المعروف أنّ الدماغ البشرى يتألّف من نصفين يُطلق عليهما "النصفان الكرويّان".
ومن المعروف أيضاً أنّ الفص الأيسر هو ما يُطلق عليه "النصف المهيمن" أو "Dominant Hemisphere" فى الغالبيّة العظمى من البشر، حتّى فى أولئك الذين يستخدمون اليد اليسرى فى الكتابة "أكثر من 85%".
الفصّ الأيسر هو المختص بعمليّات الحساب والمنطق والتحليل، كما يوجد قيه مركز "الكلام".
القصّ الأيمن هو مركز الخيال والإبداع والتصوّر والنظرة الكليّة -غير التحليليّة- للأشياء.
وببساطة، فإنّه بينما بتعامل الفصّ الأيمن مع "الزمن" مثلاً كوحدة واحدة "لحظة" لا تتجزّأ، فإنّ الفص الأيسر يقوم بتجزئة تلك اللحظة إلى وحدات أصغر "ثوانى، دقائق، ساعات، أيّام، وهكذا" بحيث يتمكّن الكائن البشرى من التعامل معه.
فبينما قد يطرح عليك الشقّ الأيسر من دماغك دائماً أسئلة مثل: كم تملك من المال؟ كم تبقّى لك من الوقت؟ كم وكم ..
فإن الشقّ الأيمن سيقول لك إنّ هذه اللحظة التى أنت فيها هى كل ما لديك، وأنت لن تكون موجوداً إلاّ فيها، فعشها كما ينبغى..
بعض الذين أصيبوا بسكتات دماغيّة فى الشقّ الأيسر من الدماغ حكوا عن تجارب مذهلة، من بينها مثلاً إختفاء إدراكهم للزمن بشكله القديم ودخولهم ألى حياة تتجدّد بإستمرار. ومن أولئك الدكتورة "جيل بولت تيلور"، إختصاصيّة علم الجهاز العصبى والتى حكت تجربتها قى كتاب عنوانه "My Stroke of Insight" أى "السكتة التى أشعلت البصيرة". كما قدّمت محاضرة قصيرة بالفيديو عن تلك التجربة. (رابط الفيديو مترجماً للعربيّة موجود أدناه)
تحدثت الدكتورة عن أنّ أروع أيّامها هى تلك التى عاشتها تحت سيطرة النصف الأيمن من دماغها حيث غمرها شعور بالسلم والإطمئنان بعد أنّ تعطّل مؤقّتاً نصفها "الأيسر" والذى كان يصوّر لها الحياة وكأنّها سباق محموم على خارطة الزمن والتى كان يتعامل معها الشقّ الأيسر من دماغها بجدّيّة مُضنية.
كذلك، فقد مرّ أُناس آخرون بتجارب مختلفة عندما تعطّل لديهم الشقّ الأيسر من أدمغتهم، ومنها ذلك الذى تحوّل فجأة إلى فنّان يجيد الرسم على الرغم من أنّه لم تكن لديه سابق تجربة بالرسم.
فهل يا تُرى يمكننا أن نسلم القياد للنصف الأيمن من أدمغتنا -بدون جلطة- ونصبح بالتالى من "أصحاب اليمين " ..
روابط الفيديو:
الجزء الأول:
http://www.youtube.com/watch?v=1OPErYldcCU
الجزء الثانى:
http://www.youtube.com/watch?v=hzzPKKKrW4E