سورية تنفض الغبار عن رؤسائها السابقين: السماح بتداول كتاب عن هاشم الاتاسي «ابو الدستور»
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة 2005/05/13

سمحت وزارة الاعلام السورية بطبع كتاب عن حياة الرئيس السوري الاسبق هاشم الاتاسي باعتبار أنه «ابو الدستور» السوري وأنه «عنّف» رجال الجيش والامن الذين تطاولوا على الصلاحيات الدستورية، ذلك ضمن سلسلة اجراءات بنفض الغبار عن رؤساء سورية السابقين.

جاء ذلك قبل ان تمنع الوزارة امس تداول عدد لمجلة «المال» تضمنت رسالة من رجل الاعمال سعيد الحافظ الى الرئيس بشار الاسد ومقابلة مع فراس طلاس نجل وزير الدفاع السابق العماد الاول المتقاعد مصطفى طلاس اعتبر فيها حكومة محمد ناجي عطري «حكومة تصريف اعمال».

وفيما قال مركز «حريات» المختص بالدفاع عن حريات الصحافة ان القرار «مخالف لقانون المطبوعات»، قال مصدر في وزارة الاعلام ان عدد «المال» سحب من التداول لانه فيه «مواد مخالفة لقانون المطبوعات» للعام 2001.

وكانت مديرية الرقابة ابلغت حفيد الرئيس الاتاسي موافقتها الخطية على طبع كتاب عن الرئيس هاشم الاتاسي كتبه محمد رضوان الاتاسي. وجاء في مقدمة الكتاب ان الرئيس الاتاسي كان «الوحيد في العالم العربي الذي استقال من الرئاسة ثلاث مرات في اعوام 1939 و1949 و1951، من دون ان يكون مرغماً على ذلك، وانه قبل العودة عن الاستقالة مرة واحدة في نهاية 1949 بعد مناشدة اعضاء المجلس التأسيسي لاسباب وطنية». وزاد حفيده: «انه الوحيد الذي لم يجرؤ أي ضابط على التطاول عليه، بل احترمه الجميع، الاقوياء والضعفاء، لماضيه الوطني الناصع» وانه «عنف وطرد من حضرته ضابطين نافذين يسيطريان على الجيش والقوى الامنية (الرئيس الاسبق الجنرال اديب الشيشكلي في العام 1951 ورئيس المكتب

الثاني (المخابرات العسكرية) عبد الحميد السراج في 1955) لأنهما تجاوزا حدودهما الدستورية»، الامر الذي ساهم مع اسباب اخرى في تسميته بـ«ابي الدستور» لأنه كان حريصاً على «قدسية الدستور واحترام القوانين».

وعلى رغم ان الخبير في التاريخ السياسي السوري الدكتور سامي مبيض قال لـ«الحياة» امس ان هذا القرار «عادي لأن الاتاسي كان حيادياً وعمل مع الجميع، ولم يكن رجلاً خلافياً»، فإن السماح بنشر كتاب عنه يضاف الى سلسلة من الخطوات المشابهة تمثلت بـ«السماح بعد تردد» بكتاب أعدّه عبد الله الخاني عن الرئيس الراحل شكري القوتلي، وبتوزيع مذكرات رئيس الوزراء خالد العظم بعد منعها لنحو 40 عاماً، اضافة الى كتاب عبد الغني عطري عن قادة سورية.

وكانت السلطات سمحت العام الماضي بعودة الرئيس الاسبق امين الحافظ بعد عقود من المنفى، اضافة الى عودة جاسم علوان احد قادة الانقلاب الناصري العام 1963 بعد 41 عاماً من المنفى في مصر.

وقال مدير الرقابة في وزارة الاعلام ممتاز الشيخ لـ«الحياة» ان الوزارة تحاول «مأسسة توسيع هامش الرقابة ورفع السقف للوصول الى مرحلة جديدة وان لا يكون هذا السماح والهامش اجتهاداً شخصياً من الرقيب»، مع احتمال الوصول الى حد «التساؤل عن جدوى الرقابة في ضوء المستجدات الدولية في مجال المعلوماتية».

وكانت الوزارة سمحت بكتب جريئة بينها «حوارات في الوطنية» للؤي حسين، و«كتاب في الخوف» لحكم البابا يتضمن مقالات ممنوعة، ورواية «مرسال الغرام» تتحدث عن الوساطة والفساد في السلطة، بعد السماح بتداول ثمانية عناوين لمصطفى السباعي أحد زعماء «الاخوان المسلمين».