...ليلة أمس وقرابة العاشرة ليلا هاتفني صديقي علي وهو أيراني بالمناسبة وقال لي أريدك في أمر عاجل جدا,ولا بد أن أراك الليلة فقلت له أنني سوف أتمشى قرابة النصف ساعة أو ساعة على الأكثر ثم أراك.
حددت معه مكانا في أحدى المقاهي الموجودة على شاطىء البحر وقلت له يانني سوف اتصل به حالما انهي حصتي الرياضية اليوميّة.
المهم وفي حوالي الحادية عشرة ليلا أتصلت به فأفادني أنه بانتظاري في المكان المحدد ,ذهبت اليه وفي أثناء مسيري الى الطاولة التي يجلس فيها رأيت معه فتاة يبدو من ملامحها أنها غير عربية فأستغربت وانه لم يذكر لي عنها شيئا.
جلسنا وطلبنا القهوة ثم عرفنا علي الى بعضنا بعضا ثم قال لي بأن الموضوع باختصار ان هذه البنت قد تعرف اليها منذ فترة وهي تعمل في احد المراكز التجارية وأنها مهتمة جدا بالاسلام والتعرف الى أحكامه وان لديها أستفسارات عديدة حول الاسلام ولكون صديقي علي غير متمكن من الانجليزية فأستعان بي.
بدأت بحديثها وقالت انها نشأت في أسرة تنتمي الى طائفة الروم الكاثوليك وأن والديها كثيرا ما حرصا على تلقينها مبادىء المسيحية وانها لم تكن يوما تشعر بالارتياح لما هي عليه وأنها تجد كثيرا من التناقضات وأن ملايين الاسئلة كانت تدور بذهنها ولكنها لم تجد لها جوابا أبدا مما ولد لديها الشكوك تلو الشكوك في عقيدتها الفاسدة(والكلام لها).
سافرت عمتها للعمل في السعودية ومكثت فيها سنوات ولما رجعت تحدثت لهم كثيرا عن الاسلام وتعاليمه وكانت بالنسبة لها أول مرة تسمع بدين أسمه الاسلام ولم تمض أشهر حتى تحولت عمتها الى الاسلام واستقرت في بلادها تدعو اليه.
واصلت البنت كلامها قائلة قد تسألني لماذا انت مهتمة بالاسلام ؟ عدلت من جلستي ونظرت اليها باهتمام بالغ ورشفت من فنجان قهوتي التي كانت قد بردت لنسياني لها وقلت لها نعم ما هو السبب؟
قالت شاء الله أن آتي للعمل في دبي قبل خمسة عشر شهرا وفي يوم من الأيام كنت في القرية العالمية أيام مهرجان دبي مع بعض صديقاتي ففقدت وأحدة منهن هاتفها الخلوي وفقدت الأمل بالعثور عليه وبعد ساعة أو ساعتين ربما أتصل في شخص لأنه وجد أسمي موجود في ذاكرة الهاتف فأتصل بنا واعاد لنا الهاتف الثمين نوعا ما وفوق ذلك أعطاني (عن دون صاحباتي) ثلاثة كتب حول الاسلام بالانجليزية فتفاجات لما اختارني أنا ولم يكن عندي من تفسير الا ان الله تعالى قد أراد للخبر أن يطرق بابي.
تقول البنت مواصلة حديثها (وكنت أنا قبل ذلك قد شرحت لها أقصر حديث نبوي وهو الدين المعاملة) تقول والله انني قلت في نفسي حينما اعاد الهاتف لصديقتي انه انسان عظيم الاخلاق والامانة ولا بد ان لديه دينا عظيما يدفعه لان ينتصر على نفسه وآهوائه وحب الانسان الغريزي للتملك وان يعيد ذلك الهاتف الى صاحبته.
قلت في نفسي سبحان الله لو اننا كمسلمين أمتثلنا الى أوامر ديننا والتزمنا به فكم من شخص سيدخل ديننا من غير دعوة؟
وتذكرت أن بلاد كاندونيسيا مثلا وهي أكبر بلد اسلامي قد دخلت الاسلام عن طريق التجار المسلمين وحسن تعاملهم.
المهم جلسنا مع بعض وطال الحديث وتحدثنا عن كثير من الامور التي أرادت الاستفسار عنها كالطلاق والسماح بأكثر من زوجة وغير ذلك من قضايا وتم الاجابة عليها.
المهم انها كانت تصغي الي بكل جوارحها واكثر من مرة قربت مقعدها وهي تصغي وترقرقت الدموع من عينيها ووعدتها بمزيد من الكتب واتفقنا على انها ستلتقي مع زوجتي لتواصل معها المشوار الذي يبدو لي انه سيثمر قريبا بحول الله وتوفيقه.