{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟
ربيع جابر الحياة 2005/04/27

نوادي القراءة لا تزدهر في العواصم العربية. لكنها – على ندرتها – موجودة. يغلب عليها طابعٌ نسائيٌ في بعض العواصم. قهوة وحلوى أو عصير وشراب ومكسرات وحلقة تناقش رواية. في مدنٍ متفرنجة (بيروت؛ أو الدار البيضاء/ كازابلانكا) تعثر على قراء وقارئات وقد اجتمعوا في صالة تتوزعها أرائك مخمل، يتكلمون عن رواية كتبها نجيب محفوظ في الخمسينات أو الستينات من القرن الفائت. هذه المجموعة لا تقرأ محفوظ باللغة العربية. تقرأه مترجماً الى الفرنسيةّ!


23 نيسان (ابريل) 2005: مليون نسخة مجانية من «دون كيشوت» وُزعت في شوارع العاصمة الفنزويلية كاراكاس احتفالاً بمرور 400 سنة على ظهور رواية الاسباني سرفانتس. (رويترز)
يُكتب اليوم في بلادنا أدبٌ لا يقرأه أحد. على الأقل لا يقرأه أحد باللغة الأصلية. المبالغة في صوغ هذه العبارات لا تحجب حقيقة بسيطة: القراء العرب قلة. أو: القراء الذين يُقبلون على الأدب العربي، مكتوباً بالعربية، قلة. بات الكاتب العربي لا يُعرف في بلادنا إلا في حالٍ من حالين: 1 – يكون مترجماً الى لغات أجنبية (الفرنسية خصوصاً تلقى استقبالاً حسناً في بلدان عرفت الانتداب الفرنسي ردحاً فباتت فرنكوفونية). 2 – يكون ميتاً – شبعان موتاً – غاب عن عالمنا قبل عقودٍ أو قرون فذاع صيته رويداً رويداً.

ليست صورة قاتمة. الصورة القاتمة نقع عليها في تقارير التنمية البشرية. في عناوين الصحف. في نسب الأمية المرتفعة. ليست صورة قاتمة. تسأل ناشرين ونقاداً وشعـــــراء وروائيين عن مستقبـــــل الأدب العربي فينتـــــابك الندم. الجواب واحد دائمــــاً: لا أحد يقرأ. الرواية إذا باعت تبيع ألفي نسخة في عالمٍ عربي يحتشــد بالبشر. دور النشـــــر التي ما زالت تنشـــــر شعراً تطبع من الديوان 500 نسخة. من اسم معروف تطبع ألف نسخة. هذه ليست فضيحة. هذا عالمنا. إذا قيل عن كاتب إنه مقروء فهذا يعني أن عنده ألف قارئ.

الرئيس الفنزويلي وزع على مواطنيه أخيراً مليون نسخة مجانية من «دون كيشوت». سرفانتس زعم مطلع القرن السابع عشر أنه ترجم هذه الرواية عن مخطوط عربي وجده في طليطلة. سرفانتس لم يكتب «دون كيشوت» (1605) باللغة العربية. ماذا لو كتب ماركيز «مئة عام من العزلة» (1967) بالعربية؟ هل كنا نقرأها بلغتها الأصلية؟ رواية ماركيز الأخيرة – «ذاكرة غانياتي الحزينات» – لا ترقى الى مستوى رواياته السابقة. لكنها – على علاتها – تُباع بطبعات متوالية وتُنشر مقرصنة. طبعتها الأولى كانت مليون نسخة. ماركيز – كسلفه سرفانتس – محظوظ. الموهبة حظ. وكذلك اللغة التي أعطيت لصاحبها. مع هذا مات سرفانتس فقيراً.

لكن سرفانتس – على الأقل – قضى مقروءاً. حتى أن كاتباً آخر نافسه على تأليف المجلد الثاني من «دون كيشوت». تخيلوا كاتباً عربياً ينافس الآن كاتباً عربياً آخر على تأليف جزء ثان أو ثالث من رواية. لا أحد يقرأ بالعربية؟ هذا كلام محبط وغير دقيق. بالتأكيد يوجد قراء. حتى ولو كانوا قلة. هناك أولاً الأدباء. ألا يقرأ الكاتب العربي أدباً عربياً؟ بالتأكيد يقرأ. وهناك ثانياً أصدقاء الكاتب ومعارفه. هؤلاء – لحفظ صلة طيبة بالصديق – عليهم ببعض القراءة أيضاً. وهناك ثالثاً قراء لا يعرفهم الكاتب. وهم أيضاً – عموماً – لا يعرفون الكاتب. هؤلاء القراء موجودون. حتى لو بدا هذا الوجود خيالياً. موجودون وعند الناشر الدليل: نسخ تُباع في معارض، نسخ تُباع في مكتبات، نسخ تُباع على قارعة الطريق. من يشتري هذه النسخ؟ من هم هؤلاء؟ أعداد غامضة. ناس يحبون القراءة. ناس لا يعرفون الكاتب ومع هذا يبتاعون مؤلفاته اذا وجدوها في السوق.

القراء موجودون. 15 مليون نسمة في القاهرة. ومليون ونصف مليون نسمة في بيروت. هؤلاء ليسوا قراء كلهم. ليس كل من يسكن عاصمة يتحول قارئاً. حتى ولو كانت عاصمة معروفة بصناعة الكتب. الصناعــة مسألة. والقراءة مسألة أخرى. ثم من يعثر في هذه العصور المضطربة على وقتٍ ليقرأ؟

وحتى اذا وجدنا الوقت للقراءة فكيف نعرف ماذا نقــــرأ؟ الكتـــــــب كثيرة. الكتــــب لا تُعد. يكفـــــي أن تدخــــل الى مكتبة لتدرك هذه الحقيقة. كل هذه الكتب! كيف نميز الغث من السمين؟ ماذا نشتري وماذا نهمل؟ من يدلّنا؟

يُكتب في بلادنا أدب لا يقرأه أحد. لكن بتعاقب الأعوام قد يعثر هذا الأدب على قراء. الوقت يفيد. ثقافتنا تتحرك على السماع. القيل والقال قانون. بمرور السنوات تسافر الكلمة الطيبة من بلد الى بلد. طبعاً الحدود والحواجز كثيرة. ليس الجمارك فقط. العصبيات القطرية أيضاً. لكن الكلمة الطيبة عميقة الأثر. ثم ان على الواحد أن يحفظ الأمل. خصوصاً إذا تعلق الأمر بالأدب. الكاتب العربي يعلم هذا.

هل يعلم الكاتب هذا؟ لعله لا يعلم. [SIZE=5]الكاتب في النهاية يكتب من أجل التوازن. إذا لم يكتب وقع. لا يريد الكاتب أن يقع. يريد أن يبقى واقفاً على قدميه. أن يتأمل ويسمع ويرى ويقرأ. وأن يحفظ في أعماقه ما رأى وما سمع وما خُيل إليه أنه قد رأى وسمع. ترى وتسمع وتحيا وتكتب كل ذلك. هذا خيارك. هذه مهمتك على الأرض.
:nocomment:

كافكا لم يطلب الوقت – ودوامه – إلا من أجل الكتابة. هل طلب مجداً؟ لم يطلب مجداً. طلب أن يكتب. طلب أن يُعطى السكينة – ما يكفي من السكينة – كي يقعد الليل والنهار الى طاولته ويكتب كل تلك المنامات والرؤى التي تسكنه، كل تلك الصور الواقعية – الخيالية التي تُفكك جسمه قطعاً. صور تُفكك الجسم العصبي النحيل أم تجمع بعضه الى بعض؟ كسينغيان احتار هل يعتزل ويتنسك فراراً من طغيان الجماعات والأنظمة... لكنه لم يعتزل. ولم يتنسك. أعجزته الكتابة عن ذلك. الناسك لا يكتب. إذا كتب ألّف شعراً كأساتذة كاواباتا الرهبان. كسينغيان يطلب الرواية. يطلب عالماً خيالياً كاملاً يوازي هذا العالم. لم يعتزل ويتنسك. كتب «جبل الروح». وجد المساحة الثرية الساكنة والسرية حيث يقعد ويتنفس ويكتب.

يريد كسينغيان أن يكتب أدباً يُعطيه التوازن. ويُخلصه. كافكا مثاله. كذلك فرناندو بسّوا. أدب يعكس العالم. لكنه يوازي العالم أيضاً. كأنه يستقل عنه. كالفينو أعطاه الأدب خلاصاً. لكن العصبيــــة المفرطـــة في ذهنه ظلّت تعذبه. لا يخرج الأدب من سكون. يخرج من قلق وأرق. يخرج من أمزجــــة وتناقضــــات تتقاتل في الأعماق وتتصارع.

يطلب الكاتب الوحدة من أجل الكتابة. في هذا العالم الاستهلاكي، إذا أردت أن تؤلف أدباً من أجل الأدب، لا ركضاً وراء السوق وطلبات الناشرين، عليك أن تقبل الوحدة. هذا شرط من شروط الأدب. لكن عليك أيضاً أن تبقى في قلب العالم. إذا تنسكت ضاعت خيوط العالم من بين يديك. أفلت العالم منك. وأفلت الأدب. كيف تحفظ التوازن؟ [SIZE=4]الكاتب العربي حظه طيب. لا يدري أن حظه طيب. ولعله يدري. حظه طيب لأنه مولود ناسكاً. لا يُغير شيئاً أنه يكتب وينشر. القراء العرب قلة. ومع بعض الحظ سيبقى مجهولاً. لن يأتي إليـــه من يُضايق عزلته. لن يُزعـــــــج فضوليــــــون سكونه. يراقب ويكتب. يصقل أعماقه لينعكس العالم مجلواً في مرآة الأعماق. يصغي أكثر مما يتكلم. يقرأ أكثر مما يكتــــب (القراءة كتابة أيضاً). يقطع شـــوارع مدينته ذهاباً وإياباً. ويحفظ بيوتها بيتاً بيتاً. حظه طيب. لن يصبح ثرياً يوماً. لن يخبطه الكسل. عمله سيبقيه على تماسٍ يومي مع العالم الواقعي. مع مصاعب الحياة. مع مسرات وأحزان. مع صعود وهبوط وصعود. مع تناقضات ومؤامرات صغيرة وحوادث تتشعب وتغير أشياء ولا تغير شيئاً. حظه طيب. يكتب أدباً ويعلم أنه ليس أحسن من هرمان ملفـــــل. يكتـــــب بالعربية ولو لم يقرأه أحد. يكتب لأن القارئ موجود دائمـــــاً. القراء موجودون. هذا إيمان الكاتب. بلا خيال كيف تكتب؟
04-27-2005, 05:40 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #2
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟


نعم لقد جاء في الموضوع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحتى اذا وجدنا الوقت للقراءة فكيف نعرف ماذا نقــــرأ؟ الكتـــــــب كثيرة. الكتــــب لا تُعد. يكفـــــي أن تدخــــل الى مكتبة لتدرك هذه الحقيقة. كل هذه الكتب! كيف نميز الغث من السمين؟ ماذا نشتري وماذا نهمل؟ من يدلّنا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال مشروع ماذا نشتري؟ ماذا نهمل؟ مَن يدلُّنا ؟
بحكم عملي كمدرّس للغة العربية..
قرأت الكثير ونسيت الكثير ولكن يظل عالقا في الذهن الأكثر تأثيرا وأهمية ، ويمكنني بعد ذلك أن أدلّ تلاميذي لأن يقرأوا ما أعجبني؟ والذي دلني عليه من علّمني.
ولكن ماذا عن الجديد ( الجيد ) والذي لم يلني عليه أحد ولم أدل عليه أحد.
الكم الهائل من الكتب أصبح محيّرا هذه الأيام.
كتبتُ وأنتظر القارئ، ثم مللتُ الانتظار، قلت في نفسي المهم أنني كتبت وعبرت عما أريد وكفى.
أشكرك على هذا الموضوع المفيد والذي أرجو من الجميع قراءته والمشاركة فيما يجب أن يكون.
محبتي ومودتي
محمد الدرة
05-08-2005, 09:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن العرب غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
مشاركة: #3
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟
نعم عزيزي بسام والعزيز محمد الدرة،

نحن شعب يتسم بأنه "لا يقرأ". لقد عشقنا تلقف الأخبار وتناقلها واختراعها لكننا أبينا أن نعشق الكلمة المكتوبة ونقدّر قيمة الثقافة والمعرفة والاطلاع على نتاج عقل الآخر وخبرته ودراسته.

والشق الثاني لهذه المشكلة، هي امتلاء السوق بالغث والسمين -كما تقولون- الأمر الذي بات يسبب مشكلة أمام جمهور القراء تتمثل في ماذا ولمن عساه يقرأ؟!

أذكر أنني قرأت في النادي ملاحظة لأحد الأعضاء يشكي فيها النزعة لدة بعض الكتاب لذكر المحرمات لا لشيء إلا للفت الأنظار والانتباه. وحيث أنني لم أكن قد قرأت من الأدب الذي يسمى "معاصرا"، فلم ألقي بالاً إلى هذه الملاحظة واعتقدت أنها صادرة عن "عقل متحجر".

أما وقد قرأت بعض الإنتاج "المعاصر"، فأجد نفسي مضطرا إلى موافقة قائل المقولة الذي أجهل من كان، فركاكة اللغة، وانعدام المضمون يشهدان بوضوح على لجوء الكاتب إلى مواضيع مستفزة و"محرمة" من أجل استنزاف "الرغبة في قراءة المحرمات" لدى جمهور الشباب والمراهقين منهم تحديدا.

كيف لنا أن نعرف أي الكتب تستحق القليل الذي نملكه لننفقه عليها، وأيها يستحق الوقت القليل الذي نملكه لنقضيه في قراءتها؟!

سؤال وجيه لا أشك أنه يهم الكثير من أعضاء النادي خاصة أولئك الذين يشاركون بجدية في ساحة "قرأت لك" حيث يشاركون زملاءهم بما وجدوا أنه سمين ومجدي ويستحق بذل الوقت والمال من أجله.

تحياتي القلبية
05-09-2005, 10:56 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #4
أدب يُكتب بالعربية ... لكن من يقرأه؟
الزميل ابن العرب(f)
صدقت فيما ذهبت إليه حول استدراج القارئ للقراءة.
فهناك الكثير من القصص والروايات المبتذلة التي تغزو المكتبات الآن. لها جمهورها.
ولكن بعض الكتاب بدؤوا يلجؤون إلى سبيل الإثارة لشد الانتباه لما كتبوا.
كأن يشيعوا عن طريق وسائل الإعلام بأن كتابهم هذا مغضوب عليه فيتهافت الناس لشرائه وقراءته والأمثلة على ذلك كثير ولعل أكثرها شهرة ما أشيع عن كتاب ( آيات شيطانية ) اسلمان رشدي حتى باتت الاشاعة حقيقة.
فإذا قرأت الكتاب فوجئت بأن ما فيه أقل بكثير مما قيل عنه.

تظل حاجتنا كبيرة لأن نجد الكتاب والقارئ الجيدينِ .
دمت سعيدا
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة
05-09-2005, 10:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS