أنهم يأرمطون الحروف

جميل في الواقع أن يتحلى الأنسان, بمنطق مقبول, و نطق سليم و أذا كان يستطيع أن يتحكم بالأولى بالقراءة, و الأستماع, فقد لا يستطيع شيئا حيال الثانية ,لأن النطق الصحيح يتعلق بأمور معظمها خارجة عن أرادتة, كسلامة الحبال الصوتية, و اللسان و الأسنان و غيرها و بهذة الحالة لا بد للنطق أن يتعثر و قد تتغير الحروف و قد تختفي . و يمكن تقسيم مقرمطي الحروف الى مجموعات.
المجموعة الأولى: و هؤلاء يمكن أن يكونوا قد تعرضوا لحادث كتلقى لكمة حطمت بعض الأسنان مما يجعل الحروف اللثوية أكثر بروزا كالذال و الظاء و قد تنقلب السين شينا و ربما رافقها بعض الصفير عند نطقها. أو ممن ولدوا بمشكلة فموية أو أنفية و قد جسد شخصية أحد هؤلاء الممثل باسم ياخور في دور ظريف. و يمكن أن ندرج معهم بعض ضحايا صدام حسين فهو قد أعاد أنتاج طريقة عقاب قديمة و هي قطع اللسان فقد كان يأمر بقطع لسان كل من " يجيب معدلة أو معدل أبنائة". و كنت أظن بأن مقطوع اللسان يفقد القدرة على النطق نهائيا حتى شاهدت أحد هؤلاء على التلفزيون يتكلم و كان المسكين يجاهد ليخرج 28 حرف.
المجموعة الثانية: و هي مجموعة غريبة بعض الشيء يندرج تحتها من تعلم لغة أجنبية منذ الصغر فأختلط حابلها بنابل لغتة الأم. و قد يتقصد البعض تقليد نطق هذة المجموعة ليعطي أنطباعا بأن تعليمة أجنبي و تمثل هذة المجموعة خير تمثيل بعض مذيعات القنوات الفضائية و لقناة أل بي بس الريادة في هذا المجال . فحرف القاف مثلا منبوذ مرذول مكروة لتخلفة و قلة ذوقة و قد يقلب "آفا أو كافا" و قد تنقلب الحروف عند مذيعة مغناج بشكل جذري يناسب العولمة فكلمة " أتيهاد "مثلا سيعتقد دعاة القومية أنها أتحاد أما دعاة حقوق الأنسان فسيؤكدون أنها أضطهاد و قد لا تعرف ابدا ماذا تقصد. و قد تدخل مذيعة أخرى في حديث معك كمشاهد تحرك فية رأسها و يديها و تدحش بين كل جملة و أخرى لازمة " أذا بدك " و أنت كمتلقي حضاري يجب أن تتابع حركاتها بعينيك و كلماتها باذنيك لتكتشف بأن " السآفي " هي الثقافة و الأسر هو " القصر " و " موآيلي " هي مقابلة أما " الآفيي" فهي القافية و بعد عملية ترجمة فورية محلفة تعرف بأن هذة المذيعة اللعوب تخبرك بأن هناك " مقابلة لشاعر القافية في قصر الثقافة".
المجموعة الثالثة: يمثلها من أضطر الى تكلم لهجة أخرى و قد سكنت فية لهجتة الأصلية و كلبشت في زلاعيمة لا تريد الخروج فلا هو يتقن اللهجة الجديدة و لا هو ينسى ما تربى علية. فتختلط الحرف و الكلمات و ليخرج كوكتيل في ألف لون. فأحدى قريباتي المسنات تصر بشدة على أن " رولا " هي" لرا " و" الباكالوريا " هي" الباكاروليا " و " الغوريلا " هي غو ليرا " و" الضفدع " هو " فصدع " أما لمبة النيون فهي " نيول"السبب في كتابة ما ورد أعلاة هو زميل لي في العمل أمضى خمسة عشر عاما يعمل مهندسا في شركة مقاولات أمريكية كبرى تدعى هاوارد أنترناشيونال و مقرها آلاباما , و قد جائني هذا الصباح قائلا" نزلت على الكمبوتر بلغرام أوتو كات ".
بشرفكن بأي مجموعة بدي حط هذا الزميل .

يعليك شو لزيز :97:...يا جكل:97:

(f)

الفاضل جقل (f)


موضوع رائع ... انما اسأل هل يصح استبدال الهمزة في "يأرمطون" بالقاف ؟؟؟

على فكرة ذكرتني بلهجة اهل جزيرة ارواد وهي قريبة اجمالا للهجة اهل طرابلس (اللبنانية) اذ يقلبون الالف واوا وغيرها من الحروف ايضا ... فعندما كنت في رحلة الى تلك الجزيرة لم اتمالك نفسي من الابتسام حينما كان بائع الجزر ينادي على بضاعته .."يللا ع الزازور" ... اما "الشمس" لديهم فهي "سمس" .. ولو تعلم ماذا يسمون الكرة ... انها "تكرعة" ... وغيرها كثير .. اما اهل جنوب لبنان .. فالالف لديهم ياء .. مثلا ..."يا فلان" تصبح "يا فلين" .. وهناك الشين حاضرة اجمالا دوما في مثل "لا اضرب" تصبح "بضربش" .. و"لا أشرب" تصبح "بشربش" .. وغير ذلك كثير


استمتعت بموضوعك

شكرا لك

تحية..
بسام الخوري..

هل تعلم يا حكيم أن الألمان مصابون بداء لثوي أسمة الكشكشة.....
أي أنهم يقلبون الكاف شينا..مثلا عندما يقول الأنكليز فانتاستك...يقول الألمان...فانتاستش...
و عنما يقول الأنكليز أرابك...يقول الألمان أرابش...
كيف تقبل بجوار مثل هؤلاء الناس...

قبلة من الواوي الى أحلى حكيم

العزيز غرامشي..

أحلى أرمطة للحروف هو ما يقوم به الأطفال فيما دون الثالثة هؤلاء يبداون الترغلة على ألف لهجة و لون...فقد يقلب أحدهم الكاف تاء أو يقلب الحاء هاء و عندي ابنة أختي الصغيرة تقول.."بدي لوه مهك" أي " بدي روح معك..." و هناك اطفال يأكلون حرفا كاملا كحرف الراء مثلا..و تخيل طفل مثل هذا يقول لك " أعطني كرسي"...

أقبلوامودة الواوي

لا زلت أذكر ابني وهو لايستطيع لفظ لامبة اي لمبة Lampe وكان يقول مامبه...لايوجد أجمل من الطفولة...أتمناها بسرعة لك أخي جقل...(f)