دراسة نقدية لسفر يونان وخرافاته اليهودية التى انتقلت للمسيحية والاسلام
فراس السواح
اولا :
تعريف بالسفر من المصادر المسيحية واليهودية
جاء بقاموس الكتاب المقدس , تحت مادة : سفر يونان :
---------------
هناك رأيان متباينان بشأن السفر.
فأحدهما وهو رأي المفسرين المحدثين، لا يعتبره تاريخاً، بل مجازاً أي رواية تمثيلية موضوعة في قالب تاريخي، وأنه كتب في عهد حديث أي ليس قبل القرن الرابع أو الخامس قبل المسيح. ويبنون رأيهم على ما يأتي: (1) وجود السفر مع الأسفار النبوية وليس مع الأسفار التاريخية.
ذكر معجزات تختلف عن المعجزات المذكورة في الأسفار التاريخية ولا سيما النبأ المتعلق بالحوت.
(3) عدم الاتفاق بين ما قيل في توبة أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم، وما يعرف عن تاريخ نينوى وما جاء في سفر ناحوم ((ويل لمدينة الدماء كلها ملآنة كذباً وخطفاً)) (نا 3: 1). ((جرحك عديم الشفاء. كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك)). (3: 19). وناحوم عاش بعد يونان.
(4) ما جاء في ارميا (51: 34 و 44): ((أكلني أفناني نبوخذ نصر ملك بابل. جعلني إناء فارغاً. ابتلعني كتنين. وأخرج من فمه ما ابتلعه)). وهذا القول تشبيه بغير شك. فيقولون أن رواية يونان هي أيضاً تشبيه ليس إلا.
أما الرأي الآخر، وهو رأي المحافظين من الشراح فيعتبره سفراً تاريخياً كتبه يونان بن امتاي نفسه. ومما يثبت:
(1) نفس الكلام، فإنه لا يقول: ((صار قول الرب إلى الإنسان)) بل إلى ((يوناثان بن امتاي)) الخ.
(2) كلام يسوع إذا قال: ((لأنه كما كان يونان في بطن الحوت الخ.. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا)).
(3) إن تنبأ الحوت ليس من الحكايات التي غايتها أن تثير فضول الناس ودهشتهم. بل غايته الرمز إلى موت المسيح وقيامته. أما بخصوص توبة أهل نينوى فمن المحتمل أنهم تابواتوبة وقتيه فقط. ولم تذكر هذه التوبة إلا في هذا السفر. ولعل هذه السفر جعل في عداد الأسفار النبوية لأن ما ورد فيه يرمز إلى أمور مستقبلية، كقيامة المسيح، وتبشير الأمم، وسواء قبل هذا الرأي أو ذاك فالدرس الذي يلقيه السفر واحد.
أما القصة التي يتضمنها السفر فهي:
(1) أمر الله بالذهاب إلى نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية ليعلن خرابها. ومحاولة يونان التملص من هذا الواجب.وإبحاره على سفينة ذاهبة إلى ترشيش في أسبانيا. وحدوث نو عظيم عزا النوتية سببه إلى عصيان يونان. فألقي في البحر، وابتلعه حوت عظيم. وبعد ثلاثة أيام قذفه الحوت إلى البر (ص1).
(2) صلاة شكر وحمد فاه بها يونان بعد خلاصه نقل معظم ألفاظها من المزامير (ص2).
(3) إطاعة يونان لأمر الله وكرازته في نينوى وإصغاء السكان له، وتوبتهم، وصفح الله عنهم (ص3).
(4) اغتمام يونان بسبب ذلك، وجلوسه خارج المدينة، وتوبيخ الله له عن طريق اليقطينة التي نمت وظللت يونان من حر الشمس، واغتياط يونان ثانية، وتذكير الله له أن نينوى، التي تضم الألوف من السكان، بينهم كثيرون من الأبرياء، أحق بالرحمة والشفقة من اليقظة التي اغتاظ وتكدر، لأنها ذبلت (ص 4).
وليس في آخر العهد القديم ما يظهر المحبة بطريقة أعجب من المحبة التي يظهرها هذا السفر. إنه يحمل رسالة دينية لجميع العصور. أنه احتجاج على العصبية والعنصرية اليهودية الضيقة ومقتها للشعوب الأخرى مقتاً بشعاً ظهر بنوع خاص بعد عصر السبي. إن الله في نظر مؤلف هذا السفر يهتم بجميع الناس ويغفر لجميع التائبين إليه سواء كانوا أمماً أم يهوذاً. وكان سفر يونان يقرأ في يوم الكفارة. وكان في وسع كثيرين من الأمم الاهتداء إلى الله لو علمهم اليهود ذلك.
ولقد مهد كاتب سفر يونان الطريق لبزوغ شمس الإنجيل على البشرية. وقصة يونان هي أروع صورة لعمل الفداء الإلهي وأنبل نبذة دينية للتبشير والمناداة بالإنجيل.
ولقصة يونان ما يشابهها في الأدب البوذي كقصة ميتافنداكا الذي كان مسافراً ذات مرة في إحدى السفن، فوقفت السفينة في الماء في اليوم السابع عن إقلاعها ولم تعد تتحرك.فألقى البحارة قرعة، وقعت سبع مرات متتالية على ميتافنداكا، فطرحوه في البحر وأعطوه قطعة من القصب الضخم سبح عليها حتى وصل إلى بر الأمان.
هذه وغيرها قصص تشبه في ظاهرها قصة يونان إلى حد، ولكن ليس هناك ما يدل على أن قصة يونان مستعارة أو مقتبسة من قصص بوذية أو غيرها. ومما يجب الإشارة إليه أن قصص البحارة الهندوسيين والفينيقيين وما يتخللها من مشاعر وأحاسيس وأعمال، كانت مشابهة من بعض الوجوه. "
---------------
وجاء بدائرة المعارف الكتابية
تحت مادة : يونان وسفر يونان
اسم عبرى معناه "حمامة" وهو ابن أمتاى، وأحد أنبياء إسرائيل (يونا 1:1)، وكان من مدينة جت حافر فى سبط زبولون (2مك 14: 25). ويذكر سفر الملوك الثانى أن يونان قد تنبأ بأن بريعام بن يهوآش، ملك إسرائيل سيرد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة (خليج العقبة).
ورغم أنه عصر بريعام الثانى كان عصر ازدهار سياسى، إلا أنه كان عصر انحطاط روحى، لأن يربعام عمل الشر فى عيني الرب، " لم يحد عن شئ من خطايا يربعام بن بنياط الذى جعل إسرائيل يخطئ (2مل 14: 24)، فإن يونان تمسك بوطنيته بغيره شديدة حتى إنه لم يشأ أن يلبي دعوة الرب له للذهاب إلى نينوى لإنذار أهلها، لأن شرهم قد صعد أمام الرب، لأنه كان يعلم أن أشور هي الآلة التى يستخدمها الرب لعقاب أمته إسرائيل. فالنبي الذى أرسله الرب إلى يربعام ليؤكد له نجاحه فى استعادة تخوم مملكته ، هو النبي الذى أرسله الله إلى نينوى لإنذارها بالخراب، لعلها تتوب.
ومن عجب أن النبي الذى كان شديد التعصب لقوميته (يونا 1: 9)، هو نفسه النبي الذى اختاره الرب ليرسله إلى أمه معادية لشعبه. كما أن سفر يونان يبدو فريداً بين اسفار الأنبياء إذ إنه سفر تاريخى أكثر منه نبوي، فلم تكن النبوة التى كلفه بها الرب سوى خمس كلمات (فى العبرية كما هى فى العربية) " بعد أربعين يوما تنقلب نينوى " (يونا 3: 4).
وهو خامس سفر من أسفار الأنبياء الصغار الاثنى عشر، وهو كما سبقت الإشارة سفر تاريخى أكثر منه نبوي، فهو يروى ما حدث ليونان بعد عصيانه أمر الرب له بالذهاب إلى نيونه لتحذير أهلها. والاحداث الغريبة الكثيرة المسجلة فى هذا السفر، جعلته موضوعاً للعديد من التفسيرات المتباينة.
أولاً: الكاتب:
ينسب التقليد اليهودى كتابة السفر إلى يونان النبي نفسه، الذى تنبأ في أيام يربعام الثاني ملك إسرائيل (2مل 14: 25).
ويتضح من السفر أن يونان كان يهوديا شديد التعصب ليهوديته، مما أدى به إلى عصيان أمر الله له بالذهاب إلى نينوى لتحذير أهلها، إذ لم يشأ أن تلك المدينة - عاصمة أشور المعادية لشعب الله - تتوب، فيصفح عنها الله وتحظى بغفرانه، وهو الأمر الذي وبخه الله عليه بشدة (يونا 4: 6- 11).
وقد استخدم الرب يسوع ما حدث ليونان وأهل نينونى، درساً وآية لجيله، فالثلاثة أيام والثلاث ليال التى مكثها يونان في بطن الحوت، كانت مثالاً لموت الرب ودفنه وقيامه فى اليوم الثالث (مت 12: 38-41). كما أستخدم تجاوب أهل نيونى مع مناداة يونان، وتوبتهم، درساً لتوبيخ الذين لم يؤمنوا به (لو 11: 32).
ثانياً: اصالة السفر:
كما سبق القول، أدت الأحداث العجيبة المسجلة فى سفر يونان إلى تباين الآراء حول طبيعة السفر، وذلك ليس فقط لحادث ابتلاع الحوت ليونان وبقائه الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال حياً فى بطن الحوت، ولكن أيضاً لما جاء به عن توبه أهل نينوى (يونا 3: 5).
ولقد دافع عن تاريخية السفر كثيرون من أبرز علماء الكتاب المقدس، وحجتهم القاطعة فى الرد على من ينكرون تاريخيته، هو استشهاد الرب يسوع بما جاء به.
ويستند من ينكرون تاريخته، إلى ما يأتى:
(
i) استخدام عبارة "ملك نيونى" (8:3) فلم تكن نيونى دولة، بل عاصمة للدولة، والمنتظر من معاصر للأحداث أن يقول: ملك أشور.
(ii) استخدام الفعل الماضى فى وصف اتساع المدينة : "أما نينوى فكانت مدينة عظيمة له مسيرة ثلاثة أيام (3: 3)، مما يبدو معه أن السفر كتب بعد مدة طويلة من الأحداث المذكورة فيه.
(iii) يوصف اتساع المدينة. بعبارات فيها نوع من المغالاة (3:3) .
(iv) إن توبة أهل نينوى ينقصها الدليل التاريخى.
(v) من غير المحتمل أن يظل كائن بشرى فى بطن الحوت كل هذه المدة سليماً.
وبالنسبة لعبارة ملك نينوى، فهناك عبارات مشابهة فى العهد القديم، فيقال عن "أخآب" ملك إسرائيل، "ملك السامرة" (1مل 21:1)، وعن بنهدد ملك أرام "ملك دمشق" (2 أخ 24: 23)، فليس بغريب أن يقال عن ملك أشور، إنه قال نينوى".
أما استخدام الفعل الماضى فى وصف اتساع المدينة، فلا يدل على شئ إلا على أن النبي يذكر ما كانت عليه عندما كان هو فيها قبل كتابته للسفر.
ووصف المدينة بأنها كانت مسيرة ثلاثة أيام، ليس فيه شئ من المغالاة، بل هو وصف لما كان يستلزمه قطع كل أجزاء المدينة وضواحيها للمناداة لكل أهلها.
أما توبة أهل نينوى: فلا تعنى أن كل سكانها قد أمنوا "بيهوة" إله إسرائيل، فهو يصف أن توبتهم كانت عن رهبة من التهديد بخراب المدينة (يونا 4:3). وبينما لا يسجل التاريخ العالمي هذه الحادثة، فهناك ما يدل على إمكانية حدوث ذلك، ففى العقد السابق (765-729ق.م) شاهدت نيونى كسوفا كلياً للشمس. كما اجتاحها وباءان خطيران، مما جعل الأهالى على استعداد لتوقع مثل هذه الأخطار، وبخاصة أنهم لابد قد عرفوا ما حدث من معجزات مع النبي الذي جاء لإنذاهم بالخطر الذي يهددهم، مع ملاحظة أن أحد ملوك أشور، وهو هدد نيرارى الثالث، قد أمر بقصر الصلاة على إله واحد، هو اإله "بنو". وإذا كان يونان قد عاصر حكم نيرارى الثالث هذا (810-783ق.م)، فمن المحتمل أن عقيدة التوحيد اليهودية التى كان يمثلها يونان، قد وجدت جوا أكثر ملاءمة مما فى مجتمع وثني متعدد الآلهة.
أما الحادث الذى يخلق أعظم صعوبة، فهو حياة يونان فى بطن الحوت، إذ كثيراً ما يقال إن بلعوم الحوت لا يتسع لمرور جسم فى حجم الإنسان، كما أن الحيتان لا تعيش عادة فى البحر المتوسط، ولكن الكلمة العبرية "داج" (dag) المترجمة "حوتاً" تعنى سمكة كبيرة. وقد ترجمت نفس الكلمة مراراً عديدية فى العهد القديم "سمكة" دون تحديد لنوعها 0أنظر مثلاً تك 9: 22 عد11: 22، 1مل 4: 33، 2 أخ 33: 14...الخ). والأرجح أن السمكة الكبيرة التى ابتلعت يونان كانت من نوع سمك "القرش" فى البحر المتوسط، وكثيراً ما وجدت جثث بشر فى بطون هذا النوع من الأسماك، وعلاوة على ذلك، فإن الأمر مع يونان كان معجزة إلهية، وهل يستحيل على الرب شئ؟.
أما مشاركة البهائم والمواشى فى الصوم مع الناس (يونان 3: 8.7) فأمر له نظائر فى التاريخ، فقد سجل هيرودوت المؤرخ الشهير، حالة مماثلة فى تاريخ الأمبراطورية الفارسية.
ثالثاً: آية النبي: هناك تفسيرات عديدة "لآية يونان النبي" (مت 12: 39)، فيقول كيل (Keil): كان ارسالية يونان حقيقة لها أهمية رمزية بالغة، فلم يكن الهدف منها هو إثارة إسرائيل، من جهة موقع العالم الأممى بالنسبة لملكوت الله فحسب، بل أيضاً لترمز إلى تبني أمثال أولئك الوثنيين فى المستقبل عندما يقبلون كلمة الله، وينالون نصيبهم فى الخلاص المعد فى إسرائيل لكل الأمم . ويقول "هودون Whedon: إن ربنا يسوع المسيح فى رفضه أن يعمل آية أمام الكتبة والفريسيين، اعطاهم "آية يونان النبي" نبوة عن دفنه فى القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال، ملثما كان يونان فى بطن الحوت. وهذا القول فى ذاته كان معجزة، لأنه "علم بالمستقبل"، وكان فى ذلك برهان على أنه المسيا.
(رابعاً)- وضع السفر:
(i) يوضع سفر يونان بين أسفار الأنبياء الصغار، ويبدو فريداً بينها، حيث أنه ليس مجموعة من النبوات كباقى الأسفار النبوية، بل بالحري هو قصة إرساليته إلى نينوى، وما تشير إليه من أن نعمة الله غير مقصورة على شعب إسرائيل، بل تمتد إلى الأمم. وقد وضع السفر بين الأسفار النبوية لأن خدمة يونان واختباراته الفريدة- كانت صورة نبوية لموت الرب يسوع ودفنه وقيامه، وما نتج عن ذلك من بركه للأمم.
(ii) ينظر النقاد بصفة عامة إلى سفر يونان على أنه أسطورة أو أقصوصة رمزية، ولكنه فى حقيقته تاريخ، وليس ثمة أساس لرفض ذلك أو لاعتباره أسطورة أو خرافة، والمعجزات فى سفر يونان شبيهة بالمعجزات الكثيرة التى تذخر بها سائر أسفار الكتاب المقدس، وبخاصة أسفار موسى الخمسة، فالنوء، وابتلاع الحوت ليونان، وخروجه من بطن الحوت حيا، وتوبة اهل نينوى، وسرعة نمو اليقطينة ، ليست بأشد غرابة من شق البحر الأحمر، وعمود السحاب والنار، والمن من السماء، والماء من صخرة الصوان، واقامة الموتى، وبخاصة قيامه الرب يسوع، التى كان اختبار يونان رمزاً لها (مت 12: 41.39، لو 29" 32). فالسفر لا شك فى تاريخته، فليس فيه ما ينفي ذلك. والزعم بأن ما قاله الرب يسوع عن يونان، ليس دليلاً على تاريخه السفر، إنما هو زعم باطل فقدماء اليهود (كما يذكر يوسفوس) كانوا يؤمنون بتاريخه، سفر يونان والتقليدان اليهودى والمسيحى يويدان نفس الرأى."
------------------
ثانيا :
دراسة نقدية للسفر
ماذا يقول سفر يونان ؟
يقول ان الاله اليهودى طلب من رسوله اليهودى يونان ابن امتاى ان يذهب لمدينة نينوى الاشورية لينذرهم بان شرهم زاد وصعد امامه ويحذرهم من اهلاك مدينتهم وكل من عليها من بشر وحيوان ونبات !!
ولا يذكر لنا كاتب السفر ماهية او نوعية هذا الشر الذى ضايق يهوه واغضبه لدرجة انه قرر اهلاك المدينة تحديدا دون باقى مدن وبلاد العالم , ان مدينة نينوى مدينة وثنية مثلها مثل باقى مدن العالم الوثنى , فهل شر البلاد الوثنية الاخرى كان مقبولا عند يهوه ؟
لماذا نينوى على وجه التحديد ؟
فجأة نجد الاله اليهودى الدموى ينقلب لاله رحيم يشفق على غير اليهود حتى انه يرسل لهؤلاء الوثنيين الذين يعبدون آلهة غيره من يطلب منهم التوبة والايمان به !!
وهذا الاله فى هذا السفر يخالف تماما الاله الذى تصوره لنا باقى اسفار العهد القديم , الاله الذى طلب من بنى اسرائيل ان يبيدو كافة شعوب المنطقة بلا هوادة او رحمة حتى انه كان يطلب ويأمر بابادة ليس فقط الرجال والنساء والاطفال والرضع بل وابادة البهائم !!
وكيف ننسى ما ارتكبه موسى ويشوع وابطال اسرائيل ما فعلوه من ابادة واهلاك لامم المنطقة باوامر يهوه ؟
على كل يريدنا كاتب سفر يونان ان نصدق ان يهوه صار الها رحيما يشفق على غير اليهود ويسعى لهدايتهم وخلاصهم ونجاتهم من قبضة يده المهلكة !!
لكن رسول يهوه وهو يهودى متعصب وعنصرى رأى ان مدينة نينوى الوثنية لا تستحق رحمة الله , فاراد ان يهرب من المهمة التى كلفه بها الاله , وبدلا من التوجه لنينوى ركب سفينة متجهة الى المدينة الاسبانية ترشيش حتى تظل نينوى فى شرها فيقع عقاب يهوه عليها !!
اعتقد يونان ان بهروبه بالسفينة الى ترشيش هو يهرب من وجه الاله اليهودى , لكن الاله اليهودى يلاحقه اينما ذهب
" فارسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر "
وكانت النتيجة ان ركاب السفينة بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم وآلهتهم المختلفة والمتعددة انزعجوا وصار كل راكب يستنجد الهه لينقذه من الغرق
" فخاف الملاحون و صرخوا كل واحد الى الهه "
وعملوا قرعة ليعلموا من بينهم المتسبب فى هذه المصيبة , وعندما اعترف يونان انه هو السبب طلب منهم ان يلقوه فى البحر فتهدأ الزوبعة
ويبدو ان هؤلاء الوثنيين كانوا يقدرون القيم الانسانية النبيلة لانهم لم يشاؤوا ان يلقوا انسانا بالبحر
" فصرخوا الى الرب و قالوا اه يا رب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل و لا تجعل علينا دما بريئا لانك يا رب فعلت كما شئت "
ولا ندرى اى اله هذا الذى صرخوا اليه !!
لا يعقل انه الاله اليهودى يهوه لانهم يعبدون آلهة اخرى
وان قيل بل هو يهوه فهذا يعنى اعتقادهم بتعدد الالهة ويهوه من ضمن هذه الالهة !!
فيبدو واضحا ان كاتب السفر اليهودى كان يعتقد بمعبوده يهوه وكذلك كان يعترف بآلهة الشعوب الاخرى , كل ما هنالك ان يهوه يمتاز على باقى الالهة وهذا لا ينفى الالهة الاخرى !!
ومما يؤكد على هذه الحقيقة هو تعليق كاتب السفر بعد ان القى الركاب يونان بالبحر وتوقف البحر عن هيجانه
" فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما و ذبحوا ذبيحة للرب و نذروا نذورا "
فهؤلاء الوثنييين ومتعددى الالهة خافوا من الرب وذبحوا ذبيحة له !!
بعد ذلك يروى لنا الكاتب اسطورة او خرافة ساذجة نجد مثيلاتها عند جميع الشعوب البدائية
" و اما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال "
لمدة ثلاثة ايام اقام يونان ببطن حوت !!
ولنا ان نتخيل ما حدث :
بمجرد ان القى يونان فى البحر جرى نحوه حوت ففتح فمه وابتعله والتقمه دون ان يمزقه اربا , ومر يونان من فم الحوت وحلقه واستقر فى بطنه الواسعة التى تسع حجم رجل يبلغ طوله اكثر من متر ونصف على الاقل !!
ونسأل كيف يستطيع رجل كامل الجسم ان يمر بحلق الحوت الضيقة ؟
ان البحر المتوسط معروف باسماكه المتعددة , فما هى السمكة التى يسمح حلقها بمرور رجل دون افتراسه وتمزيقه لقطع صغيرة حتى يمكن ان تمر بالحلق؟
وكيف يستطيع انسان ان يعيش ثلاثة ايام بدون اكسجين فى مكان مغلق مثل تجويف بطن الحوت ؟
ان من يصدق مثل هذه الاسطورة يتمتع بقدر كبير من السذاجة التى يحسد عليها !!
وفى بطن الحوت يتذكر يونان الهه اليهودى فيصلى له ويسبحه !!
واخيرا يامر الاله الحوت فيقذف يونان الى البر
ثم يذهب الى نينوى ويدور فى شوارعها محذرا باعلى صوته
" بعد اربعين يوما تنقلب نينوى "
ولا ندرى بأى لغة كان يخاطب اهل نينوى الاشوريين , فلا يعقل ان يخاطبهم بالعبرية لغته ولغة قومه اليهود , واقرب للمنطق انه كان يخاطبهم بلغتهم التى يفهمونها والا لما فهموا من هذا الاجنبى شيئا !!
ان كاتب السفر يستغبى القارئ عندما يذكر ان سكان نينوى بمجرد ان سمعوا هذا التحذير من هذا الاجنبى آمنوا بالله ( يهوه الاله اليهودى )
" 4 فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد و نادى و قال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى
5 فامن اهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم
6 و بلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد
7 و نودي و قيل في نينوى عن امر الملك و عظمائه قائلا لا تذق الناس و لا البهائم و لا البقر و لا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء
8 و ليتغط بمسوح الناس و البهائم و يصرخوا الى الله بشدة و يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و عن الظلم الذي في ايديهم
9 لعل الله يعود و يندم و يرجع عن حمو غضبه فلا نهلك
10 فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه "
هكذا بمنتهى البساطة !!
جميع سكان عاصمة الامبراطورية الاشورية الوثنية فجأة يتخلون عن معتقداتهم واساطيرهم وخرافاتهم وآلهتهم لمجرد انهم سمعوا من هذا الاجنبى تحذيره وتخويفه بان الاله اليهودى يهوه سوف يدمر ويهلك مدينتهم !!
كان من الممكن ان نتقبل هذا التغير الجذرى لو ان كاتب السفر اجهد نفسه قليلا فى حبكته القصصية فصور لنا مثلا محاولات يونان وجهوده فى تعريف سكان نينوى بدينه ومعبوده واقناعهم ببطلان آلهتهم وعقائدهم , لكن شيئا من هذا لم يحدث ولم يذكره كاتب السفر !!
كل ما قاله يونان هو هذا التحذير الابله الذى يقوله المخبولون والمشعوذون والدجالون فى كل زمان ومكان :
انتبهوا ان الخراب ينتظركم !!
الغريب ان جميع الشعب الوثنى انقلب فجأة وتحول فجأة من وثنيته الى عبادة يهوه اليهودى !!
حتى الملك نفسه وعظماءه والحكماء والكهان كانوا فى مقدمة التائبين الصائمين !!
بل ان الحيوانات ايضا كان يجب عليها ان تصوم !!
مشهد رائع هذا المشهد الذى يصوره الكاتب ,
لنتخيل جميع سكان مدينة نينوى وبقرهم وغنمهم وهم يصرخون الى يهوه طالبين العفو والرحمة !!
فاستجاب يهوه الرحيم لهم وندم انه قرر اهلاكهم فعفا عنهم !!
فجأة تهودت عاصمة الامبراطورية الفارسية من كبيرها لصغيرها وحتى بهائمها !!
الغريب انه لا يوجد اى دليل تاريخى او وثيقة او نقش قديم او اى اشارة من اى نوع تذكر هذا الحدث الكبير الذى وقع فى عاصمة الامبراطورية الاشورية !!
فلا تذكر لنا كتب التاريخ القديمة ان الاشوريين فى مدينة نينوى اعتنقوا الدين اليهودى او عبدوا الاله يهوه اليهودى !!
ونعود مع الكاتب لنرى ماذا كان موقف يونان رسول الله الى نينوى
بدلا من ان يفرح لخلاص الاف البشر , بل والبهائم . من الهلاك , اذ به غاضب من يهوه !!
نجد يونان يعاتب الاله ويلومه لانه انقذ هؤلاء الوثنيين عندما تابوا
" و صلى الى الرب و قال اه يا رب اليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف و رحيم بطيء الغضب و كثير الرحمة و نادم على الشر"
يبدو ان يونان كان يفهم طبيعة يهوه اكثر من يهوه نفسه , فكان سبب هروبه الى ترشيش وعدم الذهاب الى نينوى معرفته ان يهوه متغير المزاج ولا رأى ثابت له , اله متهور دائما يقول الشئ ويندم عليه , لذلك لم يرد يونان ان يتحمل غباء وتهور ومزاجية الاله فيبلغهم ان الاله سيبيدهم , ويحدث العكس !!
ولقد صدق حدس و تخمين يونان , وفى النهاية ظهر يونان امام سكان نينوى بمظهر النبى الكاذب الذى تنبأ بهلاكهم بينما حدث العكس , وهذا يفسر سر غضب يونان
واراد يهوه ان يلقن يونان درسا من خلاله يعرف يونان ان الاله يهمه ارواح البشر ولا يفرح باهلاكهم حتى ان كلفه ذلك ان يظهر بمظهر المتناقض مع ذاته , وان كلفه ان يتراجع عن قراراته الطائشة !!
وهذا الدرس عبارة عن قدرات سحرية قام بها يهوه !!
يصور الكاتب اليهودى يهوه بصورة الساحر الماهر الذى عمل شجرة يقطين فجأة ليستظل بها يونان فى الخلاء , وكم فرح يونان بهذه الشجرة التى كانت تحميه من حرارة الشمس الملهبة , وفى اليوم الثانى بحركة سحرية كلف يهوه دودة بضرب الشجرة فيبست ولم يجد يونان ما يستظل به , بل يستمر يهوه فى ألاعيب الحواة فيامر الرياح الشرقية الحارة ان تهب وان تضرب الشمس المحرقة راس يونان , وكاد ان يهلك
وهكذا يغضب ويغتاظ يونان على هلاك الشجرة التى كانت تحميه من حرارة الشمش
وهنا يلقنه يهوه الدرس :
" فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها و لا ربيتها التي بنت ليلة كانت و بنت ليلة هلكت
افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم و بهائم كثيرة "
وختاما يتلخص ما تعرض اليه هذا السفر من نقد :
هذا السفر ما هو الا قصة خرافية اسطورية لا تمت للتاريخ بصلة
إن توبة أهل نينوى ينقصها الدليل التاريخى , وعدم الاتفاق بين ما قيل في توبة أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم، وما يعرف عن تاريخ نينوى وما جاء في سفر ناحوم ((ويل لمدينة الدماء كلها ملآنة كذباً وخطفاً)) (نا 3: 1). ((جرحك عديم الشفاء. كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك)). (3: 19). وناحوم عاش بعد يونان.
من غير المحتمل أن يظل كائن بشرى فى بطن الحوت كل هذه المدة سليماً
إن بلعوم الحوت لا يتسع لمرور جسم فى حجم الإنسان، كما أن الحيتان لا تعيش عادة فى البحر المتوسط
يرى مفسرى المسيحية واليهودية المحدثين ان السفر ليس تاريخيا وانما هو رواية تمثيلية موضوعة فى قالب تاريخى
ويذكر قاموس الكتاب المقدس ويعترف :
"ولقصة يونان ما يشابهها في الأدب البوذي كقصة ميتافنداكا الذي كان مسافراً ذات مرة في إحدى السفن، فوقفت السفينة في الماء في اليوم السابع عن إقلاعها ولم تعد تتحرك.فألقى البحارة قرعة، وقعت سبع مرات متتالية على ميتافنداكا، فطرحوه في البحر وأعطوه قطعة من القصب الضخم سبح عليها حتى وصل إلى بر الأمان.
هذه وغيرها قصص تشبه في ظاهرها قصة يونان إلى حد، ولكن ليس هناك ما يدل على أن قصة يونان مستعارة أو مقتبسة من قصص بوذية أو غيرها. ومما يجب الإشارة إليه أن قصص البحارة الهندوسيين والفينيقيين وما يتخللها من مشاعر وأحاسيس وأعمال، كانت مشابهة من بعض الوجوه."
وتقول الموسوعة الكاثوليكية :
If, then, the stay of Jonah in the belly of the fish be only a fiction, the stay of Christ s body in the heart of the earth is only a fiction.
" لو ان اقامة يونان فى بطن الحوت خرافة فان بقاء جسد المسيح فى القبر هو ايضا خرافة "
وهذا يبين تمسك المسيحية بتاريخية سفر يونان لانه يمس اهم عقائد المسيحية وهى عقيدة موت المسيح ودفنه لمدة ثلاثة ايام فى باطن الارض
أما عن انتقال هذه القصة اليهودية بتفاصيلها الاسطورية الى الاديان اللاحقة
فلقد انتقلت الى المسيحية ووافقت عليها , بل استغلتها استغلال نفعى تلفيقى يخدم عقيدة قيامة المسيح من بين الاموات , فينسب للمسيح انه أشار الى حادثة او خرافة ابتلاع الحوت ليونان لمدة ثلاثة ايام وثلاثة ليال بقى اثنائها فى بطن الحوت حيا يرزق ثم خرج وذهب لمدينة نينوى الوثنية وهناك تاب اهل المدينة الى الاله يهوه فاعفاهم من العقاب
متى 12
38 حينئذ اجاب قوم من الكتبة و الفريسيين قائلين يا معلم نريد ان نرى منك اية
39 فاجاب و قال لهم جيل شرير و فاسق يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي
40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال
41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل و يدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان و هوذا اعظم من يونان ههنا
42 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل و تدينه لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان و هوذا اعظم من سليمان ههنا
لوقا 11
29 و فيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول هذا الجيل شرير يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي
30 لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل
31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل و تدينهم لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان و هوذا اعظم من سليمان ههنا
32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل و يدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان و هوذا اعظم من يونان ههنا
وكذلك انتقلت هذه الاسطورة اليهودية ايضا الى الاسلام , فيعتبر القرآن يونان ( يونس ) من رسل الله
وجدير بالملاحظة ان اسم بطل الاسطورة اليهودى ( يونان ) انتقل للاسلام بصيغته اليونانية ( يونس ) Jonahas , مما يدل على تسرب الفكر والالفاظ اليونانية فى البيئة الثقافية العربية من خلال اليهود والنصارى الملمين بهذه الثقافة .
جاء بسورة يونس
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ
( يونس 98)
ويلاحظ ان القرآن اطلق على الذين ارسل اليهم يونس اسم ( قوم يونس ) , فظن كاتب القرآن ان يونس ارسل الى قومه , وهذا الخطأ سببه اعتقاد محمد ان كل رسول ارسل الى قومه بلسانهم فاعتقد ان الرسول يونس بالتالى ارسل الى قومه !!
وهذا يدل على ان الاسطورة اليهودية نقلت للاسلام بصورة مشوهة غير دقيقة لان يونس من بنى اسرائيل والذين ارسل اليهم من الوثنيين غير اليهود سكان مدينة نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية.
وجاء بسورة الصافات
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)
فهنا يقتبس الكاتب القرآنى تفاصيل كثيرة من الاسطورة اليهودية اقتباسا شبه كربوني مثل :
ركوب يونس للسفينة :
إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)
" فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا و وجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها و نزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش من وجه الرب " ( يونان 1 : 3 )
وانه القى منها الى البحر
وكيف دخل بطن الحوت :
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ( 142 )
" اما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال " ( يونان 1 : 17 )
وهناك سبح الله ,
أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
"فصلى يونان الى الرب الهه من جوف الحوت " ( يونان 2 : 1 )
ثم كيف قذف من بطن الحوت الى البر :
فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)
" و امر الرب الحوت فقذف يونان الى البر " ( يونان 2 : 10 )
وان الله صنع له شجرة من يقطين ليتظلل بها من حر الشمس ,
وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)
" فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه " ( يونان 4 : 6 )
ويذكر الكاتب القرآنى عدد سكان المدينة الذين يبلغ عددهم اكثر من مائة الف , وانهم آمنوا بالرسالة
وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا
" نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة ( مائة وعشرين الف ) من الناس " ( يونان 4 : 11 )
وختاما
لقد انتجت العقلية اليهودية الاسطورية هذه الخرافة , وكتبت الاديان اللاحقة – المسيحية والاسلام - لها الخلود عندما وافقت عليها واقتبستها قلبا وقالبا فى نصوصها المقدسة لخدمة اغراض دينية وعقائديه تخدم مزاعمهما .
|