بين صفية والمالكية حقائق ترعب حكومة البحرين
عباس ميرزا المرشد
" كانت الأموال والشيكات المودعة في حسابات بعض موظفي الأمم المتحدة
أقوى من حقائق الخواجة الأمر الذي دفع ببعض القادة السياسيين
في البحرين إلى تنظيم سلسلة فعاليات شعبية تبرهن
على أن حكومة البحرين ليست جديرة بهذه الجائزة وهي حكومة أقرب ما تكون إلى حكومة متحولي الجنس"
طوال الأسبوع الماضي لم تنقطع حركات الاحتجاج والرفض لسياسية رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان الذي توجهه الأمين العام للأمم المتحدة بجائزة شرفية بعد أن قام خليفة بن سلمان بدفع أكثر من مليون دولار للحصول على مثل هذه الجائزة وقد تم له ما أراد. فقرية المالكية وهي من ضمن القرى التي تعاني من نفوذ عائلة آل خليفة تصدرت الأخبار كما تصدرت قائمة القرى المفروض عليها العقاب الجماعي وقطع الكهرباء عن الأهالي، ومن المؤسف جدا أن لا تكون هناك تحركات سياسية حقيقة وجادة لرفع العقاب الجماعي عن هذه القرية رغم أن الأمور تكاد تصل فيها إلى أوضاع تشابه ما يحدث في قطاع غزة وتوغل الجيش الإسرائيلي فيها.
حركات الاحتجاج كانت متنوعة وتحتوي خطوات نوعية مثل خطوة الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة حيث تحدث في اجتماعات الأمم المتحدة عن هذا الموضوع واستعرض التاريخ القمعي والإرهاب الذي مارسته أجهزة الحكومة التي يشرف عليها رئيس الوزراء إضافة إلى السجل المخزي في مسألة الأرضي والأزمة الإسكانية التي تعيشها البحرين منذ أكثر من ثلاثة عقود وطالب الأمين العام بالتدخل من أجل حجب الجائزة عنه. كانت الأموال والشيكات المودعة في حسابات بعض موظفي الأمم المتحدة أقوى من حقائق الخواجة الأمر الذي دفع ببعض القادة السياسيين في البحرين إلى تنظيم سلسلة فعاليات شعبية تبرهن على أن حكومة البحرين ليست جديرة بهذه الجائزة وهي حكومة أقرب ما تكون إلى حكومة متحولي الجنس . فالحكومة البحرينية تعتمد صناعة الأساطير وتحريف الحقائق ومن ثم يتم تسويقها عبر الأموال والرشاوى في حين أنها تنتهك كافة الحقوق المدرجة في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
من المؤكد أن تكون جوقة الإعلامي التابعة لرئيس الوزراء مشغولة هذه الفترة في التحضير لتغطية المسرحية الهزيلة كما يسمها الناس هنا . وفي المقابل يستعد النشطاء أيضا من أجل مواجهة هذه الحملات بحملات أكثر صدقا وثباتا، فقد استطاعت جهود هؤلاء أن تصدر بيانات شجب عالمية أهمها بيان منظمة حقوق الإنسان هيومن وراتس وتش ذات النطاق العالمي . كما استطاعت أن تنقل حقيقة الأمر إلى وسائل الإعلام العالمي وعبر أهم وكالة خبرية في العالم وهي وكالة رويتر التي نقلت أخبار الاحتجاجات الشعبية وبينت مدى تعارض مبادئ الجائزة مع واقع الحال الذي يعيشه البحرينيون.
الصدمة التي لم يتوقعها جهاز الإعلام الحكومي، مع إنها تتكرر كثيرا ، كانت في حالة مأساوية عصفت بامرأة بحرانية فقدت سكنها واضطرت إلى البقاء في الشارع وبمقربة من وزارة الإسكان التي نال خليفة بن سلمان جائزته من أجلها. فهذه القصة الإنسانية كشفت عن حقيقة ما يجري في البحرين من انتهاك صريح لحقوق السكن وحقوق المرأة في البحرين. رجال المخابرات وبعض أفراد أجهزة الأمن كانوا لها بالمرصاد فأشبعوها سبابا وإهانة بدلا من الأخذ بيدها ويد ابنتها ومحاولة وضع حلا لأزمتها ومأساتها.
حالة الاستياء من المتوقع لها أن تشهد تصاعدا في الأيام المقبلة بما ينذر بتفاقم الأزمات السياسية والحقوقية من جديد ولكن بشكل مختلف إذ ليس من المقبول عند كثير من الناس أن يتعرضوا للإهانة أكثر من مرة وأن يتم إجبارهم على تصديق خرافات الحكومة متى ما أرادت ذالك.
نقلا عن ملتقى البحرين
www.bahrainonline.org