ديباجة جادة:


مع قرب انعقاد مؤتمر (القمة!!!) العربي في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وجدتني أستعرض في ذاكرتي الكليلة شريطا تلفزيونيا يعرض صور هؤلاء الأقزام الذين يتسنمون مناكب الشعوب وأكتافهم وربما يركبون ما وراء ذلكم أو يقاربون!
وبينما كنت أنظر إلى ذلك المقعي على منضدته يستمع لكلمة الافتتاح وجدول الأعمال الرتيب، وذلك الذي يبتسم لعدسات المصورين ببلاهة، وذلك الذي يحسب المجد تمرا يأكله أو قهوة يشربها بل استعراضا سخيفا حتى يأتي مؤتمره بنياشينه وأسورته كغناج لعوب لم تدع لمسابقة جمالها أحمرا ولا أصفرا ولا أخضرا! وذاك في الركن يظهر عدم الاكتراث للعدسات وهو يتمتم ببعض الكلمات مع وزير خارجيته المنتصب خلف إبطه الأيسر! والزعيم في الزاوية المقابلة يتأمل في تلك النجفة التي تعلو قاعة المؤتمر، يخشى أن تقع على أم رأسه قرفا مما تسمع! وذا يشد عقاله، وذاك يشد قميصه المترهل فوق كرشه، ومن خلفه وزيره يدك سرواله! والكل في غاية التفاعل مع قضايا الأمة المصيرية!
لك الله أيتها الأمة المنكوبة بهؤلاء...
!!!

لولا أنه يحلو لأزلام السلطة أن يخرجوا من هذه المهزلة بزعمهم أننا طينة واحدة، فلا تلوموا الأنظمة يا قوم، وكما تكونوا يولى عليكم!!
وإذا كنا نقول بأن لهذه النظم العربية دورها في صناعة انحطاط الأمة...
فنحن ندرك أن هذه الأنظمة خرجت من نسيج المجتمع، ولم تأت من المريخ...هذا صحيح
وصحيح أيضا أن الانحطاط موجود في القواعد كما في القمم ...
غير أن الأصح أننا كنا سنؤاخذ الشعوب مؤاخذة كاملة، ونحملها نصيبها في التأسيس لهذا الانحطاط لو كانت هي التي انتخبت هذه النظم بطريق ديمقراطي حر ونزيه...
وإن كنت لا أضع هذا مبررا لهذا الخنوع والاستسلام والرغام الشعبي في وجه المستبدين المفسدين الذي يستخفونهم فيطيعونهم!
فالشعب وإن لم يكن المؤسس لواقع الانحطاط ولا مريدا له، غير أنه يتحمل مسؤولية تكريس هذا الانحطاط بسكوته عن حقه في المراقبة والمحاسبة والتغيير والثورة حيثما يقتضي الحال ثورة، وأظنها اقتضى...


المهم خطر ببالي أن أدبلج الشريط التلفزيوني الذي طاف بذاكرتي، وأصنع منه فيلما سينمائيا معتبرا!
ورأيت إمعانا في الإثارة ضرورة أن أقلب كل الأدوار***....
رأيت أن أجعل القذافي حاكما للبنان، والأسد رئيسا للمغرب، وزايد ملكا لمصر، وحمد ملكا للصومال، وزين العابدين رئيسا للسعودية، و.........
ثم وجدت أن هذه الصناعة السينمائية مكلفة جدا، وهي تفتقر للنص الإبداعي، ومن هنا فكرت بأن أشرككم في القصة والسيناريو والحوار، على أن أتولى إخراج الفيلم في النهاية، وللنقاد أن يحكموا على التجربة أو لها، فما رأيكم أن نبدأ من الآن....

أنتظركم

أرجوكم ابدؤوا قبل أن أبدا....

أكشن




*** فائدة قلب الأدوار أن تطمئن قلوبنا إلى أننا جميعا في الهم عرب!!!