{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حتمية الالتصاق ..الأخير
فخري الليبي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Jan 2008
مشاركة: #1
حتمية الالتصاق ..الأخير





حتمية الالتصاق ..الأخير



إن الرجل لم يسلب أي حق ولا باطل من المرأة، بل هي لم تمتلك حقوقا من البداية


أجب على سؤالان فقط:




..الذي حدث بعد ذلك، أن أمر المهر والبكارة ترسخ ثم تضاعف ترسخا مع مرور آلاف السنين.

بعد اكتشاف الزراعة و ضرورة البقاء بجوار المحصول تحولت مجموعات الكهوف إلى أكواخ و منازل منحوتة في الصخور بجوار الكهوف القديمة، أو مشيدة بالطوب. تحولت القرى الريفية بجوار الأنهار إلى مدن ، ثم إلى أقطار، تبدلت مواد المقايضات ، من الأرانب الجافة والجلود إلى المحاصيل والحيوانات ، وبالتالي تطور دفع المهر من الجلود و المجففات أو الاستبدال بإناث تعيد للوالد حيويته ، إلى المحاصيل الفائضة والدواب السمينة، ما لم يتغير، هو المضمون ذاته، أي أن الأب لم يجد ما يجبره على أن يفرط في وسيلة مربحة ، ويترك ابنته لمن يعاشرها بالمعروف ويكفي كل حاجاتها المشروعة بالمجان.
....
المشروعة ؟؟ لم تمطر السماء شرعها بعد، لم يتوفر إلا عرف أرضي قديم قدم عصر ما قبل الكلمة، استمرأ فيه الذكور التسلط على الإناث بحكم العادة المتوارثة منذ آلاف السنين، واسترخت الإناث في حضن المدافع عن الحمى، و حضن تصديقها للحماية الوهمية من مهانة الذكور الغرباء، الذين يرغبون في إسالة دمها من موضع شرف العشيرة بالمجان. لم تفكر المرأة أن لها حقوقا في تقييم دمها الطازج بما تراه مناسبا، كان ذلك مسؤولية الأب ، صاحب العلامة التجارية ... الاسم و جذوره العشائرية فقط.
....
لا أفهم كيف نقول أن ذكر ذلك الزمان قد تلقف أول منجل مهددا أقرب أنثى قائلا ، دعيني العق أذنيك واسلب حقوقك كافة؟؟.

اللعبة لم تكن بسيطة لهذا الحد.

إن الرجل لم يسلب أي حق ولا باطل من المرأة، بل هي لم تمتلك حقوقا من بداية البداية، ولم تدخل كلمة حقوق إلى جيناتها بعد ، كان زمن الذكور بلا منازع أنثوي واحد ، كانت تعتقد أنها تملك لقمتها و وتملك تنفيذ نداء غريزتها في إنجاب و رعاية أطفالها، فعلت ذلك بالعفوية التي فرضتها الطبيعة، وهو أمر أعجب الذكر ولم يخطر في باله أن يرد لها ما لم يسلبه منها. أنشرح صدره واسترخي في الوضع الذي يمنحه الكثير من صغار البشر، و كثيرا من المتع اللذيذة أيضا ، متعة التسلط و رجل العائلة وتلبية رغباته في الفراش، أو حتى خلف الشجرة الشرقية.
....
مع مرور آلاف السنين، أدي ذلك إلى أن يضخ في جينات البشر أعرافا تكمن تحت فروة الرأس بشراسة،و في رسوخ لم يزعزعه إلا اكتشاف اللغة، ومن ثم تغيرت بعض الأعراف إلى قيم بجهد كبير من السماء. لكن بعض الأعراف التي تخص لعق الأذنين ، وتحديد موضع الشرف، قفزت فوق القيم وكمنت في صمود عنيد ضد السماء ذاتها.

تلك حقائق واضحة لكل من يرغب في أن ينظر حوله، رغم الحقيقة المؤلمة، وهي أن الكثيرين لا يريدونك أن تنظر إلا حيث ينظرون، و ينظرون إليك بازدراء مباشر، بمجرد أن تصوب نظرك نحو تشوه المجتمع، الذي احتكروا ملكيتهم له بوثيقة مختومة مرتين بمخلب قرد ضئيل لا ينقصه الخبل.
....
أنا لا أتحدث عن مجتمعاتنا الشرقية، بل عن كل المجتمعات البشرية. هكذا بدأ الأمر، منطلقا من الشرق..أعني تقريبا هكذا .

صدقوني لا أرغب في مفاجأتكم فقد قلت لكم في وضوح ما يعني أننا :-

1- نملك ظاهرة البكارة، التي كانت رمزا للذكر على أنه وحده، قام باخصاب الأنثى ليحافظ على نسله هو.( وهذا أمر ينفرد به الشرقيون أو أغلبهم ) أما بقية البشر الذين سبقونا في الهرولة بعيدا عن قيم الكهف، فيشاركوننا في أننا :-

2 - تتحكم فينا أخلاقيات تقيس الرجل بمقدار صيده في الكهف و رصيده المضمون في المصرف.

3 - نتبجح أيضا بظاهرة الفحولة والسيطرة على الأنثى التي نشأت على الخنوع، مقابل ساق كاملة لأرنب مجفف، وكهف يحميها من عواء الذئاب و كذبة أذى الذكور.

4 - والأنكى أننا نملك احساس منتشر، يـُشعر الرجل بالذل الصاعق إذا لعق آخر أذنتي أنثاه ، بموافقة منها أو نصف موافقة، رغم احساسه بالفخر السخيف حين يلعق أذن قبيحة لأنثى ذكر آخر.
....
الشرق هو مهبط البشر والشرائع والحضارات، التي أخرجت الأنثى من الكهف و جعلتها تؤمن بأن لها حقوقا، فأبرزت دور المرأة و أوصلتها إلى سدة السلطة، برضاء الذكور الذين يملكون الشوارب الكثيفة والسواعد الغليظة في خدمتها، لولا أنه، أي الشرق، تمسك بقيم القرود الذكورية لمدة أطول مما يجب، رغم أنف السماء التي ما فتأت تنذره، مما جعل الغرب يلحق به ثم يسبقه و يواصل الهرولة مبتعدا عنه و عن قيم الكهوف .
....
فأين نحن الآن؟؟

نشكوا تخلفنا عن الكثير من الأمم ، و نبحث عن الجاني، أحيانا بالجدل الذي يتخلله الكثير من الصراخ ، وأحيانا نلقي بالسبب على عاتق السماوات السبع، ولو وجدنا سماء ثامنة لتمكنا من اتهامها أيضا.

1- هل تخطينا مسألة البكارة التي يجب أن تسيل على جوانبها الدماء مقابل قيمة توازي اسم الأب والعائلة؟؟
2 - هل أصبح الرجل مقتنعا بمساواة المرأة في القيمة والحقوق والواجبات و الندية ؟

سؤالان يظهران في منتهى البراءة الساذجة، على هامش دوافع و ضروريات التقدم الحضاري، والتمدن الذي انقطعت أنفاسنا من الهرولة حولها. لكن في الإجابة عنهما بالنفي تكمن الطامة الكبرى.

فهل إجاباتنا عنهما تكون بالنفي؟؟
هل إجابتنا عنهما تكون بالإيجاب ؟؟

عندما اتجه بتركيزي نحو مجتمعاتنا العربية أقول ليس إجاباتنا نفيا قاطعا ولا إجابا صادقا. فالواقع يقول أن الكثير من تلك الأعراف قفزت فوق قيم السماء وثبتت في رؤوس لم تشاء مقاومتها،أولم تحاول جيدا التخلي عنها . غير أن الإنصاف يدعوني للقول بأن أغلب الأفراد يزدرون هذا التشبث بتثبت في فلسفة جانية عقيمة. إننا نعرف الجاني ونرى بصماته على جثة مجتمعاتنا العريقة، إنه ... التشوه الثقافي، الذي خالف تعاليم السماء، ليجعل البعض ينظر لهذه الأمور بعين القرد. ومن ينظر بعين القرد لن يرى القرد في داخله.
.....
المرأة العربية جمـَّدت أعراف جبلاية القرود جيدا، في قوالب ثلاجة التاريخ ، و نزعت البرقع و اليشمك، بمساعدة الرجل منذ عقود طويلة ، تعلمت و اقتحمت كل الميادين وأبدعت، فلاحت في الأفق أنوار نهضة واعدة ،هذه واقعة لن ينكرها أحد.
....
الخارقة الحديثة : أن قردا ما في مكان ما، لوح بختم القرد مضيفا إليه ختما جديدا يمثل ذقنا كثيفة مخضبة بالحنة الحمراء !!
....
أعاد للمرأة غطاءا للرأس و نقابا و حجابا و اصبغهما بالحنة الحمراء أيضا.
ومن لم ترغب في التخلي عما حققته من مستوى اجتماعي و مادي، عوضها عن ذلك بالكثير من الجلود، أعني الدولارات التي يغرفها من كهوف النفط.
.....
قيم جاءت من أعراف الكهف،و قفزت فوق المبادئ السماوية، وجدها المغرضون ركائز تمكنهم من السيطرة على ناصية المرأة والرجل فالمجتمع، فحقنوها بالكثير من الفضائيات والشرائط و الأقراص المعبأة بكل غث شنيع. هذا كل ما في الأمر.
....
الكثير من الإناث، يقاوم هذا الجنوح نحو ظلام الكهف مشرئبا إلى النور، في شجاعة ستسجـَـل جيدا للمرأة العربية ، لكن الأغلبية تسير مع التيار، إما عن قناعة مزيفة، أو أن رياح المجتمع هي التي تدفعه مستندة على معطيات الأمية والجهل.

أنا اعتقد أنه لولا النفط لاستعادت المرأة حقوقها الذي استلبها منها التخلف الثقافي، المستند على البترودولار، ولتقدمت المرأة بخطى سريعة ولساندها الرجل بعفوية يفرضها العصر، كما فرضت عفوية عصر الكهف الكثير من الأمور على الجنسين.
....
كل ما جئت به مجرد خواطر و رؤية أستنبطها أو اقتبستها بجهد لا أعده قليلا، محاولا سرد الوقائع التي أدت إلى أن يتشكل الكثير من مجتمعاتنا بطابع ذكوري فج. قد يتفق البعض معي، أو يختلف أو يصحح أو يتساءل. وهو أمر منطقي و مرغوب ، فالموضوع الذي لا يحث على حك الرأس والاختلاف يعد مضيعة للوقت.
....
أرى أن أقف عند هذا الحد، مستدركا أن المرء، قد يحتاج لكتابة عدة موسوعات لو استمر على نفس المنوال ، و مدركا أن أرائكم و تعليقاتكم ، ستتيح لي المزيد من فرص القول الذي كتمته كي لا أطيل أكثر مما أطلت .....
....
تحياتي
09-09-2008, 12:53 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حتمية الالتصاق ..1 فخري الليبي 13 2,703 10-19-2008, 11:51 PM
آخر رد: فخري الليبي
  حتمية الالتصاق ..4 فخري الليبي 1 645 09-07-2008, 11:40 PM
آخر رد: فخري الليبي
  حتمية الالتصاق ..3 فخري الليبي 1 703 09-07-2008, 11:33 PM
آخر رد: فخري الليبي
  حتمية الالتصاق ..2 فخري الليبي 1 678 09-04-2008, 01:36 AM
آخر رد: فخري الليبي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS