الصفي
عضو رائد
المشاركات: 4,035
الانضمام: Mar 2004
|
آية محرجة.. جداً
الغرور هو اسوء ميزة يتصف بها الانسان خاصة في زمن اصح العم متاحا لذوي الهمم العالية و النفوس التواقة للمعرفة. و لكن هذا الذي سمى نفسه ( كافرا ), اشتط في غروره حتى توهم انه المقصود بالاية :
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) غافر:16)
فوضع الاية شعارا له .
و يا ليته طرح موضوعه في شكل استفسار او حتى استنكار و لكن يطرحه و كانه آخر علماء الزمان و نسى قوله تعالى :
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف:76)
و راح يصورنا كاننا قطعان من الحمير ننتظر من يلوح لنا بجزرة الاعجاز العلمي , فننساق وراءه. و لانمحص ما يقوله. و لكن خطيئة السيد ( كافر ) هذه المرة هو أنه من فهم الاية الكريمة:
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران:133
و ناسئتها:
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد:21
على قصور في الفهم استنكر ان تقرن الارض مع السموات او تكورن الجنة بمثل هذه الضخامة, بدون ان يتدبر في ايات القران و هو يحمل اسطوانات القران كالذين حملوا التوراة و لم يحملوها و تشبيههم المعروف.
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد:24)
فهل سأل السد (كافر) عن معنى السموات في هتين الايتين؟ و هل هنا فرق يبين السموات في الايتين المذكورتين و السموات في الاية التي في سورة طه:
تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى) طـه:4)
و لماذا تقدم ذكر السموات في الايتين السابقتين على ذكر الارض, بينما تقدم ذكر الارض في اية سورة طه؟ و لماذا سميت السموات في سورة طه بالعلى دون السموات في ايتي ال عمران و السماء في سورة الحديد و قد كان أوجب تسميتهما بالعلى لوصف الجنة التى زعم السيد ( كافر ) ان عرضها فقط هو عرض الكون؟ لا يا سيد فأنت من أساء الفهم, و ليس الله العلي من لا يعرف حدود كونه.
ان الانسان ذو الثقافة المتوسطة اصبح يعرف ان الارض لا تسوى شيئا في هذا الكون الواسع المتمدد, بل ان المجموعة الشمسية ما هي الا ذرة في الكون, و ان هذه الشمس هي قزم في هذه المجرة المنزوية في طرف الكون. و هذه المعلومة الضئيلة ليست تغيب على خالق الكون:
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) يونس:61
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) سـبأ:3
فان الله لا يغيب عنه شيئا و لكن غاب الكثير عن السيد (كافر). فرغم التشابه الظاهري بين الايتين , الا ان لكل معناها, فالايةالاولى التي في سورة يونس قدمت ذكر الارض على السماء و لم يرد ذكر للساعة و هي اللحظة التي تحدد نهاية الارض و من عليها. أما الاية الثانية و التي في سورة سبأ تقدم ذكر السموات على ذكر الارض , و وردت السموات بالجمع, و ذكرت الساعة . فهل تدبر السيد ( كافر) و أدرك لماذا هذه الصيغ المختلفة ؟ لا يبدو انه فعل ذلك , فأولا هو غير متدبر و ثانيا هو منقاد لفكرة ان محمد هو كاتب القران لذا فلا يتوقع ان تكون هناك حكمة من وراء هذه الصيغ.
أليس القران يخاطب الانسان؟ فلماذا يحدث الانسان بأمور لا تهمه أو تؤثر في مجريات حياته؟ حتى لا يعتقدن احد ان ما يرد في القران من ذكر لاحداث سماوية او قيام ساعة مقصود به كل الكون. و الايات القرانية واضحة جدا في هذه المسألة, و اذا غابت عن فهم الناس فانما هذا دليل على عدم تطبيقهم لسنة التدبرو اعمال العقل :
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج:46
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) العنكبوت:20
و السماء مفردة في القران يختلف معناها حسب موضع ورودها كما يلي
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة:22
فكلمة السماء الواردة في الاول غيرها الثانية. و ورود كلمة السماء بمعنى السحاب ورد في اكثر من موضع. كما وردت كلمة السماء بمعنى الافق و بمعنى طبقات الجو كما في الايات التالية:
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأنعام:99
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة:144
أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) النحل:79)
و قد ترد كلمة السماء بمعنى الفضاء او القبة السماوية :
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) الصافات:6)
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) الملك:5)
و يلاحظ انه متى ما كان مقصود من السماء وصف لحدث غير ارضي تاتي كلمة سماء وحدها مفرد أو بالجمع, او يرد ذكر الارض متقدما. و لكن متى كان الوصف لاحداث تتعلق بالانسان سواء كان على مستوى الارض او المجموعة الشمسية التي تتبع لها الارض فان كلمة سماء او سماوات بصيغة الجمع تسبق ذكر الارض.
و نسبة لغياب هذه المفاهيم أخطأ البعض في فهم ان الاية التي تتحدث عن فتق السموات عن الارض بانها تتحدث عن . Big Bang خلق الكون و انها تتحدث عن الانفجار العظيم
بالطبع ان وصف الطريقة التي تكونت بها المجموعة الشمسية في اية الفتق لا يعني ان الكون لم يتكون بنفس الطريقة . و لكن الذي نقصده هو ان اية الفتق كانت تتناول حدثا محدودا جدا على نطاق الكون له علاقة بالمكان الذي يعيش فيه الانسان. و الاية تشير الى امكانية استنتاج الانسان لطريقة تكون العالم الذي يعيش فيه :
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)
الانبياء:30
و ايات سورة البقرة توضح طريقة تكون الارض, اذا تشير الاية الى ان سماء الارض كان جسما واحدا متجانسا فعمد المولى عز وجل اليه فسواه سبع سماوات:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة:29)
و يخطأ من يظن ايضا ان ايات الايام الستة للخلق تتناول خلق كل الكون :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) لأعراف:54
فهذه الاية تتحدث عن نطاق محدود لا يتجاورز المجموعة الشمسية التي تتبع لها الارض. و اكبر سوء فهم لايات القران الكريم هو افتراض ان كلمة نجوم لها نفس المعنى المتداول اليوم , اي بمعني شموس . فالنجم هو ما يقال له بلغة اليوم كوكب, و العكس صحيح , ما يقال له كوكب بلغة اليوم فهو في لغة القران نجم. و سنأتي لبيان هذا لاحقا.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) يونس:3 (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) هود:7
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) الفرقان:59)
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) السجدة:4
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) قّ:38)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الحديد:4
قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فصلت:9)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت:10)
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت:11) (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت:12
و توضح الاية التالية ان المقصود بالسموات و الارض نطاقا محدودا لان السنة لا تساوي اثني عشرة شهر ا الا على الارض :
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة:36
و وصف احداث قيام الساعة في القران كله يشير الى ان هذه الاحداث تدور في نطاق محدود من هذا الكون الشاسع :
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) الكهف:47) وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) طـه:105) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً) الطور:10) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً) الواقعة:5) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ) المعارج:9) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً) المزمل:14) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) المرسلات:10) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً) النبأ:20) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) التكوير:3) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) القارعة:5) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) القيامة:9) إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) التكوير:1) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) التكوير:4) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) التكوير:6) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) الانفطار:3)
لذا فان قوله سبحانه و تعالى :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) الزمر:67
لا يقصد به سوى المجموعة التي يعيش في نطاقها الانسان.
و بما ان احداث الساعة لا يقصد بها نهاية الكون, لان كثيرا من المجموعات الشمسية و المجرات التي نرى ضوئها اليوم قد تكون ماتت منذ زمان بعيد مما يعني ان ساعتها قد مضت و المخلوقات التي فيها قامت قيامتها. و ما نراه اليوم هو الضوء الذي انبعث منها قبل ملايين السنين.
و عملية الخلق و الفناء مستمرة كما أشار المولى عز وجل الى ذلك:
يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) الرحمن:29)
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) العنكبوت:19)
فالعماء يشاهون بمراصدهم كيف تنفجر الشموس و كيف تولد شموس جديدة بمراقبة الضوء الذي انبعث منها .
و الايات التي تذكر الجنة لم تشر الى أن هذه الجنة لا توجد الا على المكان الذي وجد فيه الانسان :
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) الزمر:74)
فالارض المذكورة في هذه الاية و التي فيها الجنة هي نفس الارض التي خلق فيها الانسان :
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طـه:55)
و لكن حتى تصبح الارض جنة لا بد من التغيير و التبديل لذلك دلت الاية :
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ابراهيم:48)
و بما ان عملية التبديل هي خلق من جديد فاقتضي الساق ان تذكر الاض قبل السموات كما بدأ في اية البقرة :
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة:29)
فعمية الخلق الجديد كما وصفت في الاية التالية ما هي الا عملية اعادة :
)يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الانبياء:104)
)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر:74)
فلما ذكر ان الجنة عرضها السماء او السموات و الارض لم يقصد بالسموات الكون, و لو قال غير ذلك لما كان القائل هو الله سحانه و تعالى و لحق لاهل الكفر ان يحتجوا, و لكن :
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك:14)
|
|
04-11-2004, 02:09 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
كرداس
عضو متقدم
المشاركات: 303
الانضمام: Feb 2004
|
|
12-26-2004, 01:19 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
1222
Unregistered
|
آية محرجة.. جداً
ان السماوات والارض كبيره جدا بنسبه لك كانسان
ولكن السماوات والارض بنسبه للرحمن كحبه فى صحراء.
ان الذى تتكلمون عنه هو الله الذى على كل شىء
قدير.
بقادر ان يخلق الجنه كعرض السماوات والارض
بل كعرض السماوات والارض ببلاين المرات هو الله
|
|
12-26-2004, 02:59 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}