والذين يخرجون في المظاهراتِ.. فاجلدوهم ثمانين جلدة
2005/01/18

هذه هي الآية الخامسة والعشرون من السورة المئتين من كتاب المؤسسة الدينية السعودية التي حكمت مؤخرا علي متظاهرين في الرياض منهم إمرأة، بالجلد والسجن لأنهم عكروا أمن الدولة الصافي وأشاعوا القلاقل في البلد الساكن سكون المقابر.
مفسرو كتاب المؤسسة لم يشرحوا لنا حكم التظاهر تأييدا للحاكم وهل يختلف عن حكم التظاهر ضد الحاكم، يعني هل العلة في الحكم هي التظاهر بحد ذاته أم الهتافات التي تطلق في المظاهرة أم الهدف من المظاهرة أم موافقة الحاكم وعدمها؟
قرأت لأحد الكتاب السعوديين وقد نسيت اسمه للأسف أن علي المؤسسة الدينية عدم التسرع في طرح مثل هذه الفتاوي فهي قد تضطر لإصدار فتاوي معاكسة بعد فترة قريبة وربما بتأثير ضغوط جديدة علي الحكومة. وأنا أقول لهذا الكاتب لا تخف فالمؤسسة متمرسة بنقض الفتاوي ولا يهمها أصلا رأي الناس فهي تتكلم باسم الإله ولا تنطق عن الهوي وما تقوله اليوم هو المعتمد أما ما قالته بالأمس فهو إما منسوخ أو معلول أو ظهر للعلماء ما ينقضه أو هو خلاف الأولي أو هو من باب تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان فالفتوي أصبحت مطاطة تطول من طرف وتقصر من طرف آخر وتشد مرة إلي هذا الإتجاه ومرة إلي الإتجاه الآخر ومادامت يد الحاكم الأبدي بيد العالم الأزلي فلن تضار هذه الأمة. وقد شاهدنا في الأعوام القليلة الماضية عجائب من تحول الفتاوي وتعاكسها وتعليل هذا التغير والتحول ومن يعش رجبا ير عجبا.
عندما أفتت المؤسسة بحرمة التظاهر كنا نظن أن هذا الفعل هو من الأفعال التي يحرم ارتكابها وترجع عقوبتها إلي الله تعالي، ولكن اتضح لنا اليوم أننا يجب أن نضيف إلي معلوماتنا أن هذا الفعل ليس فقط حراما يؤزر صاحبه في الآخرة وإنما هو حرام يعاقب عليه في الدنيا والأخرة، ولا ندري إن كان حد الجلد هذا الذي فرضه السادة العلماء علي مرتكب هذا الحرام يسقط عنه العقوبة الأخروية أم أنه سيحاسب علي هذا أيضا يوم القيامة، وهنا نلجأ إلي السادة العلماء راجين توضيح هذا الأمر.
نرجو من السادة العلماء الأفاضل أيضا أن يبينوا لنا حكم المظاهرة التي قام بها سيدنا عمر يوم إسلامه والتي كتبنا عنها في رسالة سابقة، وهل تم تحريم التظاهر تدريجيا كما تم تحريم الخمر فحرمت المظاهرات التي تزيد عن ألف شخص ثم عن مئة شخص ثم عن خمسة أشخاص؟ كما أن بعض المنافقين يسألون عما إذا كان الحج في حد ذاته مظاهرة أيضا والطريقة التي دخل بها الرسول صلي الله عليه وسلم مكة يوم الفتح مظاهرة؟ فكيف نجيب هؤلاء ياسيادة العلماء؟
مزيدا من الفتاوي أيها العلماء ومزيدا من التعسف والضغط والإرهاب والقمع أيها الحكام، فلن تقوم لهذه الأمة قائمة مالم يحصل الإنفجار من شدة الضغط ومالم يفقد المواطن كل حقوقه حتي يصبح الموت عنده أحلي من الحياة وعندها سيخرج من قمقمه المارد وسينقلب السحر علي الساحر وستأخذ هذه الشعوب حقوقها بيدها.
أمير أوغلو
الدنمارك