{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رواية الخبز الحافي
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #1
رواية الخبز الحافي
في اربعينية الروائي محمد شكري اليكم مقاطع من ابدع مكتب (عثرنا، في حيّ عين خباز، على مسكن في جوار بستان. حجرة واحدة ومرحاض خارج الحجرة.

عادت أمي تبيع الخضر والفواكه في حيّ "الطرانكات". أبي يستلذ البطالة في ساحة "الفدان" مع المغاربة معطوبي الحرب الاهلية الاسبانية. كان بعضهم يفخر بها لأنها أتاحت له أن يغامر وأن تكون له ذكريات عن المعارك التي خاضها منتصراً او مهزوماً. وكان الكاوديو يُسمّى بينهم الحاج فرانكو.

أنا أتسخر لجيراننا الاسبانيين. أختي ارحيمو تتكور على الارض وتحاول أن تستوي ماشية. أضاحكها وألاعبها، لكن حين توسخ ثيابها بالرائحة الكريهة أتركها وأهرب بعيداً حتى تعود أمي من السوق. أحياناً يغيب أبي يوماً او يومين. حين يعود يتشاجران. غالباً ما كان يدميها. لكنني في الليل أسمعهما في الفراش يتضاحكان ويتأوهان بلذة. بدأت أعرف ما كانا يفعلان. انهما ينامان عاريين ويتعانقان. هذا ما يصالحهما اذن. عندما اكبر ستكون لي امرأة. سأخاصمها في النهار بالضرب والشتم وأصالحها في الليل بالعري والعناق. انها لعبة جميلة هذه ومسلية بين الرجل والمرأة.

عثر لي أبي على عمل في مقهى شعبي في نفس الحي. صاحب المقهى مبتورة يده اليسرى. قدمني اليه أبي:

- ها هو ذا ابني. اذا اعتدى عليه أحد السكارى او الحشاشين بما لا يليق به فسوف أزهق له روحه. أنت تعرفنا نحن الريفيين. اننا لا نصبر كثيراً.

- كن هاني يا السي حدو. ماكاينشي اللي يمسو.

أعمل من السادسة صباحاً حتى ما بعد منتصف الليل. كل شهر يجيء أبي عند صاحب المقهى. يقدم له كاس شاي ثم يعطيه ثلاثين بسيطة عن عملي. يناديني مخدومي لكي أتقدم امام أبي وأبوس له يده. يقول لي:

- لقد قبضت ثمن عملك. الله يرضى عليك.

لم يكن يعطيني شيئاً من الثلاثين بسيطة. في اليوم الذي يقبض فيه أجرتي يغيب يوماً او يومين. احياناً يعود ثملاً. أسمع أمي تلفظ كلمات القحاب والسكارى. انه يستغلنا أنا وأمي. صاحب المقهى يستغلني ايضاً لأن هناك غلمان مقاهي يتقاضون اكثر من راتبي. سأسرق كل من يستغلني حتى ولو كان أبي وأمي. هكذا صرت أعتبر السرقة حلالاً مع اولاد الحرام.

للمقهى زبائنه النهاريون وزبائنه الليليون. في ايام العطل يلتقي النهاريون والليليون. يتحدثون عن حياة النهار والليل.

أدخن الكيف والسجائر في الخفاء. حين أتسخر لأحد أبناء المقهى يعطيني "سِبْسياً" من الكيف او كأس خمر او قرصاً من معجون الحشيش. تقيأت هلاماً أصفر أخضر عدة مرات. مرضت. في ايام المرض بدت لي الحياة غريبة. المرض يعمق الوحدة. الانسان يحب نفسه أكثر في الوحدة. أدركت أني لست سوى أنا. وحدي أراني في مرآة نفسي. العالم يبدو لي مرآة كبيرة مكسرة وصدئة أرى فيها وجهي مشوهاً.

رواد المقهى يشجعونني على تدخين الكيف وأكل معجون الحشيش. قال لي أحدهم: "القيء لا يحدث الا في المرة الاولى". صدق الحشاش. لم أعد أتقيأ وأمرض. شربت نبيذاً لاول مرة تقيأت. مرضت. قالوا لي ايضاً: "هذا لا يحدث الا في المرة الاولى". انهم على حق هؤلاء الحشاشون والسكارى.

لم يكن صاحب المقهى يعترض على سلوكي. أدركت أن ما يهمه هو ما يربحه من المال. هو ايضاً يسكر ويتحشش. كنت أفكر احياناً: أمن أجل هذا يولد الانسان ويعيش؟ أوه! كلا. هناك الجنة والنار. كما قالت لي أمي.

أحياناً أنام في المقهى فوق المقاعد. أحياناً أنام في المخبزة الاسبانية المجاورة للمقهى. ذات ليلة رأيتهم يمزحون: أمسك خمسة او ستة من الخبازين بالخباز اليزيدي وطرحوه على الارض. كمموا له فمه بخرقة من القماش حتى لا يعض. أنزل واحد من رفاقه سرواله وحك بإستِه وعضوه التناسلي وخصيتيه أنف اليزيدي. أهكذا يمزح الناس؟ خرجت من المخبزة خائفاً أن يحدث لي مثلما حدث لليزيدي او اكثر. فضلت الخوف في طريقي الى منزلنا. كنت أغامر. لقد سمعت كثيراً عن الاغتصابات الجنسية التي تحدث للفتيات والصبيان. الطريق الى سكنانا مظلم، مخيف في الليل.

مسكن صاحب المقهى ملاصق لمقهاه. أحياناً يبدأ سكره في المقهى وينهيه في بورديل المدينة حتى اليوم التالي كما يقول عنه رواد المقهى. أحياناً يتغيب أكثر من يوم في بورديل المدينة او في بورديلات مدن اخرى.

في غيابه أضاعف سرقتي له. ان معلم الوجاق يغلبه النعاس في الليل والنهار. كنت أقبض الفلوس من الرواد وأضعها في صندوق خشبي فوق الحاجز. حين يفيق المعلم يأخذ الفلوس ولا يحاسبني. بدأت أدخل داره متى أشاء. آكل مع اولاده. أنام معهم في حجرة واحدة عندما لا يضطرني السكر الى النوم في المقهى. زوجته تتزين اكثر من مرة في الاسبوع بالقفطان والحلي ولا تبيت في المنزل او تعود بعد منتصف الليل. امرأة سمينة وقمحية البشرة. وجهها مستدير وصدرها كبير وأردافها أبرز ما في جسمها. حين تكون لابسة ثوباً خفيفاً جالسة وتنهض تبدو كما لو أنها خرجت من الحمام. انها امرأة تعرق كثيراً. أتأمل جسدها وهي تبتسم لي. لم تنهرني قط. رأيته يضرب زوجته واولاده مثل أبي، لكنه اقل قسوة. كثيراً ما رأيته يقبل اولاده وهم يلاعبونه ويكلم زوجته بهدوء ومرح. أبي يصفع ويصرخ مثل حيوان.

يمضي، أحياناً، اكثر من اسبوع لا أزور خلاله أبويّ. استرحت من خلافاتهما. هزلت. لم أكن أنام كثيراً. مرضت. بطن أمي ينتفخ. هذه المرة لن أبقى في الدار لأحرس الطفل الذي سيخرج من بطنها. لقد كبرت وصرت أعمل. تخيلت الصراخ ينمو في بطنها. ذات يوم سأسمع: واع ع ع ع ع ع ع...!

تركت عملي في المقهى. أثناء نقاهتي تعلمت كيف أصطاد الطيور في البستان. صنعت أرجوحة بحبل قوي ربطته الى فرع شجرة التين. التأرجح يلذذني. قضيبي الصغير ينتصب عندما أتأرجح. تعلمت السباحة في الصهريج الذي تُسقى بمائه الغرسة. استيقظ باكراً لأسرق الفواكه من الاشجار، الدجاج وبيضه وأفراخ الحمام. كل مفارخ الغرسة أعرفها. أبيع المحصول لاصحاب دكاكين الحي. رغبتي الجنسية تتهيج كل يوم. الدجاجة، العنزة، الكلبة، العجلة... تلك كانت إناثي. الكلبة أخرق لها الغربال المثقوب في رأسها، أربط العجلة، ثم من يخاف العنزة والدجاجة؟

يؤلمني صدري. سألت عن ذلك الكبار. قيل لي انه البلوغ. الألم في الحلمتين المتورمتين عند الانتصاب. أستمني على المحرم والحلال من الاجسام. حين أقذف سائلاً مثل المخاط أحس كأن عضوي قد جرح من الداخل.

صعدت الى شجرة التين في ذلك الصباح. أرى أسية من خلال الاغصان. تمشي مختالة على مهل. تدنو من الصهريج. اذا اكتشفتني فقد تخبر أباها عني. هو ايضاً ما رأيته قط يبتسم مثل أبي. اللعنة على كل الآباء اذا كانوا مثل أبي. تلتفت بعيداً وقريباً. تتوقف. تصغي الى الاصوات. عيناها سوداوان كبيرتان ويقظتان. تخيف. لو لم أكن أعرفها لظننتها جنية. تقترب من الصهريج بخطوة واثقة واخرى بشك. أهي تخاف؟ كم تلتفت! تتمهل في المشي كأنها تمشي على البيض تخاف ان تكسره. تقف على عتبة درجات السلم كأنها الوحيدة في هذا العالم. تفك حزام منامتها. لم أعد أرى سوى جسمها. تنفتح المنامة الوردية مثل جناحي طائر يريد أن يطير ولا يطير. ينبثق بياض أعلى جسمها الى ردفيها. يدوخ رأسي بلذة. أنبهر. تسقط التينة من يدي. أبلع التي في فمي. سلّتي تميل. يسقط نصف محتواها. يبزغ قرص الشمس القرمزي يحفه النور مثل بيضة مكسورة في صحن أزرق. تسبح الكائنات. يصفر عصفور والحمام يهدل وديك يصيح ونهيق حمار يغطي كل الاصوات التي لا أراها. لا أرى سوى تلك التي... تتعرى. أسية تتعرى. أتخيل الوجود كله يعرى: الاشجار تسقط أوراقها، الناس يعرون، الحيوانات يسقط عنها زغبها وشعرها. تنزلق المنامة على جسدها. تعرت. أسية تعرت. ابنة صاحب البستان تعرت. ما أضوأ ما في جسمها! ما أسود ما في جسمها! صدرها ملآن. ثمرتاها منتصبتان. زغب أسفل سرتها أسود مخيف وجميل. يؤلمني انتصابي. تخطو خطوتين فوق عتبة الصهريج. هياجي يشتد. شعرها الاسود يغطيها من الوراء. تنحني. على كتفيها ينسدل سالفها الى الامام. تعرت من الوراء. ينفتح لحمها الابيض من الوراء عن ظلمتها الخفيفة. يتعسل فمي. يتدغدغ. يؤلمني جسمي بلذة. رعشة حلوة وقذف لذيذ أرخياني حالماً مستنداً على فرع الشجرة ملتُ وكدت أهوي. متمهلة تهبط درجات السلم اللزجة. تتأمل الماء. تبلل حشيش إبطيها الاسود وصدرها الابيض المنتصب. ترش فجوة الفخذين. ترش كل جسمها وتقفز. أنزل. بحذر أمشي على أربع. أخبئ منامتها بين الاعشاب قرب الصهريج. أعود فرحاً فوق الشجرة. مبتسماً انتظر ما سيحدث. آكل التين بفرح وشراهة. نسيت البيع والشراء في الحي. تسبح مثل سمكة. تغوص وتطفو مثل بطة النهر. مثل عروس البحيرة التي سمعت عنها، تظهر وتختفي. يضج البستان بالاصوات الجميلة والقبيحة. كل شيء جميل: على بطنها، على ظهرها، على جانبيها، على رأسها وواقفة مثل زجاجة في الماء غائصة وطافية. ما أجمل أن تظن أن أحداً لا يراها!

تصعد مرتعشة. تندهش. تحمي صدرها بذراعها اليسرى وباليمنى أسفلها. تفتش بحيرة وخوف. موتي! تلتفت هنا وهناك باضطراب. موتي! تعثر على المنامة. تلبسها هاربة. يختفي بياضها. أضحك بجنون. الحمار من جديد ينكر كل الاصوات.

حلمت ليلاً أسية تفسخ حزامها. تطفو عارية. تنساب مثل النونة في قاع الصهريج. حلمتني أعوم معها. تحتها. على جانبينا. نقف في عناق ثم نغوص الى قاع الصهريج لننام دون أن يقهرنا التنفس.

رأيت الطفلة مناة ترفع ثوبها وتقعي طويلاً تحت شجرة صغيرة. حرصت أن أراها ولا تراني. لماذا شيئها الوردي لا زغب له؟ شيئها الصغير يبشع اذا هي انحنت: مثلما هو الفم الذي بلا اسنان شيئها بشع. دخلت على جارتنا في دارها لأطلب منها شيئاً لأمي. وجدتها تبدل ثيابها الداخلية: بطنها بارز بشع، متهدلان ثدياها. لحمها مترهل. اذاً هي اجسام النساء ليست مثل جسم أسية فان جسم المرأة بشع، بشع، بشع!

قضيبي يدغدغني كل يوم. أهدهده بأصابعي كأني أهدهد ألم دمل انتظر أن يتقيح. ينتصب. يمتلئ. يستوي شيئاً فشيئاً حتى يحمّر ويعرق لاهثاً. صرت مشغولاً به وحده. أحس بألم في الخصيتين اذا لذتي لم تتم في الاستمناء. أتخيل جسم أسية: أبوسها في الخيال. أمس صدرها فتتركني. تلاطفني باليد والفم.

أخبرتها بما جرى. راحت تجري ورائي. أقفز على ما يؤخرها ويعوقها عن اللحاق بي. تعثرتُ. تكورت فوقي. نهضت لأهرب. أمسكتني. صفعتني. بكيتُ. خجلت عيناها واستكانت. لاطفتني. دعوتها ان تأكل البيض المسلوق معي. كنت أحفر في الارض حفرة وأطمر فيها بيضات ملفوفة في خرق مبللة او ورق وأشعل فوقها النار. أكلنا البيض المسلوق والفواكه وتركتها تحلم تحت ظلال شجرة تفاح وأنا جنبها أحرس نعاسها. لا شك أنها تحلم برجل. هذا ما سمعته عن النساء عندما يحلمن. كان لها أخ يصغرها ويصغرني. أكل البيض معه أفضل والاستلقاء جنبه اكثر لذة وحرارة.

أستهلك كثيراً من علب الوقيد في ممارسة هوايتي الجديدة. أجلس على حافة الصهريج أرقب خروج النونات من جحرها. أفتل خمس او ست وقيدات. أشعلها وأرشق بها النونات المنسابة. أظل أطارد انسياب النونة الهاربة بالشعلات حتى تدخل جحرها. تتلطف حدة مزاجي القلق بمنظر الشعلة في الهواء وانطفائها في الماء. انسياب النونة ودخولها في جحرها خائفة. افلتت شعلة من يدي وسقطت ورائي. لم أبالِ بها. أشعلت اخرى. لم أنتبه للشعلة الساقطة فوق السياج. سمعت القصب يطقطق. أحاول اطفاء النار بالحجارة وكل ما عثرت عليه من اشياء. حريق. أهرب. أختبىء في الاصطبل. اصوات أعرفها وأخرى لا أعرفها تستغيث بالناس والماء. أغوص في تل من التبن مفكراً في سوء المصير. في الليل دخلت حظيرة البقر. أنهضت بقرة هولاندية. لاطفتُها. داعبت ضرعها. تركتني أرضع. أتسكع نهاراً في الحيّ. في الليل أنام في الاصطبل. في الليلة الثالثة وقعت في شرك أبي بمساعدة بعض غلمان الحي الذين خصص لهم مكافأة. كسر الجيران مزلاج باب بيتنا كي ينقذوني أنا وأمي. كان يضربنا معاً بحزامه العسكري. جسمي كله دام. عين أمي متورمة. ظللت أياماً لا أعرف كيف أنام. تمنيت لو استطيع النوم في الهواء.

عدت الى العمل في المقهى وأكل معجون الحشيش وتدخين الكيف والسكر. دخلت الى دار صاحب المقهى. ابنته فاطمة تغسل الثياب منحنية. منحسر ثوبها من الامام. بدت لي اكبر مما تركتها. تكبرني. نظرت اليها. قساوة أبي عليّ توقظ شهواتي نحو كل ما هو جسدي. تلتفت اليّ باسمة. ثوبها الخفيف أراه في الخيال ترفعه الريح. أسية أجمل، لكن فاطمة قريبة مني وأسهل. الاخرى صارت ذكرى عابرة. رفعت رأسها، قبضت بيديها على خصرها، تألمت. تمططت. فخذاها ممتلئتان عاريتان. أطلقت ثوبها على ركبتيها، دنوت منها في خيالي. أعدت انحسار ثوبها في الخيال. أشعلت النار في ثوبها. استسلمت بلذة للهيب الذي يحرقها من الاسفل. جميل عريها من خلال شعلة النار تلك. قالت بحدة:

- ماذا تريد؟ أحالم أنت هذا الصباح؟

قلت بخيبة:

- نفد السكر في المقهى.

تأملتني. قالت بصوت قوي:

ـ ألا تعرف اين يوجد السكر؟ (أضافت لنفسها بصوت خفيض:) لم يبق في الحساب الا أنت.

نظرت اليها بخبث. قالت مستغربة:

- مالك اليوم؟ أنك غريب اليوم. سأقول هذا لأبي.

مضيت الى حجرة المؤونة الصغيرة خافضاً رأسي. أخرج بالسكر. تنظر اليّ باهتمام. أختلق اسباب كاذبة عندما أعلم أنها وحيدة في المنزل. أعريها بنار خيالي متى أشاء. هي تعودت على مجيئي الكاذب. أنا فهمت عبوسها المصطنع. نتناظر أكثر مما نتكلم. في ليلة باردة أنجذب جسمي الى جسمها. تدفأنا ولعبنا بجسدينا. تغطينا بجسمينا. انزلقنا على بعضنا. ألامسها بلطف وفي الخيال أصفعها حتى يصفق اللحم. وجهها تحت وجهي. يطل عليّ وجهها من فوق.

تستطيع ان تحرس أخاها عاشور. ذات مساء شربت النبيذ وتحششت في المقهى. جلست خارج القهوة أستهوي. أتأمل نجوم السماء ونجومي حين أغمض عينيّ. نهرني مخدومي:

- قم واعط لذلك السيد كوب ماء.

حالماً نظرت اليه. الملعون. اطفأ نجومي.

- وأنت؟ ماذا تفعل أنت هنا؟ اعطه بنفسك.

صفعني مخدومي وهربت. تلك كانت آخر ليلة لي في المقهى. سرت في الظلام وطيور الليل في رأسي. لم أخف من الاشباح: لا من الإنس ولا من الجن. في الطريق المظلم جريت وراء قط او أرنب!

بعد ايام من عيد الأضحى صحبت أمي الى النهر المجاور للبستان. غسلت جزة الكبش واشياء اخرى. في الليل سمعتها تقول: الله! نسيت السكين التي كنت أنظف بها الجزة. نسيتها فوق الصخرة.

لم أقل لها شيئاً. خرجت أجري نحو النهر. وصلت وعثرت على السكين. أمسكتها في يدي بحركة كأني أواجه مبارزة. نظرت نحو الضفة الاخرى. شبح قادم الى النهر. كنت قد سمعت ان من يرى جنا ويغرز السكين في الارض يبقى الجن محبوساً في مكانه. غرزت السكين في الارض بقوة. عدوت وركبتاي تخذلانني. سقطت ونهضت. لم استطع الصراخ ولا الالتفات. أحسست ان مجرد التفاتي الى الوراء سيقبض عليّ المسخ الذي رأيته. أتعثر وأنهض وأجري حتى وصلت الى الدار وقلبي في حلقي.

مرضت حتى ظنوني سأموت. جاء الى منزلنا شيخ يخرج العفاريت من الاجسام. أمر الرجل أمي أن تذبح فروجاً اسود ثم يطاف بي، محمولاً، سبع مرات حول بئر حوش الدار.

بعد شفائي قصصت على رفاقي الصغار ما حدث لي. كلهم صدقوني. بعض الكبار قالوا ربما يكون الشبح الذي رأيته رجلاً بدوياً كان عائداً الى منزله في تلك الساعة. لكن اكثرية الناس كانوا يصدقون حكايات ظهور العفاريت. ان الجن هو جندي من جنود الله يجازون الناس بما يستحقون من خير او شر.


03-28-2004, 09:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #2
رواية الخبز الحافي
اذا احببت في اقتناء الرواية

http://66.102.9.104/search?q=cache:Aj4gSEF...UTF-8&inlang=ar

03-28-2004, 09:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #3
رواية الخبز الحافي
رواية حية..
بكل تركيباتها اللغوية..
وصوفها..
أحداثها..

قريبة جدا..


و مسيئة للمراة جدا..

ربما كان يكتب الرجل العربي المقهور بصدق (f)


إلى قبرك الكبير ..
لك ألف تحية و سلام..

:wr:
03-30-2004, 10:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #4
رواية الخبز الحافي
اولا شكرا علي تواصلك مع الموضوع
وبرائي ان الرواية ليس فيها اي اساءة للمراءة وانما تصور الواقع الذي تعيشه المراءة المغربية بشكل خاص والمراءة العربية بشكل عام والرواية بتفاصيلها س ياسية اجتماعية تحكحي الزمن الاعرج في وطني الكبير



(f)العربية السعيدة(f)
وردة لك
ووردة اضعها علي قبر محمدشكري
03-31-2004, 10:02 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #5
رواية الخبز الحافي
عزيزي..

بل تسيء.. بذلك التلبس الكامل لرجل الشارع المغربي البسيط المقهور.. أجاد محمد شكري ان ينقل تاريخ من التبعيض و التهميش و التحقير للمرأة المقهورة و التي كانت تساوي في كل القصة المسافة بين فخذين ليس بما في ذلك والدته.. هو صادق فيما كتب و لكنه أيضا كان حيادي لدرجة المسخ..

مقارنة بما كتب حنا مينا في "المستنقع" على سبيل المثال.. فإن الخبز الحافي مسيئة للمرأة.. حنا مينه دحرج الدمع من عيني أو حجره في مقطع من أكثر المقاطع المؤثرة التي قرأتها في حياتي .. وصفه لبيت الدعارة و النساء العاملات فيه.. تلك الرائحة النفاذة .. و ذلك الحوار الانساني معهن.. ثم و الكثير من الكثير من الحوارات و الفكر المبطنة التي يرسلها حنا مينه إلينا و تغير توجهنا عاطفيا و فكريا ايجابيا نحو المرأة..


طيب و الى هنا و بس .. لم تعد ذاكرتي تسعفني.. الله يرحم ايام زمان.. عمـر :D


تحياتي أبو ولاد .. و شكرا للوردة.. وهذه لك (f)
03-31-2004, 11:05 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #6
رواية الخبز الحافي
الزميلة العربية السعيدة
الخبز الحافي سيرة ذاتية لمحمد شكري كتبها بصدق ابدع فيها لانها خلاصة المعاناه التي عاشها رواية حروفها جاءت من رحم الواقع التعيس للراوي من ذكريات ماضيه الاسود الجريح.
تصوريه للمراءة لم يكن من خياله ولكنه وصف المراءةالتي عايشها والزميل ناهد في موضوعه الجنس في اعترافات بعض الادباء العرب يصف الحالة بصدق(اعترافات محمد شكري تظل هي الاكثر صراحة وفضحا وايلاما من الآخرين، ليس لانه اشجع منهم، ولا اكثر قيمة ادبية او ثقافية، فهو لم يتعلم القراءة والكتابة حتى العشرين من عمره، ولم تكن حياته التي قضاها في الجنس بالطول والعرض تعبيرا عن فكرة، بقدر ما كانت تعبيرا عن القهر الذي عاشه في ظل اب يكره اولاده، فقد قتل الاب العابث احد ابنائه في لحظة غضب، ظل محمد شكري شريرا في ازقة مظلمة وخطرة بحثا عن قليل من الطعام او زاوية لينام فيها، هذه التجربة الحياتية القاسية قادته للتعرف على دنيا السارقين والمدمنين للخمر، ولذلك كان طبيعيا ان يفضح نفسه قبل ان يفضح مجتمعه، ولما كان هذا المجتمع لا يخاف الا من الفضيحة الجنسية فقد ضربه على رأسه بالحذاء وأخرج له لسانه، ليقول
له " طز فيك!")

(f)لكل امراءة الهمت محمد شكري ليكتب روايته الخبز الحافي
وتساؤلنا كم من خبز حافي لم يكتبه محمد شكري؟
04-01-2004, 08:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #7
رواية الخبز الحافي

قرأتها ( الخبز الحافي ) اكثر من رائعة !!

ينقل فيها محمد شكري بكل امانة صورة جزئية لمجتمع عايشها شكري بكل تقاصيلها.

محمد شكري لا يصدر احكاما ولا يطلب منك ان تعذره او تلومه فيما فعل ولكنه ينقل لك واقعا معينا بكل تفاصيله وجزيئاته ويترك الحكم لك !!!

هناك من يقرأ رواياته فيتعاطف مع المرأة المومس التي قادتها ظروفها الى ما قادتها اليه
تماما كما قاد ظرف صبي مشرد اسمه محمد شكري لممارسة اللواط مع رجل عجوز تحت تاثير حالة نفسية معينة !!!
05-26-2004, 09:06 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
السلام الروحي غير متصل
عروبي لا عرباني لا انبطاحي
*****

المشاركات: 1,791
الانضمام: May 2003
مشاركة: #8
رواية الخبز الحافي

رواية قراتها من نحو عشر سنوات استعارة من صديق..

هناك مقطع يعاشر فيه البطل إحدى الأشجار..
دائما ما يظهر أن المراة هي الضحية للحاجة الجنسية ولكن ما يتغافل عنه أن الرجل في أحيان أخرى ضحية لتلك الحاجة..

أشعر أني غير قادر على الكتابة عن مكنونات هذا العمل الروائي لكنه يكشف مخزونات النفس البشرية بكل ما فيها..


تحياتي..

06-21-2004, 11:21 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
SH4EVER غير متصل
بحراني
*****

المشاركات: 2,057
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #9
رواية الخبز الحافي
محمد شكري كاتب مبدع أستطاع تصوير مدى مأساة حياته و لا يضاهيه في تصوير المأساة سوى الكاتب حنا مينا .

و لعل رواية ( يمامة زرقاء في السحب ) هي أكثر روايات حنا مينا مأساوية و هي عن أب يراقب أحتضار أبنته المريضة بالسرطان .

هناك الكثير من المبدعين العرب الذين ننساهم بسرعة .
05-20-2005, 03:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رواية عالم صوفي/ عرض للدكتور محمد الرميحي بسام الخوري 1 2,590 06-15-2011, 08:50 AM
آخر رد: بسام الخوري
  رواية اسمها سورية - 40 كاتب ومؤلف في 1585 صفحة ، ملف واحد بحجم 25 ميجا مع الفهرسة ali alik 10 4,856 04-09-2011, 11:21 PM
آخر رد: kafafes
  رواية فنسنت فان جوخ - رائعة ايرفنج ستون في 772 صفحة .. لأول مرة ali alik 2 4,214 12-25-2010, 02:04 PM
آخر رد: kafafes
  مغامرة الكائن الحي _ جويل دو روزناي - و رواية يوم في حياة ايفان - الكسندر سولجينيتسين ali alik 1 1,885 10-26-2010, 04:48 AM
آخر رد: إبراهيم
  طلب رواية ممنوعة handy 0 1,923 09-29-2010, 12:41 PM
آخر رد: handy

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS