بيان الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي
بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتأسيس الجبهة
يا جماهيرنا الأحوازية المناضلة
تمر علينا هذه الأيام ذكرى الخامسة عشر لتأسيس جبهتنا الديمقراطية الشعبية ونحن على أبواب تغيير عميق وجذري في المنطقة سببته الأحداث والتغييرات الدولية والإقليمية التي كان لها الأثر المباشر على تصاعد ونمو حركت شعبنا ونضاله السياسي للخلاص والوصول لحقه في تقرير المصير وهذه هي المناسبة التي من خلالها نتوجه لكم يا جماهير شعبنا الأبي لنجدد العهد معكم على استمرار المسيرة النضالية من اجل تحرير الأرض و الإنسان الأحوازيين وتأمين العدالة والديمقراطية لينعم بها شعبنا أسوة بكافة شعوب العالم الحرة التي نالت حريتها وتمتعت بها فوق ترابها الوطني
يا أبناء شعبنا المناضل ‘ أيها البواسل و المقاومون, رغم مرور تسعة وسبعين عاما على عمر الاحتلال و رغم سياسات البطش و القمع العنصري الملكية منها و الشوفينية المتلبسة بالإسلام و رغم التعتيم الإعلامي المستمر على قضيتنا عربيا و دوليا حتى وقت قريب. إلا إننا كشعب ينتمي إلى امة عريقة ذات ثوابت إنسانية سامية أثبتنا للعالم كله ومن قبلهم للإيرانيين الشوفينيين إن لا يمكن تجاهلنا و لا يمكن طمسنا ولا يمكن مسخنا و لا يمكن حلحلة قضيتنا بالطريقة التي يريدها أعداء شعبنا بل على العكس قد اجتازينا كثير من الصعوبات و منها عدم الذوبان في المجتمع الفارسي رغم كل سياسات السلطات الإيرانية و استطعنا إن نحافظ على ثقافتنا و لغتنا و على هويتنا العربية بكل ما تحمل من مناقب إنسانية سامية و عادات وتقاليد هي سندنا اليوم للتحرك إلى الأمام من اجل الخلاص. اليوم شعبنا وأبناءه البواسل وبعد ما ثبتوا على ما مروا به خلال عشرات الأعوام، اليوم بدء أبناء شعبنا بالهجوم المعاكس بعد ما تجاوزنا مرحلة الدفاع وتم فتح كثير من الأبواب التي كانت وبفعل التعتيم الذي كان مطبق على قضيتنا، تمكنا من الحضور في الأماكن التي كانت محرمة على شعبنا وتمكنا في الداخل من إعادة مواقع كانت قد صودرت لعشرات السنين الماضية. أبناءكم في الجبهة إلى جانب كل القوى الأحوازية المناضلة تمكنت إن تفتح الجبهة تلو الأخرى على النظام لصالح قضيتنا ولمستقبل شعبنا وكل هذا تم بفعل إمكانيات أحوازية ذاتية محدودة.
يا أبناء شعبنا البواسل، إن القضية الأحوازية و بفعل المخلصين منكم أصبحت القضية الأولى لكل ابن بار وابنة ماجدة منكم حيث أصبحت الأحواز وحقوقها المسلوبة ومسؤولية النضال لإعادتها فريضة لكم، حيث نضالكم تجاوز الحدود الأحوازية والعربية إلى الدولية وكافة المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الشعوب. إن أبناءكم تمكنوا من بناء مؤسسات سياسية أحوازية للنضال الوطني، مؤسسات على المستوى الإيراني للقوميات المضطهدة حيث أصبح الأحوازيين ومنظماتهم السياسية مركزا لجمع القوى السياسية لهذه القوميات، الحضور في معظم الفعاليات الدولية والإقليمية باسم الأحواز. كما أصبحت شعارات شعبنا للخلاص أصبحت شعارات جميع الشعوب المضطهدة في إيران. إن القضية الأحوازية بدأت تأخذ مكانتها إقليميا حيث أصبحت احد أهم القضايا في المنطقة و يحسب لها حساب كـ أية قضية في منطقة الشرق الأوسط. إما عربيا، القضية الأحوازية وصلت إلى أقصى القرى والقصبات في العالم العربي بفعل توسع عمل أبناء الأحواز في الخارج وفتحهم لأبواب الإعلام العربي من صحافة وتلفزة وتكنولوجيا المعلومات والمواقع الإعلامية الحديثة وأصبح للمجموعات السياسية ارتباطا مباشرا مع اكبر الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي حيث تشكلت مؤسسات لمناصرة القضية في أكثر من بلد من العالم العربي مثل ما طرحت من أكثر من حزب سياسي أحوازي على المؤسسات العربية الرسمية وعلى رأسها الجامعة العربية.اليوم يقف إلى جانب القضية الأحوازية شخصيات مرموقة عربية ودولية رسمية وشعبية، أكاديمية ‘سياسية ومناضلة بفضل جهودكم وجهود أبناءكم المخلصين. العشرات من الإعلاميين، المثقفين ، الشعراء، والأكاديميين والنشطين في مجالات حقوق الإنسان اليوم يساندون نضال شعبنا في المؤسسات الإقليمية والعربية. البرلمانات العالمية فتحت أبوابها واحد تلو الآخر للاستماع إلى شكاوى أبناء الأحواز حيث كان حضور الأحوازيين في البرلمانات له الأثر الكبير على مستقبل الشعوب في إيران وعلى علاقة هذه الدول بإيران وهذا ما أعطا وسيعطي مشروعية أوسع لنضالكم للخلاص ولحق تقرير المصير. كل هذا تم بإخلاصكم وكل هذا جاء نتيجة لتضحيات كبيرة قدمها شعبنا منذ فجر يوم الإحلال حتى يومنا هذا.
يا جماهيرنا المناضلة في الأحواز و في الشتات, إن يقضتكم ومساندتكم للمناضلين هي السند الأول لسلامة المسيرة النضالية وإذا كانت سياسات إيران العنصرية لإخضاعنا لن تتوقف عند حد وهي تتغير كماً ونوعاً وأنها عند فشل كل محاولة‘ تقوم بمحاولة وخطة جديدة لاستهداف هويتنا, ثقافتنا و وجودنا العربي و الإنساني على وطننا الأحواز, لكن نضالكم سيفشل بالتأكيد كل ما يريده ويخطط له عدونا حيث سيصطدم بصخرة مقاومتكم لسياساته العنصرية المستمرة .
يا أبناء الأحواز المناضلين‘ علينا إن نكون عند أعلى درجات اليقظة و الحيطة من مخططات سلطات الاحتلال في هذه المرحلة من عمر نضالنا و نحن و المنطقة و العالم يشهد متغيرات سريعة و مهمة‘ ومن أهم خطط سلطات الاحتلال الحالية إيجاد الفرقة وتشتيت الصفوف وتفريخ الأحزاب و المؤسسات التابعة للدستور الإيراني و خلق الشخصيات الكاذبة و تكثيرها وجعلها تتنافس ما بينها لخدمة سلطات الاحتلال أو للحصول على مكاسب أنية و أماكن في السلطة لينشغل شعبنا و شبابنا إلى فترة من الزمان بصراع في مابينهم حتى يتمكن الاحتلال من أكمال مشاريعه الاستيطانية و الاستعمارية الخبيثة‘ وهذا ما عول عليه النظام الإيراني في الآونة الأخيرة ‘من خلال تشجيع البعض في الدخول بما يسمى العمل ضمن الدستور الإيراني ليقف أبناء شعبنا ضد بعضهم وفي صراعات جانبية و منها صراعات داخل أجنحة سلطات الاحتلال وهي لا تعني شعبنا و نضاله بشي بل هي صراعات داخلية إيرانية. ولا نريد في هذا ان نقلل من أهمية تأثيرها على الوضع الإيراني أو عدم استثمارها من جانب شعبنا بل على العكس إننا نستثمر هذه الخلافات و الصراعات الداخلية لصالح قضيتنا ونضالنا دون إن ندخل بها مباشرة أو نكون طرفا فيها ضد طرف أحوازي آخر.
يا ابنا شعبنا المناضل الغيور إننا في الوقت الذي نطالب فيه بتأسيس المؤسسات المدنية, المهنية ‘الاجتماعية, الإنسانية ‘ النقابات و الأحزاب السياسية الأحوازية وهي دلالة على رقي و تطور الشعب و نضوجه الثقافي و الحضاري. نطالب إن تكون هذه المؤسسات بعيدة كل البعد عن سلطات الاحتلال و مؤسساته كي تتمكن من تمثيل الشارع الأحوازي و كيانه العربي في كل المؤسسات الأهلية في الوطن العربي وعلي الصعيد الدولي كما هي تمثل المقاومة العلنية المدنية المنظمة لردع كل المخططات الإيرانية و الترجمة الحقيقية لوجود شعبنا الجبار فوق ترابه الوطني. و دون ذلك, أي مؤسسة أو حزب ينصهر في مشروع السلطات الإيرانية سيصب عمله في خانة خدمة الاحتلال بعلم أو دون علم مهما حصل على مكاسب آنية أو مكانة في السلطة الإيرانية وسيكون نشاطه تضييع لطاقات شعبنا و قدرات شبابنا و الابتعاد عن أهداف نضالنا التاريخي إلا وهو حق تقرير مصيرنا و طرد الاحتلال الإيراني من أرضنا و بالتالي السقوط في مخطط السلطات الإيرانية الرامي إلى خلق أجنحة أحوازية متصارعة.
يا أبناء الأحواز الغيارى إن ما تدور من إحداث من حولنا لا يمكن تجاهلها. فـ احتلال العراق و التحولات العميقة التي تدور في المنطقة لها التأثير لمباشر على قضيتنا ومستقبلها مما يجعلنا إن نبين بهذه المناسبة وبشفافية مواقفنا من هذه الإحداث وخاصة ما يخص قضيتنا. إن ما يجري في العراق وبعد سقوط بغداد خيل للكثيرين إن المحتلين سيطرقون أبواب طهران أيضا و يكون الأحواز البوابة لذلك مما جعلهم يبنون تحاليلهم على أسس وهمية و أضاعوا طريق الصواب و تبنوا شعارات لا تتناسب مع القيم القومية و الإنسانية التي يناضل شعبنا من اجلها. و إننا هنا نؤكد لأبناء شعبنا إن المصلحة الأمريكية-الإيرانية لا تتعارض في المنطقة وهي علاقات استراتيجية و أثبتت السنين الأخيرة بوضوح لكل ذو بصيرة هذا الموضوع رغم الصيحات و الخلافات الجزئية والتي بدأت تتقلص. إن ما يجمع إيران و أمريكا أكثر مما يجمع العرب مع أمريكا في المنطقة وان معاداة إسرائيل و أمريكا و إيران للعرب تلاقت بسبب النهج التوسعي الإيراني و العداء الصهيوني و المصالح الأمريكية في المنطقة. كما إن التحالف الأمريكي -الإسرائيلي و العداء العربي الإسرائيلي لا يمكن أن يسمح للدولة الأمريكية أن تقوم بتجزئة إيران لمصلحة العرب على حساب إسرائيل على الأقل في المرحلة الحالية أو قبل قيام الدولة الفلسطينية وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وعلى هذا الأساس نؤكد لشعبنا إننا لا نسترجع حقوقنا القومية وحقنا بتقرير المصير على أساس الشرعية الدولية إلا من خلال نضالنا الدءوب و التفاني والتضحية وعلى أساس الثقة بالنفس و الاتكال على ألذات ومناصرة أحرار امتنا العربية وأحرار العالم دون إن نسمح للقوى الأجنبية إن تلعب بالأحواز و القضية الأحوازية كورقة لإغراضها الآنية ومصالحها الاستثمارية و الاستعمارية.
عاشت الأحواز حرة عربية
المجلد للشهداء والحرية للسجناء و المبعدين
الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي
20كانون الثاني، 2005
www.alahwaz.org