محللون» و«خبراء».. ومنابر

هم هم أنفسهم، مازالوا كما كانوا منذ ثماني عشرة سنة وسبع سنوات وخمس سنوات.. يملأون الفضاء التلفزيوني والإذاعي، ويسوّدون صفحات الصحف والمجلات بآراء وتحليلات وتنظيرات، ثبت المرة بعد الأخرى تهافتها وبطلانها.. مازالوا كما كانوا يتحدثون بأصوات عالية ويكتبون بلهجة عصبية، متحمسين لآرائهم وتحليلاتهم وواثقين من معلوماتهم.. هم الوطنيون والقوميون والمؤمنون الأقحاح، وغيرهم لا انتماء وطنيا أو قوميا ولا دين له.

ومحطات التلفزة والإذاعة والصحف والمجلات التي مررت لهم آراءاهم وتحليلاتهم وتنظيراتهم المتهافتة الباطلة، مازالت كما كانت توفّر المنابر لهم، كما لو أن القائمين على التحرير والإدارة في هذه المحطات والمطبوعات قد ختموا بالشمع على أسماعهم وأبصارهم، فلم يعرفوا أن كل ما هذر به أصحابهم كان مجرد هراء، لأن الأحداث مضت في اتجاهات مخالفة لما تحدث به وكتب عنه هؤلاء الاصحاب.

هؤلاء «المحللون السياسيون والعسكريون» و«الخبراء الاستراتيجيون»، أكدوا جازمين يوم اجتاح صدام حسين الكويت، أن الكويت الدولة المستقلة أصبحت في ذمة التاريخ، والحال أن صدام ونظامه وكل ما قاما به لأربعة عقود انتهت مع كل تلك التأكيدات الى مزبلة التاريخ.

وهم أنفسهم قطعوا، عبر شاشات الفضائيات وأجهزة الراديو وصفحات الصحف والمجلات منذ سبع سنوات، بأن هجمات

11 سبتمبر (ايلول) هي من صنع المخابرات المركزية (سي آي أيه) والموساد الإسرائيلي.. وأقسموا أغلظ الإيمان بصحة معلوماتهم، مبرئين المنظمات الإرهابية، وبخاصة «القاعدة» منها.. لفّقوا وقائع لا عدّ ولا حصر لها، منها أن 3000 موظف يهودي في مركز التجارة العالمي في نيويورك لم يداوموا في مكاتبهم يوم الكارثة (الحادي عشر من سبتمبر).. وحينما أعلن بن لادن ومساعده أيمن الظواهري المرة تلو المرة، أن «القاعدة» كانت وراء تلك «الغزوة» الإرهابية،

لم يعتذر «المحللون» ولا «الخبراء» عما قاموا به من تضليل للرأي العام، مثلما لم تعتذر الفضائيات والإذاعات والصحف والمجلات التي وفّرت المنابر لهذا التضليل عما تسببت فيه.

والحكاية نفسها تكررت منذ خمس سنوات ونيف، فهم أنفسهم أكدوا، وأعادوا التأكيد المرة بعد الأخرى، أن صدام ونظامه باقيان، أو أن الولايات المتحدة لن يكون في وسعها الخروج من «الوحل» العراقي. وها نحن نرى الآن ان ذلك كله ليس الا هذر وهراء. لكنهم هم أنفسهم مازالوا يطلّون، اليوم بعد الآخر، عبر شاشات الفضائيات إياها، ومن وراء ميكروفونات محطات الإذاعة نفسها، وعلى صفحات الصحف والمجلات ذاتها، يهذرون بالهراء.. ومازال مسؤولو التحرير والإدارة أنفسهم يبدون كما لو أنهم ختموا بالشمع على أسماعهم وأبصارهم.

هل هم كذلك حقا؟!

أوان الكويتية
عدنان حسين

[movedown]:Asmurf:[/movedown]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الامريكيون يكذبون للتغطية على خيبتهم فى كربلاء	على نور الله	3	779	01-22-2007, 11:56 AM آخر رد: حمدي
	لا زالوا يحلمون بحصار سورية	هملكار	6	954	12-18-2005, 09:01 PM آخر رد: الصفراوي
	20سنة في سجون المخابرات بسبب عشيق زوجته..قصص "مأساوية" للبنانيين مفقودين يقول أهاليهم إنهم ما زالوا	أمجد	8	2,626	05-06-2005, 03:47 PM آخر رد: Emile