اللي طالع "الغزال" على الميدني* ينزلو

طبعاً ما عاد فينا نقول للأقباط لا تطلعوا وأنتوا حاملين الصليب ، لأنه إلهم الشباب شهور عم يجتمعوا في الساحات العامة وبينطلقوا من المساجد وبعد صلاة الجمعة ويصلوا بالساحات ...
هلأ لما وصلت للقبطي صرنا بدنا نمنعو ... يا خيي خليه يطلع ، هاد الله "ما خلئوا" يعني ؟!

وطبعاً بيجيك بعض المصريين "العالمانيين" (اسألوا لي المتدينين هيك بيرضوا عنا لما منصير نكتبها مثلهم؟) وبينزعجوا من بيان الإخوان بقصة ماسبيرو ....

طيب يا حبيب ألبي ... مو أنتوا نفسكم اللي تحالفتوا مع الإخوان ضد مبارك ... أنو شو فيي أعمل إلكم ؟
أنا اللي قلتلكم تروحوا تجيبوا الإخوان ؟
أنا اللي جبت الشباب المصري الليبرالي وقلت له حط ايدك بإيد الإخوان ضد مبارك ، ولا انا اللي سهلت لجيفارا العرب "القرضاوي" يروح يصلي بميدان التحرير بمناسبة تحرير مصر من مبارك ، هلأ انو ما تخلوا أفكاركم سودا نحنا ما خلطنا الدين بالسياسي ، كل القصة أنه كنا بالميدان مجتمعين واجت وقت صلاة الجمعة وخطب فينا بعد ما صلينا شو فيها يعني ؟! ... هلأ بدكم تعملوا لي اياها قصة وأنه دخلنا الدين بالسياسي وما إلى ذلك ، له يا خيي ما تغلطوا . والله ثم تلله ثم تلله لو استطعنا نخطف رجلنا على شي جامع قريب ما كنا صلينا بالساحة وانحسبت علينا أنو خلطنا الدين بالسياسي ....
بعدين تعوا لهون هلا أنه صحيح نحنا صلينا بالساحات وطلعنا من الجوامع ووقتنا مظاهرتنا على توقيت صلاة الجمعة ، لأنه في الحئيئة (هاي غير الحئيئة تبع رفيق الحريري) كان لسه ما اخترعوا الساعة ... بس والله وما إلكم عليي يمين ، هاي مو حجة للأقباط يطلعوا بمظاهرة طائفية ويضربوا الجيش بالصلبان ، طيب نحنا كل ما نعمل شي ضروري هالذميين يقلدونا ؟!
لازم يعرفوا قدرهم وقيمتهم هم ضيوف في بلدنا وعلينا واجب حمايتهم ، بس مو أنو ياخدوا وش ويكتروا ... نائص بعد نخليهم يحكموا ، ناس فعلاً ما بتنعطى وش ...!!

وبعدين انتبه يا خيي .. إذا إخوان مصر بدر منهم سوء أو إنهم لا سمح الله لا سمح الله "شاطة ريالتهم" على السلطة والحكم ، إياكم تفكروا إخوان سوريا هيك ....
لا هيك ما بسمحلكم سوريا غير ... سوريا الله حاميها وإذا الله ما بيحميها في حماية دولية بس طبعاً دون تدخل خارجي ، الحماية الدولية مو خارجية حتى ما يلعب الفار بعب حدى منكم ، الحماية الدولية هاي بس يقررها مجلس الأمن بتطلع من بين رجليه للواحد (أجلكم) وأبداً أبداً ما بتجي من الخارج أو من تدخل خارجي ...
بعدين إخوان سوريا جماعة مو طائفيين أبدأ وما عندهم شهوة مزمنة لاعتلاء السلطة مثل إخوان مصر ... هني لما حاربوا حافظ الأسد في الثمانينات حاربوه لأنهم جماعة ديمقراطيين وقفوا في وجه طاغية غير ديمقراطي وليس لأنه علوي ... بليز إياكم تعتقدوا غير هيك والتاريخ يعيد نفسه يا حبايب ألبي .

وهلأ لما الإخوان تشكلوا بالمجلس الوطني كان قصدهم الحرية أكيد ومو غايتهم السلطة ولا إلهم ثأر تاريخي ، الشباب جايين بكل تهذيب وجايبين معهم المفكر برهان غليون ... بعرف راح ينطلي واحد منحبكجي ويقلي طيب كيف غليون الليبرالي "العالماني" تحالف مع الإخوان ومع معارضة ذات وجه إسلامي .. راح قلو ما تغلط يا خيي ، ضرورات الثورة أنه الغاية تبرر الوسيلي ... هلأ خلينا نتحالف معهم وبعدين لما يصير ديمقراطية ودولة مدنية راح نفرجيكم وزنهم الحئيئي الشعب السوري منو طائفي ولا بيحب الطائفية .

أكيد الشعب السوري غير ، هلأ لا يروح ويركض واحدكم ويفكر بلبنان ، لبنان حالة خاصة يا خيي . أو أنه شي غبي مثلاً يذكر العراق ، العراقيين حربهم الطائفية بسبب الاحتلال والإيرانيين بعدين نحنا عم يدعمونا الأتراك وهادولي ملائكة غير حكومة الملالي الطائفية ، ورجاء ما حدا يجيب سيرة السودان السودانيين شو فهمهم ... أو البحرينيين ... لا هيك بدي إزعل منكم عم تقارنوا السوريين الشعب صاحب الحضارة العريقة بالخليجيين ؟!
ويا حبذا ما حدا يئلي المصريين .......... لا هاي ما حبيتها منكم المصريين شعب بسيط لكن نحنا شعب مثقف ... هلأ صحيح إنو معظم شعبنا ما بيعرف الليبرالية و"العالمانية" شو هني ... بس هاد مو نقص ثقافة بالسوريين هاد النظام هو اللي مانعهم يفهموا هالأمور ، ولا ريب -شو رأيكم بهالكلمة؟- أنه بعد إسقاط النظام الكل راح يصير يفهم "بالعالمانية" ويطبقها على أرض الواقع ... ليه ؟ .... آها ما سألتوني ليه .....
لأنه نحنا بدنا نحجم الإخوان ونحطهم بحجمهم الحئيئي على أرض الواقع ونبني بلد للجميع على عكس آل الأسد يا خيي اللي خطفوا هالبلد لأنهم طائفيين .
هلأ خوش أضمن إلكم ، ما بضمن أنه ما ممكن يصير عندي إخوان مسيحيين وإخوان علويين وإخوان دروز وإخوان اسماعليين إلى جانب الإخوان المسلمين ... بس هاد معناه حرية الرأي مو معناته تقسيم المجتمع سياسياً على أساس طائفي إياكم تغلطوا ،
بعدين تعى لهون يا خيي نحنا عم نكافح نحنا والإخوان "المسلمين" ضد "طائفية" هذا الحكم المقيتة ، فليه فايت فيي شمال وبدك تاخدني بالدوكي ... روء عليي شوي يا خيي .
.
.
.

حاصلو ... اللي صار هاليومين هدول بمصر ما ممكن يصير بسوريا في المستقبل واللي صار بالعراق ولبنان والسودان وحتى ليبيا ما بيصير في سوريا ... سوريا مهد الحضارات .
وإذا المصريين والعراقيين والسودانيين واللبنانيين إلى آخره من شلة الأنس مو عارفين ينزلوا الغزال عن الميدني اللي طلعوه عليها ... فبإذن واحد أحد نحن السوريين "العالمانيين" منطلع ألف غزال عالميدني ومنزلوا ، شو بدك نحنا أشطر من الكل ....


الهوامش :
- الميدني : تعني المئذنة ، والمثل العامي يقول اللي طلع الحمار على الميدني هو ينزلو ... لكن أربأ أن أصف الإخوان بالحمير فهم في ربيع الثورات هذه ظهروا كالغزلان وصفة المثل الحقيقية تنطبق للأسف على "العالمانيين" الذين تحالفوا معهم .


ملاحظات :
- للتوضيح : لأننا في كل مرة يجب أن نكتب ليس فقط شرح المفرادات ، بل يجب أن نقدم المعاني بالملعقة لبعض الزملاء الأذكياء في النادي كي يستوعبوا ماذا نقصد ، هذا المقال موجه "للعالمانيين" المتحالفين مع الإخوان المسلمين في المعارضة السورية وليس موجه بأي شكل من الأشكال للمعارضة السورية العلمانية الشريفة في وجه النظام أو حتى للمعارضة التي لا تدعي العلمانية في وجه النظام ، وبالتالي ليس المقصود من المقال تفضيل النظام على المعارضة أو تلميع صورة النظام .

- كتب المقال بالعامية لأن زمن الفصحى قد انتهى وبدأ زمن جديد ، اللغة فيه انحدرت لتناسب واقعه ورجالاته الجدد والذين أخشى شخصياً أن يكونوا أسوأ من رجالات الزمن الماضي .

- بيان الإخوان المسلمين في مصر بشأن أحداث ماسيبيرو 9-10-2011 :
http://www.ikhwanonline.com/new/Article....&SecID=212
.

اسقاط النظام مهمة جميع رافضيه، وحقهم المشروع. وإذا كان من حق جميع المعنيين اسقاط النظام فالتحالف المتعلق بهذه النقطة امر طبيعي.
وبسقوط النظام تنتهي النقطة المُتحالف عليها ويصبح الطريق مفتوح للجميع لممارسة اللعبة حسب القواعد السياسية العامة والسقف الثقافي المنحط.

شو بدنا نسويي إذا كانت ثقافة المنطقة هيك، وانو حكم آل الاسد لمدة اربعين سنة جعلوها اخرا واخرا واخرا؟
( بعدين انت باينتك لبناني مو سوري)

الوضع في سوريا فعلاً مختلف....
والسبب ليس إختلافاً بين إخوان سوريا وإخوان مصر ...ولا حتى الإختلاف بين شعب مصر وشعب سوريا..
في مصر النظام لم يسقط بل سقط فقط رأسه... وهو متحالف مع الإخوان و قد تفسر "الزبالة" في بيانهم إنها مغازلة للجيش أكثر من كونها طائفية...
في مصر النظام والإخوان والمستفيدين والجبناء في تحالف ضد التغيير في ظروف ثورة مازالت في أولها وسيذكر التاريخ الثمانية عشرة يوماً الأولى كمجرد شرارة إنفجار الثورة المصرية... الأمر جد مختلف في سوريا ...
لن أدلي بدلوي في أمر سوريا أنا فقط أستنكر المقارنة...

أقلوي ولقى جنازة يشبع فيها لطم.

(10-11-2011, 12:14 PM)طريف سردست كتب:  ...
( بعدين انت باينتك لبناني مو سوري)

لبناني لا يقول "هاي"، "هادا" و"هدول" ولا "ما بتنعطى وش" ولا "كان لسه" —الـ"لسه" أعتقد يستخدمها من هم في أقصى شمال لبنان قرب الحدود مع سوريا— وأكيد لن يقول "مو"...

مرحباً للجميع :

(10-11-2011, 12:14 PM)طريف سردست كتب:  اسقاط النظام مهمة جميع رافضيه، وحقهم المشروع. وإذا كان من حق جميع المعنيين اسقاط النظام فالتحالف المتعلق بهذه النقطة امر طبيعي.

كما أنه من الطبيعي أن لا أصدع رؤوس العالم بأن النظام باع لواء إسكندرون للأتراك وعند أول فرصة أرتمي في حضن الأتراك لكي أشكل مجلس وكلنا يعرف عندما سيستلم الحكم في سوريا فهذا يعني أن دمشق سوف تدار من اسطنبول ...
من الطبيعي أيضاً أن لا أنعت النظام بالطائفية وأذهب للتحالف مع تنظيم طائفي في مواجهة هذا النظام .

يا عزيزي من الطبيعي أيضاً وأيضاً أن يقرن القول السياسي بالفعل لا أن يكون الموضوع برمته مجرد شعارات وتجارة بالشباب السوري لا أكثر ، ولأن فقد النظام مصداقيته منذ زمن طويل فالأطياف التي شكلت مجلسها من اسطنبول وانضوت تحت لواء الإخوان -وإن ظهرت هي في الواجهة بمظهر من يدير الأمور- قد قطعت شوطاً واسعاً في فقدان مصداقيتها عند أي عاقل وبالتالي أصبح ينطبق على المجلس الانتقالي والنظام المثل القائل شهاب الدين "أفضل" من أخيه ..

آها قبل أن أنسى ... سوف يلاحظ الشباب أنه كما خيم على جماعة المجلس الانتقالي أو الوطني -سموه كما تشاؤون- صمت القبور بما يختص بلواء إسكندرون ، بعد أن أصبحوا هم وتركيا أحلى من السمن على العسل وكانوا هم أنفسهم قد صدعوا رؤوس السوريين بوطنيتهم العالية ، ستجدون أن العلمانيين الذين تحالفوا مع الإخوان المسلمين هم نفسهم الذين صدعوا رؤوسنا في وصف طائفية النظام صامتين بل ولا أستبعد أن يسوقوا لتنظيم الإخوان بشكل غير مباشر بعد عملتهم "البيضا" بالتحالف معهم . وسوف ينحصر نقدهم للنظام في المرحلة القادمة بقضايا الإجرام بحق الشعب وإقصاء الآخر والفساد واحتلال الجولان ، رغم أني أنصح جماعة المجلس ومن والاهم أن لا يتحدثوا عن الإقصاء بعد فضيحة "القاعة" التي لم تتسع للجميع في مؤتمرهم الأخير ، يعني بطلنا نلاقي باسطنبول قاعة كبيرة شوي ...!!
أما إجرام النظام السوري بحق الشعب فأرجو و"أصلي" ليل نهار أن لا يحدث بنا كالعراقيين الذين لم يعودوا يعلمون بعد ثمان سنوات من التفجيرات والقتل والعمليات الانتحارية أيهما أفضل صدام "المجرم" أم حكم الكانتونات "الديمقراطي" المتواجد في العراق الآن . وبدل أن تنكلم عن نزوح عشرة آلاف سوري يصبح الكلام عن مليون ونص سوري هذا إذا وجدوا دولة جارة تستقبلهم ...
أما الجولان والفساد فهذه قصص أخرى ، ويا مين يعيش حتى يكتب ويذكرنا فيها .

بالمختصر من يطرح البديل عليه أن يأتي بشيء أفضل -ولو قليلاً- قولاً وفعلاً كي لا يصبح الموضوع "من تحت الدلف لتحت المزراب" ، فنحن لا نملك رفاهية الوقت في تجريب خيارات قد جربت من قبل ولم تنجح فقط لأن البعض يعتقد أنه متميز عن الآخرين .

(10-11-2011, 12:14 PM)طريف سردست كتب:  وبسقوط النظام تنتهي النقطة المُتحالف عليها ويصبح الطريق مفتوح للجميع لممارسة اللعبة حسب القواعد السياسية العامة والسقف الثقافي المنحط.

السؤال من هم الجميع ؟
المنطق يقول ، إن القوى التي لا تستطيع أن تلج حلبة العمل السياسي إلا من خلال تحالف طائفي في مواجهة نظام المفروض أنه طائفي من وجهة نظرها ، هو نفسه سيقول لنا أن هذه القوى لن تكون قادرة على إعادة عفريت الدين إلى قمقمه بعد أن أطلقته على السوريين ... وهو نفس المنطق الذي سيقول لنا أن الفرق سيصبح حقيقة بين النظام والمجلس الانتقالي إذا أتى واستلم هذا المجلس ، أن النظام كان له قوة ضاربة استطاع من خلالها السيطرة والتحكم على سوريا والحفاظ على وحدة سوريا بينما هذا المجلس سيأتي بمجموعة رؤوس ومع عدم إمكانية الاتفاق بينها على تقاسم الكعكة (سوريا) سوف يستعين الجميع بالإديان والطوائف في الواقع "لهبش" حصته منها ، بينما هم يتحدثون عن الوحدة الوطنية ولا داعي لأن أضرب الأمثلة .

(10-11-2011, 12:14 PM)طريف سردست كتب:  شو بدنا نسويي إذا كانت ثقافة المنطقة هيك

لا شيء .... نستبدل البعث بالإخوان المسلمين وكأنك يا بو زيد ما غزيت .
.
.
.
.
في النهاية يجب علينا أن نتجاوز مرحلة البعث نحو سوريا جديدة ، لكننا لن نستطيع أن نتجاوز نحو سوريا جديدة باستعادة دور للإخوان المسلمين وإحلاله محل البعث ، على هذه الشاكلة نحن نعود إلى بداية الثمانينات لا أكثر .
هل الشعب السوري عاجز عن تجاوز مرحلة البعث والإخوان ؟!


سأحاول أن أعود ...

حلو كتير .. يعني المفروض من المعارضة عندما تقدم نفسها كبديل عن النظام أن تقوم بما يلي :

1- اعداد خطة متكاملة لتحرير لواء اسكندرون .
2- اعداد خطة استراتيجية لتحرير الجولان .
3- تقديم مشروع شامل لمكافحة الفساد في البلاد .
4- علمنة المجتمع و جعل المظاهرات تخرج من صالات الديسكو عالوحدة و نص .
5- استئصال من تبقى من الإخوان و إقصائهم عن الحياة العامة و إعمال قانون 49 .

باختصار يجب على المعارضة أن تفعل في 4 شهور ما لم يفعله النظام في 40 سنة .!

و هيك مناخد موافقة من الزميل الأقلوي أعلاه ببديل أفضل من النظام .

بكل الأحوال , مهما كان البديل أسوء و لو كان كل من يتظاهر هو الملا محمد عمر و أسامة بن لادن و أيمن الظواهري (مع حفظ الألقاب) مجتمعين, و لو كانت حماة قندهار الثانية, و جبل الزاوية تورابورا السورية, و حمص جلال أباد و حوران هلمند و دير الزور اقليم خوست ....الخ

كل ذلك لا يبرر لأي "عقل" (حتى لا أقول ضمير) أقلوي و مهما بلغ من الخسة و النذالة السكوت أو تبرير جرائم النظام بطريقة أو بأخرى .

مرحباً للجميع :

(10-11-2011, 02:31 PM)AhmedTarek كتب:  الوضع في سوريا فعلاً مختلف....
والسبب ليس إختلافاً بين إخوان سوريا وإخوان مصر ...ولا حتى الإختلاف بين شعب مصر وشعب سوريا..
في مصر النظام لم يسقط بل سقط فقط رأسه... وهو متحالف مع الإخوان و قد تفسر "الزبالة" في بيانهم إنها مغازلة للجيش أكثر من كونها طائفية...
في مصر النظام والإخوان والمستفيدين والجبناء في تحالف ضد التغيير في ظروف ثورة مازالت في أولها وسيذكر التاريخ الثمانية عشرة يوماً الأولى كمجرد شرارة إنفجار الثورة المصرية... الأمر جد مختلف في سوريا ...
لن أدلي بدلوي في أمر سوريا أنا فقط أستنكر المقارنة...

الزميل AhmedTarek :
للأمانة أنا لم أتطرق للموضوع كي أعقد المقارانات فعلاً ، والذي كان يؤمن بأن الوضع في سوريا يشبه الوضع المصري حقيقة هم من قلد الطريقة المصرية والليبية من بعدها ، وأسقط خصوصياتها على خصوصيات الواقع السوري لكي يغير واقعه .

أنا تطرقت للحالة المصرية كي ألج من خلالها إلى الحالة السورية وحتى أعطي رسالة غير مباشرة ، مفادها أننا ندخل في مرحلة الدول الدينية بعد أن فشل المشروع القومي على يد الأنظمة التوتاليتارية* ، وهذه المرحلة تعود في جذورها إلى 1979 قيام الجمهورية الإيرانية الإسلامية .
فمن يدقق النظر يعلم أن المشروع الإسلامي مع كل انتكاساته في المنطقة نما وترعرع في وعي الشعوب تارة وفي لا وعيها تارة أخرى ، حتى بات هو البديل الواقعي على الأرض من وجهة نظر نسبة لا بأس بها من هذه الشعوب* والغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً .
من مصر إلى ليبيا إلى سوريا من لا يرى الاتفاق الضمني بين الولايات المتحدة والقوى الإسلامية على الرؤيوية التي تحكم مستقبل دول هذه المنطقة والشراكة الحقيقية في صنع خارطتها السياسية فهو أعمى بكل معنى الكلمة .
وبصرف النظر عن النوايا الطيبة للشعوب التي تتوق نحو تغيير واقعها نحو الأفضل ، إلا أننا في النهاية مضطرين أن نبحث عن النخب التي ستركب الموجة وتأخذ بيد هذه الشعوب نحو مرحلة التغيير القادم والتي سترسم -شئنا أم أبينا- جزء لا يستهان به من الصورة ، صوة المشهد الوطني لهذه الدول .

وبذلك لا يعود وقوفي كعلماني ضد فكر الجماعات الإسلامية السياسي ممثلة بالإخوان المسلمين ، هو من أجل استمرار حكم بيت الأسد "العلويين" مثلما يعتقد بعض "الأذكياء" المسطحين الذين يتهموننا بالأقلوية وما شابه .
بل وقوفي في وجه هذا الخيار هو محاولة للبحث عن بديل أفضل لهذه الأنظمة المنتهية الصلاحية ، وبالتالي رؤيتي ترتكز أننا لا يجوز استبدال الفكر القومي الذي بزغ في مرحلة نهضة الوعي العربي بعد الاستعمار واستهلك من قبل أنظمة الحكم الفردي في بلادنا فأصبح لا شكل له ولا لون ولا طعم ، بالفكر الديني الصاعد نتيجة ضوء أخضر من راعي البقر* الأمريكي ودعم مادي مباشر من دول البترودولار ، فهذا التطور يمشي بعكس التاريخ محاولاً إرجاعنا إلى عصور مضت تجاوزها غيرنا ولا زلنا نحن نقف عندها .
إن كل النماذج التي طرحت في المنطقة العربية لو قمنا بالتدقيق ، هي نماذج متهالكة تؤدي إلى خلق مشكلة ما لشعوب هذه المنطقة ، ابتداءاً من أنظمة اليسار القومي في مرحلة الخمسينيات وصولاً إلى النماذج الدينية في القرن الواحد والعشرين .
ولربما يخطر في بالنا النموذج التركي الذي أنتج "ظاهرياً" تزاوجاً بين القوى الإسلامية ومفهوم الدولة العلمانية ، لكننا يجب أن لا نتسرع في الحكم على هذه التجربة رغم كل الإغراءات المرافقة ، لما لها من خصوصية جيواستراتيجية في المنطقة اجبرت شخص مثل أردوغان يعتقد أن المساجد ثكنات والقباب خوذ والمآذن حراب والمصلون جنود ، يتحول إلى شخص يتغزل بالعلمانية !!
هذه الخصوصية التركية تجعلني قلقاً كثيراً من التسرع في نقل هذه التجربة ، وخصوصاً أنها لا زالت في بدايتها وهي لا تعتمد على فكر قوى سياسية متبلورعلى الأرض بقدر ما تعتمد على شخص وكاريزما زعيم بحجم أردوغان .
بالمختصر تحتاج هذه التجربة إلى إعطاءها مزيداً من الوقت حتى نرى نتائجها فعلاً وإلى ماذا ستفضي بالنهاية .

إن ما يحصل مع الشباب المصري الذي يسعى للتغير قد قلناه في بداية الثورة قبل أن يسقط مبارك ، فأنتم اليوم تصطدمون مع المجلس العسكري رغم اعتباركم له حامي للثورة في مرحلة ما !!.
ولأن اكتسبتم النوايا الطيبة يا زميلي العزيز ، لكني أعتقد جازماً افتقادكم للرؤية السياسية الواضحة وتخبطكم في وضع الأولويات نحو التغيير ... فأنتم بحسب اعتقادي الشخصي والمتواضع تسعون لهدم مؤسسة هي حامية للوطن شئنا أم أبينا رغم كل الانتقادات الموجهة لها وكل المآخذ عليها .
إن وحدة القطر المصري اليوم ترتكز مؤقتاً على هيبة الجيش المصري لفرضها حتى وإن اختلفنا معه في الرؤية والتوجه ، وإذا كان لا بد من التغيير الجذري في مؤسسة الجيش المصري (ككل الجيوش العربية) ، فنحن بحاجة بداية إلى بناء دولة وهذا الأمر يتم بكسب النقاط المتتالي ولا يتم بهدم كل شيء فوق رؤوسنا لنجلس بعد ذلك كي نبني من الصفر . رغم أني متأكد أن أي شخص عاقل لن يستطيع أن يجزم أن البناء الجديد سيكون أفضل فمن منا يعرف المستقبل أو يضمنه ؟! .
إن أقصى ما نستطيعه هو أن نتفائل به وأن نسعى للعمل على تغييره .
فلما لا تقومون بخلق قوى حية حقيقية على الأرض مؤطرة ضمن فكر واضح المعالم من أجل التغيير ، خصوصاً أن هذا الأمر متاح لكم ظرفياً قبل أن يفوتكم القطار ويستولي الفكر الديني بالتحالف مع العسكر على الحكم ويتقاسمون المكاسب والمغانم على الأرض .
إن معركتكم الحقيقية اليوم هي في تأطير قوتكم الشعبية وتوجيهها إلى غاياتها وليس في الصدام مع الجيش مباشرة .
إلى هنا سأكتفي بهذا الشرح السريع معتمداً على قدرتك في استقراء ما ضاق وقتي عن قوله ، ولا بأس أن تطلع على هذا المقال رغم قصوره في طرح الكثير من الجوانب إلا أني أرى أن جوهر الفكرة الأساسية يحصل اليوم معكم ، وما تسعون لتغييره اليوم قد استقرأناه قبل تسعة 9 شهور :
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=41488

تحياتي للجميع


الهوامش :
- ربما الواقع أصبح مغايراً للوصف ولكني اعتمدت في المفهوم على منشأ هذه الأنظمة الحاكمة .
- إن فشل المشروع القومي في تحقيق آمال وتطلعات الجماهير العربية هو أحد العوامل التي مهدت وفتحت الطريق للمشروع الديني .
- لطالما استرعت انتباهي هذه الرابطة العميقة بين راعي البقر وراعي الغنم !.