يقول المسلمون أن القرآن أنزل على الرسول و يأخذون بالقرآن و السنة.

سؤالي هنا عن السنة، إذا كان ما عرف عن تصرف الرسول و أحاديثه هي وحي فكيف نزل هذا الوحي و لماذا لم يكتب في القرآن؟ و إذا لم يكن وحياً فلماذا الأخذ به؟

الوحي في الاصطلاح هو ما يلهمه الله لعباده الصالحين الأخيار المصطفين للنبوة على ما يلزمهم تبليغه للناس ليقوموا بالقسط.

والوحي أنواع، فقد يكون خطابا من وراء حجاب، وقد يكون إلهاما يقع في الروع في يقظة أو منام، ويكون بإرسال ملك رسول إلى بشر رسول بما يريده الله سبحانه وتعالى.

والوحي المنزل من الله تعالى على عبده وحبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو إما وحي بلفظه ومعناه من الله تعالى بوساطة روحه الأمين الوحي جبريل عليه السلام فيكون قرآنا يتلى ويتعبد بتلاوته ويعمل بأحكامه، أو يكون مما يلقيه الله في روع النبي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم إلهاما ليضعه الرسول بلغته أو يطبقه بفعله أو يسكت عنه والمعنى موحى به من الله، وطريقة تبليغه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما نسميه السنة.
والسنة هي ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قول أو فعل أو تقرير بما يصلح أن يكون دليلا شرعيا. وحجيته حجية الوحي كالقرآن الكريم تماما، إلا أنه لا يتعبد بتلاوته، وإن تم العمل بأحكامه.

قد أتى الأمر بعزل اي كتاب آخر عن القرآن، فهو موحى به توقيفا كما هو من الله تعالى دون تصرف بشر في نصه.
وقد وجد كتاب للسنة زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنهم لم يكتبوا شيئا من القرآن مع الوحي، ونذكر منهم الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص، وهو قد أسلم قبل أبيه عمرو بزمن، وكتب الحديث بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإذنه في صحيفة إسمها الصادقة.