{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أوراق عن سورية ...سمير عطا الله
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
أوراق عن سورية ...سمير عطا الله
أوراق عن سورية أي اشتراكية؟

أمضيت في تموز الماضي بضعة أيام في دمشق. والتقيت للمرة الأولى وزير الإعلام الأستاذ محمد الحسن في مجلس عزاء، فأصرّ على إقامة غداء للضيف. وسألني من أحب أن يدعى، فقلت أصدقاؤك أصدقائي. وحضر وزير الإعلام اللبناني الأستاذ ميشال سماحة. بعض سفراء سورية في الخارج. وزميل من لبنان، معروف بصداقاته في دمشق.

وإذ نحن نتحدث في أمور كثيرة خاطبني الزميل اللبناني من بعيد، قائلاً بلهجة المدّعين العامين: «لقد لاحظت قبل أسبوعين أنك كتبت مقالاً تهاجم فيه الاشتراكية، فأي أذى آذتك الاشتراكية به؟». وخامرتني مشاعر صغيرة من النوع الذي يُفقِد الأعصاب. وقلت للزميل الممثل الادعاء العام: «لقد انتقدت الاشتراكية في جريدة يقرأها الألوف كل يوم، وليس في تقرير سرّي. وإذا كنت تريد أن تُسمع وزير الإعلام، فهو يقول إنه يقرأ «الشرق الأوسط» أول شيء في الصباح. أما الاشتراكية التي هاجمتها وأهاجمها باستمرار فهي الاشتراكية العربية الفاشلة. هي الاشتراكية التي سلبت الإنسان العربي حريته وزادت الفقراء فقراً وخلقت طبقة جديدة من الأغنياء. ولهذه المناسبة أرجو أن تتكرم وتقرأ ما أكتبه عن اشتراكية السويد أو اشتراكية كندا والنروج. أما الاشتراكية العربية فاعذرني».

لم أجد، للأسف، ما يُمتدح في التطبيق الاشتراكي في سورية على مدى 40 عاماً. ولا في مصر. ولا خصوصاً في بلد شديد الثراء مثل العراق. لأن الاشتراكية وضعت من أجل الإنسان لا من أجل النظام. ومن أجل بسط الكفاية لا من اجل نشر التفاوت. وإذا لم يكن هناك كلام يقال في «اشتراكيات» أوروبا الشرقية التي حققت نذراً ما، فكيف عن «الاشتراكيات» العربية.

ظن سعادة المدّعي العام أنني سوف أعتذر وأتراجع ما دمت في دمشق. أو، اعتقد أنه يستكثر على وزير الإعلام تكريم كاتب معاد للاشتراكية! وقد خاب. والآن إذ تقرأ في الرسائل القادمة من دمشق أن القيادة السورية سوف تلغي الاشتراكية من شعارها الآيديولوجي خلال مؤتمر القيادة القطرية لحزب البعث «العربي الاشتراكي»، أشعر برغبة صادقة في كتابة بعض الملاحظات الوجدانية التي لا علاقة لها بالتحليل أو التنظير أو ادعاء الحياد. فأنا هنا على مسافة نسمة من دمشق، تفرحني أحيانا، وتغمني أحيانا، وتعكّر مزاجي إذا حملت إليَّ الخوف أو القلق! ليس الخوف على لبنان أو القلق عليه، فقد ولدنا في هذه الحالة «الطبيعية» وتعودنا شواذها، وإنما القلق على سورية، لأن أي هبة فيها زلزال في لبنان، وأي ألم فيها، وجع في لبنان، وأي خلل فيها انهيار في لبنان.

ولست أستخدم كلاماً «كبيراً» من أجل تعظيم الأمور ولا تهويلاً على أحد. بل هو كلام من قناعات الفكر وبساطة الوجدان، والحرص على أن نكون معاً في مستقبل حصين. ليس فقط كسوريين ولبنانيين، بل كعرب وسوريين. جميع العرب. فالقربى ليست فقط في الحدود، بل إن التجاور بين الدول أو بين الناس يغرق الجميع في القضايا الصغيرة. وما هو أهم بكثير هو قربى المصير والوجود والتفاعل والإطار، أو النظام الذي سنعيش فيه جميعاً، في عالم متغيّر، أسرع أحيانا من دوران الأرض، ومن تقلبات الأزمان.

وأعترف بأن اللبناني يجد حرجاً في الكتابة عن شؤون سورية، وخصوصاً في مراحل التحول المعقد. بعكس الزملاء السوريين الذين لا يزالون يعاملوننا، بعد 85 عاماً على قيام لبنان، بأننا لقطاء في أرض لا نملكها وأيتام في مأوى مؤقت وأننا لولا سايكس وبيكو لكنا الآن تائهين في الأرض.

في العقود الأربعة الماضية إما وقفت مع سورية بلا تحفظ أو تمنعت عن الكتابة حيث لم أكن مقتنعاً. وكان يصلني من الرئيس حافظ الأسد، عبر مسؤولين مثل الأستاذ فاروق الشرع، بعض كلام الرضى والاستحسان. ليس فقط عما أكتب، بل أيضا حول المقابلات التلفزيونية. وأكذب جداً إذا لم أعترف بأن ذلك كان يفرحني. وذات مرة أجرى معي التلفزيون السوري مقابلة لاحظت أنها بثت خمس مرات. فسألت ماذا يعني ذلك، فقيل يعني أنها استحسنت من فوق، ولا تفسير آخر.

ماذا قلت في تلك المقابلة على التلفزيون السوري وفي التي بعدها وبعدها وبعدها؟ قلت ما أعتقده. وتجنبت كل كلام خادع. ولم أردد كلمة أو تعبيراً من تعابير الجوقة اللبنانية. ليس لأنني كنت أخشى أن أفقد ثقة الرئيس الأسد، بل لأنني كنت أخاف أن أفقد احترام المواطن السوري العادي، وذكاءه الموصوف، ومعرفته الفائقة بواقع الحال بين سورية ولبنان. وكنت أخشى خصوصاً أن أفقد احترامي عند أصدقائي في دمشق من مسؤولين وحزبيين وعاديين، وهم كثيرون، وأعزاء، ومن كبارهم ومشاهيرهم، وهم لا يبخلون عليّ بملاحظة، ولو كنت في الصين.

إلى اللقاء


05-22-2005, 10:47 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
أوراق عن سورية ...سمير عطا الله
أوراق عن سورية بداية الحصار

كان لا بدّ من مقدمة شخصية في الحلقة الاولى لكي يعرف القارئ اين انا وبأي تأثير اكتب. واعتذر عما ورد وعما سيرد من عناصر شخصية، لأنني اضعها فقط كشواهد قد تغني هذه الملاحظات الوجدانية اكثر مما تقلل من جديتها. ففي المساء الأول من وصولي الى دمشق ذهبت اتناول العشاء في حديقة الشيراتون مع اصدقائي. ورأيت العماد مصطفى طلاس بقميص صيفي ابيض فتقدمت اصافحه واعرّفه بنفسي. وقال معترضا: «معقول تعرّف بحالك؟». وكانت الى جانبنا في العشاء مائدة حولها رجلان. وبعد قليل وصل صديق مشترك فعرفني على أحدهما بأنه رئيس المخابرات في احدى مدن سورية الكبرى، فقال الرجل بوّد واضح: «لا تفوتنا قراءتك يوما واحدا». قلت ضاحكا: «قراءة مهنية او شخصية؟». فأجاب: «لا حاجة لأحد في العالم ان يقرأك.. مهنيا».

تساءلت في حديقة «الشيراتون» برغم الزحام والضجيج، هل هذا هو «الحرس القديم» الذاهب الى التقاعد، وهذا هو «الحرس الجديد» الذي يقرأ الصحف للرغبة الشخصية وليس للاضبارة؟ وهل هناك حرس قديم في دمشق، أم افراد «قدماء»؟ لقد ذهبت في اليوم التالي لزيارة نائب وزير الدفاع وقائد القوات السورية السابق في لبنان العماد ابراهيم صافي. ولم اكن شديد الحماس لبقاء القوات السورية في لبنان. لكنني كنت اشعر مع «ابو ياسر» بوّد لا أشعره في قيادة الجيش اللبناني. وكنت اضحك في نفسي عندما يصنّف «ابو ياسر» في ما يسمى «بالحرس القديم»، الا اذا كان المقصود بالتسمية الطيبة والبساطة وتلك الروح الريفية التي لا تفسدها المدن ولا الرتب ولا النياشين. وكان هناك صديق آخر من «الحرس القديم» لا يمكن الوصول الى دمشق من دون لقائه، هو رئيس مجلس الشعب السابق والصديق الدائم الاستاذ عبد القادر قدورة، ابو قيس، الذي يمثل الرقابة الضميرية الدائمة على ما اكتب. دائماً بكبر ودائماً على حق. لانه دائماً على صدق ودائماً على تواضع وموضوعية.

في تلك المرحلة، اي الصيف الماضي، كانت قد بدأت تتجمع في الغيوم السوداء الدلائل الاولى لملاحقة سورية او محاصرتها. وبدأت واشنطن تتحدث عن جعل محاسبة سورية قانوناً رسمياً. وتلاحقت تصريحات اهل الكونغرس وانتظمت بما لم يترك أي شك في أن المسألة انتقلت من العفوية (اذا كان هناك من عفوية) الى التدبير. كذلك كانت قد طرحت بقوة مسألة الرئاسة في لبنان: هل سوف يمدد للرئيس اميل لحود ويعدّل الدستور اللبناني تناقضا مع رغبة فريق كبير من اللبنانيين، أم سيخلفه في الرئاسة حليف موثوق ومقدّر من حلفاء سورية الدائمين، مثل الاستاذ جان عبيد، الذي عرضت عليه الرئاسة على طبق من ذهب في الماضي واعتذر عنها؟

سئلت رأيي في كل مكان ذهبت اليه. وكان لي جواب واحد. كنت اقول انني من النوع «الخوّيف»، المحافظ، غير المغامر. وبصرف النظر عن عدالة الموقف السوري في فلسطين فإن ساحة المعركة الآن هي العراق. وفي العراق، على الحدود، تربض القوة الأميركية بكل عناصرها ومظاهرها، ولدى الوصي الأميركي مشروع معلن لا يخفيه عنوانه: «الغاء البعث». والأميركي يعرف ان ثمة شهراً واحداً بين قيام الحكم البعثي في العراق في 8 فبراير (شباط) وقيام الحكم البعثي في دمشق في 8 مارس (اذار). وهو آت الى المنطقة لقلبها برغم عزلته الدولية. وهذه العزلة لن تطول. فلنتذكر ماذا حدث في يوغوسلافيا وكيف تغيرت المواقف. وصدام حسين كرر عمل سلوبودان ميلوسوفيتش وعماه، ولم ينتبه الى ان يوغوسلافيا تشققت إرباً لن يجمعها احد بعد الآن.

الى اللقاء


05-22-2005, 10:49 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الخطأ بعد الخطأ ...سمير قصير بسام الخوري 6 1,778 04-05-2011, 02:28 AM
آخر رد: بسام الخوري
  سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد بهجت 22 9,978 11-12-2009, 05:16 PM
آخر رد: مجدي نصر
  مقتل الصحفي اللبناني سمير قصير بانفجار سيارة حسان المعري 33 7,169 12-21-2008, 08:15 PM
آخر رد: Basic
  رد على سمير أمين Awarfie 1 1,008 12-02-2008, 05:06 PM
آخر رد: Awarfie
  رسالة سورية الى حزب الله ! Awarfie 12 3,031 07-05-2008, 02:18 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS