الأمن سمح والبعث عارض
بهية مارديني : ايلاف 1/5/2005
في سابقة هي الأولى من نوعها في سورية علمت "ايلاف" ان الأمن السوري وافق شفهيا على التصريح لحزب سوري معارض القيام بجولة في البلاد، إذ سمح لأعضاء التجمع من اجل الوحدة والديمقراطية المعارض في سورية وأمينه العام محمد صوان بالإعداد والتنظيم لاجتماعات ومحاضرات وندوات في أنحاء المحافظات السورية، ولكن اوامر من القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سورية صدرت بعدم استكمالها وعدم السفر الى مدينة القامشلي، مما يشير الى ان هناك تيارين في سورية تيار يرغب في تحقيق التغيير والتطوير والتحديث المنشود وتيار آخر يعارض التوجه نحو الانفتاح في الحياة السياسية في البلاد.
وحول التناقض مابين الضوء الاخضر من الامن والضوء الاحمر من البعث الحاكم قال صوان ردا على سؤال ايلاف: "لاضوء احمر ولا ضوء اخضر نحن مواطنون في هذا الوطن وهو لنا وغيرنا"، وحول جولته في المحافظات هذا الشهر والتي تم اختصارها قال "سافرنا من دمشق الى مدينة حلب والتقينا مع اعضاء الحزب وطلاب الجامعة ثم سافرنا الى مدينة الرقة والتقينا مع اعضاء التجمع وقيادته هناك كما اجتمعنا مع اعضاء حزب البعث الحاكم في سورية واستغرق الحديث حوالي الساعة ودار حول الاعتراف بالاخر والتركيز على المواطنة وحرية الراي".
وحول دخول التجمع الجبهة الوطنية التقدمية التي تنضوي تحت جناح البعث الحاكم رفض صوان التطرق الى هذا الامر، واضاف اما في محافظة دير الزور فقد اجرينا لقاء شعبيا في ساحة عامة وتحدثنا الى الناس مباشرة عن التجمع وعن رؤيته وافكاره واكدنا ضرورة مكافحة الفساد في سورية ورصد الفساد والمفسدين كما اكدنا مفهوم المواطنة بسورية واشرنا الى مساواة الجميع في الحقوق وتفاوتهم في الواجبات كل حسب موقعه والتقينا مع العشائر العربية والكردية ثم انتقلنا الى محافظة البوكمال واجتمعنا ايضا مع اعضاء التجمع وشيوخ العشائر وشددنا على حرية الراي وعلى عودة المنفيين والمهجرين وفي مساء نفس اليوم تم ابلاغنا بأن نقطع جولتنا ونعود الى دمشق بناء على اوامر من سليمان قداح الامين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سورية الذي اعطى توجيهاته بمنع قيام لقائنا الجماهيري في القامشلي رغم ان موضوعها الرئيسي كان عن المواطنة والوعي الوطني وقمنا بتنسيقه مع العديد من الاحزاب الكردية.
واكد صوان ان من اعطى هذه التوجيهات في رايي الشخصي لايواكب المرحلة ولا يتماشى مع خط الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرا الى ان الخطاب الجديد في سورية لايروق للبعض اذ لايريدون ان يروا الاخر على الساحة الوطنية السياسية.
ونوه صوان الى ان اعضاء التجمع اجتمعوا وقرروا بالاغلبية الرضوخ لقرار البعث والعودة الى دمشق ، لافتا الى وجود تيارين في سورية تيار يسير نحو الامام وتيار يرفض ركب التطوير والتحديث.

( كلنا شركاء) : هذا التصرف يبين بوضوح حجم الخلل وتخلف العقلية الموجودة في بعض قيادات حزب البعث و التي تستغله بحسن أو سوء نية لمصالحها ووفقاً لأهوائها وخلافاً لمصلحة الوطن ( سورية ) ....فالرفيق د.سليمان القداح ( الأمين القطري المساعد للحزب - وفق البروتوكول هو أعلى من رئيس مجلس وزراء الجمهورية العربية السورية !؟ ) وفقاً لمصادر التجمع هو من أصدر قرار بإلغاء اللقاءات الجماهيرية للتجمع في منطقة القامشلي لذلك قام التجمع بالرد بإصدار بيان بعنوان ( انقذوا الوطن ) نقطتف منه العبارات التالية :
-إن التخشب والتحجر والتعفن الذي أصاب العديد من الأحزاب الموجودة على الخارطة السياسية لدينا ( يقصد حزب البعث ) , قد كلفت الوطن وما تزال تكلفه الكثير الكثير من الأموال والآلام والتخلف والكوارث ظاهرة وباطنة .
-ما بال أحزابنا لا تأخذ بسنة الكون الحسنة ولا تلقي لها بالاً , بل تراها تتنافس فيما بينها في إثبات القدرة على التقوقع داخل مستحثاتها والتمترس خلف تراكمات السنين الخوالي من الأفكار والثوابت والأساليب اللامنطقية واللاعقلانية , اللاوطنية واللاإنسانية ؟ .
ونتساءل اليوم متى يسمح رسمياً في هذا الوطن الغالي بقيام أحزاب جديدة لا تحمل ذلك الأرث الثقيل من الأخطاء والخطايا والفساد ؟.
-إذا قيل غداً : بلغ السيل الزبى قلقد بلغ .
-وإذا قيل : طفح الكيل : فقد طفح .
-وإذا قيل : وصلنا ونكاد نسقط في الهاوية ,فقد وصلنا .
فإذا كان الرفيق القرداح يخشى التنافس مع حزب مثل التجمع فكيف سيقر مبدأ قانون الأحزاب في المؤتمر القطري وأغلبية الناجحين هم من أختارهم الرفيق نفسه لمواقعهم الحزبية ونجحوا من خلالها في الوصول إلى المؤتمر ؟؟؟.
لا ننسى أنه عندما كلفه الرفيق الأمين القطري ( د.بشار الأسد ) في المؤتمر السابق بترشيح أسماء قياديات ليصبحن عضوات في اللجنة المركزية فقد رشح الرفيق ( قمر ابراهيم ) على أنه رفيقة إذ لم يكلف نفسه قراءة سجله ليعرف أنه ذكر أم أنثى ؟! , و قد تم تصحيح القرار في اليوم التالي