هذه المصادر، عقب نصر يوسف على اقوال موفاز قائلا: "اغلقنا موضوع المطلوبين. هذا موضوع فلسطيني داخلي. نقلنا لكم تقارير عن الاعمال التي اتخذت ضد المطلوبين ليس فقط في اريحا وطولكرم بل وفي مناطق اخرى". واشار الفلسطينيون الى ان اللقاء انتهى دون نتائج، وتقرر عقد لقاء آخر بين الرجلين بعد نحو اسبوع.
فك الارتباط - يديعوت - من اليكس فيشمان:
في اثناء الاخلاء: مسموح اطلاق النار على متظاهرين فلسطينيين أيضا../
في أثناء اخلاء المستوطنات في قطاع غزة سيكون بوسع جنود الجيش الاسرائيلي فتح النار الحية نحو مدنيين فلسطينيين، يحاولون الوصول الى المستوطنات المخلية.
في اطار الاستعدادات التي تجريها قيادة المنطقة الجنوبية قبل الانسحاب اخذت بالحسبان ايضا امكانية أن تقوم جموع فلسطينية بمسيرات ضخمة نحو مستوطنات غوش قطيف وشمالي القطاع، في محاولة للسيطرة على المنازل فور مغادرة المستوطنين لها. وعمليا، فقد سبق لسيناريو مشابه أن تحقق في الماضي: جموع المواطنين الذين خرجوا من قراهم في منطقة الحزام الامني في جنوب لبنان، أدوا في نهاية الامر الى انهيار جيش لبنان الجنوبي والى الانسحاب المتسرع للجيش الاسرائيلي من لبنان.
الاوامر التي يتم تحضيرها في قيادة المنطقة الجنوبية تقرر وجوب المنع بالقوة لوصول مسيرات من هذا النوع الى المستوطنات المخلية. وتقضي الاوامر بانه عند الحاجة يجب عمل ذلك ايضا من خلال اطلاق النار الحية. فطالما لم يغادر آخر جنود الجيش الاسرائيلي، لن يسمح للفلسطينيين باي امكانية لدخول المناطق المخلية. وفي اسرائيل يخشون من وضع تسلب فيه وتنهب الجماهير الفلسطينية المنازل، في الوقت الذي تكون فيه القوات الاسرائيلية لا تزال موجودة في المكان وتنشغل بجمع ورزم أغراض المستوطنين.
وفي قيادة المنطقة الجنوبية أجروا "لعبتين حربيتين" تتعلقان بعملية فك الارتباط. وتيرة الاستعداد
تتقدم بسرعة والاوامر ليوم الاخلاء قد نقلت الى قادة الالوية والكتائب. وقد أعدت في قيادة المنطقة الجنوبية خطتان اساسيتان ليوم الانسحاب: في حالة أن يتم تنفيذ الخطوة بالتنسيق مع الفلسطينيين وليس تحت النار - واخرى في حالة ان تتم دون تنسيق وتحت الخوف المعقول من اطلاق النار على مدنيين وجنود اسرائيليين. في هذه الايام تركز قيادة المنطقة الجنوبية على المصادقة على الاوامر لوحدات المشاة التي يفترض أن تسيطر على المناطق الفلسطينية، في حالة ان يتم فك الارتباط دون تنسيق وتحت نار الفلسطينيين.
السجناء - يديعوت - من اليكس فيشمان:
حزب السجناء الأمنيين../
السجناء الامنيون الماكثون في سجون البلاد، ينشئون حزبا يتنافس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني. وهذه هي المرة الاولى التي يعتزم فيها السجناء الامنيون التنافس كقوة سياسية مستقلة، على نحو منفصل عن الحركات التي ينتمون اليها. في الآونة الاخيرة اتخذت لجان السجناء الامنيين، من كل الفصائل - حماس، فتح وجبهة اليسار في السجون المختلفة، قرارا بتشكيل قائمة مشتركة تتنافس على أصوات الناخبين الفلسطينيين للمجلس التشريعي. وهذه الايام يبلورون برنامجا سياسيا مشتركا للحزب الجديد، "حزب السجناء". وفضلا عن ذلك فانهم يبلورون قائمة اسماء المرشحين عن حزب السجناء للبرلمان. وتتشكل القائمة من مندوبي فتح، حماس والجبهة الشعبية. ولم يتقرر بعد من سيرأس الحزب، ولكن احد المرشحين المتصدرين هو مروان البرغوثي الذي يعتبر الزعيم الرائد للسجناء اليوم.
تشكيل حزب هو خطوة استثنائية في العالم السياسي الفلسطيني، ولا سيما بسبب التعاون من كل الفصائل المختلفة، فيما هي في خارج السجن توجد في حالة نزاع مستمر. ويعرب السجناء بذلك عن احتجاجهم على اهمال السلطة الفلسطينية التي لا تفعل ما فيه الكفاية بزعمهم لحث الافراج عنهم ووضع قضيتهم على رأس سلم الاولويات في المفاوضات مع اسرائيل. واضافة الى ذلك فان موضوع السجناء يلقى اجماعا في الشارع الفلسطيني ليشمل كل الاراء، ولهذا فهناك امكانية معقولة في أن يحظى هذا الحزب بشعبية كبيرة على نحو خاص. كما ان الحديث يدور عن خطوة تظاهرية ضد اسرائيل، التي قررت منع السجناء من التصويت والمشاركة في التصويت لمنصب رئيس السلطة. هذا وسيلتقي الوزيران في السلطة الفلسطينية، سفيان ابو زايدة وهشام عبدالرازق في الايام القريبة القادمة مع البرغوثي للبحث معه في هذا التطور السياسي الجديد في اوساط السجناء. ويقضي البرغوثي محكومية من 5 مؤبدات على دوره في عمليات قاتلة. وكان في حينه أعلن البرغوثي عن رغبته في المنافسة في الانتخابات على رئاسة السلطة ضد ابو مازن، الا أنه انسحب في اللحظة الاخيرة، بل وساعد ابو مازن في ان ينتخب وأجرى محادثات مع الفصائل المختلفة بهدف دعم ابو مازن.
الساحة الحزبية - يديعوت:
حملة التنسيب في العمل: حتى الان اكتشف 1.500 نموذج مشبوه كمزيف../
تتواصل العاصفة حول التزييف في حملة التنسيب للعمل. فقد جرى أمس مرة اخرى التحقيق في الشرطة مع المستشار القانوني لحزب العمل المحامي الداد ينيف. وتركز التحقيق على النماذج المشبوهة كمزيفة، نقلها ينيف الى الشرطة هي وأشرطة يسمع منها اصوات نشطاء في الحزب من بيسان يعترفون بأنهم تلقوا المال من أجل التنسيب.
وحاليا ينتظرون في العمل قرار المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز كيف سيتصرف الحزب في ضوء الاشتباه بالتزييف. وكان طلب تدخل مزوز أول أمس رئيس لجنة نقاء حملة التنسيب المحامي نمرود اشكول. وغضب رؤساء قيادات المرشحين الخمسة امس من رسالة بعث بها اشكول الى مزوز ارفقها برسالة من عضو لجنة نقاء الحملة، المحقق مئير بلبسكي ادعى فيها بأن 50 في المائة من النماذج مزيفة.
ويدعي المرشحون لرئاسة العمل بأنهم نسبوا بالاجمال 80 الف عضو جديد (ينضمون الى نحو 50 الف عضو قائم). ومن أصل 80 الف عضو جديد فحصت حتى الان نماذج نحو 20 الف، تبين منها نحو 1.500 نموذج اشكالي. والتقدير هو أن الكثير من هذه النماذج الاشكالية مزيف.
بعد نحو شهر ستنعقد الانتخابات لرئاسة العمل. ويبدو في هذه اللحظة أن الشرطة والمستشار القانوني للحكومة هم الذين سيقررون اذا ما ستعقد الانتخابات في موعدها أم ستؤجل - كما يرغب بعض المرشحين.
والى ذلك افتتح عمير بيرتس امس حملته الانتخابية. بضع مئات من النشطاء المتحمسين وصلوا الى مقر حزب العمل الغافي في عملية استعراض للقوى اجراها بيرتس وأعلن فيها قائلا: "عدت كي انتصر. سنحقق ثورة ليس فقط في العمل بل وفي الدولة". والى جانبه وقف اشخاص كثيرون بينهم ابراهام بورغ، حجاي ميروم ونواف مصالحة (الذين عادوا لينتسبوا الى الحزب بعد أن غادروه مع انتخاب ايهود براك لرئاسة العمل)، الشاعر نتان زاخ، رجال الاعمال بني غاءون (الذي أيد في الماضي براك)، النائب السابق لوبا الياف، النائبة يولي تمير، النائب السابق عوزي برعام.
في خطاب قصير قال زاخ أنه لو قيل له انه سينتسب لحزب العمل - الذي يكرهه منذ العام 1948، لانفجر ضاحكا. وقال زاخ: "انتسبت للحزب بسبب عمير، الذي يوجد قلبه في المكان السليم".
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 25/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 25/5/2005
مهزلة غير تربوية
بقلم: أُسرة التحرير

النزاع الحقيقي بين وزارة التربية والتعليم والثقافة وبين منظمتي المعلمين - كيفما انتهى - جدير بان يسجل كنقطة درك أسفل في ادارة الشؤون العامة، من المشكوك فيه أن كان لها سابقة مثلها في الماضي. وزيرة التربية والتعليم، ليمور لفنات تتطلع، وعن حق، الى الاصلاح في الجهاز التعليمي، الذي لا جدال في الحاجة الملحة اليه. اما منظمات المعلمين فلا توافق على الاصلاحات كما جاءت من اللجنة برئاسة شلومو دُبرات، وصادقت عليها الحكومة، ويبدو أن هذه المنظمات تبنت نهجا نقابيا ضيقا، بينه وبين مصالح جهاز التعليم مسافة شاسعة. ومن أجل الضغط على منظمات المعلمين الموافقة رغم ذلك على تنفيذ الاصلاحيات، امتشقت لفنات السلاح الاثقل: الاقالات الجماعية للمعلمين، بحجم لم يسبق له مثيل؛ وحسب قولها لم يكن منه مفر اذا لم يتم تنفيذ الاصلاحات.
حتى لو كانت هناك حاجة الى اقالة 4.500 معلم (و 1.500 آخرين يدفع أجرهم من خلال البلديات وغيرها) وكان مبرر موضوعي لذلك، فقد جرى الامر بشكل فظ ووحشي، ما كان الا أن يثير حتى من لا صلة لهم بالأمر. اعلانات الوزيرة والمديرة العام لوزارتها عن معلمين زائدين، متآكلين، لا حاجة اليهم في جهاز التعليم، والاستنتاج الناشيء بوجوب اقالتهم بلا ابطاء، حتى لو كانوا خدموا ولا يزالون باخلاص في وظائفهم، كانت ماسة بالمشاعر، مهينة ولا داعي لها. وثمة عدل شاعري في أن وزارة التربية والتعليم ستجبر في نهاية المطاف الى مواصلة تشغيل جزء كبير من هؤلاء "الزائدين".
ولكن في هذه الخطوة المرفوضة كان هناك فقط جزء من الاستراتيجية المخلولة التي تبنتها لفنات في تعاطيها مع منظمات المعلمين. فبينما تعلن هي ومديرتها العامة بأن التقليص بمبلغ 700 مليون شيكل والذي كانت فرضته وزارة المالية في الميزانية لا يترك بديلا عن اقالة 4.500 معلم، توصلت لفنات الى اتفاق مع وزير المالية على الغاء 400 مليون شيكل من التقليص. وحتى بعد تحقيق الاتفاق واصلت المرأتان الادعاء بالحاجة الى الاقالات الجماعية، والمديرة العامة قدمت هذا الاسبوع على لجنة التربية التعليم والثقافة في الكنيست عرضا عابثا في هذا الشأن.
صحيح أنهم غير ملزمين "بكشف كل الاوراق" في المفاوضات ولكن لا يدور الحديث هنا عن "ورقة" بل عن موضوع جوهري، ينزل الى جذر الموضوع وعرضه على الجمهور والكنيست. وجراء ذلك لحق ضرر ليس فقط بمصداقية لفنات، بل بمكانة الادارة العامة برمتها التي يجدر بان تدار حسب معايير الاستقامة والنزاهة.
في هذا السياق لا يمكن الا ابداء العجب من وزير المالية بنيامين نتنياهو الذي خاض صراع الجبابرة على تقليص الميزانية - وفجأة اكتشف في الصندوق 400 مليون شيكل للاستخدام في اتفاق عقد على عجل بينه وبين لفنات.
في اثناء كتابة هذه السطور تتواصل المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق يقرر عدد المعلمين الذين سيستقيلون طواعية وبالاتفاق، عدد المعلمين الذين سيواصلون عملهم، واساسا - النظام المتفق عليه لحث الاصلاحات الحيوية في جهاز التعليم. من حق الجمهور ان يرى اتفاقا فوريا، ايجابيا ونهائيا للنزاع الزائد.
-----------------------------------------------------










المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 25/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 25/5/2005
وكانت الارض فوضى
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا

إن النظر الى وسائل الاعلام في هذه الايام يصحب وراءه كآبة عند المواطن الاسرائيلي العادي: ماذا يحدث هنا؟ فشهور من العمل على خطة الانفصال أثمرت لا شيء من النتائج؛ ووزيرة التربية تُضلل المعلمين؛ والمديرة العامة في وزارتها تُضلل اعضاء الكنيست. جو من الإباحية، والفوضى، ساد دولة اسرائيل. يبدو ان اليد اليمنى ليست تعرف هنا ما تفعله اليد اليسرى - والظلمة فوق الفضاء.
الانطباع هو ان الجيش الاسرائيلي والشرطة قد استعدا استعدادا ملائما للاجراء الحاسم، الأليم والحزين لانفصال شعب اسرائيل عن غزة وضواحيها. بحسب النشرات على الأقل. كما تغطي المياه البحر، اعتقدنا انه في الجيش والشرطة قد فكروا في جميع الامكانات وهم مستعدون لكل شيء، حتى التفصيل الأخير تقريبا. فموفاز ويعلون وكرادي "أخذوا بجدية" مناصبهم لقيادة دولة اسرائيل الى تاريخ جديد.
ولكن في الآن نفسه يبدو انه في الجانب المدني لخطة الانفصال ما زالوا لم يستعدوا لأي شيء: فسبعة آلاف نسمة متألمة توشك على ترك مشروع حياتها، ومن الجانب الثاني يُعدون لهم، اليمين واليسار، الرمال والرمال فقط. ليست الخطط مجهزة في غوش قطيف وشمالي السامرة، وماذا عن وسائل الاستيعاب؟ ولا حتى في الحلم. في الحق ان المستوطنين لم يتعاونوا مع ادارة الانفصال - لكن من اجل هذا تماما يُعدون الخطط. ايضا لحالات لا يتعاون فيها السكان. هناك من يقولون ان وزراء قد عارضوا منذ البدء الانفصال وهم الذين أفسدوا اعمال الاعداد، ولكن اذا كان الامر كذلك، فانهم في الحكومة يجب عليهم ان يعرفوا ذلك منذ وقت وان يُرسلوا الوزراء العصاة ليرتاحوا في بيوتهم.
كما كان الامر دائما، يجب على وزارة الدفاع ان تنقذ الوضع. ولكن لماذا يُحتاج فجأة الى وزارة الدفاع؟ فما لها ولاقامة عربات مجرورة للاجئي غوش قطيف؟ منذ متى أصبحت هذه مهمتها؟ كان واضحا لرئيس الحكومة اريئيل شارون، ان وزارة الدفاع فقط تستطيع أن تُغيثه. السيد شارون شبه مؤكد انه فرح جدا ان الزوجين شاؤول موفاز وعاموس يارون قد احتملا عبئا ليس من شأنهما. ولهذا فمن الغريب جدا ان السيد شارون وجد من الصحيح ان يرفع صوته على أحد أفراد وزارة الدفاع، فكتور بار غيل، وهو الوحيد الذي ما زال يستطيع ان يُزود بالبضاعة. حتى لو كان التوبيخ - ولقد كان - لضرورات العرض فقط، فان وزارة الدفاع وممثليها هم آخر من يمكن ان يُزعم نحوهم بمزاعم.
ماذا يحدث هنا؟ الفوضى تحتفل. فقيم أساسية يهودية واسرائيلية تُمحى بعد يوبيل من سنوات الاستقلال، يتعاون على ذلك الجميع. لقد كان ذلك زئيف جابوتنسكي الذي كتب ذات مرة "يا الله، لقد اخترتنا للسلطة"، ولكن اقتلوني اذا كان قد قصد الى جماعة الخُرق التي تدير حياتنا في هذه الايام.
وكانت الارض فوضى.

اذا سقطت شلهيبت في أرزيم
النشرات الأخيرة الصادرة عن المدعي العام الرئيس للجيش، عن ألوية الجيش الاسرائيلي الذين فسدوا - اذا ما فسدوا - قد ضربت كثيرا منا في سويداء القلب. وليس يعني ذلك أننا كنا نعتقد ان جماعة ألوية الجيش الاسرائيلي جزء من الصدّيقين، ولا حتى من المنجرين وراء معطف الحاخام مليفوفيتش، ولكن - ماذا نقول وماذا ننطق؟ أملنا، وأردنا، واعتقدنا، أنه ربما يكون الامر مخالفا في الجيش.
غير ان من كان يقول منذ سنوات جيل ان الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب أصبح يفهم ايضا ان الأمراض التي أصابت الشعب قد ألمت بالجيش. ماذا يقول ضابط يصل الى البيت من غزة مرة في الاسبوع، عندما يقرأ ويسمع انهم "في البيت" يدفعون رُبع مليون دولار من اجل قراءة بضعة أسطر في الانترنت، ويقرر المستشار القضائي للحكومة ان هذا "على ما يرام"؟ ماذا يعتقد ضابط آخر يهجم مع مأموريه ذات ليلة على مراكز الارهاب، عندما يقرأ فصولا في النميمة مباشرة من سفارة اسرائيل في واشنطن: ماذا لبسوا؟ ماذا أكلوا؟ ماذا قالوا؟ من صرخ على من ولماذا؟.
مرة، قبل كثير من السنوات، قبل الطوفان، أرسل دافيد بن غوريون ضابطا شابا الى السجن لانه أبلغ بلاغا غير حقيقي في تفصيل عديم الأهمية بعقب حدث مع الاردن. إن ضابطا رفيعا، نجما عسكريا، مرشحا لرئاسة هيئة الاركان، طار من الجيش لانه لم يُبلغ أن سائقه قبل ذلك بسنوات، سرق كيسا من السكر مِسكينا. لا يُصدّق.
واليوم، في أرزيم وقع حريق كما يبدو، والأعشاب التافهة تقيم شواء في العيد.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 25/5/2005

من أجل ماذا نموت؟
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: على الاسرائيليين ان يسألوا قيادتهم عن الهدف الذي ترسلهم للموت من اجله طالما ان هذه القيادة تنسحب في نهاية المطاف حتى آخر ملليمتر احتلته - المصدر).

الجواب على هذا السؤال بديهي وتلقائي لدرجة ان السؤال لم يعد يطرح. "الكتل الاستيطانية حيوية وضرورية لاسرائيل، والقدس ستكون موحدة الى أبد الآبدين"، هذا ما يصرحه قادة الدولة بحيث لم يعد أحد يسأل عن السبب وراء هذا الموقف. ما هو الامر الضروري جدا في اريئيل ومعاليه ادوميم وأفرات وكريات اربع بحيث تستحق ان نموت من اجلها؟ هذا السؤال هام لكل اسرائيلي، ذلك لان الصراع من اجل ضم الكتل الاستيطانية وشرقي القدس سيكون في لب النزاع العربي الاسرائيلي في السنوات القادمة. اسرائيل ستصبح مهددة بالمقاطعة والعزلة الدولية، والكثيرون سيدفعون حياتهم اذا استؤنفت الحرب مع الفلسطينيين، لذلك من المهم ان يطالب كل مواطن اسرائيل بإعطاء تفسيرات وان يقوم القادة بتوضيح المسار الذي يتوجهون اليه من قبل ان ينتخبهم.
كلما اقتربت الانتخابات قام المرشحون بتعزيز تشبثهم بالكتل الاستيطانية. اريئيل شارون يفسر ذلك بوعده بالسيطرة الطوبوغرافية على الخط الساحلي وأطراف القدس وعلى المياه الجوفية الموجودة في السامرة. أما بنيامين نتنياهو فيريد غور الاردن وجنوبي جبل الخليل "الفارغة من الفلسطينيين". وشاؤول موفاز لا يفهم لماذا يعتبرون اريئيل مستوطنة على اعتبار انها جزء لا يتجزأ من اسرائيل. حتى اهود براك، الذي يريد قيادة اليسار، يتفاخر بأنه كان سيبني الجدران حول كل الكتل الاستيطانية "بتمويل امريكي" (براك؟ الشخص الذي كان قد فاوض على تسليم الحرم؟ هل سيصدق أحد مثل هذه الأكاذيب منه؟).
لقد كان من الممكن ربما الاعتقاد بأنهم محقون، إلا أننا كنا قد سمعنا مثل هذه الحكايات في الماضي. سمعناها عن شرم الشيخ وقناة السويس وياميت والمناطق التي أُخذت من الاردن في وادي عربة والشريط الأمني في لبنان والقصبة في نابلس، وبالطبع، سمعناها حول نتساريم وكفار دروم. عن كل هذه المناطق قال زعماء اسرائيل انها مناطق حيوية وهامة، وأن الأمن مفقود من دونها. آلاف الاسرائيليين والعرب دفعوا حياتهم ثمنا للمحاولات الوهمية اليائسة للسيطرة على هذه المناطق. وفي كل مرة كان يتبين من جديد ان الصراع كان بلا أمل، وان الراية المرفوعة من اجلها كانت مجرد فزاعة، وان اسرائيل كانت في كل مرة تعود حتى آخر ملليمتر من خط الهدنة في لحظة الحقيقة الحاسمة. هذا حدث في الاتفاقات المعقودة وفي الانسحابات أحادية الجانب كما في لبنان وغزة.
الخط الاخضر ليس مقدسا. هذه حدود مكونة من مجموعة من النذور والتمائم التاريخية. قوة هذا الخط نابعة من كونه خط التقسيم الوحيد لارض اسرائيل ومثبت من خلال الاتفاقات الدولية. والواقع يشير الى ان الاجماع الدولي أقوى من "الحقائق على الارض". كل انسحاب اسرائيلي كان يبرر في انه سيضمن إبقاء السيطرة على المرتفعات الباقية: سيناء مقابل يهودا والسامرة عند مناحيم بيغن، ولبنان مقابل الجولان عند براك، وغوش قطيف مقابل معاليه ادوميم "المرتبطة باسرائيل من خلال تواصل اقليمي" عند شارون. هذه المناطق ما زالت بيد اسرائيل، ولكن الفلسطينيين لم يتنازلوا عن أي شبر مها ولو حتى بعد ان خسروا الانتفاضة، كما يزعم. والجولان هو الآخر سيعود في نهاية المطاف الى طاولة المفاوضات في مرحلة ما بعد الأسد.
ضرورة وحيوية الكتل الاستيطانية، كما يزعمون، تنبع من ان أي حكومة لن تنجح على ما يبدو في اخلاء مدن مثل معاليه ادوميم واريئيل وبيتار عيليت، والفلسطينيون بدورهم يدركون ذلك، ولذلك هم وافقوا على مبدأ مبادلة المناطق. المشكلة هي ان النهم الاسرائيلي للكتل الاستيطانية أكبر بكثير من الاستعداد لاعطاء مناطق بديلة قليلة وبخيلة.
بالنسبة للقدس - شارون يعرف ايضا ان ضم 200 ألف عربي داخل الجدار الفاصل هو حماقة سياسية وديمغرافية، وليست لديه الشجاعة لقول ذلك لرفاقه في الليكود أو للجمهور. من المريح له أكثر أن يسمع التصفيق لتصريحاته بأنه "لن تكون هناك تسوية حول القدس".
لا حاجة للهرولة نحو الخط الاخضر، من الممكن والواجب مطالبة الفلسطينيين والسوريين بالثمن الأمني والسياسي الملائم. ولكن الزعامة الشجاعة كانت ستعمل على اعداد الجمهور للانسحاب الذي لا مناص منه وتبتدع الحلول الخلاقة للتعديلات الحدودية ومبادلة الاراضي، وكانت ستحشد التأييد في أرجاء العالم، بدلا من ان تُضلل الناس بوعود بلا رصيد لن تؤدي إلا الى المزيد من القتل والأسى.
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 25/5/2005

كل شيء يبقى داخل الأسرة
بقلم: عوزي بنزيمان
كاتب رئيس في الصحيفة

(المضمون: ظاهرة دفاع الأبناء عن آبائهم المسؤولين كما حدث مع عائلة شارون ظاهرة خطيرة، والأخطر منها صمت المجتمع وتهرب الآباء من المسؤولية المباشرة حتى عن اعمال أبنائهم الذين يعيشون معهم - المصدر).

التلمود يُحدثنا عن ان أم الحاخام ترفون ذهبت للتنزه في ساحة المنزل فتمزق الحذاء الذي ترتديه. الحاخام ترفون سارع في التوجه الى أمه ووضع كفوف يديه أمامها لتدوس عليها الى ان وصلت الى سريرها. احترام الأم والأب كان في نظر ترفون هذا كبيرا الى هذا الحد. ومع ذلك نشك في ان هذا الرجل الصدّيق الطيب كان سيصل الى مرتبة أبناء الشخصيات الاسرائيلية الهامة في القرن الواحد والعشرين الذين يتحملون مسؤولية الاعمال البائسة الرديئة التي تُنسب لوالديهم لدرجة الاستعداد للمثول أمام المحاكم الجنائية.
مئير عمار، ابن الحاخام الرئيس شلومو عمار، قام بالعمل القذر حتى يُبعد الشخص الذي يغازل أخته بالقوة. وفاءه واخلاصه كان كبيرا لدرجة تورطه في مخالفات جنائية مريبة. نفس الشيء يُقال عن زوجة الحاخام. كلاهما قد يُقدمان للمحاكمة الآن وفقا لتوصيات الشرطة. أما الحاخام الرئيس فقد خرج من التحقيق ناصعا كالثلج: هو لم يعرف ولم ير ولم يسمع ما حدث داخل منزله. هكذا تسير الامور عندما تقوم الأسرة بالدفاع عن عزيزها وتقف سدا منيعا بينه وبين تفاهات هذا العالم وشروره.
نفس الشيء تقريبا حدث مع عائلة اريئيل شارون. الولدين جلعاد وعمري أخذا على عاتقهما المسؤولية عن التصرفات المشبوهة التي نُسبت الى والدهما. ليس هو الذي قام بجمع الاموال (حسب الشبهات) بصورة غير سليمة لتمويل معركته الانتخابية الداخلية في الليكود، وليس هو الذي عقد الصفقة الدورية التي يفترض فيها ان تُعيد دورة المال هذه للوراء. كما انه لم يكن ضالعا بالمرة في الصفقات المعقودة بين جلعاد ورجل الاعمال دافيد آفل حيث أدت في نهاية المطاف الى كسب جلعاد مبالغ طائلة في اطار ما وُصف بصفقة "الجزيرة اليونانية".
في هذه العائلة المتماسكة المتراصة التي يقطن فيها الابن في مزرعة الوالد توجد قطيعة تامة وكاملة بين الاشخاص الذين يعيشون معا عندما يتعلق الامر بالصفقات التي تصل الى أقبية التحقيق في الشرطة. وإليكم البينة على ما نقوله: المستشار القضائي للحكومة قرر بأنه لا توجد أدلة كافية لتقديم أحد من عائلة شارون للمحاكمة بالنسبة للتهم التي تتعلق بملف "الجزيرة اليونانية"، أما في ملف تمويل الحملة الانتخابية فالمتهم فيه هو عمري وحده.
هذا مشهد عجيب ومثير: أبناء الشخصيات العامة الاسرائيلية يقفون كالسور المنيع دفاعا عن أهاليهم حتى لا يصلوا الى المحاكم. هذا التصرف النبيل، كما يزعمون، لا يواجه بالانتقادات رغم ان الجميع يعرفون المسألة جيدا، ومنذ اللحظة التي زالت فيها الشكوك الرسمية يواصل هؤلاء في مناصبهم الرفيعة وكأن شيئا لم يحدث.
المجتمع الاسرائيلي يُسلم بتصرفات قادته المشينة المرفوضة مثلما حدث في حالات اخرى، طالما ان هذه الاعمال لم تترجم الى لغة الاتهام الرسمي. المجتمع لا يمارس عقوباته الاجتماعية ولا يطالب المسؤولين بالثمن الاخلاقي عن هذه الاعمال التي تورط فيها الأبناء في المخالفات.
ذات مرة كان هنا رئيس وزراء ضُبطت زوجته وهي تملك حسابا بنكيا محظورا في الخارج. هذا الرجل قدم استقالته رغم ان الحساب كان على اسم زوجته، ورغم ان أحدا لم يوجه اليه أي اتهام. اسحق رابين تصرف وفق روحية نبوءة يحزقيل "لا تزر وازرة وزر اخرى". يبدو ان قادة الدولة الحاليين لا ينتظرون تحقيق مثل هذه النبوءة.
------------------------------------------------------









هآرتس - مقال - 25/5/2005

اليهودية في عهد العولمة
بقلم: يئير شيلغ

(المضمون: مركزية اسرائيل وحصر النقاش بينها وبين يهود العالم بالحوار مع يهود الولايات المتحدة يبدأ في التغير والنظر لليهود كحضارة عالمية وليس كشعب أو ديانة - المصدر).

هناك اتجاهان مثيران للاهتمام يبدءان في الظهور في النقاش اليهودي العالمي: الاول هو الميل الى استبدال قضية علاقة اسرائيل - الشتات كمحور مركزي في الجدل اليهودي بقضية النظر لليهودي كوحدة عالمية واحدة ينظر فيها لاسرائيل على انها جالية من الجاليات اليهودية العالمية حتى وإن كانت جالية مركزية بطبيعة الحال.
التعبير الأكثر بروزا لهذا الاتجاه جاء من خلال منظمة جديدة واسمها "كولدور"، وهي مجموعة نوعية من الشبان اليهود في أرجاء العالم بما في ذلك من اسرائيل، قررت التأطر معا من اجل التأثير المباشر على الجدل اليهودي وتغيير الجدل التقليدي. أحد البنود المركزية في تصريحاتهم المبدئية التي نُشرت قبل سنة ونصف ينص على وجوب تغيير التركيز على علاقة اسرائيل - الشتات واستبداله بالنظر للشعب اليهودي على انه شعب عالمي.
وخلال ذلك يسعى هؤلاء الى الابتعاد عن حصر الحوار بين اسرائيل ويهود الولايات المتحدة وإشراك جاليات يهودية اخرى فيه وعلى قدم المساواة. الاتجاه الجديد تغلغل منذ عدة سنوات الى مؤسسة قوية وقديمة مثل الوكالة اليهودية. وفي هذا السياق اعتبرت الوكالة نفسها "منظمة يهودية عالمية" أولا، ومن ثم منظمة "تسعى الى تطوير العلاقات والشراكة بين المجتمع الاسرائيلي ويهود الشتات".
الاتجاه الثاني في النقاش اليهودي العالمي هو النظر لليهود ليس كديانة ولا كقومية وانما كحضارة. هذا التعريف كان قد صدر قبل 80 سنة عن الفيلسوف اليهودي الامريكي مردخاي كابلان - شخصية مثيرة وهامة وغير معروفة للجمهور الاسرائيلي. ولكن ما حدث هو ان أفكاره قد انتعشت في السنوات الأخيرة على ما يبدو وحظيت بالاهتمام. المتخصص الاجتماعي المخضرم شموئيل نوح ايزنشتدت قام بتسمية كتابه الأخير "الحضارة اليهودية".
ظهور هذه الاتجاهات الآن بالتحديد ليس صدفة، وهناك علاقة فيما بينها. هذه الاتجاهات هي انعكاس للتعالي الاسرائيلي على يهود الشتات الذي تحول فيه نفي المهاجر واستبعاده (المبرر) الى نفي لليهودي المهاجر. في ذلك ايضا اعتراف بأن التحدي الأساسي الموجود اليوم أمام الشعب اليهودي ليس تحدي الوجود الجسدي المادي تحديدا وانما تحدي الحفاظ على الهوية المميزة، ويهود اسرائيل مطروحين على المحك في هذه القضية مثلهم مثل يهود الشتات وإن كانوا يتمتعون بشروط أولية أفضل.
من وجهة نظر الشبان الاسرائيليين المشاركين في هذا النقاش، يوجد هنا تعبير عن الانعتاق من عبء حصر النقاش في اسرائيل داخليا لصالح الحوار مع العالم، وأول الآفاق الطبيعية من اجل ذلك هي العالم اليهودي. ولكن هناك أكثر من أي شيء مظاهر أولية - سواء في تعريف النقاش اليهودي في اطار عالمي أو في اعتبار اليهود حضارة وليس شعبا - لملاءمة الحوار اليهودي مع عهد العولمة، وما يبدو كطليعة لعهد ما بعد القوميات.
النظر لليهود كحضارة ينطوي في الواقع على تحدي مثير: احتياطي الوجود اليهودي في العالم في هذا السياق أكبر بالتأكيد من وجود شعب صغير مكون من 13 مليون نسمة. ولكن يجب الحذر من امكانية تهميش مكانة اسرائيل ومركزيتها في ظل هذه النظرة، حيث يتوجب ان يكون واضحا في نهاية المطاف، وليس فقط للاسرائيلي صاحب الرؤية الصهيونية، ان المجتمع الذي يعتبر لغة الحضارة اليهودية لغته الرسمية وأعياد الحضارة هي أعياده والحياة اليهودية فيه ليست فقط حياة ضمن سياق الأقلية - هذا المجتمع لا يمكن إلا ان يكون مركز هذه الحضارة.
لا يتوجب ان يستبدل التعالي الاسرائيلي على يهود الشتات بالتهميش الاسرائيلي. يجب ان نقول كلمة في حق حركة "كولدور" الجديدة وهي انهم شخصوا هذا المطب وأكدوا في منشوراتهم على مركزية اسرائيل في العهد العالمي الجديد.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 25/5/2005

معركة جبهوية بين مبارك والمعارضة

بقلم: تسفي بارئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: الجهود الجبارة لحزب السلطة والموالين لمبارك للاثبات بأنه في استفتاء اليوم ايضا هم المتفوقون وبشكل كبير. وهنا يكمن لب الصراع السياسي الحقيقي في مصر، حيث أن من شأن حزب السلطة أن يجد نفسه بعد عدة اشهر يصارع في سبيل مكانته التي لم تكن تتزعزع اليوم - المصدر).

يتوجه المواطنون المصريون اليوم الى صناديق الاقتراع للتصويت لاول مرة في استفتاء شعبي على تعديلات على الدستور تتيح اجراء انتخابات يتنافس فيها عدة مرشحين على منصب الرئيس.
وخلافا للماضي، فقد امتشقت هذه المرة الصور الملونة عن شراء اصوات الناخبين في مصر حتى قبل التوجه الى صندوق الاقتراع. وضمن امور اخرى، يروون عن مقاولي اصوات يقترحون على الناخبين وجبات مجانية، زجاجات كولا، اقراص فياغرا وبالطبع ايضا المال النقدي مقابل المشاركة في الاستفتاء على التعديلات على المادة 76 من الدستور. وحسب احد التقارير فقد امر وزير الاعلام المصري أنس الفقيه، 39 الف موظف في التلفزيون المصري الخروج اليوم في مظاهرة تأييد للرئيس حسني مبارك كوزن مضاد لمظاهرات المعارضة.
والتعديلات التي يطالب الجمهور بالتصويت عليها من شأنها أن تسهل بقدر كبير على قدرة المرشحين للرئاسة التنافس والانتخاب في انتخابات مباشرة، وعلى الاقل اعطاء فرصة لمرشحين آخرين لتجربة قوتهم. غير أن الجانب الفني فيها هو ايضا الجانب الجوهري وذلك لانه حشر الحكومة ولا سيما حزب السلطة والرئيس مبارك في صراع قوى حيال المعارضة - أحزاب اليسار، "الاخوان المسلمين"، حزب الغد ونشطاء سياسيين آخرين - يعارضون التعديل.
ومع ان المعارضة قادت مبارك الى اتخاذ قرار لتعديل الدستور الا أنها تدعي الان ان هذه التعديلات لا تكفي وانها مجرد خطوات تجميلية ترمي الى ارضاء الغرب دون احداث تغيير حقيقي في طريقة الانتخابات.
حزب السلطة ومؤيدوه يصفون كما هو متوقع هذه التعديلات كخطوة ديمقراطية تاريخية بعيدة الاثر. اما المعارضة التي حاولت تأخير الاستفتاء الشعبي بدعوى ان التعديلات غير سليمة، فقد فشلت أول امس في المحكمة وهي تهدد الان بمقاطعة الاستفتاء بهدف نزع شرعيته.
وهكذا فقد تبين ان صراع القوى بين المعارضة والسلطة قد سبق الانتخابات للرئاسة والانتخابات البرلمانية ليتمثل في جدال حول مجرد الاستفتاء على تعديلات الدستور. وفي الجانب العملي، رغم المقاطعة التي أعلنها قسم من احزاب المعارضة للاستفتاء الشعبي - فلا ريب أن التعديلات على الدستور ستقر في الاستفتاء؛ السؤال سيكون فقط بأي معدل تأييد.
في دولة تقاس فيها الفروق في تأييد الرئيس أو حزب السلطة بكسور بالمائة بين 99 في المائة و 99.9 في المائة ستكون أهمية لنسبة المشاركين في الاستفتاء ونسبة المؤيدين للتعديلات. وستشكل هذه مؤشرا اوليا على التأييد العام الذي من المتوقع ان يحصل عليه الرئيس في الانتخابات في ايلول واحزاب السلطة في انتخابات تشرين الثاني. ومبارك الذي لا يزال لم يعلن عن نيته التنافس لفترة ولاية خامسة كرئيس، ينتظر ليرى كيف ستقبل التعديلات في اوساط المصوتين المصريين وبعد ذلك فقط يعلن عن توجهه.
وحتى لو لم تكن هذه التعديلات تفتح على مصراعيها رحاب الفرص لكل مرشح مصري التنافس في الانتخابات، الا أنها ألزمت مبارك على الشروع في حملة دعائية - سواء في سلسلة مقابلات مع التلفزيون المصري والصحافة العربية والصراع الذي تديره قوات الامن لديه ضد نشطاء المعارضة. فالاعتقالات الواسعة في اوساط الاخوان المسلمين على خلفية نشاط الشارع السياسي، والضغط الذي يمارسه نشطاء احزاب المعارضة والمظاهرات اليومية، والصراع ذاته على ادارة الاستفتاء، والضغط الامريكي الذي يترافق والحملة الانتخابية هي ظاهرة جديدة وشاذة في سجل قواعد اللعبة السياسية في مصر.
ومن هنا الجهود الجبارة لحزب السلطة والموالين لمبارك للاثبات بأنه في استفتاء اليوم ايضا هم المتفوقون وبشكل كبير. وهنا يكمن لب الصراع السياسي الحقيقي في مصر، حيث أن من شأن حزب السلطة أن يجد نفسه بعد عدة اشهر يصارع في سبيل مكانته التي لم تكن تتزعزع اليوم.
------------------------------------------------------




يديعوت - مقال - 25/5/2005
من الجنوب سيأتي السوء
بقلم: يوفال شتاينيتس
رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست

(المضمون: إن طلب مصر ان تقيم 800 جندي في سيناء المنزوعة السلاح خطر على الحدود الجنوبية لاسرائيل لا يجب على اسرائيل ان تقبله - المصدر).

منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ساعة أدخل سكان طروادة الحصان الخشبي المشهور الى مدينتهم وجلبوا عليهم الخراب بأيديهم، لم يُسمع شيء كهذا: هل يمكن ان تستدعي اسرائيل الصغيرة من تلقاء ذاتها الجيش العربي الأكبر والأقوى والأخطر، لينشر قواته في الارض منزوعة السلاح على حدود النقب، في قرب مباشر من قواعد سلاح الجو الأساسية فيها ومن منشآت اخرى؟.
لقد وقف صِغر اسرائيل أمام ناظري رئيس الحكومة السابق بيغن، عندما ألح في اتفاق السلام على ألا يوضع ولو جندي مصري واحد بالقرب من النقب، بل "شرطة مدنيون مع سلاح شخصي فقط". مؤخرا تحدث الدكتور مئير روزان الى لجنة الخارجية والأمن، وهو الذي كان مستشارا لبيغن، عن أنه عندما عرف بيغن عن جهود المصريين من اجل العبث بنزع السلاح ولو بواسطة وضع رمزي لعشرات الجنود شرقي سيناء، فقد عرّف مطلب اسرائيل بأنه مطلب حاسم لا يمكن النزول عنه.
إن تعاظم مصر العسكري في العقود الأخيرة مقلق. فمنذ بدء سنوات الثمانين تستغل مصر أموال المساعدة من الولايات المتحدة للتسلح المثير للانطباع، الى حد انها قد أصبحت امتلكت تفوقا عسكريا حاسما بإزاء كل دولة عربية أو افريقية. إن حقيقة ان هذه الدولة الفقيرة غير المهندمة تواصل توجيه أكثر مواردها الى امتلاك عسكري يثير الخوف، أن تعاظمها موجه في الأساس نحو اسرائيل. هناك حقائق اخرى، مثل انه منذ منتصف سنوات التسعين تُخيل أكثر التدريبات الكبيرة للجيش المصري حربا مع اسرائيل؛ أو قد بدأ المصريون في السنوات الأخيرة يستثمرون موارد ضخمة لنقل قواعد عسكرية وبنى تحتية لوجستية الى القطاع الشمالي الشرقي للدولة بالذات، وهو القريب من اسرائيل - وذلك ايضا لا يُفت
05-25-2005, 03:42 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #15
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الخميس 26/أيار/2005 العدد 8800


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 26/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- الاغلبية في غوش قطيف: سننتقل الى نيتسانيم.
- نشر أول - اكثر من الف عائلة وقعت على تصريح الاخلاء.
- 45 الف وجدوا عملا.
- انخفاض حاد في معدل البطالة في اسرائيل في سنة واحدة من 10.9 في المائة الى 9.1 في المائة.
- الحاصل على جائزة اسرائيل اوهاد نهارين: اسرائيل مجرمة حرب.
- عاملة: "الان يوجد لي ما يبرر نهوضي في الصباح".
- حتى نتنياهو فوجىء من المعطيات.
- المستوطنون لمحكمة العدل العليا: نوافق على نيتسانيم.
- مدير عام ديوان رئيس الوزراء يطرد من كفار دروم.
- نصرالله يهدد اسرائيل: لدينا 12 الف صاروخ.
معاريف:
- سارقو المعلومات في السترات الطبية البيضاء.
- ارسال خمسة مساعدين لوزراء الى بيوتهم.
- التحقيق يكشف النقاب عن التسيب في السجل السكاني.
- الكنيست تحقق بالفساد.
- مزوز يوبخ كاتس ويقيل مسؤولين كبيرين.
- سريد ايضا سيضطر الى الذهاب الى البيت.
- نصرالله يستعرض العضلات: "لحزب الله اكثر من 12 الف صاروخ.
هآرتس:
- مفاجأة في الاقتصاد: انخفاض حاد في البطالة الى مستودى الادنى منذ 2002.
الرئيس الامريكي يستعد لبادرة طيبة رمزية لابو مازن - بضع عشرات ملايين الدولارات.
- الجيش الاسرائيلي يوصي بنقل جنين الى السلطة الفلسطينية.
- الفلسطينيون سيخرجون مع أكثر بقليل من خفي حنين.
- في بريطانيا يقدرون: القرار بالمقاطعة الاكاديمية ستلغى اليوم.
- ابو مازن لا يتوقع وعود من بوش.
- نصرالله يهدد: اذا حاول أحد ما نزع سلاحنا فسنرى في ذلك خطوة اسرائيلية وسنرد بالقوة.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 26/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطةالفلسطينية / أمريكا - هآرتس - من نتان غوتمان وآخرين:
الرئيس الامريكي يستعد لبادرة طيبة رمزية لابو مازن - بضع عشرات ملايين الدولارات../
واشنطن. الرئيس الامريكي، جورج بوش، كفيل بالاعلان اليوم عن منح مساعدة مباشرة للسلطة الفلسطينية لبضع عشرات ملايين الدولارات، لتعزيز حكم رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن)؛ هذا ما قالته امس محافل في واشنطن، عشية لقاء بوش وعباس في البيت الابيض اليوم.
وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها الرئيس بوش في البيت الابيض مع أبو مازن بصفته رئيسا للسلطة. ورفض الرئيس على مدى سنوات قيادة ياسر عرفات اللقاء المباشر معه ولكنه استضاف عباس في الماضي عندما كان رئيسا للوزراء تحت إمرة عرفات.
وحسب هذه المصادر، فان الرئيس يعتزم تجاوز الكونغرس ليمنح مساعدة مالية مباشرة لعباس خلافا للقرار السابق الذي الزم الادارة بتحويل الاموال فقط عبر منظمات غير حكومية تعمل في المناطق. أبو مازن يطلب منذ زمن بعيد من الامريكيين تحويل المال مباشرة اليه كي يستخدمه في دفع الرواتب وتمويل مشاريع عامة.
التقدير في واشنطن هو أنه الى جانب المساعدة المالية، التي ستكون بالاساس بادرة طيبة رمزية، سيظهر الرئيس بوش تأييدا لزعامة عباس والاصلاحات التي يقوم بها في السلطة الفلسطينية، ولكنه سيمتنع عن منحه وثيقة مكتوبة مع ضمانات بشأن المسيرة السلمية. فالادارة لا تقبل بكامل ادعاءات اسرائيل بأن عباس هو زعيم ضعيف لا يعمل ضد الارهاب. ففي واشنطن يعتقدون أن أبو مازن قام باصلاحات عديدة وأنه ملتزم بالحفاظ على وقف النار والعمل بالتدريج على تفكيك منظمات الارهاب طوعيا.
مصادر فلسطينية ترافق عباس أفادت أمس بأن الادارة لم تطلب من ابو مازن جمع السلاح غير القانوني من المجموعات المسلحة حتى ما بعد الانتخابات للبرلمان والتي ستعقد في الاشهر القادمة. وحسب تفاهم مع الادارة على حد زعم هذه المصادر فان السلطة لن تكون مطالبة بنزع أسلحة المنظمات، كما تطالب اسرائيل، وأن الادارة ستكتفي بالتعهد بالعمل ضد تهريب السلاح الى قطاع غزة والضفة الغربية.
وحسب المصادر فان الادارة وافقت على قبول النهج الفلسطيني بتعزيز "التهدئة" الامنية على أساس الحوار بين السلطة وحماس والمنظمات.
واستهل عباس أمس زيارته في الولايات المتحدة بسلسلة لقاءات مع قيادات في الكونغرس وكان يفترض أن يحل ضيفا على وليمة وزيرة الخارجية كونداليسا رايس أمس، وفي بداية الزيارة صرح بانه جاء الى واشنطن كي يحصل على تعهد أمريكي واضح بالعمل في سبيل اقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال: "نحن نريد من الولايات المتحدة موقفا سياسيا واضحا بشأن تطبيق خريطة الطريق وبشأن الدعم الاقتصادي. ونحن نأمل في الحصول على ذلك". ويرافق عباس في زيارته الى الولايات المتحدة رئيس الوزراء الفلسطيني ابو علاء، ووزير المالية سلام فياض ووزير الخارجية ناصر القدوة.
وعشية لقاء عباس مع الرئيس بوش في البيت الابيض، التقت وزيرة الخارجية كونداليسا رايس دوف فايسغلاس، مبعوث رئيس الوزراء اريئيل شارون ومع سفير اسرائيل في الولايات المتحدة داني ايالون. وفي هذه المحادثات عرض الاسرائيليون على رايس سلسلة شهادات تدل على أن الفلسطينيين لا يقومون بما فيه الكفاية لوقف الارهاب والعنف مع التشديد على استمرار اطلاق صواريخ القسام.
في لقاء اليوم يعرض عباس على بوش خرائط للمناطق يؤشر على نحو بارز الى المستوطنات الاسرائيلية وتوسيعاتها المخطط لها وذلك للتجسيد بالملموس الادعاء الفلسطيني بان حكومة شارون تعمل على نحو حثيث لتوسيع الكتل الاستيطانية، وبشكل يقلص المنطقة التي ستنقل الى الفلسطينيين.
وقدر موظفون اسرائيليون كبار أمس ان الادارة لن تمنح وعود سياسية جديدة لعباس، في أعقاب تبادل الاتصالات والرسائل مع مسؤولين كبار في الادارة. وحسب الموظفين الاسرائيليين فان "ابو مازن سيحصل على عناقات علنية، وسيكرر الامريكيون كل الاقوال السابقة التي أطلقوها في تأييد الفلسطينيين"، مثل التصريح بالصلة بين فك الارتباط الاسرائيلي وتطبيق خريطة الطريق، الوعد بالتواصل الاقليمي الفلسطيني في الضفة الغربية وربما ايضا ذكر الحاجة الى "انهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967". وأوضحت الادارة لاسرائيل بأنها متمسكة بتأييدها لعباس ولكنها قلقة من ضعفه الداخلي ومن شكل سلوكه. وكأحد السبل لتعزيز حكم عباس، فان الولايات المتحدة تطالب اسرائيل بالايفاء بدورها في تفاهمات شرم الشيخ، ومواصلة نقل مدن الضفة الى مسؤولية فلسطينية، الافراج عن سجناء ورفع حواجز. وصادق شارون على "رزمة خطوات بناء ثقة" وعلى رأسها الافراج عن 400 سجين.
هآرتس - من نتان غوتمان:
الفلسطينيون سيخرجون مع أكثر بقليل من خُفي حُنين../
اذا كان ابو مازن يحتاج الى دليل على الوضع الصعب الذي توجد فيه القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، فانه يكفيه الاستماعالى الخطابات المركزية في مؤتمر اللوبي المؤيد لاسرائيل "ايباك"، والذي انهى اعماله أول أمس. فالمتحدثون عن الادارة والكونغرس لم يوفروا الانتقاد على الفلسطينيين وبخلوا في الثناء على قائدهم، الذي يسعى الى اتخاذ الاصلاحات. وعمليا، فان الخطاب الاكثر عطفا على القضية الفلسطينية في المؤتمر كان خطاب رئيس الوزراء اريئيل شارون الذي أظهر عطفا أكبر على ابو مازن من كونداليسا رايس او هيلاري كلينتون. في مثل هذا الوضع، واضح أن ابو مازن لا يمكنه أن يخرج من واشنطن بالكثير.
في محيط بوش استبقوا الاحداث وبشروا امس بامكانية منحة امريكية مباشرة من السلطة، بحجم "بضع عشرات ملايين الدولارات". ومع أن مثل هذه المنحة ستحسن الاجواء وتسمح لابو مازن بالعودة الى رام الله مع شيء ما، ولكن هذا بعيد عن المساعدة التي يمكنها أن تجلب تغييرا حقيقيا. فمن أجل الحصول على المبالغ الكبرى، يحتاج مع ذلك الى المرور عبر المشرعين، ولكن الكونغرس أوضح في الاشهر الاخيرة انه لا يؤمن بان السلطة ستتغير، ولن توافق على منح ابو مازن دولار واحد بشكل مباشر.
ولم تجدي اكثر من مائة لقاء أجراه وزير المالية الفلسطيني سلام فياض مع اعضاء كونغرس في تلة الكابيتول. كما لم تجدي حقيقة أن بوش نفسه يقف خلف الطلب بمنح مساعدة مباشرة للفلسطينيين. فالكونغرس يعيش صدمة عرفات وهو حذر من عدم الحماسة لاصلاحات السلطة. ومع أن هذا الخط يقوده محافظون مثل توم ديلي، زعيم الاغلبية في مجلس النواب ولكن حتى السيناتور المعتدل مثل جوزيف بايدن، زعيم الديمقراطيين في لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، أعرب عن عدم رضاه مما يجري في السلطة بقيادة ابو مازن.
وفي المجال السياسي أيضا فان ابو مازن سيخرج مع أقل مما توقع، ولكن ليس بخفي حنين. التقدير هو أنه سيحظى بتصريحات تأييد لزعامته، وبوعد أمريكي عام عن الالتزام بحل الدولتين والتقدم حسب خريطة الطريق. ولكن لا يدور الحديث عن رسائل تعهدات مثلما حصل شارون من البيت الابيض.
لا يعتزم الامريكيون حاليا اثارة نقاش في مسألة مستقبل حماس او نزع اسلحة المنظمات. وشددت رايس امس على ان الحديث يدور عن مسيرة طويلة وانه يجب الفهم بأن "ليس كل شيء سيتم بين ليلة وضحاها". من ناحية ابو مازن، هذا الموقف هو موقف هو مغزى، اذ انه يوضح بأن الولايات المتحدة لن تؤيد المطالب الاسرائيلية بالنزع الفوري لاسلحة المنظمات، ولن ترى في ذلك ذريعة لوقف التقدم في خريطة الطريق. وفي هذه الاثناء، فان الرئيس الفلسطيني وحاشيته يتصرفون بحذر مبالغ به في العاصمة الامريكية. النبرات مرنة جدا والتشديد هو على التغييرات التي تمر بها السلطة، اكثر منها على المطالب من اسرائيل. وحسب ناصر القدوة، المعروف كأحد الناطقين الحازمين للقضية الفلسطينية، فاجأ مستمعيه في معهد البحث الواشنطني، ورفض الاستجابة لفرص مهاجمة اسرائيل. وعندما سئل القدوة عن خرق وقف النار من جانب اسرائيل، اجاب بانه كانت هناك خروقات لوقف النار من الجانب الفلسطيني بقدر لا يقل.
الجيش الاسرائيلي - هآرتس - من عاموس هرئيل:
الجيش الاسرائيلي يوصي بنقل جنين الى السلطة الفلسطينية../
أوصى مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي أمس وزير الدفاع شاؤول موفاز بالعمل على نقل سريع للمسؤولية الامنية في جنين الى السلطة الفلسطينية، قبل تطبيق فك الارتباط. وحسب هؤلاء المسؤولين فان من المهم أن تنشر السلطة نشطاء أجهزتها الأمنية وتظهر سيطرة في المدينة، قبل أن تخلي اسرائيل اربع المستوطنات من شمالي السامرة.
في تقدير للوضع أجراه أمس شاؤول موفاز في السامرة، شارك نائب رئيس الاركان اللواء موشيه كابلنسكي وقائد المنطقة الوسطى يئير نافيه. وتجمد اسرائيل نقل مدن الضفة الى السلطة لان الفلسطينيين لم يفوا بتعهداتهم في مدينتي طولكرم وأريحا. ورد موفاز في أنه سيؤيد نقل مدن حسب الايفاء بالتعهدات الفلسطينية.
ونقل الضباط الى علم موفاز عن مؤشرات بأن السلطة تتوصل الى تسويات أولية مع المطلوبين في مدن اخرى. وعلى التسويات، التي يلزم بموجبها المطلوبون بعدم الانشغال بالارهاب وينضمون الى الاجهزة يوقع نشطاء فتح اساسا. اما مع مطلوبين من حماس فتجد السلطة صعوبة في التوصل الى تسويات مشابهة.
الفساد - معاريف - من مئير سويسا:
التحقيق يكشف النقاب عن التسيب في السجل السكاني../
ليس المستشفيات وحدها، كما يتبين تنكشف التفاصيل الاكثر سرية التي تخصنا امام كل من يشاء. فالفحص الشامل الذي اجري في وزارات الصحة، الداخلية والعدل كشف معطيات أكثر اقلاقا: السجل السكاني، مخزون المعلومات الاكبر في الدولة والذي يضم كل تفاصيل ممكنة عن كل مواطن ومواطن، مكشوف هو ايضا تقريبا امام كل من يشاء.
وكان وصلت الى وزارة الداخلية معلومات تفيد بان مصدر تسريب كبير ومخيف في حجومه مغروس في مخزون المعلومات للسجل السكاني. ويعود هذا المخزون الى مديرية السكان الخاضعة لوزارة الداخلية. وهو يعد الاكثر حساسية ولا سيما بسبب حقيقة أنه يتضمن تفاصيل عن كل مواطني دولة اسرائيل، سكانها ورعاياها الاجانب الذين يخدمون في الدولة. أرقام هويات، تواريخ ميلاد، عناوين، ارقام هواتف خلوية وتفاصيل مؤرشفة في مخزون محوسب.
من الفحوصات الشاملة التي اجريت في عدد من الوزارات الحكومية يتبين أن محافل عديدة في الدولة - فروع التأمين الوطني، بنوك، محافل أمنية بل وممثلي احزاب تلقوا من المشرف على الانتخابات قائمة سجل الناخبين (التي هي جزء من السجل السكاني) وأخذت منه نسخة بشكل غير قانوني. في بعض الحالات بيعت النسخة بالمال، واحيانا نقلت من يد الى يد. وفي معظم الحالات تدحرجت القوائم الكاملة الى شركات استطلاعات او شركات دعاية وتسويق خاصة.
فريق الفحص من وزارة الداخلية فحص التسريبات مع محققين من المخابرات والشرطة. وقرر المحققون بأنه في منظومة السجل السكاني توجد اخفاقات خطيرة، والاستنتاجات لم تتأخر في الوصول: على المشرف على الانتخابات أن يجري بحثا ورقابة جاريين عن نسخ سجلات الناخبين المسلمة. وللمرة الاولى يوصي المحققون بالنظر في واجب اعادتها في نهاية الانتخابات.
محافل الأمن أوصت بان يتم زرع في كل واحدة من النسخ شريحة مغلوطة او مشخصة، وبواسطتها يمكن التمييز بين المصدر وبين النسخة المنقولة. ذات الشريحة تمس بالملف في حالة محاولة نسخه. استنتاجات الفحص وضعت على طاولة وزير الداخلية اوفير بينس. حجوم الظاهرة وحقيقة أن سجل الناخبين وصل الى اياد غريبة بسهولة، فاجأت الكثيرين. وعليه فستقدم المخابرات من الان فصاعدا مساعدة ومرافقة ثابتة لمديرية السكان في كفاحها ضد تسريب المعلومات.

السلطة الفلسطينية - يديعوت - من روني شكيد:
الفلسطينيون: اكتشفنا جهاز التصفية الاسرائيلي../
"اكتشفنا جهازا سريا اسرائيليا، جهاز الكتروني حساس استخدمه الجيش الاسرائيلي في عمليات التصفية"، هذا ما افاد به قائد شرطة رفح، العقيد أحمد ابو نصيرة، في بيان رسمي نشرته السلطة الفلسطينية.
وبزعم الفلسطينيين، فان الجهاز بحجم 30 في 7 سم كان عثر عليه على جدار بجانب مستوطنة صوفا. وحسب الوصف فان الحديث يدور عن جهاز تنصت يتكون من اجزاء حساسة وفيه بطاريات. وحسب الفلسطينيين، فقد وضع هناك لاطلاق اشارات للطائرات الاسرائيلية التي تطلق الصواريخ.
وافاد قائد الشرطة بان الجهاز فكك رغم كونه جهاز صغير مع عناصر الكترونية عديدة. وفي اعقاب الكشف دعا قائد الشرطة سكان رفح وغيرها من الاماكن في غزة الى عدم لمس اجسام مشبوهة كهذه او غيرها. كما دعا السكان الى تبليغ الشرطة بكل جسم مشبوه منعا لتعريض الحياة للخطر ومنعا لاسرائيل من استخدام مثل هذه الاجهزة.



لبنان - يديعوت:
نصرالله يهدد اسرائيل: لدينا 12 الف صاروخ../
زعيم حزب الله، الشيخ حسن نصرالله هدد أمس بقتال كل من يحاول نزع سلاح منظمته. وجاءت اقوال نصرالله في الذكرى السنوية الخامسة لخروج الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان. واشار نصرالله الى أن سلاح حزب الله هو ضروري لحماية لبنان. وقال نصرالله لعشرات الاف اللبنانين الذين حضروا الاحتفال: "توجد احاديث عن نزع سلاح المقاومة. وأنا اقول بان كل تفكير بنزع السلاح هو جنون".
وقال نصرالله: "نحن من كبار مؤيدي السلام، الاستقرار والوحدة الوطنية. لا نريد أن نمس بأحد ولن نسمح لاحد بالاعتداء على لبنان. ولكن اذا ما فكر أحد ما بنزع سلاح المقاومة فاننا سنقاتله حتى الابادة". واشار نصرالله الى ان منظمته مستعدة للحوار في موضوع نزع السلاح ولكن كل محاولة لنزع سلاحها بالقوة سيؤدي الى رد بالقوة. "نحن نرى في كل من يحاول النيل من سلاحنا يدا اسرائيلية سنقطعها". وبالنسبة لاسرائيل هدد نصرالله بان لدى منظمته 12 الف صاروخ قادرة على الوصول الى شمالي اسرائيل. وهذه هي المرة الاولى التي يذكر فيها نصرالله رقما عن عدد الصواريخ التي في حوزته. واضاف بان "كل شمالي فلسطين المحتلة - المستوطنات، المطارات، الموانىء، الحقول والمزارع توجد تحت نار مقاتلي المقاومة الاسلامية".
متفرقات - يديعوت:
الحاصل على جائزة اسرائيل اوهاد نهارين: اسرائيل مجرمة حرب../
لم يمر اسبوعان منذ وقف اوهاد نهارين على المنصة، صافح رئيس الدولة قصاب وشكره على اختياره لنيل جائزة اسرائيل. أما الان فيتبين ان اللقب التمثيلي لم يمنع مصمم الرقص الشهير من الهجوم المنفلت على الدولة التي اختارت تقديم الاحترام له.
في نهاية الاسبوع الماضي نشرت مقابلة مع نهارين في صحيفة "غازيت" الكندية. فقد انتقد مصمم الرقص الاسرائيلي بشدة سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين ونقل على لسانه القول: "اني اواصل عملي فيما أنه على مسافة نحو 20كم مني يشارك الناس في جرائم الحرب. القدرة على ان افصل نفسي عن الوضع هي التي تجعله يستمر". وجاء في المقال ان نهارين يتطوع كمترجم لدى منظمة نسائية تراقب سلوك جنود الجيش الاسرائيلي في الحواجز في المناطق. وقال نهارين: "جنود الجيش لا يهدأون الا عندما يشعرون بان امهاتهم يراقبنهم. وهكذا يتقلص سوء استخدام القوة".
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 26/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 26/5/2005
مع اسناد يهودي - الى مصاعب التنفيذ
بقلم: أُسرة التحرير

رئيس الوزراء هبط امس في اسرائيل بعد زيارة ناجحة لدى يهود الولايات المتحدة نحو ما هو آخذ بالاتضاح كتخلف لا يحتمل في تخطيط فك الارتباط. وبالذات لان الانسحاب من غزة يلقى الترحاب في العالم اليهودي، بما في ذلك من منظمات أظهرت في الماضي ميولا يمينية متصلبة، يبرز التخطيط المخلول للحملة نفسها التي تراوح بين رمال نيتسانيم وعسقلان، بين كرفانات والشقق المأجورة، بين الاخلاء الطوعي والاخلاء بالقوة.
يخيل أن السير على البيض، محاولة عدم اغضاب المخلين، الاستعداد للانتظار حتى السأم لموافقتهم على الاخلاء، والمغازلة المصيرية للمخلين الذين سيوقعون على عقد الاخلاء - التعويض ويقبلون أحد الحلول السكنية التي تعرضها الحكومة - كل هذا ادى الى التعقيد والى التخلف في الاستعدادات. الظهور التلفزيوني لاريئيل شارون في اراضي نيتسانيم، وهو منكب على الخرائط ويوبخ الموظفين والوزراء في أنهم لا يفعلون ما فيه الكفاية، يدل على أنه في هذه الاثناء ان النتائج غير جيدة على أقل تقدير.
دون صلة باستعداد سكان غوش قطيف للاخلاء، على الدولة أن تقترح حلولا معقولة والاصرار على تنفيذها. قبل ثلاثة أشهر من موعد الاخلاء المقرر يجب التوقف عن الانشغال بصغائر الاخلاء، بالمظاهرات، بنفسية الشرخ ومؤامرات الاحباط من جانب المخابرات والانتقال الى المرحلة العملية. فقد كان يتعين على الحكومة منذ البداية اختيار مسار اخلاء شخصي وليس جماعي وتبليغ كل مخل بان بوسعه أن يختار مكان سكن داخل اسرائيل وان الدولة ستساعده في أن يستوعب فيه. والمطلب غير المعقول للمخلين بالبقاء في مجلس اقليمي واحد أدى الى البحث عن منطقة بناء تتلاءم مع الجميع. ما كان يمكن تنفيذ هذه الخطة الطموحة في فترة زمنية قصيرة، ناهيك عن أن المخلين حاولوا تحريكها وعرقلتها في آن واحد. فالانظار المحق الذي طرحته وزيرة العدل للمخلين مطالبة بان يقرروا وجهتهم، استجيب بسلسلة شكاوى لا داعي لها بالاضطهاد. والسلوك البكاء في جانب المخلين، والمداهنة من جانب الحكومة يؤديان الى القصور. في الوقت الذي يحث فيه شارون على بذل المزيد من الجهود، فان رجال مديرية الاخلاء يدعون بانهم لا يحظون بالاسناد.
لفك ارتباط توجد اغلبية في الكنيست، في الحكومة، في الجمهور الاسرائيلي، في دول العالم، والان يتبين أنه في يهود الولايات المتحدة ايضا. التصفيق الذي رافق شارون في ظهوره امام اللوبي اليهودي "ايباك" في واشنطن والمنظمات اليهودية في نيويورك، والاعراب عن التأييد غير المفهوم من تلقاء ذاته من رؤساء مؤتمر الرؤساء والمدارس الدينية الامريكية الثلاث للحاخامين، الذين يمثلون التيارات اليهودية المختلفة، كل هذه تضع امام الحكومة تحدي تنفيذي ملزم.
على سكان غوش قطيف أن يفهموا بان القضاء قد تم. وعلى اسرائيل أن تحرص على أن من يواصل معارضة الاخلاء حتى اللحظة الاخيرة سيحظى هو الاخر بحل سكني مناسب وتعويض حسب القانون. ومحاولة مواصلة المفاوضات مع المخلين الى ما لا نهاية ليست معقولة. لا ينبغي لرئيس الوزراء أن يوجه حركة الجرافات في الرمال، بل أن يحث وزرائه ومرؤوسيه على التنفيذ.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 26/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي -26/5/2005
مع انتهاء رحلة رئيس الوزراء
بقلم: يارون لندن
كاتب يساري

رئيس الوزراء يزور الولايات المتحدة من اجل تعزيز علاقاته مع اللوبي اليهودي وطرح خطته للانفصال أمام هذه المنظمة اليهودية المؤطرة. هذا اللوبي هو أحد المؤسسات واسعة التأثير في واشنطن، وهو لا يكتفي بدعم اسرائيل لدى الساسة الامريكيين وانما يُضفي على دولة اسرائيل الصغيرة الموجودة على ساحل البحر الابيض المتوسط صورة تفوق قوتها الحقيقية.
دول كثيرة في أرجاء العالم، مثل تركيا - التي تعبر عن مقتها لمعاملة اسرائيل للفلسطينيين - تعزز علاقاتها معنا ايضا من خلال الطريقة التي ينظرون فيها الى قوتنا في أروقة الحكم الامريكية، هذه القوة الحقيقية والوهمية على حد سواء، هي مصدر للخوف من نفاذها وتلاشيها. عدد يهود الولايات المتحدة آخذ في التناقص بوتيرة سريعة، والعلاقة النفسية التي يشعر بها الشبان اليهود تجاه اسرائيل ليست شجاعة مثل علاقة آبائهم في الماضي. يبدو ان تناقص عدد الجالية اليهودية وضعف علاقاتها مع اسرائيل هو مسألة لا مناص منها، ولذلك يتوقع ان يسحب من تحت أقدامنا بساط الدعم الذي تعودنا عليه في بحر عقد أو عقدين من الزمان. اسرائيل ستكون المركز الديمغرافي للشعب اليهودي حتى ذلك الحين، والمسؤولية عن مستقبله ستتوزع بين عدة مراكز كبيرة ومعدودة.
رئيس الحكومة اقترح على يهود امريكا ان ينضموا الينا، ولكن التاريخ يُحدثنا عن ان اليهود يغادرون مسقط رأسهم فقط عندما يتزعزع أمنهم الجسدي والاقتصادي. هذا ليس المستقبل المتوقع لأبناء الجالية الأكثر ثراء وثقة بأنفسهم في العالم. ناهيك عن عدم وجود احتمالية لاثارة حركة هجرة لدولة ذات اقتصاد يراوح في مكانه وغارقة في حرب لا نهاية لها. وإليكم الدليل الذي يؤكد ما نقول: رئيس الوزراء يطلب من يهود امريكا ان يدعموا السياسة التي تُبعد احتمالية انضمام أبناء هذه الجالية الينا.
مثلما يبخل شارون على رعاياه في اسرائيل بالتفسيرات لخطة الانفصال، ها هو يفعل نفس الشيء مع يهود امريكا الذين لم يحصلوا على ردود على اسئلتهم الملحة - مثلنا تماما: ما الذي تطمح اليه حكومة اسرائيل في نهاية العملية السياسية؟ ولماذا يعتقد شارون ان الانسحاب من غوش قطيف سيضمن لنا السيطرة على الكتل الاستيطانية خلف الخط الاخضر؟ وكيف سيحافظ اليهود في اسرائيل على تفوقهم الديمغرافي الآخذ في الضعف؟ أنصار اللوبي الصهيوني ردوا على تصريحات شارون بالتصفيق لان قادة هذا اللوبي لا يمثلون إلا من يعطوننا قلوبهم بصورة غير مشروطة. هؤلاء هم قلب الجالية اليهودية في امريكا، إلا انهم ليسوا اغلبيتها.
رحلة شارون اعتبرت كزيارة خاصة، وهو لم يلتق مع صانعي القرار في امريكا كما هو معروف لنا. وهذا لا يعني ان زيارته هذه كانت خالية من المغزى السياسي. عرض اللوبي الصهيوني لعضلاته هو بمثابة تذكير للرئيس الامريكي عشية زيارة أبو مازن للبيت الابيض. محمود عباس جاء الى العاصمة الامريكية حتى يحصل من السيد بوش على مقابل ما لحسن سلوكه. ولديه توصية ايضا: على طاولة بوش ورايس توجد وجهة نظر وليام وورد، مبعوث امريكا لشؤون الأمن في السلطة الفلسطينية. هو يعتقد ان أبو مازن يسير في الاتجاه الصحيح وأنه قد قام بأعمال لصالح اعادة تنظيم القوات الأمنية الفلسطينية. الفلسطينيون يأملون ان يصرح الرئيس الامريكي بالفم المليان عن وفائه لوعده بحتمية اقامة الدولة الفلسطينية، وان لا يكترث صانعو حدودها بتطلعات حكومة شارون (ضم الكتل الاستيطانية.

"العمل": عار التزييفات
لم يتضح بعد تماما حجم التزييف في قوائم المنتسبين لحزب العمل، ولكن الامر الواضح منذ الآن هو ان بعض ثروات الحزب الذي يطرح نفسه كبديل لحكم الليكود قد تبددت. الاحزاب التي تحلم مدة طويلة تُصاب بلوثة الفساد، الامر الذي يدفع الناخبين الذين يمقتون هذا الحزب الى البحث عن غيره، ولكن ماذا يفعل هؤلاء الناخبون الذين سيضطرون الى الاختيار بين الفاسد والأكثر فسادا؟.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 26/5/2005
الولايات المتحدة تُزيل الكوابح النووية
بقلم: رؤوبين بدهتسور
كاتب دائم في الصحيفة

(المضمون: الولايات المتحدة تناقض نفسها إذ تكافح انتشار السلاح النووي عند الآخرين ولكنها تدعو الى توسيع استخدامه في ترسانتها العسكرية - المصدر).

في ظل بعض السرية التي توفرها الأسماء المشفرة العسكرية، تقوم الادارة الامريكية بخطوة كبيرة اخرى الى الأمام - وخطيرة - ستقود الى تحويل القنبلة النووية الى سلاح مشروع لشن الحرب.
منذ الحادي عشر من ايلول 2001 أزالت الادارة الامريكية بالتدريج كل الكوابح النووية التي ميزت السياسة الامريكية في عهد الحرب الباردة. لم يعودوا يتحدثون عن القنابل النووية باعتبارها سلاح "المخرج الأخير". وليس هناك حديث ايضا عن الذرة كوسيلة ردع مثلى للدول النووية العظمى، وان الولايات المتحدة لن تكون أبدا أول من يستخدمها. في عهد الدولة العظمى الوحيدة الكاسحة التي تُزمع قيادتها على اعادة رسم العالم وفقا لنظرة جبروتية، تحول السلاح النووي الى أداة مطلوبة لادارة الحروب حتى في مواجهة الخصوم الذين لا يملكون سلاحا نوويا.
اذكروا اسم الشيفرة “Conplan8022”. قبل اسبوع كشفت "واشنطن بوست" النقاب عن وجود خطة عسكرية من وراء هذه التسمية الغامضة والتي قد يؤدي تحقيقها على الارض الى جر العالم الى حرب نووية. الخطة تتضمن خططا عملياتية ميدانية من اعداد القيادة الاستراتيجية العليا في الجيش الامريكي "ستراتكوم"، ومن ضمنها هجمة وقائية نووية على ايران وكوريا الشمالية. أحد عناصر هذه الخطة الأساسية هو استخدام السلاح النووي من اجل تدمير المنشآت الارضية التي تقوم كوريا وايران بتطوير سلاحها النووي فيها، لأن الامريكيين ليسوا بقادرين على تدميرها تقليديا.
بعد انتهاء الحرب في افغانستان تبين ان بعض المخابيء التي حفرها تنظيم القاعدة قد بقيت على حالها ولم تتضرر رغم الاستخدام الواسع للقنابل التي سميت "القنابل التي تُفتت المخابيء". من هنا كان الطريق قصير لاتخاذ قرار بتطوير قنابل نووية ستكون وحدها قادرة على النفاد الى باطن الارض حيث تقوم دول محور الشر ببناء سلاحها النووي.
التفسير الذي يصدر عن خبراء الادارة الامريكية يتحدث عن قنابل "صغيرة" وذات تأثير محدود على البيئة. تأثير الانفجار لن يلمس فوق سطح الارض والاشعاع النووي سيكون هامشيا و"الضرر الاشعاعي" الذي سيلحق بالمواطنين سيكون قليلا جدا. بناء على ذلك، ستزداد مصداقية الردع الامريكي في مواجهة "الدول المارقة" لانه من الواضح ان واشنطن ستسمح لنفسها باستخدام "القنابل الصغيرة" هذه، لانها ستدمر الاسلحة ولن تؤدي الى قتل عدد كبير من المواطنين. ايضا الحرب في العراق التي كان هدفها تدمير منشآت الاسلحة غير التقليدية لدى صدام حسين، إلا انها أدت الى الغرق في المستنقع العراقي، قد أسهمت في زيادة جاذبية السلاح النووي، ذلك لانه كان من المنطقي أكثر أن تتم إبادة منشآت صدام بواسطة عدة "قنابل صغيرة" نووية غير واسعة الضرر من ان تتورط الولايات المتحدة في حرب برية تورط 150 ألف جندي امريكي في الوحل العراقي.
المشكلة مع هذا الادعاء هي أنه بلا أساس حقيقي. من الواضح ان امريكا لن تستخدم أقل من 15 قنبلة صغيرة اذا هاجمت ايران أو كوريا الشمالية، ذلك لان عددا أقل من ذلك لن يحقق الردع والمنع المطلوبين إذا ما أخذنا عدد الأهداف ذات العلاقة في هاتين الدولتين. حسب المخطط ستكون قوة كل واحدة من هذه القنابل عشرة كيلوتون - وهي ثلثي قوة القنابل التي أُلقيت على هيروشيما وناغازاكي.
انفجار كل واحدة من هذه القنابل على مسافة بضعة أمتار تحت الارض سيدمر اغلبية المباني في دائرة تبلغ كيلومترين تقريبا. بعد ذلك ستكون هناك حاجة للاخلاء السريع لمنع الاصابة بالاشعاع النووي القاتل في عدة أمتار مربعة. البنايات والمزروعات والكائنات ستتلوث على مسافة تبلغ آلاف الكيلومترات، وربما تكون هناك ضرورة لمواصلة اخلاء السكان من آلاف الكيلومترات المربعة الاخرى. وكل هذا من دون ان نتطرق الى الآثار السياسية والسيكولوجية التي ستترتب على استخدام السلاح النووي للمرة الاولى بعد أكثر من ستين عاما. ادارة بوش تتعامل مع كل هذه الامور وكأنها "ضرر إشعاعي محدود".
بناء على ما ذُكر آنفا، يمكن القول ان سياسة انتاج القنابل النووية وإضفاء الشرعية على استخدامها ستكون صيغة أكيدة للكارثة. هذه سياسة تطمس الحدود بين الحرب التقليدية والحرب النووية، وذلك قد يؤدي بدوره الى زعزعة الاستقرار الاستراتيجي النسبي الذي نشأ بعد الحرب الباردة. اضافة الى ذلك، توجد في هذا التوجه رسالة تشجيعية لتطوير السلاح النووي من قبل الدول الاخرى مثل ايران وكوريا. هذا الامر يعكس وجود مفارقة داخلية في النهج الامريكي الذي يتحدث عن منع انتشار السلاح النووي من جهة ويشجع انتاجه من جهة اخرى، وبصورة عديمة المسؤولية.
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 26/5/2005
كفى، سئِمنا
بقلم: نحميا شترسلر

(المضمون: سلوك المستوطنين الجشع والابتزازي، والحكومة التي تنبطح أمامهم يثير القرف، وعلى الحكومة ان تتوقف عن تدليلهم وان تُلزمهم بالانسحاب طواعية وإلا فلتتركهم وراءها اذا شاءوا - المصدر).

قبل عدة ايام عاد شارون الى شخصية البلدوزر، حيث ظهرت صورته وهو في مواقع البناء في رمال نتسانيم وهو يضرب الطاولة بيده ويصرخ في وجه كل من حوله: "ابدأوا البناء فورا، فلا يوجد متسع من الوقت".
ولكن أحدا لم يسأله كم سيكلف هذا البناء غير المخطط. وكم ستكلف الفيلات المؤقتة وعلى حساب من ستكون، ربما على حساب مرضى السرطان الذين توجهوا أمس في التماس لمحكمة العدل العليا لان الحكومة ليست مستعدة لتوفير الدواء لهم مدعية ان الخزينة فارغة!!.
الخطيئة القديمة موجودة في قرار شارون الذي وافق عليه نتنياهو باخراج الانفصال من اطار الميزانية. عندما لا توجد قيود، تُخترق الحدود. وهكذا قام شارون باضافة 200 مليون شاقل للتعويضات بعد صدور القرار، ومن ثم جاء اشخاص طيبون مثل بايجا شوحاط وحاييم اورون وزادوا التعويضات بـ 800 مليون اخرى.
في البداية قال ممثلو الحكومة انهم لن يوافقوا على البناء في نتسانيم لاقامة مستوطنة جديدة، بأي شكل من الاشكال. ولكنهم الآن مستعدون للمس بالمحمية الطبيعية وبناء مستوطنة جديدة ايضا على مسافة 40 دقيقة من تل ابيب على شاطيء البحر.
ولكن المستوطنين ليسوا مستعدين حتى للانتقال الى الشقق الفارغة الكثيرة الموجودة في جنوبي عسقلان، لأن ذلك لا يليق بهم. هم يطلبون سكنا مؤقتا خاصا، يعني فيما يعنيه، إهدار اموال عامة ضخمة بلا سبب. الامر يتعلق الآن بكرفانات فاخرة يكلف الواحد منها 110.000 دولار يريدون نصبها منذ الآن على أطراف المنطقة المخصصة للبناء في نيتسان. لا أقل ولا أكثر. وهذه الفيلات المؤقتة ستبقى بطبيعة الحال بحوزتهم بعد استكمال البناء، وهكذا يحصلون على تعويض مضاعف عن المنزل الذي سيغادرونه.
اضافة الى ذلك يطالبون بالحصول على تعويض مضاعف عن الارض. ادارة الاخلاء، بتشجيع من ديوان شارون، اقترحت على مزارعي غوش قطيف الحصول على اراضي نوعية في أرجاء البلاد بالاضافة للتعويض الاعتيادي. ميني مزوز ذُهل من هذه المبالغة في العروض ورفض ذلك. ولكن ما لنا ولرأي المستشار القضائي، فالمزارعين سيحصلون على اراضي زراعية اضافية بجانب مناطق سكناهم فوق التعويض الاعتيادي (دونم مقابل دونم). وهكذا سيكون التعويض مضاعفا.
النتيجة هي انهم قالوا في بداية الطريق ان الاخلاء سيكلف 5 مليارات شاقل، ومن ثم 6 مليارات، ليصل الى 7 مليارات الآن، وهذا لا يشمل تكلفة الارض الاضافية. المليارات تتدفق بسهولة عندما لا يتعلق الامر بالسرطان أو بالناجين من الكارثة النازية.
في الصباح يقفون أمام وسائل الاعلام ويقولون انهم لن يخرجوا من منازلهم، وفي المساء يجلسون مع محاميهم ومع ممثلي الحكومة ويساومون على كل شاقل. بهذه الطريقة يجرون المفاوضات مع حكومة انبطاحية ورئيس حكومة فقد كل حساب.
وليس هناك وزير واحد يظهر ليقول ما يفهمه ويدركه كل مواطن: ان المستوطنين يحولوننا الى أضحوكة، وان من الواجب ايقاف مهزلة إهدار الاموال العامة على حساب دافعي الضرائب. لقد آن الأوان لاعلام المستوطنين الأعزاء بأن الدولة قد كفّت عن لعب دور الحاضنة التي تُدللهم. هي لن تحدد لهم موقع سكناهم وعملهم، ومن حقهم ان يحصلوا على تعويض مالي وفق القانون، فليأخذوه ويفعلوا به ما يشاؤون. بامكانهم شراء ارض زراعية أو مرفق أو منزل في أي موقع من البلاد. هناك شقق ومرافق تجارية واراضي فليسكنوها مثل باقي المواطنين في الدولة من دون إسكان مؤقت وكارفيلات (فيلا على شكل كرفان) ومن دون ادارة اخلاء.
المبدأ الثاني يجب ان نتعلمه من قائد شرطة منطقة السامرة الذي دعا اليه كل عناصر الشرطة القاطنين في غزة وأوضح لهم ان عليهم اخلاء منازلهم حتى العشرين من تموز. هكذا يتوجب على الحكومة ان تتصرف مع 7500 مواطن في غوش قطيف. عليها ان تُعلمهم بأن عليهم الرحيل وحدهم من دون جنود وشرطة ودراما أمام عدسات الكاميرا. ومن لا يفهم ذلك، عليه ان يعلم ان اسرائيل ستغادر القطاع بين 20 تموز و15 آب، وليستخلص النتائج لوحده. فهل سيكونون أبطالا كما يظهرون اليوم من دون الجيش الاسرائيلي؟.
------------------------------------------------------



معاريف - مقال - 26/5/2005

إرهاب اسلامي، إرهاب يهودي
بقلم: أوري دان
كاتب يميني

(المضمون: شارون مُعرض لخطر كبير من معارضي الانفصال الذين حاولوا جمع معلومات عنه باستعمال رجل أمن يعمل مع شارون - المصدر).

الرحلة مع اريئيل شارون في سِرداب الزمن اليهودي والشخصي كثيرة التقلبات على نحو لا مثيل له. مرّ نحو من عشرين سنة منذ ان جند جبريل الرجوب، وكان قائد المخربين الفلسطينيين في تونس، اسرائيليا من جنوب البلاد، لقاء خمسين ألف دولار لاغتيال وزير الصناعة والتجارة اريئيل شارون: اعترف الاسرائيلي أمام محققي "الشباك"، والمال في جيبه.
الآن، اعترف يهودي من سدروت أمام محققي "الشباك" بأنه قدم معلومات عن تصرفات شارون في مزرعته لصالح معارضي الانفصال، الذين يشغلون أنفسهم بمظاهرات عصيان مدني. عرف شارون عن الاعتقال منذ البدء، فقد كان ذلك شخصا شغلته شركة حراسة، لها رخصة للعمل في مكتب رئيس الحكومة تحت رقابة "الشباك"، الذي وقف على القضية بمبادرة منه.
رجل الحراسة يهودي، خريج وحدة مختارة، لعب بسذاجة لصالح معارضي الانفصال الذين استقوا منه المعلومات. كان رجل الأمن هذا من اجلهم مصدرا مهما، لأنه سُمح له بأن يدخل ايضا الى غرفة عمل رئيس الحكومة في مزرعته، من اجل ان يراقب مثلا شخصا من "بيزك" استدعي لاصلاح الهاتف. وكما صرح رئيس "الشباك" الجديد، يوفال ديسكن، "نحن ننظر بجدية الى الفكاهات ايضا".
ليس الوضع داعيا الى التفكه على الاطلاق، والخطر على حياة رئيس الحكومة كبير من قبل العرب واليهود المتطرفين على حد سواء. "في المرة القادمة لن يحاولوا بمسدس، بل بقذيفة أو بشحنة تفجير"، حذرت رئيس الحكومة أكثر من مرة. اجل، لقد أكدت سرايا رجال الأمن الاسرائيليين والامريكيين، الذين رافقوا شارون في الولايات المتحدة، الخوف على حياته. ولكن اذا كانت قبل الحادي عشر من ايلول عام 2001 تماما، قد أُلغيت زيارة لشارون الى الولايات المتحدة بسبب الخوف من الارهاب الاسلامي، فقد حرسوه في هذه المرة من الارهاب اليهودي ايضا، لمتطرفين يؤمنون بأنه "خان ارض اسرائيل".
في سِرداب الزمن تغيرت صورة شارون ايضا فوق صفحات الاسبوعية الاخبارية الامريكية الكبرى في العالم - "تايم" - قبل نحو 22 عاما، في شباط 1983 برزت على الصفحة الاولى للاسبوعية صورة شارون مع عنوان "الحكم - آثم". اتهمت الاسبوعية شارون آنذاك بأفظع المطاعن، وهو انه شجع الكتائب المسيحية في لبنان على ذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا. وبالقياس الى هذه الأكذوبة، تبْهت كل الأكاذيب الاخرى التي نُشرت وتنشر عن شارون في الاعلام. طلب شارون مقاضاة الاسبوعية، وقرر فريق المُحلفين ان الاسبوعية كذبت وطعنت في شارون. الآن نشرت الاسبوعية تقريرا في الصفحة الاولى عن شارون، لا يوجد أكثر منه إطراءا.
لو لم تكن قاضيت الـ "تايم" على فريتها - فربما لم تكن لتنتخب رئيس حكومة، ولم تكن "تايم" لتنشر صورتك الآن على الصفحة الاولى، داعبْت شارون في محادثة في الطائرة. "كان ذلك نضالا صعبا جدا، وأحد أهم النضالات التي أدرتها"، ضحك شارون وتذكر: "بعد سنة من تلك المقاضاة، استدعتني وليلي هيئة تحرير "التايم" لوجبة غداء لمصالحة في نيويورك. كل من كان مشاركا في الافتراء لم يحضر هناك.
أجل، الى اليوم نجح شارون في تجنيد سرداب الزمن لصالحه، وكما قيل - ما لا يصنعه العقل، يصنعه الزمن.
------------------------------------------------------












معاريف - مقال - 26/5/2005
يجب كون بديل
بقلم: ياعيل باز - ملماد
كاتبة يسارية

(المضمون: يجب البحث عن بديل للقيادة الاسرائيلية الحالية وإلا فان الثمن الذي سيدفعه الاسرائيليون سيكون باهظا جدا - المصدر).

ما تزال اسرائيل دولة ديمقراطية، وبالرغم من كل شيء فلا يوجد أي خطر حقيقي يتهدد هذه الديمقراطية. أجل يوجد فساد ولا توجد قيادة، ويبدو أننا ماضون ونقترب الى جمهورية موز، لكن أكثر الجمهور الاسرائيلي منذ كان، كان أفضل وأكثر اخلاقية من قيادته. ولهذا يمكن ان نفترض ان الامور لن تخرج عن الضبط. هذا الجمهور، وليس هو كله مرة اخرى، ولكن كثيرون أفاضل، يدرك اليوم انه يجب إرسال مركز الليكود، وجزءا من اولئك الذين انتخبهم المركز ايضا، الى البيت، وفي أسرع وقت. ولكن في الديمقراطية، كما في الديمقراطية، يُحتاج من اجل استبدال السلطة ايضا الى بُغض تلك السلطة القائمة، ولكن الى الاعتقاد ايضا بأن هناك بديلا. وهنا يكمن الشرك. فان الجزء الاول فقط من الجملة موجود. ولكن ماذا يساعدنا ذلك، اذا لم يوجد بديل؟.
على نحو طبيعي كان حزب العمل، مع قوى مثل شينوي وياحد، يُفترض ان تكون بديلا عن مركز الليكود ومندوبيه، الذين أصبحوا مقاولي تعيينات سياسية، بأمل ان يكونوا في المرة القادمة ايضا في مقام يستطيعون منه تسوية العمل وتوزيع الإفضال المناسب لمنتخبيهم. ولكن أي بديل يستطيع حزب العمل ان يعرضه، بعد ان نرى ما الذي يحدث هناك استعدادا للانتخابات التمهيدية القريبة؟.
واضح أننا قد ضقنا ذرعا، الى حد الاشمئزاز الحقيقي، من اولئك الموظفين الحزبيين السياسيين الذين لا ضوابط لهم، والذين يحاولون تهيئة العمل لابنة يولي ادلشتاين مثلا، وهي غير ملائمة ولا يحتاجها أحد، ما عدا وزير الخارجية، الذي يعرف ان لادلشتاين اليوم غير قليل من القوة في مركز الليكود. وسئمنا ايضا وزراء يكذبون بوقاحة على الجمهور الذي يفترض ان يمثلوه، من مثل وزيرة التربية، لانها فقط تحاول ان تبني نفسها سياسيا بواسطة تقرير دوفرات. وضقنا ذرعا ايضا بوزير المالية، الذي يجد فجأة 400 مليون شاقل يزيدها على جهاز التربية، وهو ايضا جزء من ذلك التآمر على جمهور آلاف المعلمين. ضقنا ذرعا بهم، ليذهبوا.
حسن، ولكن من الذي سيحل محلهم؟ هل اهود براك؟ هل عمير بيرتس؟ أو فؤاد بن اليعيزر؟ هذا ليس جديدا، صحيح. إننا نعرف الاشخاص الرئيسين الذين يعملون في حزب العمل. غير ان الامور في هذه المرة أكثر شدة. اذا لم يقم في هذه الساعة الصعبة ايضا، وعورة الليكود تُكشف في كل يوم على نحو يثير القشعريرة، رجال حزب العمل ويلفظوا من بينهم القيادة القديمة، فانه يمكن ان نراهم مسؤولين عن استمرار سلطان الليكود، وعن استمرار تدهور الفساد في الدولة، اذا كان هناك مكان يمكن ان نتدهور اليه. يوجد اليوم في العمل أناس ممتازون. من اولئك أوفير بينس، وايتان كابل، واسحق هرتسوغ، ومتان فلنائي وعامي أيلون بالطبع، وكثيرون أفاضل آخرون لم يُعدوا هنا. يجب إعطاؤهم القيادة الآن. لا يوجد ما نصنعه. يجب ان نقفز جيلا. الوضع الصعب هو الذي يلزمنا ذلك. يجب علينا الحصول على بديل، ويجب علينا الحصول على أمل.
على خلاف ما يبدو يوجد في السياسة الكثير جدا من الاشخاص الممتازين النزيهين، من كل الاحزاب. في الليكود ايضا يوجد أناس مثل تسيبي لفني، أو ميخائيل ايتان وعوزي لنداو. وتوجد شينوي ايضا، التي تختار الصمت لسبب ما في هذه الساعات الصعبة بالذات. لهذا الحزب 14 مندوبا، ومنذ ان ترك الحكومة لم يُسمع صوته. حتى يوسف لبيد يسكت. أين هم عندما نحتاجهم؟ اليوم نحتاجهم أكثر من كل مرة، ونحتاج الى أناس من مثل عوزي ديان وجماعته السياسية الجديدة. نحتاج الى كل القوى الجيدة في السياسة، من اجل إزالة الوباء الفظيع للسياسيين من مثل يسرائيل كاتس وسلفان شالوم وليمور لفنات.
نحن نستحق ذلك. نستحق ان نكون قادرين في يوم الناخب على إبعاد من لا يستحق وأن نضع بدلا منهم أناسا آخرين. نستحق أكثر. نستحق ان لا يدير هذه الدولة بضعة آلاف من اعضاء مركز الباحثين عن وظائف، بل جماعة من القادة ينشئون هنا برنامج يوم جديدا، يقوم في رأسه محاربة الفساد.
لا يمكن ان نفكر أبدا ماذا سيحدث اذا لم يكن بديل، وأن من يدير الدولة اليوم سيديرها في السنوات القادمة ايضا.
------------------------------------------------------








هآرتس - تقرير - 26/5/2005
الوثائق السرية لإلغاء المواطنة
بقلم: شاحر ايلان
في عام 1999 ألغت وزارة الداخلية مواطنة ميمي اشتو وابنيها. منذ ذلك الوقت تمكث اشتو والاولاد وزوجها في البلاد بغير مكانة، وبغير امكان عمل وبغير مساعدة ما من الدولة. في الاسبوع الماضي نشرت صحيفة "هآرتس" في اطار سلسلة "تقرير هآرتس - من هو المواطن" تقريرا اهتم بالسهولة التي لا تحتمل لالغاء المواطنة وأثار اسئلة صعبة تتعلق بصحة اجراء إلغاء المواطنة لـ اشتو، في الجملة في ضوء حقيقة ان اربعة اخوتها يعيشون كمواطنين في اسرائيل. يُبحث الموضوع الآن في محكمة العدل العليا على إثر استئناف قدمته المحامية نيكول مائور من مركز التعددية اليهودية.
ولكن بغير أي صلة بالقرار الذي ستأخذ به محكمة العدل العليا، فان الوثيقة التي وصلت الى صحيفة "هآرتس" تكشف عن ان وزارة الداخلية كان يجب عليها ان تمنح اشتو وكثيرين آخرين أُلغيت مواطنتهم منزلة مقيم دائم، وهي التي تمنح حقوقا تساوي تقريبا حقوق المواطن. هذا ما أمر به وزير الداخلية ابراهام بوراز في رسالة أرسلها في الثاني والعشرين من نيسان عام 2004 لمدير ادارة السكان آنذاك، هرتسل غيداج. كما في حالات كثيرة اخرى، لم تُجهد ادارة السكان نفسها على نحو خاص للوفاء بتوجيه بوراز. وهذا ما جاء في رسالة بوراز: "اذا ما أُلغيت مواطنة شخص ما… فان هذا الشخص يحصل على منزلة مقيم دائم… اذا ما وُفي بالشروط المؤتلفة هنا: أ- للشخص ولد هاجر معه الى اسرائيل أو وُلِد في اسرائيل أو ولد وصل سن البلوغ في اسرائيل. ب - مرت ثلاث سنوات منذ هاجر الشخص الى البلاد. كل ما قيل أعلاه سيجري على إلغاءات المواطنة التي تمت في الماضي وكذلك على إلغاءات المواطنة التي ستتم في المستقبل".
"كان يجب منح منزلة لكل من أُلغيت مواطنته ويفي بالمعايير"، يقول بوراز. "أصدرت التوجيه قبل 3 - 4 أشهر من تركي عملي. يمكن ان يكون ذلك لم ينفذ، فجزء من هؤلاء الموظفين لا يحبون غير اليهود ويريدون إبعادهم ببساطة".
بين وزيرين
في الرابع عشر من تشرين الثاني 2004 فقط أصدر المدير الجديد لادارة السكان، ساسي كتسير، توجيها أمر بعدم طرد آباء أبناء أُلغيت مواطنتهم بعد ان أصبحوا قد مكثوا في البلاد أكثر من ثلاث سنوات. على عكس رسالة الوزير، لم يتطرق التوجيه الى أناس أُلغيت مواطنتهم في الماضي.
غير ان هذا التوجيه كانت له حياة قصيرة على نحو خاص. ففي الاول من كانون الاول أقال رئيس الحكومة اريئيل شارون وزراء شينوي وفي ضمنهم بوراز. في العاشر من كانون الثاني دخل الى وزارة الداخلية الوزير أوفير بينس من العمل. واستغل كتسير مهلة الاربعين يوما من اجل إلغاء التوجيه.
الناطقة عن ادارة السكان سابين حداد، أبلغت ردا على ذلك: "توجيه الوزير بوراز نُقل الى مدير ادارة السكان ساسي كتسير قبل ترك الوزير مكتبه بقليل". ي
05-26-2005, 04:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #16
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الأحد 29/أيار/2005 العدد 8802


المصدر السياسي
قسم العناوين الأحد 29/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- طفل قتل طفلة.
- بالدم البارد.
- أبو مازن لبوش: افتح المجال لادخال جنودنا من الاردن.
- "الرب لم يحمها".
- العزاء في الصف: يضيئون الشموع ويبكون.
- ابتداء من العام 2005: ثلاث حالات قتل متورط فيها فتيان.
- "أتذكر فقط اني صفيتها".
- "الاصلاحات في قوات الاحتياط ستحطم الجيش".
- اليوم: الحكومة تصادق على الافراج عن 400 فلسطيني.
معاريف:
- معيان قتلت عبثا.
- "لا ادري لماذا".
- مصادر سياسية: بوش قال لابو مازن ما يريد أن يسمعه.
- الجنرال وورد سيشرف عن كثب.
- خرج من البار، صادف طفلة وقتلها.
- "ليس هكذا حلمت بان تشتهر معيان".
- القمامة تملأ المياه الجوفية.
- استطلاع: الامريكيون يؤيدون هيلاري كلينتون للرئاسة.
هآرتس:
- بوش لابو مازن: اذا نزعتم سلاح المطلوبين، فسأطلب من شارون نزع المواقع الاستيطانية.
- الجيش الاسرائيلي يضع اليد على حزام ناسف قرب نابلس.
- في الليكود يجدون صعوبة في فهم النصوص.
- في السلطة القيادة راضية أما الجمهور فأقل رضى من لقاء ابو مازن - بوش.
- السلطة: سنجند 5 الاف شرطي ينتشرون في مناطق الانسحاب من غزة.
- استدعاء 8 الاف من قوات الاحتياط للخدمة في اثناء فك الارتباط؛ قلة سيشاركون في الاخلاء.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأحد 29/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - أمريكا/السلطة - هآرتس - من عكيفا الدار وآخرين:
بوش لابو مازن: اذا نزعتم سلاح المطلوبين، فسأطلب من شارون نزع المواقع الاستيطانية../
الرئيس الأمريكي جورج بوش، وعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) اذا ما نزع سلاح المطلوبين بأن يطالب رئيس الوزراء اريئيل شارون بنزع كل المواقع الاستيطانية العشوائية في الضفة. وفي لقائهما يوم الخميس قال بوش لابو مازن انه اذا أوفت السلطة بتعهداتها المنصوص عليها في خريطة الطريق، وعلى رأسها نزع السلاح، فانه سيتوجه الى شارون في هذا الشأن فور استكمال اخلاء قطاع غزة وشمالي السامرة. وامتنعت الادارة حتى الان عن الضغط على شارون خشية أن تجعل تنفيذ فك الارتباط صعبا عليه من ناحية سياسية داخلية.
وقال مصدر سياسي كبير أمس انه علم من تقرير وصلت من واشنطن أن بوش أوضح لعباس بأن قيام حكم واحد وجيش واحد هما شرطان لازبان لقيام دولة فلسطينية ديمقراطية. وأعلن ابو مازن بأنه لا يعتزم حرمان حركة حماس من حق التنافس في الانتخابات، ولكنه مستعد لان يشرع فورا بأعمال عسكرية لفرض القانون والنظام ضد كل جهة تبادر الى أعمال عنف ضد اسرائيل. وأضاف أبو مازن بان الأمر منوط برفع معارضة اسرائيل لتزويد السلاح والمعدات الحيوية لاجهزة الأمن الفلسطينية.
في أعقاب الاحساس بعدم الراحة، الذي بثه الاسرائيليون بعد لقاء بوش - عباس يوم الخميس، أوضحت الادارة الامريكية في نهاية الاسبوع بأن كل الوعود التي قطعت لعباس من بوش في اللقاء لا تخرج عن الخط المعروف للولايات المتحدة. وحسب الناطق بلسان مجلس الأمن القومي، فردريك جونز، فان كل ما قاله بوش للزعيم الضيف هو مثابة تكرار لما ورد في خطاب الرئيس في 24 حزيران 2004 وفي رسالة الضمانات التي وجهها الى رئيس الوزراء اريئيل شارون.
والى ذلك علم أن النيابة العسكرية العامة أنهت مؤخرا اعداد أوامر جديدة تتيح تقديم مواطنين اسرائيليين الى المحاكمة على مخالفات ارتكبوها في المناطق، وليس لها مواز في القانون الاسرائيلي، مثل نقل كرفانات ونصبها دون ترخيص. والأوامر الجديدة، التي ترمي الى تطبيق بعض استنتاجات تقرير المواقع الاستيطانية الذي رفعته قبل وقت غير بعيد المحامية تاليا ساسون ستعدل التشريع الامني. كما أن الحكومة ستصادق اليوم عن نحو 400 سجين فلسطيني. وهذه هي المرحلة الثانية من الايفاء بالتعهدات الاسرائيلية في محادثات شرم الشيخ في شباط الماضي، حين قطع الوعد بالافراج عن 900 سجين. وليس بين السجناء قتلة اسرائيليين (ممن لهم "دم على الايدي"). ولكن معيارا اساسا واحدا جرى تخفيفه لاجل الايفاء بالسقف المقرر للافراج.
وفي نهاية الاسبوع أكدت محافل امريكية بأن الولايات المتحدة قررت الاستجابة للطلبات الفلسطينية بتوسع صلاحيات المنسق الامني الجنرال وليم وورد. وحسب المصادر فان وورد لن يركز من الان فصاعدا على مساعدة الفلسطينيين في تنفيذ الاصلاحات الامنية فقط بل وسيعنى بالتنسيق والوساطة الامنيين بين الفلسطينيين واسرائيل. وفي يوم الجمعة، مع ختام زيارته الى الولايات المتحدة، أعرب أبو مازن عن رضاه من القرار بتوسيع صلاحيات وورد. وحسب أبو مازن، فان القرار هو تعبير عن التزام الولايات المتحدة بالمسيرة السلمية في المنطقة.
وكان موقف اسرائيل حتى الان ان لا حاجة الى توسيع دور وورد. فعندما عين وورد في منصبه قبل نحو ثلاثة اشهر، تحدد دوره بمساعدة الفلسطينيين في اعادة بناء وترميم الاجهزة الأمنية. وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس بان برأيها لا مجال لتدخل طرف ثالث في التنسيق الامني الميداني وانه ينبغي ان يتم بين اسرائيل والسلطة.
غير أن غياب التقدم في هذا المجال والتخوف من اندلاع العنف أديا بالادارة الى القرار بالتدخل مع ذلك في الوساطة الامنية بين اسرائيل والفلسطينيين. ومع ذلك، فان وورد لن يعنى بالتنسيق السياسي بين الطرفين وسيركز فقط في السبل لتعزيز التعاون الميداني.
وافادت مصادر فلسطينية أمس معقبة بأن وورد يعنى على اي حال منذ الان بالتنسيق الامني بين الطرفين، غير أن اسرائيل، التي تعارض تدخل طرف ثالث في التنسيق، تدير قنوات حوار موازية مع محافل في السلطة. وفي أعقاب القرار يبدو أن وورد سيدير التنسيق على نحو منفرد. وهكذا، حسب الفلسطينيين، لا يمكنهم في اسرائيل أن يدعوا بانه لا يوجد تنسيق أمني. في الاشهر الاخيرة يترأس وورد فريقا من 24 رجل أمن، يشرفون على الاتصالات بين اسرائيل والسلطة وكذا على تقدم الاصلاحات في السلطة. معظم عمل وورد في الجانب الفلسطيني يجري حيال وزير الداخلية، الجنرال نصر يوسف. واضافة الى وورد، تعمل في الاشهر الاخيرة طواقم أمنية من اوروبا، في مشاريع مختلفة تتعلق بتأهيل الشرطة الفلسطينية.
كما أعلنت الادارة أنها ستعمق دورها الدبلوماسي في المنطقة، من خلال سلسلة زيارات يقوم بها مسؤولون امريكيون كبار. نائب رئيس مجلس الامن القومي، اليوت ابرامز ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط دافيد وولتش، سيصلان الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية قريبا. وفي حزيران ستصل وزيرة الخارجية رايس.
يديعوت - من ناحوم برنياع وشمعون شيفر:
أبو مازن لبوش: افتح المجال لادخال جنودنا من الاردن../
في اثناء زيارته الى الولايات المتحدة طلب رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن من الرئيس بوش الضغط على اسرائيل للسماح بادخال 1.500 جندي من لواء بدر الفلسطيني، المتواجدين في الاردن. وفي نهاية الاسبوع أوضحت اسرائيل للادارة الامريكية بأن ردها سلبي وان الموضوع ليس قابلا للمفاوضات.
في محادثاته مع الرئيس بوش، اشار ابو مازن الى أنه يحتاج لجنود اللواء لمنع اعمال الارهاب. مسألة "لواء بدر" توجد على جدول الاعمال الاسرائيلي - الفلسطيني منذ اتفاقات اوسلو. في العام 1994 رفض رئيس الوزراء رابين طلب السماح لدخول جنود اللواء. ومنذئذ بقي الموقف الاسرائيلي على حاله. وقبل بضعة اشهر طرح الموضوع من جديد في اثناء زيارة الملك عبدالله الى مزرعة رئيس الوزراء شارون. ومعروف أن عبدالله يؤيد طلب رئيس السلطة، ولا سيما لان عمل اللواء الفلسطيني على الاراضي الاردنية تسبب لنظامه وجع رأس لا بأس به. وفي نهاية الاسبوع الماضي، كما أسلفنا، اوضحت اسرائيل للامريكيين بانها ترفض بحزم دخول جنود اللواء الفلسطيني. وبالمقابل علمت "يديعوت احرونوت" انه في المحادثات مع قادة الادارة روى أبو مازن بأن وزير الامن الداخلي في حكومته، نصر يوسف، طلب من وزير الدفاع شاؤول موفاز لدى لقائهما قبل عدة ايام أن تزود اسرائيل الذخيرة للقوات الفلسطينية في ضوء النقص الخطير في السلطة. وبزعمه قال له موفاز: "يمكنكم أن تشتروا الذخيرة في السوق الحرة. وهذه دعوة لتهريب السلاح"، اشتكى ابو مازن على مسمع من الامريكيين.
كما علم أن المؤتمر الصحفي المشترك لبوش وابو مازن يوم الخميس خيب الآمال في مكتب رئيس الوزراء في القدس. مستشار شارون دوف فايسغلاس هاتف رئيس مجلس الامن القومي في البيت الابيض، ستيف هيدلي وتحفظ من أقوال الرئيس بوش على أن الاتفاق المستقبلي سيقوم على اساس حدود 1967. وفي أعقاب الحديث نشر الناطق بلسان البيت الابيض ايضاحا يقضي بأن الولايات المتحدة متمسكة بنص الرسالة التي بعث بها الرئيس بوش الى شارون، وحدد فيها أنه في المفاوضات على التسوية الدائمة ستأخذ الولايات المتحدة بالاعتبار التجمعات السكانية اليهودية في الضفة.
معاريف - من اليئيل شاحر:
مصادر سياسية: بوش قال لابو مازن ما يريد أن يسمعه../
هل قال بوش في موضوع الكتل الاستيطانية لشارون شيئا، ولابو مازن شيئا آخر؟
صرح الرئيس الامريكي في نهاية الاسبوع، بعد لقائه مع ابو مازن، بأن كل خروج عن خطوط وقف النار للعام 1949 يجب ان يتم بالاتفاق بين الطرفين. ويظهر هذا التصريح كمتعارض مع وعد بوش - شارون بانه في التسوية الدائمة ستؤخذ بالاعتبار المراكز السكانية التي بنيت في المناطق منذ العام 1967. واشارت مصادر اسرائيلية الى ان بوش قال لابو مازن ما اراد أن يسمعه، والتصريح يرمي الى تهدئة مخاوف الفلسطينيين من رسالة التعهد لبوش قبل عام.
واشارت مصادر في حزب العمل أمس بأنه لا تناقض بين اقوال بوش لشارون ووعوده لابو مازن. فقد قال هذا المصدر من العمل انه "في الرسالة لشارون ايضا مفهوم أن الكتل الاستيطانية ستبقى في يد اسرائيل بعد مفاوضات". وبيرس نفسه قال في الموضوع ان ابقاء كتل استيطانية بيد اسرائيل، ممكن فقط في ظل ادارة مفاوضات وموافقة مشتركة على ذلك بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال بيرس ان "على اسرائيل ان تجلس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وان تجري معهم نقاشا صريحا حول مستقبل الكتل الاستيطانية الكبرى. واعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق حقيقي وجدي على ابقاء الكتل في ايدينا، ولكن بدون موافقة سيكون هذا صعبا جدا، وبرأيي متعذرا".
أما النائب عوزي لنداو فقال أمس في هذا الشأن ان "تصريحات الرئيس بوش تكشف النقاب عن الخدعة وكأن اسرائيل حصلت على مقابل لقاء فك الارتباط. مرة اخرى ثبت أن رئيس الوزراء يضلل الجمهور، ولا يمكن الثقة بتصريحاته. في فك الارتباط، لم تحصل اسرائيل على اي مقابل".
معاريف - من عمير ربابورت:
"شروط الخدمة" - سيارات مرافقة لكبار المطلوبين الفلسطينيين ../
السلطة الفلسطينية توشك على أن تضع تحت تصرف كبار المطلوبين ممن تصدروا قائمة اهداف الجيش الاسرائيلي، سيارات مرافقة.
فمن أجل الحفاظ على وقف النار الهش، تفضل السلطة الفلسطينية تجنيد المطلوبين الى صفوفها بدل الصدام معهم. وحتى الان جندت الى صفوف الشرطة الفلسطينية عشرات المطلوبين الذين يتلقون الرواتب، عمليا، فقط مقابل التعهد بالتوقف عن الانخراط في العمليات. ولكن يتبين بأن الراتب الشهري المدفوع لا يكفيهم، وهم يطالبون الان، في اطار مفاوضات مكثفة يديرونها مع السلطة، بترفيع رتبهم الى مناصب كبيرة "على الورق" في سلك الشرطة الفلسطينية، يتناسب مع المكانة التي كانت لهم في صفوف منظمات الارهاب.
وليس هذا فقط: فبما يتناسب والمكانة الجديدة، فانهم يطالبون لانفسهم بسيارة شخصية مرافقة بتمويل كامل من السلطة الفلسطينية.
وحسب معلومات توفرت لدى الجيش الاسرائيلي، فان السلطة مستعدة للاستجابة لهذا الشرط بالنسبة لبعض المطلوبين. ليس واضحا بعد اذا كان المطلوب الاكثر شهرة زكريا الزبيدي، الذي يترأس التنظيم في جنين، سيتمتع هو ايضا بشروط عمل محسنة.
الوضع الامني - معاريف - اليئيل شاحر وآخرين:
الجنرال وورد سيشرف عن كثب../
توصلت الادارة الامريكية الى استنتاج بأنه من أجل ضمان نجاح خطة فك الارتباط، فان على الولايات المتحدة ان تدخل الى الصورة. وعليه فقد بعثت الى المنطقة بالجنرال وليم وورد الذي يفترض أن ينسق بين اسرائيل والفلسطينيين قبل الاخلاء وفي اثنائه.
حتى الان، عني الجنرال وورد بمهمات الارشاد والمساعدة لاقامة المنظومة الامنية للسلطة الفلسطينية. أما الان فقررت الولايات المتحدة توسيع صلاحيته وتكليفه ايضا بمهمات الوساطة الامنية بين اسرائيل والفلسطينيين. وحسب تقارير في "واشنطن بوست" و "نيويورك تايمز"، فانه من أجل ضمان نجاح الاخلاء ومنع اطلاق النار على قوات الجيش الاسرائيلي المنسحبة وعلى القرى والمدن الاسرائيلية، فقد فهموا في الادارة بان هذه الخطوة الزامية.
وعن التغيير في نهج الادارة روى أمس رئيس السلطة، في اثناء زيارته الى واشنطن في لقاءه مع المراسلين والمحللين العرب. اما في مكتب رئيس الوزراء فقد اشاروا الى أنه من غير المتوقع تغيير هام في أعقاب توسيع صلاحيات وورد، "فمنذ الان نلتقي مع وورد بتواتر عال". ومع ذلك فقد اعربوا في جهاز الامن عن قلقهم من أن يجلس وورد في لقاءات التنسيق الامني بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال مصدر امني كبير انه "عندما يجلس طرف آخر في الغرفة، يتصرف الفلسطينيون على نحو مغاير".
والى ذلك قال النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس في اثناء لقائه مع نشطاء في عكا، في الطيرة وفي كفربرا "ان اسرائيل ستكون ملزمة باخلاء مستوطنات اخرى في الضفة". وحسب أقواله فان الحديث يدور عن مستوطنات "سيكون من الصعب ادراجها في الخريطة المستقبلية لدولة اسرائيل.. فالقول ان كل المستوطنات ستبقى في مكانها في اليوم التالي لخطة فك الارتباط، ليس معقولا ولن يحصل!".
كما أن السلطة الفلسطينية تعتزم تجنيد نحو 5.000 شرطي فلسطيني قريبا للاشراف على الاملاك والمنازل بعد أن تخلي اسرائيل المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة وفي شمالي السامرة.
وافاد الناطق بلسان الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة، بان السلطة ستشرع في تجنيد واسع للشرطة الفلسطينيين في أجهزة الأمن. وقال ابو خوصة لوكالة "رويترز" ان الشرطة الذين سيتجندون سيجتازون 45 يوما من التدريب، وبعد ذلك يتم تصنيفهم في الوحدات المختلفة في أجهزة الأمن الفلسطينية. كما قال ابو خوصة ان الشرطة الفلسطينيين سيكونوا غير مسلحين، لنقص في البنادق والمسدسات.
وقال الناطق ان اسرائيل وضعت في صورة نية السلطة الفلسطينية تجنيد شرطة اضافيين استعدادا لفك الارتباط انطلاقا من السعي للسيطرة على المنطقة المخلية.
هذا وستقر الحكومة اليوم الافراج عن 400 سجين فلسطيني لتعزيز رئيس السلطة أبو مازن ومن ثم ستنعقد لجنة شؤون السجناء لتقر بالاسم اسماء السجناء الذين سيفرج عنهم.
وفي نهاية الاسبوع وقعت عدة حوادث اطلاق نار في القطاع. فقد انفجرت عبوة ناسفة يوم الجمعة الى جانب قوة من الجيش الاسرائيلي في منطقة حاجز ايرز. ولم يصب أحد بأذى ولم تقع اضرار. وانفجرت العبوة بجانب موقع للشرطة الفلسطينية، والان تفحص اوساط الجيش الاسرائيلي اذا كان الشرطة الفلسطينيون تعاونوا مع واضعي العبوة.
وفي حادثة اخرى اكتشفت قوات الجيش الاسرائيلي عبوة بوزن 40 كيلو غرام في منطقة كيسوفيم وفككتها.
وفي نهاية الاسبوع قتل نشيط من حماس في انفجار عبوة عني أغلب الظن بتشغيلها. وفي هذه الاثناء تتواصل الجهود لتبديد التوتر بين حماس وفتح بوساطة المخابرات المصرية. وقد تدهورت العلاقات بين الحركتين على خلفية الانتخابات للمجالس المحلية. واشارت مصادر في غزة الى أنه تتجة النية الى اقامة جهاز مشترك لحل المشاكل بين الحركتين. وقال اسماعيل هنية من قادة حماس ان هذه "ازمة عابرة وسنتغلب عليها".
هذا والقت قوات الجيش الاسرائيلي أول أمس القبض على مهرب فلسطيني حاول ادخال حزام ناسف الى الاراضي الاسرائيلية. وذلك قرب حاجز بيت ايبا غربي السامرة. وعلمت "معاريف" أنه وضعت اليد على الحزام الناسف بعد أن اشتبه الجنود برجل فلسطيني شاب وصل الى الحاجز وتلبث في العبور فيما كان يسمح لفلسطينيين آخرين بالعبور قبله.
-----------------------------------------------------





المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأحد 29/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 29/5/2005
لجنة تقرر جنس الوليد
بقلم: أُسرة التحرير

امكانية تحديد جنس الوليد غدت في السنوات الاخيرة عملية في اعقاب تطور تكنولوجيا التشخيص، والتي تتيح فحص جيني لخلايا الجنين في التلقيح المخبري. واليوم يمكن المعرفة حتى قبل ادخال الجنين الى الرحم اذا كان ذكرا أم انثى. وفي الحالات التي يوجد فيها خطر مرض وراثي ينتقل عبر أحد الجنسين، فانه يمكن منع ولادة طفل من الجنس الذي يحمل جين المرض.
حتى اليوم لم تستخدم هذه التكنولوجيا الا لمنع الامراض بالولادة، ولكن قبل اسبوع قررت وزارة الصحة السماح باختيار جنس الوليد حتى عندما لا يكون لذلك مبرر طبي. وبدأت تعمل في الوزارة لجنة مخولة بالسماح للابوين باختيار جنس الطفل عندما يكون الامر لازما لاسباب نفسية. لجنة الاستثناءات هذه، التي يحظر نشر اسماء اعضائها (خشية ممارسة الضغوط عليهم) خولت بالسماح باستخدام التكنولوجيا لاختيار جنس الوليد في الحالات التي أدت فيها ولادة أربعة اطفال وأكثر من جنس واحد "على نحو ذي مغزى وجوهري الى مس بالصحة النفسية لاحد الابوين". غير أن هذا المعيار هو اشكالي وغريب. فمن تضررت صحته النفسية نتيجة ولادة أربعة اطفال له من جنس واحد، لن تتحسن صحته أغلب الظن بولادة الطفل الخامس. ويجب الافتراض بأن الحديث يدور عن مسلمة اجتماعية أكثر مما هو عن مشكلة نفسية.
في القطاعات المختلفة من السكان يوجد ضغط اجتماعي لانجاز ابن ذكر. وفي الوسط الديني توجد فرائض تدعو الى ولادة الاطفال من الجنسين. ويمكن الافتراض بان الخيار الطبي الجديد سيؤدي الى ممارسة الضغط على النساء لتنفيذ تخصيب مخبري لا داعي له بعد أن يكن قد أنجبن بشكل طبيعي وذلك فقط تلبية لامنية انجاب طفل من جنس ما. التخصيب المخبري ليس موضوعا يستخف به، ففي اثنائه تحقن المرأة بالهرمونات بكميات كبيرة على مدى زمن طويل. ومنذ اليوم توجد اسرائيل في المكان الاول في العالم من حيث عدد التخصيب المخبري بالنسبة للفرد الواحد.
لجنة الاستثناءات تشكلت بنية طيبة: حظر استخدام التكنولوجيا بشكل عمومي والسماح باستخدامها بشكل محدود. وكان الافتراض هو أن الثمن المرتفع (نحو 15 الف شيكل للعلاج الواحد والذي لن تساهم فيه الدولة) سيقلص الطلب. غير أن هذا نهج مغلوط من اساسه. فمجرد وجود اللجنة، حتى لو كانت بخيلة في الاذون، يفتح المجال لممارسة الضغوط لتخفيف حدة المعايير. وحتى لو اختير الى اللجنة اطباء ذوو مستوى اخلاقي رفيع، يمكن الافتراض على أنه في السياق سينتخب أيضا اشخاص اقل مستوى، واللجام سيترك ايضا بسبب ضغوط الاطباء في الميدان.
المس بالتوازن الطبيعي، الذي بفضله يتوزع السكان بالمناصفة بين النساء والرجال، هو استفزاز مدمر ومغرور للطبيعة. فاستخدام التشخيص الديني لغير غرض منع الامراض يجسد الى أي سخف يمكن ان يصل اليه مبدأ حرية الاختيار للفرد الاناني، الذي لا يهمه التوازن الاجتماعي على الاطلاق.
في العالم الغربي يستخدمون هذه التكنولوجيا للاغراض الطبية فقط. في بعض دول اوروبا حُظر بالقانون الاستخدام لاغراض اخرى. وفقط في اسرائيل اختاروا اختراع تشكيل لجنة. ليس متأخرا بعد التراجع عن ذلك، ومواصلة الممارسة السابقة لاختيار جنس الوليد لمنع الامراض فقط.
-----------------------------------------------------










المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأحد 29/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 29/5/2005
يمكن خفض مستوى الجريمة
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

ومرة اخرى قتل مخيف. ومرة اخرى مفاجأة: كيف حدث هذا؟ في فحص تفصيلي كل قتل هو نتاج ظروف لا يمكن التنبؤ بها سلفا. كل قتل هو عمل يثير الاشمئزاز لقاتل. ولكن في المستوى الوطني العنف القاتل ليس ظاهرة لا يمكن محاربتها والقضاء عليها. في دول غربية كثيرة نجحت أعمال منسقة شاملة من السلطات لفرض القانون في خفض مستوى الجريمة العنيفة في غضون عقدين مرا بنسب حادة ومنحت المواطنين من المحافظين على القانون نوعية حياة محسنة. كانت نقطة البدء في ذلك تعزيز الشرطة، وتطوير القوى البشرية الشرطية في كل المستويات، واستثمارات كبيرة في منشآت التحقيق، والسجن والمحاكمة، وانعدام كل مسامحة ايضا نحو التجاوزات الصغرى، وتعاون مع روابط اجتماعية ومع قيادة طائفية وحفاظ على حضور دائم للشرطة في الشوارع وفي الأحياء. من الصحيح حتى الآن، وعلى حسب كل المعايير المأخوذ بها في دولة تستوعب الهجرة وكثيرة الطوائف مثل اسرائيل ينقصنا ما بين 2000 الى 5000 شرطي. لا يوجد في اسرائيل رجال شرطة المنطقة الدورية، ولا توجد شرطات بلدية ولا توجد شبكة محطات شرطة أحيائية نشيطة، ولا يوجد منع للجريمة فاعل، ولا توجد مطاردة لـ "مجرمين صغار"، يتحولون بسرعة مجرمين كبارا. الوجود الشرطي ضئيل غير رادع حتى في المناطق المرشحة للشغب. فبلا خيار تبقى شكاوى كثيرة لمواطنين بلا إجابة. إن احتمال ان يُلقى القبض على لص اسرائيلي متوسط، وأن يحاكم وأن يُسجن ضئيل جدا.
أضيف الى ذلك نقص مزمن في اماكن الاعتقال، وفي مؤسسات الشباب المتجاوز للقانون، وفي سجون لدرجات جريمة مختلفة، وفي معدات ضرورية للشرطة: معدات للتحقيق السري وللتتبع، وسيارات سريعة، ووسائل اتصال دقيقة. لكن ما يوجد ايضا لا يوجه توجيها صحيحا دائما. فسلطات فرض القانون، والنيابة العامة والشرطة توجه في احيان كثيرة جدا مواردها المحدودة لتحقيقات تظاهرية شاملة، تنتج عناوين رئيسة وتثير الرأي العام، لكنها لا تزيد شيئا من احساس الأمن اليومي للمواطنين. هذه التحقيقات المكلفة في مجالات مثل تبييض الاموال، و"المافيا الروسية"، والتجسس العمالي والجريمة الاقتصادية والتقانية الدولية تُفتتح على نحو عام بأصوات أبواق مرتفعة وتشارك فيها - في ظاهر الامر - مؤسسات ومنظمات من المنظمات الجليلة في البلاد. ولكن بعد بضعة اشهر تخفت القصة وتضيق الى حد لوائح اتهام جزئية وقرارات حكم ذات معنى ضيق.
في الوقت نفسه، بسبب القيود المالية والقوى العاملة، لا توجه الشرطة والنيابة العامة ما يكفي من الجهد لمحاربة وباء الجريمة الـ "عادية"، غير البراقة والمنتشرة: عنف الأحداث، والعنف في العائلة، والعنف في النوادي، واعمال اللصوصية، والسرقة، والابتزاز، والشطارة، وإفساد الاملاك، والخديعة واشياء اخرى. تصبح شوارع مدننا بالتدريج شوارع خطرة كما كانت شوارع نيويورك قبل ثلاثين عاما، وليس ذلك لان التي تتسلط عليها روابط جريمة منظمة أو مافيات على اختلاف أنواعها، ولكن لانه يجول فيها مجرمون ومجرمون كامنون مكانهم خلف القضبان. يجب إلقاء القبض عليهم أو على الأقل عدم اطلاقهم بعلل انعدام أماكن السجن.
عندما أرادت وزارة المالية طرد العمال الاجانب بلا رخصة عمل، وجدت مصادر مالية لانشاء "شرطة هجرة". ووجدت بسرعة ايضا الموارد المطلوبة لانشاء "شرطة اقتصادية"، مهمتها الكشف عن اولئك الذين يحصلون على مساعدة اجتماعية بطريق الخدعة. ولكن ما تزال لا توجد ميزانية لنشر واسع لرجال الشرطة في البلدات وفي الأحياء. هذا توجيه موارد يثير الغضب: فنوعية الحياة في اسرائيل تتأثر الى حد كبير جدا من المستوى الطاغي للجريمة "المعتادة" العنيفة أكثر من وجود بضعة آلاف من الحاصلين على المخصصات ممن لا يستحقون الحصول عليها تامة.
في السنوات الخمس التي مرت انصرف اهتمام المجتمع الاسرائيلي الى محاربة الانتفاضة. الآن هو منشغل بالانفصال ويوجه قوات شرطة كبيرة الى مهام تتعلق به. القدرات الموضوعية لتسويد القانون والنظام تقل بسرعة كبيرة. إن العلاج العميق للامراض الاجتماعية المدمرة، وعلى رأسها العنف والجريمة، يُدفع جانبا - الى ان تأتي ايام أكثر هدوء. هذا إبعاد خطر، يُخل بأسس اسرائيل كدولة يريد مواطنوها العيش فيها. هذا الإبعاد يجبي ضحاياه: ففي كل يوم ضحية ساذجة اخرى.
------------------------------------------------------




معاريف - مقال - 29/5/2005

دمقرطة في خدمة التسوية
بقلم: عامي أيلون
من مؤسسي مبادرة الحملة الوطنية

(المضمون: أعلن أبو مازن عن أن كل تسوية مع اسرائيل سيؤتى بها لاستفتاء الشعب عليها. وهذا صحيح ايضا بالقياس الى اسرائيل فكل تسوية دائمة مع الفلسطينيين يجب استفتاء الشعب الاسرائيلي عليها - المصدر).

قبل بضعة ايام أعلن أبو مازن، انه سيأتي بكل مسودة الاتفاق الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين لاستفتاء الشعب عليها. يصور اعلان أبي مازن الاجراءات العميقة التي تمر على الشارع الفلسطيني وعلى قيادته الجديدة، وعلى فهم أعمق لماهية الاجراءات الديمقراطية اللازمة لتأسيس سلطة مستقرة.
هذا التوجه يجسد تغييرا حادا عن فترة عرفات، التي برزت فيها حقيقة ان الاجراءات السياسية كانت مفصولة عن ارادة الجمهور الفلسطيني وعن مشاركته، وهو فصل تسبب في نهاية الامر الى تداعي تلك الاجراءات، لان الجمهور لم يشعر انه شريك فيها.
يُعبر اعلان أبي مازن ايضا عن اعتراف بأهمية المسيرة الديمقراطية، التي تنبثق على نحو تلقائي من المجتمع، من الأسفل نحو الأعلى، وعن اعتراف بأهمية الموافقة العامة الواسعة على اجراءات القيادة.
يبدو ان هذا الفهم ما زال ليس من نصيب تلك الجهات والاشخاص في اسرائيل وفي الغرب، الذين يريدون اجراء اجراءات ديمقراطية في الدول الاسلامية، ويؤمنون انه يكفي استبدال زعيم أكثر اعتدالا بطاغية من اجل انشاء ديمقراطية في مجتمع لا يوجد فيه تراث ديمقراطي.
الاجراء الذي يريد أبو مازن ترسيخه كان يمكن رؤيته قبل نحو سنتين، مع اصدار الحملة الوطنية. هذه المبادرة، التي عملت في الشارع الفلسطيني والاسرائيلي، أرادت الى ان تعبر تعبيرا علنيا وفعليا عاما عن التأييد العام الواسع لاتفاق المباديء، الذي سيفضي الى تسوية دائمة وإنهاء للنزاع. أكثر من 160 ألف فلسطيني، ممن وقعوا على اتفاق مباديء الحملة الوطنية، لا يُبدون التأييد للتسوية المصوغة في ستة مباديء واضحة ملخصة فقط، بل الاستعداد ايضا لدفع الثمن الذي يصحب تسوية كهذه - وبخاصة النزول التام عن عودة اللاجئين الى داخل اسرائيل.
الاستعداد العام للتنازلات لا يمكن انشاؤه بإملاء سلطاني. البحث العام الحقيقي في التنازلات المطلوبة في اتفاق دائم يمكن ان يجري فقط نتيجة لمسيرة ديمقراطية، تعمل من الأسفل بين ظهراني الجمهور. تنشيء مبادرة الحملة الوطنية البحث في المجتمع الفلسطيني، حينما تُظهر فوق السطح الموضوعات الحقيقية التي تحتاج الى بحث.
تُظهرنا الاستطلاعات في السلطة الفلسطينية، تلك التي يجريها الدكتور خليل الشقاقي، على الانفتاح المتزايد في الجمهور الفلسطيني لتنفيذ التنازلات المطلوبة. إن الالتزام السلطوي لاستفتاء شعبي في موضوع التسوية الدائمة استمرار منطقي طبيعي للاجراءات الديمقراطية التي بدأت، وهي ضرورية من اجل التمكين لبحث الموضوعات الجوهرية، ولابطال التهديدات من قبل منظمات الرفض التقليدية، ومن اجل إعطاء فاعلية ديمقراطية لموافقة على التسوية الدائمة.
في الجانب الاسرائيلي ايضا يُنظر الى موضوع استفتاء الشعب كأداة مهمة من اجل منح القرارات الشرعية، وهي التي لا تحتاج الى شرعية كهذه من ناحية صورية خالصة. ينبغي ان نذكر انه ليس اليمين فقط هو الذي طلب استفتاء الشعب على خلفية الاحتيالات في الاجراءات السياسية لرئيس الحكومة في موضوع الانفصال، بل أعلن ايضا اسحق رابين واهود براك عن الحاجة الى اجراء استفتاء للشعب عندما يؤتى بالتسوية الدائمة لتوقيعها.
الانفصال أحادي الجانب، بالرغم من ضروب الخلل، هو في تشكيلته وفي الشكل الذي أُمضي عليه، خطوة في الاتجاه الصحيح ينبغي تأييدها، ولكنها بعد اشهر معدودات ستكون من ورائنا، ومعها ايضا الخلاف الذي يتعلق بالحاجة الى استفتاء الشعب لإمضائه. مع هدوء العاصفة العامة، سيوجه البرنامج اليومي العام بقوة أكبر الى مسألة التسوية الدائمة. سيظل لمبادرة الحملة الوطنية، باسم مئات الآلاف الذين وقعوا على تأييد للمبادرة، دور مهم في هذا البحث، سواء في الجانب الاسرائيلي أو في الجانب الفلسطيني.
إن اعلان أبي مازن هبوب ايجابي جدا للريح ويعبر عن توجه مطلوب مهم للديمقراطية الفلسطينية الآخذة في التطور. هذا الشيء صحيح سواء من ناحية سياسية أو من ناحية عامة، ويجدر بحكومة اسرائيل ان تعلن منذ الآن عن ان التسوية الدائمة، قبل ان تمضيها الحكومة، سيؤتى بها لموافقة الشعب عليها، سواء في استفتاء الشعب أو في معركة انتخابية.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 29/5/2005

قوة جذب الخط الاخضر
بقلم: عوزي بنزيمان
كاتب رئيس في الصحيفة

(المضمون: المستوطنون ودولة اسرائيل يدركون في أعماقهم ان المناطق ستعود للفلسطينيين، وهذه أهم عِبر خطة الانفصال الأخيرة - المصدر).

من داخل فوضى التحضيرات لتطبيق خطة فك الارتباط كما تظهر كلما اقترب موعد التنفيذ، تطل علينا بشرى طيبة واحدة: المستوطنون الذين يزمع اخلاؤهم من منازلهم لا يفكرون بالاستيطان في الضفة الغربية. مفاوضات البيع والشراء التي يجرونها الآن مع الدولة تدور فقط حول حجم التعويض الذي سيعطى لهم بسبب الاقتلاع. ليس هناك دافع ايديولوجي من خلف هذه العملية. هذا الامر يشير لنا الى انهم قد استفادوا من عبرة ضرورة الانسحاب من قطاع غزة وشمالي السامرة. المستوطنون يدركون الآن ان الاستيطان خلف الخط الاخضر هو رؤية قد عفا عليها الزمن، ومن جرب ألم الانفصال منهم لم يعد يرغب في تكرار التجربة المؤلمة.
هذه الظاهرة ما زالت غامضة ومبهمة: الأجواء تغص بالتفسيرات الاعلامية التي تتسبب في ضباب كبير. من الناحية الاخرى يقوم نشطاء المستوطنين بإثارة جلبة اعلامية لتحسين شروط المساومة التي يجرونها. هم ليسوا من طيف واحد متناغم: هناك بينهم مجموعات تسعى كل واحدة منها للحصول على نتيجة مغايرة، والعناوين التي تغذي بها الصحف تأتي متوافقة مع ذلك. من الناحية الاخرى تنتصب الدولة التي تخوض حربا نفسية ضد المستوطنين من أجل تقليص تكلفة الانسحاب قدر المستطاع. الدولة ايضا ليست على قلب رجل واحد: هي تتحدث مع المستوطنين المزمع اخلاؤهم بعدة لغات في آن واحد كما هي العادة في اسرائيل. مرة تتحدث معهم بواسطة القنوات الرسمية، ومرة اخرى من خلال الطرق الالتفافية، ولذلك تنشأ التناقضات في الرسائل التي تقوم بتمريرها، ولكن حدود الجدل آخذة في الاتضاح حيث تتمحور حول المال بصورة أساسية.
هذا لا يعني أنه لا توجد داخل المستوطنين مجموعات تواصل الاعتقاد بضرورة واحتمالية احباط خطة فك الارتباط كلها، وهذا لا يعني ان معسكر المعارضين للخطة قد تنازل تماما عن عزمه على احباطها. امكانية نجاحهم في مأربهم ليست قليلة: حشد عشرات آلاف الشبان العنيفين في المواقع المعدة للاخلاء قد يضع الدولة أمام اختبار حقيقي وتحدي لفرض هيبتها وارادتها وسلطة القانون فيها. ولكن على المستوى الفكري نجد ان الدرس الذي توصل اليه المستوطنون في هذه الايام هام جدا: هم يقولون لأنفسهم ان المجتمع الاسرائيلي لا يريد مشروعهم، وليس مستعدا لمواصلة دعمه. وما ينطبق على غزة والسامرة سيسري في المستقبل على مناطق اخرى في الضفة الغربية، ولذلك يفضل اختيار مواقع داخل الخط الاخضر وعدم المخاطرة بالتعرض لاقتلاع آخر جديد.
بذلك تنضم العائلات المزمع اخلاؤها مع تيار الأعماق الذي قرر علاقة دولة اسرائيل مع المناطق منذ عام 1967. ذلك لان أية حكومة اسرائيلية كانت لم تعلن عن ضم الضفة الغربية وقطاع غزة والسلطات المسؤولة عن التخطيط بعيد المدى واصلت بدورها التمييز بين الدولة وهذه المناطق، بل وأخذت بالحسبان انها ستضطر ذات يوم الى تسليمها الى سيادة اخرى. مشاريع التطوير الكبيرة في مجال البنى التحتية (مثلا شارع عابر اسرائيل أو السكة الحديدية) توقفت عند حدود الخط الاخضر. حتى المستوطنين أنفسهم فضلوا في حالات كثيرة دفن موتاهم داخل مقابر وراء الخط الاخضر ضمن اسرائيل وليس في المستوطنات التي أقاموها في غزة والضفة. من الطبيعي ان هذا الوصف لا يعكس الصورة برمتها: فمجرد وجود المشروع الاستيطاني والارتكاز على مصادر المياه في الضفة والرؤية الاقتصادية التي اعتبرتها مع القطاع جزء من المنظومة الاقتصادية الاسرائيلية وما الى ذلك من امور اخرى - كلها تمثل نهجا سعى الى صهر اسرائيل والمناطق في وحدة واحدة، ولكن بصورة غير معلنة أو من دون ادراك. سلوك حكومات اسرائيل المتعاقبة يشير الى الخوف من استنفاد هذا الخيار حتى آخره: بعد جهود استيطانية كبرى وصل عدد المستوطنين في القطاع الى 7000 نسمة والى ربع مليون في الضفة، هذه الأعداد لا يمكنها ان تنافس 3.5 مليون فلسطيني في هذه المناطق. يبدو ان مستوطني غوش قطيف وشمالي السامرة يدركون ذلك أفضل من أي شخص آخر.
------------------------------------------------------





هآرتس - مقال - 29/5/2005
كيف يحولونها الى نجاح
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: على اسرائيل أن لا تخشى صرف الاموال على خطة الانسحاب لانها كانت ستصرف أكثر منها لو بقيت في القطاع، وعليها ايضا ان تعطي السلطة الفلسطينية جزء من هذه المصاريف كثمن لدورها الايجابي - المصدر).

الغضب الهائل على "دفعات نقل المستوطنين" من غزة، مفهوم ومبرر. عملية التقسيم الجافة للسبعة مليارات شاقل - من دون ان تشمل نفقات بناء منازل جديدة - توصلنا الى مبلغ خيالي يصل الى مليون شاقل للفرد الواحد. كل فرد، سواء كان طفلا أم رضيعا أم بالغا، تلميذا أو عاطلا عن العمل.
ولكن بما ان حجم المبلغ قد يتغير بالاتجاه السيء فقط (أي ان السبعة مليارات قد تتحول الى عشرة)، ولأن علينا ان نواصل كظم الغيظ لأن الانسحاب من غزة يجب أن لا يلغى بسبب المال مهما بلغ قدره - من الأفضل في هذه الحالة تبني عدة أفكار ايجابية. إليكم مثلا التكلفة المقدرة للابقاء على كل الكتائب العسكرية في غزة حتى تسنح فرصة جديدة للانسحاب، وكم كان توسيع البنى التحتية في تلك المستوطنات سيكلف في تلك الحالة، وكم سنوفر في تكلفة الحفاظ عليها وصيانتها. ما هي الضريبة التي ستكسبها الدولة لأن المستوطنين سيتحولون مرة اخرى الى مواطنين في الدولة. يتوجب الاعتراف بأن اسرائيل توشك (ربما) على الإقدام على أكبر وآخر إهدار للاموال في كل ما يتعلق بغزة بعد ان أهدرت ما أهدرته عبر عقود من الزمن. وهذه بشرى طيبة.
بعد أن هدأنا وأقنعنا أنفسنا بأن الإهدار فظيع ولكنه كان ليصبح اسوأ من ذلك. أصبح من الواجب علينا ان نفكر كيف نحول هذا الانسحاب الى نجاح. وما يتبين هو ان ذلك يتطلب شركاء من الجانب العربي. أهم هؤلاء الشركاء هو أبو مازن طبعا. ذلك الشخص الذي يحاول شارون الآن دعوته لتنسيق الانسحاب معه. الشخص الوحيد القادر على ما يبدو على القيام بشيء ما حتى تتمكن اسرائيل من القول أن ما أخرجها من المناطق لم يكن فقط العمليات والرصاص.
أبو مازن ليس ساحرا، ولكنه السياسي الوحيد في الحي الذي يعرف كيف تُدار المفاوضات مع حماس والفصائل الاخرى. هو لا يستطيع ان يضمن النجاح، ولكن في الوضع الذي لا يربح فيه شيئا من الانسحاب - سيجد صعوبة بالتأكيد في تحقيق انجازات تحتاجها اسرائيل الى حد كبير، وخصوصا منع حدوث الانسحاب في ظل اطلاق النيران. نفس الشعار الذي يشكل خلاصة وقار الدولة ومكانتها الاعتبارية.
لنفترض أن أبو مازن كان سيأتي ويقول انه يطلب 20 في المائة فقط من المبلغ الذي تدفعه اسرائيل مقابل الانسحاب حتى يزيد من احتمالات وفرص نجاحه في مساعدة اسرائيل في انسحابها. نوعا من رسوم الحماية. مليار ونصف شاقل. ليس مليون شاقل لكل طفل غزاوي، وانما ألف شاقل لكل مواطن. أقل من 350 مليون دولار. أبو مازن يستطيع ان يوفر بهذا المبلغ خدمات صحية وتربوية ورفاه اجتماعي لكل قطاع غزة وإبقاء قدر كبير من المال بعد ذلك لتوفير اماكن عمل لعشرات آلاف العاطلين عن العمل، وبناء اقتصاد غزاوي لا يتمكن أي تنظيم بعد ذلك من تهديده بمهاجمة اسرائيل. تماما مثلما يكترث حزب الله لمصالح لبنان الاقتصادية واحتياجاته ولا يستخدم صواريخه الـ 12 ألفا.
فهل كان هذا الثمن يعادل الاحتمالية المعولة عليه؟.
ولكن أبو مازن عاد من واشنطن مع جيب مثقوب. الامريكيون وعدوه بخمسين مليون دولار فقط لاقامة ديمقراطية. هم يخشون هناك ان تقوم السلطة مرة اخرى باستخدام المال في الفساد. الادارة الامريكية التي كشفت خزينتها وجود فساد واسع النطاق في ادارة اموال المساعدة الامريكية للعراق، والتي قامت الحكومة العراقية التي تعمل تحت مظلتها بسرقة عشرات ملايين الدولارات، والتي ما زالت صلاحية العطاءات التي فازت بها الشركات الامريكية قيد البحث والتحقيق، والتي ما زالت تتدفق ملايين الدولارات من خزينتها شهريا لتسمين أمراء الحرب في افغانستان مقابل بعض الهدوء - هذه الادارة تخشى من مساعدة السلطة الفلسطينية لاسباب تتعلق بالخوف من الفساد.
لنفترض ان واشنطن لم تعد تملك المال بعد الانزلاق الصعب في العراق، ولكن اسرائيل التي يعتبر صرف سبعة مليارات شاقل بالنسبة لها مسألة ليست بالبسيطة ملزمة بالتفكير جيدا بثمن ضمان الانسحاب، والحُراس الفلسطينيون يستحقون الكسب منه ايضا.
------------------------------------------------------






يديعوت - مقال - 29/5/2005
الفيل ومشكلة المناطق
بقلم: يهودا ليطاني
كاتب يساري

(المضمون: كثير من الذين يخدمون في المناطق المحتلة من الاسرائيليين يُبغضون الاحتلال واستمراره بالرغم من انهم لا يتجرأون على إظهار معارضتهم علنا - المصدر).

الكاتب جورج أورول معروف في الأساس بفضل كتابيه "1984" و"مزرعة الحيوانات"، لكن طلاب ثانوية كثيرين في اسرائيل التقوا لاول مرة اسمه عندما تعلموا في دروس الانجليزية قصته القصيرة "قتل الفيل". القصة القصيرة، التي كتبت قبل أقل من سبعين سنة بقليل، تصف تجربة صعبة مرت على أورول حينما خدم كضابط شرطة صغيرا في بلدة منسية في بورما في نطاق السلطة الاستعمارية البريطانية هناك.
بإزاء كثير جدا من البورميين، الذين توقعوا منه ان يكشف عن تصميم، اضطر أورول ان يطلق النار وأن يقتل فيلا شاغب قبل ذلك لكنه كان هادئا في تلك الاثناء، "لكي لا أبدو فقط أحمق". انطوى أورول على نفسه وكره عمله وأبغض نظراءه البريطانيين، لكنه ايضا لم يحتمل أكثر البورميين المُسيطَر عليهم، الذين أثاروا اشمئزازه وأرهقوا أعصابه. وكتب أورول، "عرفت ذلك فقط، أنني عالق بين كراهيتي للامبراطورية التي أخدمها، وبين غضبي على تلك الحيوانات الصغيرة السيئة التي أرادت احباط عملي".
بعد ذلك بزمن ما علق أورول في قُمرة أحد القطارات مع نظير بريطاني، عمل في التربية في نفس البلدة التي وُضع فيها. لقد سافرا ليلة كاملة، تحدثا في اثنائها عن حياتهما في بورما. تبين لاورول ان نظيره شعر مثله تماما - البغض العميق للاستعمار البريطاني ولما يفعلون هناك. "في اثناء ليلة كاملة"، كتب اورول مع الايام، "شربنا الجعة وشتمنا الامبراطورية البريطانية - شتمناها لاننا كنا جزء منها، على نحو مهذب ومحايث". عندما وصل القطار الى غايته، واصل كلامه، انصرف كل واحد منا بسرعة من غير ان يودع صاحبه، وكأنما نفذنا جريمة فظيعة. كثيرون في النطاق الاستعماري البريطاني شعروا مثلنا، كتب الأديب، لكن في تلك الايام لم نجرؤ على الحديث عن ذلك علنا.
عندما قرأت لاول مرة "قتل فيل"، قبل حرب الايام الستة، كان يبدو أن اورول يتحدث عن ارض بعيدة وعن ايام اخرى. اليوم أفهم القصة فهما آخر. فبالرغم من الفروق في الظروف وفي الخلفية، في هذه الايام ايضا، فان غير قليل من الاسرائيليين المحسوبين على الجهات الأمنية الموضوعة في الضفة والقطاع، قد يتعاطفون بالتأكيد مع مشاعر جورج أورول في بورما قبل سبعين عاما. عندما يُصادمون الواقع القاسي، فان رد فعلهم الاول هو الصدمة وبعد ذلك الاشمئزاز. قلة منهم فقط يتذكرون فترة خدمتهم هناك باشتياق.
يُظهر ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي وعمال كبار في "الشباك" وفي الموساد مع نهاية خدمتهم فجأة وجها آخر. يبدو من تصريحات أكثرهم انهم عارضوا دائما استمرار الاحتلال الاسرائيلي للمناطق، لكنهم لم يتجرأوا على قول ذلك علنا حينما تولوا مناصبهم (رؤساء "الشباك" الاربعة في الماضي مثلا). فهم مثل جورج أورول حينما سافر في القطار، فضلوا الحديث عن ذلك زمن خدمتهم في ظروف حميمة فقط، وسرية تقريبا.
في فترة الانتفاضة الاولى، في نهاية سنوات الثمانين، وزع رئيس هيئة الاركان آنذاك، دان شومرون، على ألوية الجيش الاسرائيلي كتاب "حرب وحشية للسلام"، عن الثورة الجزائرية بالفرنسيين، وهو فعل تلقى عليه نقد الساسة من اليمين. منذ ذلك الحين لم يوزع أي رئيس هيئة اركان هدايا مشابهة على ضباطه الكبار. لكن قصص أورول في متناول اليد، بل لقد صدرت في طبعة عبرية، وكل واحد يستطيع قراءتها وان يفهم ما الصلة بين الفيل ومشكلة المناطق.
------------------------------------------------------













معاريف - مقال - 29/5/2005
روح قومية جديدة
بقلم: بامبي شيلغ
(المضمون: اسرائيل مُعرضة على نحو دائم لخطر الابعاد والعزل. وذلك ناتج عن كراهية اسرائيل في زعم الكاتبة ومن عدم بيانها لشعوب العالم حقيقة ما تعني الدولة اليهودية الديمقراطية - المصدر).
ليست مسألة إزالة قطيعة جامعتي بار ايلان وحيفا التي فرضها اتحاد محاضري الجامعات البريطاني، هي المسألة الأساسية التي يجب ان تقف حيالنا. لانه أيا كان الامر، فان دولة اسرائيل سيصحبها لزمن طويل، كالظل خطر الإبعاد.
أطلب أن أخصص هذه السطور لفكرة ان خطر الابعاد ليس سوءا فظيعا فقط يُلم بنا من قبل العالم القاسي، كاره اليهود، بل هو نوع من التحدي يجدر بنا ان نبدأ في إزالته. لانه ما الذي يستتر من وراء فكرة الابعاد؟ من جانب آخر يظهر فيه على نحو مكشوف مطلب وقف السيطرة على الجمهور الفلسطيني الكبير، عديم حقوق المواطن. يوجد هنا مطلب واضح لاجراء القوانين الاخلاقية الديمقراطية الغربية على الدولة اليهودية. ومن جهة اخرى، لماذا لا يوجد مطلب دولي مشابه لهذا يُسمع عندما يكون الحديث عن علاقة الاسبان بالأقلية الباسكية، وعن علاقة روسيا بالشيشان، أو عن علاقة الهند بالأقليات المقموعة في داخلها؟.
يبدو ان العلاقة الشاذة مع الدولة اليهودية، المؤسسة على انفعالات دولية معقدة جدا، تشتمل في داخلها على مستوى آخر غير لغوي. التهديدات للمجتمع الاسرائيلي، لا تشتمل على الكراهية فقط بل على مستوى من المطلب العميق لتأويل معنى الدولة اليهودية. لانه لا تأخذ في الاتضاح الأبعاد الاسطورية لكارثة اليهود من قبل المجتمع اليهودي فقط. فحتى الكنيسة الكاثوليكية، العدوة الكبرى والأكثر مرارة للشعب اليهودي مع الأجيال، لم تعد قادرة على التنكر لحقيقة ان الأفعال الفظيعة التي قام بها مؤمنوها تشهد بأن شيئا ما قد اختل في الخطة الإلهية، بحسب نهجها. خرجت الكراهية عن الضبط وكشفت عن عورة المؤمنين. اذا كان الامر كذلك، فما معنى القصة اليهودية وما هي خصوصية دولة اليهود؟.
من الخارج ومن الداخل يُجرب المجتمع الاسرائيلي الآن مطلبا مماثلا: أن يُعرف نفسه، وان يُبين للعالم ولنفسه "ما هي قصتنا"، أو بكلمات اخرى: ان يكتب ويصوغ من جديد الروح القومية. بكلمات اخرى، يُطلب الى دولة اليهود ان تقوم في هذا الوقت ببدء جهد فلسفي ثقافي أعلى: لكتابة القصة اليهودية ووجهه ليس موجها الى الماضي فقط، بل الى المستقبل ايضا. ان نصوغ، من أجلنا ومن أجل أبنائنا، ومن اجل كل القطاعات التي تُركب الوجود الاسرائيلي، ومن اجل كل من يسأل نفسه عن جوهر الدولة اليهودية، وعن أفق مجتمعنا.
يجب ان نفترض ان الامر سيستغرق وقتا كثيرا الى ان نبدأ في هذا الاجراء. يجب ان نفترض ان الضائقة مع الفلسطينيين لن تنتهي سريعا. ومع ذلك كله، حتى اذا وصلت اسرائيل الى تسوية مع الفلسطينيين، فان خطر الابعاد سيقوم فوق رأسها، الى ان نشرح لانفسنا وللآخرين، ما هو المضمون الخاص الكامن في تعبير "دولة يهودية وديمقراطية". الى ان نعطي معنى حقيقيا لتأويل الاصرار والضحية اليهوديين، اللذين مكّنا شعبنا من تجاوز التاريخ الانساني، وأفضيا الى إحياء السيادة اليهودية والى لم الشتات.
------------------------------------
05-29-2005, 08:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #17
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية






الأثنين 30/أيار/2005 العدد 8803


المصدر السياسي
قسم العناوين الأثنين 30/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- طرف الجبل الجليدي.
- قضية حصان طرواده.
- 60 شركة رائدة في الاقتصاد مشبوهة بالمشاركة بالتجسس التجاري.
- تجسس بضغطة على فأر الحاسوب.
- شركات يس، بلفون، سلكوم، كروكميل، هوط وغيرها.
- التقدير: حتى ستين شركة هوجمت ببرنامج التجسس.
- يس، سلكوم وبلفون التقوا في غرفة التحقيق.
- يركبون على الحصان.
- الافراج عن 400 سجين فلسطيني من السجن.
- شارون للوزراء: لماذا لم تدافعوا عن لفنات.
معاريف:
- مكشوفون.
- حصان طرواده.
- كل شيء بدأ في قصة توتر.
- سباق الحصن - هكذا تدحرجت قضية سرقة المعلومات التجارية الكبرى في تاريخ الدولة.
- الثمن: 2000 جنيه على كل ضحية.
-في أعقاب القضية: حالة ذهول في اسرة الاعمال التجارية الاسرائيلية.
- الجاسوس الكامل.
- بعد التنكيل جاء القتل.
- المصادقة على الافراج عن 400 سجين فلسطيني.
هآرتس:
- وزارة العدل في أمريكا تعتزم اتهام كبيرين من "ايباك" اقيلا بمخالفات تجسس.
- الشرطة تشتبه: يس، سلكوم وبلفون تجسسوا على منافسيهم بواسطة برنامج حاسوب.
- بفارق ساعة، قتل نشيط حماس ونشيطان لفتح في "حادثتي عمل" في قطاع غزة.
- فرنسا ترد دستور الاتحاد الاوروبي.
- السماء وقعت على رأس شيراك.
- الشرطة: يحتمل دعوة كبار آخرين في الاقتصاد لتقديم الشهادة.*
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأثنين 30/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس -السلطة الفلسطينية/الوضع الامني - هآرتس - من عاموس هرئيل وأرنون ريغيولر:
بفارق ساعة، قتل نشيط حماس ونشيطان لفتح في "حادثتي عمل" في قطاع غزة../
أربعة فلسطينيين قتلوا امس في المناطق - ثلاثة منهم في "حوادث عمل" غامضة في قطاع غزة. أما القتيل الرابع فأصيب بنار اطلقها جنود عليه بعد أن امتشق سكينا في الخليل. في الـ 48 ساعة الاخيرة قتل في المناطق ستة فلسطينيين.
"حادثتا العمل" في قطاع غزة وقعتا بفارق نحو ساعة فقط بينهما. بداية قتل نشيط حماس تحسين كلح، ابن 24 من خانيونس، في انفجار في جنوبي المدينة. وفي الجيش الاسرائيلي يقدرون بأن الرجل كان عضوا في خلية حاولت اطلاق صاروخ ضد الدبابات نحو قوة عسكرية في حدود غوش قطيف، وانه وقع خلل قاتل في أثناء محاولة اطلاق النار. وحسب مصادر فلسطينية، فقد كان كلح عضوا في الذراع العسكري لحماس "كتائب عز الدين القسام" وقد اصيب بانفجار قذيفة راجمة. وكان كلح اصيب بجراح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى وتوفى بعد ذلك متأثرا بجراحه.
وهذا هو القتيل الثاني لحماس في غضون يوم: فقد قتل صباح يوم أمس نشيطا من حماس في انفجار في اثناء اعداد عبوة ناسفة في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع. وكان هذا ايضا "حادث عمل" على حد وصف المصادر الامنية الفلسطينية.
أما الحادث الثاني في قطاع غزة فقد وقع في حي الشجاعية في غزة. فقد قتل نشيطان من "كتائب شهداء الاقصى" - الذراع العسكري لفتح كنتيجة انفجار في أثناء اعداد عبوة ناسفة. والقتيلان هما مازن عياد وسامي مصباح، في 22 من العمر. ونشيط آخر كان في البيت اصيب بجراح خطيرة، كما واصيب فلسطينيان آخران .
ولم يربط الفلسطينيون بين هذين الحادثين واسرائيل - ولم يطلقوا النار على مستوطنات اسرائيلية بعد وقوعهما. وفجر أمس، قبل الحادثين الاخيرين اطلقت نار راجمات وصواريخ القسام نحو المستوطنات في قطاع غزة ومستوطنة اسرائيلية اخرى في نطاق الخط الاخضر. ولم تقع اي اصابات جراء هذه النار.
وفي الخليل قتل صباح أمس الفلسطيني عمر حوشيه، ابن 28، من بلدة يطا جنوب جبل الخليل. وافاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بان الرجل اقترب وفي يده سكين مرفوعة نحو جنود المظليين المرابطين في الحاجز في الخليل قرب موقع الحرم الابراهيمي. واطلق الجنود النار في الهواء - ولما لم يتوقف الشاب وواصل سيره باتجاههم، اطلقوا النار عليه فأردوه قتيلا. وهذا هو القتيل الثاني في حادثة من هذا النوع في الخليل في الشهرين الاخيرين. في بعض الحالات الاخرى في المدينة احبطت محاولات طعن اخرى. وفي الغالب يدور الحديث عن مبادرات مستقلة لشبان فلسطينيين لم يعرفوا كأعضاء في أي منظمة سرية.
وليلة أول أمس قتل فلسطيني مسلح في اشتباك مع قوة للجيش الاسرائيلي في جنين. فقد فتح ثلاثة فلسطينيون النار من سيارة نحو قيادة لواء مينشه (جنين). جنود الناحل الذين كانوا في الجوار اطلقوا النار نحو السيارة، قتلوا أحد مسافريها واصابوا بجراح طفيفة الاثنين الاخرين اللذين توقفا ونقلا لتلقي العلاج الطبي في مسشفى هيلل يافه في الخضيرة. اما القتيل في هذا الحادث فهو محمد الحاج علي، ابن 25 سنة من قرية عرابة قرب جنين.
(معاريف)
الحكومة تصادق على الافراج عن 400 سجين فلسطيني../
صادقت الحكومة أمس على الافراج عن 400 سجين فلسطيني بعد جدالات عسيرة بين وزراء اليمين ووزراء اليسار. وقد اتخذ القرار بأغلبية كبيرة ضمت 18 مؤيدا ضد 3 معارضين - الوزراء: نتنياهو، كاتس ونافيه. وحسب التقديرات فانه سيفرج عن السجناء مع نهاية الاسبوع القريب القادم.
رئيس المخابرات يوفال ديسكن في أول ظهور له امام وزراء الحكومة قال ان السجناء الذين اختيروا هم مثابة أهون الشرور: "نحن لا نحب الافراج عن سجناء، ولكن ما أن تلقينا الامر من القيادة السياسية حتى أعددنا القائمة". وتطرق ديسكن ايضا الى حقيقة أن 73 من المحررين سيكونون من اولئك الذين أمضوا خُمس محكومياتهم فقط. وشرح رئيس المخابرات قائلا: "كنا ملزمين بتنفيذ تآكل في المعايير وقررنا ان من الافضل الافراج عن سجناء لم يقضوا الثلثين من الافراج عن سجناء مع دم على الايدي، أو كأولئك الذين لم يحاكموا بعد، او سجناء الجهاد.
399 من السجناء محكومون ومعتقل واحد آخر سيفرج عنه لاسباب صحية. وحسب ديسكن، فان الخطوة هي بادرة طيبة هامة يمكنها أن تعطي الحوافز لابو مازن لمكافحة الارهاب. "يجب ممارسة الضغط غير المنقطع من أجل ان تنفذ السلطة أعمال الاحباط. الافراج عن السجناء يمكن ان يشكل حافزا جيدا".
كما أن رئيس الوزراء اريئيل شارون شدد على الحاجة لتعزيز المحافل المعتدلة في السلطة في ضوء تعزيز قوة حماس. وفي اجمالي النقاش قال شارون ان "من المهم ان نفي بالتعهدات التي اخذناها على عاتقنا في شرم الشيخ. صحيح أننا غير راضين عن نشاط أبو مازن بشكل كامل، ولكن خطوة الافراج ستحسن صورتنا في العالم. وعلى أي حال فانه لن يكون هناك انتقال مباشر من فك الارتباط الى خريطة الطريق، الا بعد أن يفرض الفلسطينيون مكافحة الارهاب فقط".
وبعث قرار الحكومة ردود فعل شديدة من أحزاب اليمين. رئيس كتلة المفدال، النائب زبولون اورليف قال ان الحديث يدور عن "غمزة لابو مازن، تعرض أمن مواطني الدولة الى الخطر وتشجعه على عدم مكافحة بنى الارهاب التحتية".
وكان اكثر حدة رئيس كتلة الصهيونية الوطنية الدينية الجديدة، النائب ايفي ايتام الذي قال: "شارون الذي يعمل ككلب روتفيلر عدائي حيال المستوطنين ولا يقبل اي حل وسط او اي تأجيل لخطة فك الارتباط، يتحول امام مطالب الفلسطينيين والامريكيين الى كلب بودل خنوع ومطيع".
منظمة متضرري الارهاب "المغور" اعلنت ان في نيتها رفع التماس الى محكمة العدل العليا في أعقاب القرار الذي "يجعل من جهاز القانون والردع تجاه المخربين مهزلة".
الفساد - يديعوت - من بوكي نائيه ودودي نيسم:
تجسس بضغطة على فأر الحاسوب../
قضية التجسس التجاري التي تهز الاقتصاد بدأت بأمر صغير. واكتشفت بالصدفة تماما. ومثلما في فيلم توتر كلاسيكي، هنا أيضا كاد المجرمون يتمكنون من تنفيذ الجريمة الكاملة ولكنهم في النهاية وقعوا إذ استسلموا للنوازع الانسانية الاكثر بساطة لديهم. فلو لم يخرج الصهر السابق للمذيعة الشهيرة وزوجها الكاتب فيما يشبه حملة الثأر المنفلتة بحق الزوجين في كل ارجاء الانترنت لعله لم يكن بوسع أحد أن يكتشف برنامج التجسس الذكي الذي طوره ودس - من خلال محققين من القطاع الخاص - في منظومة الحواسيب لعشرات شركات الاتصال، النشر، السيارات والتكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية. كل شيء بدأ بشكوى واحدى، غريبة بعض الشيء، في قسم الغش في الشرطة. وبعد ذلك جاءت الهزة الارضية.
خلية الحواسيب الصغيرة في قسم الغش في شركة تل أبيب تضم في الايام العادية محققين فقط. ومنذ بدء التحقيق في قضية "سباق الجياد" نقل كل رجال القسم الى خلية الحواسيب. وهي الان تضم 60 محققا إذ أنهم في الشرطة واثقون من أن الحديث يدور عن قضية التجسس التجاري الاكبر في تاريخ الدولة. ففي الايام الاخيرة الماضية استدعي الى مكاتب الخلية أصحاب بعض الشركات الكبرى والاكثر قوة في الاقتصاد الاسرائيلي. وجبت الشرطة من بعضهم شكاوى خطيرة ضد منافسيهم. والمنافسون أنفسهم حقق معهم للاشتباه بالتجسس. وصودرت حواسيبهم ومشطت خزناتهم. 11 محققا خاصا، يشتبه بهم بتوفير معلومات تجارية حساسة وسرية بواسطة برنامج تجسس غير قانوني، يمكثون في ابو كبير منذ بداية الاسبوع.
عالمة النفس - المذيعة فارده رزئيل -جاكونت وزوجها الكاتب أمنون جاكونت لم يقدرا ان هكذا سينتهي بهما الامر. فقبل أربعة اشهر توجه الاثنان الى الشرطة وعلى لسانهما قصة مغايرة. فقد رويا للمحققين بان احدا ما اقتحم حاسوبهما وفعل به ما يشاء. ولم يعرفا كيف يشرحا الامر بالضبط. ولكنهما رويا بأن أحدا ما تمكن من أن يسرق من داخل القرص الصلب في حاسوبهما الكتاب الجديد لامنون الذي لم يصدر بعد وأن ينشر على الانترنت مقاطع منه. وفي حالة اخرى، نشر ذات الشخص في الشبكة رسالة زعم أن امنون كتبها، تحمل الاشارة الخاصة التي يرفقها امنون في كل رسالة رسمية له واعتذر عن تزييف المادة العلمية. وفي اماكن اخرى في الشبكة كتب عن امنون بانه سارق وغشاش. وكان المشتبه حسب الزوجان جاكونت هو ميخائيل افرات. الزوج السابق للابنة والذي كان تنازع معهما بشدة.
وأدى البحث الى العثور على برنامج تجسس ذكي يسيطر على الحواسيب من داخلها. فعثر بذلك على طرف الخيط الذي سار المحققان خلفه الى ان وصلا الى ميخائيل افراتي. وتبين من البحث بأن الرجل طور او حصل على برنامج ما يعتبر المطلوب الاكبر في سوق التجسس التجاري. فبواسطة بلاغات بريد الكتروني بريئة أو قرص بريء يتم ادخاله الى الحاسوب يتسلل جاسوس رقمي خطير الى الحاسوب. حصان طرواده. هذا الجاسوس يمكنه ان يتجول دون عراقيل في الحاسوب المزروع فيه وفي شبكة الحواسيب المرتبطة به وان يغير ملفات، ينسخها، ينقلها، يشطبها ويفعل بها ما يشاء.
وبالتحقيق تبين أن زبائن افراتي تمكنوا من "انتزاع" معلومات تجارية حساسة وسرية من حواسيب شركات مختلفة في اسرائيل. ونقلت المعلومات بواسطة الانترنت الى حواسيب في بريطانيا، المانيا والولايات المتحدة - ومنها الى كل من يطلب. ومن خلال أمر صادر عن المحكمة سمح للمحققين بالتفتيش في هذه الحواسيب دخل المحققون الى الخزانات الرقمية واكتشفوا وثائق سرقت من حواسيب عشرات الشركات الاسرائيلية الرائدة في الاقتصاد: قسائم رواتب لعشرات الاف الموظفين الاسرائيليين، برامج تسويق شوكلاته مستقبلية لشتراوس - عيليت، برامج لحملات اعلانية وكل الحاضر والمستقبل لشركة الكوابل هوط. حصان طروادة الخاص بأفراتي كما تبين أتاح له حسب الاشتباه السيطرة كل الوقت على تدفق المعلومات.
ويذكر أن برنامج التجسس لم يكن غريبا على الشرطة. فقبل نحو ثلاث سنوات عرضه ممثل عن افراتي على قسم التكنولوجيا في الشرطة، ولكن المبلغ الذي طلبه لقاءه كان أكبر مما ينبغي - فقررت الشرطة التخلي عنه.
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأثنين 30/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 30/5/2005
ليس جيشا حسب الطلب
بقلم: أُسرة التحرير
في محاولتهم منح طابع حديث واحتفالي تغييرات في صيغة استدعاء جنود الاحتياط الى الخدمة الفاعلة، حاول قادة جهاز الأمن عرضها كـ "ثورة". عناصر مهمة في الصيغة الجديدة، التي توشك على التشريعي في الكنيست، مع أنها تخرج عما درج عليه لسنوات طويلة، الا أنها ليست ثورة، بل جهد متأخر، جزئي وليس صحيحا بكامله، لقمع تمرد الاحتياط.
ثلاث جوانب أساس لمسألة الاحتياط: أمني، اقتصادي واجتماعي. على النقاش أن يبدأ في تقدير التهديدات الامنية على اسرائيل وفي حساب المصادر الموضوعة تحت تصرفها كرد عليها. في عصر التكنولوجيا العسكرية المتطورة، التي تسمح بتوفير القوى البشرية، ليس كل الحلول للاغراض الميدانية تنطوي كما كانت في الماضي على استخدام الجنود؛ واذا كان الجنود - جدير التفكير بإمعان في المعاني البديلة للخدمة الدائمة، الالزامي والاحتياط، وللتمدين، الخصخصة واستئجار عاملين - مقاولين.
اسرائيل تتردد منذ زمن في مسألة هل الوضع الامني تحسن لدرجة التنازل المحتمل وان كان الجزئي عن واحد من الاثنين - الاحتياط او الالزامي. والرأي السائد هو "الاحتياط اولا" ذلك أن خبراتهم لم تعد كما كانت وكذا لان استدعاءهم للتدريب باهظ الثمن في الفترات التي تطول بين الحروب الكبرى التي يستعدون لها. في السنوات الاخيرة حقق الكثير من المسجلين في قائمة الاحتياط قدرتهم على التملص من الخدمة، لفترات معينة أو للابد. اما الباقون، أقل من ثلث ابناء جيلهم، فقد شعروا بأنهم مظلومون. النهج المغاير للاحتياط من شأنه ان يخفف بعضا من استيائهم.
غير أن هذا النهج يهدد، على حد قول قادة وحدات في الاحتياط، منطق النهج برمته. إذ أن استدعاء الاحتياط للتدريب وليس للعمل يمس بتماسك الوحدات وخبراتها، الامر الذي من شأنه أن يظهر كمصيري في يوم الامر. وفضلا عن ذلك، فان عدم الاكتراث الذي تعامل به المجتمع في السنوات الماضية مع ظاهرة التملص من الاحتياط تهدد باعطاء بواكيرها قبل فك الارتباط عن غزة في الصيف. في الوحدات الميدانية في جهاز الاحتياط اليوم نسبة عالية جدا من الجنود المتدينين الذين تعد الخدمة الاحتياط في اوساطهم عادة ملزمة. والان يتعاظم الخوف من أنه في اوساط 8 الاف من رجال الاحتياط الذين سيجندون حسب الخطة قبل الاخلاء بقليل سيكون غير قليل ممن سيرفضون الامتثال.
المجتمع الاسرائيلي يحتاج الى موقف آخر تماما، ثوري حقا، من الخدمة في الجيش. الجندي في الخدمة الالزامية، وبالتأكيد الجندي القتالي، جدير بأجر نزيه لقاء خدمته. الجندي في الاحتياط - وكهؤلاء يجب أن يكونوا فقط في الاجهزة الحيوية، التي بدونها سيتضرر تفعيل الجيش في حالات الطوارىء - يجب ان يحصلوا على مقابل نزيه، بما في ذلك مراكمة حقوق للتقاعد، يستحقونه بقدر لا يقل عن الضباط والوكلاء في النظامي في قواعد الجبهة الداخلية. جنود الاحتياط بحاجة ليس الى "يوم التحية" من النوع الذي اغدق عليهم أمس بل الى أفعال تثبت أن المجتمع يفهم حيويتهم الامنية ومستعد لان يدفع الثمن اللازم.
-----------------------------------------------------













المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأثنين 30/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 30/5/2005
يبدأ الاختبار اليوم
بقلم: عوفر شيلح
كاتب دائم في الصحيفة

قضية التجسس الصناعي هي من نوع الأحداث التي يُغري جدا استخلاص النتائج الكبيرة منها عن الطابع الوطني وعن المعايير العامة. يمكن بدء قراءتها منذ أمس في الظهيرة في ميدان السوق الالكترونية - ردود الداخلين الى مواقع الانترنت. انها مليئة بصيحات الغضب على دولة ليس فيها قضاء ولا حاكم، تتخلى عن كل قيمة، وصيحات اخرى من نوع "كلهم فاسدون" التي غدت شعبية.
غير ان من يتتبع القضايا الاقتصادية في العالم كله يعرف انه لا يوجد في القصة الحالية أي جديد. فالتجسس العمالي قصة قديمة معروفة وتختلف فقط التقانة التي ينفذ من خلالها: من النظر المحظور في الرسائل والوثائق الى التنصت الخفي الهاتفي الى حصان طروادي يدخل الى الحاسوب. القضية الحالية، مهما تكن شديدة، تشحب الى جانب المعايير الفاسدة التي انكشفت في قضية "أنرون" الامريكية، اذا ما أردنا ذكر مثال واحد فقط.
الحقيقة هي ان ما تكشف عنه القصة الحالية، اذا ما بدت حقيقية بالطبع، عامة تماما: فالأخطاء والخيانات التي يصل اليها البشر الذين يوجد لديهم الكثير جدا مما يخسرون، في عالم خرجت فيه الأرقام عن طورها. قبل عقدين من الزمن كانت صفقة بمائة مليون دولار تحتل عناوين رئيسة؛ اليوم غدت ملاحظة هامشية في صفحات الاقتصاد. لم يكن أحد يستطيع ان يفكر آنذاك في أجرة بمائة ألف شاقل شهريا لمدير؛ اليوم غدا ذلك شيئا راتبا، عند الكبار والأقل منهم. حروب عالم الاعمال تجري وعلى الطاولة كثير جدا من المال وكثير جدا من المخاطرات. عندما توجد مخاطرات واحتمالات أكبر، يميل الناس ايضا الى تجاوز الحد.
الاختبار الحقيقي للحياة العامة الاسرائيلية يبدأ اليوم. وُلد ما لا يحصى من القضايا الاقتصادية والسياسية في اماكننا مع عاصفة كبيرة، لكي يموت فقط ميتة بقبلة في النيابة العامة أو في المحكمة. الاشياء معقدة يصعب إثباتها، ومحامو المتهمين ذوو سعر مرتفع وذوو إحكام. في العقد الأخير عرفنا الكثير جدا من القضايا التي كان يبدو فيها انه سيوجد تأثيم مستيقَن، وفي نهاية الامر انتهت الى الوراء. الاضافة الاسرائيلية المتميزة الى هذا الوضع هي في الطريقة عديمة الحياء التي يحتفل بها المتهمون بانتصارهم، حتى اذا ما خرجوا بريئين بسبب الشك أو على مادة تقنية ولم يتبين انهم أبرياء من كل تهمة.
اذا ما نجحت الشرطة في استكمال التحقيق على نحو جيد بالغ أكثر مما فعلت في قضايا كثيرة اخرى، من غير ان تحتاج الى وسائل مرفوضة ومن غير ان تُسرب من التحقيق شيئا محظورا فان ذلك حسبنا؛ واذا ما كشفت النيابة العامة عن شجاعة، واذا ما قضت المحاكم قضاء حكيما فان ذلك حسبنا. يحسن بنا ان نجري الحساب على معاييرنا في مكان آخر - ولا تنقصنا لأسفنا اماكن كتلك.

مثل صاعقة
القضية الاقتصادية دفعت أمس الى حواشي الأخبار جنازة معيان سفير، لكنها لم تجعل الصدمة تشحب. إن من يرمٍ بهذه القصة الفظيعة على الطائفة الاثيوبية فانه لا يظلمها فقط، بل يخطيء ايضا: فالعنف الذي لا هوادة فيه وباء عميق. انه معروف لنا في المدارس، وفي الشارع وفي شجارات الجيران. تعلمنا ان ننظر اليه كصاعقة - أن نخافه، ولكن ان نعتقد انه لا يوجد ما نفعله حقا.
في استطلاع نشر قبل بضعة اشهر قال أكثر المستطلعين ان الجهة التي يجدر بها في رأيهم أكثر من غيرها ان تعالج العنف هي الجيش الاسرائيلي. هذا جواب متناقض، يشهد فقط الى أي حد لم تعد لنا ثقة في الاجهزة المدنية. تأثم في ذلك جهات كثيرة، لكن العبرة الأهم هي ما يلي: في المكان الذي لا يوجد فيه للمواطنين احساس بأنهم يستطيعون تغيير الاشياء بأنفسهم، وفي المكان الذي يُحقر فيه الجهاز العام والسياسي وتعمل السلطة بسخرية وتتقبل بسخرية، فانه لا يوجد ايضا أي رغبة في القيام والنضال لهذه الظواهر. في اليوم الذي نطلب فيه الى أنفسنا والى اولئك الذين انتخبناهم لتصريف حياتنا الخروج الى النضال، فاننا سنبدأ في الانتصار عليها.
------------------------------------------------------





هآرتس - مقال - 30/5/2005
العرب ينتظرون مهاتفة
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: اسرائيل هي التي تعوق الوصول الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لا الفلسطينيون - المصدر).

في السادس والعشرين من أيار 2005، بعد ثمان وثلاثين سنة إلا عشرة أيام من شبوب حرب الايام الستة، في رسالة واضحة لرئيس حكومة اسرائيل، اقترح قائد فلسطيني منتخب اتفاق سلام، واعترافا تاما بحدود الرابع من حزيران 1967 وحلا متفقا عليه لمشكلة اللاجئين. الى جانب هذه الرسالة، التي نشرت في "وول ستريت جورنال"، عبر وزير الخارجية الفلسطيني فوق صفحات "هآرتس" عن استعداد لإبقاء بضع مستوطنات على حالها لقاء تعويض حدودي مناسب. وماذا حدث؟ لا شيء. فديوان رئيس الحكومة صامت، ومصممو اوسلو مشغولون بالانتخابات التمهيدية، و"سلام الآن" تُلصق ملصقات تؤيد الانفصال. وتستطيع المفاوضات على التسوية الدائمة، الانتظار.
يبدو أن الانفصال قد شوش على الذاكرة. فمثل خريطة الطريق، خيط الانسحاب أحادي الجانب من غزة على حسب المقاييس المشكلة لياسر عرفات. ورفضت التسوية الدائمة القائمة على أساس دولتين في حدود 1967 لصالح دولة في حدود مؤقتة من اجل ملء الفراغ السياسي، الذي استهلك أكثر من 3000 قتيل فلسطيني وأكثر من ألف اسرائيلي. قيل للجمهور، ان التسوية الدائمة ستنتظر بصبر الى ان يختار الفلسطينيون على نحو ديمقراطي زعيما براغماتيا، يُعلن عن محاربة العنف. باختصار، أحد ما مثل أبي مازن. لكن التوجه الذي فحواه: الأمن الآن والسلام بعد ذلك، بقي على حاله حتى بعد انتخابه، وصيغة "الارض مقابل السلام" أخلت مكانها للجدار والضم وللانسحاب التعسفي لقاء لا شيء.
في المقالة المهمة، التي لم تحظ بانتباه في اسرائيل تقريبا، يُعلن أبو مازن عن انه قد انقضت فترة التسويات المرحلية والاتفاقات الجزئية. انه يدعو اريئيل شارون الى ترك السياسة أحادية الجانب وأن يبدأ فورا محادثات مباشرة "من اجل وضع حد على نحو نهائي لنزاعنا المأساوي". صحيح، انه لم يعلن عن تخلٍ عن حق العودة، كما يتوقع بعضهم حتى قبل ان توافق اسرائيل على التحدث اليه عن إنهاء النزاع. أولم يُقسم شارون قبل اسبوع على "أن القدس الموحدة"، وفيها الاماكن المقدسة للاسلام والمسيحية، ليست خاضعة على أي شكل من الاشكال للمفاوضات؟.
كتب أبو مازن بحق ان الزمن هو العدو الأكبر للسلام. الزمن هو العدو الأكبر للفلسطينيين الذين يطلبون الخلاص من الاحتلال وللاسرائيليين الذين يتمنون التخلي عن عبئه. منذ 1967، كما قال موشيه ديان، تنتظر اسرائيل مهاتفة من العرب. عندما وصلت المهاتفة، من الملك حسين مثلا، باقتراح لبدء محادثات سلام لقاء انسحاب من الضفة ومن شرقي القدس، لم تلَذّ آذاننا المهاتفة. لولا صدمة يوم الغفران، لكانت خطوط الهاتف الى مصر مقطوعة الى هذا اليوم. كانت الانتفاضة الاولى ضرورية لكي يهاتف اسحق رابين م.ت.ف.
أنتجت الانتفاضة الثانية لاول مرة مهاتفات مصالحة من السعودية، وبعد ذلك من الجامعة العربية، أولا في قمة بيروت وبعد ذلك أخيرا في الجزائر. لم تسمع القدس. والآن، تُصم الجلبة، حول الانفصال، الآذان، ويُخفي العِجْل الذهبي لأحادية الجانب الأفق السياسي الواضح الذي يعرضه أبو مازن.
في ايام بحث عميق يبحثون في سؤال، ماذا سيحدث في سائر المناطق في اليوم الذي يتلو الانفصال. يبدو انه في الاكاديميا قد كفوا عن تصديق رئيس الحكومة، الذي يكرر اعلان انه ما دام في السلطة فان ما كان في الضفة الغربية على مدى 38 عاما هو ما سيكون. قبل 38 سنة تسلطت اسرائيل هناك على 670 ألف فلسطيني، واليوم على 2.3 مليون انسان لا يريدون سلطانها (وفي ضمن ذلك شرقي القدس).
عندما يزعم أبو مازن ان الزمن عدو السلام فانه يريد أصلا الى التحذير من خطر انه في غياب تقدم سياسي في الطريق الى انهاء الاحتلال - فسيصبح النزاع القومي نزاعا دينيا مسلحا، مع تأييد صندوق الاقتراع. على حسب كل الاشارات، يتمسك شارون باعتقاد ان الزمن يعمل لصالحه بالذات، وإن الذي يُمسك بالخط، وهو جورج بوش، يبدو انه لم يُقرر بعد من المُحق.
------------------------------------------------------








هآرتس - مقال - 30/5/2005
اسرائيل تساعد على صعود حماس
بقلم: أفرايم سنيه
عضو كنيست عن حزب العمل
(المضمون: على اسرائيل ان تشد عضد أبي مازن وإلا فقدته وواجهت حماس في الحرب القادمة - المصدر).
المدح الذي سمعه محمود عباس من الرئيس بوش، ليس يستطيع ان يُلاشي خوف أن حركة حماس قد تفوز في انجاز كبير، أو حتى بنصر، في الانتخابات القريبة للمجلس التشريعي الفلسطيني. إن تأجيل موعد الانتخابات من السابع عشر في تموز الى الخريف (بعد الانفصال)، بغير تغير عناصر أساسية في الواقع، لن يستطيع منع ذلك.
إن معنى انتصار حماس في الانتخابات فقدان احتمال أخير لاحراز اتفاق اسرائيلي فلسطيني ولانهاء الحرب. كذلك فان قلة ذات خطر نسبتها نحو من 40 في المائة من اعضاء المجلس التشريعي ستجعل من الصعب على أبي مازن وعلى فتح ان يتقدما الى اتفاق كهذا. سن القوانين في المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس سيصوغ مجتمعا فلسطينيا اسلاميا متجها الى ايران والى السعودية. حتى اذا واصل أبو مازن تولي الرئاسة، فانه لن يستطيع منع تجدد الحرب، وسيكون سقوطه مسألة وقت فقط. إن دورة اخرى من الحرب ستعمق الكراهية، وستُبعد الى ما وراء الأفق احتمال التسوية، وستمس مساسا صعبا بالاقتصاد، والاسوأ من كل ذلك انها ستكون سببا الى فقدان حياة الانسان.
مَنْ الذي سيكون مسؤولا عن السقوط الثاني لأبي مازن؟ كل جهات القوة الاقليمية تتحمل هذه المسؤولية. فحكومة اسرائيل تتصرف مع أبي مازن بإظهار للسيادة وببخل، ولم تبشر خطبة رئيس الحكومة في مؤتمر "ايباك" بتغيير. الخطأ الاول هو تجاهل نقطة الحضيض التي بدأ منها سلطته: فقد أبقى له ياسر عرفات ادارة غير ناجعة وحركة متنازعة، وأربع سنوات من الانتفاضة جعلته قائدا لمجتمع فقير مهين يائس.
تطلب اسرائيل اليه على نحو مهين ان ينزع سلاح حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى. ليست لديه القدرة على اجراء عمل كهذا غير شعبي من غير ان يُحدث قبل ذلك تحسنا محسوسا في حياة السكان. ينظر الفلسطينيون الى الانفصال نظرهم الى انجاز للارهاب، لا للاعتدال. اذا لم يثبت أبو مازن لأبناء شعبه ان الاعتدال ذو مردود وانه بالمفاوضات مع اسرائيل سيحصلون على أكثر مما سيحصلون عليه بالعنف فانه لن يستطيع ان يفعل أكثر مما فعل الى الآن.
في مطلب اسرائيل الحازم الى أبي مازن ان يعرض نجاحات في الساحة تتصرف معه وكأنما هو قائد لواء ميداني في الجيش الاسرائيلي وتنسى انها لم تنتخبه، بل انتخبه الشعب الفلسطيني من اجل أن يأتي له بدولة ذات وجود. للبخل الاسرائيلي بالتفضلات تسويغ أمني. كل تخفيف من مثل إزالة الحواجز، وتصاريح العمل في اسرائيل، أو تسريح السجناء، فيه مخاطرة. لا يود أحد ان يُمكّن سخاؤه للعملية التفجيرية القادمة. والمشكلة هي، ان الارادة المسوغة لمنع العملية التفجيرية القادمة تنشيء سياسة متشددة متصلبة لن تمنع الحرب القادمة.
دول الغرب ايضا لا تخرج عن طورها لمساعدة أبي مازن في ساعته الصعبة. لقد استطاعت ان تساعد في تحسين الوضع الاقتصادي في المناطق، لكن الافعال في هذا المجال تتخلف كثيرا خلف التصريحات. أمضى الكونغرس مؤخرا تحويل مساعدة للفلسطينيين قيمتها 200 مليون دولار، لكن 50 مليونا منها نُقلت الى اسرائيل من اجل بناء ممرات حدودية، ونُقل 2 مليون الى مستشفى هداسا، و5 ملايين هي أجرة المحاسب الذي سيشرف على النفقات. أما الملايين الـ 143 الباقية فانها تُنقل تحت شروط شديدة، لست أخالها ستمكن من استغلالها القريب. ان ارادة التعويض عن هذه الإهانة دفعت بوش الى منح أبي مازن "هدية"، في زيارته الحالية: 50 مليون دولار، على قدر المبلغ الذي أُنقص من رزمة المساعدة وحُول الى اسرائيل.
تمتاز الدول العربية، وبخاصة تلك التي تكسب مليارات الدولارات في كل شهر من بيع النفط، بالخطب المعادية لاسرائيل، لكنها لا تفعل شيئا تقريبا من اجل التخفيف من الفقر والبطالة في المناطق. لكن لا يوجد لا لدول اوروبا، ولا للولايات المتحدة، ولا للدول العربية الكثير مما تخسر، اذا ما تجددت الحرب وتسلطت حماس على المجتمع الفلسطيني. تعزيز القيادة الفلسطينية المعتدلة وكف حماس مصلحة أمنية اسرائيلية واضحة. يجب تحطيم الدائرة المغلقة، وبحسبها لا تستطيع حكومة فلسطينية ضعيفة العمل المضاد للارهاب، واسرائيل ليست مستعدة لتعزيزها ما لم يُقض على الارهاب، لكنها في ضعفها لا تستطيع… وهكذا دواليك.
اسرائيل هي الوحيدة التي تستطيع تحطيم هذه الدائرة. يمكن فعل ذلك بخطوات كبيرة، دراماتيكية تقريبا، لا بمساومة حانوتيين. مثلا، بتسريح فوري لألف سجين، وبزيادة عدد تصاريح العمل في اسرائيل بعشرين ألفا، وباعداد عشرة آلاف تصريح للم الشمل في القطاع، يجري إمضاؤها بعد الانفصال.
الأهم من كل شيء تغيير النظر الى حكومة أبي مازن. اذا كان أبو مازن شريكا في نضال حماس فيجب التصرف معه وفق ذلك. لا تجب عظته بل مساعدته. هذا هو الخيار أمام اسرائيل: تسوية مع محمود عباس، أو تجدد الحرب مع ورثته - حماس.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 30/5/2005
جنائز سعيدة
بقلم: اليكيم هعتسني
مستوطن وكاتب رأي يميني

(المضمون: إن ممرا تحت سيادة فلسطينية يصل بين دولة حماس في غزة ودولة حماس في يهودا والسامرة سيكون ممرا لنقل السلاح الثقيل وللاخلال بالتوازن السكاني الذي تطمح اليه اسرائيل - المصدر).

"ألا توجد جنائز سعيدة"؟ ليست لدى "الدوائر السياسية" المتعجرفة من اللقاء الحميم لبوش مع أبي مازن. لكن هذه السعادة حجاب فقط يغطي على اقوال بوش، التي تدفن سياسة شارون كما يُدفن الحمار. "أعراض الأُترجة" فقط تستطيع ان تُبين لماذا يطمس الاعلام الاسرائيلي ومحللوه هذا الإفلاس.
من اجل الحفاظ على "الأُترجة"، يضائلون مثلا من مطلب بوش الى اسرائيل انسحابا فوريا الى الخطوط 28 ايلول 2000، والذي يجب ان يكون مصحوبا على حسب "خريطة الطريق" (وعلى حسب تحفظات اسرائيل - مشروط حتى) بـ "جهود واضحة للاعتقال، وللتشويش ولضبط" المخططين لهجمات على اسرائيليين، وبالبدء بـ "اعمال متواصلة، مركزة ناجعة… لتفكيك قدرات المخربين وبناهم التحتية، وفي ضمنها البدء في مصادرة السلاح غير القانوني".
الجميع، وفيهم شارون، يعلنون عن ان أبي مازن ليس لا يعتقل المطلوبين فقط، بل يضمهم الى قواته، وليس لا ينزع سلاح حماس، بل يقيم لها منظمة مواجهة سياسية، في حين ان نظامها الارهابي يتقوى تحت غطاء "التهدئة". لم يتحفظ بوش من هذا التنكر لـ "خريطة الطريق". على العكس، امتدح أبا مازن كـ "رجل سلام، يظهر في كل يوم تصميما بإزاء الارهاب، والعالم كله يهتف له". والأخطر من هذا: قبِل بوش اللعبة التي تمكن حماس، على شاكلة حزب الله، من ان تعمل في الوقت نفسه كمنظمة ارهابية وكحزب سياسي.
الخطأ المصيري لشارون تغطي عليه ملحوظة تفوه بها في الولايات المتحدة: "الاتفاقات مع العرب لا تساوي الورق. الأكثر أمنا هو التوقيع مع الرئيس بوش". وهنا يتضح، ان الاتفاق مع بوش ايضا ليس أفضل من الاتفاق مع العرب!.
هناك "جنازة سعيدة" اخرى هي الرضى في بلاط شارون من شمل القدس التاريخية بين الاماكن التي يحظر البناء الاسرائيلي فيها. الى الآن ساد صمت عجيب حول القدس. لوح شارون بالرسالة التي تعد بأخذ "المراكز السكنية" الاسرائيلية بالحسبان، ألا وهي "الكتل". لم يسأل أحد: هل القدس ايضا هي "كتلة"؟ ألا تشتمل فلسطين في رؤيا بوش على القدس؟! جاء الآن بوش ولم يترك شكا: القدس - في فلسطين!.
جلبت "رسالة الكتل" نفسها ايضا، وهي البديل الوهمي لخراب مستوطنات غزة والسامرة، بوش الآن الى راحة كبيرة في اعلانه: "يجب الحصول على تغييرات في خطوط 1949 بالموافقة المتبادلة فقط". أي، ان خريطة 1949 هي هي خريطة الدولة الفلسطينية، ولن تكون فيها أي تغييرات بلا موافقة فلسطينية. في أحلامهم الهاذية لم يطلبوا لانفسهم أكثر من هذا.
كجزء من الانفصال يطلب بوش ايضا ممرا تحت سيادة فلسطينية، من اجل وصل دولة حماس في غزة مع دولة حماس في يهودا والسامرة. في ممر تحت السيادة الفلسطينية كيف سيكون في الامكان منع مرور السلاح، وفي ضمنه السلاح الثقيل، عن طريق محور فيلادلفيا المهجور وموانيء البحر والجو؟ وكيف سنمنع عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الهجرة من غزة الجوعى الى "الضفة"، وان ينقلوا معهم "المشكلة السكانية" التي يهرب شارون من اجلها في زعمه من القطاع؟.
------------------------------------------------------













معاريف - مقال - 30/5/2005

تخويف في السلطة

بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: كل خطوة تتخذها اسرائيل تعتبر لدى الفلسطينيين مؤامرة، وعلى الفور تلصق بها شارة سياسة "تجويع، تعطيش أو تسميم". هكذا يصممون ثقافة الكراهية - المصدر).

يكثرون عندنا من الشكوى من أننا لا نفهم الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل "الاحتلال". يحتمل جدا أن يكون هذا صحيحا، ولكن كيف يرانا ويفهمنا الفلسطينيون. تكاد وسائل الاعلام لا تعنى بذلك، وجل اهتمامها ينصب على المجال السياسي للسلطة الفلسطينية والارهاب. وعليه فهاكم "قصتان" حقيقيتان في هذا المجال.
الاولى: الاسبوع الماضي صرح وزير الصحة في السلطة بان "سلطات الاحتلال الاسرائيلي" القت بـ "80 طن من النفايات النووية على بعد 300 متر من مدينة نابلس". وترافق تصريحه بالقول ان الامر يعكس السياسة الاسرائيلية الرامية الى تدمير الانسان والارض الفلسطينيين. خبير في أمراض السرطان شدد على أن الحديث يدور عن تكرار لالقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما ونجازاكي. فيما أبدى بروفسور فلسطيني، خبير في شؤون البيولوجيا رأيه المنمق في أن النفايات النووية ستسبب للفلسطينيين أمراضا مثل سرطان الدم وسرطان الجلد.
الثانية: قبل بضعة أشهر ادخل الى معبر الحدود في رفح، لفترة تجربة، جهاز كشف حديث من انتاج امريكي. الجهاز الذي يلبي أشد المواصفات ومستوى اشعاعه أقل حتى من جهاز خلوي، يوجد أيضا قيد الاستخدام في بعض الدول العربية. ولما كان الحديث يدور عن جهاز حديث مع "أمراض طفولة" فقد أوقفت اسرائيل الى جانب الجهاز فلسطينيين يشرحون للمنتظرين في الدور عما يدور الحديث.
وشرعت السلطة الفلسطينية في حملة تخويف واتهام: الجهاز يبث شعاعا فتاكا، يحدث امراضا رهيبة وعلى رأسها العقم وسرطان الدم. والدليل هو أن اليهود يخافون الوقوف الى جانب الجهاز ولهذا فقد اوقفوا الى جانبه الفلسطينيين. وكل هذا لماذا؟ هذا، بزعم الفلسطينيين، بسبب السياسة الاسرائيلية للمس بخصوبة الفلسطينيين. أجهزة السلطة شرعت في حملة ضغوط، في اطارها توجهوا أيضا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات دولية اخرى. والنتيجة، حاليا، هي أن الجمهور يخاف وهكذا ايضا حكومة اسرائيل التي جمدت، مؤقتا على الاقل، استخدام الجهاز.
المجتمع الفلسطيني يتأثر بـ "القصص" من هذا النوع والتي تصمم، ضمن امور اخرى، موقفهم من اسرائيل. ويدور الحديث عن مفهوم "المؤامرة" كعنصر هام في الثقافة العربية أساسها: فوق، لدى الحكم، يوجد قدرات وعقول غير عادية. ولا شيء يفعلونه يكون صدفة. الحكم فوق، وبالطبع اذا كان الحديث يدور عن حكم شيطاني ليهود، فدوما يتآمر، دوما يتابع، دوما يخطط وهو قادر على تنفيذ افعال الناس العاديين غير القادرين عليها. وعليه، فكل خطوة تقوم بها اسرائيل يرونها على الفور مؤامر ترمي الى تحقيق سياسة اسرائيلية.
فمثلا، اذا منعت اسرائيل حفر آبار مياه (بسبب خطر الملوحة)، فان الفلسطينيين يرون في ذلك "سياسة تعطيش"؛ واذا ما اقتلع الجيش الاسرائيلي اشجار زيتون لاسباب أمنية، فان الفلسطينيين يرون في ذلك دليلا على "سياسة تجويع" اسرائيلية؛ واذا اكتشفت في غزة، مثلا، معلبات مخلولة من انتاج اسرائيلي، فعلى الفور يلصقون بذلك اشارة "سياسة تسميم". وبالطبع، فان خطة فك الارتباط ليست سوى مؤامرة لقطع قطاع غزة عن الضفة.
هذا يبدو احيانا مضحكا جدا وغير منطقي، لدرجة انه يعد نكتة. ولكن هذه الحقيقة التي تصمم الواقع الفلسطيني.
------------------------------------------------------











يديعوت - تحليل - 30/5/2005

ليس هكذا تجري الاعمال التجارية

بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

(المضمون: لا يوجد سوى سور ناري واحد غير قابل للاختراق من المعايير المرفوضة وغير الاخلاقية الى الاعمال التجارية. اسمه الضمير، سيداتي وسادتي المدراء - المصدر).

ليست هذه قصة عن حواسيب وانترنت. فقسم لا بأس به من القضايا التي تفسر الان باللغة التكنولوجية المعقدة روائع التسلل المغرض الى حواسيب الشركات الاقتصادية الكبرى، كفيل بان يتبين كأمر غير ذي صلة بالقضية.
هذه الشركات تستخدم منظومات جيدة جدا لحماية المعلومات، تحرص على تنظيف المنظومات، تستثمر في أسوار الحماية. ومن يعلن أنه يمكن ان ينتزع منها بسهولة شديدة معلومة تجارية سرية وحساسة من خلال ارسال بريد الكتروني او اعطاء قرص كنموذج للسكرتيرة، ببساطة يشوش العقل. او ربما يريد أن يحقق ربحا سريعا من التخويف.
كما أن هذه ليست قصة تجسس تجاري، وهي المهنة العتيقة والمحترمة جدا. إعرف منافسك هي الفريضة الثانية - بعد إعرف الزبون - لادارة تستند الى فضائل تنافسية. وعندما تتبدد سحب الرضى الذاتي من الشرطة، فسيتبين شح المادة المدينة المتوفرة في ايديها. محامون أذكياء لن يجدوا صعوبة في اثبات ادعاء "لم نعرف" و "ما كان بوسعنا أن نعرف"، بالنسبة للمدراء، الطالبين والمستخدمين للمادة الاشكالية. نظرة واعية على الشكل الذي انتهت اليه التحقيقات الكبرى في اسرائيل تدعو الى الحذر الشديد والى الكثير من الشك بالرؤية.
لا، هذه بداية كل قصة اياد قذرة في اعمال تجارية في اسرائيل. قصة عن مدراء نسوا الضمير في السيارة الفاخرة. قصة ذوي أعمال تجارية السعي وراء الربح شوش قدرتهم على الحكم القيمي ودفعهم الى تجاوز الحدود التي بين المنافسة النزيهة والمنافسة الفاسدة. يجب الا ينسى المرء بأن لا شيء في ادارة مصلحة تجارية يمكنه أن يبرر القفز عن الاخلاق: لا الرغبة في زيادة النصيب من السوق، لا التطلع الى جذب الزبائن، لا الخوف من ضربة قاضية من المنافس. في مدارس ادارة الاعمال في البلاد يعلمون دروسا في علم اسمه "اخلاقيات المهن التجارية" بل وبعض الكتب ترجمت من الانجليزية الى العبرية ولكن كقاعدة لا يحتل الموضوع مكانا عاليا في سلم الاهتمام للادارة الاسرائيلية على كل مستوياتها.
كم شركة تجارية في اسرائيل تعقد لعامليها دورات شاملة في النزاهة التجارية كي يعرفوا ما هو المسموح وما هو المحظور عمله تجاه المنافسين، الموردين والزبائن؟ كم شركة في البلاد تشغل شخصا مسؤولا عن مجال اخلاقيات المهنة؟ كم منها توجد لديها رموز اخلاقية واضحة، مكتوبة أسود على أبيض، تدرس، تحفظ عن ظهر قلب وتستوعب من المدراء فوق والعاملين تحت؟ قلة من الشركات فقط. قلة شديدة.
المحافل الحكومية ترسم على نحو مواظب صورة عالم تجاري اسرائيلي غير واقعي. هذه صورة ساحة تجارية ليس فيها منافسة أو المنافسة فيها قليلة ومقيدة مسبقا. يا له من خطأ في التشخيص؟ الاعمال التجارية في اسرائيل تتنفس منافسة، جوعى للمنافسة وفي احيان قريبة لا تعرف ما هي حدود تلك المنافسة. مستعدون لان يضحوا على المذبح لكل شيء، بما في ذلك المعايير، القيم، الايادي النظيفة. مدراء تنافسيين جدا يقومون في اعمال تجارية باعمال يخجلون عمله في حياتهم اليومية وهكذا فهم يفشلون. الاسرائيلي لا يسأل نفسه قبل ان يتصرف تجاه الزبون، المورد أو المنافس بخطوة معينة: "هل يمكنني أن اعود بعد ذلك الى البيت وان اروي لاطفالي ما فعلته دون أن أخجل؟"
بعد أن يتبدد الضباب عن كل التحقيقات وكل التكنولوجيات وكل أوصاف "حصن طرواده" سيتبين أنه لا يوجد سوى سور ناري واحد غير قابل للاختراق من المعايير المرفوضة وغير الاخلاقية الى الاعمال التجارية. اسمه الضمير، سيداتي وسادتي المدراء.
------------------------------------------------------










يديعوت - مقال - 30/5/2005
ومع ذلك كله، نشيد وطني وعَلَم
بقلم: شلومو أفنيري
محاضر في العلوم السياسية في الجامعة العبرية

(المضمون: المسلم في بريطانيا أو اليهودي يحترم شعار الدولة ونشيدها الوطني بأن يقف صامتا ساعة سماعه ويجب ان يكون هذا حكم المواطنين العرب في اسرائيل حال سماعهم النشيد الوطني الاسرائيلي - المصدر).

في بحث مكانة مواطني اسرائيل العرب يتكرر تحفظهم من حقيقة أن "نشيد هتكفا" (الأمل)، وكذلك علم نجمة داود هما شعاران يهوديان، ولهذا يصعب عليهم الاحساس بالتعاطف معهما أو حتى احترامهما. لا يجب الخطأ في هذه المواقف: فلا يوجد فيها تحفظ فقط من شعارات دولة اسرائيل، بل تعبر عن تحفظات مبدئية من شرعية اسرائيل كدولة الشعب اليهودي.
لا يمكن إنكار، ان مواطني اسرائيل العرب يعانون تراثا صعبا من التمييز والازمات، لم تفعل كل حكومات اسرائيل - وفي ضمنها حكومات ترأسها اليسار - شيئا من اجل غلبتها: هذه اقوال تستلزم اصلاحات جوهرية من اجل ان لا يبقى الطابع الديمقراطي لاسرائيل مشوها.
يجب ان نفهم ايضا ضائقة مواطني اسرائيل العرب واسرائيل في نزاع مع جزء من العالم العربي ومع الفلسطينيين. لهذه الضائقة حل واحد فقط: السلام.
ولكن فيما يتعلق بالمستوى الرمزي، من المهم ان ندرك ان هذا الموضوع ليس خاصا باسرائيل، ويحسن ان ننظر الى ما يحدث في دول ديمقراطية اخرى.
في أكثر من ست دول اوروبية ديمقراطية يظهر الصليب على شعار الدولة - سويسرا، والنرويج، والدانمارك، والسويد وفنلندا - وهي من أكثر دول اوروبا صحة وليبرالية. العلم البريطاني هو تأليف بين ما لا يقل عن ثلاثة صلبان: صليب القديس جورج الانجليزي، وصليب القديس أندريو الاسكتلندي، وصليب القديس باتريك الايرلندي.
هل يخطر في البال، ان مواطنا يهوديا أو مسلما في بلد من هذه البلدان سيزعم ان من الصعب عليه ان يتعاطف مع الدولة لانه قد نُقش على علمها الصليب؟ لست أعرف ان مواطنين يهودا أو مسلمين طلبوا تغيير أعلام هذه الدول.
يبدأ نشيد بريطانيا الوطني بتوجه الى الله ان يحفظ الملكة - التي هي رأس كنيسة الدولة الانجليكانية. لمواطن بريطاني كاثوليكي، أو يهودي أو مسلم مشكلة بلا ريب مع النص، كما يوجد لملحد جمهوري. فهل أثار يهودي ما أو مسلم ما في بريطانيا اقتراح تغيير النشيد الوطني؟.
النشيد الوطني والعلم تعبير عن شعارات تعاطف الأكثرية في دولة قومية: فليسا "محايدين"، لانهما بذلك سيفقدان معناهما ويصبحان بلا أي مضمون. من الواضح انه يصعب على عربي اسرائيلي ان يُنشد "نفس يهودي ثائرة"، كما يصعب على قريبه في بريطانيا ان يتعاطف مع "يا الله، احفظ الملكة". لكن المسلم في بريطانيا، حتى اذا لم يُنشد كلمات النشيد الوطني، يحترمه بوقوف صامت على الأقل. إن ما يمكن ان يُطلب الى اليهود أو المسلمين في الدول الاوروبية الديمقراطية السوية، يمكن ان يتوقع ايضا من العرب مواطني اسرائيل.
لا يجب التخلي عن الحرب من اجل مساواة الحقوق: ولكن في مستوى الشعار، حكم الأقلية العربية في اسرائيل لا يجب ان يخالف حكم الأقلية المسلمة أو اليهودية في كل دولة ديمقراطية سوية.
------------------------------------------------------










هآرتس - مقال - 30/5/2005
لا توجد لحظة بلا ضرر
بقلم: داني روبنشتاين
محلل خبير للشؤون الفلسطينية

(المضمون: المشكلات الكثيرة التي يواجهها أبو مازن في الساحة الداخلية خاصة - المصدر).

كلما بدت مكانة الرئيس محمود عباس الدولية مستقرة واعدة - أصبح وضعه في الساحة الداخلية الفلسطينية شائها جدا. فقد أخذت تطول قائمة المشكلات التي يواجهها الى درجة ان هناك من يسألون هل سيستطيع الثبات.
مع نهاية زيارته الناجحة، في رأيه ورأي أكثر رفاقه في القيادة، الى واشنطن وكندا يواصل الآن الى شمالي افريقيا، الى المغرب وتونس والجزائر وليبيا، وبعد ذلك سيعود بعد ان يحط الركاب كما يبدو في وقفة قصيرة في القاهرة. في الشارع الفلسطيني يسخرون ويقولون انه أصبح "زعيما طائرا" على صورة سلفه، ياسر عرفات، الذي شعر طول حياته تقريبا بأمن في رحلات في أرجاء العالم أكبر من أمنه في مكاتبه في تونس، وغزة ورام الله. سيلقى أبو مازن في تونس رفاقه في اللجنة المركزية لحركة فتح، من رافضي اتفاق اوسلو، الذين يرفضون المكوث في المناطق. يوجد ثلاثة كهؤلاء في رأسهم فاروق القدومي، الذي نطق أخيرا بأقوال نقد أو حتى عيبٍ لأبي مازن أكثر - ربما - من كل ناطق فلسطيني آخر. يحاول الوسطاء الاصلاح بينهما. لكن لست أخالهم سينجحون.
الشجار مع القدومي لعبة اطفال بالقياس الى المشكلات مع حركة حماس، التي سيحاول أبو مازن حلها بمحادثة في القاهرة مع زعيم حماس، خالد مشعل. في غزة نجح وفد مصري في نهاية الاسبوع الماضي ان يهديء النزاع قليلا بين السلطة الفلسطينية وحماس في موضوع نتائج الانتخابات للبلديات في غزة (رفح وبيت لاهيا ومخيم البريج) - لكن ما يزال لا يوجد حل. ألغت المحكمة الفلسطينية نتائج الانتخابات في صناديق الاقتراع في هذه البلديات، التي فازت فيها حماس، ويعتقدون في قيادة حماس ان فتح تحاول بطرق ملتوية سلبهم ثمار النصر.
"هذا نهج لديهم"، قال قبل بضعة ايام نشطاء من حماس في نابلس، أُنبئوا ان وزير الشباب الفلسطيني ألغى نتائج الانتخابات لادارة نادي الشبان لمخيم بلاطة، التي فازت ب
05-30-2005, 04:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #18
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الخميس 2/حزيران/2005 العدد 8806


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 2/6/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- مصدر عسكري كبير يحذر من انتحارات، رفض جماعي للخدمة واستخدام السلاح ويقول: "الجيش الاسرائيلي غير مستعد للمقاومة العنيفة".
- "فك الارتباط سيحدث شرخا داخل الجيش".
- حلوتس: سننفذ فك الارتباط بحزم وحساسية.
- اعتقال مع أسنان - طريقة جديدة للقبض على المطلوبين: كلب يجر المخرب حتى الجنود.
- من قيادة المخابرات الى اعتقال الشرطة.
- حصان طروادة: هكذا يبدو.
- حفلة نضوج الابنة على حساب الدولة.
- شارون وابو مازن يلتقيان في نهاية الشهر.
-المخابرات تحبط عملية خطط لتنفيذها اليوم.
معاريف:
- تسجيل بوراز.
- الكنيست تستخف بمحكمة العدل العليا.
- جندي رقم 1.
- شريط بوراز: "تريدون السفر الى الخارج؟ أنا سأمول ذلك".
- والان: رئيس ديوان الموظفين ضد السفير.
- خطة نتنياهو: المزيد من المال للامهات والشيوخ.
- حراس من غوش قطيف "ليس في مزرعة هشكييم".
- المطاردة انتهت بالموت.
هآرتس:
- احباط عملية انتحارية مزدوجة خططها الجهاد الاسلامي اليوم في القدس.
- شارون أمام نتنياهو: المعركة على الرحمة.
- الجيش الاسرائيلي يودع يعلون ويستقبل رئيس فك الارتباط دان حلوتس.
- مقتل ابنة 20 من اشدود لدى عودتها من عملها الى منزل ابويها.
- الرجال البدو ارادوا للنساء ان يبقوا في المنازل فأحرقوا المصنع.
- لجنة الكنيست تصوت مرة اخرى ضد نزع حصانة غورلوبسكي خلافا لتوجيهات محكمة العدل العليا.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 2/6/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الوضع الأمني - هآرتس - من الوف بن وعاموس هرئيل:
احباط عملية انتحارية مزدوجة خططها الجهاد الاسلامي اليوم في القدس../
المخابرات، الجيش وشرطة لواء القدس تمكنوا في الاونة الاخيرة من احباط عملية مزدوجة خطط الجهاد الاسلامي لتنفيذها اليوم في حي راموت في القدس. خمسة نشطاء الجهاد، اعضاء شبكة التنظيم في منطقة طولكرم وجنين، اعتقلوا، ووضعت اليد على حقيبتين من المواد المتفجرة. أما المخربان الانتحاريان فلم يعتقلا بعد. والشبكة التي خططت للعملية مسؤولة ايضا عن ارسال المخرب الانتحاري للعملية في نادي "ستيج" في تل أبيب في شباط من هذا العام حيث قتل خمسة اسرائيليين. ومنذئذ اعتقل عشرات النشطاء في الشبكة ولكنها واصلت العمل وتخطيط العمليات.
النشيط الاول اعتقل يوم الاثنين وهو في طريقه من رام الله الى بيت لحم. وروى لدى التحقيق معه بان نشيطا آخر في الشبكة جنده كي يوجه الانتحاريين. وحسب أقواله فقد كان الانتحاريان يعملان في حي راموت بالتوازي - في باص، في مقهى، أو في كنيس.
وعلم أمس أنه بعد تأجيلات كثيرة سيلتقي رئيس الوزراء اريئيل شارون مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في 21 حزيران. ويسعون في اسرائيل الى عقد اللقاء في القدس ولكن المكان النهائي لم يتقرر بعد. والتقى مستشارا شارون دوف فايسغلاس وشالوم ترجمان أمس مع رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات واتفقا معه على موعد لقاء الزعيمين. وقرر الطرفان بأن تعقد استعدادا لذلك بضع لقاءات تمهيدية .
وكان شارون وعباس التقيا مرة واحدة فقط منذ تغيير القيادة الفلسطينية، وذلك في قمة شرم الشيخ في شهر شباط. ومنذئذ وعد الرجلان عدة مرات بان يلتقيا "قريبا". وأكثر عباس من السفر الى الخارج فيما سخروا في مكتب شارون قائلين: ان لقاءهما سيتم "في احدى زيارات رئيس السلطة الى المنطقة". وتعرض الطرفان حاليا الى ضغط من الولايات المتحدة لحث تنسيق فك الارتباط والاتصالات الامنية. وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس ستصل الى اسرائيل والى السلطة في موعد قريب من لقاء شارون - عباس. وستشارك رايس في المؤتمر الدولي عن العراق الذي سيعقد في بروكسل في 21 - 22 حزيران، وفي الغداة في قمة الكبار الثمانية (G 8) في لندن. وقدرت مصادر في واشنطن بأن رايس ستواصل طريقها من اوروبا الى المنطقة. ويبدو ان الطرفين سيحاولان اظهار التقدم قبل وصولها.
وكبادرة طيبة خاصة لعباس، يفكر رئيس الوزراء بالافراج عن بضعة سجناء فلسطينيين قدامى، ادينوا بمخالفات شديدة قبل اتفاق اوسلو، وفي سن متقدمة اليوم وصحة متدهورة. وزيرة العدل تسبي لفني تفحص قائمة السجناء للعثور على مرشحين للافراج عنهم. والاتصالات لتنسيق فك الارتباط لا تزال تتعرقل. فقد الغي أمس لقاء خطط له لتسليم خرائط الاملاك الاسرائيلية في قطاع غزة للفلسطينيين، كون جهاز الامن لم يكمل بعد اعداد المادة. أما وزير الدفاع شاؤول موفاز فيعقد يوم الاحد القادم اجتماعا آخر للبحث في المعلومات التي ستنقل الى السلطة الفلسطينية. وفي الاسبوع القادم سيصل الى المنطقة مبعوث "الرباعية" الدولية لفك الارتباط، جيمس ولفنزون، في محاولة لحث مشاريع تشغيل سريعة في القطاع.
يديعوت - من روني شكيد:
اعتقال مع أسنان - طريقة جديدة للقبض على المطلوبين: كلب يجر المخرب حتى الجنود../
قد يكون الكلب هو الصديق الطيب للانسان، ولكن ليس اذا كان هذا الانسان هو مخرب: فالجيش الاسرائيلي بدأ يستخدم في المناطق طريقة جديدة للقبض على المطلوبين، يتم خلالها "سحب" الكلاب للمخربين من منازلهم لايصالهم مباشرة الى أيدي الجندي.
وهكذا تعمل الطريقة: يصل الجنود الى منزل المطلوب، فيرسلون الى داخله كلب مطوع. يتلقى الكلب من مدربه الشخصي تعليمات لكيفية الوصول الى المخرب - الى ان يتمكن من العثور عليه. وعندما يشخص الكلب المخرب يغرز فيه اسنانه بقوة. وهذا لا ينتهي هنا: فالكلب لا يفلت المخرب ويجره حتى الجنود الذين ينتظرون بأمان خارج البيت. وكل ما يتبقى للمقاتلين عمله هو القبض على الرجل المذهول.
في الجيش الاسرائيلي يقولون أنه بفضل الطريقة الجديدة ينفذ الكلب عمليات لا يستطيع الجنود القيام بها. فهو يمكنه أن يصل حتى المطلوب وان كان يوجد بين اشخاص آخرين أو يختبىء في احدى زوايا المنزل. وقالوا في الجيش الاسرائيلي ان "الكلب هو مقاتل بكل معنى الكلمة وهكذا نتعامل معه. وهو ينفذ اعمال قتالية معقدة".
وكان الجيش الاسرائيلي استخدم خدمات المقاتل على أربعة في القبض قبل اسبوع على المطلوب محمود نضال طيراوي (20 سنة من كتائب شهداء الاقصى). وروى رفاقه ان "نضال اختبأ في منزل صديق في مخيم بلاطة للاجئين. وعندما جاء الجيش صعد الى السطح واختبأ تحت خزان الماء. وطلب الجيش من كل سكان المنزل الخروج الى الشارع وما ان خرجوا حتى ارسل الكلب. وبعد ان عثر الكلب على نضال، غرز في ساقه اسنانه وبدأ يجره. وانزل نضال من طابق سطح المنزل حتى الشارع ومن هناك جره نحو 20 مترا في الشارع حتى المكان الذي وقف فيه الجنود". وفي مخيم اللاجئين رووا بأن المطلوب جر وهو يستنجد صارخا والدم ينزف من ساقه. وفي المخيم اضافوا بان الطيراوي نقل لتلقي العلاج الطبي في مستشفى في اسرائيل، حيث ادخل للعلاج. وهناك تخوف من أن يصبح عاجزا في ساقه. وفي الجيش الاسرائيلي أكدوا أن الكلب نفذ الاعتقال، وأن المطلوب اصيب بعضته.
وفوجىء الفلسطينيون من الاستخدام الجديد الذي ينتهجه الجيش بالكلاب، رغم أن المقاتلين على أربعة ليسوا مشهدا جديدا في المناطق. والجيش الاسرائيلي يستعين بالمقاتلين على أربعة على طول فترة الانتفاضة، ومقاتلو وحدة الكلاب "عوكتس" يكاد يشاركون في كل حملة في المناطق. والكلاب مروضة لتنفيذ عمليات قتالية مختلفة وفي بعضها قتلوا في اثناء العمليات التي نفذوها ضد مخربين.
(يديعوت)
سرق سيارة، دهس شرطيا وقتل باطلاق النار عليه../
دراما في طريق 6: مطاردة بوليسية لسيارة مسروقة انتهت أمس بموت السائق واصابة ضابط شرطة. وجرت المطاردة في اثناء نشاط مباحث منطقة الساحل ضد سارقي السيارات الفلسطينيين. فقد لاحظوا سيارة شفرليت سرقت من القرية الزراعية غالية. فأخذت سيارة شرطة تطارد السيارة الذي فر سائقها في طريق 6 باتجاه الشمال. وفي اثناء المطاردة نصب حاجز بالقرب من تحويلة ايال.
ووصل السائق بسرعة الى الحاجز، الذي وقفت الى جانبه سيارة شرطة تغلق الطريق. فأشار احد الشرطة الى السائق بالتوقف غير أن السائق واصل سفره واصاب ضابط الشرطة الذي كان يقف الى جانب سيارة الدورية. وبعد ذلك حاول أن يدهس الضابط، فبدأ افراد الشرطة باطلاق النار باتجاه السيارة الى ان اصيب سائقها. فتوقفت السيارة، وانقذ الضابط من تحت السيارة.
واصيب السائق، وفقد السيطرة، واصطدم بسيارة الدورية وتوقف على جزيرة السير. وقررت طواقم نجمة داود الحمراء موت السائق، داهود درغم، 24 سنة من طولكرم. اما الضابط الجريح المصاب، النقيب شموئيل ملكا، 31 سنة من رحوفوت فاصيب بجراح متوسطة ونقل الى مستشفى بينلسون.
هذا وسيحقق قسم التحقيق مع الشرطة في وزارة العدل في الحدث.
الجيش الاسرائيلي - معاريف - من عمير ربابورت واليئيل شاحر:
جندي رقم 1../
يافّا حلوتس لم تحاول اخفاء فخرها عندما وضع رئيس الوزراء على كتف ابنها البكر رتبة الفريق. ففي احتفال تتويج دان حلوتس رئيس الاركان الـ 18 للجيش الاسرائيلي، حضرت زوجته عيريت وثلاثة ابنائه والحفيد يونتان أيضا.
الاحتفال في ديوان رئيس الوزراء في القدس كان الاحتفال المركزي بين سلسلة احداث احتفالية سجلت تبادل رئاسة الاركان وشارك فيه رئيس الوزراء اريئيل شارون، وزير الدفاع شاؤول موفاز، رئيس الوزراء الوافد حلوتس ورئيس الوزراء المنصرف موشيه بوغي يعلون. وكان مزاج رئيس الوزراء رائقا فوعد بأن يتهجأ اسم حلوتس بالفتحة كما طلب وليس بالكسرة. ولغة الجسد ليعلون كشفت عن التوتر بينه وبين وزير الدفاع موفاز على خلفية الظروف التي أدت الى انهاء ولايته بعد عامين و 11 شهرا في المنصب.
في خطاب الوداع قال الفريق يعلون لدان حلوتس: "أنا واثق ومتأكد من تجربتك الكبيرة وقيادتك الموضوعية والهادئة والتي ستتيح لك اعداد واستخدام الجيش الاسرائيلي لمواجهة التحديات المحدقة به. يا دانِ، اتمنى لك النجاح". اما حلوتس نفسه فقال انه يتسلم المنصب كـ "باعتراف بالجميل، بالاحترام وبالتصميم". وتطرق الى خطة فك الارتباط وقال انها ستنفذ "بالحساسية المناسبة وبالحزم اللازم". وعند تناوله دعوة الحاخامين الى رفض الاوامر قال حلوتس ان "للجيش الاسرائيلي تسلسل قيادي واحد يخضع للقيادة السياسية".
وتجاهل يعلون في خطابه وزير الدفاع موفاز، فيما أن الوزير نفسه توجه اليه بنفسه وبشكل شخصي وقال: "يا بوغي حتى لو لم نرَ الامور بعين واحدة، فهذا لا ينقص شيئا من التقدير الذي أكنه لك. فقد اوفيت بواجب "على اسوارك يا قدس رابطت الحراس"، وانا أتمنى لك أن في المستقبل تفي بأول واجبات هذا الفصل في أن "من أجلك يا صهيون لن اقعد، ومن أجلك يا قدس لن اصمت".
وبعد الاحتفال في القدس سافر حلوتس، لاول مرة كفريق، ويعلون، في المرة الأخيرة بالبزة العسكرية كضابط دائم الى معسكر رابين (وزارة الدفاع) في تل ابيب، حيث كان بانتظارهم استعراض طابور الشرف. وعقد حلوتس هيئة الاركان العامة في جلسة احتفالية اولى فيما أن طابورا طويلا من مئات الجنود ودعوا يعلون بالتصفيق وهو يشق دربه الى خارج بوابة الوزارة. وصافح يعلون الجنود وبدا منفعلا من البادرة الطيبة.
وفي وقت لاحق تطرق يعلون الى العنوان الرئيس الذي ظهر في صحيفة "هآرتس" أمس وجاء فيه انه قال في المقابلة لاري شفيت انه بعد فك الارتباط من المتوقع حرب ارهاب ثانية تتضمن عمليات وصواريخ قسام في وسط البلاد، فقال رئيس الاركان المنصرف، "لو قرأتم كل النص لارأيتم ان العنوان الرئيس ليس صحيحا". وحتى بعد أن أنهى منصبه رسميا، لم يوضح يعلون الى اين تتجه خطاه في الحياة المدنية. وفي اثناء اجازة انهاء المنصب التي ستستمر عدة اشهر سيمكث أغلب الظن في معاهد البحث. في هذه المرحلة لا ينوي الانضمام الى السياسة وان كان رئيس الوزراء قال له أمس: "بانتظارك مناصب اخرى من أجل الدولة".
أما حلوتس نفسه فبدأ عمله كرئيس للاركان بعد لحظة من تفرق حرس الشرف وجمع الجوقة أدوات عزفها. وأحد القرارات التي سيضطر الى اتخاذها في الايام القريبة القادمة هو الاجراءات التي سيتخذها ضد قائد الذراع البري اللواء يفتح رون طل في ضوء الادعاءات بانه تلقى أموالا بغير وجه حق مقابل شقة استأجرها. وامتنع يعلون عن اتخاذ قرار بهذا الشأن قبل انهاء مهام منصبه.
وفي غضون شهر - شهرين سيبلور حلوتس جولة التعيينات الاولى في هيئة الاركان تحت قيادته، ولكن قبل ذلك وبعد نحو اسبوعين، فور عيد الاسابيع، سيتطرق الى اساس الخطة التي يبلورها للجيش في اجتماع خاص يعقده لطاقم القيادة العليا.
القدس - هآرتس - من ميرون ربوبورت:
نائبة وزير الداخلية ترحب بالنية لهدم 90 منزلا في شرقي القدس../
هدم المنازل في سلوان كفيل بأن يبعث على الاضطراب في أوساط سكان شرقي القدس، الا أن الحكومة لا تعتزم "الخضوع لخارقي القانون". هكذا قالت امس نائبة وزير الداخلية، روحاما ابراهام، في نقاش جرى في الكنيست حول قرار مهندس بلدية القدس هدم نحو 90 منزلا للفلسطينيين في حي سلوان في المدينة. وكان نشر عن القرار لاول مرة في صحيفة "هآرتس".
وقالت ابراهام انه رفعت بحق 40 عائلة في حي البستان في سلوان لوائح اتهام بمخالفات البناء وان في نية بلدية القدس رفع 40 لائحة اتهام اخرى بحق عائلات في ذات الحي. وحسب نائبة الوزير، "لا صلة" بين الهدم المخطط له وبين الخطة لاقامة حديقة وطنية في المكان، غير أن بلدية القدس تعتزم "تطبيق مشروع الحديقة الوطنية" في المكان.
وقالت نائبة الوزير ابراهام انها "تثني وتعزز قوة" بلدية القدس لنيتها هدم الحي. وادعت بأن "قسما كبيرا" من سكان الحي هم ماكثون غير قانونيين من الخليل، وهناك خوف من أن يتسلل المخربون في اوساطهم. المستشار الاعلام لوزير الداخلية اوفير باز بينس قال معقبا على اقوالها ان "لا علم له" في أن ابراهام باركت الخطوة.
فخري ابو دياب، منظم خيمة احتجاج في حي البستان ضد نية الهدم، قال ان اقوال ابراهام كذب، وان كل سكان الحي هم من القدس. وقال ابو دياب: "اذا كان يوجد هنا ماكثون غير قانونيين، فليبعثوا الشرطة. يبدو أنهم في الحكومة يفهمون أنهم بدأوا يتورطون".
وفي النقاش في الكنيست قال النائب جمال زحالقة من التجمع ان هدف خطة الهدم هو ترحيل زاحف لسكان شرقي القدس. ودعا زحالقة الى مقاطعة مداولات الكنيست الاسبوع القادم في ذكرى يوم القدس. اما النائب احمد طيبي فقال ان الهدم يتعارض وتفاهمات شرم الشيخ بين رئيس الوزراء اريئيل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن).
رئيس بلدية القدس اوري لوبليانسكي، المح أمس ان ليس كل الـ 80 منزلا المرشحة للهدم ستهدم بالفعل. وفي رد أول منذ نشر القضية قال لوبليانسكي ان "توصيات مهندس المدينة في الموضوع ستنقل الى رئيس البلدية، وهو سيتخذ القرارات على المستوى التفصيلي ليقرر أي المنازل ستهدم، هذا اذا ما تقرر الهدم على الاطلاق".
واشارت مصادر في البلدية الى أن صلاحية التوقيع على أوامر الهدم هي في نهاية المطاف بيد رئيس البلدية، وفي الماضي كانت هناك حالات غير قليلة لم يوقع فيها لوبليانسكي على أوامر الهدم التي اجتازت مصادقة المحكمة.
د. مينشه عميراف، الذي كان في الماضي عضو ادارة بلدية القدس واليوم محاضر لشؤون القدس، ادعى أمس بان البناء في الحي هو عمليا قانوني. وحسب أقواله، في العام 1967، قبل حرب الايام الستة، صادقت بلدية القدس الاردنية على مخطط هيكلي لمنطقة سلوان اشير فيه الى منطقة البستان كمنطقة مرشحة للبناء.
بعد احتلال القدس، كما ادعى د. عميراف، أعلنت اسرائيل عن الغاء المخطط الهيكلي للبلدية الاردنية، غير أنهم في أعقاب ضغط دولي تعهد رئيس البلدية في حينه تيدي كوليك باكمال المخططات الهيكلية للاحياء العربية في القدس في غضون سنة حتى سنتين. وقال د. عميراف انه "من حيث القانون الدولي ليست المنازل في سلوان هي غير القانونية، بل القانون الذي بموجبه يريدون هدمها هو غير القانوني".
-----------------------------------------------------






المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 2/6/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 2/6/2005
نبوءة ضياع الدولة
بقلم: أسرة التحرير

بعد حملة وداعية طويلة جدا ومكلفة جدا تضمنت في سياقها تحليق سرب من طائرات (اف16) فوق منزل رئيس هيئة الاركان في كيبوتس غروفيت، تفرغ موشيه يعلون لاجراء مقابلة تنبؤية مع "ملحق هآرتس" حول ضياع الدولة.
يعلون سيسجل في الوثائق كرئيس هيئة اركان آمن بمبدأ كي الوعي. في السابق تحدث عن الحاجة لكي وعي الفلسطينيين وكيه من خلال ممارسة قدر كبير من القوة حتى يدركوا ان الارهاب ليس ناجعا لهم. في مقابلته الوداعية هذه قال ان هذا الكي ايضا لم يكن مجديا، وان مصيرنا هو ان نحيا في حرب أبدية بلا نهاية. ادعاؤه بأن الفلسطينيين لا يفهمون إلا لغة القوة تبدل، وحل محله دعاء مفاده ان أية قوة في العالم لن تتغلب على قوتهم لاعادة احتلال يافا وصفد. نبوءته التي زفها لنا هي ان الجمع بين الارهاب والديمغرافيا مع علامات استفهام حول عدالة الطريق هي صيغة أكيدة لضياع الدولة اليهودية.
من الممكن النظر الى اقوال رئيس هيئة الاركان باعتبارها رأيا للخبير رقم (1) في الشؤون الأمنية، الامر الذي يدفع الى فقدان الأمل والجلوس مذعورين في الملاجيء بانتظار الهجمة الارهابية التي يتوقعها. من الممكن ايضا القول بأسف وأسى ان من يبرهن انه لا يفهم إلا القوة هو دولة اسرائيل بالتحديد، وعلى رأسها رئيس هيئة اركانها المغادر.
اسرائيل لم تجرب بعد الحل الوحيد المقبول على الفلسطينيين وعلى اغلبية الاسرائيليين وعلى العالم كله: حل الانسحاب من المناطق المحتلة وتفكيك المستوطنات. ليس الفلسطينيون وحدهم هم الذين وقعوا أسرى أحلام العودة. ففي الوقت الذي يواصلون فيه حلمهم بالعودة الى يافا، لم يكتف الاسرائيليون بالحلم في العودة الى الخليل، بل استوطنوها. الحلمان المدحوضان تسببا في تدهور الصراع الى نقطة الحضيض. الوعد باخلاء المستوطنات في غزة أدى الى الهدوء الأمني المؤقت من خلال الأمل بتغيير الاتجاه. يعلون يُسهم في استئناف العنف من خلال إخراجه الهواء من جوانب العملية ومن خلال تصريحاته التي لا طعم لها ولا جدوى منها.
من المؤسف أن نقول ان يعلون تحدث بصورة مختلفة قبل عدة أشهر، عندما اعتقد ان ولايته ستمدد لسنة اخرى. عندها تحدث عن فك الارتباط كمرحلة على طريق رسم حدود جديدة لاسرائيل في محاولة لتقسيم البلاد حسب القومية المهيمنة الغالبة في كل جزء من أجزائها. اليوم أصبح يدعي ان نتائج فك الارتباط تعتمد على نظرة الفلسطينيين له كـ "فرار" أم كـ "خيار".
يتوجب ان يظهر فك الارتباط كـ "خيار" توصلت اليه اسرائيل لفك ارتباطها عن الفرار المتواصل من الواقع. اختيار فك الارتباط هو قبل كل شيء مسألة داخلية اسرائيلية، ومحاولة للبرهنة على ان اسرائيل لا تُدار من قبل المستوطنين والمتطرفين، وانما من قبل الاغلبية في داخل الخط الاخضر والتي ترغب في تطبيع علاقاتها مع الفلسطينيين على أمل أن تكون اغلبيتهم راغبة في ذلك ايضا. السؤال حول ما سيحدث بعد فك الارتباط يعتمد على استمرار هيمنة نظرية يعلون التشاؤمية على قمة الدولة، وإن اعتبر قادتها الانفصال نهاية الطريق أكثر من اعتماده على محمود عباس.
"اسرائيل مستعدة لاعطاء الفلسطينيين دولة فلسطينية مستقلة، أما الفلسطينيون فليسوا مستعدين لاعطائنا دولة يهودية مستقلة"، قال يعلون. إلا ان الواقع مختلف عن ذلك: دولة اسرائيل أُقيمت، وهي ليست بحاجة لمصادقة الفلسطينيين، أما دولة فلسطين فهي ليست بحاجة لعطاء اسرائيل، وانما فقط محاولة كيِّها أخيرا في الوعي.
------------------------------------------------------









المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 2/6/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 2/6/2005
عُنْف
بقلم: يارون لندن
كاتب يساري
سلسلة متصلة من الجرائم، لا نظير لها في قسوتها، أثارت دهشة الجمهور. بعد الانذار يجب أن نقول بضع كلمات تسكين: لقد انضاف الى الصعود المتوالي في حوادث القتل انخفاض في أنواع اخرى من الجريمة. إن قياس نسب الجريمة عندنا الى نسبها في الولايات المتحدة يكشف عن أن وضعنا على حسب جميع المقاييس أفضل من وضعها بدرجة ملحوظة. المعطى الأخير يثير الاهتمام جدا، لأنه قد اجتمعت عدة عوامل في المجتمع الاسرائيلي، اعتيد افتراض انها بيئة خصبة لنمو مخالفة القانون. سأعُد بعضها، لا بحسب أهميتها تخصيصا:
أ - كثافة السكان تزيد عامل الاحتكاك بين السكان.
ب - لا يوجد مجتمع في العالم نسبة المهاجرين فيه كبيرة كما هي عندنا. يميل المهاجرون، بسبب غربتهم وصعوبة اندماجهم، الى الاجرام بنسب أكبر من السكان الراسخين. ويصيب ويصاب على نحو خاص المهاجرون الشبان، الذين لا يستطيع والدوهم توريثهم قيم المجتمع المُستوعب والقدرات التي يُحتاج اليها للدخول فيه.
ج - الفروق الثقافية بين الجماعات في المجتمع الاسرائيلي تغلو غلوا يثير العجب. ففيه اوساط تحيا حياة "متقدمة" منفتحة، وبحيالها اوساط تُخلص لصورة تصرف محافظة. إن الذي يُقتلع من بيئة محافظة الى بيئة إباحية، يخطيء في احيان كثيرة تأويل معنى العادات السائدة في بيئته الجديدة. مثلا، قد يفسر بعضهم تصرفا حُرا لفتاة انه تعبير عن الأدب، أما آخرون فقد يفسرونه انهدعوة الى مُطارحة الحب. ويكون الخطأ احيانا جاليا للكارثة.
د - الجمهور العربي، وهو خمس السكان، يشعر باحترام ضئيل للدولة، وبثقة قليلة بمؤسساتها. الضيق الاقتصادي، والكراهية نتاج السياسة وأزمة العائلة القروية التي مرت بعملية تمدين سريعة وتحول الى الطبقة العاملة، كل تلكم عوامل تستحث الى مخالفة القانون.
هـ - قرر افرايم كيشون ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يُعلم الاولاد فيها أمهاتهم كيف يتحدثن بلغتهن الأم. والازمة هي انه لا يتعلمون اللغة من فم غير فصيح. فعدم الفصاحة، وهي مرض جيل مشاهدي التلفاز في العالم كله، شديد عندنا على نحو خاص. فاللغة غير المطورة تُثقل على الحديث ولهذا ففي احيان كثيرة تصبح محادثاتنا جدالات وتصبح الجدالات مشاجرات. ليست تلك مسألة مزاج وطني قابل للاشتعال. لهذا السبب بالذات يجب على الصحفيين الاهتمام بلغتهم لان جزء من الصحافة يُعود القراء على لغة ضحلة لا تزويق فيها.
و - المجتمع الاسرائيلي مادي وفروق المدخولات فيه من الفروق الكبرى في العالم المتقدم. للحداثة السريعة في الاقتصاد ولادخال قيم اقتصاد السوق ثمن باهظ وهو هرب الأقوياء نحو الأعلى. توجد مجتمعات لا يثورون فيها على الفروق بين الطبقات، لانها تراث تاريخ قديم يُنظر اليها انها قضاء لا تجب المساءلة عنه، لكن رسخ فينا التفكير بأن السماء هي حد انجازات الفرد. اذا كانت هذه حقيقة في يوم ما، فاننا قد ابتعدنا عنها بُعدا كبيرا. في مجتمعنا الشاب بُلورت جماعة غير صغيرة من ورثة الملايين وبإزائهم جماهير تورث الفقر من جيل الى جيل. الفرق ليس في الوضع الاقتصادي فقط، بل ايضا في الوعي: فالاشخاص الشبان الذين يشعرون انهم لم يحصلوا على ما يستحقون من المجتمع، يحاولون التنكيل بالمجتمع الذي لم يُعطهم ما استحقوا ان يأخذوا.
ز - كما انه لا يمكن برهنة الفروض المذكورة أعلاه، فانه لا يمكن البرهنة على ان العنف الذي يجربه الجنود في محاربتهم الفلسطينيين، يؤثر في العنف في البيت. هذا فرض معقول فقط. ومع ذلك، فمن الواضح ان حيازة سلاح والاستعداد لاستعماله هما نتاج الوضع الأمني.
ح - إن نسبة كبيرة من بين الشرطة تعمل في الدفاع في وجه الارهاب. في اسرائيل ليست العلاقة العددية بين الشرطة والمواطنين تقل كثيرا عن العلاقة تلك في أكثر الدول، لكن لا يوجد ما يكفي من القوة الشرطية الفاعلة التي تستطيع ان تفرض القانون.
العنف الطاغي بالطبع يجب ان يقلقنا. كل ما قيل، قيل فقط لكي ندرك ان الاجرام لا ينبع بالذات من فشل فارضي القانون، بل من عدد من المساويء التي لا يمكن ان نخلص منها بمساعدة استئجار رجال شرطة ومحققين آخرين.
------------------------------------------------------




يديعوت - مقال - 2/6/2005
لم توصل ولم توحد
بقلم: يهودا ليطاني
كاتب يساري

(المضمون: القدس اليوم منقسمة انقساما واضحا جليا في ثلاثة مجتمعات، الحريدي واليهودي العلماني والفلسطيني - المصدر).

في الاسبوع القادم سنسمع مرة اخرى اقوالا حماسية عن دهر الدهارير وعُدنا اليكِ. انه يوم القدس 2005، بعد 38 سنة من تلك الحرب التي صاح فيها موطي غور "جبل الهيكل في أيدينا". ووقف المقاتلون متأثرين بإزاء حائط البراق. مئات آلاف الاسرائيليين الذين غمروا أزقة المدينة القديمة وكانوا على ثقة بأن السلام قادم، لانه لا يوجد لاولئك الفلسطينيين الخاضعين خيار سوى الموافقة على كل شروط الدولة الصهيونية الغالبة. ملايين الاسرائيليين المتأثرين الذين ذرفوا الدموع من التأثر الحقيقي ولم يأووا الى تحذيرات أناس حكماء مثل إشعياء ليفوفيتش، وبنحاس لافون ودافيد بن غوريون.
المدينة التي شقها مرة اخرى سور صلب ربما لم تكن منشقة الى هذا الحد في كل تاريخها. فليس هناك فلسطينيون فحسب بإزاء يهود مع ارتفاع ملحوظ في عدد السكان الفلسطينيين فيها (نحو من ربع مليون)، بل اليهود بإزاء اليهود ايضا.
شرقي القدس الذي ضُم الى اسرائيل بعد نحو شهر من الحرب قُسم مرة اخرى. إن بناء السور، الذي هدف الى منع انتقال سكان الضفة الى القدس يتسبب بالنتيجة العكسية: فان اولئك السكان الفلسطينيين ذوي بطاقات الهوية المقدسية الزرقاء، الذين انتقلوا في عشرات السنوات الأخيرة من القدس الى مناطق الضفة المحيطة بالمدينة، يعودون اليها أخيرا خوفا من ألا يستطيعوا العمل والدراسة فيها بعد إكمال السور. على حسب تقدير خبراء، يعود بضع عشرات آلاف من الفلسطينيين أو ينوون العودة قريبا الى القدس، وبهذا فانهم يزيدون الكثافة الموجودة أصلا في الأحياء الفلسطينية هناك. يساعد الشعور بالاختناق لدى الفلسطينيين مستوطنون اسرائيليون توطنوا في قلب الأحياء العربية.
في منطقة الحرم القدسي وفي منحدرات جبل الزيتون وجبل المشارف تدور في الاشهر الأخيرة حرب القط والفأر بين جهاز الأمن وبين متطرفي اليمين، الذين يُدبرون لتفجير المساجد هناك أو على الأقل التسبب بخراب فيها، هادفين الى منع الانسحاب. بسبب تخوف حدث شديد كهذا، قد يتسبب بمحو دولة اسرائيل من الخريطة، تستعمل جهات الأمن لـ 24 ساعة في اليوم أفضل الاشخاص والوسائل الأكثر تطورا. قال أحد المسؤولين الكبار في الجهاز الأمني سابقا، في هذا الاسبوع، ان المشكلة الرئيسة "للشباك" هي ان المتطرفين قد استخلصوا درسا من تجارب سابقة للمس بمساجد الحرم القدسي، ولهذا فانهم حذِرون للحفاظ على ظهور ضئيل قدر الامكان. يصعب جدا، أو هو غير ممكن تقريبا، محاولة تحديد اماكنهم.
وبين السكان اليهود في المدينة، هناك فصل شبه تام بين الجزء المتدين الحريدي وبين العلمانيين. ففي يوم الذكرى لضحايا الجيش الاسرائيلي، ساعة الصفير، يمكن ان نرى بالعين التقسم بين من يقف صامتا وبين اولئك الذين يواصلون السير. القدس هي في حقيقة الأمر ثلاث مدن منفصلة - مدينة العلمانيين الآخذين في القلة، الذين يترك أكثر أبنائهم وبناتهم نحو الساحل، ومدينة الحريديين ومدينة الفلسطينيين. لا يوجد أي شعار لـ "المدينة التي ضُمت معا" أو "وُحدت الى الأبد" يستطيع ايقاف عملية الفصل السريعة تلك.
في عام 1968 كتب الشاعر المقدسي الراحل يهودا عميحاي: "القدس. عملية جراحية بقيت مفتوحة. / الجراحون مضوا ليناموا في السماء البعيدة.." وبعد ذلك بثلاثين سنة بالضبط، في عام 1998، أصبح عميحاي يعي انه لا يمكن لأي عملية جراحية أن تفيد، لأن المريض أصبح في وضع ميئوس منه: "القدس تجلس جلوس الثكالى.. وهي لم تفهم بعد انها هي بنفسها الميت - وهي الثكلى..".
------------------------------------------------------













يديعوت - مقال - 2/6/2005
مُبارك، للمرة الخامسة
بقلم: غي باخور
كاتب مستشرق

(المضمون: تتحمل الولايات المتحدة والرئيس بوش خاصة تبعة مواصلة العمل من اجل فرض الديمقراطية على العالم العربي - المصدر).

شيء غير حسن يحدث في مصر. فسلطات الأمن المصرية تمنع وصول المسرحي المصري الليبرالي علي سالم الى اسرائيل للحصول على لقب دكتوراة فخرية من جامعة بئر السبع. حاول سالم عن طريق البر وعن طريق الجو، لكن خروجه حُدد ومُنع. كان عدد صغير من حوادث ارهابية تسويغا لموجة من آلاف الاعتقالات بين كل جماعات المعارضة في الدولة. وفُرقت مظاهرات هادئة لمعارضين للولاية الخامسة للرئيس مبارك بعنف كبير. يجري تتبع اعضاء منظمة "كفاية" الذين يعارضون استمرار رئاسة مبارك وهم تحت التهديد. على نحو متناقض، كلما ازداد طلب الدمقرطة في مصر، أخذت تلك تتضاءل. والذروة - اصلاح للدستور المصري يجعل مطلب الدمقرطة سخرية عابثة.
إن مبارك، الذي نافس في أربع مرات كمرشح وحيد في انتخابات الرئاسة، أصبح على نحو مشتبه به مؤيدا متحمسا لاصلاح الدستور، الذي يُمكن في ظاهر الأمر من تعدد المرشحين للمنافسة على منصب الرئيس. إن النظر الى الاصلاح، الذي أُجيز في البرلمان، يُظهرنا على ان شيئا لم يتغير في جوهر الأمر: فمبارك سيواصل كونه مرشحا وحيدا غير ان ذلك سيكون في هذه المرة بإحلال ديمقراطي. وكل ذلك، لان الاصلاح يطلب أن يكون المرشح المنافس على الرئاسة من حزب السلطة - أو ان يجمع نحوا من 300 توقيع لاعضاء البرلمان والمجالس المحلية. إن عددا كهذا من التواقيع ليس ممكنا، لأن البرلمان والمجالس يغلب عليها حزب السلطة أو المُخلصون البارزون لمبارك. وهكذا لا يستطيع ان يجتاز تلك المصفاة مرشحون بارزون مثل النسوية المعروفة نوال السعداوي وآخرين. سينتخب مبارك بالطبع لولاية خامسة، ويفترض ان يتولى هذه المرة حتى عام 2011.
يدرك الامريكان ان الحديث عن نوع من السخرية العابثة، لكن بإزاء تورطهم في العراق فانهم يفضلون كما يبدو ان لا يزيدوا العلاقات مع حكومة مصر سوءً. وربما تكمن المشكلة هنا.
مبارك مضطر الى الموافقة على التغييرات الديمقراطية بضغط من الامريكان في الأساس. إن خوفه من سابقة صدام حسين دفعه الى تنفيذ اصلاحات لم يكن يُجريها في باله قبل ذلك. غير انه عندما انتخب الرئيس بوش الى ولاية ثانية قل ضغط الامريكيين على نظم الحكم العربي.
المشكلة اذن ليست مع مبارك ونظرائه الزعماء العرب، بل مع الرئيس بوش. اذا كان ملتزما رؤيا الدمقرطة في العالم العربي، فان عليه ان يواصل سياسة قوة وتطلب في المنطقة. اذا ما تراجع - فستتضاءل شرارات الديمقراطية المتفرقة التي ظهرت هنا في العامين الأخيرين. على الولايات المتحدة ان توضح هل هي مستعدة لمواصلة دفع النفقات الباهظة. اذا لم تكن تنوي فعل ذلك - فان جديرا بها ان تعلن عن ذلك الآن، لئلا توهم نشطاء بائسين في حقوق الانسان في العالم العربي، بأنهم هم وهم فقط سيدفعون في نهاية الامر ثمن السياسة غير المتواصلة.
------------------------------------------------------


















يديعوت - تقرير - 2/6/2005
من قيادة المخابرات الى اعتقال الشرطة
بقلم: بوكي نائيه ودودي نسيم
قضية حصان طروادة آخذة بالتشعب: فالى مسيرة المحَقق معهم انضم أمس مسؤولان كبيران سابقان في جهاز الأمن العام "الشاباك" - المخابرات يديران اليوم شركة تحقيقات دولية، للاشتباه بانهما توجها باسم زبائنهما الى محققين خاصين يوجدون الان قيد الاعتقال واشتريا منهم معلومات تجارية حساسة سرقت بواسطة حصان طروادة. ولمسيرة ضحايا برنامج التجسس المتطور انضم في هذه الاثناء مكتبا دعاية آخران، مستوردة سيارات كبيرة ومكاتب كبيرة لمحامين معروفين يشتغلون في المجال التجاري.
طوبيا ليفنه ويسرائيل شاي كانا ذات مرة مسؤولين كبيرين جدا في جهاز المخابرات. كل واحد منهما كان رئيس الوحدة الرسمية لحماية الشخصيات. كما أن ليفنه شغل ايضا منصب رئيس قسم الامن في "العال". شاي كان رئيس قسم الحراسة للمخابرات في اوروبا. وعندما تسرحا من الخدمة بعد 25 سنة اقاما معا شركة تحقيقات خاصة، "سيتل للتحقيقات الدولية"، يعد موقعها على الانترنت بالمهنية على أعلى المستويات والمصداقية دون مساومة. لدينا، يعد الرجلان في موقع الانترنت، مئات الزبائن الراضين. وبالضبط بسبب بعض الزبائن الراضين، اعتقل أمس ليفنه وشاي من الشرطة.
الرجلان، اللذان اعتادا رؤية غرفة التحقيقات من الجانب الاخر حقق معهما كمشبوهين في قضية التجسس التجاري التي تهز الاقتصاد الاسرائيلي في غرفة مهملة في محطة الشرطة في تل أبيب وبعد أن اخذت بصماتهما مثل كل سارق يمر كل يوم عبر محطة يركون للشرطة. محققو قسم الغش أجروا بالتوازي تفتيشات في منزليهما. وفي ختام التحقيق ارسل ليفنه وشاي الى الاقامة الجبرية ليومين، ولكن ليس قبل تحذيرهما من أنهما اذا ما تحدثا هاتفيا او خرجا من منزليهما للحديث مع اشخاص آخرين لهم صلة بالتحقيق فسيجدان أنفسهما على الاسرة الحجرية بصحبة المدمنين في معتقل ابو كبير.
شخص آخر جرى التحقيق معه كمشبوه تحت التحذير هو آفي عسيس صاحب شركة تارغت ايي. وللاشتباه بانه صوت لميخائيل افراتي حصان طروادة في اسرائيل. وهو ايضا افرج عنه في ختام التحقيق معه لقضاء يومين قيد الاقامة الجبرية. ويعقوب شاحر، رئيس مكابي حيفا وشركة "مئير" التي تستورد سيارات فولفو، هوندا ويغور الى اسرائيل، حققت الشرطة معه ولكن ليس كشبوه. واخذت منه افادة حول ما سرق من حاسوب شركته من معلومات.
وعثر أمس أيضا على حصن طروادة في حواسيب مستوردة السيارات "تمور" التي تستورد سيارات بي.أم.في الى اسرائيل. وتشتبه الشرطة الان بان البرنامج تسلل ايضا الى بعض مكاتب المحامين الرائدين في السوق التجاري. وفي الايام القريبة القادمة سيصل المحققون الى هذه المكاتب لاخذ الافادات.
-------------------------------------------------------------
معاريف - مقال - 2/6/2005
اقتلاع في ضوء الكشافات
بقلم: أوري دان
كاتب يميني

(المضمون: ينصح الكاتب رئيس هيئة الاركان العامة دان حلوتس ان يُمكن وسائل الاعلام من تغطية نشاطات الاخلاء في غزة - المصدر).

نصيحتي الوحيدة لرئيس هيئة الاركان الجديد الفريق دان حلوتس: أن يفتح قدر الامكان الميدان لتغطية صحفية لعملية الاخلاء واقتلاع المستوطنات من قطاع غزة. أولا، أمام الاعلام الاسرائيلي، لأن الحديث عن موضوع وطني من الدرجة العليا، وفي مقابلة ذلك - أمام ممثلي الاعلام الدولي. لا يوجد لاسرائيل ما تخفيه في حفل التعري المازوكي الذي تنفذه. يُبلغون عن أن أكثر من اربعة آلاف صحفي وفريق تصوير أجنبي ينوون تغطية أحداث الانسحاب والاقتلاع. إن عددا كهذا من ممثلي الاعلام لم يوجد، كما يُخيل إلي، في اسرائيل حتى في الايام الدامية من حرب الارهاب الفلسطينية. كصحفي، غطيت معارك عسكرية كثيرة، من اعمال الرد والهبوط المظلي في المتلة في عام 1956، وفي عبور قناة السويس في 1973. رأيت النظام الامريكي عندما حصلت على رخصة لتغطية الحرب في سايغون في عام 1970، والفوضى في قبرص زمن الغزو التركي في عام 1974. وفي بريشتينا، وكوسوفو، سبقت نحوا من ألف صحفي جاءوا مع قوات حلف شمال الاطلسي الغازين من مقدونيا. أنا في ذاتي، كعامل في وزارة الدفاع، رخصت في عام 1982 - 1983 للصحفيين ان يُغطوا حرب الجيش الاسرائيلي في لبنان. لكنني لم أر قط اندفاعا اعلاميا كهذا نتوقعه الآن في غزة.
أولا، بسبب الزحام العددي لوسائل الاعلام نتيجة شبكات الانترنت الى شبكات التلفاز المحلية في أرجاء العالم. وثانيا، يتخوف صحفيون كثيرون على أنفسهم من تغطية حرب حقة. إن اخلاء اليهود من بيوتهم ومستوطناتهم الزاهرة في قطاع غزة، يبدو لهم أقل خطرا. وفوق كل شيء، عندما يحارب اليهود اليهود، فان تلك بضاعة صحفية ممتازة.
لا يعلم أحد كيف سيجري الانفصال: هل ستصحب حماس الاقتلاع باطلاق النار، وهل سيجلو أكثر المستوطنين راغبين. إن المهم هو ان يوقع الصحفيون على أن كل ضرر سيحدث لهم، سواء كان جسمانيا أو غيره، هو على مسؤوليتهم فقط، لئلا يأتوا بعد ذلك بدعاوى الى السلطات الاسرائيلية.
إن الانسحاب من غزة لا يشبه قصة اقتلاع يميت، التي بالرغم من كونها صعبة أليمة، قد مكنت الاعلام من تغطية رائعة. الحديث هنا عن مستوطنين ايديولوجيين، قرر أكثر اليهود تدمير حلمهم الذي تحقق في غوش قطيف لقاء وهم أن يؤمن مستقبل الأكثرية في مساكنهم الهادئة - في رمات أفيف، وفي هرتسليا التطويرية، وفي سيفيون، وتلبيوت ورحافيا.
اذا ما أمر دان حلوتس بالتمكين للكشف الاعلامي التام، فانه سيمنع بذلك خلق "إرجاف بالمؤامرة" الخطر ايضا، اذا ما تدهورت الامور ووصلت الى حد سفك الدماء. حذر رئيس الحكومة علنا بأن هناك "جوا من الحرب الأهلية".
سيكون من الواجب الحذر ايضا من مستفزين بين الصحفيين، من اولئك المنتسبين الى اليسار الحالم أو اليمين الخلاصي، الذين قد يذيعون، بقصد أو بغير قصد، إرجافات تُستعمل كزيت على النار. لهذا تجب اقامة مركز مراقبة، يستطيع ان يُصدق أو يرفض في كل لحظة المعلومات التي تُنشر.
ستستطيع مئات عدسات التصوير وآلاف الصحفيين أن يتتبعوا هل سيكون آلاف الجنود والشرطة قادرين على تنفيذ مهامهم، بعد كل التخطيطات، والتدريبات، والحيل.
------------------------------------------------------















معاريف - مقال - 2/6/2005
متسادة في نفيه دكاليم
بقلم: ياعيل باز - ملماد
كاتبة يسارية

(المضمون: باروخ مرزيل وايتمار بن غبير من المستوطنين في الضفة انتقلا مع أشياع متطرفين للتحصن في فندق مهجور على شاطيء البحر في نفيه دكاليم حيث يحشدون المعدات والغذاء لتحصن طويل - المصدر).

منذ اسبوعين وفندق "حوف دكاليم" (شاطيء النخيل) في نفيه دكاليم يضج بالحياة. فالفندق، الواقع على شاطيء البحر، جُعل زمن اقامته في عام 1986، لاستيعاب جماهير السياح، من البلاد ومن العالم، الذين كان يفترض ان يصلوا الى الرمال الذهبية من غوش قطيف، وأن يكونوا مصدر رزق آخر لسكان غوش قطيف. لكن الواقع ضرب المستوطنين سريعا جدا على وجوههم. فمن هو ذاك المجنون المستعد للوصول للاستجمام في غوش قطيف؟ اذا أُغلق الفندق، مثل مصالح سياحية اخرى في غوش قطيف، وكل ما بقي منه هو المبنى المهجور.
الى أن قرر باروخ مرزيل وايتمار بن غبير جعله مركز تمردهم على الدولة وقوانينها. ولما كانا قد عاشا عددا كافيا من السنوات في الغرب المتوحش، المعروف أكثر باسمه يهودا والسامرة، فانهما قد قررا العمل بالطريقة نفسها التي يستوليان فيها على الاراضي بالقرب من بيتهما، ويجعلان قوانين الدولة فكاهة حزينة: اقامة مستوطنة طارئة.
على الفور جُند للمهمة عدد من عائلات المتطرفين، وبضع عشرات اخرى من الشبان، أكثرهم متعلق على هذا النحو أو ذاك بحركة كاخ، وابتدأ التحصن. تحت العين الناظرة لقوات الأمن، وعلى نحو علني وفي وضح النهار، ينقل أشياع مرزيل وبن غبير الأسرة، والكراسي والطاولات، مع الاطفال الصغار والاولاد الصغار، ويُعدون انفسهم لمتسادة الثانية. في قاعات الفندق يجري جمع المواد الغذائية، والأثاث يُحمل على أكتاف شبان المدرسة الدينية، أي كل ما يُحتاج اليه من اجل جعل المكان مركز معارضة للاخلاء.
الجيش الاسرائيلي والشرطة، كما في كل مرة يقرر فيها هؤلاء المجانين ان يقيموا مستوطنة طارئة لانفسهم، يقفان جانبا و"يُقدران". كل شيء مليء بالتقديرات. ماذا سيكون اذا ما اتخذت هذه الخطوات، وكيف ستؤثر تلك الخطوات، وهل نرد أو لا نرد على استفزاز اليمين المتطرف، وكيف سيؤثر ذلك في الخطة العامة. يُحب أشياع حركة كاخ مرحلة الاستعدادات هذه. فهم في خبرتهم يعلمون ان هذا هو وقتهم للتحصن، وللتعزز، ولاستقدام أناس آخرين، ولاقامة حُراس مسلحين الى جانب أبواب المداخل، والى تقرير حقائق راسخة على الارض. فواضح انه حتى تنهي قوات الأمن الفحص والتحليل وعرض المواقف والمواقف المضادة، فسيكون الأمر قد أصبح متأخرا جدا. وهم يعتمدون كثيرا ايضا على الديمقراطية الاسرائيلية وسلطان القانون، اللذين سيدافعان عنهم في وجه كل سوء. وفي الحقيقة انهما يدافعان عنهم. فبرعايتهما يستطيعون المس مسا قويا أكثر تهذيبا بالديمقراطية الاسرائيلية. اذا كنا ساذجين، فلماذا لا يستغلون ذلك؟.
وهكذا، ففي حين أن قيادة المنطقة الجنوبية "تفحص الى أين تتطور الامور داخل الفندق"، وفي الجيش والشرطة "يعتقدون ان طرد المتطرفين من الفندق سيعجل المواجهة مع المستوطنين"، كما يتحدث يئير اتينغر في صحيفة "هآرتس"، يجول باروخ مرزيل سعيدا فارغ القلب من الهموم. إن كل ما اعتقده عن قوات الأمن يتحقق حقا. يستطيع كل واحد قبل شهرين ونصف شهر من الانفصال، على شرط ان يكون يهوديا بالطبع، ان ينتقل للسكن في غوش قطيف، وان يُعد نفسه للنضال الكبير لقوات الأمن، التي لا تعرف بالرغم من كل الفحوص والتقديرات ما الذي ينقله أفراد كاخ الى ذلك الفندق. انهم يأملون ان تكون منتجات غذائية فقط لا سلاحا. أجل، هذا هو نفس الجيش الاسرائيلي الذي يتدرب منذ اربع سنوات على عشرات آلاف الفلسطينيين في البحث عن وسائل تخريب أو عن سلاح.
الشيء الوحيد، لأسفنا، الذي لا تفحص عنه قوات الأمن، هو ترك جماعة المجانين تلك لنفسها، داخل الفندق المهجور، على شاطيء بحر غزة. في هذا الوضع كنا جميعا نستطيع أن نفحص وأن نُقدر الى أي حد سيكون هؤلاء الاولاد وآباؤهم أبطالا، عندما لا يبذل الجيش الاسرائيلي الموارد ومئات الجنود من أجل الدفاع عنهم.
وهكذا، بدل المخاطرة بحياة الجنود الكثيرين في محاولات اخلاء جماعة المتحصنين، فان كل ما يُحتاج اليه هو السماح لهم بمواصلة التحصن، يُفضل ان يكون ذلك على نحو دائم. من أراد فليجلُ. ومن لم يُرد، فصحتين. ففي المحصل ليست تلك فكرة سيئة على الاطلاق والأساس جعل باروخ مرزيل وايتمار بن غبير مشكلة الفلسطينيين.
------------------------------------------------------



معاريف - مقال - 2/6/2005
ضقنا بكم ذرعا يا فاسدي المركز!
بقلم: إلعاد شرغا
رئيس الحركة من اجل الحفاظ على نوعية السلطة

(المضمون: حدثت الثورة الفرنسية بسبب التمايز الاجتماعي الكبير وبُغض الطبقات الدنيا للطبقات الحاكمة المترفة وهو ما يتوقع حدوثه في اسرائيل - المصدر).

يا سيد معيان، سَعِدت أن أقرأ أول أمس مقالتك "روبسبير الجنجي" حيث تقتبس جملة واحدة على الأقل - بالرغم من انها غير ذات صلة - من مئات كتابات روبسبير. من المؤسف ان خلفية الثورة الفرنسية غابت عنك. هل نسيت ما حدث في ايام سلطة الملوك الفاسدين المترفين من سلالة آل بوربون؟ يتذكر الجميع - سواك كما يبدو - لويس السادس عشر، الذي حدثت الثورة الفرنسية في أواخر حكمه، وزوجته ماري أنطونيت، اللذين غرق في فترة حكمهما أبناء الطبقات العليا، النبلاء والكهنة في الفساد، إذ كانوا يشغلون مواقع القوة والحقوق الزائدة. لقد انغمسوا في حفلات لاهية ومولت خزينة الدولة عيشهم، في حين كان بسطاء الشعب يعانون الجوع. كما كان الامر آنذاك اليوم ايضا لا يستعد الشعب لاحتمال العبء، ونوابه يقضمون الخزينة العامة بكل الأفواه.
بين الشعب وبين نوابه، تقف أنت، عضوا في مركز الليكود. بدلا من أن تخاطر أنت ورفاقك بأنفسكم في الدفاع عن سلطان القانون، تطلبون الى نوابكم في الكنيست ان يُحطموا كل معيار عام ملائم، مع اهتمام صادق بحاجاتكم الشخصية وبحاجات كل قريب من الأقرباء، أو معرفة أو صديق تريدون دعمه.
سأعترف بالحقيقة، لقد طلبت لسنوات كثيرة الاصغاء الى صوتك: لقد انتظرت سماع أقوال تأنيبك في قضية "بار - أون حفرون"، وفي قضية "ديرخ تسلحة" وفي قضية "سيتي تاور"؛ ترقبت أن أراك تظهر على المتاريس في قضايا "التعيينات السياسية" في وزارة الحفاظ على البيئة، وفي وزارة الزراعة، وفي تعيينات الاخوة عوزي كوهين! انتظرت ردك على قضية "الهدايا" لبيبي، وعلى قضية "الجزيرة اليونانية"، وعلى قضية "سيريل كيرن"؛ وعلى قضايا غورلوفسكي وحزان والتصويتات المزدوجة، وقضايا "العمال الاجانب" لبنينا روزنبلوم وهرشزون؛ وعلى الترتيب للقاءات مع وزراء حزبك بواسطة اعضاء المركز لقاء 1500 دولار للقاء! لكنك صمت، وأصبحت أبكم.
كيف صوت إذ قرر مركز الليكود تغيير قانون الحزب في مسألة الانتخابات التمهيدية؟ هل تهددت اعضاء الكنيست أنهم اذا ما صوتوا تأييدا لقانون الانتخابات التمهيدية - وهو القانون الذي سيعفيهم منكم - فانكم ستهتمون بأن لا يُنتخبوا للكنيست مرة اخرى؟ هل أنبَّت رئيس الحكومة لانه التزم للجمهور أن يُجيز قانون الانتخابات التمهيدية، ويتهرب منذ ذلك الحين؟.
قفزت فجأة إذ قدمت لتدافع عن الكرامة المفقودة لاعضاء مركز الليكو
06-02-2005, 04:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ماذا بقي لعرب الاعتدال بعد الانتخابات الاسرائيلية رحمة العاملي 31 7,246 02-15-2009, 08:11 PM
آخر رد: Al gadeer
  لماذا الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الاسرائيلية hamde 2 865 02-11-2009, 09:29 AM
آخر رد: أبو خليل
  العقلية الطائفية لدى الصحافة والنخبة الحاكمة في إيران thunder75 26 4,845 01-07-2009, 12:16 AM
آخر رد: rami111yousef
  من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية رحمة العاملي 8 1,505 02-07-2008, 02:59 PM
آخر رد: رحمة العاملي
  الصحافة السعودية الفاشلة سيناتور 12 2,537 07-09-2007, 12:27 AM
آخر رد: وضاح رؤى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS