هذا الحديث الوارد في ( سنن الترمذي ) يشير الى ان آدم لم يكن سعيدا لقدوم ملاك الموت، اليس هذا غريبا؟ اذ انه من المفروض ان يكون سعيدا للعودة الى الجنة التي طرد منها ولملاقاة وجه ربه من جديد، اي انه يعرف بالضبط ماذا ينتظره من حوريات وغلمان وخمر، ولربما لمعرفته بالامر حق المعرفة هي السبب التي دفعته لمعارضة العودة وتفضيل الارض على جنة السماء. اليس لطيفا منه ان يترك لنا هذه الرسالة التحذيرية؟ وإذا لماذا يتراكض هؤلاء الانتحاريين على تفجير نفسهم ومواطنيهم من اجل الانتقال السريع الى هذه الجنة الموعودة التي لم تقنع ابوهم الذي شاهدها بأم عينه، الم يقرؤا رسالته في سنن الترمذي؟ وهو لم يكتفي بمحاولة الابتعاد عن الجنة ماامكن بل اعطى جزء من عمره لابنه لحمايته من هذه الجنة الموعودة، تماما مثل كل اب يضحي بالغالي والنفيس لحماية ابنائه من هذا المصير، الذهاب الى الجنة الغير مرغوبة.

( ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏صفوان بن عيسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لما خلق الله ‏ ‏آدم ‏ ‏ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه يرحمك الله يا ‏ ‏آدم ‏ ‏اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها ‏ ‏آدم ‏ ‏وذريته فقال أي رب ما هؤلاء فقال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل ‏ ‏أضوؤهم أو من ‏ ‏أضوئهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك ‏ ‏داود ‏ ‏قد كتبت له عمر أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذاك الذي كتبت له قال أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك قال ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان ‏ ‏آدم ‏ ‏يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له ‏ ‏آدم ‏ ‏قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك ‏ ‏داود ‏ ‏ستين سنة ‏ ‏فجحد ‏ ‏فجحدت ‏ ‏ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود ‏)

‏( قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏من هذا الوجه وقد روي من غير وجه عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من رواية ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم )

عزيزي طريف سردست

اهلا بك في النادي وتحياتي لك

وتعقيبا على موضوعك , فمن هو من اولاد ادم من يكون سعيدا بقدوم الموت رغم ان بانتظاره الجنه

ارى الجميع مؤمن وغير مؤمن لا يتعجل العودة الى الجنه اليس ذلك نوعا من اللاشعور الصادق بان الحياة معطاة لمرة واحدة وهي اجمل !
اما من يرى العكس فليرحل سريعا فهناك طيب المقام وليعجل في ذلك !


مع تحياتي لك