لم أعد أصلح لهذا الزمن .. أنا رجلٌ فيه الكثير من تناقضات العصر ، تارة أخشى فَقْد ما أحمل من صفات وتارة أتعرّى منها أنكرها وأتنكر لها كأنها شبح يطاردني . أمسىا لحلم في حياتنا كقصف طائرة إرهابية تدمّر مدينة .. والكذب أصبح وردة جورية تعلّق على صدر الحبيبة
أية أشياء سنفقدها بعد ؟!! أية أشياء ستفاجئنا بعد ؟!!
كلّلوا رؤوسكم بتيجان الأكاذيب وفرِّغوا أقلامكم من حبر الصدق
الحياة في انكسار متتابع .. والنهاية غرفة انتظار والضاربون بحياتهم عرض الحائط أكثر من ذباب على مزبلة .
معذرة فالحقيقة جليّة :
مضاجعات ويسمونها مراهنة ... منازعات ويدعونها وجود
قالوا : الحياة قصة .. تبدأ ببكاء وتنتهي بعويل وما بينهما نذوق ألف ويل وويل الحياة قصة ...!! والإنسان حرف على سطر من سطورها !!
أمست القصة باهتة .. طوباوية .. مادية بحتة ..
وأمسى الإنسان فيها بقعة صفراء مائلة للخضرة متعفنٌ .. جسديٌّ .. هوائيٌّ مسحورٌ بشياطين الرغبات .. مدفونٌ بأتون الشهوات .. منغمسٌ في بوتقة اللذات
مهلاً يا أصدقائي .. فقد أفل زمن الصدق
ولم أعد أرى إلا وجوه الكاذبين تحيطني بأقنعة التيه والغباء