الافلام هي اهم الوسائل لايصال الرسائل اما الوثائقية او التاريخية او النفسية او الاخلاقية وكل ما يخطر ببال ، ولا يوجد فيلم الا وله هدف حتى لو كان للتسلية فالتسلية هدف بذاتها

قبل ايام شاهدت فيلماً تلفزيونيا لست مهتما بمخرجه ولا بممثليه بقدر ما اثارتني القضية التي اثارها ولم يعطي جواباً لها ، بل ما شدني هو نصف الفيلم الاول ولم اهتم بالنصف الثاني الذي هرب من القضية بحبكة هندية عربية

الفيلم هو the last rites

سجين ارتكب فضائع جرمية بحق فتيات يقتلهن بمنتهى البرودة ، ويصدر عليه الحكم بالاعدام بالكرسي الكهربائي ،ويتوجه للكرسي بكل عجرفة وتفاخر بجرائمه ، واثناء تنفيذ الحكم والكهرباء موصولة لرأسة وقبيل ان يفارق الحياة ينقطع التيار الكهربائي ولا مجال لإصلاحة سريعاً

ينقل المجرم الي مستشفى ويأخذ بالتعافي من اثار الصعق ، الحاكم ومدير السجن يستعجلون الاطباء لكي يأخذوه لتنفيذ العقوبة مجدداً ، لكن يتم عرضه على طبيبة نفسية بعدما لاحظوا انه فاقد للذاكرة ،

المشهد الان نحن امام رجل فاقد الذاكرة ووديع ومسالم وهذا نتيجة لما اصاب دماغه ، وبين تعجل الحاكم ومدير السجن ومظاهرات لاعادة تنفيذ الحكم ، يبقى الرأي الطبي هو ان حالة المريض النفسية تحتاج الي كثير من التقييم

هنا نجد انفسنا امام مفارقتين وكل مفارقة لها مناصريها ولها مبرراتها

الاولى ان هذا الشخص تحول الي شخص عادي وسليم وفاقد الذاكرة وهو وديع وحتى حنون ولا يجوز اعدام شخص له هذه الحيثيات
والثانية ان نفس الشخص بشحمه ولحمه ودمه ويداه هو من اقترف الجرائم البشعة ويجب تنفيذ الحكم الصادر بحقه

كنت اتمنى ان يكتمل الفيلم ضمن هذا الصراع الاخلاقي ، ولكن يتم الهروب من مواجهة هذه الاشكالية الي تصريفه على شاكلة الافلام الهندية

القضية هنا ومن مبدا اخلاقي وليس قانوني هل يجب تنفيذ الحكم فيه بالاعدام ام تبرئته ؟

وتحياتي