الأخوة الأفاضل

أهلا بكم

أهلا بالزميلة malaka (f)

عندما خلق الله الإنسان في اليوم ( الحقبة ) السادسة من الخليقة يقول الكتاب المقدس :

" و جبل الرب الإله ادم ترابا من الأرض و نفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية " (تك 2 : 7 )

فالإنسان خلق من مادة التراب مع نفخة إلهية من الله ( شخصيا ) وليس من احد ملائكته( جبريل ) وكانت هذه النفخة هي نفخة الحياة

وبعد أن اخطأ أبوينا ادم وحواء وسقطا في عصيان الله بعد اكلهما من شجرة معرفة الخير والشر فطرا من جنة عدن وكان كلام الله لهما وبالتالي لكل نسلهم الذي مازال في صلبها:

" بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب و إلى تراب تعود " (تك 3 : 19)

و أصبح هذا الحكم ساريا علي الإنسان حتى يوم القيامة العامة , ولذلك نجد أبونا إبراهيم وهو يتكلم مع الله يقول :

" أني قد شرعت اكلم المولى و أنا تراب و رماد " (تك 18 : 27 )

وقال أيضا أيوب النبي :

" يسلم الروح كل بشر جميعا و يعود الإنسان إلى التراب " (أي 34 : 15)

ويقول معلمنا بولس الرسول في المقارنة بين
ادم والسيد المسيح :

" الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء , كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا و كما هو السماوي هكذا السماويون أيضا, و كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي " (1كو 15 : 47 – 49 )

والمقصود بصورة السماوي هنا هي الصورة التي سيصبح عليها أولاد الله بعد القيامة العامة
إذن نفهم من هذا أن الحكم الإلهي علي ادم ونسله انه سيعود إلي التراب هو حكم نهائي لان كلمة الرب لا تتغير

أما نحن المسيحيون فكيف ندفن ؟

نحن نتمثل في طريقة دفننا بنفس طريقة السيد المسيح عندما دفن , يقول الإنجيل :

" و كان في الموضع الذي صلب فيه بستان و في البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط " (يو 19 : 41)

أي أن السيد المسيح عندما دفنوه وضعوه في قبر جديد لم يوضع فيه احد من قبل
فهكذا نحن نتمثل بالسيد المسيح

فعندما يوضع المتوفى في الصندوق الخشبي يعتبر هذا هو القبر الجديد الذي يدفن فيه ثم يوضع هذا الصندوق في المقابر , وذلك نظرا لقلة الأرض المخصصة للدفن وعدم إمكانية توفير أراضي تكفي لدفن كل إنسان مسيحي في مقبرة خاصة به وحده فيكون هذا الصندوق هو القبر الجديد الذي يوضع فيه

لو توفر هذا الشرط أي وجود مكان جديد لم يدفن فيه احد من قبل وبالتالي لن يدفن فيه احد بعد ذلك , لأمكننا من دفنه في التراب مباشرة دون الاحتياج إلي هذا الصندوق لأنه قد تحقق الشرط بان المتوفى دفن في قبر جديد لم يوضع فيه احد من قبل

إذن خلاصة الكلام نحن نتمثل بالسيد المسيح في طريقة دفنه والتي قام بها يوسف الرامي و نيقوديموس احد معلمي اليهود في قبر جديد لم يوضع فيه احد من قبل


أما بالنسبة للبابا يوحنا بولس :


فاعتقد أن جنازته خير دليل علي عظمة هذا الرجل

لم نجد من قبل رجلا دينيا مسيحيا ينعيه ممثلو جميع الأديان الكبرى في العالم ( 24 دينا في العالم ) من البوذيين إلي الهندوس مرورا بالسيخ والبهائيين وغيرها من الديانات الموجودة وحتى الملحدين أيضا نعوه بكلمات تنم عن شخصية هذا القديس

كما نعاه جميع المقاتلين من الإسرائيليين ومن الفلسطينيين والهنود والباكستانيين وغيرهم
كما بكاه الأغنياء والفقراء والشيوعيون والرأسماليون بل ونعته وبكته عائلة محمد علي اغا الذي حاول قتل البابا ولكن البابا قد سامحه وزاره في سجنه وتوسط للإفراج عنه

كان البابا بوحنا صورة حية للقداسة في محبة العدو قبل القريب , والبشارة بالإنجيل المعاش وكان مثالا حيا للسيد المسيح الذي جاء من اجل العالم كله

" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 16 )

لقد توحدت حياة وتعاليم قداسته مع هذا النص فقدم لنا مفهوم جميل للقداسة

هذا الرجل دافع حتى النفس الأخير من عمره عن حق الحياة لجميع البشر والأجناس في وقت يتفرغ فيه بعض قادة الأديان للحض علي القتل باسم الله

ومن أجمل ما كتبه هذا القديس :
" ينبغي أن تذهب إلي بيتك ( الأبدي ) عن طريق الصليب لتقف مع يسوع المسيح في صباح الأبدية "


أما الزميل الذي يقول في الآية " من يهن الله ماله من مكرم " فهو محدود العقل وقصير النظر ... لماذا ؟

لأنه فعلا لم يشاهد جنازة هذا الرجل القديس
حيث حضر جنازته نحو مائتين من زعماء العالم من أبرزهم جورج بوش الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء توني بلير , والرئيس الفرنسي جاك شيراك , وكوفي عنان والرئيس الإيراني والأفغاني وعمرو موسي والملك عبد الله ملك الأردن وغيرهم , كما حضر ممثلون عن جميع الأديان , بالإضافة إلي الملايين التي توافدت من مختلف أنحاء العالم

إذا كنت يا عزيزي تري في صورة البابا وهو يقبل أرجل احد الرعية إهانة لله , فما رأيك عندما قام السيد المسيح وهو الله الذي ظهر في الجسد بغسل أرجل رعيته مثالا في المحبة الباذلة والتواضع ؟

وإذا كنت يا عزيزي تري في هذا العمل إهانة لله , فليعطيني الله أن أهينه بنفس الطريقة التي أهانه بها القديس البابا يوحنا وان يكرمني في مماتي بنفس الطريقة التي كرم بها القديس البابا يوحنا

أعطيني رجل دين واحد إسلامي لم يقبل يد ولا قدم في أي مكان في العالم قد كرم بـــــ 5% فقط مثلما كرم البابا يوحنا بولس

صحيح إن لم تستحي فقل ما شئت

أخيرا أتمني للجميع الاستنارة الروحية

مع تحياتي .......... فادي

تذكيرين للزميل فادي،

أولا، لا رجل دين في الإسلام، ولا هنا هي النافية للجنس، ولو وجد هذا الرجل فأنا جاهز لشق ثوبه كما شق قيافا ثوبه ليلة المحاكمة!

ثانيا، التكريم الذي ينتظره الإنسان هو عند الله، فأنت تعرف أن البشر لا يكرمون دائما بدافع التقوى أو الإعجاب. بل يكثر فيهم النفاق والصفات الرذيلة. وقد حسبتك ستفتخر بأن البابا قد سار على درب المسيح في الآلام وتحمل الصعاب، ولم أحسبك ستفتخر بهذا العالم الذي رفضه المسيح حين أتى أول مرة كما تقولون!

الزميل الفاضل فادى
تحية طيبة

مشكور جدا على ردك على سؤالى عن كيفيه دفن الموتى من النصارى

اسمح لى ببعض التعليقات البسيطه على باقى كلامك

اقتباس:هذا الرجل دافع حتى النفس الأخير من عمره عن حق الحياة لجميع البشر والأجناس في وقت يتفرغ فيه بعض قادة الأديان


نعم كما ذكرت "بعض"
لكن هذا موضوع طويل و ان اردنا ان نتناوله نفرد له موضوع منفصل
ففى كل ديانه و كل عقيده ظهر البعض الذى حض على القتل باسم الله
و فى التاريخ شواهد كثيرة
اليس كذلك زميلى الفاضل؟



[QUOTE][quote] fady كتب/كتبت


أما الزميل الذي يقول في الآية \" من يهن الله ماله من مكرم \" فهو محدود العقل وقصير النظر ... لماذا ؟

لأنه فعلا لم يشاهد جنازة هذا الرجل القديس
حيث حضر جنازته نحو مائتين من زعماء العالم من أبرزهم جورج بوش الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء توني بلير , والرئيس الفرنسي جاك شيراك , وكوفي عنان والرئيس الإيراني والأفغاني وعمرو موسي والملك عبد الله ملك الأردن وغيرهم , كما حضر ممثلون عن جميع الأديان , بالإضافة إلي الملايين التي توافدت من مختلف أنحاء العالم

اسمح لى بكلمة بسيطه و ارجوا ان يتسع صدرك لكلامى
انا شخصيا لا اؤمن بان الشخصيات البارزه التى ذكرتها تؤثر فى رأيى كون هذا الشخص يستحق التقدير او لا يستحقه
انا لا اقول ان البابا لا يستحق التقدير
لكن كلامى عن الشخصيات التى حضرت الجنازه
زميلى الفاضل الكثير منهم لم يحضروا الا لأنه من البروتوكول وجودهم
بالنسبه لبوش و بلير فاعذرنى انا اعتقد انهم بهلونات
لا يهمهم الا مصلحتهم
فوجودهم او عدمه لا يدل على انهم يحترمون او يجلون احد
و الا لكانوا احترموا كلام البابا نفسه و اعتراضه على حرب العراق

انا اخذ العبره من بسطاء البشر الذين حضروا الجنازة
فهم من اصدق كلامهم اكثر
نعم للبابا ايادى بيضاء كثيره لا يمكن انكارها و حتى ان خالفته فى العقيدة

فهذه كلمة حق لا اكثر و لا اقل

اقتباس:[size=4]أعطيني رجل دين واحد إسلامي لم يقبل يد ولا قدم في أي مكان في العالم قد كرم بـــــ 5% فقط مثلما كرم البابا يوحنا بولس


أخيرا أتمني للجميع الاستنارة الروحية

مع تحياتي .......... فادي

اقتباس:ثانيا، التكريم الذي ينتظره الإنسان هو عند الله،وقد حسبتك ستفتخر بأن البابا قد سار على درب المسيح في الآلام وتحمل الصعاب، ولم أحسبك ستفتخر بهذا العالم الذي رفضه المسيح حين أتى أول مرة كما تقولون!

:nocomment:

تحياتى لك زميلى الفاضل فادى

مشكور اخى خالد على المشاركه