(1)
الرسالة الأولى
"إلى أمي الحبيبة....
أبعثُ إليك يا أجمل صديقة عرفتُها. فحياتي الآن مليئة بالإثارة، وأنا ما أزال أستمتع بكل لحظة من شبابي. لا أظنني وأنا أعيش مراهقتي الصعبة، النزقة، أحتاجُ شيئاً سوى دعوة خالصة من نياط قلبكِ الرؤوم.
ثقي بأنني مازلتُ قادراً على تحمل المسؤولية كأي شاب تربى في كنف أم وأب عظيمين. فأنا أعلمُ بأن سعادتي هي ما يهمُك أكثر من أي شيء آخر.
كما أن رضاكِ عنّي، هو عندي أهمُّ من كل متع الدنيا الزائلة. فهذه الدنيا زائلة، وكل متعة فيها إلى الفناء، إلا رضا الأم، فقد كتب لريعه الخلود.

أمي...
وجدتُ وطني الذي كنتُ أبحثُ عنه. وجدتُهُ قَدَراً محتوماً، مكتوباً، على واحتي الجميلة. وَ وجدتُ أن الفضيلة تكمن في افتداء هذا الوطن بالغالي والنفيس.
لا أستطيع أن أسهب الآن – كما أن الحال لا يحتمل حجم الصدق الذي أحمله-.

أخيراً، اقبلي سلامي، وأبلغي محبتي لإخوتي جميعاً...

أدعو الله أن يطيل بعمرك يا غالية
وعسى أن يحفظكِ من كل مكروه."

إبنك الذي تحبين
محمد

فاصل

[صورة: Image(188).jpg]

(2)

الرسالة الثانية:

"إلى أبي الغالي....

السلام عليكم.

هذه رسالتي إليك. أبعثها لك، بعدما غرق إبنك في لجة من أمره، وتاه في دياجير دربه، وخاض فيما لا يجوز، وانتكس، فعاد، فما كان منه إلا أن ازداد ضلالاً على ضلال.

إحدى وعشرون عاماً مضت، وكل يومٍ أستفيق على وجعٍ جديدٍ لهذه الأمة، فما إن زمّ النور ناظري طفلاً هارباً من مدلهمات الأرحام، حتى دوّى في سمعي صوت المدفعية موجها من أبناء الأرض ضد بعضهم، وكان إخوة التراب يغتصبون محارم بعضهم، وكان عويل الموت يخنق جرس الكنيسة وصوت المدفع، وكان أبناء "لبنان" يتبادلون التحايا بغرس المطاوي في خواصر بعضهم . كانت أوجاع الأمة تتوالى، فرائحة الجثث المكومة في صبرا وشاتيلا كادت تخنقني، حتى ضاعت أنفاسي ما بين رائحة المخاض، ورائحة الموت. كان قدري أن يقترن الذماء بجسدي في هذا العقد المبضّع بالنكبات. لم تمضي سوى أعوام ثلاث، حتى كان كرم الضيافة يودي بأربعمائة حاج من حجاج الرحمة من إيراني وغير إيراني في مكة. وكان حكام الأمة يزنون برعاياهم. وكنا نكتفي برمي يتيمة شعرية في هجائهم.
ثلاثة أعوام بعدها، كان عام تسعين يرسم أروع صورة من صور التلاحم والأخوة، إذ جاء الجندي العراقي ليرسم أخاه الكويتي مزملا بدم ينثال من جسده على ربى الجهراء، وكان العالم ليبارك هذا التلاحم "الأخوي" كما بارك التلاحم الصهيوني – الفلسطيني، لولا أن الكويت كانت تخبئ تحت مخدتها وبين نهديها كنزاً ثمينا إسمه النفط، فكان برهاناً على أن العروبة فقدت كرامتها ولم يبقى لها سوى مالها الذي تتبجح به.
عشرة أعوام بعدها كانت بلاد المليون نخلة تعيش في مسغبة وإملاق، فيا له من وجع!

وهكذا ما تزال أمتي تلعن نفسها.

ودوني من كل هذه الأوجاع، صورة الطاغية في وطني. ينصب الضغائن لبني أمه، موالياً عدوَّه، قاطعاً بخسته آخر حبل يصله بأرومته.

أبتي،
أما بعد....

فما يزال الطاغوت، يعبث بقوت الشعب، ومازال يطلق أبناءه كالجراثيم لمص دم الشعب المسكين. ولا يكتفي بذلك، بل مازال يزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد، ويظلم السواد الأعظم من شعبه، فيما يصطفي من رعاياه من يتملقونه ويستحيلون ممسحة لحذائه.

اليوم هو ذكرى ميلادي الحادي والعشرين؛ ومازال الحال كما هو، ولعله سيبقى كذلك حتى يسوّى رمسي بأرض جدوب.

لربما عاهدتك يوماً على أن أعيش كما الدراويش، ساعياً وراء لقمة العيش، مهتما بحجم الأرباح والخسائر بعد نهاية يوم عملي جادّ.

لكنما دماء الثوري تنثال في عروقي، وهي إن لم تدفعني لأثأر لشعبي المغبون، فهي تدفعني لإنكار الباطل ولو بأضعف الإيمان، وأن أصرخ بمن حولي علني أستنهظهم بعد أن أستنهظ نفسي. ولعمري فإن شحذ الهمم عادة عربية أصيلة، ليست حكرا على الشعراء والساسة، وإنما تشمل كل الأحرار الذين لا يرضيهم واقع بمثل هذا الإرزاء.

أعتذر يا أبي. فذكرى ميلادي تعني لي أكثر من طفل ولد مثل ملايين البشر الذين ولدوا في مثل هذا اليوم قبل إحدى وعشرين عاماً. فالأمر يبدو لي أن غلاماً وُلد من رحم حضارة تتقهقر، وتحتضر. فأنا أكاد أسمع صراخ أجيال قادمة ستلعننا. وتمر حذو رموسنا فتبصق على أسلافٍ غابرة لم تكن أهلا لتستأمن على مستقبل أحفادها.

أعدك أبي، أن تقر عينك بفتى يجعلك شامخ الرأس، مزهوا بثمرة تربيك، وأن مسيرة النضال ستستمر، بتهذيب النفس أولاً، وأن يكون لصوت الضمير كلمة الفصل. إعلم أن تعضيدك لإبنك يجعلهُ عاجزاً عن رد شيء من أفضالك عليه. فأسال الله أن يثيبك على مثابرتك.

أمد الله في عمرك.
ولا عدمتُك

العاقل · 04-03-2005, 10:36 AM

- قلتُ بأنني أحتفي بميلادي لأول مرة. فقد توهمت أمي لعشرين عاماً أن مولدي يتزامن مع اليوم الذي توفي فيه النبي محمد صلى الله عليه وآله، 28 صفر، أي بعد خمسة أيام من الآن.
- وكانت تمضي السنوات وأنا أمتنع عن الإحتفال بذكرى ميلادي، لأن الإحتفال في عرف الشيعة بيوم كهذا اليوم، يوم وفاة النبي، يعد أمراً جللاً.
- إذن، مضى عقدان من الزمن، وأنا أربط مولدي بذكرى حزينة في ثقافتنا الدينية، حتى أن إسمي "محمد" إرتبط بهذه المناسبة. فلا أعجب إذن، من نظرتي السوداوية للعالم.
- ولا ألوم نفسي، ولا ألوم أحداً.
- عندي رغبة بأن أدين أحداً الآن، ربما آل سعود مثلا!
ربما أميركا!
ربما النفط!
لا أعرف..

- أسال نفسي: لم لا تحتفل بهدوء. فكر في الرقص والغناء والعبث و"الإستهبال"..
لم أنت مضطر أن تفكر في أزمة سياسية، أو دينية لمدة 24 ساعة!

حسنا. الآن سأفكر بشيء مؤقت. ولتكن أفكاراً مبعثرة وبعض الحقائق عن ولادتي.

1. ولدتُ في الرابعة صباحاً.
2. أول أنثى تلمس جسدي في هذا الكون كانت فلبينية!!!!!!!
3. تمنيتُ أن يتأخر مولدي عاماً آخر، على الأقل كنت سأحصل على الجنسية الأميركية دون عناء.
4. كنت أول من ولد في مشفى حديث من بين أفراد بيت جدي، وكنت الحفيد الأول والمدلل.
5. عشت سنوات الرضاعة، ولم أرضع من ثدي أمي قط، بل كنت أفضل أنواع أخرى كالحليب المجفف والسيرلاك، هل هذا يعني أنني رضعتُ من ثدي الحداثة؟

أخيراً أقول لعوليس:
Happy 21

روزا لوكسمبرج · 04-03-2005, 10:56 AM

للعزيز عوليس.. (f)

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	عيد ميلاد سعيد يا " الجوكر "	الدرة البيضاء	5	2,334	12-12-2011, 04:46 AM آخر رد: إبراهيم
	عيد ميلاد سعيد لأبن سوريا	مصطفى علي الخوري	4	3,115	10-16-2011, 10:33 PM آخر رد: هاله
	عيد ميلاد بهيج و عام جديد سعيد .	بهجت	25	9,133	01-09-2011, 05:24 PM آخر رد: بهجت
	ميلاد مجيد	عاشق الكنائس	1	996	12-27-2010, 04:35 PM آخر رد: Narina
	عيد ميلاد سعيد طارق	زيوس	46	8,771	10-17-2010, 12:20 PM آخر رد: ابن سوريا