يحكى ان نمرا وفهدا وذئبا قاموا بمطاردة ضبع سمين استخفوا به بسبب العرج الذي فيه والذي يجعله اقل قوة وشراسة وصمموا على اتخاذه وليمة لهم ذات يوم مشؤوم على الضبع المسكين
تمكن الضبع من النجاة وذلك بالدخول الى مغارة صغيرة كان يتخذها ماوى له في ليالي الشتاء الباردة
امتعضت الجماعة واحست بمرارة الفشل واجتمعت لتبادل الاراء فقال النمر لو لم يدخل المغارة لاتيتكم به في وثبة واحدة
وقال الفهد لو قبضت عليه لطوقته باذرعي ودققت عظامه في لحظة
سكت الذئب قليلا ثم قال لي حيلة ستجعلكم تتنالون المراد
ما هي
قال الذئب اتبعوني
وحمل الذئب آنية براقة في يده ووقف في مدخل المغارة
وقال مخاطبا الضبع المسكين
يا صديقنا الضبع لقد اتينا لالقاء التحية وعقد صداقة بيننا
فمدّ يدك لنضع فيها الحنّاء رمز ميثاق الصداقة التي بيننا
واخذ الذئب يردد عبارات المديح للضبع حتى اطمأن الضبع ومدّ يده
المسكين
ما إن مدّ يده حتى تلقفته ايدي النمر والفهد وتم سحبه وجره وما هي الا طرفة عين حتى كان اشلاء متطايرة ولقمة سائغة في افواه تلك الضواري الشرسة
ومن يومها اصبح هذا المثل يقال لكل ساذج
هات يدك نحنّي لك يا ضبع
هكذا تتصرف الانظمة الحاكمة في العالم العربي ازاء المعارضة
يتبجح هؤلاء في تلفزيوناتهم مرددين
يا معارضين تعالوا هنا داخل الوطن وناضلوا هنا
ولا تخاطبونا من عواصم الاستعمار
وبمجرد سماع شلة القوميين والوطنيين لكلمة عواصم الاستعمار حتى ينخرطوا في التصفيق للقائد الملهم رمز الوطنية والكرامة القومية
وعاشت الدهماء والغوغاء