بيوت إخوانية صميمة
بقلم: هبة نجيب - مدونة منحدرات
أعيش في بيت يُنسب للإ خوان .. في بيت قيادي كبير .. ورأس من الرؤوس التي يأتمر الصغار بأمرها !! .. في بيت ينظر إليه على أنه قلعة من قلاع ( الالتزام ) .. ويأتي الناس لقطبيه ( الوالد والوالدة ) طالبين النصح !!... أحيا في عرش من عروش الأخوان .. ويُشار إليّ صباح مساء .. أنني سليلة المجد .. ابنة الدكتور العظيم .. حاملة لواء الدعوة
وأعود لبلدي .. أستقبل بحفاوة ..ومعرفة مسبقة .. إنها ابنة الدكتور الفلاني .. آه .. لا بد أن لها باعا .. كأبيها ... ويصدمون صدمة بالغة عندما أعلن أن لي خطا غير دربهم!! .. لكنهم لا يقتنعون .. (بكرة تصح وتعود لعشها ).. انها حرارة الشباب وطيشه
وأعود للمنفى .. هنـــــــا ... لأسمع عبارات الشوق .. وطابورا من الخطّاب ... لم لا وأنا ابنة الدكتور العظيم ..!!.. ويتصور أبي أنني قد أتزوج أحدهم ..لأنه يحمل شهادة إخوانية موثقة
منذ صغري تفتحت عيناي على (الإخوان ) .. أتصبح بكتبهم وأتمسى .. تصاحبني في نومي ويقظتي .. أشربتُ أن ليّ كتبا ثلاث .. القرآن والسنة ..ووصايا الإمام البنا
حتى أذكاري .. علموني أن أتلوها .. على طريقة البنا
حين استشهد عن صحة أمر .. أقول قال الإمام الشهيد البنا .. أو فعل البنا
وبدل أن ألقي التحية السلام عليكم .. ألقيها .. هل أنت إخواني!؟
تربيت إما أن أكون اخوانية أولا أكون
قالوا لي هناك صواب وخطأ .. الصواب حيث الانتماء الإخواني يكون صادقا .. يُبذل له النفس والمال والجهد .... لم لا؟! .. وأنت ستنال شرف الالتحاق بكتيبة الإخوان
تربيت بين أحضان الكبار كما يقولون .. وكم من الساعات أنفقتها في لقاءات الإخوان ..التي نجبرعلى حضورها .. إنها كفروض الصلاة ... لابد أن تقدم دليلا على الولاء والطاعة .. وهناك .. أخبرنا هؤلاء الكبار .. أن كلمة نعم ..هي المقياس الأمثل لتشربك الدعوة .. إنها دليل أنك رهن إشارة مرشدك: ولي الأمر
وأحسست أنني وصلت لمرحلة لو سئلت ما دينك ؟؟.. لقلت إخوانية ولله الحمد
عقلي رفض أن أصبح لعبة بين أيدي هؤلاء الكبار .. وأحسست أن شيئا ما خاطئ في هذه الحلقة .. هل كان يرنو البنا فعلا من المؤمنين بدعوته أن يرفعوه هذه المكانة .. هل كان يرضى أن تكون كتبه بهذه المنزلة القدسية !!.. هل كان يقبل أن تصبح الجماعة أشبه ما يكون إلى حزب .. يصبح التعصب له منهجا
الشئ الذي كان عقلي يناقشه أيضا .. لم المرشد .. هذه الدرجة ..أهي كخليفة أو قائد .. لم لا يمسى رئيس الجماعة بدلا من مرشد !! .. أليس في قرءاني ما يكفي أن يكون مرشدا لي !؟
وأخذت أرى الفرق بين أفعال الكبـــار وأقوالهم .. ووجدت أن مساحة للبون شاسعة تفصل بينهما وأصبح عقلي يرفض غير كلمة نفاق اجتماعي وديني رهيب ليصف هذا البون
وكما الحكم الاستبدادي في كل مكان ..من الأفضل أن تظل هذه الأفكار حبيسة رأسيعدت إلى وطنــي .. لأشاهد للمأساة وجوها أخرى ..لم أستطع إلا أن أعلن أن طريقي غير طريق هؤلاء .. قد أشتبك معهم في نقاط وفاق، وقد أختلف .. المهم أنني تنازلت وبمحض إرادتي عن شهادتي الإخوانية ... ولم
ورجعت للمنفى ( السعودية )... حدثت الصدمة لهم ولأهلي ..كيف .. ومن الذي (شقلب ) يستوعبوا هذا
عقلك ولخبط أفكارك !!؟؟؟
لم يُحدث تحولي لدى عائلتي أي رغبة في أن تقف عند الأسباب التي أدت لذلك .. أقول حتى مجرد الرغبة في الأمر ... لا فعل الأمرفي حد ذاته !!.. هم فوق المساءلة.. وأنا واحد ة جرها الشيطان في طريق الانحلال الغربي .. وبكرة ربينا يهديها
أنظر إلى أحوالنــــــــــــا في هذا البيت الإخواني الصميـــــــم وأضحك بمرارة ..وشر البلية ما يضحك
لن أتوقف عن الأقتعة التي ترتدى أمام الناس!! ... فقط سألقى نظرة علينا نحن الأبناء الثمار التي كان يجب أن توهب للدعوة
أنا كفرت بالإخوان ونهجهم ، وكدت أكفر بالإسلام نفسه .. بسبب الفكرالذي شابه الكثير من السلفي المتشدد
أخي بلا فخر .. يعيش حياته بكل بهيمية ..من إدمان إلى علاقات محرمة ..
أختاي لاتؤمنـــــان بأي شئ مما ( يبرطم ) به ليل نهار .... وأذن من طين والأخرى من عجين.. كي تستمر الحياة
أتساءل .. أليس من دلالات على نجاح فكرما؟! .. أو أسلوب تربية ؟! ... إذا كان أبي بعد كل العمر الذي أهدره ( وأنا أعتقد أنه أهدره )... لا أحد يؤمن ولو بجزء من أفكاره - مجرد جزء بسيط - كيف يصنفه المجتمع على أنه إنسان ناجح؟! .. ألا يشعر الوالد العزيز ولو قليلا أنه يجب أن يراجع حساباته ؟!! .. لو كان الأمر يتعلق بأحدنا فحسب ... لوجدت العذر له .. لكن الجميع ساروا ضد الخط الذي كان يجب أن يسيروا فيه ..حسبما خطط والدي العزيز ... أليس هذا ما دعا إليه الإسلام .. محاسبة النفس .. أو ما تتطلبه الحياة بشكل عام .. أن نقف ولو قليلا لننظر إلى الوراء .. ونرى فيما أخطأنا . وفيم أصبنا ... وما سبب هذا أو ذاك؟؟
لمـــاذا نكئت هذا الجرح الإخوانيّ ... لأن صديقة لأمــي .. اعتدت منها أن تتحدث معي بصراحة .. كانت تشتكي من اغتصـــــــــاب زوجها - وهو القيادي البارز أيضا – لأموالها وتحويشة عمرها .. ومساومته لها للتنازل عن حقهـــا
وتقول بمرارة .. أين هذا مما يتحدث به بين الناس .. أين هذه الأخلاق المحترمة من المنهج (اللي صدعوا راسنا بيه )!!؟؟
تشتكي بمرارة .. تريد أن تصرخ .. كفاية نفاق .. لكنها لا تقدر ... حاولت أن أصبرها بأن يوجد الكثير من هذه الأخلاق .. لأن هذه النـــــــار قد لفحتني حتى شوهتنــــــــــي !!..وقد ذقت طعم المرارة التي تتحدث بها .. وكنت مثلها .. تنط من عيني تلك النظرة الساخرة .. حينما أسمع والدي يتحدث عن حسن الخلق ..أو احترام اختلاف الرأي وانه لا يفسد للود قضية ..وهذه كانت النكتة الأكبر في حيــــــــاتي
وما يوجد في هذه البيوت الاخوانية ليس بدعا من الأمر .. ويوجد في كثير من البيوت .. لكني أعيب عليها .. أنهــــــــا تعلم ولا تعمل ... قد تكون عدم المعرفة عذرا مقبولا في كثير من الأحيان.. الناس لا تغفر لرجل الشرطة مثلا أن يسرق .. وقد تغفره للرجل العادي .. وكذلك فهي لا تقبل مثلا من شيخ يخطب على المنبر أن يأتي فاحشة الزنى .. وقد تغض الطرف تماما عندما يأتي بها رجل سكير
وهكـــــــــذا .. المشكلة أن تحدث هذه الأمور في بيوت ملتزمة ( مع تحفظي على التسمية ) .. لنقل متدينة .. أيا كان نوع هذا التدين .. وهذا لا يقتصر على الاخوان فقط .. أستطيع أن أحكي أيضا عن بيوت سلفية صميمـــــــــة
ما الذي أدى لهذا ؟؟!! .. واين يكمن الخلل؟؟!! .. أسئلة يجب أن تطرح
Wed, 2008-10-15