ليمونه بـ 50 فلس
أبو عمار
يلعن عرضه هالمصري اللي أسمه علي
أبو رياض
علي بتاع محل النظارات
- أيه يا أبو رياض
- أيش فيه
- أخو الشرموطه كل يوم يطلب كاسة شاي الصبح ويطلب معها نص ليمونه , وكاسة شاي المسا ويطلب معها نص ليمونه , فـ باليوم الواحد يطلب 2 كاسة شاي , ومعهن ليمونه بـ 50 فلس , بس ما بنحصل منه غير 200 فلس حق الشاي والليمونه بياخدها بلاش
كنت مشغول في خدمة زبون أثناء هذا الحوار وبمجرد ما خلصت من الزبون حاولت الفرار من المكان أوأختلاق أي شيئ لعمله في هذه اللحظه , وكأن أبو عمار قرأ ما يدور في ذهني فنادي علي
- فارس : خذ كاسة شاي لقريبك اللي أسمه علي (والله ماهو قريبي ولا أعرفه ) ولو سألك علي الليمونه قل له نسيت , يلا حرك .
عملت كاسة الشاي ورحت أوصلها له
- أهلا بالمعلم فارس
- أهلا بيك يا أستاذ علي
- مظبوط الشاي
- علي كيفك يا أستاذ علي
- فين نص الليمونه
- نسيتها والله يا أستاذ علي
- معلش روح هاتها وتعالي
المفروض كان أروح ومرجعش , لكن لأني ناقص تربيه وبحسن الظن في ذكاء الناس أنسحبت من لساني وقلت
- يا عم علي انت راجل بلدياتي وتهمني , وبصراحه أبو عمار قال عليك ( كذا كذا ) فأنت إذا كنت عاوز ليمونه , اشتريها من البقاله , أو حاسب المطعم عليها , عشان محدش يتكلم كلمه ملهاش لازمه ولا أنا أكذب عليك وأقل لك نسيت , ولا أنت تنتظرني ارجع لك وتضيع وقتك علي الفاضي .
- ده بس الأسبوع ده أنا عندي برد
- عندك برد عندك صداع , مش مشكلتي أنا قلت لك وخلاص , عشان دي 50 فلس ملهاش لازمه , ده لو انت هتجيب كيس ليمون بربع دينار من الجمعيه هيكفيك 3 اسابيع وحطه عندك في الثلاجه الصغيره دي , ماشي يا عم علي , عداني العيب انا كده
- متشكرين يا فارس
- بس اسمع يا عم علي , أعرف صاحبك وعلم عليه , متروحش تسيح لي في المطعم وتقول فارس قالي كذا وكذا
- عيب يا فارس
أنا أعتقدت أني عملت التصرف المنطقي والعقلاني ولا تثريب علي , وعلي المفروض انه راجل متعلم يتصرف بحكمه , ويشتري دماغه
لكن أتضح لي أن فيه ناس كتير مفيش علاقه بينها وبين الحكمه , وأنها بتشتري المشاكل
في اليوم التالي
أتي علي للمطعم وخاطب أبو عمار
- أنا زبونك يا أبو عمار
- ولو بتشرف يا علي
- لما أنت عاوز ثمن اليمونه ليه مبتقوليش
غمغمت في سري (يلعن دين أمك يا علي )
- مين اللي قالك هالحكي
- مالك دعوه باللي قال يا أبو عمار , ليه تعتب علي اللي قال , بدل ما تحق نفسك وتعتذر
-عن شو أعتذر , ولك يا رجال أنت عم بتخربط بالحكي , مين اللي قالك هالكلام
- مالك دعوه باللي قالي
تكرر هذا الديالوج 5 أو 6 مرات ,وأبو عمار عاوز يعرف مين أخو الشرموطه اللي نقل الحكي , وعلي عاوز يحصل علي إعتذار رسمي من أبو عمار .
أعتذر أبو عمار أعتذار موارب , فأنتشي علي كـ ديك رومي وانصرف دون أن يمنح أبو عمار أي إشاره عن أخو الشرموطه
أجتمع ابو عمار مع أبو رياض وأبو علاء وبحضور عصفوره مصري اسمه وليد , ودارت مباحثات وتحليلات استخباراتيه لمعرفة ناقل الكلام
طبعا انحصرت الشبهات حول الجراسين , وضاقت الدائره حول ثلاثه , أنا ومحمد وعصام , وهنا تتلاقي الرغبه الجماعيه في الإدانه , وبسرعه تم استبعادي , ثم تم أستبعاد محمد واتهم الجميع عصام , لا لشيئ ولكن لأنه لم يكن محبوب
حضرت في اليوم التالي لأجد جلسة المحاكمه قد عقدت في الفتره الصباحيه وصدر القرار بأتهام عصام رسميا بالجرم وتوبيخه علنا ودفع عصام بحياة عياله و نور عينيه أنه بريئ
وراح لـ علي يترجاه انه يقول الحقيقه
فقال له علي انه حلف طلاق ما هيروح ناحية المطعم تاني
طيب تعالي يا أبو عمار أسأل علي
ورد أبو عمار انا اروح له بعد ما علا صوته وقعد يصيح لي في المحل عندي
تعالي انت يا ابو رياض أسأله
تضرب منك لألو
طبعا لا أنكر أني أكره عصام , وإني كنت أتمني أحفر له حفره , لأنه يا ما خوزقني , لكنه صعب علي , وبقيت مضايق عشان الأهانه اللي بياخدها بدون ذنب ومتضايق أكتر من حالة الجبن اللي لقيت نفسي فيها , أنا كل الحكايه حاولت أحل مشكله وأعطي ما أعتقدت أنه نصيحه , لكن آلت الأمور إلي أسوأ ما يكون , وأكتشفت بعد كده قد أيه في قلوب سوده , يعني أبو رياض ووليد كان كل ما أبو عمار يهدأ وينسي , يفكروه , وغريب كان مصطاد عصام في الرايحه والجايه , لما الراجل كان هيطلع من هدومه
لم أحتمل الضغط أكثر من ذلك فصارحت محمد بما حدث , وبعدها بيومين وقبل ان يبرد الموضوع تماما ويدخل طي النسيان حدثت مشكله بيني وبين محمد , فما كان منه إلا أن أبتزني بما يعرف , وبقي يلقح كلام وغمز ولمز علي , وفي المساء واجهت أبو عمار بأني أنا اللي قلت لـ علي واضعا حد للأبتزاز وحتي لا يحرق دمي مده من الزمن وبعد كده يعمل نفسه ( كرومبو) اللي جاب الديب من ديله
نالني شيئ من التقريع , استقبلته ببرود , وقبل أن يحاول أحد أن يجعل من الموضوع ماده للتسليه , كنت أنهيت الحوار تماما بأن صارحت أبو عمار بأنه هو الغلطان ولو شايف ان علي بياخد شيئ زياده كان قاله وخلص الحكايه لكن ميصحش انه يشتم الناس في ضهرها وينكر أمامها ويضطرني أكذب علي الزبون , ولما حاول أبو رياض يتكلم قلت له لو سمحت يا ابو رياض , خليك في حالك .
طبعا لم ينساها أبو عمار وضمها إلي أخوتها في دفتر الخطايا
الخلاصه
لا تحسن الظن كثيرا بذكاء الناس
توقع الغباء من حيث لا تدري
كن قويا وأحتفظ بأسرارك حتي لا يستخدمها أحد ضدك
واجه الأمر وأحسمه في بدايته حتي لو كنت مخطئ ولا تدع فرصه للقيل والقال
إذا كنا لا نحب شخص فلا نترجم ذلك إلي إدانه
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-11-2009, 03:48 AM بواسطة fares.)
|