إهداء الى محارب النور
خف بغيابك عنا قليلا
نشتاقك
موضوع منقول من
دفتر غيابي اليومي
المكان: مستودع جلجاميش/تورينو_إيطاليا
الصفة: مقهى مطعم وبار موسيقي
الشخصيات: بوغز هيندرسون ، فرقة الشافل كينغز (الملوك المعدلون)
الحدث: أمسية جاز بلوز أمريكي مع عزف غيتار كهربائي وغناء بلوز جاز كونتري أميركي بامتياز
....واحد من أهم عازفي الغيتار في العالم في السيتينات من عمرة قيل أنه موسوعة في الموسيقى وخصوصا الأمريكية بشمالها وجنوبها يلعب على غيتاره وكأنه بأصابعه التي بالكاد نلمحها تلتهب امتداد الأوتار الستة على قوس الغيتار يمينا ويسارا صعودا وهبوطا... فتطير الألحان والنغمات المتفاوتة من بين أصابعه كساحر يطير حماما ملونا في سماء القاعة الموسيقية التي يزينها خلف المنصة رأس كبير من أنابيب ودوائر معدنية تمثل نحتا حداثيا رائعا لرأس بطل أوروك الأسطوري: جلجامش
كأس مفعم بالبيرة السوداء يحيل عوالم الحفلة الموسيقية الى زمن أسطرة الموسيقى
رواد الغيتار الكهربائي كانوا هناك روحا وحسا..أمواتا وأحياء..
جيمي هاندركس، ألدي ميولا، كارلوس سانتانا، جيمي بيج، إريك لابتون، أيان غيلان وغيرهم... إستحضرهم هيندرسون بتشكيلة موسيقية/غنائية رائعة لم تقتصر على انغام الجاز والبلوز بل الروك والميتال حتى الريغي والباسادوبلي..
هيندرسون في جولته الأوربية هذه وفي السادسة والستين من عمره (الموسيقي والحقيقي) بشعره الأبيض الطويل المربوط الى الخلف بعقدة الحصان وغيتاره الأحمر البرّاق.. يستعيد بعزفه أمجاد رواد هذه الآلة الموسيقية التي اقتحمت منذ نهاية الستينات مع ثورة الشباب في اوربا، ولاحقا في امريكا، عالم الموسيقى الغربية الذي كان قائما على البيانو، يرافقه غيتار الباص والدرامز الرائع في انسجام رائع وتوقيت دقيق يحيل الى أجواء التفريد والإلتقاء التي يعتمد عليها الجاز
الغيتار الكهربائي وأسلوب الجاز/بلوز ثورة مزدوجة تتمثل بموسيقى الجاز التي ظهرت في أوائل القرن الماضي وحتى قبله قليلا مع الزنوج الأمريكين في خلط رائع بين موسيقى الجذور الأفريقية التي تعتمد الايقاع وموسيقى الغرب الأوبرالية والموسيقى الشعبية في امريكا القارية ولاحقا في اوربا.. كان البلوز موسيقى المعاناة والنواح يترنح بأغانيه وأصواته التي تمزق نياط القلب العمال السود في مزارع الأسياد البيض.. وبدخول الغيتار الكهربائي عالم البلوز و الجاز، على يد رواد كبار، أحدث ثورة على الثورة او تجديدا في الرفض المعبر عنه موسيقى وكلمات بعيدا عن ألوان البشرة..
أغاني قصير ومقاطع غنائية ومساحات كبيرة من الموسيقى جعلت الأمسية أشبه بحفلة لمقطوعة واحدة(كونشيرتو) تتبدل بها الأنغام أكثر مماهي لمجموعة أغاني، وكأننا أمام سيمفونية مجيدة تؤرخ لتاريخ الجاز والبلوز الكهربائي إذا صح التعبير
مساء جمعة رائق في مقهى غلغامش في عمق تورينو، مزَج الحنين الخفي لبدوي رحيّل مثلي من وادي الرافدين، مع روح الموسيقى الأندر غراوند الذي نشأت هناك في الإستماع إليها.. وكانت أهم ما في زوادة الرحيل من غذاء روحي في أطراف هذه الصحراء الحضارية التي نسميها أوربا والغرب....
بعض الروابط للغوغلة لهواة النوع
http://www.bugshenderson.com/bh/index.asp
http://www.youtube.com/watch?v=rCH6LV87k7w
وبالفرنسي
http://www.spectable.com/concert-blue-bu..._id=174415