إبراهيم : مسائل التدين والإلحاد صراحة لا تفرق معي كثيرًا. الاثنان عندي سيان
-----------------
تحياتي أستاذ إبراهيم، أحييك كثيراً على موقفك، فهو موقف واعي، ويقترب كثيراً من موقفي، فأنا لا أرى في الإيمان والإلحاد إلا إشكالية اجتماعية، وأدعوك لقراءة رد سابق لي بخصوص هذه المسألة، منعاً لإرهاقك أضعه هنا مرة أخرى :
---------------------------------------------------------------------------------------
Al gadeer : لا اعلم حقيقة ما علاقة معتقدات الشخص بذكائه
----------------
لا توجد علاقة بالطبع، بل الأساس في تبني الإنسان لمعتقدات ما، سواء في تمسكه بمعتقداته التي نشأ عليها، أو في تمرده عليها، هو أساس اجتماعي، وطبيعة شخصيته التي تكونت في هذه البيئة، خصوصاً من زاوية التمرد أو الخضوع، وهما كما لا يخفى يتصلان أيضاً بأسباب اجتماعية متعلقة بوجود الإنسان الفرد وطبيعة تفاعله مع وسطه الاجتماعي.
وهناك ما يمكن تسميته بالبنية التحتية لعقلية الفرد، وهى معتقداته الأساسية عن الوجود وحركته، والتي تتكون خلال تربيته، ومن خلال الخبرة البشرية والاجتماعبة المتوارثة في الوعي واللاوعي الاجتماعي، وهى يمكن ان تتطور مع زيادة معارفه وتوسع مداركه، وليس منها معتقداته الدينية، فالمعتقدات الدينية تأتي تابعة لرؤية الفرد لواقعه في تفاعلها مع بنيته العقلية التحتية
فالفرد الذي يرى مجتمعه عبثياً، وبنيته العقلية تأبى العبث؛ فغالباً ما سيكفر بهذا المجتمع، وأسسه الإيديولوجية التي يقوم عليها
أما الفرد الذي يتقبل عقله العبث، أو لا يراه، او يعتبره شيئاً طبيعياًُ؛ فإنه لن تكون لديه مشكلة مع ذاك المجتمع
وأحب ان أؤكد في هذا السياق على أن الإلحاد أساساً ما هو إلا نوع من التمرد على المرجعية المجتمعية، خصوصاً في المجتمعات ذات الإيديولوجية دينية، ويكون الإيمان في هذه الحالة إما انصياعاً، او خلافاً جزئياً إذا وجدت أسبابه
كما ان الإيمان قد يكون تمرداً في حالة المجتمعات ذات الطابع الإلحادي، او المجتمعات الإيمانية ذات المرجعية المخالفة، وذلك بوضعه مرجعية اخرى خلاف التي يستند إليها المجتمع
وباختصار فالإيمان = الإلحاد، من المنظور الاجتماعي المجرد، وإن اختلفا وتناقضا من المنظور الاجتماعي الملموس، و يمكن تلخيص طريقة تكون الموقف الفردي، من حيث الإيمان او الإلحاد، من خلال المعادلة المُبسطة التالية :
الموقف الفردي = الموقف الاجتماعي العام (وعي الفرد بواقعه الاجتماعي × بنيته العقلية التحتية) = م ( و × ب)
فإذا كانت (و) و (ب) متناقضتان، أي كان احدهما سلبياً بالنسبة للآخر، كانت النتيجة سلبية، فيكون هناك تمرداً بالضرورة، أي يكون الموقف الفردي متعارضاً مع الموقف الاجتماعي، والعكس صحيح.
----
طبعاً الفكرة كلها تقريب الصورة، لكن هذه المسائل لا يمكن اختصارها في معادلات ناقصة وجامدة، وأي تصور بالشكل ده هو مجرد هرتلة
----------
وهذا رابط للموضوع إن شئت الاطلاع على بعض المعلومات القيمة التي أوردها الزميل الغدير
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35288&pid=406403#pid406403