{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هبة جماعية تُنهي الإستبداد
The English Patient غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 50
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
هبة جماعية تُنهي الإستبداد
هبة جماعية تُنهي الإستبداد

تذكروا هذا الاسم لأنه يُذّكرنا فلا ننسى، فطارق غنام هو أول شهيد فى معركة التغيير السياسى، ووحده يستحق أن يكون رمزا لمصر الآن، فمصر الآن تشك فى يأسها، مصر الآن تستيقظ من نومة أهل الكهف، تزول الغشاوة عن بصرها الذى هو اليوم حديد، وتنزع حجاب الخوف، وتخوض معركة النهاية بحق مع دولة الظلم، فقد قُتل طارق غنام على باب مسجد، وسال دمه كأنه سورة الفاتحة، أخطأ الذين قتلوه فكتبوا له شهادة الميلاد الذى لا يقربه الموت، فالرصاص المطاطى الذى أصابه لن يفقأ عين مصر، وقنابل الدموع التى قتلته لن تخنق روحها، فالبلد تبدو مستعدة هذه المرة لدفع ثمن الحرية، وما من خيار آخر، فقد جربّنا أن نيأس، واستبد بنا يأسنا المقيم كأنه القدر المكتوب على الجبين،أو كأنه العقيدة الدينية بإطلاق السماوات والأرضين، وحفظنا سوره كأنها من القرآن أو الإنجيل، جربنا الانتحار فقرا، جربنا الهروب من عنت المعايش فى مصر إلى الموت فى قيعان البحر المتوسط، جربنا الهروب من العيش فى الجحيم إلى جنة الموت ببطون أسماك القرش، جربنا أن نُبدّل أوطانا بأوطان، وأن نُبدّل قبرا بقبر، وأن نتحاشى النظر لوجوهنا فى المرآة، وأن نداوى القهر بالصبر، وأن نصل ليلنا بنهارنا على جسر الذل القومى وسرير السخط الاجتماعى المكبوت، جربنا أن نخفض الرأس لنتفادى السيف، وكانت أقدار الدهس دائما فى انتظارنا، فى الشوارع، وفى أقسام الشرطة، وفى المعتقلات، وفى طوابير الخبز، وفى زحام الأوتوبيسات، وفى كوابيس النوم، وفى كسرة النفس التى تتبعنا كظلالنا، غاضت جلودنا فتلبست عظامنا، وكأننا الأقرب إلى الحجر لا البشر، لكن تراكم الظلم الذى يُنطق الحجر انطق المصريين، وحين ينطق المصريون فلا بقاء للنظام المصرى، حين تنشق الصدور عن أحزاننا فتبلغ الحناجر، حين يخرج المصريون من القبور فسوف تنهدم القصور.

وقد أراهن ورزقى على الله أن هبّة جماعية من مئة ألف مصرى سوف تنهى القصة كلها، نعم هبّة المئة ألف مصرى من ال 27 مليونا سوف تستدعى ملاك الموت للمتهربين من الأقدار والمقادير، وقد بدأ العد التنازلى إلى الهبة الكبرى، فمصر الآن أشبه بدائرة هائلة من قلق ونذر وشرارات غضب، دائرة من قلق محجوز بسوار من ثقافة الخوف ومئات الألوف من عساكر الأمن المركزى، ولم يكن مطلوبا سوى أن تنفتح ثغرة فى جدار الخوف، وقد فعلها مئات المبادرين فى حركة كفايه، وراهنوا على اسم مصر له المجد فى العالمين، وقد نجح الرهان، وتدفقت طلائع من جيوش القلق عبر الثغرة المفتوحة، وسرت روح جديدة غير مسبوقة فى عنفوانها وحيويتها لسنين طويلة مريرة، تدفق القلق الاجتماعى فى صدامات الفلاحين الدامية مع الإقطاع العائد فى قرى الدلتا، وتدفق الغضب السياسى بمظاهرات سلمية بعرض وطول خرائط الوجع المصرى، وكادت المظاهرات السلمية تتحول إلى رياضة شعبية، بدأتها حركة كفايه قبل شهور قليلة، وانضافت إليها حركة الإخوان بجماهير أوسع، وجرى رفع المصاحف ربما لأول مرة فى التاريخ الأقرب طلبا للحرية، وليس مصادرة على حقوق التعبير على طريقة ما جرى فى أزمة وليمة لأعشاب البحر،،وتمردت قطاعات تتسع من أساتذة الجامعات، ووصل القلق النبيل إلى أجلّ صوره وأقدس سوره مع انتفاضة القضاة التى تكتسب زخما كاسحا، وفى مثل هذه المعارك الكبرى تبدو الأقدار الإغريقية سيدة المسرح، ففى دراما التاريخ سلوك لغرائز لا سطورا لمواعظ، وكأن النص الأزلى يتكرر بالحرف والفص، فليس أمام حكم القهر سوى أن يشترى فوائض الوقت المخادع، ليس أمامه سوى القمع الوحشى واللجوء الخشن للقتل والترويع واعتقال الآلاف، وهو لا يدرك بغباوة القسوة أن يد البطش ذاتها هى التى تنزع عن القلوب أقفال الخوف، فهكذا تبدأ انتفاضات الشعوب الحية، وهكذا يبدو قتل الشهيد طارق غنام إيذانا بانتفاضة تٌقبل لا معركة تنتهى، فهم يخشون الناس، ويبقى ألا يخشاهم الناس، وقد جربنا أن نيأس طويلا، فتعالوا نجرب أن ننتصر، تعالوا نهزم الحكم الذى يتكئ فقط على عصا الأمن المركزى لا على عصا النبى سليمان.


إشارات
* عن حوار مبارك أديب: لم نكن نتمنى لعمار الشريعى وهو فنان عظيم حقا أن يتورط فى وضع موسيقى تصويرية لفيلم دعائى من الدرجة العاشرة.
* عن خالد محيى الدين: لا يليق برفيق عبدالناصر أن ينتهى به الشوط للعب دور محلل انتخابى حتى لا نقول أكثر لديكتاتورية الرئيس مبارك.
* عن محمد سيد أحمد: لا أعرف لماذا قرأت مقالك الداعم لترشيح خالد محيى الدين كأنه استئذان فى الانصراف.. عن فن الكتابة.
* عن الصديق عصام العريان: لست ورفاقك سجينا لجماعة الإخوان، بل ابنا يليق بمصر التى غلبها الشوق للحرية.
* عن حركة كفايه: تدين اعتقالات الإخوان لأنها تعتصم بالمبادئ، وترفض دعاوي إنقاذ مصر من لندن.. للسبب نفسه.
* عن البلطجى الصغير: هى مصادفة ذات مغزى أن يقيم قيادى رياضى فاشل مؤتمرا برعاية أجهزة الأمن ينافق فيه حكم الرئيس مبارك، إنه الفشل يجمع بعضه بعضا.
* إلى وزير الداخلية: بأى ذنب قُُتلت نجاة يسرى وإيمان خميس، ومن المسئول يا وزير عن مقتل المواطن محمد سليمان يوسف 28سنة قرية العمار بالقليوبية وهو تحت الاعتقال الهمجي؟.

العربي
05-11-2005, 06:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS