السلام عليك يا كاتساف..

لم تلق نشرات الأخبار ووكالات الأنباء بالا "للحبر الأعظم" المسجى جثة هامدة فوق لوح من" البوظ" و لم تلتفت الى مليوني "مؤمن" مدججين بكاميراتهم الديجيتال وقد جاوؤا للسياحة أو لألقاء النظرة الأخيرة.و ركزت بؤرة عدساتها الى لحظات أنسانية ودود صافح فيها موشي كاتشاف بشار الأسد ثم مالبيث هذا حتى رد التحية بأحسن منها .كانت هذه الحركة كافية لتحرك ألاف الأقلام و الأوراق و البرامج و التحليلات للوقوف على سر هذا الحدث المهم الذي جرى في أقدس بقعة امام اقدس جسد.

الأعلام سيتناول هذا"الحدث" باشكال مختلفة و متناقضة فما ستقوله جريدة السياسة سيختلف تماما عما ستقوله السي أن أن و سيتمرجح بشار الأسد ما بين الرمي بالخيانة الى الأتهام بالخنوع وصولا الى مقولة انه رجل معتدل محب للسلام و قد يزور "نادي نوبل للسلام" في يو ما.رغم أن الموضوع لم يتجاوز لمسة رجالية لا تنقض وضوء حسب اشد المذاهب تطرفا.

قبل عام من هذا التاريخ اعلن بشار الأسد رغبته في متابعة المفاوضات من النقطة التي بدات عندها و هو نفس الطلب الذي كان يتمسك به الأسد الكبير و قد كان يعتقد أن رابين ترك له "وديعة" عند كلينتون لاحظ الود الكبير بين الرجلين ليترك الواحد للآخر وديعة تذكر به بعد موته.الفرق البسيط بين أن الأسد الكبير كان يطلب بدء المفاوضات عند النقطة التي أنتهت عندها حسب "الوديعة"اياها و لكن الأسد الصغير لم يطلب بل "رجا" أن تستمر المفاوضات من النقطة التي أنتهت عندها و كان هذا الرجاء أول الغيث.طبعا رفضت اسرائيل لأعتبارات أمريكية.عاودت الأسد تكرير الطلب "الراجي" و لكن بدون أي ذكر لنقاط توقف أو استمرار.وطبعا ايضا رفضت اسرائيل و كانت وقتها سورية قد دخلت في عنق الزجاجة اللبنانية.و أنتهكت أراضيها بهجوم جوي الهدف منه كسر الأنف.

فيما بين "الرجائين" كان المسئولين السوريين يطلقون دعوات من هذا القبيل من باب تسجيل النقاط و لكن الطرف الآخر وصل الى "السكور" النهائي و لم يعد عابئا بنقاط الثواني الأخيرة فقد تبين من هو الرابح في هذه الجولة."يباسة الراس" الأسرائيلية هذه تذكر "بيباسة راس" مماثلة في الطرف العربي في الفترة الممتدة من 67 و حتى أنتهاء مؤتمر مدريد الشهير.مع فرق كبير ما بين الرأسين فالرأس الأسرائيلية قاسية صعبة الكسر أما الرأس العربية "تنحة" بعناد البعير.لم يتعامل أحد مع الرؤؤس اليابسة و الطرية على أساس ايد ممدودة أو مبسوطة للسلام كان ذلك كلة في عداد "game” سياسي و الشاطر فيه هو الذي "سيحكي"


خلال ذلك كلة كان المسئولين الأسرائيلين لا يتركون مناسبة أو تجمع عالمي أو قاري يتواجد به مسئول عربي و لو من الدرجة العاشرة ألا و ركضوا "ليتدحشروا" به سلاما او مصافحة أو قبلات.وكان العربي المسكين المغلوب على أمره حائر بين تلقي هذه العواطف التي تشبة "الرجس الذي يعمله الشيطان" أو رفضها ليظهره الأعلام العالمي بمظهر العداوني الرافض حتى مصافحة ودية بين آدميين.فأن قبل اليد الممدودة بيد ممدوة فلن ينجو من اجهزة المخابرات و اجهزة الأعلام المستعدة لسحق "أي مطبع" مهما كانت نوعية الطباعة.و أن رفضها فلن ينجو من أجهزة الأعلام العالمية من وصم بالعدوانية و معاداة السامية.

لا أعرف ماذا كان يدور في رأس بشار الأسد عندما فوجىء باليد الأسرائيلية الممدودة,و لا أعرف ما أذا كان مترددا في قبولها.و لكنه في المصافحة الثانية تقدم شخصيا من كاتساف وكان المبادر لتقديم اليد.

السلام للجيمع :

كيف لهذا السلام ان يمر مرور الكرام يا واوي
وكيف لهذه المقالة ان تمر دون ان الاعتراف انك كعادتك يا جقل مبضع مبدع .

تحياتي


والى لقاء قريب....