ذاك المجهول
شىء مختبىء في نفس ما.
نبحث عنه طوال حياتنا...
[/color][/size] وعندما نجده نحارب مليا
لامتلاكه ولكن. ماذا لو؟؟
تمضي الأيام .
وفي النفس ملجأ لحالات الأشواق الدفينة . وذكريات حب.. تضيىء قنديلا.. بلحظات
كنت أحسبها ملكي..
كانت فرح بعمر . كعمر الفراشات قصير . كان طول قامتها متناغما مع أوراق الصفصاف.
وتلك البشرة السمراء مساحة مترنمة بين الأرض والسماء.
وذك الصوت كان يعبر ممرات الأفق
ويخطف قبلة من قلب الاهات .. يرسل رجفة عشق .. توجتها الانات.
تلك الخطوة .. كل صباح تخط من ممرات حارتنا .. قهوة عربية. وجريدة كانت بيده مهملة.
تلك النافذة . بضع خطوات لا اكثر هي مساحة فرح وأسامة للقاء.
فرح طالبة بمدرسة الموسيقى
كانت تمر كل صباح ..من امام منزل أسامة
من وراء زجاج نافذة . عيون المحبين تبحرر ببضع خطوات . وتلك الابتسامة مافارقت وجهيهما
مذاقها قهوة الصباح.
هو ذاك المجهول الذي طالما اعتراها طيفه
كانت تعزف له على الكمان كل مساء أغنية انا لحبيبي وحبيبي الي( للسيدة فيروز)
يترنم بسماعها خلف نافذته البيضاء .. وذاك الستار يلامس كتفه . برقة الحرير على
على جسد النساء.
ما اجمل النوافذ عندما ترتبط بلأشياء
ما اجمل السماء عندما تهدينا المطر .. في غمرة عطش تعيشها اجسادنا..
وتمضي الأيام مثل كل صباح
مثل كل مساء
كان يكتب لها شعرا تقرئه ليلا ...
كتب لها ذات يوم انت حقيقة بداخلي .. لا أستطيع نكرانها
كما ان الحقيقة حق .. والحق هو الله.. انت كل شي متربع تحت عرش السماء...
ما فارقتها تلك الكلمات.
وبعد أتصال هاتفي جمعهما أول مرة سمعت صوته
ذاك الصوت كان غريبا . دافئا . خجولا.. قال لها:
غدا صباحا انتظريني أبطئي خطاك . عند حديقة منزلي..
سأعلق على شعرك وردة ... وأعد خطاك لطريقك للمدرسة.
ومضت تلك الليلة وأحلام الوردة البيضاء نثر أريجه في ذاك الحد الفاصل بين الأرض والسماء.
هاهو الصباح . بقهوته .. وجريدته ونافذة الأمل افق جديد يحتضنهما..
مشت فرح امام منزل اسامة . لم تجده على ذاك الرصيف .أبطئت خطاها .. أقتربت بضع خطوات من حديقة منزله... ذاك الطيف الجميل وراء زجاج وستاره..
فتح نافذته مد يده محاولا ألتقاط وردة بيضاء.. ما أدركها . مد يده بقوة اكثر... مالمسها
حاول وهي تنظر وتنتظر .. ادهشها سكونه
وفرح تنظر بأستغراب مابه....
أومت اليه بيدها .. أنزل الى هنا وألتقطها..
فجاة تغيرت ملامح وجهه... نظرت غريبة أسكتت تعابير شفاهه. اغلق نافذته.. وأرخى على جبينه الستار.. كانما تحطم زجاج قلب .. كطفل . أضناه البكاء.
مضت فرح . بعد ان جرت قدميها وكانهما تشبثتا بلارض عنوة.. هدوء لامس خطاها. وكانها تجر الم السنين على كتفيها..
دخلت مقهى.. كتبت له على ورقة
ما اردت الوردة.. ولكن أردت ملامست عيون طالما حلمت امتلاكها
مااردت الوردة.. ولكن احببت ان امشي معك تحت ذراج ثلج حسبته دافء
ولكن برد الأيام عاد واعتراني
فرح
عادت لمنزلها .؟ بعد ان وضعت ورقتها في صندوق البريد امام منزله.
في المساء رن هاتفها.. هو أسامة قال بقوة مفاجئة:
اني احبك ... اني أحبك وخفت ان كسرت حاجز اللقاء .ان تغتالني يا سيدتي عيناك
افهميني يا فرح انا ضعيف امامك..
صمتت فرح وكانما نسيت حروف الهجاء....واصابتها رجفة الشتاء الحزين . ولكن في هذا المساء
لم تعزف له اغنية ولم تفتح نافذتها.. كانت تنتظر مرور الصباح . لتكسر هي حاجز اللقاء..
كالعادة كل صباح.. طريق للمدرسة أمام منزله . مشت بخطا متلهفة للقاء. ولكن هذا اللقاء على طريقتها..
قبل دخولها المنزل . قطفت هي الوردة الي عجز هو عن التقاطها.. قرعت الجرس.. ماسمعت صوتا.
ولا احد اجاب... ولكن الباب لم يكن مغلقا .. نصف مغلق كقصتها معه.. دخلت بقوة وخوف بقلب يدق وينتظر.
دخلت تلك الغرفة التي طالما احتضنت .. عيناهما
راته ورأت:
راته على كرسي متحرك سيجارة تبغ بيده . دخانه ملء عينيه يحترق به المكان..
كان ينتظر قدومها.. كان يعلم قدومها.. وصوت أغنية الكمان يهز المكان
لحظة . في ذاك الحد الفاصل بين تلك العيون المبحرة غرق البحر بعينيها.. ولكن بحر فرح
مافاض. وما اطفىء بقلبها تلك النيران
خطوة .. خطوتان
التصقت به . مد يدها لامست يداه. اعطته الوردة وقالت له:
ها هي الحقيقة ؟؟ اهي الحق؟
ام كما يقال الكذب ملح الرجال
ادرات ظهرها ومشت. تبحث عن اول غيمة تحتضن صدقها. تبحث عن اول ورقة تخط عليها اول
اول كذبة .. واول قصة حب .. واول غيمة في حد فاصل بين حدود السماء والارض
ومضت الأيام.. واختفت تلك النافذة . ولم يبقى سوى الستار
كتبت له اخر ورقة بيضاء..
ما عاد ثلج بلاد ليست بلادنا دافء..
ما عاد هذا الجسد اليك عطشا...
كما النار والثلج متخاصمان..
كما الله والكذب منفصلان..
اياك يا رجل من هذا الزمان ان تشعل تبغك مرة اخرى.. وترسم خرائط جسدي
على جدران وهمك...
اياك ان تلبس ثوب الحب . وجسدك من خشب اياك والعطب
من مذكرات كذبة
فرح
06-14-2009, 06:36 PM
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا
يا حيف .. أخ ويا حيف
المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001