{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فلنت ليفريت Levere في كتابه الجديد وراثة سورية: بشار أمام اختبار النار..في 286 صفحة
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
فلنت ليفريت Levere في كتابه الجديد وراثة سورية: بشار أمام اختبار النار..في 286 صفحة
بشار الأسد بعد الإنسحاب من لبنان: اختبار النار؟
2005/04/28

صبحي حديدي
في المصطلح اللاهوتي والأنثروبولوجي الأوروبي، يُقصد بتعبير اختبار النار Trial by Fire وضع المتهم بأمر ما، الذي لم تثبت إدانته بعد، أو ليس من وسيلة اخري لإثبات براءته، أمام اختبار فريد: أن يحمل باليدين قضيباً من الفولاذ مُحمّي حتي الإحمرار، وأن يسير به تسع خطوات (الطبعة الأنغلو ـ ساكسونية تنطوي علي السير، معصوب العينين، تسع خطوات علي أرض فُرشت بشفرات المحاريث المحمّاة حتي الإحمرار)، وأن يخرج من الاختبار سليماً من الحروق، أو في الحدّ الأقصي مصاباً بحروق طفيفة قابلة للعلاج والشفاء السريع.
هذا هو الإختبار الذي قد يكون الرئيس السوري بشار الأسد يخضع له هذه الأيام، [SIZE=5]حسب فلنت ليفريت Levere في كتابه الجديد وراثة سورية: بشار أمام اختبار النار ، الذي صدر مؤخراً عن معهد بروكنغز الأمريكي المعروف، في 286 صفحة. وليفريت محلل وباحث أمريكي يعمل في المعهد حالياً، سبق له أن عمل في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال ولاية جورج بوش الأولي، ثمّ وزارة الخارجية، وكذلك في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (يصفه مديرها السابق جورج تينيت بـ رأس حربة الوكالة في تحليلات الشرق الأوسط). ولكن لا تذهبنّ الظنون بأحد في أنّ الرجل كاره للأسد، أو أنّ كتابه من نوع الأعمال العديدة التي صدرت عن سورية في أمريكا، والتي تبدأ من التأثيم المحض ولا تنتهي إلا إلي التأثيم ذاته. الكتاب، علي العكس، من طراز عمل باتريك سيل الشهير في سيرة حافظ الأسد: متعاطف، مغرّد خارج السرب الأكاديمي والسياسي الشائع في الغرب، ومتعام تماماً ـ أو يكاد ـ عن حقائق الإستبداد والدكتاتورية خلف وقائع السياسة. وليس غريباً، والحال هذه، أنّ ليفريت يذكر كتاب سيل بالذات (ثمّ كتاب الإسرائيلي موشيه ماعوز، ولكن في القطب الآخر!) بوصفهما أبرز الاعمال عن سورية المعاصرة. ليس غريباً أيضاً أن يتناسي الرجل كتاباً شديد الأهمية، لعلّه الوحيد الذي تناول نظام بشار الأسد بالتفصيل، قبل وبعد ربيع دمشق تحديداً، وأقصد عمل البريطاني ألان جورج سورية: لا خبز ولا حرّية .
هذا لا يعني أنّ الكتاب لا يرتدي أية أهمية أو لا يضيف إلي الموضوع أيّ جديد جدير بالاعتبار. الحال أنّ ليفريت يتناول مسائل محورية، وجوهرية كما يتوجّب التشديد، ويربط من خلالها راهن نظام بشار الأسد بماضي النظام الذي ورثه، ويتقصي احتمالات المستقبل كما يمكن أن يستولدها أيّ جدل (بمعني الديالكتيك) بين الماضي والحاضر. ولعلّ عناوين فصول الكتاب تهدي إلي طبيعة المسائل التي يتناولها ليفريت: إرث حافظ، ميراث بشار ، بشار واحتمالات الإصلاح الداخلي ، بشار ومكان سورية في النظام الإقليمي ، خيارات وتوصيات لسياسة الولايات المتحدة ، فضلاً عن ملحق أوّل يتضمن مسرداً لأبرز أحداث رئاسة بشار من حزيران (يونيو) 2000 وحتي كانون الأول (ديسمبر) 2004، وملحق ثان يعيد نشر بيان الـ 99 وبيان الـ 1000 مثقف سوري، والملحق الثالث نصّ قرار مجلس الامن الدولي 1559.
والأسبوع الماضي عقد معهد بروكنغز ندوة كُرّست لمناقشة الكتاب، أدارها مارتن إنديك السفير السابق في إسرائيل ومساعد الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، وشارك فيها الصحافي المعروف سيمور هيرش، والصحافي في نيويورك تايمز جيمس بينيت، ومؤلف الكتاب (جميع هؤلاء التقوا بشار الأسد). ولقد أتي ليفريت علي أمور بعضها ينمّ عن تجاهل فاضح (ولا نقول البتة جهلاً) لحقائق الشأن السوري كما هي علي الأرض وفي دائرة الحياة اليومية ومصائر الوطن وعلاقة الحاكم والمحكوم وطبائع القهر والفساد والنهب، وعواقب السياسات علي البشر، كما أتي علي أمور جديرة بالتأمل وتقليب الرأي. وفي جانب التجاهل، ولولا أنّ الصحافي السوري تمام البرازي ذكّر ليفريت بأنّ في سورية جملكية ، أي نظام حكم يجمع الجمهورية بالملكية الوراثية، لبدا وكأنّ المؤلف لا يتحدّث عن سورية الراهنة دون سواها، بل عن بلد آخر لا استبداد فيه ولا وراثة حكم، ولا انتهاك لحقوق الإنسان وقمع لأبسط حرّيات المواطن، ولا مافيات نهب منظّم وتقاسم عائلي للمغانم والسلطة...!
ولعلّ من باب الإنصاف أن نقصر المناقشة، هنا، علي أفكار الرجل الجديرة بالتأمّل، ولا نقول ذات القيمة العالية. إنه يقيم مقارباته لنظام بشار الاسد استناداً إلي نقاش، خلافي أو توافقي، مع ثلاثة منظورات تحكم الرؤية الأمريكية للأوضاع السورية: الأوّل يري أنّ بشار الأسد إصلاحيّ النوايا لأنه درس في الغرب، وهو عليم بالإنترنيت، وزعيم من جيل شاب يقرّ بمشكلات سورية العديدة، ويريد تحسين الامور، ويريد علاقة أفضل مع الولايات المتحدة والغرب عموماً، ولكنه مقيّد بالحرس القديم . المنظور الثاني يعتبر بشار قوّة استمرارية للنظام، وليس التغيير ، وهو نتاج النظام الذي خلقه أبوه ، ولهذا فهو جزء من المشكلة في سورية، وليس أبداً جزءاً من الحلّ . وأمّا المنظور الثالث فهو أن بشار جديد علي الصنعة ، كما سنترجم مفردة Neophyte، وهو قليل الخبرة، رديء التأهيل، غير ذي اطلاع، الخ... علي نحو لا يجعله صالحاً لتنفيذ مسؤولياته كزعيم وطني .
أيّ المنظورات تبدو أقرب إلي تفكير ليفريت؟ ليس الأمر واضحاً تماماً وعلي نحو جازم، لكنّ الرجل يبدو أقرب إلي المنظور الأوّل، وإنْ كان لا ينفض يديه تماماً من المنظورين الثاني والثالث: في الواقع أظن أن صورة بشار ينبغي أن تكون أكثر تمايزاً وتمازجاً. وبشار في يقيني عنده حوافز إصلاحية. وهو يقرّ بأنّ سورية تعاني من مشكلات كثيرة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. ويري أن الأمور ينبغي أن تكون افضل. ولكني أجادل بأنّ حوافزه الإصلاحية هزيلة واهنة. ليست لديه رؤيا شاملة كاملة عن تحويل سورية ..
وماذا عن الحرس القديم ؟ يروي ليفريت إنه حين أجري مع بشار الأسد حواراً خاصاً بهذا الكتاب، قال في نفسه إنه (أي ليفريت) لن يتطرق مباشرة إلي حكاية الحرس القديم وسيتركها للأقسام الأخيرة. لكن الأسد باغته حين فتح هو نفسه هذه السيرة، وقبل أن تنتهي ربع الساعة الأولي من اللقاء، فقال عنها أشياء كثيرة بدا أكثرها أهمية عند ليفريت أنّ الأسد يريد الغرب أن يفهم أنّ الحرس القديم ليس اثنين أو ثلاثة أشخاص يحتلون مناصب رفيعة في أعلي النظام ، بل هم حرفياً آلاف البيروقراطيين العاديين والمتحجرين (وشدّد ليفريت أنّ الأسد استخدم هاتين المفردتين تحديداً) علي امتداد النظام، والذين تخندقوا في مواقعهم علي مرّ السنين والعقود وليست لديهم أية مصلحة في أن يسير أيّ شيء علي نحو مختلف !
أكثر من هذا، أضاف الأسد: الحرس القديم هو أيضاً هذا القطاع الخاص الذي لا يحمل من صفة القطاع الخاص إلا الإسم، والذي يواصل الوجود في علاقة جنينية مع هذه البيروقراطية المتخندقة. أنظر إلي كلّ هذا، وعندها ستري الحرس القديم، وهذه هي العقبة الحقيقية أمام التغيير في سورية .
وإذا كان الأسد لا يمزح في طرح كهذا، ولديه المصلحة كلّ المصلحة في تطويره تهّرباً من تشخيص الحقائق الأخري الدامغة حول طبيعة النظام الذي يحكم سورية منذ الحركة التصحيحية قبل 35 سنة، فإنّ من الفاضح والبائس حقاً أن يبدو ليفريت وكأنه يصادق علي هذه الأقوال. ذلك لأنه يتابع قائلاً: وهكذا فإنّ بشار مقيّد، لكنّ القيد ليس اثنين أو ثلاثة من الجماعة المسنّين في أعلي الهرم، بل الأمر يخصّ النظام ذاته أكثر . أيّ نظام؟ نظام البيروقراطيين ، العاديين ، المتحجرين حقاً؟ أم نظام تحالف الحرسَين القديم والجديد في ائتلاف الإستبداد والنهب والفساد والمافيات العائلية؟
ليست هذه ذروة البؤس في تحليلات ليفريت لأنه، وبعد اعتناق حكاية البروقراطية التي تصنع الحرس القديم، يبشّر السامعين بأنّ بشار لا يقف مكتوف اليدين، وأنّ تسجيل النقاط يسير لصالحه في ميدانيين: التكنوقراط، و... زوجته السيدة أسماء الأخرس! ففي الميدان الاوّل يتحدّث ليفريت عن لجوء الأسد إلي إحاطة نفسه بعدد من "الكنوقراط الذين يحملون شهادات عالية من الغرب، في حقول الإقتصاد وعلوم الكومبيوتر والأعمال، أو الذين لديهم خبرة في القطاع الخاص خارج سورية أو مع البنك الدولي"... هل يعقل أنّ ليفريت لم يسمع بإقالة الدكتور نبراس الفاضل، مستشار الأسد وكبير مفاوضيه الفعليين في اتفاقية الشراكة الاوروبية ـ السورية، والتكنوقراطي خرّيج البوليتكنيك الفرنسي؟ وإذا كان خبر ليفريت طازجاً علي أمثال ليفريت، ألم يسمع بقصص عشرات التكنوقراط الذي سادوا في وزارات محمد مصطفي ميرو ـ 1 وميرو ـ 2 والعطري ـ 1 والعطري ـ 2، ثم بادوا إلي غير رجعة؟ أهذه أمضي اسلحة بشار الأسد في مواجهة وحش الحرس القديم ؟ وإذا كانت هذه هي فعلاً أمضي الاسلحة، فلَمَ يتخلي عنها تباعاً؟ وغذا لم يكن هو الذي يفعل، فمَن الذي يطيح بها، فعلياً؟
الميدان الثاني أكثر عجباً، بالطبع. السيدة الأولي ليست بلا نفوذ قطعاً، غير أنّ الدور الذي ينيطه بها ليفريت لا يثير سخرية أيّ سورية وسوريّ فحسب، بل يثير سؤالاً جوهرياً حول مدّي ما تنطوي عليه تحليلات رأس حربة المخابرات المركزية هذا من جدّية وجدوي: يقول ليفريت: هذه المرأة التي اختار بشار الزواج منها، واختارها علي الرغم من اعتراضات والدته، الأمر الذي ليس بلا مغزي في خلفيته الثقافية، تلك المرأة هي إبنة جرّاح قلب سوري عالمي مغترب ذاع صيته في المملكة المتحدة. ولدت، وترّبت، وأتمت كامل دراستها في بريطانيا، وتحمل إجازة جامعية في علوم الكومبيوتر من جامعة لندن، وخضعت لبرنامج تدريبي في الإستثمار المصرفي عند JP Morgan، وعملت لدي Deutsche Bank، وقُبلت للماجستير في Harvard Busine School.. .
وماذا بعد؟ هذا التفصيل العائلي يهمّ ليفريت في جانب كبير، في رأيه هو طبعاً، يخصّ قدرة بشار الأسد علي إصدار حكم سليم ، لأن المرأة التي اختار أن تكون إلي جانبه علي أساس يومي، هي المرأة التي سوف تركّز علي المعايير الدولية المطلقة للإقتصاد المعولَم في القرن الواحد والعشرين. وأجد هذا علامة صريحة تدلّ علي شخصيته !
المدهش ان ليفريت يميل، بعد هذا كلّه، وربما بسبب هذا كلّه، إلي رهن مستقبل بشار السياسي كـ زعيم وطني بمبدأ واحد تقريباً: أنّ البيولوجيا لصالحه، وليس لصالح الحرس القديم! وصدٌقوا أو لا تصدّقوا أنّ الخبير السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية يبلغ الخلاصة التالية: إنه مقيّد بالحرس القديم. وأعتقد إجمالاً أنه لا يريد مواجهة مع الحرس القديم. إنه في الجوهر يفضّل العمل من حولهم. وأعتقد ايضاً أنه يفترض أنّ البيولوجيا تقف إلي جانبه. سوف يبلغ الأربعين هذا العام. وأظنّ انه إذا اتخذت السياسة السورية مسارها الطبيعي، خصوصاً وأنّ رئاسته غير مقيّدة بعدد محدد من الولايات، فإنّني لا أعتقد أنه يجب أن يقلق من خسران انتخابات في أيّ يوم قريب !
فضيلة ليفريت، في هذه المسألة تحديداً، انه لا يجعجع كما يفعل الرئيس الأمريكي أو تفعل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، حول تغيير النظام في سورية كرمي لعيون الشعب السوري المعذّب، ومن أجل المزيد من إشاعة الديمقراطية والإصلاحات في هذا الشرق الأوسط الكبير. ليفريت لا يزعم هذا علي الأقل، وهو ما يجعله يحثّ الإدارة علي وقف السياسة الراهنة المتمثلة في الضغط علي نظام بشار الأسد، واستبدالها بأخري كانت في الأزمنة السابقة تُسمّي الدبلوماسية، كما يقول، وصار اسمها اليوم ببساطة: لعبة العصا والجزرة!
لكنّ السبب، الذي حدا بالمؤلف إلي التفكير في مبدأ اختبار النار عنواناً فرعياً لكتابه، ما يزال قائماً في الواقع، وليس في وسع ليفريت أن يتعامي عنه. لقد كان الإنسحاب السوري من لبنان آخر ـ والأهمّ والأثمن قيمة ـ في كلّ ما استجمع حافظ الأسد من أوراق لا تمنح النظام الحركة التصحيحية موقعاً إقليمياً فاعلاً ومحورياً فحسب، بل تُبقي النظام ذاته علي قيد الحياة. اليوم، وأياً كان المسؤول الأوّل، جري التفريط في هذه الورقة، وتوجّب أن يخضع بشار الأسد لاختبار النار.
فماذا لو اتضح أنّ القروح عميقة، عضوية، عميقة الغور، ولا شفاء منها؟
9
QPT4

04-29-2005, 04:12 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
فلنت ليفريت Levere في كتابه الجديد وراثة سورية: بشار أمام اختبار النار..في 286 صفحة
04-29-2005, 04:30 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
فلنت ليفريت Levere في كتابه الجديد وراثة سورية: بشار أمام اختبار النار..في 286 صفحة
«إمتحان بشار بالنار»: أي سيناريو في العلاقة مع سورية تنتهج الادارة الاميركية؟
عمـاد مصطفـى الحياة 2005/05/3

من يراقب الساحة السياسية في واشنطن، لاسيما منها ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط عموما وسورية خصوصا, لا يسعه إلا أن يشعر وكأنه يعيش في عوالم روايات فرانز كافكا، فاللامعقول وغير المنطقي يصبحان مرتكزا لأحاديث صانعي السياسات ومرجعا لرجال الكونغرس من شيوخ ونواب، وتطمس الحقيقة طمسا مذهلا في خضم طروحات المحافظين الجدد والإيقاع السطحي السريع الذي تتسم به نشرات الأخبار والبرامج السياسية في القنوات التلفزيونية الأميركية. وبالتالي يؤدي ظهور كتاب جديد عن سورية هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس بشار سدة الرئاسة حدثا يستحق التوقف عنده.

الاستثناء الذي يثبت القاعدة

دعا مركز صبان التابع لمعهد بروكينغز والذي يديره السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل (والمدير الأسبق لمعهد واشنطن ذي الميول الليكودية المتطرفة) مارتن أنديك إلى ندوة سياسية وإعلامية لمناسبة صدور كتاب المحلل السياسي فلينت ليفيريت «وراثة سورية: امتحان بشار بالنار» (Interriting Syria: Trying Bashar By Fir). إشترك في إدارة الندوة مؤلف الكتاب نفسه فلينت ليفيريت (مدير سابق لقسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي وكبير المحللين سابقا لقسم الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات المركزية)، والصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش (أول من كشف فضيحة مجزرة مايلاي في فيتنام وفضيحة أبو غريب في العراق) وجيمس بينيت الذي كان مراسلا لـ»نيويورك تايمز» في القدس. وكان الحشد الإعلامي والسياسي الذي حضر الندوة كبيرا, والأهم من ذلك أنها بثت حية على قناة «سي-سبان» الإخبارية. أما المفاجأة فكانت أن هذه الندوة خرقت الحكمة السياسية السائدة في واشنطن والتي تقول أن نقد سورية والتهجم عليها هو الصوت الوحيد المسموح به في واشنطن، وأن من يستطيع أن يدلي بدلوه في هذا المجال فعلى الرحب والسعة، وإلا فليلزم الصمت صونا له من التهجم والقدح والتشهير. اذ قدم فلينت ليفيريت عرضا متوازنا ومعقولا جدا عن السياسة السورية وانتقد بقوة فشل الولايات المتحدة في اعتماد سياسة انخراط بناءة مع سورية وقدم تحليلا يتسم بالكثير من الموضوعية المتسمة بالإيجابية عن شخصية الرئيس بشار الأسد وسياساته. طبعا لم يخل كلام ليفيريت من الانتقادات للسياسات السورية لكنه ركز بوضوح على أن الولايات المتحدة, وليست سورية, هي المسؤولة عن التردي في العلاقات السورية الأميركية، وأشار إلى الدوافع الأيديولوجية والأحكام المسبقة المتسمة بالتحيز التي تقف وراء هذا التردي. وخلص إلى نتيجة مفادها أن غياب انخراط أميركي «مشروط» مع سورية يضر بمصالح الولايات المتحدة نفسها في المنطقة، ساخرا في شكل واضح من تردي الأداء الدبلوماسي الأميركي تجاه سورية، وأهم رأي عبر عنه ليفيريت كان أن الرئيس الأسد ليس مديرا لجمعية خيرية تهب الأميركيين العطايا، بل رئيس دولة يريد عقد اتفاق مع الأميركيين يحصل بموجبه على ما يراه مصلحة لسورية ويعطي الأميركيين مقابله ما يرونه مصلحة لهم. ثم تأسف كثيرا على الطريقة التي استخدمت بها الولايات المتحدة القرار 1559 للنيل من سورية والإساءة إليها عوضا عن استخدامه نقطة انطلاق لحل شامل لمشاكل الشرق الأوسط.

بعد ذلك عرض هيرش آراءه في شأن سورية ولبنان والصراع العربي - الإسرائيلي، فدافع بقوة عن الرئيس السوري وتهكم بعنف لاذع على صانعي القرار السياسي في واشنطن. وعندما حاول إنديك إمالة الكفة مرة ثانية بالاتجاه المضاد طرح سؤالا يتسم بالكثير من المكر: ولكن ربما كان السبب في تخلي الدبلوماسية الأميركية عن الانخراط مع الرئيس الأسد كامن في عدم تحقيقه للمطالب التي قدمتها إليه الولايات المتحدة؟ فجاء جواب ليفيريت قاطعا: إنه لا يستطيع أن يتنازل عن كل الأوراق من دون مقابل وضمانات، وفقط عندما تقرر الولايات المتحدة أنها تستطيع أن تتعامل مع سورية باعتبارها دولة ذات حقوق ولها مصالح وتقدم لها مقابل ما تطالبها به يمكن لنا تقويم استجابة الرئيس الأسد وصدقيته.

يتألف الكتاب من 286 صفحة من القطع المتوسط وهو يشمل مقدمة وخمسة فصول وثلاثة ملاحق. الفصل الأول بعنوان :»التناقض الذي تمثله سورية» وللفصل الثاني عنوانه: «تركة حافظ وإرث بشار»، والفصل الثالث عنوانه: «بشار وإمكانات الإصلاح الداخلي»، والفصل الرابع عنوانه: «بشار وموقع سورية في النظام الإقليمي»، والفصل الأخير بعنوان: «خيارات وتوصيات لسياسات الولايات المتحدة تجاه سورية». وواقع الأمر هو أن الفصلين الأول والخامس يقدمان تحليلا سياسيا للمشاكل القائمة بين الولايات المتحدة وسورية وتصورات مؤلف الكتاب لطرق معالجة هذه المشاكل، أما الفصول الثلاثة الأخرى فتقدم عرضا للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الداخلي في سورية ولشخصية الرئيس الأسد وللتحديات التي تواجه رؤاه الإصلاحية.

وبغض النظر عن تأييدي أو اختلافي مع وجهات نظر مؤلف الكتاب فلينت ليفيريت فإنني أعتقد أن الكتاب أقوى ما يكون عندما يقوم بتحليل السياسات وعرض الخيارات والإستراتيجيات. أما عندما يتحدث عن والوضع الداخلي في سورية فإنه لا يزيد عن تقديمه لعرض لمجموعة من المعلومات مما نستطيع قراءته في الإعلام السوري اليومي ولا سيما الإلكتروني منه. أما نقطة الضعف الكبرى في الكتاب فاعتماده على روايات شهود تفتقد للقيمة والصدقية، فهو ينقل قصصا وحكايات ليعتبرها مؤشرات يستخلص منها أحكاما. فعلى سبيل المثال ينقل رواية عن دبلوماسي غربي ليستشهد بها على عدم وجود «مؤسسة للرئاسة في سورية». إذ يقول أنه عندما زار هذا الدبلوماسي الغربي قصر الشعب في دمشق لاحظ أن القصر يتكون من ممرات وصالات فاخرة لكنه لا يحوي هيئة موظفين، فهناك الرئيس فقط ومرافقوه وحرسه ولا أحد آخر. وفات ذلك الدبلوماسي الغربي أن يقول لليفيريت أن ذلك القصر لا يستخدمه الرئيس الأسد إلا للمراسم واللقاءات البروتوكولية، وأن مقر عمله اليومي هو ما يسمى قصر الروضة، وهو أبعد ما يكون عن القصور إذ أنه ليس إلا بناية عادية متوسطة الحجم في حي الروضة في دمشق. والكتاب يزخر بالكثير من القصص والحكايات التي يدرك القارىء المطلع أنها أقرب إلى أحاديث الصالونات منها إلى الروايات الموثقة التي يمكن الاعتماد عليها.

إضافة إلى ذلك تزخر الفصول الثلاثة المتعلقة بالوضع الداخلي في سورية وبشخصية الرئيس الأسد بالعديد من الأخطاء الصرفة، ولا سيما عندما يتحدث عن مستشارين للرئيس الأسد ومقربين إليه، فيذكر أسماء أناس لم يعرف عنهم أنهم كانوا مستشارين له ويغفل أسماء أكثر أهمية، وإلى غير ذلك الكثير من المعلومات غير الدقيقة والتي أعتقد أنها ناجمة عن تصديق ليفيريت لكل ما يسمعه من قصص دون التشدد في التحقق منها ومقابلتها مع قصص أخرى للتأكد من موثوقيتها. أما عندما يخرج الكاتب عن عرضه للوضع الداخلي في سورية ويبدأ بالكتابة في المجال الذي يتمتع فيه بالخبرة والمعرفة والدراية فإنه يقدم عرضا قويا متماسكا للسياسات والخيارات التي تواجه القوى الإقليمية والكبرى في منطقة الشرق الأوسط.


بين الساسة والمنظرين

يعرف كل المتابعين للساحة السياسية في واشنطن اليوم أن صراعا محتدما يدور بين فئتين من صانعي القرار في السياسة الخارجية الأميركية: فئة تؤمن أن المقاربة البراغماتية للسياسية الأميركية هي المقاربة الوحيدة التي يمكن أن تخدم مصالح الولايات المتحدة القريبة والمتوسطة المدى، وفئة تؤمن بأن الأيديولوجيا يجب أن تحل محل السياسة البراغماتية في تعامل الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط «الاستبدادية والإرهابية». ولا يؤدي تحليل ليفيريت لتردي العلاقات السورية - الأميركية إلى نتيجة مختلفة عن ذلك المنظور السائد. فعلى سبيل المثال، عندما يتحدث عن زيارة ريتشارد أرميتاج الأخيرة إلى دمشق، وفيما إذا كانت ناجحة أو فاشلة، يقول أن الأمر غير المستغرب كان أن أطرافا مختلفة في الإدارة الأميركية قدمت تقويمات متناقضة لنتائج هذه الزيارة. ثم يستطرد فيشرح كيف أثنت عناصر من وزارة الخارجية والجيش الأميركي على الأداء السوري في ما يخص قضية الحدود العراقية فيما واصل مدنيو وزارة الدفاع التهجم على سورية والتحريض ضــدها.

إن المتفق عليه في واشنطن اليوم أن أكثر الناس موضوعية وعقلانية في التعامل مع الملف السوري هم الفنيون، أي ضباط الجيش والاستخبارات وخبراء وزارة المال الأميركية، وأن الدبلوماسيين المحترفين في وزارة الخارجية تحولوا إلى منفذين حرفيين للتوجيهات السياسية القادمة إليهم من أطراف أخرى من الإدارة (مجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني) ولم يعد لهم إلا دور هامشي في تقديم المشورة وصياغة السياسات، أما الصانعون الحقيقيون للسياسات الأميركية تجاه سورية فهم أقطاب ورموز المحافظين الجدد.

ولا يتورع ليفيريت عن إيراد ذلك بشكل صريح في كتابه، فهو يحدثنا كيف أن مجموعة من المحافظين الجدد كانوا قد أعدوا دراسة استراتيجية لسياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط قبل فوز الرئيس بوش بإدارته الأولى، تقوم على مرتكزات ثلاثة: تغيير النظام في العراق عبر احتلاله، وإسقاط إتفاقية أوسلو، وضرب سورية وإضعافها ولا سيما في لبنان. ثم يذكر أسماء معدي هذه الدراسة ومواقعهم التي شغلوها في إدارة الرئيس بوش: ريتشارد بيرل ودوغلاس فايث ودايفيد وورسمر وبول وولفويتز.

عمل ليفريت لفترة طويلة في مجلس الأمن القومي وتعامل عن قرب مع مجموعات مختلفة من السياسيين الأميركيين الذين ينتمون إلى مشارب ومدارس مختلفة، وهو في موقع يسمح له بأن يقوم ما إذا كانت تلك المجموعة نجحت في فرض أهدافها السياسية الخاصة بها على الخط العام للسياسة الخارجية الأميركية أم لا.


التناقض الذي تمثله سورية

يناقش الكاتب في هذا الفصل بإسهاب أهمية الدور الإقليمي لسورية والتحديات التي تمثلها السياسات السورية للسياسة الأميركية في المنطقة، فيقول أنه بالنسبة لصانعي السياسة الأميركية فإن بلدا مثل سورية التي تعاني من مؤشرات ضعف عديدة مثل التنوع الطائفي والعرقي وقلة الموارد وصغر المساحة يجب أن يكون دولة صغيرة يمكن للقوى الدولية والإقليمية أن تهمشها أو تهملها، ومع ذلك فإن وضع سورية ليس كذلك.

وهذا التناقض بين مظاهر الضعف الإستراتيجي لسورية, بحسب رأيه, والدور السوري في المنطقة كلاعب رئيسي هو الذي يمثل التحدي للسياسة الأميركية. ويسهب المؤلف في ذكر تفاصيل التقلبات التي شهدتها العلاقات السورية - الأميركية، ودوافع كل طرف، طوال الفترة منذ حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973 وحتى تاريخه في الوفاق أو المواجهة.

ومع أن سورية برأي الكاتب شكلت دائما موقفاً ممانعاً وإشكالياً بالنسبة الى الولايات المتحدة إلا أن الأخيرة تعاملت مع سورية في شكل مختلف عن تعاملها مع دول مماثلة كإيران وعراق صدام، فهي لم تقطع علاقاتها معها بل سحبت سفيرها فحسب، وهي لم تضع سورية تحت طائلة مقاطعة اقتصادية وتجارية شاملة (باعتبارها داعمة للإرهاب)، ولكن ذلك كله تغير بعد 11 أيلول واحتلال العراق. هذا التغيير يطرح حاليا برأي الكاتب عدة أسئلة جوهرية أمام صناع القرار الأميركيين:

- هل يجب الاستمرار في ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية والإعلامية الخطابية ضد سورية؟

- أم يجب معاملتها كنظام صدام أو طالبان أي العمل القسري لتغيير النظام؟

- أم هل تستخدم سياسة العصا والجزرة معها كما تم مع ليبيا؟

وصعوبة الإجابة تكمن في وجود تصورات عدة متضاربة في الولايات المتحدة عن الرئيس بشار الأسد. يرى المؤلف أن لكل تصور فريقاً يؤمن به ويكرره في أوساط صانعي السياسة في واشنطن، إلا أن رأيه الشخصي هو أنه لا يمكن تبسيط شخصية الرئيس الأسد بحيث تكون واحدة من التصورات السائدة وأن الحقيقة هي أن كل تلك العوامل تتداخل وتتشابك بصورة معقدة لتنتج شخصية الرئيس بشار الأسد، إلا أن الجوهري بالنسبة للمؤلف هو أنه بغض النظر عن البطء في عملية الإصلاح أو العقبات التي تقف في وجه تنفيذ الرئيس الأسد لخطته الإصلاحية، فإنه يعتقد أنه كان في وسع الولايات المتحدة أن تتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأسد تحل فيه القضايا العالقة معه وتساعده على تحقيق خطط التطوير والتنمية التي يريدها لبلده.

خيارات وتوصيات لسياسة أميركية تجاه سورية

يعرض هذا الفصل السياسات والاستراتيجيات التي تبنتها الإدارات الأميركية السابقة تجاه سورية، وكيف أنها كانت تعتبر سورية دولة ممانعة لسياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لكن التعامل معها من شأنه أن يؤدي إلى تلاشي نقاط الخلاف الكبيرة في حال تم التوصل إلى اتفاق سلمي مع اسرائيل برعاية الولايات المتحدة. فاتفاقية السلام هذه من شأنها أن تؤدي إلى تلاشي حاجة سورية إلى تبني المنظمات الإرهابية وإلى نزع سلاح «حزب الله» وإلى تخلي سورية عن برنامج أسلحة التدمير الشامل لديها.

أما اليوم فإدارة الرئيس بوش حددت مجموعة أهداف تريدها من سورية تقوم على منع سورية من التدخل في الإستراتيجية الأميركية تجاه العراق، وإنهاء الدعم السوري للمنظمات الفلسطينية و»حزب الله» مع المحافظة على تعاون سورية معها ضد «القاعدة»، وإنهاء الوجود السوري في لبنان.

ويشير الكاتب بعد ذلك إلى عدم وجود استراتيجية عمل واضحة لدى إدارة الرئيس بوش تجاه سورية وإلى أن غياب هذه الإستراتيجية الواضحة هو أمر ضار بالمصالح الأميركية ويعرض الخيارات التالية قبل أن يحلل كل منها: زيادة الضغوط وأشكال العقوبات المختلفة, وتغيير قسري للنظام في سورية, وإعادة إحياء المسار السوري في محادثات السلام أو الانخراط الشرطي مع نظام الأسد خارج إطار عملية السلام.

وهو يشير إلى وجود فرقاء مختلفين في الإدارة الأميركية يؤيد كل منهم أحد هذه الخيارات. بعد ذلك يحلل الكاتب كل من هذه الخيارات.


زيادة الضغوط

يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تعتمد سياسة العقوبات على سورية منذ فترة طويلة، بدءا بوضع سورية في قائمة الدول المساندة للإرهاب ومرورا بقانون محاسبة سورية وتطبيق قانون باتريوت على المصرف التجاري السوري وانتهاء بمجموعة عقوبات لاحقة يزمع الرئيس بوش اعتمادها. إلا أن الكاتب يشير إلى أن سياسة العقوبات لا تكون مجدية عندما تكون أحادية الجانب، وبما أنه يستبعد أن توافق دول الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين على فرض عقوبات دولية على سورية فإنه يرى أن هذا الخيار غير مجد.


التغيير القسري للنظام

يشير الكاتب إلى أن مجموعة من كبار رجال الإدارة الأمريكية وغيرهم من المحافظين الجدد يؤمنون منذ زمن طويل بالتغيير القسري للنظام السوري. إلا أنه يشير إلى أن تورط الإدارة الأميركية في حربي العراق وأفغانستان، وقلة الدعم الدولي لمغامرة عسكرية أمريكية ثالثة تجعل هذا الخيار مستبعدا في الوقت الحاضر على رغم وجود دعاة أقوياء له في الإدارة الأميركية. كما يشير إلى أن رغبة الرئيس الأسد الواضحة في الإنخراط في حوار جدي مع الولايات المتحدة تفقد دعاة الحرب حجتهم القائلة بأنهم استنفدوا الوسائل الدبلوماسية للتعامل مع الإشكالية السورية الأمر الذي لا يضفي أي شرعية على حرب أميركية جديدة ضد سورية.

بعد ذلك يتطرق الكاتب إلى فكرة استخدام المعارضة السورية في الخارج أداة لقلب النظام إلا أنه يستبعدها لأنه لا يعتقد بأن هذه المعارضة تتمتع بوجود حقيقي في الشارع السوري مشيرا إلى أن معارضة الداخل قد رفضت التعامل مع المعارضة التي ترعاها أميركا لكي لا تفقد صدقيتها أمام الشارع السوري. ويخلص الكاتب إلى رفض هذا الخيار.


إعادة إحياء مسار السلام

يؤيد الكاتب بقوة ووضوح فكرة أن إعادة إحياء مسار السلام السوري الإسرائيلي هو أفضل الحلول للتعامل مع سورية والرئيس بشار الأسد، وهو أمر يخدم مصلحة سورية ومصلحة إسرائيل ومصلحة الولايات المتحدة نفسها. وهو يشير إلى أن سورية لن تقبل باستئناف محادثات السلام إذ لم تلتزم إسرائيل في شكل أو بآخر بتعهد رابين (وديعة رابين). إلا أنه يعترف أن الظروف السياسية الحالية في إسرائيل لن تسمح باستئناف عملية السلام، وهو لا يرى هذا الاحتمال واردا طالما ظل أرييل شارون رئيسا للحكومة الإسرائيلية، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين يؤيدون الانخراط مع سورية في عملية سلمية.


الانخراط الشرطي

يشرح الكاتب فوائد الإنخراط الإيجابي مع سورية على رغم أنها بلد مشاكس للولايات المتحدة حسب رأيه. وهو يشير إلى الفوائد التي جنتها الولايات المتحدة من الانخراط الإيجابي مع دول أخرى مثل السودان وليبيا. ويطرح السؤال التالي: هــل الرئيــس بشار الأسد رجل قابل للانخراط معه أم لا؟ ويجـــيب بنعم.

يقول الكاتب أن الرئيس بشار الأسد قابل للانخراط معه للأسباب التالية: فهو ليس مهووسا أيديولوجيا كنظام «طالبان»، وليس مجرما شريرا كصدام، وهو أوضح مرارا بأنه يرغب في تحديث سورية واصلاحها على رغم انعدام وجود رؤية واضحة لكيفية تحقيق ذلك الإصلاح.

يشير الكاتب أن الرئيس الأسد يؤمن بالانخراط مع أميركا والتوصل معها إلى اتفاق يقوم على ما يلي: استعادة الجولان، وعلاقة إيجابية مع أي نظام حكم ستتمخض عنه التطورات في العراق، وعلاقة قوية مع الولايات المتحدة.

في نهاية الفصل يختم الكاتب كتابه بدعوة الإدارة الأميركية إلى التوصل إلى صفقة مع سورية. ويشرح الفوائد التي ستعود على الولايات المتحدة من التوصل إلى صفقة كهذه في كل من المواضيع التالية: العراق ومشروع الولايات المتحدة فيه، والإرهاب والتعاون مع سورية على مكافحته، وإتمام عملية السلام الشامل في الشرق الأوسط.

والجملة الأخيرة في الكتاب هي التالية: سيكون من المخيب للآمال أن تعجز المؤسسة السياسية الأميركية عن حشد الإمكانات والطاقات للسير قدما في سياسة تخدم بوضوح المصالح الأميركية.

* سفير سورية لدى الولايات المتحدة، عميد سابق لكلية المعلوماتية في جامعة دمشق.
05-10-2005, 10:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العدد الجديد من مجلة أوراق فلسفية عن الفلسفة والثورة كريم الصياد 2 1,853 11-20-2012, 04:53 AM
آخر رد: كريم الصياد
  الكوميديا الألهية - دانتي - ترجمة كاملة 1050 صفحة و ومجلد كتب منوعة جديدة ali alik 3 4,836 07-14-2011, 08:08 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  رواية اسمها سورية - 40 كاتب ومؤلف في 1585 صفحة ، ملف واحد بحجم 25 ميجا مع الفهرسة ali alik 10 4,818 04-09-2011, 11:21 PM
آخر رد: kafafes
  رواية فنسنت فان جوخ - رائعة ايرفنج ستون في 772 صفحة .. لأول مرة ali alik 2 4,205 12-25-2010, 02:04 PM
آخر رد: kafafes
  روبرت هيلند في كتابه «تاريخ العرب في جزيرة العرب» بسام الخوري 0 1,551 07-03-2010, 12:16 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS