{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
أسبابه عديدة ونوع الغذاء أفضل وقاية منه

جدة: «الشرق الاوسط»
مشكلة صحية تهم كل أسرة ويعاني منها الكثير في المجتمع. منهم من يقول إنها مشكلة المسنين أو بمعنى أصح المسنات، ومنهم من يعتقد أنها لا تحدث لصغار السن. مشكلة لها أسباب وعوامل محددة تساعد على الإصابة بها وانتشارها ولها أيضاً مضـاعفات خطيرة، فالكثيـر من المصابيـن بهذا المرض لا يعرفون أنهم مصابون به إلا بعد ظهور أحد مضاعفاته الصحية ويأتي في مقدمتها الكسور. إنه مرض هشاشة العظام الذي يعتبر من الأمراض الخطيرة والهامة في الساحة الطبية وعلى مستوى العالم ومما يؤكد ذلك الإحصائيات التي تظهر إصابة العشرات بل الملايين في العالم والذين يعانون من هذا المرض، وإن هذا المرض لا يكتشف إلا متأخراً وبعد استفحاله وحين لا يمكن إلا مداواة مضاعفاته. هل يمكن اكتشاف المرض مبكراً قبل ظهور المضاعفات؟ وهل يمكن الوقاية من هذا المرض ومخاطره؟ وما هو العلاج عند الإصابة لا سمح الله؟ «الشرق الأوسط» حاورت عدداً من الأطباء المتخصصين في أمراض وجراحة العظام. بداية يقول رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة واستشاري جراحة العظام الدكتور محمد بن عبد العزيز الدخيل، إن مرض هشاشة العظام أو ما يسمى بتخلخل العظام ويطلق عليه المرض الصامت، ينتج عنه ترقق العظام مما يؤدي إلى كسرها بسهولة أكثر من الحالات العادية. ولكي نفهم هذا المرض وهذه الظاهرة علينا أن نتعرف على النسيج العظمي، فالنسيج العظمي هو نسيج حي ويحتاج كغيره من الأنسجة الحية إلى التجدد باستمرار للحفاظ على قوته لذا يتم اتلاف العظم القديم واستبداله بعظم جديد أكثر قوة، وهذه العملية تتم أساساً من خلايا عظمية متخصصة تسمى خلايا ناقضات العظم التي تتلف العظم القديم، وبانيات العظم التي تبني العظم الجديد الذي هو دائماً يكون أكثر قوة وصلابة، ومع تقدم العمر تصبح ناقضات العظم أكثر نشاطاً من بانيات العظم فيحدث فقدان إجمالي للكتلة العظمية ويتباطأ تكوين العظم الجديد مع تقدم العمر مما يجعل العظام رقيقة وهشة ومعرضة للكسر بصورة أكبر من الحالات الأخرى.

* مرض من دون أعراض

* ويطلق على مرض هشاشة العظام المرض الصامت لأنه لا توجد له أي أعراض أي أن المريض يكون مصاباً بهشاشة العظام ولا يعرف ذلك وتظهر الأعراض فقط عند ظهور المضاعفات وأهمها وأكثرها شيوعاً حدوث الكسور حتى لو تعرض الإنسان لحادثة بسيطة مثلاً كتعثر المشي فيمكن أن يحدث كسر للعظم في هذه الحالة بسهولة.
ينتشر هذا المرض بشكل كبير في جميع المجتمعات سواء العالمية أو المحلية، فمثلاً يحدث في المملكة المتحدة (بريطانيا) سنوياً 250 ألف كسر أي ربع مليون كسر بسبب هشاشة العظام، يحدث منها أكثر من 60 ألف حالة كسر في الورك و50 ألف حالة في المعصم والباقي في العمود الفقري. وهناك دراسات تقول أن المرأة معرضة بنسبة 40% لخطر الكسر الناجم عن تخلخل العظام أو هشاشة العظام بعد سن الخمسين.

* أسباب المرض

* ومن الإحصائيات ما يشير إلى أن هناك امرأة واحدة من بين ثلاث نساء تصاب بكسر نتيجة هشاشة العظام وهذا لا يعني أن هذا المرض مقصور فقط على النساء ولكن نسبة حدوثه عند النساء أكبر. لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال؟ معظم الأسباب تعود إلى نسبة فقدان الكتلة العظمية عند النساء أكثر منها عند الرجال ومن أهم الأسباب أن معدل فقدان العظم عند النساء يزداد عن الرجال ببضع سنوات خلال فترة سن اليأس، هذه الفترة مرتبطة بعدم التوازن في الهرمونات وخصوصاً هرمون الاستروجين. العامل الآخر أن النساء أصلاً يملكن كتلة عظمية أقل من الرجال وكما أشرنا بداية فإن هذه الكتلة تتكون وتنتهي مرحلة بنائها في العشرينات ووجد في الدراسات أن هذه الكتلة أصلاً هي عند النساء أقل من الرجال. وهناك عامل ثالث أن النساء يعشن فترة أطول من الرجال ذلك يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
ثم تحدثت إلى «الشرق الأوسط» استشارية الغدد الصماء وهشاشة العظام بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة الدكتورة سلوى العيدروس، التي اشارت الى أننا، مثلنا في المعاناة من هذا المرض الصامت، مثل بقية مجتمعات العالم، نعاني وتعاني سيدات مجتمعنا أيضاً من دون أن يعرف ذلك إلا بعد حدوث المضاعفات والكسور، وأننا نفتقر إلى الدراسات المحلية التي تظهر بالتحديد نسبة الكسور التي تنتج عن هشاشة العظام. لكن هناك بعض الدراسات البسيطة التي عملت من قبل الدكتور الدسوقي والدكتورة ناديا غنام والتي بينت أن 28% من السيدات في المملكة العربية السعودية يصبن بهشاشة العظام بعد سن الخمسين، وأن المرض يظهر لدى 5% إلى 15% بدءاً من سن العشرين.
ويضيف الدكتور الدخيل أنه وجد في عدة دراسات علمية ارتباطا كبيرا جداً بين خطر التعرض لهشاشة العظام ومقدار الكتلة العظمية التي يمتلكها الشخص حين يكون شاباً، فكما نعرف أن حجم الكتلة العظمية دائماً يبنى أثناء الطفولة والمراهقة ويصل حده الأقصى في العشرينات بعد ذلك تبدأ مرحلة الاستقرار في معادلة صياغة تركيب النسيج العظمي ويستمر هذا الاستقرار حتى سن الأربعين، هذا من ناحية عمرية. فإذا كانت هذه الكتلة العظمية قليلة في سن العشرين تزيد نسبة الإصابة أكثر وأكثر أضعافاً مضاعفة بمرض هشاشة العظام بعد سن الأربعين.
ومن أهم العوامل المؤثرة على هذه الكتلة العظمية الغذاء ونوع الغذاء في فترة الطفولة والمراهقة، والنسيج العظمي، كونه نسيجاً حياً يحتاج إلى التجدد والبناء ويتكون من مواد بروتينية هلامية ومعادن عظمية معظمها يحتوي على معدن الكالسيوم.. فإذا حدث لأي سبب من الأسباب نقص في تناول الكمية الكافية من الكالسيوم في فترة البناء فهذا يؤثر تأثيراً سلبياً على تكوين الكتلة العظمية فالغذاء من أهم العوامل المؤثرة على ظهور هذه الظاهرة المرضية وحدوث المرض مع تقدم العمر. إضافة إلى أنه يمد بمكملات الفيتامينات وفيتامين بي وفيتامين دي.
واجابة عن سؤال حول ان عددا من الفتيات يعزفن عن تناول الطعام المتنوع والجيد ويتناولن مادة الكالسيوم كأقراص طبية.. فهل هناك فرق في الكالسيوم الذي يعطى عن طريق الأقراص كمستحضر وذلك الذي يعطى من مصدره الطبيعي في الغذاء ، تقول الدكتورة سلوى العيدروس: ليس هناك فرق بين المصدرين، فنحن نعتمد على الكمية التي تأخذها الفتيات إما عن طريق الكالسيوم الحبوب أو الأقراص أو عن طريق أي من منتجات الألبان أو أي مصدر آخر من مصادر الكالسيوم فهذا لا يختلف المهم تكون الكمية ما يعادل 1000 إلى 1200 جم كما ذكرت منظمة الصحة العالمية ومعهد الأغذية. وتزيد هذه النسبة في حالات مخصصة كالولادة والرضاعة لأن المرأة تحتاج في هذه الفترة إلى نسبة أكبر من الكالسيوم في غذائها.
وننصح بشرب 4 اقداح من الحليب أو اللبن للفتيات يومياً أي بما يعادل 300 جم لكل منها وبالتالي يصبح المجموع 1200 جم من الكالسيوم . ويمكن الحصول على الكالسيوم أيضاً من الخضار الداكنة والأسماك وخصوصاً سمك السلمون.
كما أن التعرض لأشعة الشمس مهم جداً للحصول على مفعول أكبر وأقوى لمعدن الكالسيوم وفيتامين دي. وللحصول على النتيجة الجيدة يجب التعرض لأشعة الشمس مباشرة بدون ملابس أو حتى زجاج السيارات والتعرض للأشعة يكون خلال الشروق والغروب حيث تكثر الأشعة فوق البنفسجية وتكون الفترة مابين 10-20 دقيقة في اليوم وبالنسبة للبشرة الداكنة تحتاج لفترة أطول من البشرة الفاتحة ربما إلى نصف ساعة يومياً.
ولا بد أيضاً من ممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بنوعية التمارين فهي تؤثر إيجابياً على تكوين وصلابة الجهاز العظمي فإذا اختل الغذاء وقلت التمارين في فترة الطفولة والمراهقة تكون الفرصة كبيرة للإصابة بالمرض، فهناك حالات يؤسف لها حصلت لمراهقات أي في سن عمري مبكر جداً نتيجة لأمراض مزمنة ونوعية الغذاء وانعدام ممارسة التمارين الرياضية.
وهناك علاقة قوية بين التدخين وهشاشة العظام فالتدخين عامل سلبي بالنسبة لتكوين العظام لأنه يعمل على تحبيط الخلايا النامية (البانية) وبالتالي يعمل على التقليل من بناء العظام فالتدخين عامل مهم فالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالهشاشة هم المدخنون، فالتدخين يقلل الكثافة بنسبة 5 ـ 10% وإذا كانت نسبة الشخص العادي للإصابة بالهشاشة 5% ففي المدخن تكون 10%. ويعجل التدخين من انقطاع الطمث وانقطاع الطمث من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بهشاشة العظام.
أسباب وراثية وتضيف الدكتورة سلوى أن هناك دراسات أثبتت وجود عوامل وراثية لهشاشة العظام، فمن مشاهداتنا في العيادات الخارجية نجد أن العائلة التي تصاب الأم فيها بهشاشة العظام تصاب بناتها بنفس المرض بنسبة 50%. وعليه فلا بد من قياس كثافة العظام مبكراً للفتيات خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لهشاشة العظام فحصول الفتاة على الكثافة المثلى للعظام في سن العشرين يعتمد 70% على الوراثة ثم بعد ذلك تلعب دورها العوامل الأخرى مجتمعة وتكون النتيجة إما الحفاظ على هذه الكثافة أو نقصها وحدوث تخلخل العظام.
ويؤكد الدكتور الدخيل أن هشاشة العظام مرض جميع الأعمار، وإن كانت معظم الدراسات قد عملت على نساء كبيرات في السن، وقديماً كان يقال إنه مرض المسنات.. ولذلك أسبابه! فهشاشة العظام تحدث لأسباب عديدة، فهناك نوع مرتبط بتقدم العمر ونوع مرتبط بنقص هرمون الأستروجين، ونقص هذا الهرمون يحدث طبعاً بعد انقطاع الطمث وذلك عند الكبيرات في السن .
والأعراض دائماً أو أكثرها تظهر عند حدوث المضاعفات أي عند سن متأخرة ولكن هناك عوامل تزيد من خطر تعرض الشخص لهشاشة العظام مثل سن اليأس المبكرة وهي من العوامل التي تعطي مؤشراً لاحتمال زيادة نسبة الإصابة بهشاشة العظام، فقد الشهية العصابي الذي تصاب به الفتيات وهو يؤدي إلى تخلخل واضح في التوازن الغذائي الموجود وبالتالي ليس فقط الجهاز العظمي الذي يتأثر بل أكثر الأجهزة تتأثر بفقدان الشهية العصابي، أخذ علاج الكورتيزون الأوستيرويدي، فكما نعرف إن هذا العلاج يؤثر سلباً على معادلة صياغة تركيب العظم كما يؤثر سلباً على بانيات العظم وبالتالي تحدث خطورة ومؤشرات أكثر لتعرض الشخص بهشاشة العظام، أمراض الغدة الدرقية تؤثر أيضاً سلباً على تكوين ونمو وحركة وتوازن العملية التركيبية في الجهاز العظمي، الأمراض المزمنة مثل أمراض الكبد والأمعاء والكلى فهذه الأجهزة بمجموعها يتم فيها صياغة وامتصاص وتركيب وتنشيط الكالسيوم وفيتامين د لذلك فإن أي مرض يصيب هذه الأجهزة يؤثر على امتصاص الكالسيوم وبالتالي يؤثر على التركيب العظمي للعظام.
متى ننصح المرأة بقياس كثافة العظام لديها؟
تقول الدكتورة سلوى العيدروس: وفقاً للجمعية العالمية لهشاشة العظام، تنصح المرأة عند تقدم العمر بقياس كثافة العظم، محدداً فوق سن 65 و70 سنة، ولكن هناك بعض الفتيات أو النساء اللواتي ينصحن بقياس كثافة العظام في سن مبكرة عن هذه السن وهن اللواتي يعانين من كسور سابقة خصوصاً إذا كانت من حوادث بسيطة وأيضاً لو كان لديهن تاريخ عائلي أو كن يأخذن بعض العقاقير مثل الكورتيزون وبعض العقاقير المستخدمة لعلاج الصرع وإذا كانت الفتيات يعانين من بعض الأمراض مثل اختلال الهرمونات خاصة هرمون الغدة الدرقية وهي ازدياد إفراز الغدة الدرقية أو ازدياد إفراز الغدة الجار درقية وبعض أمراض الكبد في هذه الحالات ننصح بقياس كثافة العظام وإن كان العمر أقل من 65 سنة.
وهناك جهاز خاص لقياس هشاشة العظام يقيس الأشعة السينية الأحادية والثنائية الطاقة، وهو يأخذ ما بين 10 إلى 20 دقيقة ونسبة الأشعة فيه بسيطة ولا توجد منه أي خطورة ولكننا لا ننصح باستخدامه في حالات الحمل.
وهل هناك علاقة بين مرض السكر ومرض هشاشة العظام وهل مرض السكر يزيد من احتمال الإصابة بالهشاشة؟ هناك علاقة ولكنها غير مباشرة وهي إحدى مضاعفات مرض السكر، فقد يؤدي إلى نقص الهرمونات الأنثوية والهرمونات الذكرية وبالتالي زيادة نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام.
هل المشروبات الغازية تسبب هشاشة العظام؟
هذا سؤال جدير بالإجابة فالمشروبات الغازية وجد أنها تؤثر سلباً على نسبة الكالسيوم في الجسم بمعنى آخر أنه إذا زادت نسبة الفوسفات يؤدي إلى زيادة إخراج مادة الكالسيوم وهذا يؤثر سلباً على تكوين العظام وهذا أكثر وضوحاً في فترة المراهقة وهي فترة البناء
02-10-2005, 01:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
للأسف فأنا مع تحجيم هذه الهرمونات للحد الأدنى...اختلفت مع اطباء النسائية ببلدتي بسبب ذلك...الكثيرات يعانين من طنين اذنين ودوخة بسبب هرموناتكم وبعد قطعها يتحسن...لاتنس وجع الرأس عند كثيرات ممن يناولنه ...وارتفاع الضغط...علينا أيضا أن لاننسى الغاية التجارية للطبيب من وصف الدواء وهي ربط المريضة الدائم به وبعيادته...بعد تغير القوانين بألمانيا تراجع الاطباء النسائيون عن تشبثهم برأيهم وتراجع وصف الهرمونات لأكثر من النصف ...الاستطباب الوحيد للهرمونات حسب رأي هو هشاشة العظام المعندة على الكالسيوم وفيتامين d ...تحياتي
02-10-2005, 03:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
answer nr 1 was my answer about this articel
العلاج الهرموني المعيض هل يمكن أن يسبب السرطان..؟!!



ضجّت الصحف الطبية بالفترة الأخيرة بأخبار الدراسة الأمريكية التي أثارت الشك حول مسؤولية العلاج الهرموني المعيض بأحداث بعض السرطانات النسائية. قبل الخوض بهذا الموضوع و لكي تكون السيدة العربية بالصورة يسرنا أن ننشر هذه المقالة. و لتفهّم الموضوع لا بد من سرد مقدمة توضيحية عن دور هذا العلاج.

من المعروف أن انقطاع الدورة الطمثية يرافقه اختفاء الهرمونات النسائية. و تبدأ السيدة معها مرحلة جديدة جرت العادة أن يطلق عليها اسم سن اليأس، و الاسم الأفضل هو سن الضهي.

سبب هذا الانقطاع هو نفوذ مخزون المبيض من الجريبات الحاوية على البويضات، فعندما تلد البنت يحتوي كل من مبايضها على عدد محدود من هذه الجريبات التي تبقى نائمة، و مع دخول البنت بسن البلوغ تستيقظ هذه الجريبات من سباتها، و مع بدأ كل دورة طمثية يدخل عدة عشرات منها بمراحل التطور المتتابعة التي تنتهي بانتقاء جريب واحد منها ـ أو أكثر بحالة الحمل العديد ـ يسيطر على البقية و يطلق البويضة التي يمكن أن تتلقح فيحدث الحمل.

من أين تأتي الهرمونات النسائية؟
لا يقتصر دور الجريبات المبيضية على إطلاق البويضات و أنما لها مهمة أخرى و هي إنتاج الهرمونات النسائية التي يتراوح معدل إفرازها مع تطور هذه الجريبات مما يفسر مختلف مراحل الدورة الطمثية. مع مرور الزمن ينفذ مخزون المبيض من جريباته فتفقد السيدة قدرتها على الإنجاب، تنقطع عنها الدورة الطمثية و ينخفض بشكل كبير معدل الهرمونات التي كانت تنشط الوظائف الجنسية عند السيدة.

ما هو دور الهرمونات النسائية؟
الدور الأساسي للهرمونات النسائية تحريض مختلف أجهزة المرآة المرتبطة بالوظيفة الجنسية و بوظيفة التكاثر من فرج و مهبل و رحم و بوقين و ثديين. لذا يقال عن هذه الأجهزة أنها تحتوي على أنسجة مرتبطة بالهرمونات.

لا يقتصر دور هذه الهرمونات على وظيفة التكاثر، فلها وظائف أخرى كثيرة، فهي مسؤولة عن أنوثة المرأة الروحية و الجسدية. فجسم المرأة بأكمله يحتاج لهذه الهرمونات. و على الأخص العظام التي تعتمد على هذه الهرمونات من أجل تثبيت الكلس عليها. فحرمان السيدة من هرموناتها يسبب عندها ترقق و هشاشة بالعظام فتنكسر لأقل رض. و من أهم أسباب الوفيات عند السيدات بسن الضهي هو كسر عظم الفخذ الذي يسميه الكثيرين كسر الموت.

كما أن للهرمونات النسائية دور آخر و هو حماية السيدة من الأمراض القلبية و الوعائية إذ لوحظ بشكل لا يقبل الجدل أن معدل الوفيات من الأمراض القلبية و الوعائية يزيد بشكل واضح بعد دخول السيدة بسن الضهي و ذلك بالمقارنة مع الرجال.

لماذا العلاج الهرموني المعيض؟
كثيرا ما طرح علينا هذا السؤال، و يلوح لنا السائلين بمثل أمهاتهم و جداتهم اللواتي لم يستعملن هذا العلاج فلماذا نعالج نساء العصر الحالي؟ و لا يتردد بعض الزملاء الأطباء ـ من الذكور بشكل خاص ـ باتخاذ هذا الموقف. الجواب الواضح أن التطور الهائل الذي وصل إليه الطب الحديث و الذي أدى لرفع معدل الحياة الوسطي من ثلاثين إلى أربعين عاما. أدى لزيادة معدل المعمرات بالمجتمع، تقدر الإحصائيات الفرنسية أن السيدات تعشن بالمتوسط 30 سنة بعد قدوم سن الضهي ، أي بمعنى أخر زادت بشكل واضح الفترة التي تعاني معها السيدة من نقص هرموناتها. فنرد على هذا التسائل بتسائل آخر هل يتوقف دور الطب على إطالة حياة السيدات إنما يوجب عليه أن يؤمن لهن ظروف العيش المريح.
انهمرت جهود العديد من العلماء منذ نصف قرن على وضع المادة الدوائية التي يمكنها تعطي للمرأة ما ينقصها بالثلث الثالث من حياتها و ذلك ليس فقط لحمايتها من ترقق و هشاشة العظم و كسر الموت و من الأمراض القلبية و الوعائية، و إنما لتوفر لها ظروف العيش المريح. عندما تدخل السيدة بالثلث الثالث من عمرها ترى دعائم أنوثتها تتلاشى مع الأفق. تعاني من الهبات الحرارية التي تعكر عليها نهارها و تأرق لها لياليها. تشعر بالتعب و الإرهاق بالنهار لأنها لا تنام بالليل. و لا تشعر بالراحة بالعمل فيقل إنتاجها المهني. يتجفف جلدها و تنهدل أثدائها، تقل رغبتها الجنسية لأن فرجها و مهبلها يتجففان فتفقد معها اللذة الجنسية مما ينعكس على حياتها الزوجية فتفقد الأسرة ترابطها.

بالثلث الثالث من عمرها تعاني السيدة من فقدان وظيفتها كأم، فهي لم تعد قادرة على الإنجاب، و الأولاد كبروا بالعمر وغالبا ما يبتعدون عنها و يستقلون بأنفسهم، و تفقد اللذة من دورها كزوجة لقلة الرغبة الجنسية، و يرتبك دورها المهني لأرقها و لمعاناتها من الهبات الحرارية. مجمل هذه الأمور يزيد من كآبة السيدة و يضطرب مزاجها، تزيد حساسيتها، و نرفزتها لأقل الأسباب. أي أنها تدخل بدائرة مفرغة تزيد من الطين بلة.

إن لم يستطع العلاج المعيض أن يعيد للسيدة وظيفة الأمومة، و لكنه سيعيد لها دورها كسيدة مجتمع وكزوجة وربة أسرة و كعاملة تحافظ على إنتاجها و كمديرة بمكتبها تتمتع بكامل قواها الجسدية و النفسية.

العلاج الهرموني المعيض ليس الوصفة السحرية التي كانت و ما تزال الأجيال تركض إليها للتمتع بالشباب الدائم و لإطالة الأعمار. و إنما هو علاج متكامل، له الجانب الوقائي بالحماية من بعض الأمراض المميتة. و له الجانب العلاجي إذ يعالج السيدة من أمور تؤرق عليها حياتها اليومية و شيخوختها. كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن هذا العلاج يحمي من تطور مرض الزهايمر.

هل يمكن لجميع السيدات أن يستفدن من خصائص العلاج الهرموني المعيض؟
الجواب للأسف لا. فهذا العلاج لكونه شديد الفعالية، مثله مثل أي علاج آخر لا يخلو من بعض الأضرار. لذا يجب استعماله تحت الإشراف الطبي الدوري. و القرار الأخير يعود للسيدة نفسها. على الطبيب أن يقترح هذا العلاج و على السيدة أن تقتنع أو لا بضرورته و بفائدته. فهي التي تستغل مختلف التطورات الحضارية من كهرباء و وسائل مواصلات و تدفئة و متعة و غذاء، فلماذا لا تستغل ما وصل إليه الطب لتحسين ظروف حياتها اليومية طوال الثلث الثالث من عمرها إن كان هذا العلاج تحت متناول يديها.

ما هي أخطار هذا العلاج؟
بنفس الوقت الذي تنهمر جهود البعض على تركيب أفضل الأدوية، تنهمر جهود الآخرين على دراسة أخطارها. فيبدو على الأفق ذلك المرض البغيض. هل يمكن للعلاج الهرموني المعيض أن يسبب السرطان؟ نظريا لا، لأن الأمر هو عبارة عن إعاضة ما ينقص عند السيدة و على الأخص لأن الغالبية العظمى من الأدوية الحديثة تقترب بتراكيبها من الهرمونات الطبيعية و تختلف عن هرمونات منع الحمل بشكل كبير، كجرعة و كمركب دوائي. و لكون هذه الهرمونات تزيد من نمو النسيج المعتمد على الهرمونات و تمنع من ضموره يمكن أن نفترض، نظريا أيضاً، أن بعض الأنسجة ستنمو بشكل زائد مما قد يسبب السرطان.

لم تتمكن الدراسات المخبرية من إيجاد أي دور مباشر للعلاج الهرموني كمسبب للسرطان، قد يكون له دور سيئ على سرطان ينمو قبل بدأ العلاج. و لكن دوره كمسبب لهذا السرطان لم يزل دون إثبات مما دفع السلطات الطبية الأميريكية لإجراء دراسة وبائية بحثاًً عن الزيادة بحالات السرطان عند مستعملات العلاج الهرموني المعيض.

بدأت دراسة أمريكية وبائية بعام 1993 سميت دبليو أتش أي (WHI).
شملت هذه الدراسة 16808 سيدة تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 سنة خضع أكثر من نصفهن للعلاج الدوائي و استعملت البقية علاج كاذب.
نشرت نتائج الدراسة الأولية بالشهر السابع من عام 2002. و أعلنت اللجنة المنظمة عن توقف هذه الدراسة لأنهم وجدوا 8 حالات إضافية لسرطان الثدي بين 10000 سيدة تحت العلاج بالمقارنة مع السيدات تحت العلاج الكاذب.
كما وجدوا 8 حالات إضافية من الصمامة الرئوية بين 10000 سيدة تحت العلاج.
ووجدوا 7 حالات إضافية من الحوادث الوعائية الدماغية بين 10000 سيدة تحت العلاج.

بالإجمال و بكل تجرد، وجدت هذه الدراسة عند ما يزيد عن 8 آلاف و 5 مئة سيدة تحت العلاج 170 مرض خطير بالمقارنة مع 151 مرض خطير عند 8 آلاف و 12 سيدة دون علاج. مما يدعوا للتساؤل عن كون هذا الفرق الطفيف جدا هو مجرد الصدفة؟ لاحظوا أيضا الفرق بين عدد النساء تحت العلاج و بدونه أي 404 سيدة.

و يعتقد أحد كبار أخصائي سرطان الثدي الفرنسيين البروفسور غوران أن العلاج الهرموني قد لعب دوره بإظهار السرطان الخفي مما سهل اكتشافه و بالتالي علاجه الباكر و لم يكن حكما سبباً به. هذا فضلا عن أن السرطانات المكتشفة تحت العلاج تتمتع بإنذار أفضل بكثير من السرطانات دون علاج، و متابعة العلاج بحد ذاته يحث السيدات على المراجعة الدورية و التشخيص الباكر للمرض.

و لم تتردد هذه الدراسة بالإشارة إلى الآثار المفيدة لهذا العلاج إذ لوحظ عند النساء تحت العلاج نقص في عدد حالات سرطان القولون و حالات كسر عنق الفخذ أو كسر الموت. علما أن الآثار الوقائية ستلاحظ أكثر فأكثر مع استطالة مدة العلاج.

ظهور هذه الدراسة لم يخلوا من النقد، فقد لوحظ ارتفاع أعمار النساء المشاركات بالدراسة ، إذ أن 66% من هن بدأن العلاج بعد سن الـ 60 ، و من المعروف أن دور العلاج الوقائي يعتمد على البدء الباكر منذ ظهور العلامات الأولى لسن الضهي.

و الملاحظة الثانية أن 69% من نساء الدراسة تعانين من السمنة المعروفة بدورها المؤهب لجميع الأمراض المذكورة أعلاه. نفس الشيء بما يخص فرط التوتر الشرياني إذ لوحظ أن ما يزيد عن 35% من نساء الدارسة كنّ تحت العلاج من فرط التوتر الشرياني، هذا الأمر يدعوا للشك بأن الحوادث الوعائية زاد عددها بسبب فرط التوتر الشرياني و السمنة بدل اتهام العلاج الهرموني المعيض.

والنقد الثالث أن بروتوكول الدراسة يشمل فقط المركبات القديمة و بجرعات عالية نسبيا و فقط عندما تستعمل عن طريق الفم.

كما تُنتقد هذه الدراسة بأنها لم تقيّم فوائد العلاج الأساسية على الهبات الحرارية و الجلد و المخاطيات مثل تجفف الجهاز التناسلي، و لم تدرس الفوائد الواقعية التي تجنيها السيدة من تحسين ظروف حياتها اليومية. هذه الفوائد الجمة قد تبعد عن الخاطر ذلك الاحتمال الطفيف ، النظري، بإمكانية زيادة احتمال الإصابة بمرض خطير هذا الاحتمال الذي لا يتجاوز 8 من عشرة آلاف هو مجرد احتمال نظري هو أقل بكثير من احتمال الإصابة بالسرطان نتيجة التدخين أو شرب الكحول، و هذا الأخير هو أمر ثبت نظريا و علميا. أو من مجرد الموت بحادث من حوادث الحياة اليومية.

بالختام لا يمكننا إلا أن نؤكد أن العلاج الهرموني ليس إجباريا، و إنما هو خيار السيدة التي تعاني من التجفف و الهبات الحرارية، التي تريد تحسن ظروف حياتها اليومية و تقي نفسها من ترقق العظام.

و أن أفضل طريقة للوقاية من الحوادث الوعائية الصمامية هو مكافحة التدخين و السمنة و الإقلال من الأغذية الضارة و بزيادة النشاط الفيزيائي.
كما ينصح بالمراقبة الطبية الدورية بقصد التحري الباكر عن الأمراض الخطيرة سواء أكانت السيدة تحت العلاج الهرموني أو بدونه.


د. لــؤي خــدَّام


http://www.josor.net/article_details.php?t...hesid=2&catid=7
02-10-2005, 03:12 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
answer nr 1 was my answer about this articel
العلاج الهرموني المعيض هل يمكن أن يسبب السرطان..؟!!



ضجّت الصحف الطبية بالفترة الأخيرة بأخبار الدراسة الأمريكية التي أثارت الشك حول مسؤولية العلاج الهرموني المعيض بأحداث بعض السرطانات النسائية. قبل الخوض بهذا الموضوع و لكي تكون السيدة العربية بالصورة يسرنا أن ننشر هذه المقالة. و لتفهّم الموضوع لا بد من سرد مقدمة توضيحية عن دور هذا العلاج.

من المعروف أن انقطاع الدورة الطمثية يرافقه اختفاء الهرمونات النسائية. و تبدأ السيدة معها مرحلة جديدة جرت العادة أن يطلق عليها اسم سن اليأس، و الاسم الأفضل هو سن الضهي.

سبب هذا الانقطاع هو نفوذ مخزون المبيض من الجريبات الحاوية على البويضات، فعندما تلد البنت يحتوي كل من مبايضها على عدد محدود من هذه الجريبات التي تبقى نائمة، و مع دخول البنت بسن البلوغ تستيقظ هذه الجريبات من سباتها، و مع بدأ كل دورة طمثية يدخل عدة عشرات منها بمراحل التطور المتتابعة التي تنتهي بانتقاء جريب واحد منها ـ أو أكثر بحالة الحمل العديد ـ يسيطر على البقية و يطلق البويضة التي يمكن أن تتلقح فيحدث الحمل.

من أين تأتي الهرمونات النسائية؟
لا يقتصر دور الجريبات المبيضية على إطلاق البويضات و أنما لها مهمة أخرى و هي إنتاج الهرمونات النسائية التي يتراوح معدل إفرازها مع تطور هذه الجريبات مما يفسر مختلف مراحل الدورة الطمثية. مع مرور الزمن ينفذ مخزون المبيض من جريباته فتفقد السيدة قدرتها على الإنجاب، تنقطع عنها الدورة الطمثية و ينخفض بشكل كبير معدل الهرمونات التي كانت تنشط الوظائف الجنسية عند السيدة.

ما هو دور الهرمونات النسائية؟
الدور الأساسي للهرمونات النسائية تحريض مختلف أجهزة المرآة المرتبطة بالوظيفة الجنسية و بوظيفة التكاثر من فرج و مهبل و رحم و بوقين و ثديين. لذا يقال عن هذه الأجهزة أنها تحتوي على أنسجة مرتبطة بالهرمونات.

لا يقتصر دور هذه الهرمونات على وظيفة التكاثر، فلها وظائف أخرى كثيرة، فهي مسؤولة عن أنوثة المرأة الروحية و الجسدية. فجسم المرأة بأكمله يحتاج لهذه الهرمونات. و على الأخص العظام التي تعتمد على هذه الهرمونات من أجل تثبيت الكلس عليها. فحرمان السيدة من هرموناتها يسبب عندها ترقق و هشاشة بالعظام فتنكسر لأقل رض. و من أهم أسباب الوفيات عند السيدات بسن الضهي هو كسر عظم الفخذ الذي يسميه الكثيرين كسر الموت.

كما أن للهرمونات النسائية دور آخر و هو حماية السيدة من الأمراض القلبية و الوعائية إذ لوحظ بشكل لا يقبل الجدل أن معدل الوفيات من الأمراض القلبية و الوعائية يزيد بشكل واضح بعد دخول السيدة بسن الضهي و ذلك بالمقارنة مع الرجال.

لماذا العلاج الهرموني المعيض؟
كثيرا ما طرح علينا هذا السؤال، و يلوح لنا السائلين بمثل أمهاتهم و جداتهم اللواتي لم يستعملن هذا العلاج فلماذا نعالج نساء العصر الحالي؟ و لا يتردد بعض الزملاء الأطباء ـ من الذكور بشكل خاص ـ باتخاذ هذا الموقف. الجواب الواضح أن التطور الهائل الذي وصل إليه الطب الحديث و الذي أدى لرفع معدل الحياة الوسطي من ثلاثين إلى أربعين عاما. أدى لزيادة معدل المعمرات بالمجتمع، تقدر الإحصائيات الفرنسية أن السيدات تعشن بالمتوسط 30 سنة بعد قدوم سن الضهي ، أي بمعنى أخر زادت بشكل واضح الفترة التي تعاني معها السيدة من نقص هرموناتها. فنرد على هذا التسائل بتسائل آخر هل يتوقف دور الطب على إطالة حياة السيدات إنما يوجب عليه أن يؤمن لهن ظروف العيش المريح.
انهمرت جهود العديد من العلماء منذ نصف قرن على وضع المادة الدوائية التي يمكنها تعطي للمرأة ما ينقصها بالثلث الثالث من حياتها و ذلك ليس فقط لحمايتها من ترقق و هشاشة العظم و كسر الموت و من الأمراض القلبية و الوعائية، و إنما لتوفر لها ظروف العيش المريح. عندما تدخل السيدة بالثلث الثالث من عمرها ترى دعائم أنوثتها تتلاشى مع الأفق. تعاني من الهبات الحرارية التي تعكر عليها نهارها و تأرق لها لياليها. تشعر بالتعب و الإرهاق بالنهار لأنها لا تنام بالليل. و لا تشعر بالراحة بالعمل فيقل إنتاجها المهني. يتجفف جلدها و تنهدل أثدائها، تقل رغبتها الجنسية لأن فرجها و مهبلها يتجففان فتفقد معها اللذة الجنسية مما ينعكس على حياتها الزوجية فتفقد الأسرة ترابطها.

بالثلث الثالث من عمرها تعاني السيدة من فقدان وظيفتها كأم، فهي لم تعد قادرة على الإنجاب، و الأولاد كبروا بالعمر وغالبا ما يبتعدون عنها و يستقلون بأنفسهم، و تفقد اللذة من دورها كزوجة لقلة الرغبة الجنسية، و يرتبك دورها المهني لأرقها و لمعاناتها من الهبات الحرارية. مجمل هذه الأمور يزيد من كآبة السيدة و يضطرب مزاجها، تزيد حساسيتها، و نرفزتها لأقل الأسباب. أي أنها تدخل بدائرة مفرغة تزيد من الطين بلة.

إن لم يستطع العلاج المعيض أن يعيد للسيدة وظيفة الأمومة، و لكنه سيعيد لها دورها كسيدة مجتمع وكزوجة وربة أسرة و كعاملة تحافظ على إنتاجها و كمديرة بمكتبها تتمتع بكامل قواها الجسدية و النفسية.

العلاج الهرموني المعيض ليس الوصفة السحرية التي كانت و ما تزال الأجيال تركض إليها للتمتع بالشباب الدائم و لإطالة الأعمار. و إنما هو علاج متكامل، له الجانب الوقائي بالحماية من بعض الأمراض المميتة. و له الجانب العلاجي إذ يعالج السيدة من أمور تؤرق عليها حياتها اليومية و شيخوختها. كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن هذا العلاج يحمي من تطور مرض الزهايمر.

هل يمكن لجميع السيدات أن يستفدن من خصائص العلاج الهرموني المعيض؟
الجواب للأسف لا. فهذا العلاج لكونه شديد الفعالية، مثله مثل أي علاج آخر لا يخلو من بعض الأضرار. لذا يجب استعماله تحت الإشراف الطبي الدوري. و القرار الأخير يعود للسيدة نفسها. على الطبيب أن يقترح هذا العلاج و على السيدة أن تقتنع أو لا بضرورته و بفائدته. فهي التي تستغل مختلف التطورات الحضارية من كهرباء و وسائل مواصلات و تدفئة و متعة و غذاء، فلماذا لا تستغل ما وصل إليه الطب لتحسين ظروف حياتها اليومية طوال الثلث الثالث من عمرها إن كان هذا العلاج تحت متناول يديها.

ما هي أخطار هذا العلاج؟
بنفس الوقت الذي تنهمر جهود البعض على تركيب أفضل الأدوية، تنهمر جهود الآخرين على دراسة أخطارها. فيبدو على الأفق ذلك المرض البغيض. هل يمكن للعلاج الهرموني المعيض أن يسبب السرطان؟ نظريا لا، لأن الأمر هو عبارة عن إعاضة ما ينقص عند السيدة و على الأخص لأن الغالبية العظمى من الأدوية الحديثة تقترب بتراكيبها من الهرمونات الطبيعية و تختلف عن هرمونات منع الحمل بشكل كبير، كجرعة و كمركب دوائي. و لكون هذه الهرمونات تزيد من نمو النسيج المعتمد على الهرمونات و تمنع من ضموره يمكن أن نفترض، نظريا أيضاً، أن بعض الأنسجة ستنمو بشكل زائد مما قد يسبب السرطان.

لم تتمكن الدراسات المخبرية من إيجاد أي دور مباشر للعلاج الهرموني كمسبب للسرطان، قد يكون له دور سيئ على سرطان ينمو قبل بدأ العلاج. و لكن دوره كمسبب لهذا السرطان لم يزل دون إثبات مما دفع السلطات الطبية الأميريكية لإجراء دراسة وبائية بحثاًً عن الزيادة بحالات السرطان عند مستعملات العلاج الهرموني المعيض.

بدأت دراسة أمريكية وبائية بعام 1993 سميت دبليو أتش أي (WHI).
شملت هذه الدراسة 16808 سيدة تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 سنة خضع أكثر من نصفهن للعلاج الدوائي و استعملت البقية علاج كاذب.
نشرت نتائج الدراسة الأولية بالشهر السابع من عام 2002. و أعلنت اللجنة المنظمة عن توقف هذه الدراسة لأنهم وجدوا 8 حالات إضافية لسرطان الثدي بين 10000 سيدة تحت العلاج بالمقارنة مع السيدات تحت العلاج الكاذب.
كما وجدوا 8 حالات إضافية من الصمامة الرئوية بين 10000 سيدة تحت العلاج.
ووجدوا 7 حالات إضافية من الحوادث الوعائية الدماغية بين 10000 سيدة تحت العلاج.

بالإجمال و بكل تجرد، وجدت هذه الدراسة عند ما يزيد عن 8 آلاف و 5 مئة سيدة تحت العلاج 170 مرض خطير بالمقارنة مع 151 مرض خطير عند 8 آلاف و 12 سيدة دون علاج. مما يدعوا للتساؤل عن كون هذا الفرق الطفيف جدا هو مجرد الصدفة؟ لاحظوا أيضا الفرق بين عدد النساء تحت العلاج و بدونه أي 404 سيدة.

و يعتقد أحد كبار أخصائي سرطان الثدي الفرنسيين البروفسور غوران أن العلاج الهرموني قد لعب دوره بإظهار السرطان الخفي مما سهل اكتشافه و بالتالي علاجه الباكر و لم يكن حكما سبباً به. هذا فضلا عن أن السرطانات المكتشفة تحت العلاج تتمتع بإنذار أفضل بكثير من السرطانات دون علاج، و متابعة العلاج بحد ذاته يحث السيدات على المراجعة الدورية و التشخيص الباكر للمرض.

و لم تتردد هذه الدراسة بالإشارة إلى الآثار المفيدة لهذا العلاج إذ لوحظ عند النساء تحت العلاج نقص في عدد حالات سرطان القولون و حالات كسر عنق الفخذ أو كسر الموت. علما أن الآثار الوقائية ستلاحظ أكثر فأكثر مع استطالة مدة العلاج.

ظهور هذه الدراسة لم يخلوا من النقد، فقد لوحظ ارتفاع أعمار النساء المشاركات بالدراسة ، إذ أن 66% من هن بدأن العلاج بعد سن الـ 60 ، و من المعروف أن دور العلاج الوقائي يعتمد على البدء الباكر منذ ظهور العلامات الأولى لسن الضهي.

و الملاحظة الثانية أن 69% من نساء الدراسة تعانين من السمنة المعروفة بدورها المؤهب لجميع الأمراض المذكورة أعلاه. نفس الشيء بما يخص فرط التوتر الشرياني إذ لوحظ أن ما يزيد عن 35% من نساء الدارسة كنّ تحت العلاج من فرط التوتر الشرياني، هذا الأمر يدعوا للشك بأن الحوادث الوعائية زاد عددها بسبب فرط التوتر الشرياني و السمنة بدل اتهام العلاج الهرموني المعيض.

والنقد الثالث أن بروتوكول الدراسة يشمل فقط المركبات القديمة و بجرعات عالية نسبيا و فقط عندما تستعمل عن طريق الفم.

كما تُنتقد هذه الدراسة بأنها لم تقيّم فوائد العلاج الأساسية على الهبات الحرارية و الجلد و المخاطيات مثل تجفف الجهاز التناسلي، و لم تدرس الفوائد الواقعية التي تجنيها السيدة من تحسين ظروف حياتها اليومية. هذه الفوائد الجمة قد تبعد عن الخاطر ذلك الاحتمال الطفيف ، النظري، بإمكانية زيادة احتمال الإصابة بمرض خطير هذا الاحتمال الذي لا يتجاوز 8 من عشرة آلاف هو مجرد احتمال نظري هو أقل بكثير من احتمال الإصابة بالسرطان نتيجة التدخين أو شرب الكحول، و هذا الأخير هو أمر ثبت نظريا و علميا. أو من مجرد الموت بحادث من حوادث الحياة اليومية.

بالختام لا يمكننا إلا أن نؤكد أن العلاج الهرموني ليس إجباريا، و إنما هو خيار السيدة التي تعاني من التجفف و الهبات الحرارية، التي تريد تحسن ظروف حياتها اليومية و تقي نفسها من ترقق العظام.

و أن أفضل طريقة للوقاية من الحوادث الوعائية الصمامية هو مكافحة التدخين و السمنة و الإقلال من الأغذية الضارة و بزيادة النشاط الفيزيائي.
كما ينصح بالمراقبة الطبية الدورية بقصد التحري الباكر عن الأمراض الخطيرة سواء أكانت السيدة تحت العلاج الهرموني أو بدونه.


د. لــؤي خــدَّام


http://www.josor.net/article_details.php?t...hesid=2&catid=7


للأسف فأنا مع تحجيم هذه الهرمونات للحد الأدنى...اختلفت مع اطباء النسائية ببلدتي بسبب ذلك...الكثيرات يعانين من طنين اذنين ودوخة بسبب هرموناتكم وبعد قطعها يتحسن...لاتنس وجع الرأس عند كثيرات ممن يناولنه ...وارتفاع الضغط...علينا أيضا أن لاننسى الغاية التجارية للطبيب من وصف الدواء وهي ربط المريضة الدائم به وبعيادته...بعد تغير القوانين بألمانيا تراجع الاطباء النسائيون عن تشبثهم برأيهم وتراجع وصف الهرمونات لأكثر من النصف ...الاستطباب الوحيد للهرمونات حسب رأي هو هشاشة العظام المعندة على الكالسيوم وفيتامين d ...تحياتي
02-10-2005, 03:13 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار


(f)
02-10-2005, 03:13 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
loay غير متصل
عضو غير تشيط
*******

المشاركات: 501
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #6
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار


أنت أيها الزميل الكريم لم تستقبل بعيادتك سيدة تشكي لك من همومها الناتجة عن سن الضهي " سن اليأس حسب التسمية القديمة.


من شكى لك، بعض السيدات لدى ظهور بعض الأعراض الجانبية.

بعيادتي كل يوم، يبكين و يشكين.

لا أنام الليل، الهبات الحراية قتلتني

لا أطيق زوجي

منرفزة

قلقة

عندي جفاف

و غيره و غيره من الأعراض,


نسبة كبيرة من السيدات أنقلبت حياتهن بعد تناول الهرمونات..

"لمن يريد معرفة الفوائد، ليقرأ المقال"

و تأتين للاستشارة: أريد هرموناتي..

أوكيه، مخابر الأدوية تحقق ربح..


و لكنه أقل من أرباح الشركات التي تصنع الكريمات و مواد التجميل التي لا تفيد بل قد تضر "حساسية و ما أشبه"

الدراسة الأمريكية، و الدراسة الأنكليزية التي خرجت و لوحت ببعبع السرطان، جعلت الكثير منّا يتردد قبل النصح بها.

و عندما أشرح الأمر للمريضة، و أخيرها بين التحسين اليومي لحياتها و لشيخوختها، و الاحتمال " النـــظري" لزيادة طفيفة بمعدل سرطان الثدي و هذه الزيادة لم تزل بدرجة الغير ملموس..

صدقني، فإن الغالبية تفضل العلاج الهرموني.. و الذي ، و بهذه الساعة التي أخط لك هذه الكلمات، مازال امامه عمر طويل.




الجواب على السؤال: هل يسبب العلاج الهرموني المعيض سرطان الثدي.


الجواب: لا أحد يدري بالضبط هذا اليوم.

الآراء متضاربة.


و من يجيب ايجابيا: فأرقامه تتحدث

بين ألف سيدة لا تتناول العلاج: ستظهر 45 حالة

و بين الف سيدة تحت العلاج منذ 5 سنوات ستظهر 47 حالة,


مع الفرق الكبير بين السيدات اللواتي تراجع الطبيب و تخضع للعلاج و الفحوصات الدورية، و بين تلك التي تبقى مقوقعة ببيتها.


د. لؤي خدام
02-11-2005, 04:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #7
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
أخي لؤي.(f)..الفيوكس كمان كان دواء كثير منيح وابن ناس والشركات والاطباء عملولو دعاية ممتازة..


http://www.al-atheer.com/vb/showthread.php...&threadid=36795

:97::97::97:
02-11-2005, 01:46 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #8
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
[QUOTE][SIZE=5]ولا ننصح بأخذ الهرمونات الأنثوية التكميلية كما كان سابقاً لأن الدراسات العلمية أظهرت أن لها آثاراً جانبية كأمراض القلب.
وهذه العقاقير تعطى للمريض المصاب بهشاشة العظام مدى الحياة ولكننا نفتقر إلى الدراسات التي تثبت هذا الموضوع. ويجب ان تكون هناك متابعة لنسبة الكثافة ونسبة نجاح العقار الطبي لزيادة الكثافة فالعقاقير الطبية تزيد من كثافة العظام بنسب مختلفة.
02-11-2005, 05:04 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
loay غير متصل
عضو غير تشيط
*******

المشاركات: 501
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #9
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
العزيز بسام

من ناحية أنت مصيب بمثل الفيوكس، و تاريخ الطب حافل بأمثلة أخرى مشابه



النقطة الإيجابية التي تخص العلاج الهرموني أنه علاج واسع الأنتشار ، و تجربة أستعماله تعود الى أكثر من 20 سنة. و بأعداد هائلة.. و لكونه يخص و يعطى لفئة من البشر تعادل أضعاف مضاعفة من الفئة التي يستطب لها الفيوكس

حتى اليوم... مع ألاف الدراسات التي خصت العلاج الهرموني ـ على العكس مما تقوله عبارتك المكتوبة بخط عريض ـ لم تثبت بشكل قاطع أن ضرر هذا العلاج المحتمل و أعراضه الجانبية يحتم أيقافه كما هي حالة الفيويكس.


كم من سيدة قضت نحبها من صمامة ناتجة عن حبوب منع الحمل، ،،، هل أصبحت حبوب منع الحمل ممنوعة؟؟؟

يجب أن تجلس بجلد سيدة بعمر سن الضهي حتى تشعر بشعورها و تدرك حاجتها لهذا الدواء


و بالنهاية ، كل شيء له ثمنه,

و لا يوجد أي دواء بالعالم خالي من الأثار الجانبية...


حبة أسبرين قد تقتل بني أدام، أن ثقبت المعدة أو سببت صدمة تحسسية.

علينا أن نقارن بين الفائدة المرجوة من أي دواء، و أخطاره المحتملة.


و برأيي، و يشاركني بهذا الملايين، أن الميزان يرجح لكفة العلاج الهرموني
02-12-2005, 02:37 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
loay غير متصل
عضو غير تشيط
*******

المشاركات: 501
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #10
هشاشة العظام: «المرض الصامت» الذي يصيب جميع الأعمار
[quote] بسام الخوري كتب/كتبت
[QUOTE][SIZE=5];;; ولكننا نفتقر إلى الدراسات التي تثبت هذا الموضوع.:::
مختلفة.



لا أوافق على هذا


الدراسات التي خصت العلاح الهرموني و المؤتمرات التي عدقت حوله و الكتب و المجلات التي نشرت لا تعد و لا تحصى

العلاج الهرموني المعيض هو و دون أي شك من أكثر مواضيع الطب التي لاقت أبحاث و دراسات بعد الأيدز و السرطانات
02-12-2005, 02:42 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  السکري .. الصامت القاتل بسام الخوري 9 4,468 11-29-2010, 05:37 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS