النظرية بسيطة جداً.
اتصلت بي صديقة من مكان ما ، ولكن أصلها من مكان آخر ، ومتزوجة من رجل من مكان ثالث، وتعيش في المملكة المتحدة.
واشتكت لي بأنها تقابل بعض الأفراد الذين يشعرون أنهم أعلى من غيرهم.
طمأنتها بأن الحيوانات كتير وعلى قفا من يشيل كل يوم ، وقلت لها أن الأمر طبيعي وأغلقت الهاتف.
وما إن فعلت حتى رن مرة أخرى ، وإذا بالمكالمات تنهال عليّ من جميع صديقاتي من أنحاء العالم واللواتي ينتمين لأصل من أنحاء أخرى من العالم وجميعهن يعشن في نواحي مختلفة عن الأنحاء الأولى والثانية.
وكلهن يشتكين من نفس الظاهرة.
عندها شعرت بأن الأمر ربما يكون مرضاً جديداً ، وبالفعل بعد أن قمت بزيارة أحد أصدقائي النازيين الجدد ، والذي فوجئت بأنه كان يعلق آية المحبة من الإنجيل على جدار غرفته في البيت.
وعندما سألته عن السبب، قال لي : مهو كله بينفع في البطاطس.
فعرفت وقتها أد إيه ممكن الواحد يقابل ناس حلوة وطيبة في حياته.
وبعد أن دردشنا سوية ، لقيت الراجل برضه يشتكي من نفس الظاهرة ، أن هناك من ناداه بأنه دون المستوى.
عدت بقى إلى المنزل ما بدهاش ، وأخذت مفتاح الجراج من عم نبيل ، وفتحته وشلت علب الفول الفارغة و بقايا السردين ، وأخرجت عدة الشغل ..
عدة الشغل طبعاً ليس الجميع سيفهمونها لأنها أدوات معقدة للفنيين ، بس حقولها علشان يتضح للقاريء الأكاديمي أني بحثت بشكل جدي ومنهجي في الموضوع.
أول حاجة من أدوات العدة : التليفون.
وثانيا: أرقام صديقاتي.
اللواتي من أنحاء مختلفة ، وأصلهن من أنحاء أخرى ، وبقية العبارة الفقع نفسها تاني. كملوها انتم...
وأخذت أتحدث وأتحدث ، وفي الوسط دخلت كتبت بعض المشاركات.
وبعد ما أخذت تقريباً 389 رأي ، ثم تراجعت عنها جميعاً إلى الآراء المضادة لها ، وأكلت ضرب على كل مرة فيها ، إشي جزم ، وإشي طماطم بايظة ، وإشي محشي وحاجات من اللي فيها بركة وترم العظم.
توصلت أخيراً إلى النتيجة. وهي نظرية الدفع الألّوطي اللي حعرضها هنا النهاردة مع الرسم التوضيحي.
هي نظرية بسيطة خالص.
بعض الناس ، لديه طفاسة شديدة ، ومستعد ياكل أي حاجة في طريقه ، حتى لو اتكعبل في كومة ألاليط.
كما في الشكل رقم 1 . فإذا به يأخذ الألوط كله ويدفسه في فمه بفجعة لا مثيل لها ، كما في شكل 2.
والنتيجة في شكل 3 ، أنه يصاب بمرض الضراط .
يبدأ في الضراط بس لا ينتبه أنه يضرط.
والسبب أنه لسه واكل ألوط بحجم دماغه ، والرائحة لا زالت تملأ فمه وأنفه ، فطبعاً لا يمكن ياخد باله من الريحة اللي طالعة من فمه الآخر.
يتزايد الضراط بشكل مستمر ، طوال الوقت ، حتى يتسبب في دفع المريض من على الأرض ، كأنه صاروخ أو بالون مملوء بالهيليوم.
فجأة يجد المريض نفسه فوق مستوى البشر دون أن يدري السبب.
بعد قليل يبدأ في الشعور بالتعالي ، طبعاً وربما يحسب أنها معجزة إلهية لأن ربنا أكيد بيحبه.
كما في شكل 4.
هذه هي النظرية ببساطة، صحيح أخدت دراسة كتيرة ، وكلفتني مكالمات بالهبل، وضرب لما قلت يا بس
.
بس المهم النتيجة طلعت والمجهود ما راحش عالفاضي.
بقي شيء أخير ، استغربت له ، وهو السبب الذي قد يجعل المريض يتناول الألوط .
والسبب جاءني في رؤيا ، رأيت فيها ألوطاً كبيراً ملفوفاً في مجده والإشعاع الخرئي يحيطه من كل اتجاه.
فقال لي : أنا ب...
لا طبعاً ، مش بيحبني .
وإلا كنت شديت السيفون على أم الحلم كله وما كملتش البحث العلمي.
لكنه قال : أنا بيبقى شكلي عامل زي الكفتة أحيانا . علشان كده المريض بيغلط فيا ، لأن حواسه عطلانة.
لا بيدوق ولا بيشم ولا بيفهم. ثم نزلت مياه عظيمة من السماء ، فجرفت الألوط واستيقظت إلى الورقة والقلم لأسجل النظرية بسرعة قبل أن تتصل بي صديقة أخرى من مكان غير المكان الذي ولدت فيه غير المكان الذي تعيش فيه.