كتب كاموس:
اقتباس:فسوف أقول بأنّ الإسلام دين يعلو فيه اليانج كثيراً عن الين، بينا المسيحيّة فهي العكس ، يعلو فيها الين على اليانج، ولهذا لا يستطيع من كان اليانج لديه مرتفع ، أن يحتمل المسيح طويلاً ( لأنّ اليانج هو الذّكورة والاندفاع وشخصيّة المحارب) ، فتراه إمّا يجنح إلى اليهوديّة أو الإسلام، أو يختار لنفسه أيّة فلسفة قاسية تناسبه، ومن غلبت عليه الأنوثة وطبع التقبّل والخضوع، سواءً من الرّجال أو النّساء، تجده لا يطيق الإسلام،
طبعاً بغض النظر عن كراهيتك الشديدة للمسيحية التى تفيض فى جميع مداخلاتك .. وبغض النظر عن محاولاتك للسب والشتيمة فى صورة أنيقة ومثقفة وبنت ناس .. فسأرد بكل منطقية وهدوء .
طبعاً كل الكلام الذى كتبته سيادتك قد يخدع غيرى ويقول : ينصر دينك يا أستاذ نفيسة .. ولكن معى يختلف الأمر كثيراً .. فأنا أعرف من المتكلم وما الذى داخله وما أغراضه وما هى أساليبه .
المسيحية ليست ديانة التقبل والخضوع بل على العكس هى ديانة المقاومة والجهاد والتغصب والسباحة ضد التيار .. ولهذا يرمز للمسيحى بالسمكة لأنها تسبح ضد التيار .. المسيحى يجاهد جسده وشهواته والعالم محافظاً على إيمانه المسيحى الثمين وله رجاء لا يضمحل فى الذى يعطى المجازاة متكلاً على نعمة المسيح وقوته : أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ..
أنا إسمى "أبانوب" .. وأبانوب هذا شهيد مسيحى يبلغ من العمر 12 سنة وقف أمام الوالى الوثنى وجنوده الأشاوس بكل إمام وشمم وإحتمل عذابات ينوء تحتها الرجال وتسبب فى إيمان الكثيرين بالمسيحية بسبب ثباته .. فإن لم تكن تلك رجولة فما هى الرجولة ؟
تاريخ المسيحية يذخر بشهيدات شابات فى عز الشباب والأنوثة والرقة وقد إحتملن من التعذيب ما ينوء تحته أعتى الرجال ونالوا إكليل الشهادة .. فإن لم تكن هذه هى الرجولة فما هى الرجولة ؟ هذا بالقطع ضد الخنوع والذل والإستسلام ..
أنت مقاييسك الأخلاقية فاسدة لأنك تتبع إلهة فاسدة وهى أفروديت الزانية وهى وثن كان يعبده عباد الأوثان والشياطين وأنت حفيدهم ...
عدم مقاومة الشر بالشر معناه عدم الرد على الشر بشر مثله .. بل الإحتمال أو الرد بالخير لكى تنكسر حلقة الشر .. والتار فى الصعيد خير مثال على ذلك .. تظل العائلات فى تناحر مستمر .. تلك تقتل فرداً وتلك تقتل فرداً من هنا ولا خلاص من تلك الحلقة الجهنمية إلا من خلال تعاليم المسيحية ..
إحتمال إساءات الأشرار والصلاة لأجلهم ليست خنوع وإستسلام .. بل على العكس هى قمة الرجولة والإنتصار على الذات وكوامن الإنتقام فى داخل الإنسان .. ولا يتم هذا إلا بنعمة وقوة المسيح التى لا يستطيع إختبارها إلا من عاشها .
إذا طبقنا نظريتك ولكن بمقاييس سليمة على الإسلام فسنجد أن الإسلام هو قمة الخنوع والإستسلام .. فهو الخنوع والذل أمام شهوات الجسد وهوى النفس من حب للإنتقام والعدوان .. إلى آخره .
اقتباس:وذلك الإله اليانجيّ هو ما وصفه الكتاب خير وصف حين شبّهه (بمارد معيّط من الخمر) ، متعطّش للدماء ، كأروع ما يكون وصف تلك الحالة ، هذا الإله اليانجيّ المتطرّف في يانجيّته ، يسحق أول ما يسحق يسوع والعذراء فلا يجرؤان على الاقتراب منه.
المارد المعيط من الخمر هو المسيح ذات نفسه وهى نبؤة عن قيامته .. وتم تشبيهه بالفائق من الخمر لأنه جسده لم يرى فساداً نظراً لعدم مفارقة لاهوته لناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين .. حيث لم يكن موت جسده كموت باقى البشر ولكنه كان كالنائم أو المعيط من الخمر .
السيد المسيح الذى إحتمل العذاب والآلام والإهانة والذل والعار على عود الصليب هو هو ذلك الإله المنتقم الجبار الذى ضرب العالم بالطوفان وقلب سدوم وعمورة بنار وكبريت .. لا تعارض بين الإثنين .. فإلهنا الذى نعبده مطلق فى جميع صفاته :
العدل المطلق : مجازاة الأشرار المصرين على نجاساتهم .. ولزوم سفك دم لكى تحصل مغفرة .. وفى اليوم الأخير سيعطى كل واحد حسب أعماله ولن ينال الخلاص إلا من إحتمى فى دم المسيح حافظاً وصاياه .
الرحمة المطلقة : السيد المسيح يفرح بخاطئ واحد يتوب أفضل من 99 بار لا يحتاجون للتوبة .. فداء البشرية على عود الصليب لكى يخلص الأبرار من الهلاك الأبدى وذلك من خلال دم المسيح .
المحبة المطلقة : يقدم ذاته فداء عن البشرية جمعاء لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يبذل أحد ذاته لأجل أحبائه .